الفصل العشرين

7.3K 240 32
                                    

أنا التي أحببتهُ ثم آذاني

أفنيْتُ فيه مشاعري، وقام بضرّهُا
لو قابل الحبُ بالحبِ لما تعبت مشاعرنا

يضيق قلبي عندما ألتفت حولي ولا اجده
واحتاجه ولا أبصره..

أتعلم إنني افتقدك كثيرا... أشتقت لك بحجم الألم الذي سكن قلبي من بعادك
#جنى_الألفي

تابعت تخطو بخطوات واهنة إلى أن وصلت الى جواد وغزل وتوقفت أمامهما
-عارفة إنك زعلان مني ياعمو، ومش هلومك، بس أنا قلبي وجعني ومحبتش اوجعكم عليا، قولت أعمل حاجة وحيدة في حياتي من غير ماأرجعلكم، طالعته والدمع يتدفق من عيناها
-عارفة كسرتكوا، ومهما أقول مش هقدر اداوي وجعكم مني، بس مش طالبة غير انكم تسامحوني،
رفعت كفيه تحتويه وانحنت تطبع قبلة بدموعها عليه هامسة ببكاء
-"آسفة"..قالتها واستدارت متحركة متجهة إلى سيارة جاسر ..توقفت ثم اتجهت بأبصارها توزعها على الجميع ، ولكنهم لم يعروها إهتمام، فتحت باب السيارة متجهة لزوجها قائلة بصوت مجهد كاد أن يخرج
-أنا جاهزة ..قالتها واستقلت السيارة بجواره، وعبراتها تغرق وجنتيها، حتى ارتفعت شهقاتها تضع كفيها على فمها

تحرك جاسر إلى أن وصل لوالده
-مسرحيتي خلصت ياباشا، وياريت محدش يدّخل بيني وبين مراتي ..امسكه جواد حازم من كتفه
-جاسر متغلطش، جنى رقيقة مش حمل اللي بتفكر فيه
لكمة قوية بوجهه
-إنت مالك اصلا..خليك في حالك
دفعت ربى جواد وتوقفت أمامه عندما اقترب من جاسر يريد عراكه ، فصاحت صارخة:
-كفاية بقى انتوا ايه مش بتفكروا غير بنفسكم وبس، ذهبت ببصرها لوالدها الذي تحرك بجوار غزل بخطوات هزيلة كأنه ابن ١٠٠عقد
-بصوا كدا وشوفوه كويس ، ايه عايزين تموتوه، رفعت نظرها إلى حازم
-عمو حازم لو سمحت خد جواد من هنا، ثم اتجهت لأخيها
-جاسر امشي، بس هقولك حاجة واحدة ..ماتخليش غضبك يعميك وفي الاخر ترجع تندم، ساعات قراراتنا بتكون متهورة وبسببها بنخسر كتير ونرجع نقول ياريت

تحركت إلى وقوف غنى وسحبت كفيها وتحركت للداخل دون إضافة شيئا اخر، أما بيجاد الذي وقف يضع كفيه بجيب بنطاله تحرك خلفه حتى وصل لسيارته
-تعرف كنت صعبان عليا أوي، لكن حركاتك دي نزلت من نظري، أشار بيديه للسيارة
-مراتك حامل يامتخلف، ممكن تعاقبها براحتك بس مش بالطريقة الزبالة بتعاتك دي، دنى يهمس له
-جاسر انا ليه النهاردة اقتنعت انك ماحبتش جنى، لكزه بصدره وتحدث بهسيس:
-مفيش حبيب بيأذي حبيبه يالا..إنما أنت بتدبح مش بتأذي
ارتدى نظارته وابتسامة ساخرة على وجهه وهتف :
-الرجالة كلها مش زي بعضها يابيجاد باشا، فيه اللي بيقبل مراته تهين رجولته عادي وفيه اللي يدوس على قلبه علشان واحدة باعته وهو اشترى الغالي بالرخيص
هنا لكمه بيجاد بقوة حتى ترنح جسد جاسر للخلف وصاح غاضبا :
-غبي ومتخلف..الرخيص دا انت اشتريته في الأول..ياخسارة يابن جواد..قالها ثم دفعه ينفض كفيه ينظر إليه مزمجرا بغضب :
-لو اعرف انك واطي كدا صدقني كنت ندمتك ندم عمرك، لكن أنا اللي غبي اللي اتهاونت مع واحد زيك ..اتجه
وفتح باب السيارة واستقلها متحركًا بسرعة جنونية، وغضبه يعمي بصره وبصيرته ..كانت تستند برأسها على زجاج نافذة السيارة وعبراتها تنسدل بصمت، وذكرياتها مع والدها..فجأة وضعت كفيها على بطنها تصرخ به
-اتجننت عايز تسقطني، براحة ولو مش متحمل وجودي نزلني
هدأ من سرعة السيارة ، وزم شفتيه يجيبها بملامح جامدة :
-ليه ياست الهربانة ناوية تعملي جولة جديدة ..استدار بنظره إليها يطالعها بنظرات متهكمة
-بلاش شغل الحنية اللي بترسميه قدامي وخوفك على ولادي، دنى يضع كفيه على أحشائها ويتابع الطريق بعينيه
-دول أغلى من حياتي، يعني مستحيل أذيهم بقصد، بس دا ميمنعش اني فعلا مش متحمل وجودك لحد ماأوصل
اطعنها بكلماته وانقبض قلبها من نظراته الباردة، هزت رأسها واستدارت تنظر للخارج وتنهيدة مرتجفة افلتتها
-عندك حق دول أغلى مني شخصيًا، استدارت مرة أخرى وغرزت عيناها بمقلتيه هاتفة:
-علشان دول هيكون أخر معروف مابينا
ارتفعت ضحكاته ورغم أنه افلتها من بين شفتيه إلا أنها شحذته كالسكين البارد ثم إجابها بحاجب مرفوع وزاوية فم ملوية :
-معروف !! استأنف ابتسامته الهازئة محاولا السيطرة على وجعه ونزيف قلبه الداخلي
-عندك حق اللي كان بينا معروف وقرابة مش أكتر ..توقف بالسيارة ، وأخرج زفرة محملة بالوجع الداخلي
-انزلي يامدام وصلنا، أشار على المنزل قائلاً :
-دا من الليلة سجنك يامدام جنى، وقبل ما اسمع اعتراضك ، كان بودي اساعدك واخليكي تمشي مع ابوكي زي ماكنتي مخططة، لكن نصيبك بقى أنهم يتخلوا عنك ومايبقاش غيري يلم شرفهم ..أنهى كلماته الموجعة بنظرات مشمئزة

تمرد عاشق الجزء الثالث ،(عشق لاذع،)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن