مملكة أفابيل

By ShahdoaAssem

2.4K 77 16

لم تعلم مالذي ينتظرها، لم تعلم أن حياتها عن من حولها، كانت تظن أنها وحيدة، لا يعرفها أحد على هذا الكوكب، لكن... More

الأهداء
المقدمة
من أنا ؟
الملثم
قواعد و لوازم
الهسوديم
أثنين
الحقيقة
أنفجار
الأطفال
عودة
اعلنت الحرب عليكم!
سأقتلك كما قُتل أبي!
أفيقي!
صفعة
ڤايتم
كشفت الأوراق
متفجرات

طرف شرارة

51 2 3
By ShahdoaAssem



توسعت عيني {فاطمة} و قالت بدهشة :
_ح. حمزة؟!

_نعم، رأيته في منامي

هدأت دهشة {فاطمة} و هي تهتف :
_ماذا حدث؟!

ضمت {حور} يدها المتوهجة و قالت بشرود :
_كان يطمئن علىّ، و أخبرني أنني سأكون بخير، لكنه أخبرني بشئ مريب

صمتت لثواني، ثم أسترسلت و هى تنظر لرفيقتها و قد ضاقت عينيها  :
_أخبرني أن هناك شئ سيقلب موازين الأمور إن حدث، شئ تعرفينه

توترت {فاطمة} فجأة، و قالت بتلعثم :
_ش. شئ أع. رفه؟!

نظرت لها {حور} بشك، و قد لاحظت ضماد يدها، فسألت عن أمره :
_فاطمة، ماذا حدث ليدك؟!

تنهدت {فاطمة} و قالت :
_حور ،تتذكرين جلستم؟!

_نعم، أنه ذلك التنين ذات اللون الأحمر الناري

_جلستم حى، و الهسوديم يسعون لإيقاظه، و عندما كنت بالبركان عنده، سمعت صوته، فاهتززت خوفًا و كذلك فعل أطلال، لكنه اهتز بشدة و أسقطني ،فسقط على يدي قبل أن يؤذى مرفقي

تحركت {حور} بحدة فتأوهت ،ثم قالت بألم :
_فاطمة أنتِ بوعيك؟!
كان يجب عليكِ أخباري!
البلاد تنهار و إن لم يكن لي علم بالأمر فلن أخطط له!

_أهدئي يا حور ،مازالتِ مريضة و..

_فاطمة أيمكنك تركي وحيد

_و لكن حور..

_أرجوكِ نفذي ما سمعتي، لا تقلقي علىَ، أحتاج أن أكون وحدي الأن فقط

نظرت لها {فاطمة} بأسى، ثم نهضت و خرجت من الغرفة، ظلت {حور} تحدق في الفراغ، و تفكر فيما ينتظرها

تنهدت و جذبت حقيبة والدتها من أسفل الفراش، لكنها تفاجئت توًا بوجود {ڤايتم} ،نظرت له بدهشة و قالت :
_ڤايتم؟!

كان نائمًا فلم يسمعها، مسدت على رأسه بحنان و قالت بلطف :
_علمت أنك لن تتركني

أخرجت كتابًا من حقيبتها، نفس الكتاب الذي كان بيد {غيث}، ظلت تقلب صفحاته حتى توقفت عند المنطقة المحذورة، شئ ما في أعماقها أجبرها على قراءة ما كُتِب عن تلك المنطقة، بدأت بالقراءة :
"المنطقة المحذورة لا يدخلها سوى السلالة الملكية، يتم تدريب ذكور السلالة الملكية هناك بسبب قسوة المناخ، و عادةً يكون التدريب في شتاء كل عام، حيث تهبط الثلوج بكثرة و يصبح من العسير السير، و المراد من قسوة المناخ إنشاء رجال أقوياء أشداء لا يشق لهم غبار، و يتم الذهاب هناك سنويًا لمدة شهر"

تعجبت {حور} من عبارة  "قسوة المناخ " نظرًا لما رأته هناك، لكنها فهمت أن المناخ يزيد قسوة كلما بدأ الطقس يزداد برودة، شعرت بمن يتمسح بها، فأبتسمت و نظرت ل {ڤايتم} الذي كان على هيئة هر صغير، كان يجلس جارها و قد أصدر صوت ينم عن سعادته بوجودها، تركت الكتاب بعدما أخذت غايتها، و أحتضنته و هي تقول :
_تعلم؟!
أنت أفضل شئ حدث في حياتي

_يبدو أن هناك من أخذ مكاني في قلبك إذًا

رفعت رأسها نحو {غيث} صاحب العبارة، و أبتسمت ،ثم أسرعت تتصنع العبوس و هي تقول :
_كان من المفترض أن تكون أول من أرى عندما أنهض

أبتسم و جلس جارها و هو يسأل :
_أعتذر إًذا يا سمو الأميرة، كيف حالك الأن؟!

_مرهقة، أشعر أن كل إنش بجسدي متعب، و الدوار يعصف برأسي، و يدي تتوهج و أشعر بالألم

نظر لها بتعجب و سأل :
_يدك تتوهج؟!
أريني إياها

رفعت {حور} يدها، لكنها تفاجئت بأختفاء التوهج ،فأسرعت تنظر ل {غيث} و هي تقول :
_أقسم أنها...

_أصدقك، لن تكذبي، أنا أعلم، مازالت تؤلمك

قبضت على يدها فجأة و قالت بألم :
_غيث ،أ. أنه يشتد!

أمسك يدها يفحصها ،لم يكن هناك أي جرح أو خدش بها حتى، قرر أحضار {نادر} بعد عودته، فحتضن {حور} و قال :
_ستكونين بخير، أعدك بذلك

أحتضنته بتعب، ثم سألت :
_لن تتركني، صحيح؟!

شدد أحتضانه لها و همس :
_لا أستطيع التفكير في الأمر حتى، حور أنتِ قطعة مني، لا يتجزء عني، أيمكن أن أترك نفسي؟!

أبتسمت و دفنت نفسها في عناقه، لكنه أبتعد، فنظرت له بتساؤل، فقال :
_سأذهب الأن ،جئت للأطمئنان عليكِ فحسب

_إلى أين؟!

هتفت بها {حور} بقلق ، فأبتسم و قبل جبينها ثم قال و هو يبتعد :
_لا تقلقي بشأني ، أرتاحي فقط

كادت أن تتحدث، لكنه خرج، نظر للحارسان اللذان يقبعان أمام المنزل، ثم قال :
_في حالة حدوث أي هجوم مباغت أو ما شابه، لا تتحركا من هنا، و إن أستدعى الأمر، خذا سمو الأميرة و وصيفتها لمكان أمن

هز الحارسان رأسهما بأحترام، فأمتطى {غيث} خيله و أتجه نحو الغابة التى تؤدي نهايتها للقصر الملكي

                                     ~~~

_لابد من إيجاد وسيلة لمنع أستيقاظ جلستم

هتف {إلياس} بعبارته ل {كرم}، فسأل {كرم} :
_ألا يوجد أي شئ يقاومه

_يوجد ،لكن إن أستيقظ جلستم، يعني دمار شامل كامل للبلاد أجمعين

_تعني لمملكة أفابيل

_كلا، سيتأذى الهسوديم أيضًا

_لكن ولاءه لهم!

_أعلم، لكن جلستم في نهاية تنين ناري، أي إن سمحت له الفرصة بقتل من يباغض، فلن يرحم أحدًا

_علينا إيجاد حل!

_كرم ،هلا قمت لي بمعروف؟!

_بالطبع

_أريد جيشك على بداية الغابة التى تنتهي بالبركان، أريد منهم صد أي حملات قد تحدث لإثارة أستفزاز التنين

_لك هذا

_أشكرك يا رفيقي

أبتسم له {كرم}، بينما نهض هو أمتطى خيله، فسأله {كرم} :
_إلى أين؟!

_سأذهب للأطمئنان على ابنتي

_ماذا حدث لسمو الأميرة؟!

_أصيبت في كتفها و ساقها

_أنتظر سأتي معك

_كلا، أذهب و حضر جنودك، سمعت أن هناك حملة ذاهبة لجلستم اليوم

_حسنًا، سأعود سريعًا

                                       ~~~

كان {غيث} يقف مع {زيد} في الغابة و هو يستمع لما يقول :
_هناك من يراقب القرية من بعيد، دون أحداث ضجة أو هجوم، تدعى رفا، على ما أعتقد هي فقيرة و قد إستغل فينوم ذلك

سأله {غيث} و هو يفكر :
_زيد، هل لاحظت شئ غريب؟!

_نعم، لقد كانت هناك عربات تخرج من القصر و تذهب بعيدًا، لكن كما تعلم، لا أستطيع الركض سريعًا فلم أستطع الركض خلفهم

_لا بأس، أعلم أنك تركت خيلك بعيدًا حتى لا يلفت الأنظار، على أي حال،هل توصلت لما أريد؟!

_بلى، الذخائر متواجدة في مخزن تحت القصر

رفع {غيث} حاجبه و قال:
_تحت القصر؟!

_نعم

_حسن يا زيد، أذهب أنت الأن

ثم نظر للقصر و هو يفكر، كيف سيدخل في وضح النهار للقصر؟!

تذكر فجأة الغرفة التى كانت {إلين} مختطفة بها، فأرتسمت أبتسامة على وجهه، و أمر {زيد} بتفقد الغرفة قبل رحيله

                                     ~~~

كان {زيد} يتجول بالقصر بحرية، فهو يستخدم قدرته في التخفي، و لن يره أحد، بينما شعر {فينوم} الذي كان يتجول بالقصر بحركته - رغم شدة حذره في أصدار أي صوت - لخبرته الطويلة في تلك الأمور، فألتفت نحو {زيد} سريعًا و كاد أن يمسكه، لولا أبتعاد {زيد} فورًا عن مكانه، فأمسك {فينوم} بأحد الخدم بدلاً من {زيد}، و سرعان ما تركه و هو يقول بهدوء :
_لما تتحرك بهذه الخفة يا رجل؟!

نظر له الخادم بتعجب، و قال :
_سموك أنا..

سمع الخادم صوت نداء {صابرين} الساخط، فانحنى سريعًا أمام {فينوم}، ثم هرول نحو جناح {صابرين}، بينما نظر {فينوم} لجناح زوجته بملل و تمتم :
_سمو الأميرة المدللة تأمر و تنهي، لا أعلم كيف وافقت على الزواج منها

بينما أسرع {زيد} الخطى مبتعدًا و هو يحاول التركيز لما أتى من أجله، ظل يتذكر وصف {غيث} لطريق الغرفة، و عندما وصل لها، كاد أن يفتح بابها، لكنه رأى مقبض الباب يتحرك فأبتعد سريعًا، فتح الباب أحد خدم القصر و هو ينظر حوله ثم خرج من الغرفة، تنهد {زيد} و فتح الباب و أغلقه بهدوء، فتح الخزانة و عبر الممر سريعًا، وصل للغرفة و دلف لها، ظل يتفقدها، لكنه لم يجد شيئًا ،فقال و هو يحك مؤخرة رأسه :
_غير ممكن، لما قد يصنعوا غرفة كهذه دون وجود أي شئ ذات أهمية!

ظل يتحسس الجدران و الأرض، و توقفت يده عند مكان محدد من الأرض، نزع البلاطة التى وقعت يده فوقها، فبرز سُلم ضيق طويل، ٱبتسم {زيد} و هبط السلالم بعدما أعاد البلاطة، وصل في نهاية السلالم لقبو كبير، ممتلئ بصناديق خشبية، بدأ يتجول و حاول فتح أحد الصناديق، لكنها كانت مغلقة بأحكام، فأخرج خنجره،و بدأ بفتح الصندوق به، و عندما نجح، نظر لمحتوى الصندوق، و أتسعت ابتسامته، عندما وجد ذخائر الأسلحة بهذا المكان، أعاد غطاء الصندوق مكانه، و كاد أن يخرج، لولا سماعه لصوت وقع أقدام يقترب، لم تكن هذه هى المشكلة، بل المشكلة تكمن في قواه التى بدأت بالأختفاء تدريجيًا!

جز على أسنانه و هو يقول :
_تبًا، ليس الأن!

نظر حوله، و أختبئ خلف أحد أبراج الصناديق، و سرعان ما سمع صوت القادم من الأعلى يقول :
_لقد مللت، لما يهتم ذلك الأمير بتفقد القبو كل خمس دقائق! هذه المره 34 التى أتفقد بها القبو اليوم!

أجابه صوت رجل أخر :
_تعلم أن سمو الأمير يشعر أن الأفابيلين سيهجمون في أى لحظة

_أنه يبالغ، هؤلاء القوم لا يملكون من أنفسهم شئ، أنهم مجرد مزارعين

_منذ عودة أميرتهم تلك و أنقلبت الأوضاع

كان الحارسان يتحدثون، بينما كان {زيد} يبحث عن أي مخرج من هذا المأزق، و لكن للأسف، لم يكن هناك نافذة أو باب جانبى للقبو غير السلالم التى تؤدي للباب الرئيسي، و زادت الطينة بلة عندما سمع أحد الحارسان يقول :
_من أنت؟! ماذا تفعل هنا؟!

"حسنًا، أنت منتهي لا محالة "

كان تلك العبارة التى تدور في ذهن {زيد}، ألتفت نحو الحارس الذى ألقى عبارته، و تبين معالم وجه الحارس المتعجب، و كانت فرصة مناسبة لفرار، فأسرع يقفز فوق السلالم و خرج من الغرفة و عبر الممر، و عندما وصل للغرفة الرئيسية، قفز من نافذتها، و وجد 5 حراس يقفون أمامه و يولونه ظهورهم، عض على شفتيه بضيق، و نظر حوله، ثم أسرع يتجه نحو الكوخ الصغير الملتصق بأحد الجدران، ثم صعد فوقه، و منه إلى جدار القصر بخنجره، فقد غرس خنجريه بالجدار، حتى وصل لنهاية الجدار، ثم أسرع يقفز من أعلى، لم يكن هناك حلٌ أخر، و كان المسافة لا تستهان بها، فتافجئ أنه سقط فوق شئ، فتح عينيه و صُدم عندما رأى أهل الهسوديم يمسكون بملاءة و قد سقط فوقها، نهض و نظر لهم بتعجب، فقال أحد الشباب بهمس :
_نعلم أنك أفابيلي ،ملامح وجهك تنم عن ذلك، لقد كنت في قريتك و لاحظتك تتدخل للقرية فتتبعتك، و خشيت ان تحتاج لمساعدة ولا تجد، نحن معك، أبتعد الأن قبل أن يتحرك أحد الحرس بحثًا عنك

لم يدم تعجب {زيد} و أسرع يبتعد عن القصر و هو يخفى وجهه بملابسه..

                                   ~~~

كانت {صابرين} تجلس و هى تقضم أضافرها بغيظ و ضيق من أفعال زوجها، توقفت عن فعل ذلك فجأة عندما دلفت وصيفتها و أنحنت و هى تقول :
_سموك، سمو الأمير فينوم سيدخل

أشاحت {صابرين} بوجهها بعيدًا بغيظ، بينما أبتلعت الوصيفة لعابها بخوف مما هو آت، دلف {فينوم} في هيبة و هدوء، و أمر الوصيفة بالأنصراف، فأسرعت تهرول من الجناح، ألتفت {فينوم} لزوجته و تقدم و هو يقول :
_أعتقد أنه ليس من الأدب أن تشيحي وجهك عندما تذكر الوصيفة اسمي أمامك يا سمو الأميرة

قال أخر كلمتين و هو يتكئ على أحرفهما، بينما نظرت له {صابرين} بغضب و قالت بهياجان :
_أبتعد عن وجهي، لا أريد رؤيتك

_سأقدر ان مزاجك سئ اليوم فقط

_ماذا تريد؟!

_ماذا تعرفين عن تلك الفتاة

تظاهرت {صابرين} بعدم الفهم و هى تقول بانزعاج واضح :
_أى فتاة؟! أتخونني يا فينو...

قاطعها {فينوم} بصرامة :
_سمو الأميرة، ألزمي حدودك، علمت أن الأميرة الأفابيلية عادت، فلا تراوغي

صمتت على مضض، فكرر {فينوم} الحديث، فأجابت ببغض :
_نعم عادت، لقد أشتعلت القرية فرحًا و سرورًا بعودتها و زادت جميع القرى قوة، و قد قابلت زوجها و والدها

_ألم أقتلهما؟!

_كلا، لقد ظهرا من العدم، و هى تحتمي بهما، و لديها فهدها يحميها بروحه، و عندنا حاولت ٱبعاده عنها بفهدين من نفس فصيلته تم تربيتمها هنا، تركهما عندما رأى تلك المراهقة، و لم يعد لهما

_فقط؟!

_ماذا تعني؟!

أقترب منها و قال بصوت فحيح أفعى :
_أعلم أن لديكِ المزيد يا سمو الأميرة، تحدثي بدلاً من تنفيذ تهديدي لكِ

نظرت له بصدمة، و أنكمشت في نفسها، و همت بقول شئ ما، لولا أقتحام أحد الحرس للجناح على نحو مفاجئ، فأعتدل {فينوم} في وقفته، و نظر للحارس الذي كان يلهث و يقول :
_سمو الأمير، لقد لقد حدث ما توقعته

صاحت {صابرين} بالحارس :

_كيف تجرئ على أقتحام غرفتي ب..

قاطعها {فينوم} و هو يقول للحارس :
_هل ذهب؟!

نظرت له {صابرين} بصدمة من تصرفه هذا، و قد لاحظ الحارس ذلك، لكنه لم يكترث، فقد أعتاد القصر كله على هذا الأمر، و أسرع يجيب :
_نعم تخلص من حارسى القبو

_ماذا فعل بالقبو؟!.. هل غير شئ أو وضع شئ؟!

_كلا سموك، القبو كما هو، باستثناء الحارسين الفاقدى الوعى

_حسن، يمكنك الأنصراف

أنصرف الخادم و خرج {فينوم} خلفه، بينما كانت {صابرين} تشتعل غيظًا كعادتها

                                    ~~~

_نعم سيدي، كما توقعت، الخذائر متواجدة أسفل تلك الغرفة

كانت تلك عبارة ألقاها {زيد} على مسامع {غيث} الذى كان ينصت له باهتمام في معسكر الجنود الخاص بالقرية، أتسعت أبتسامة {غيث} عندما سمع تلك العبارة ، و عاد يسأل باهتمام واضح :
_هل ٱشتبكت مع أحد الحرس؟!

حك {زيد} مؤخرة رأسه بحرج، فقد أشتبك بالفعل مع رجلين، رغم تحذير {غيث} من فعل ذلك، و قد فهم {غيث} الأمر ،فسأله بهدوء :
_لما؟!

_لقد حدث اليوم شئ غريب، لقد تذبذبت قوتي

نظر له {غيث} بترقب و هو يسأل :
_ماذا تعني؟؟

_لقد أشتبكت مع حارسين حين كنت بالقبو بسبب تذبذب قوتي، فأصبحت صورتي تختفى و تظهر، مما فضح أمري و أكتشف الحارسان وجودي

وضع {غيث} ابهامه و سبابته أسفل ذقنه و هو يحاول فهم سبب هذا التذبذب، و سرعان ما نهض بهلع و همس :
_حور!

ترك {زيد} في خيمته، و أمتطى خيله سريعًا، و أتجه نحو {نادر}، لكنه لم يجده في منزله، و عندما سأل عنه، أخبره ٱحد القرويون أنه خرج مع أحد الحرس، فأدرك أنه بالمنزل عند زوجته، فغير وجهته و ذهب هناك، و عندما وصل، أقتحم المنزل و دلف لغرفة {حور}، كانت نائمة فوق فراشها، و قطرات العرق تتصبب منها، و تلهث بانفعال واضح، بينما كان {نادر} يجلس بمقعد مجاور لها و هو يخيط جرح مرفقها الذى فزع {غيث} فور رؤيته، و كانت {فاطمة} تجلس فوق فراش {حور} و تمسك بكفها علها تطمئن، لكنها نهضت عندما جاء {غيث}، صاح دون وعى منه :
_ماذا يحدث هنا! ما بها حور!

فزع {نادر} من صياح رفيقه و كاد أن يخطئ بالخياطة، لولا أنه تدارك نفسه، ألتفت ل {غيث} و قال و هو يحاول كبت غضب الأخير :
_غيث، دعني أقوم بعملي و سأشرح لك ما تريد، و لا تصدر صوتًا حتى لا أخطأ في شئ

ثم عاد يكمل عمله، بينما صمت {غيث} و قد فلتت أعصابه، حاول التماسك و هو يجلس فوق الفراش و يمسك بكف زوجته التى كانت تكبت آلمها بتعب، كان قلبه يتمزق بالفعل في هذه اللحظة، لكنه تماسك حتى تطمئن {حور}، و عندما أنهى {نادر} عمله، أشار ل {غيث} بالخروج، فنهض {غيث} و مسح على شعر زوجته المتعبة، ثم قبل جبينها و خرج مع رفيقه، بينما أسرعت {فاطمة} تحتضن {حور} و تربّت عليها برفق، بينما كان {غيث} على أعصابه و هو يجلس أمام {نادر}، فبدأ الأخير بالحديث :
_لقد كنت أتجول بالقرية، فاليوم لم يأتي أحد مصاب، و كنت أسير في الغابة كى أجمع بعض الأعشاب الطبية، فتافجئت بوجود أحدهم هناك ، و قد بدى أنه سقط من أرتفاع شاهق، و أخبرني أن سمو الأميرة بحاجة إلى، و رغم أنني لا أعرفه، لكني خشيت أن يصيبها أذى، فذهبت لمنزلك، و قد كانت سمو الأميرة تشعر بألم في مرفقها - مكان تواجد الجوهرة - و لم يستطع أحد من الحرسين التحرك من مكانه خوفًا من دخول دخيل للمنزل، و لم تستطع فاطمة ترك سمو الأميرة بحالتها تلك خوفًا من حدوث تطورات أثناء غيابها

توقف يلتقط أنفاسه لثواني، ثم أكمل :
_الماسة في مرفقها غير ثابتة، و تحركها في مرفق الأميرة يسبب ألم لها، و وجودها بمرفقها خطر في الوقت ذاته، لأن عدم أتزان الماسة سيؤدي لتبذبذب القوى، و عندما حاولت نزعها من مرفقها، لم أستطع، رغم عدم ثبات الماسة، إلا أنها متمسكة بمرفق الأميرة، و قد يؤدي ذلك إلى..

صمت {نادر} و هو ينظر أرضًا ، فأمسك {غيث} كتفى رفيقه و سأله بهلع :
_نادر أكمل عبارتك، لا تتركني لعقلي!

أبتلع {نادر} لعابه بصعوبة و همس :
_قد يؤدي ذلك إلى مصرع الأميرة..

تركه {غيث}، و أتسعت عينه و هو يتمتم :
_م. مصرع الأميرة؟!

ثم ما لبث حاول أمساك أعصابه و سأل :
_لكن الماسة متواجدة في مرفقها منذ ولادتها، ماذا تغير الأن؟!

_تغيرت الحياة بأكملها يا غيث!
سمو الأميرة لم يحدث لها هجوم قط!
سمو الأميرة كانت محاطة بحصن منيع و حولها عدد لا نهائى من الحرس، ثم أنتقلت لتعيش في عصر غير العصر، ذلك العصر لا يمد بصلة للعصر الحالي، كما أنها لم تتعرض لهجوم مباغت من أحدهم نظرًا لوجودها مثلها مثل أى أنسان، ليس كأميرة تحكم مملكة بأكملها!
و السبب الرئيسي أنها أُصيبت في مكان الماسة مما أدى لعدم أتزانها، و عدم أتزان الماسة ربما يؤدي لأنفجار جليد قارص بجسد الأميرة

سرت رعشة بجسد {غيث}، أيعني هذا موتها ؟!

كأن {نادر} قد سمع سؤال رفيقه الوهمي و أجاب عليه :
_لكن هذا لا يعنى موتها، هناك طريقة لأخراج الماسة، و لكن..

_أخرجها يا نادر، أخرجها مهما كان الثمن!

_لقد كنت أفكر مثلك، لكني أنتبهت لشئ ما، عندما تخرج الماسة من مكانها الأساسي، يعني هذا أنتهاء أى قوى تمدها للبشر، و نحن حاليًا بحاجة لتلك القوى لهزيمة الهسوديم

ظل {غيث} صامت جامد، و مرت الدقائق، حتى سأل بهدوء و ثبات عكس حالته السابقة :
_كم من الوقت كحد أقصىى يمكن للماسة التواجد بمرفقها؟!

نظر له {نادر} بتعجب و أجاب :
_ثلاثة أيام، لما؟!

نهض {غيث} و خرج من المنزل دون أن يجيب على رفيقه..

#مملكة_أفابيل

Continue Reading

You'll Also Like

557K 16.3K 39
MALE WEDNESDAY X READER "I love you...Wednesday Addams" The girl cried while hugging him as tight as she could. "I love you too....Amore mio. Please...
28.1K 5.7K 35
سالی دوای ئەوەی هەلی دووەمی پێدەدرێت و دەگەڕێتەوە ژیان بڕیاردەدات هەرگیز نەکەوێتەوە خۆشەویستی تایهیۆنگەوە ،..سەرکەوێت بەسەر ئەوکەسانەی ئازاریان داوە...
255K 3.7K 93
ဖအေကနေ သားကိုသွားထားတဲ့ ဇာတ်လမ်းသာဖြစ်ပါတယ် ဖေအက သားကိုသြားထားတဲ့ ဇာတ္လမ္းသာျဖစ္ပါတယ္
27.3K 1K 17
What if Satoru Gojo had a younger brother? Let's find out.