الثاني والعشرون

6.9K 234 42
                                    


إلي أحدهم ....
أنا لم أكن  عادية أبداً .فدائماً ما أكون أنا محور الأهتمام
.صدقاً بدون أن أبذل أي مجهود .
.ما كان يميزني دوماً أني لم أكن أهتم
لا تقنعني أبداً كلمات الحب والغزل لا أنتظر من أحداً ان يخبرني كم أنا جميلة ...
.فكُنت علي قناعة كاملة أن قلبي ينتظره  
وأن جميع  أبوابي المغلقة لن تُفتح  لغيره
وحين أجده ستكون وقع كلماته  مثل السحر
وأن جمالي لن يكتمل إلا بأنعكاس
صورتي في عينه
....طال أنتظاري لك .....وأخيراً قد وجدتك
وحين وجدتك لم تُسمعني. أي كلمات ..أعطيتك مفاتيح روحي ولم تمُد يدك لتأخذها وتركتها تصدأ ...لم أري في عينيك سوي أنعكاساً لخيبتي بك ...ومعك ...
نعم وجدتك ....وحين وجدتك ...فقدت نفسي وفقدتك.....تمنيت أن لم أجدك و أعود أنتظرك
فكم كانت قسوة الانتظار أرحم لي من قسوة قلبك ...

❈-❈-❈

دنى يخطو إليها ومع كل خطوة ترتفع نبضاتها متراجعة للخلف، دقات قلبه تتنازع مع بعضها وصراع داخلي بين كرامته وقلبه، لقد اهينت رجولته بحديثها اللاذع  المهين له، حتى جعلته ينزف وونيران داخلية تلعنه من ذاك العشق اللاذع، اقترب بأنين صامت، وانفاس نارية مهدورة فجذبها من ذراعها بقوة اذهلتها ، ابتلعت ذعرها منه
-جاسر !!
نيران بداخله أشعلت حرب أعصاب ونظرات بينهما ، دفعها بقوة على الفراش
نهضت سريعا متسائلة بزعر بعدما وجدت جنونه
-إنت هتعمل ايه؟!..قالتها بعين زائغة
انحنى إليها وتملكه غضب جارف
-هعاين الجثة مش يمكن عايزة تحنيط مش تشريح ..ياحضرة الطبيبة التشريحية، تقولي ايه أصل جوزك حقير واطي ، قالها وقلبه يتآكل من الوجع

تلاشى تنفسها من حالته التي اوجعت قلبها فتحدثت
-جاسر ابعد عني، أنا آسفة مقصدش اللي وصلك..
مازال على وضعه، لقد وضعه على المحك، فدنى أقرب منها ووزع نظراته على جسدها الذي كُشف أمامه بالكامل ثم رفع نظره إليها
ورغم المرارة والألم من حديثها الذي شقه لنصفين ، حاول أن يهدأ داخله فتحدث:

-من اللحظة دي طرقنا افترقت، عايزة تمشي الباب مفتوح مش همنعك، عايزة تطلقي معنديش مانع، إنتِ كدا كتبتي خط النهاية بينا، اصلك مش غريبة متعرفيش مين هو جاسر، علشان تفكريني حقير شهواني، ياخسارة يابنت عمي ..قالها وتحرك للخارج سريعا..هرول كالذي يطارده شيطانه، حتى وصل لسيارته، استقلها سريعا، وقادها بسرعة جنونية

شهقة خرجت من جوف آلامها تهمس اسمه ببكاء يمزق نياط قلبها هامسة
-آسفة مكنش قصدي، انا تعبت من قلبي الموجوع منك
وضعت كفيها على صدرها وناجت ربها
-يارب ..ثم نهضت من مكانها متجهة للواحد القهار ترجوه بأسرها أن ينجيها من الهم والحزن..قامت وتجهزت لمقابلة ربها بركتي تزيل همها، خرجت من مرحاضها بعدما توضأت واتجهت تقيم صلاتها بآلام قلبها النازف، سجدت لربها تبكي وتدعوه بسريرتها
"ربي لقد عجز تفكيري وخلت بي الطرق ، فأنت وكيلي
اللهم بك أستعين وعليك أتوكل، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وسهل لي مشقته، وارزقني الخير كله أكثر مما أطلب، واصرف عني كل شر، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري يا كريم.
اللهم أخرجني من حولي لحولك ومن ضعفي لقوتك"
ظلت تناجي ربها حتى أنهت صلاتها فاعتدلت تقرأ بعض آيات الذكر الحكيم
مرددة دعاء سيدنا يونس
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

تمرد عاشق الجزء الثالث ،(عشق لاذع،)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن