◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀

By itsjanaamr

2.7K 229 17

_ خُلقتِ مني كما خُلِقت حواء من أدم ، و الآن أعادنا التاريخ لتكتمل قصتنا .. ربما تجمعنا بعض الإختلافات ، فأنت... More

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 00
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 01
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 02
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 03
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 04
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 05
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 06
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 07
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 08
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 09
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 10
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 11
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 12
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 13
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 14
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 15
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 16
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 18
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 19
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 20
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 21

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 17

45 3 1
By itsjanaamr

" و كَـيـفَ لِـلـمُـحَـارِبِ ان يَـحْـيَـي دُونَ عَـسَـلِـيَّـتَـاه ؟ "

-

" إيريك "

صعدتُ الي غرفه روليا بعدما أمرني فاليريو بإحضارها الي احد المطاعم و كأنني الخادمه الفلبينية الخاصه بهم ، تمتمت بسبه لفاليرو ثم فتحت باب غرفه روليا لتركض بسرعه صوبي تحتضنني بقوه ، رغما عني تناسيت غضبي من فاليريو ليحل محله ابتسامه عريضه شقت وجهي و انا احمل روليا ثم اخذت بمداعبتها لتملئ ضحكاتها الطفوليه المكان ، ضحكتُ انا الآخر و كل جزء بي يخبرني للمره الألف انني اعود طفل صغير بجانب برائتها و كأنها الجزء الوحيد النقي في حياتي بأكملها .

بعد مده من المداعبه و الضحكات المرتفعه انزلتها علي سريرها برفق ثم تحدثت :
_ لدي مفاجأه لكِ .
ظهر الحماس علي وجهها بوضوح لتقول بسرعه :
_ ماذا ؟
_ لقد دعانا فاليريو الي احد المطاعم لنتاول الطعام بالخارج .
سريعا ما انطفت ابتسامتها و حل محلها العبوس و هي تقول ببرود :
_ لا .

رفعت حاجباي متعجبا من رفضها و غضبها السريع ، هي تغتنم اي فرصه للخروج من المنزل و عندما اتت لها علي طبق من ذهب رفضت بكل ثقه !
_ لماذا ؟
جلست علي الفراش ثم قالت بحزن :
_ ابي لم يأتي لزيارتي منذ اكثر من يومين ، لا اراه ولا يتصل بي كالعاده ، تركت له خطاب ليله امس اخبره به بحزني الشديد منه لأنني اعلم انني لن اراه لأخبره بمدي حزني ، و قد اخبرتني الخادمه انه اخذ منها الخطاب و لكن بالرغم من ذلك لم يحادثني الي الآن .

اي خطاب هذا و اللعنه ؟ فاليريو القاسي كيف يتصرف مع تلك الفراشه الرقيقه هكذا ، اقسم ان القنه درسا قاسيا ، ابتسمت و انا اقول لها :
_ فاليريو كان حزين جدا بسبب خطابك هو من اخبرني بهذا ، و اتاه عمل مهم لذلك اضطر للرحيل قبل موعد عودتك من المدرسه ، و هو من طلب مني ان احضرك للمطعم لكي يستطيع رؤيتك و الحديث معك كما يشاء ، ادري انني لا يفترض بي قول هذا ولكنه احضر لكِ مفاجأه رائعه و لذلك يجب ان نذهب .
بدا الفضول ظاهرا علي وجهها و لكنها سريعا ما عادت لبرودها و هي تربع يديها قائله :
_ لا اريد ، اذهب انت و استمتع بمفاجأته .

تلك اللعينه عنيده كـ والدها تماما كأنها ورثت جميع صفاته ، تنهدت عندما فقدت الامل ثم اخذت الهاتف لأحدث فاليريو ، ثواني حتي اجابني لأبدأ الحديث :
_ فاليريو روليا لا تريد القدوم .
_ ماذا يعني لا تريد القدوم ؟
قالها بصوت غاضب لأجاوبه بغضب مماثل :
_ هل تسألني انا ؟ انها غاضبه منك لأنك قرأت خطابها ولم تبالي ، متي اصبحت بتلك القسوه مع روليا ، انها لا تست..
_ إيريك ، امامك نصف ساعه ، اريدك ان تكون بالمطعم قبلي انا و راسيل ، اكذب عليها ان تطلب الامر و لكني اريد حضورها ، ان كنت تحبها و تهتم لأمرها ستفعل ذلك .

اغلق الهاتف بعد حديثه ، لما و اللعنه راسيل معه و ما دخلها بـ روليا ؟ تأففت و انا اعود للداخل لأري روليا تقرأ احدي القصص متظاهره بعدم الاهتمام ، اعلم انها تحترق شوقا لمعرفه ماهيه المفاجأه ، لا يوجد مفاجأه تلك كانت كذبه بيضاء مني ، و بعد القليل من التفكير .. اعتقد انه لا مانع من كذبه بيضاء أخري !
انتشلت القصه الورقيه منها بهدوء ثم جلست بجانبها احاول ان اكون جادا للغايه :
_ روليا .. هل تريدي ان تعرفي ما هي المفاجأه ؟
_ لا .
غبيه ، ظننت انها ستخبرني انها تريد ان تعرف لأبدي حزني الشديد متظاهرا بأنني لا اريد اخبارها ، و لكنها خربت السيناريو بداخل رأسي ، لذا قلت غير مباليا برفضها :
_ فاليريو في المطعم برفقه والدتكِ .

ادارت رأسها الي بسرعه البرق تنظر الي بعدم استيعاب ، و ها قد بدأ الندم ينهش قلبي و انا اري عدم التصديق في عينيها ، نظرت لعيني مباشره ثم قالت بصوت متحشرج :
_ انت تكذب صحيح ؟
لا استطيع رؤيه القطرات التي بدأت تتسلل بخفه فوق اهدابها ، بدأتُ اشعر بفداحه الخطأ الذي ارتكبته ، و لكن لن استطيع التراجع هذا سيحطمها اكثر !
اقتربت مني اكثر و دموعها تتساقط علي وجهها ثم امسكت بقميصي تتشبث به قائله :
_ امي ليست ميته ؟ هي علي قيد الحياه ؟

دون اراده مني وجدت نفسي اومئ برأسي كالأبله ، لا استطيع قول لا و كسر قلبها ، اعلم ان ما افعله سيكسر قلبها اكثر ، و لكني لم اكن اتخيل ان امر والدتها يعنيها لتلك الدرجه ، فـ هي تعلم انها ميته و لم تراها بحياتها !
وضعت يديها الصغيرتين علي وجنتيها اللتان تصبغتا بحمره البكاء ثم اخذ نحيبها يرتفع ، رفعتها اضعها فوق قدمي برفق ثم مسدتُ علي خصلاتها بحنو بينما احتضنها ، اخذت اهمس بكلمات معتذره في اذنيها و الندم ينهش قلبي ، بعد قليل عندما هدأت قليلا مسحت دموعها و كأنها تستجمع شجاعتها ثم نزلت الي الأرضيه و هي تسحب بيدي نحو خزانه ملابسها :
_ هيا احضر لي ثياب ، اريد ان اذهب لرؤيه امي .

و الآن انتهي بي الأمر و انا اجلس علي الطاوله في المطعم اضرب بيداي علي وجنتي بحسره و انا اري روليا تتعلق بقدم راسيل التي لا تفهم شيئ بينما شهقات روليا تخترق صمت المكان ، كان فاليريو ينظر لها كالمشلول لا يعرف ما الذي حل بها ، ثم بعد ثواني ربما عندما تذكر جملته "اكذب عليها ان تطلب الأمر" نظر لي و الشرارات تتطاير من عينيه ، حسره علي شبابك الذي انتهي علي يد فاليريو يا ايريك المسكين ، هو ليس بحاجه لقتلي بسلاح فـ عينيه ترسل جيشا بأكمله للفتك بي !

عندما بدأ فاليريو بتدارك الأمر ابعد روليا بعيدا عن راسيل و هي لا تكف عن مناداتها بـ " أمي " ، حملها ثم اعتذر من راسيل تقريبا و خرج بصحبه روليا للخارج ، تقدمت راسيل نحوي بتيه ثم جلست تسألني بعدم فهم :
_ انا لا افهم شيئ ، طوال الوقت كانت روليا طفله صغيره ؟ ثم لما تناديني بـ " امي " ؟
ضربت علي وجهي بحسره مره اخري و انا اشعر اني اكاد ابكي من فرط الحرج و الخوف مما سيفعله بي فاليريو ، نظرت لي راسيل بعدما سمعتني اولول كالنساء ، قوست حاجبيها و هي تقول :
_ ما بالك تكاد تبكي كـ الاطفال ؟
لم اجيبها و انا امسح علي وجهي بيدي ، اقتربت من وجهي بشك ثم قالت :
_ اشعر أنك قمت بمصيبه !
اومئت برأسي بتأكيد ثم قلت :
_ ليست مصيبه عاديه ، سأُقتل اليوم !

بحركه سريعه منها رفعت سكين الطعام الذي كان يوجد علي الكرسي ثم وضعته علي رقبتي كتهديد فتراجعت بالكرسي للخلف برهبه من حركتها المفاجأه ، و لكنها اقتربت و لم تبالي :
_ اقسم انني سئمت منك ، هل انت السبب بأنها تنادني بـ " امي " ؟
اومئت برأسي مره اخري لتبتعد عني و هي تسب بصوت منخفض و كأنني لن اسمعها ، لم اكد اعتدل علي الكرسي حتي دفعتني مره اخري و هي تعاود وضع السكين علي رقبتي :
_ استمع ايها المغفل ، لقد مللت منك انت و صديقك الخنزير الوردي ، حفنه من الأغبياء تسير كقطيع الكلاب ظنا من انهم يستطيعون القضاء علي الجميع ، و لكنكم لا تعرفون من اكون ، اقسم ان اجعلكم تسيرون علي أيديكم من فرط الخوف مني ، سأقتلكم جميعا ! 
لم اعلم ما علاقه ان نسير علي ايدينا بخوفنا منها ، و لكني تجاهلت تهديدها الذي بدي و كأنه تهديد طفله في الرابعه من عمرها ثم نظرت خلف راسيل و قد استطعت ان اري الموت يقف خلفها ، عدت بنظري اليها ثم نظرت للسكين علي رقبتي و رفعت اصبعي اشير خلف راسيل :
_ الخنزير الوردي .
رفعت حاجبها بعدم فهم ثم سريعا ما ادركت مقصدي ، سألتني بصوت خافت و اقسم انني استمعت لرعشته و الخوف الذي احتل نبرتها :
_ هل هو خلفي ؟
_ نعم .

عضت علي شفتيها بتوتر ثم ابتعدت بهدوء و هي تترك السكين علي الطاوله ، التفتت بتريث نحو فاليريو و اكثر ما ارعب كلانا هو نظرات البرود التي احتلت ملامحه ، كافحت راسيل لرسم ابتسامه علي شفتيها ثم قالت :
_ مرحبا ايها اللطيف .
ازاحها فاليريو كـ قطعه قماش باليه ثم سحب كرسي لترفع روليا فستانها الازرق لأعلي ثم جلست علي الكرسي ليقربه فاليريو صوب الطاوله ، ظن كلا منا انه سيجلس بعد هذا و لكنه اقترب من راسيل ثم سحب الكرسي الموجود بجانبها و عيناه لم تتحرك بعيدا عن خاصتها ، اما هي .. فـ اقسم بأن انفاسها لا تستطيع العبور نحو انفها من فرط التوتر .
جلست راسيل علي الكرسي الذي سحبه لها فاليريو ثم جلس بينها و بين روليا ، ابتسمت روليا بحماس ثم مدت يدها نحو راسيل ، نظرت راسيل ليدها الممتده نحوها لتحرك خاصتها لتلامس يديها لتقول روليا بعدها :
_ امي .. انتِ اجمل مما توقعت !

ابتسمت راسيل ابتسامه لم تصل لعينيها ثم اعادت يديها لتضعها علي فخذها مره اخري ، سحب فاليريو قائمه الطعام لينظر لها و كأنه لا يبالي بما يحدث حوله .. و لكن وحدي اعلم بأن داخله الاف الصراعات التي يحاول القضاء عليها للبقاء هادئا ، بعد عدة ثواني قامت راسيل قائله :
_ سأذهب للحمام حالما تنتهون من اختيار الطعام .
ابتعدت عنا قليلا ليترك فاليريو قائمه الطعام ثم استقام هو الآخر و قبل رأس روليا هامسا لها :
_ خمس دقائق و سأعود .
اومئت روليا موافقه برأسها ليتحرك فاليريو خلف راسيل ، لا احب راسيل و لكني لست اكرهها لأحبذ موتها علي يد فاليريو ، هل سيقتلها في الحمام ام ماذا ؟ سحبت قائمه الطعام اري ماذا يمكنني ان اتناول ، ربما تكن تلك وجبتي الاخيره !

-

جلست علي اريكتها تشرب مشروبها المفضل باستمتاع ، اخذت تقلب في المحطات التليفزيونيه بملل و عقلها منشغل عما حدث لها صباحا ، لا تدري كيف باتت تتوتر من وجوده معها في مكان واحد ، هو الذي كانت تمقت وجوده و تتهرب منه حتي لا تراه ، الآن باتت مغرمة بالأوقات التي تقضيها برفقته و مزاحه الدائم المخصص لها ، ابتسمت دون اراده و هي تتلفظ اسمه ببطئ .. " إيريك " ، هي من كانت تسب راسيل و تتهمها بالجنون لأنها احبت قاتل ، باتت هي تُحب صديق القاتل ، و لسوء الحظ .. هو ايضا قاتل ، و لكنها لا تستطيع الاعتراف بحبها حتي في سرها ، لن تدع قلبها يتحكم بها قاتله كل ذرة تعقل بداخلها .

فاقت من شرودها علي رنين هاتفها ، نظرت في الهاتف لتجد اسم سام يضيئ الشاشه ، لو كانت مكالمته تلك منذ عدة شهور لكانت تطير فرحا و هي تستمع لصوته ، و لكن الآن انطفئت كل ذرة حماس تجاهه بداخلها و كأنه انتقل تلقائيا الي ايريك .. الشخص الخاطئ تماما !

فتحت الهاتف و اجابت :
_ مرحبا سام !
_ آيلا ، كيف حالك ؟
وضعت بعد المقرمشات بفمها و هي تجيب بآلية :
_ جيدة ، ماذا عنك ؟
شعر سام ببرودها في الحديث ، فكان دائما يشعر بحماسها المفرط اثناء حديثها معه ، سألها :
_ هل لديكِ مخططات اليوم ؟
_ لا
انتهز الفرصه وهو يقول : 
_ ما رأيك ان نذهب للتنزه ؟
كرمشت وجهها برفض و كأنه سيراها ، صمتت عدة ثواني تبحث عن حُجه ثم قالت :
_ في الواقع انا مريضه اليوم و الجو بارد للغايه ، ان خرجتُ من المنزل سيزداد مرضي .
اجاب بخيبه أمل :
_ نعم انتِ محقة .. هل يمكنني ان اقابلكِ في منزلك ؟

ادارت عينيها بضيق واضح ثم قالت :
_ اعتذر سام ، و لكن اخر مره اتيت فيها الي المنزل انزعجت راسيل مما حدث لأنها لا تحب استضافة احد في المنزل ، و انا وعدتها بالا استضيف احد مره اخري .
بدأ الغضب يزحف بداخله تدريجيا ، ابعد الهاتف عن اذنه قليلا و هو يأخذ انفاسه محاولا تهدئه اعصابه ، نادتهُ آيلا عندما طال صمته :
_ سام هل لازلت علي الخط ؟
اعاد الهاتف علي اذنه مجيبا :
_ نعم ، هل يمكنني التحدث مع راسيل ؟
_ راسيل ليست بالمنزل .
قوس حاجبيه و هو ينظر للساعه التي تعدت العاشره ، هو يعلم ان دوامها بالعمل ينتهي في الساعه الثامنه مساءا ، سألها محاولا الا يُظهر فضوله :
_ فهمت .. هي تعمل لوقت متأخر اذا .
اجابته آيلا بتلقائيه :
_ لا ، انها مع فاليريو بالخارج .

سب فاليريو بصوت منخفض .. هو كان يعلم الاجابه بل و متأكد منها ، و لكنه كان ينتظر اجابه اخري ترضي غروره ، عاد يتحدث بغضب دون ان ينتبه لما يقول :
_ لم تستمع الي تحذيراتي ، و انتِ لم تحاولي منعها من مقابلته !
تعجبت من اسلوبه المنفعل في حديثه ، لذا توقفت عن الاكل و هي تتحدث بحده :
_ ما بك سام ؟ راسيل ليست طفله و تعلم جيدا ماذا تفعل ، لا انا ولا انت لدينا الحق في التدخل في حياتها ، لا تتخطي حدودك معها ولا تتحدث عنها بسوء !
سب آيلا هي الأخري دون ان تسمعه ، الخطه لا تسير كما اراد .. تحدث بلين مصطنع :
_ عذرا آيلا انا لم اقصد ، انفعلتُ قليلا لأنني خائف عليكما و ..
_ نحن لسنا صغارا لتقلق علينا ، اشكرك لخوفك ذلك ولكن لا حاجه له ، و الآن اعذرني يجب ان اغلق الهاتف .
لم تنظر حتي يجيب بل اغلقت و هي تقول بعصبيه :
_ لم يكن ينقصني سواك !

بينما علي الجانب الآخر .. القي سام هاتفه بغضب علي الأرض بقوه و هو يخلع نظاراته الطبيه ليكسرها بيديه ، ادار عينيه في الغرفه بسرعه و هو يلعن نفسه علي غباءه في الحديث و عدم قدرته للتحكم في نفسه ، سأل نفسه ما الذي دهي آيلا حتي اصبحت تتعامل معه بهذا البرود و الحده ؟ هي التي كانت تتلهف علي نظره واحده منه الآن اصبحت تتهرب منه ! اقسم بداخله ان يضعها خاتم في اصبعه مره أخري ليصل الي ما يريد .. سيحرق الجميع حتي يستطيع الوصول الي المرأه التي احبها منذ سنين و لم يستطع الوصول اليها ، سيدهس الجميع بما فيهم آيلا و حتي فاليريو ليصل اليها .. الي راسيل !

-

خرجت راسيل من الحمام بعدما غسلت وجهها لتشعر بيد تسحبها بمجرد خروجها ، كادت تصرخ بعلو صوتها و لكنها تراجعت حين رأت ان من يسحبها هو فاليريو ، خرجوا من المطعم تماما ليأخذها خلف المطعم حيث حي صغير هادئ نوعا ما ، توقف ثم وضع يديه بجيبه بينما هي استجمعت قوتها لتقول :
_ انت تدين لي بالكثير من التفسيرات !
استند بجانبه علي الحائط و هو يقول :
_ و انتِ تدينين لي بالكثير من الشكر .
استنكرت حديثه قائله :
_ شكر عن ماذا ؟
_ عن انكِ لا زلتِ بمقدورك التنفس بعد حديثك بالداخل .
فهمت انه يقصد الكلام الذي اخبرت ايريك به ، اقتربت منه قليلا ثم قالت : 
_ و لم تركتني اتنفس ؟
نطق بثبات و هو ينظر لعسليتاها :
_ و كيف للمحارب ان يحيي دون عسليتاه ؟

نقلت راسيل نظرها بين حدقتا عينيه و هي تشعر بأن قلبها سيخرج من اضلعها من قسوه ضرباته ، لانت ملامحها المتأهبه ثم قالت :
_ رفقا بي فاليريو .. انا لن استطيع .
اعتدل فاليريو في وقفته ثم اقترب يسألها بشك :
_ لن تستطيعي ماذا ؟

عادت عده خطوات للخلف ثم قالت مغيره مجري الحديث :
_ من روليا تلك ؟ و لم تنادني امي ؟
فهم فاليريو محاولتها في التهرب من الحديث ، لذا حمحم بصوته الرخيم قائلا بهدوء كما و كأنه يقول اخبار الطقس :
_ روليا تكون ابنتي .
دقائق مرت و الصمت يخيم عليهم و كأن حل علي رؤوسهم الطير ، راسيل كانت تنظر لـ فاليريو نظرات عديده ما بين الخيبه و عدم التصديق ، حاولت استعاده صوتها لتقول :
_ هل .. انت متزوج ؟
اجابها فاليريو سريعا :
_ لا .
اعادت طرح سؤالها بصيغه اخري :
_ كنت متزوج اذا ؟
_ لا .
نفس الجواب كما المره السابقه ، نظرت بعدم فهم لتلقي اخر سؤال ظنا ان الاجابه ستكون نعم :
_ ابنتك بالتبني صحيح ؟
_ ايضا .. لا.
ماذا يعني بـ لا و لا و لا ؟ هل يريد ان يصيبها بالجنون ؟ سألته بنبره تخللها بعض من الحده :
_ هل تكاثرت ذاتيا و انجبتها بمفردك ام ماذا لا افهم ؟

ابتسم نصف ابتسامه و هو يمسح علي طرف انفه ثم قال :
_ منذ سنوات عندما كانت امي و سيلينو علي قيد الحياه ، كانت هناك مربيه تدعي ايزابيلا ، كانت تعين امي علي تربيتي انا و شقيقي ، كانت تصغر أمي بعده اعوام تقريبا ، تلك المرأه احببتها كما لم احب احدا من قبل ، احببتها اكثر من سيلينو و من الجميع ، كانت الاقرب و الاحب الي بعد أمي ، و بعد وفاة امي لم تتركني و ظلت معي بالرغم من انها كانت تحمل طفلتها في بطنها و يجب عليها الراحه بمنزلها ، و لكنها تحاملت علي نفسها و فضلت فتح صدرها لي ليسع بكائي حزنا علي امي كل ليله ، و بعد عدة اشهر قليله مات زوج ايزابيلا تاركا اياها وحدها دون اقارب او عائله سواي ، حزنت إيزابيلا حزنا شديدا علي زوجها ، حتي انجبت ابنتها الاولي التي انجبتها بعد اعوام كثيره من انتظار طفل ينير عائلتها الصغيره المكونه من زوجها فقط ، ليشاء القدر ان يموت زوجها قبل ان يري ابنته التي كان يتلهف شوقا لرؤيتها و سماع صوتها ، لتأتي الي إيزابيلا قبل موعد ولادتها بعده ايام لتطلب مني طلب كان صعبا للغايه في نظري ، قالت لي " بني .. اشعر ان موعد موتي قد اقترب ، فأن رحلتُ و تركتُ ابنتي علي قيد الحياه ، فكُن لها انت الأب و الأخ و الصديق ، وفر لها ما حُرمتُ انا منه ، فـ ان لم تستطع ، فـ اعطها لشخص يستطيع الاعتناء بها كـأنها ابنته تماما ولا يخبرها بأنها متبناه ، انا اثق بكَ ! " استطيع تذكر ذلك اليوم عندما انجبتها ، كنتُ انا اول من حملتها ، استطيع تذكر المشاعر المختلطه التي شعرتُ بها تجاهها ، لم اكن ذلك الشخص الذي يحب التواجد حول الاطفال نهائيا ، و لكن هي كانت مختلفه ، رائحتها الطفوليه تسللت عبر انفي مخترقه حصون قسوتي تخبرني بألا ادعها تبتعد ،  و حدث ما شعرت به إيزابيلا ، ماتت بعد انجاب ابنتها مباشره ، فـ لم استطع تجاهل ما وعدته بها ، و عندها قررت ان تلك الطفله لا تستحق ان تذهب لشخص آخر يعتني بها ، تلك الطفله لا تليق الا ان تكون ابنتي ، و لم تعلم ابدا انني لستُ اباها الحقيقي ، الحقيقه الوحيده التي تعلمها ان والدتها توفيت مباشره بعد موتها ، اعلم ان حياتها معي من البدايه قامت علي كذبه ، ولكني لا اهتم .. استطيع اباده قاره بأكملها و اشعال الحروب في البلاد فقط من اجل ابتسامه واحده منها .

كانت الصدمه تحتل معالم وجه راسيل ، فـ ها هي تري جانب لم تشهده من فاليريو ، و رغم بروده و قسوته المعتاده ، الا ان حديثه عن روليا و اللهفه التي تخرج من عينيه عند ذكر اسمها تستطيع ان تريك انه ليس كما تعتقد تماما ، و لن تنهتي من اكتشاف اسرار و جوانب لا تعرفها عنه ، فـ هو بالنهايه المحارب القاتل !
اومئت راسيل بتفهم بعد مده ثم عادت بسؤالها الرئيسي :
_ و لم تنادني بأمي ؟

شعر فاليريو بالقليل من الحرج ولكنه تناسي ذلك و هو يقول :
_ في الحقيقه هي لم ترغب بالقدوم ، لذا اضطر إيريك للكذب عليها قائلا ان والدتها ستكون في المطعم .
تشنج وجه راسيل بغباء و هي تقول :
_ و هل لم يجد كذبه سوي تلك الكذبه الغبيه ؟
رفع فاليريو كتفيه بقله حيله و لم يجيب ، مسحت راسيل علي رأسها قائله :
_ هذا ليس بأمر يمكننا الكذب به ، نحن نتحدث عن مشاعر طفله !
_ انتِ محقه ، و لكني لن استطيع اخبارها بالحقيقه الآن ، سأفعل عندما نعود الي المنزل ، و لكن حتي نعود اريدك ان تتصنعي بأنك امها .

نظرت له بصدمه و كأنها توقعت انه سيصلح من الموقف ، و لكن ما يفعله هو انه يزيد من سوء الموقف !
_ ما الذي تقوله ؟ انا لا استطيع فعل هذا !
تحدث فاليريو بجديه :
_ ارجوكي راسيل ، لقد مر الكثير و لم اري السعاده بعينيها مثل الآن ، لا تخربي ذلك !
ربعت يديها فوق صدرها ولا زالت مصره علي رأيها :
_ مستحيل ، لن اشارك بتلك الكذبه و اكسر قلب تلك المسكينه .
تراقصت السخريه في عيني فاليريو و هو يسألها للمره الأخيره :
_ اذا هل هذا اخر ما لديكِ ؟
اومئت قائله :
_ نعم ، لن افعل ذلك مستحيل .

_ هيا يا قلب الماما ضعي الأرز في فمك .
قالتها راسيل بعدما وضعت الملعقه المملوءه بالأرز في فم روليا التي كانت تجلس بجانبها ، فـ ها قد عادت بذاكرتها بعدما اقسمت مئه مره لـ فاليريو بأنها لن تكذب علي روليا مدعيه انها امها ، و لكن بعد مده طويله للغايه كان يحاول اقناعها بها من وجهة نظرها " لم يستغرق في اقناعها اكثر من نصف دقيقه " استطاع استعطافها و استمالت قلبها ، لذا وافقت علي مضض شرط ان يخبرها بالحقيقه بعد عودتهم فـ وافق علي شرطها ، و ها هي تطعم روليا الصغيره بابتسامه واسعه علي فمها و هي تري استمتاع روليا الشديد و السعاده المرتسمه في عينيها ، و عكس توقعات فاليريو الذي ظن ان راسيل ستمل من الجلوس و اللعب من حين لآخر مع روليا ، الا انه يكاد يظن ان سعاده راسيال اكبر من روليا بمراحل ، و دون ان يدري ارتسمت ابتسامه واسعه علي فمه و هو يراهم يهتمون بطعام بعضهم البعض و يشاكسون بعضهم من حين لآخر ليرتفع صدي ضحكاتهم في المكان الهادئ ، مال إيريك قليلا ناحيه أذن فاليريو ثم همس بأمل :
_ هل كُتب الي عمر جديد ؟
اجاب فاليريو و لازالت الضحكه تحتل وجهه :
_ انتظر عندما نعود للمنزل و ستعلم .
_ ويلتي !

هتف بها إيريك بحسره و هو يعتدل علي كرسيه مره اخري ، انتهوا من الطعام سريعا ليصيح إيريك باستمتاع :
_ اريد كعكه كراميل .
ثم نظر لفاليرو هامسا بجمله استطاع فاليريو وحده سماعها :
_ لربما تكون تلك اخر كعكه سأتناولها في حياتي .
ضحك فاليريو قليلا ثم اقترب منه قائلا بغمزه مشاكسه :
_ انت تعلم اني رقيق القلب و انفذ طلب ضحاياي الأخير اليس كذلك ؟

عاد يستند علي الكرسي مره اخري ثم سأل كلا من روليا و راسيل عن طلبهم فـ اتفقوا علي تناول المثلجات ، عاد النادل بعد دقائق قليله بـ المثلجات لراسيل و روليا و كعكه الكراميل لـ إيريك بينما فاليريو اكتفي بقهوته .
طالت احاديث راسيل و روليا في اشياء مختلفه و فاليريو يتابعهم باستمتاع و علي الجانب الآخر إيريك يتناول كعكته بتلذذ ، وضع قطعه من الكعكه في فمه و اثناء مضغها تأوه بصوت منخفض عندما ضغط علي شيئ صلب بأسنانه ، قوس حاجبيه بتقزز و هو لا يعلم ماهيه ذلك الشيئ الذي عضه عن طريق الخطأ ، كاد يخرجه من فمه ولكنه توقف فجأه ، اخذ يبتلع جميع فتاتات الكعك المتبقيه في فمه ليبقي فقط تلك القطعه الصلبه ، حرك لسانه عليها يحاول التأكد مما يظن ، و يا ليته لم يتأكد !

اخذ منديل ورقي من الطاوله ثم انزل رأسه للخلف قليلا و اخرج القطعه المعدنيه من فمه واضعا اياها بداخل المنديل ثم اغلقه جيدا دون ان ينظر حتي للمعدن ذلك ، رفع رأسه و يده اليسري تقبض علي المنديل مخفيه اياه بداخلها ، نظر لفاليرو ليجده بالفعل يحدق به بعدم ارتياح و كأنه يشك في حدوث شيئا ما ، اومئ إيريك إيمائه بسيطه برأسه و كأنه يؤكد له ان هناك شيئ خطير بالفعل ، اعتدل فاليريو في مقعده و كأن شيئا لم يكن ، ثم مد يديه صوب كوب الماء ليسقط الشوكه علي الارضيه و كأنه لم يكن يقصد ذلك ، مال كلا من فاليريو و إيريك صوب الشوكه و كأنهم سيرفعونها ، ليعطي إيريك المنديل الي فاليريو بسرعه ثم رفع الشوكه و اعتدل في مقعده مره أخري ، انزل فاليريو المنديل علي قدمه لتحجب الطاوله الرؤيه ثم فتح المنديل ، ليجد أخر شيئ توقع رؤيته .. رصاصه ، رصاصه يعلم جيدا تعود لمسدس من ، و ذلك كان بسبب اسم صاحب السلاح الذي نُحِت اسفل الرصاصه بخط منمق ، كُتِب علي الرصاصه اسم صاحبها .. كُتِب علي الرصاصه اسم " آريان " !
ثم و في ثوانٍ معدوده و قبل ان يتخذ فاليريو اي ردة فعل انهالت الطلقات صوبهم كـ المطر من حيث لا يدروا !

-

استيقظت بعد نوم طويل بعدما فقدت السيطره علي نفسها بعد بكائها الطويل .. تتذكر انكسارها حين رفضها فاليريو بكل قوه دون ان يعطيها فرصه للتبرير ، و لكنه محق و للأسف هي تلعن انه محق ، تعلم انها لا تمتلك الحق في التبرير بعد غيابها لكل هذه السنوات ، و لكنها كانت تأمل ان يعطيها فرصه واحده للحديث ، و لكنه لم يفعل !
نهضت من فراشها متجهه صوب الحمام ، تجردت من ملابسها و هي تتأوه بسبب علامات الضرب و الاعتداء علي جسدها ، سبت آريان في سرها ثم جلست بداخل حوض الاستحمام برفق كي لا يؤلمها جسدها ، غطست بداخل المياه الدافئه متنهده براحه عند ملامسه المياه لجسدها ، ارتخي جسدها المُحاط بالماء ثم بدأت احدي الذكريات تداهم عقلها دون رحمه .. بالتحديد ذلك اليوم عندما اعترف لها فاليريو بحبه لها !

" Flash Back "

كانت جالسه علي الارجوحه الصغيره الموجوده في حديقه منزل عمها سيلينو ، صحيح انها لا تحب عمها ولكنها تشعر بالألفه في وجود فاليريو و زوجه عمها إيلاريا ، زوجه عمها التي عوضت مكانه والدتها و لم تشعرها يوما انها يتيمة الأم ، رفعت خصلات شعرها الأشقر تضعها وراء شعرها بينما تزفر انفاسها بحزن ، شعرت بمن يجلس بجانبها و لم تحتاج لمعرفه هويه ذلك الشخص ، فـ أي شخص يعرف فاليريو يستطيع تمييز وجوده بسبب رائحته الرجوليه المميزه ، رفعت عيناها تلقي نظره سريعه عليه لتجده بالفعل ينظر لها بتركيز لذا اخفضت رأسها مره أخري بخجل ، تنهد فاليريو و هو يقول :
_ لما لا زلتِ مستيقظه ؟ الساعه تعدت الثالثه فجرا .
شعرت بالحرج يتسلل اليها فقد ظنت انه يريد الجلوس بمفرده و يريد منها الذهاب ، لذا استقامت و هي تعدل من وضعيه معطفها الاسود قائله :
_ لم اكن ادري ان الوقت تأخر لهذا الحد ، لن ازعجك و سأذهـ ..

امسك بيديها مقاطعا حديثها و هو يطلب منها الجلوس مجددا :
_ اجلسي معي قليلا ، اشعر بالراحه في وجودك .
تسللت حمرة الخجل الي وجهها و هي تومئ موافقه ثم جلست مجددا ، هي ليست ذلك الشخص الذي يشعر بالخجل طيله الوقت ، بل هي ليست فتاة خجوله نهائيا ، و لكن في وجود فاليريو فقط تشعر بالخجل و كأنه شعور ينتابها في حضوره فقط ، ربما لأنها تحبه منذ سنين عدة ، و لكنها صريحه مع نفسها للحد الذي يجعلها تدرك ان علاقتهم مستحيله لعده اسباب ، اولهم انه يعاملها و كأنها شقيقته و ثانيهم أنه ير ..
_ الطقس جميل اليوم . 
نظرت الي الأشجار المزروعه في الحديقه التي تكاد تنخلع من مكانها بسبب قوه البروده و تيار الهواء القوي ، ابتسمت و هي تتذكر ان فاليريو يقع بعشق تلك الاجواء .. المطر و الرعد و الهواء الشديد ، فبينما تشعرك تلك الاجواء بالخوف و الرغبه في البقاء في المنزل بعيدا عنها ، ستري فاليريو من نافذة منزلك يسير في الشوارع مستمتعا ببرودة الجو و الأمطار الغزيره ، و انا لا ابالغ حقا في وصفي !

_ افضل الاجواء الصيفيه اكثر .
قالتها و هي تضم المعطف علي جسدها اكثر ، نظر الي يديها الزرقاء بسبب شده البروده ليخلع معطفه الاسود ثم وقف يستدير نحو ظهرها و هو يضع المعطف علي كتفيها ، استدارت بسرعه تنظر لمعطفه الذي حاوط جسدها و الذي كان ممتلئ برائحته ، هزت رأسها برفض و هي تنظر له قائله :
_ لا اريد المعطف ، ارتديه انت الجو بارد للغايه .

نفي برأسه ثم قال و هو يعود للجلوس بجانبها :
_ لا اريد ارتدائه ، افضل الاستمتاع ببرودة الجو و الهواء المنعش .
هزت رأسها بيأس و لم تكد تسبح في مخيلاتها حتي قاطعها سؤاله :
_ ما الذي حدث ؟
قوست حاجبيها بعدم فهم و هي تنظر اليه متسائله :
_ ماذا ؟
اعاد صياغه سؤاله :
_ لما انتِ حزينه ؟
نفت برأسها محاوله الا تظهر توترها :
_ لما تقول هذا ؟ انا لستُ حزينه ابـ ..
_ لم اعهدكِ كاذبه .. ايليت !

دب انذار الخطر بداخلها و هي تشعر بأن دموعها علي وشك الهطول ، سألته محاولة عدم اظهار القهر في صوتها :
_ و ما ادراك اني حزينه ؟
ابتسم بجانب فمه و هو يقول ببساطه :
_ لا يمكنكِ الكذب علي ، انا احفظك عن ظهر قلب ، اعرف كيف تتصرفين عند حزنك و عند سعادتك ، اعلم ان كنتِ متوتره من حركه اصابعك الطفيفه ، اعلم ان كنتِ حزينه من ابعاد عينيكِ عن خاصتي ، اعلم ان كنتِ سعيده من حركتكِ العشوائيه التي تفعلينها دون قصد ، اعلم متي تضورين جوعا و متي تشعرين بالنعاس و متي تشعرين بالملل ، انا اعلم عنكِ كل شيئ إيليت .. لا يمكن لعيناكِ ان تكذب علي !

هل اخبرتكم انها كانت تحاول منع هبوط دموعها ؟ الآن و بعد حديثه اصبحت دموعها تهطل كشلالات غزيره تصحبها رياح قويه ، اغمضت عينيها مذكره نفسها للمره الألف انه لا يحبها ، المشاعر التي تشعر بها ليست مشتركه ابدا ، لم يكن يعلم بأنها تبكي بسبب شعرها الذي كان يغطي وجهها ، لذا تحدث مره أخري :
_ ادري ان إيدن هو السبب في حزنك ، ادري انه لم يتوقف عن القاء كلماته القاسيه علي مسامعك ، و اتذكر انكِ اكثر من مره منعتني من التدخل و التحدث معه ، و ادري جيدا انني في الفتره الأخيره ابتعدتُ عنكِ قليلا بسبب عملي ، و لكن هل ابتعدتُ لدرجه الا تعطيني الحق في مشاركتك حزنك ؟ هل قسوتُ عليكِ لتلك الدرجه ؟

ارتفعت شهقاتها و هي تنفي برأسها بقوه و كأنها تزيح عنه تهمه فظيعه ، استقام سريعا ثم توجه ليجلس امام ركبتيها ، رفع خصلاتها خلف اذنها ليتسني له رؤيه وجهها جيدا ، كان يستطيع ان يري القمر ينعكس في محيط عينيها الزرقاء ، عينيها التي امتلئت بشلالات العبرات و كأنها خلقت للبكاء فقط ، مسح دموعها بأبهامه ليميل برأسه قليلا ثم قال :
_ لا تبكي إيلي ، اريدك ان تعطيني اشارتكِ فقط ، و اعدك ان اجعل ايدين يركع امام ركبتيك طالبا منكِ العفو ، انتِ فقط تستطيعي أن تأمُري قلبي و سيصبح رهن اشارتكِ !

نظرت لابعد نقطه بعينيه و كأنها تبحث عن الصدق بداخلهما ، تنهد بعدما جفت دموعها تقريبا ثم سألها :
_ اخبريني الآن ماذا حدث .
نظرت حولها و كأنها تتأكد من خلو المكان ثم تحدثت :
_ كالعاده .. يستمر بمعاملتي كالخدم و كلما سنحت له الفرصه يسخر مني ، و ابي لا يفعل شيئ سوي الصمت ، يري معاملته السيئه لي و يقابلها بالصمت و البرود ، حتي في المره الأخيره عندما ضربني لأنني تأخرت عن موعد عودتي للمنزل بخمس دقائق ، كان ابي يقف يشاهده و هو يتعدي علي بالضرب و السب كأنه يشاهد عرض تليفزيوني ممل ، لستُ حزينه من قسوة إيدين بقدر انكساري من لامبالاة ابي ، يعاملونني و كأنني خرده ليست لها الحق في التحدث او المطالبه بحقوقها ، اقسم ان الخدم يتقلون معامله اكرم مني ، ادري انني اصبحت شكاءه للغايه ، ولكني مللتُ و تعبتُ اقسم انني تعبت ، لا احد يطيق التحدث الي او الاستماع لمشاكلي ، لا احد يحبني او يحـ ..
_ انا احبك !

توقفت عن الحديث عقب سماعها لجملته ، جمله مكونه من كلمتين كانت قادره علي جعل قلبها يتوقف من الصدمه ، نظرت له تتأكد مما تسمعه ، لم يهتم بصدمتها الظاهره علي وجهها و اكمل حديثه :
_ احبك ولا ادري كيف تنفين حب الجميع لكِ ؟ اقسم ان حبي لكِ ان وزع علي الكره الأرضيه بأكملها سيكفي و يفيض ، احبك اكثر مما ينبغي علي الجميع ان يحبك .

صمتت قليلا جراء كلماته العذبه التي القاها بلين علي مسامعها ، استعادت صوابها قليلا مذكره نفسها بأنه بالتأكيد يحبها لأنها تربت معه منذ طفولتها و يشعر بالمسؤوليه تجاهه لذا قالت :
_ ادري انك تحبني كـ شقيقتك تماما و ..
_ لا .
نفي جملتها و هو يصحح لها :
_ لم اعاملكِ يوما كـ شقيقتي ، انا احبك ايلي ، احبك منذ ان كنتِ طفله صغيره لا تفقه شيئ ، كنتُ اراكِ تتقدمي في العمر امام عيناي و انا انتظر بصبر اللحظه التي ستكونين بها زوجتي ، عندها لا والدكِ ولا إيدين سيستطيعوا احزانك مجددا .

كانت تحاول تخطي صدمتها ولكن لا فائده ، هدئت من روع انفاسها و هي تقول :
_ و لكني صغيره ، عمري لا يتجاوز الستة عشر !
_ و لكني احبك !
_ هل ستقبل الزواج من طفله ؟
ضحك بسخريه و هو يقول :
_ بربك ايليت ، و كأنني سأتزوجك الآن ، انا ايضا لا زلتُ في التاسعة عشر ، يمكننا الانتظار عده اعوام .

قالها و هو يضحك باستمتاع ، كادت تضحك هي الاخري و لكنها عبست مره اخري قائله :
_ كيف سيوافق ابي و والدك علي علاقتنا ؟ تعلم انهم يكرهون بعضهم البعض و يتظاهرون بعكس ذلك من اجل العمل لا اكثر .
_ لا اهتم ، انا احبك .
_ ماذا ان رفض ابي ؟
_ رأيه لن يهم كثيرا ، انا احبك .
_ هل ستنتظرني لعده اعوام ؟ ليس عام او اثنين ربما خمسة او سبعة او حتي عشره !
_ سأنتظرك الي نهايه العمر ايلي ، ستكوني انتِ مكافئتي قبل الموت .. انا احبك !

ابتسمت بخجل عقب كلماته التي كانت تدغدغ قلبها ، شعرت برغبه ملحه في القاء اعترافها الآن ، و كأنها ليلة الاعترافات :
_ احبك فاليريو !

فاقت من شرودها مانعه عقلها من الغوص في المزيد من الذكريات ، انتهت من الاستحمام لتجفف جسدها بالمنشفه ، خرجت من الحمام لتبدأ في ارتداء ملابسها و في رأسها تدور فكره واحده .. ستستعيده لها ، ستعيده لها مهما كلفها الأمر ، و ليكن هو مكافئتها هي قبل الموت !

-

انقلبت فجأه الأجواء من الصمت التام الي اصوات اسلحه ناريه مرتفعه و صراخ الناس الذين كانو يجلسون بالمطعم ، قلب إيريك الطاوله و كأنه يتخد منها حصنا بينما راسيل و روليا لم يعطيهم فاليريو حتي الفرصه لاستيعاب ما يحدث ، بل قام بسحب كليهما بقوه ليقعا خلف الطاوله التي أوقفها إيريك علي جانبها حتي لا تصيبهم احدي الطلقات .
اخرج كلا من فاليريو و إيريك اسلحتهما ليقول فاليريو بسرعه :
_ إيريك يجب ان نخرج راسيل و روليا بسرعه ، الطاوله لن تشكل لنا حصن سريعا ما ستخترقها الاعيره الناريه !

ثم ارتفع بنصف جسده و هو يسدد لهم الطلقات بسرعه و مهاره عاليه و كأنه يعلم اين يقفون تماما و اين يختبئون ليسقط اثنين منهما علي الأرض بعدما اصابتهم رصاصة فاليريو ، عاد لمكانه و هو ينظر ل راسيل و روليا يطمئن عليهما ليجد راسيل تحتضن روليا بكلتا ذراعيها تخفيها بداخل احضانها و كأنها تمنعها عن رؤية ما يحدث ، ادارت رأسها تنظر اليه حتي رأي العبرات المتشكله في عينيها و الهلع المرتسم علي وجهها ، طال تحديقه بها و كأنه نسي ما يحدث ليتلقي خبطه من ايريك علي كتفه و كأنه يطلب منه بأن يشارك معه ، ليرتفع هو الآخر و يبدأ بإطلاق رصاصاته من كلا مسدسيه فقد كان يحمل واحدا بكل يد ، عاد يختبئ بعدما فرغت خزينة احدي مسدساته ، اخرج فاليريو هاتفه و قام بمكالمه سريعة ثم اغلق الهاتف ، اعطاه إيريك خزينة احتياطيه كان يضعها في جيبه ليسمع تعليمات فاليريو :
_ إيريك ، راسيل و روليا لن يستطيعا الخروج من البوابه الرئيسيه ، انظر امامك علي اليسار ، ستجد بوابه تقودك حيث المطبخ ، خذهم الي هناك و سر بهم قليلا ستجد باب يقودك للشارع و بالخارج ستجد سيارة لأحد رجالنا ، انتظر حتي يذهبوا بالسياره ثم عد الي .

كان إيريك يستمع الي كلامه الذي يعد ضربا من الجنون ، لم يتعجب كيف علم بالباب الذي يوجد في المطبخ ولا بالسياره التي اتت للخارج ، كل هذا كان بسبب المكالمه التي دارت بينه و بين احد من الرجال اكيد ، هم ان يعترض ولكن سبقته راسيل :
_ هل انت مجنون ؟ تريده الخروج و تركك هنا بمفردك ؟ هل تظن نفسك خارق لتستطيع التخلص من كل هؤلاء الرجال بمفردك ؟
كان حديثها صحيح مئه بالمئه ، و لكن اتتها اجابة فاليريو ببرود :
_ نعم انا الخارق الذي يستخلص منهم جميعا ، و الآن اصمتي و اللعنه و نفذي ما اقول ان اردتِ العيش .
_ لن اتركك بمفردك .

قالت راسيل بتصميم و هي تحتضن روليا بيديها جيدا و تخبئ وجهها في صدرها ، عاد إيريك مكانه بعدما كان يحاصر الرجال بطلقاته حتي لا يستغل احد انشغالهم و يقبضوا عليهم ، علم فاليريو ان لا فائده معها و انها ان رفضت الذهاب فلن تذهب مهما حدث حتي و بالقوه ، و هو يريد ان يكون خروجهم سلسا حتي لا ينتبه لهم احد ، لذا قال لها مره اخري برجاء :
_ ارجوكِ راسيل ، ليس من اجلي ولا من اجلك ، من اجل روليا ، لا اريدها ان تتأذي انها كل ما أملك !

نظرت راسيل الي روليا التي تبكي بخوف في احضانها متمسكه بها بيديها الصغيرتان و قد بدأت تقتنع بما يقول ، انها طفله صغيره بالنهايه و لا يجب ان تري حتي ما يحدث ، عندما رأي فاليريو الموافقه في عينيها فأنه التفت الي إيريك و قبل حتي ان يتحدث اجابه إيريك :
_ لا و الف لا ، انت تنتحر !
_ لقد طلبتُ العون و في اقل من دقيقه سينتشر الرجال هنا و لن اكون بمفردي ، اذهب بسرعه قبل ان نندم ، لن اسمح بأن يصاب ايا من روليا او راسيل بخدش صغير .
عاد إيريك يعترض و لكن غضب فاليريو جعله يرفع من صوته دافعا اياه :
_ انا لستُ فاليريو صديقك الآن ، ان آمُرك بصفتي زعيمك ، خذهم للخارج و الا ستُعد خائنا للزعيم !
_ فلتذهب للجحيم ايها الزعيم السافل !

قالها إيريك بغضب ثم حمل روليا عن راسيل و سحب يديها كي تزحف خلفه دون ان يراها احد ، و لكنها قبل ان تذهب امسكت بتلابيب ثيابه قائله له :
_ عدني انك ستعود .
نظر لعينيها و كأنه يراها للمره الأخيره ثم قال :
_ انا قاتل .. و لكني لا اعطي وعودا كاذبة .
نفت برأسها و هي تقول :
_ لم يكن زيوس ليرفض النجاة من اجل مارسيا !
_ و لكنه لم يكن ليعدها بوعد لا يضمن صحته ، لذا كل ما يستطيع فاليريو فعله هو وعد راسيل بالتمسك بالنجاه بكل ما يستطيع .
_ روميو و جولييت هل ننتظر حتي يفجرنا اولئك الرجال ام ماذا ؟

قالها ايريك و هو يحثهم علي الاسراع فلا وقت لتضييعه ، ابتعدت راسيل معه لتزحف خلفه ارضا و هي تنظر خلفها حيث فاليريو يقاتل بسلاحيه بمهاره ، ثم فجأه دخل رجال فاليريو ليملئو المكان و يقفوا امام فاليريو و خلفه يقاتلون معه بكل ما يملكون ، ثم اتي مجموعة منهم يقفون امام إيريك و راسيل يشكلون حاجزا بيهم و كأنهم يمنعون وصول الخطر اليهم ، لذا لم يعد هناك حاجه للزحف فوقف إيريك آخذا بيد راسيل و هو يركض بأقصي ما يمكن صوب المطبخ و منه الي الشارع ، وجد بالفعل سيارة تقف بالخارج لذا دفعهم بداخل السياره و هو يغلق خلفهم الباب :
_ اوصلهم الي منزلي بسرعه و تأكد من عدم وجود مراقبين ، و اتصل بالحراس و أأمرهم بتكثيف الحراسه علي المنزل ، ان اصابهم خدش صغير ستتدحرج رؤوسكم من فوق اجسادكم ، هذا امر من الزعيم .
اظهر الحارس احترامه الشديد و هو يقول :
_ سمعا و طاعة للزعيم .
ثم ركب بجانب السائق متوهجين ناحية منزل إيريك ليعود بسرعه الي فاليريو مجددا .

دخل ليركض الي حيث كان فاليريو ، فكان يتوقع ان يري القتال مشتعلا هناك ولكن ما رآه قد خيب آماله ، ففي غضون ثلاثة دقائق استطاع فاليريو و رجاله بالقضاء علي الرجال الذين يقاتلونهم بالداخل و اصابة بعضهم ، اقترب إيريك قليلا من فاليريو لينظر ارضا حيث كان فاليريو يرفع قدمه اليمني يسندها بكل اريحيه علي شيئ ما ، و في الحقيقه ذلك الشيئ كان وجه إيدن الذي كان يصرخ متألما بسبب ضغط حذاء فاليريو فوق وجهه و الاصابه القويه في قدمه اليسري ، و في المنتصف ، كان يقف آريان مجردا من السلاح و الغضب يتطاير في عينيه مقارنة بالاستمتاع و لذة الانتصار التي تتراقص بعيني فاليريو .

ضرب إيريك وجهه بقوه دون ان يراه فاليريو مهمها :
_ انا ميت لا محاله !
لعن نفسه و هو يتذكر المصيبتان اللتان قام بهما ، اولا ارسل راسيل و روليا الي منزله و قد نسي تماما ان إيليت ستكون هناك ، و ما سيحدث بعد ذلك ان فاليريو سيتجه الي منزله بالتأكيد لاصطحاب روليا و راسيل و هناك سيجد ايليت التي عاني حتي يخبئها منه ، و علي الناحيه الأخري هو لن يحتاج الي الذهاب لمنزله ليعلم ان إيليت هناك .. فهجوم آريان علي فاليريو و إيريك بكل هذه الجرائه لا تعني سوي شيئ واحد فقط ، و هو انه يدري ان احداهما إيريك او فاليريو يخبئها لديه !

اشعل فاليريو سيجارته و هو يقول ببرود :
_ من اين اتيت بتلك الجرئه حتي تهجم علي اخاك الكبير ؟
لم يجيب آريان بل اكتفي بالصمت و الغضب يسيطر عليه من برود فاليريو اللامتناهي ، قال فاليريو مجددا :
_ دعك من انني اخاك الكبير فـ انت لا تعترف بي اساسا ، و في الواقع هذا لن يهم ، و لكن ان لم اكن اخاك .. فـ انا الزعيم ، هل تعلم من هو الزعيم ؟
_ انا اعلم من هو الزعيم ، و لكن اليس عيبا علي الزعيم ان يخطف زوجتي ؟
قوس فاليريو حاجبيه و هو يدرك انه يقصد إيليت و لكنه لا يعلم بشأن الاختطاف فـ هو قد طردها من مكتبه عندما اتت اليه ، نظر فاليريو الي رجاله محاولا اثارة غضب آريان :
_ اي زوجة تلك ؟ هل تعلمون من هي زوجته ؟
نفي الرجال برأسهم بصدق ، و حتي ان كانوا يعلمون من هي و لكن ان اظهرت طريقه فاليريو بأنه يريدهم النفي سيكذبوا بكل آليه ، عاد فاليريو ينظر الي آريان و هو يقول :
_ أرأيت ؟ لا احد يعلم من هي زوجتك .

اقترب منه آريان حتي بات قريبا منه للغايه ، وضع سبابته علي صدر فاليريو ثم تحدث و هو ينظر لعينيه :
_ انا اعلم انها معك ، لم تتركها لي عندما كنا صغارا ، و الآن عندما عدنا تريدها لك مجددا !
_ اتري السيجاره تلك التي بين اصابعي ؟ إيليت بالنسبه الي ارخص من تلك السيجارة ، فـ ان كانت قديما تعني الكثير بالنسبه الي فـ هي الآن ارخص من سيجارة ، السيجاره ان تذوقتها و لم تعجبني القيها ارضا ثم ادهسها بقدمي فلك ان تتخيل مكانة زوجتك العزيزه لدي ، اذهب و ابحث عن سيجارتك بعيدا عني .

صرخ إيدين عندما سقط الجزء المشتعل من السيجاره فوق رأسه عندما القي بها فاليريو دون قصد فوق وجهه ، نظر له فاليريو بتقزز و هو يقول :
_ ما هذا ؟ اقسم ان كنت احضرت عنزه لتقاتل معك كانت ستكون اكفئ من هذا الغبي .
قالها و هو ينظر الي إيدن ، رفع رأسه عندما تحدث آريان :
_ ان لم تكن معك ، فـ هي مع إيريك ، و انا متأكد مئه بالمئه من حديثي .
_ ويلتي !
قالها إيريك بصوت مرتفع عقب سماعه لاتهام آريان و لم ينتبه لعلو صوته ، التف كلا من فاليريو و آريان ينظران لردة فعله الأشبه بتصرفات النساء ، حمحم إيريك محاولا تصحيح موقف قائلا :
_ انا اقصد .. ويلتي ! كيف تتهمني هكذا اتهام الا تعلم من اكون ؟ استط ..
توقف عندما رأي نظرات فاليريو الموجهه نحوه و كأنه يطلب منه الصمت لذا قال :
_ حسنا سأصمت .

_ انها معه .
قالها آريان قاصدا إيريك ، بدأ التوتر يسري بداخل إيريك حتي قال فاليريو مدافعا عنه :
_ زوجتك ليست معه ، لقد طردتها من مكتبي حين اتت الي ، عذرا الم اخبرك انها اتت الي ؟
قالها فاليريو قاصدا استفزازه ، و بالفعل ابتسم عندما رأي النيران تشتعل بعينيه و القوه التي يقبض بها علي كفه مناعا نفسه من التهور ، اكمل حديثه دون ان يعيره اهتمام :
_ اتت الي و جلست تبكي و تترجاني ، تترجاني بالعوده اليها مخبره اياي بان قرارها بالبقاء معك كان اغبي قرار اتخذته في حياتها ، بكت و بكت و هي تتذلل امام قدمي طالبه العفو ، اتدري لما ؟ لانها ادركت انها تخلت عن رجل لأجل امرأه مثلها و الفرق بينكما ان لديك شارب بينما هي لا ، بكت لأنها تذكرت كيف كان يعاملها الرجل الذي كان يحبها بالمقارنه بكيف يعاملها المخـ ..

توقف عن الحديث بعدما لكمه آريان بقوه علي فكه ، اخرج الرجال اسلحتهم و هم يستعدون للقضاء علي آريان بما فيهم إيريك و لكن اوقفتهم اشاره من يد فاليريو يمنعهم من التدخل ، و بالفعل اعادوا اسلحتهم داخل جيوبهم مره اخري ، ابعد فاليريو قدمه بعيدا عن وجه إيدن الذي مات تقريبا ثم تحدث مره أخري باستفزاز :
_ حتي لكمتك تثبت انها لكمة انثي .

لم يعد آريان يستطع تحمل المزيد لذا هجم علي فاليريو يوقعه ارضا و هو يلكم وجهه بكل قوته ، لم يتدخل احدا من الرجل بسبب منع فاليريو لهم من التدخل ولكن إيريك كان متعجب من تصرفات فاليريو ، فهو يستطيع ان يقتل آريان ان اراد و لكن بدلا عن ذلك يتركه ليضربه دون حتي ان يدافع عن نفسه ، لم يتحمل إيريك اكثر من هذا لذا ذهب يحاول ابعاد آريان عن فاليريو و لكن هيهات فقد فقد السيطره علي نفسه حتي انه دفع إيريك بعيدا عنه و هو يكمل في ضرب فاليريو ، اشتعل غضب فاليريو و هو يستمع الي تأوه إيريك عندما اصطدم رأسه بالأرض بقوه ، دفع آريان عنه بقوه ليتوجه ناحيه إيريك يطمئن عليه ، لحسن حظه لم يطوله سوي جرح بسيط لا يذكر ، وقف فاليريو يهم بضرب آريان ولكن اوقفه إيريك الذي حال بينه ثم امسك رأسه بكلتا يديه و هو يهمس بأذنه :
_ ايليت في منزلي !

اضطر إيريك لقول الحقيقه عندما رأي الوضع يتأزم سوءا و الدماء تنهال من وجه كلا من فاليريو و آريان ، لم يظهر علي وجه فاليريو اي تعبير و كأن إيريك لم يكن يخبره شيئ ، و لكنه كان يجاهد حتي لا يظهر دهشته و انفعاله ، ابتعد إيريك عن فاليريو و هو ينظر له كأنه يرجوه الا يتخذ قرار خاطئ ، التف إيريك الي آريان ثم قال :
_ زوجتك معي .

نظر الرجال لبعضهم لدهشه ، فهم يدرون ان فاليريو و إيريك لا يكذبون حتي ان فعلوا شيئا خاطئ ، فـ ان كان يخبئ زوجته في منزله لما ينكر ؟ تحدث إيريك بعد فتره مبررا له :
_ لقد طلبت حمايتي ، و لم استطع الرفض .

دفعه آريان قائلا :
_ لما و اللعنه تحمي زوجتي ؟ ما شأنك بها ؟
_ هي من طلبت هذا ، ثم ان احد قوانين المافيا هو حمايه الجميع .
تحدث احدي رجال فاليريو يصوب له جملته و قد عُرف عن هذا الرجل أحقيته و عدم الصمت امام الكذب :
_ المافيا تحمي جميع اعضائها و من هم تحت جناحها ، اي شخص لا يتبعنا فلا حق لنا في حمايته .
ابتسم آريان نصف ابتسامه و قد بدأ يشعر بنشوة الانتصار ثم قال بمراوغه :
_ لستُ من المافيا ، و لكني ادري ان الزعيم يعاقب من يخالف قوانينه او يتصرف دون علمه ، هل سيتغاضي الزعيم عن عقاب مساعده الخائن ؟

كان الجميع يعلم بأن آريان يحاول اقامة حرب بين كلا من فاليريو و إيريك فهو يدري ان صراع صغير بين إيريك و فاليريو سيؤدي الي صراع المافيا و انهيارها ، و بنفس الوقت يحاول ان يكسب رجال فاليريو لصفه او علي الاقل يجعلهم يتهمونه بالتفرقه ، اخذ فاليريو نفسا عميقا و قد انتظر الجميع رده علي احر من الجمر :
_ لا .. في قانون الزعيم الخائن يعاقب حتي و ان كان مساعده .

احتبست انفاس الجميع و هم ينتظرون العقاب الذي سيتفوه به فاليريو بينما إيريك فقد وضع نظره ارضا منتظرا عقابه ، فمن امامه الآن ليس صديقه بل زعيمه ، مسح فاليريو علي طرف انفه بهدوء ثم قال لآريان :
_ في غضون نصف ساعه ستكون زوجتك في منزلك ، اما عن العقاب ..
اخرج فاليريو سلاحه ثم اعطاه الي آريان قائلا :
_ لديك الحق في اطلاق رصاصه واحده عليه ، لقد اخذ زوجتك و خبئها بمنزله دون علمك ، اطلق الرصاصة اينما تريد .

اعطاه المسدس في يديه ثم ضغط عليها و هو ينظر لعيناه .. لطالما تمني آريان تلك الفرصه ، التخلص من فاليريو و إيريك ، و لكن تلك النظرات التي كان يوجهها فاليريو اليه ، و لأول مره يراها بعينيه .. و كأنه يرجوه ان لا يفعل هذا ، لم يستطع قولها مباشرة و لكن عيناه قالت الكثير ، قالت ان لم تكن لي اخا و عونا فـ اترك لي اخا استند عليه ، ترك يديه ثم ابتعد و هو ينظر الي إيريك الذي كان ينظر الي الارض بثبات يحاول التخمين اين ستصيبه الرصاصه ، سحب آريان زر الأمان ليعتدل إيربك في وقفته ناظرا له بجمود ، حاول آريان ابعاد صورة عينا فاليريو المترجيه مذكرا نفسه بأن تلك فرصته و عليه اكتنازها ، القي نظره سريعه علي فاليريو ، ثم اطلق رصاصته صوب إيريك !

-

بعد مرور ساعاتان ، دق باب منزل إيريك لتذهب الخادمه الي فتح الباب ، و في الخلف وقف كلا من راسيل و إيليت و آيلا بعدما استدعتها راسيل ليروا هويه الطارق ، دخل فاليريو الي المنزل بخطوات بطيئه ثم توقف امام نظرات الثلاث فتيات التي كانت تحيط به ، منها نظرات آيلا المتحيره و نظرات راسيل الخائفه عليه و إيليت الخائفه منه بعدما اكتشف مخبئها ، كانت آيلا هي اول المتحدثين فقالت :
_ أين إيريك ؟

لم يجيب و هو ينقل عينيه بين راسيل و إيليت بهدوء ، عادت إيليت عدة خطوات للخلف تختبئ خلف راسيل التي كانت تنظر لملابس فاليريو الممتلئه بالدماء برعب شديد ، تتفحصه من بداية شعره حتي قدميه بحثا عن مصدر الدماء ، ناهيك عن بعض الجروح البسيطه في وجهه التي لا تسبب بقع الدماء الكبيره تلك ، و عندما طال الصمت و لم تجد آيلا إجابه علي سؤالها فإنها اعادت سؤالها و لكن بصوت متحشرج هذه المره :
_ فاليريو .. اين إيريك ؟
نظر لها فاليريو هذه المره ، اطال النظر بعينيها دون ان يرمش او يجيب حتي و كأنه فقد النطق .. كان الصمت حينها سيد المكان ، فما الذي يحاول اخفائه وراء صمته ؟

-

Continue Reading

You'll Also Like

6.7K 601 27
رواية رومانسية ، بمشاعر حقيقية تداعب صميم قلبك ، ستأخذك حيث عالم آخر رفقة إيفا ، الفتاة الجميلة التي أُصيبت بلعنة الحب منذ طفولتها حين احترق منزلهم...
41.2K 1.5K 41
هي جميلة مدينة روما ميرا يتهاتف عليها جميع شباب جامعتها...ترتدي ملابس فاضحة ومعروفة بنرجسيتها وغرورها... تحمل كل ما يؤهلها لتكون كذلك فهي إبنة أغنى...
717K 15.2K 45
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
370K 17.7K 24
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود