THE HORIZON.|| الافق

By Delphi16_12

114K 8.8K 1.5K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص

فصل خاص.

1.2K 109 39
By Delphi16_12

كان يمشي في الممر المظلم الضيق بخطوات واثقه.. الرطوبه قد ملأت الزنزانه تحت الارض، و الرائحه الكريه كانت مقززه بشده.. إلا انه لم يهتم لذلك كثيرا! بل اخذ يمشي بهدوء بينما يهمهم بسعاده.. بطريقه مجنونه و هو يتطلع لزياره شقيقته الصغيره!

لقد مره عشر سنوات! ولكنه لم يقتلها بعد.. بالطبع لم يشعر بالشفقه عليها ابدا، و لم يرغب بجعلها تتنفس بسهوله ايضا! إلا ان جوليان، الذي بدى مهزوزا و حزينا ترجاه ليبقيها على قيد الحياة! و لم يستطع حينها فعل شيء سوى سماع لرغبه شقيقه البائسه تلك.. بالطبع، بشرط تعذيبها! و لم يبدو و كأن جوليان قد مانع ذلك! بل وافق من دون اعتراض!

حتى ان لم يتحدث جوليان، كان يدرك جيدا ان شقيقه يؤمن ان إيزابيلا تستحق ان تعاقب.. مع ذلك،بدى و كأنه يرغب بتحضير نفسه لرحيل شقيقته الوحيده! و ذلك استغرق عشر سنوات!.. و الان، يمكنه التخلص منها من دون اعتراض.. و انهاء حياة من دمرته دائما!

الزنزانه تحت الارض كانت قبيحه و لم يتواجد احد في الظلام بستثناء إيزابيلا المحجوزه.. و مع كل خطوه يخطوها ازدادت رائحه مقززه.. رائحه دماء قديمه و اخرى حديثه في المكان الضيق، و كان ذلك حين ادرك اخيرا انه لم يبقي الكثير على رؤيتها مجددا!

القضبان الحديده قد اتضحت و مع مرور الوقت وصل اخيرا إليها.. ثم وقف امام الحديد المعلق بصمت و نظر بهدوء للجسد الملقي على الارض

كانت إيزابيلا مجرد جذع ملقي مليئ بالدماء! شعرها الاشقر كان يغطي وجهها الدامي و جسدها الممزق! يديها و قدميها تم بترهما و بدى و كأنه من المستحيل ان تبقي على قيد الحياة! إلا ان إيڤان الذي حرص على تعذيبها بنفسه شفى جروحها دائما.. و اعاد فتحها مجددا! ثم شفائها مره اخرى و تعذيبها مجددا!

كانت تبكي كثيرا! و تطلب المغفره و حتى الصفح! و كان للحظات سيقع لشقيقته الصغيره و يفك قديها! إلا انه لم يفعل! ليس حين تذكر ما كانت تفعله برفيقته!! إيزابيلا كانت مجنونه! و استمرت بالصراخ بجنون قائله ان كل شيء كان لها منذ البدايه! و لم يبدو ابدا انها تدرك اخطائها حقا!

كانت فقط امرأه مثيره للشفقه ترتدي قناع زائف! متوهمه بشده و راغبه بالحصول على ما تريده مهما كلفها الثمن!.. تحرك رأسها فجأه، و امكنه ملاحظه عينها الحمراء القرمزيه في الظلام.. ثم ابتسمت بجنون و هي تنظر له... و تسائل حينها، اكيف اصبحت بهذا القبح!..

" إيڤان.. عزيزي، هل اتيت لتحريري اخيرا؟ انا حقا اشتاق لك! انت و جوليان.. و حتى ماسيو!.. اوه، ماسيو.. انا احبه بشده! احضره إلى هنا، يجب ان اخبره انني احبه.. هو سيحررني بعدها!!"

عقد حاجبيه بأنزعاج، و تنهد بصوت عالي مليئ بالغضب! كان هناك خطب ما بـ إيزابيلا! ربما كانت مريضه تماما كوالدتها المجنونه! ولكن، ليس هو او حتى جوليان قد لاحظى هذا!.. ربما، ان اولى اهتمام اكبر شقيقته لما كانت لتتحول لامرأه مجنونه!

" ماسيو يعيش اسعد ايام حياته.. صدقيني، هو حتى لا يفكر برؤيتكِ ابدا!!"

نبرته البارده جعلت ابتسامتها تختفي ببطئ.. و استمر بالنظر له بنظره هادئه مليئه بالجنون و كأنها لم تصدق حديثه! كان ماسيو يحبها!! لطالما فعل! و لم يكن هناك شيء سيغير هذه الحقيقه! ربما كان فقط إيڤان يشعر بالغيره!! بالغيره لأنها تطلب ماسيو بدلا منه!

ابتسامتها الواسعه قد رجعت، و ظهرت انيابها المليئه بالدماء.. ثم تحدثت بنبره مجنونه و بعد ان رفعت رقبتها ناظره له بسعاده

" إيڤان.. هل تشعر بالغيره؟.. انا احبك بشده، اكثر من ماسيو حتى.. ولكن، انت لا تريد تحريري!! انا اعرف.. ماسيو سيفعل المستحيل لاخراجي! يمكنني استغلاله.. و اعدك انني سأعود إلى جانبك، لطالما كنت بجانبك إيڤان.. انا احبك بشده!"

نظرات إيڤان البارده قد تحولت لأخرى باهته.. رفع حاجبيه بأنزعاج شديد و اشاح بوجهه عنها ناظرا لمكان آخر بنفور و تقزز! هل كانت إيزابيلا هكذا دائما.. حسنا،ربما كانت.. ولكنه الذي كان يضع كل تركيزه على إيڤا لم ينتبه ابدا لها!.. و حتى ان فعل، لم يكن ليبقي معها ابدا

كانت هذه المرأه تتلاعب في كلا الطرفين، و بدى و كأنها تؤمن انه سيتم تحريرها في النهايه بعد ابقائها لمده عشر سنوات في هذه الزنزانه.. ولكن، هذا لم يكن ليحصل!

كان الجميع يعيش بسعاده الان، و لم يكن يرغب بتدمير هذه السعاده بسبب شخص واحد لا يستحق العيش في الواقع!.. زفر بأنزعاج.. و بدى و كأنه يكره التواجد هنا في كل ثانيه.. إلا انه اتي لأنهاء هذا الامر بسرعه و العوده لعائلته!

استدار نحوها، و كان ذلك حين نظر لوجهها السعيد القبيح للحظات قبل ان تتشكل ابتسامه ساخره على شفتيه.. ثم تحدث قائلا

" لقد اخبرتكِ.. ماسيو يعيش اسعد ايام حياته الان.. و اما بالنسبه لي.. صدقيني، كل ما ارغب به حاليا هو احتضان إيڤا بقوه و اخبارها انني احبها بجنون!"

اخفى ماسيو وجوده مع وحوشه، و قرر العيش بسلام بعيدا عن الاضواء او حتى ازعاج الاخرين.. مع ذلك، فقد وفى بوعده لأدريان و استمر بحمايه مجموعات المستذئبين البعيدين عن قطيع الضوء!.. كان بالطبع يأتي لزياره إيڤان! مره واحده في الشهر!.. ربما مرتين ايضا!! و في بعض الاحيان، كان إيڤان ايضا يذهب لأزعاجه!

و منذ بضع ايام، اتى ماسيو إليه، متحمسا و سعيدا كما لم يكن من قبل و اعلم صديقه انه و ميا ينتظران مولودهما الاول!.. سعيدا جدا و لم يعرف كيف يجب ان يفصل بين سعادته و بكائه..!

" و ان كنت تنتظرين جوليان فأنصحكِ بتخطي هذا بالفعل.. لقد اخبرني ان اقتلكِ، قال انه لا داعي للأنتظار بعد الان!"

اردف بنبره بارده.. ليزيل كل الفرص التي امامها، في حين ان الاخرى التي سمعت ما قاله تبدلت ملامحها بأخرى بارده.. ثم حزينه.. ثم غاضه! و صرخت بصوت عالي بينما تحرك جسدها محاوله الوصول له

" مستحيل!! الجميع يحبني!! انا اعرف انهم سينقذونني من هنا!!.. جوليان و حتى ماسيو!! انت ايضا.. تلك المرأه سارقه!! المرأه التي تحبها هي انا فقط!! انا و ليس اي شخص آخر!!"

صوتها تعالى و بدى و كأنها لم تستطع الثبات على موضوع واحد.. مشوشه و مضطربه بشده، إلا انه لم يهتم كثيرا لحديثها.. بل تقدم نحو الزنزانه و فتح بابها مصدرا صوت صرير عالي في حين انها التي رأته يتقدم ابتسمت بجنون و هي تنظر له و اعتقدت ان خلاصها قد اقترب اخيرا!.. إلا انه لم يكن الخلاص الذي رغبت به

" هذه المره، اعدكِ ان اكون لطيفا.. إيزابيلا"

اجاب بصوت عميق.. إلا انه رقيق إلى حد ما و هو ينظر لها، ابتسامه خافت قد ارتسمت على شفتيه في حين ان عينه البيضاء قد لمعت في الظلام كـ ضوء ساطع.. و ذبلت ابتسامتها فجأه، و نظرت بفزع له متسائله ما الذي قد يفعله! و حينها، نادى بصوت قوي جامد على كائن ما.. و ببطئ شديد، سمعت اصوات كائنات صغيره تتحرك بسرعه نحوها.. في حين هو الذي القي عليها نظره اخيره باهته، استدار مبتعدا عنها..

" ل. لا.. انتظر!! انا هي شقيقتك!! المرأه التي تحبك بشده!! ا. ارجوك لا تفعل هذا بي!!.. إيڤا خدعتك! لقد سرقتك مني! هي فعلت ذلك.. إيڤان!!"

و استمرت بالصراخ بالهراء.. في حين ان صراخها قد تحول لصرخات استنجاد بعدما رأت مجموعه من الحشرات السوداء الصغيره تقترب نحوها.. بأعداد هائله ارعبتها ملئت الزنزانه بأكملها، حاولت الزحف بسرعه لمكان بعيد.. لمكان لن تقترب تلك الكائنات منها! إلا ان المخارج غير متاحه.. و تجمعت الحشرات آكله اللحوم عليها حتى غطت جسدها و شعرها بأكمله! ثم مع بضع ثواني.. بينما يمشي في الممر الطويل المظلم بصمت...سمع صراخ عالي مرتعب، و اختفي فجأه و كأنه لم يتواجد قط!!

و مشي في الطريق القديم، متجاهلا جسد شقيقته الذي تحول إلى هيكل عظمي صافي خالي من اللحوم! و على الجدران، تبعته وحوشه الصغيره لتخرج من الزنزانه التي تواجدت في غابه ملك الوحوش!

الشمس ضربت عينه بقوه مما جعل من حاجبيه ينكمشان بأنزعاج، لوهله نسي انه الصباح بالفعل.. و ان المكان المظلم في الاسفل تحت الارض كان فقط مكان بغيض مليئ بالشر!

العشب الاخضر تحرك مع الرياح، و الاشجار الخضراء الطويله كانت مثمره.. القليل من الازهار قد تكاثرت في الانحاء.. و بدى و كأن و حوشه كانت تأخذ قيلوله الظهيره!!

تقدم للأمام و نظر للسماء الزرقاء الصافيه.. ثم تحرك شعره الابيض للأعلى و اظهر جبينه الشاحب، و كان ذلك حين رسم ملك الوحوش ابتسامه خافته دافه على وجهه.. و بدى و كأن حياته الحزينه قد انتهت اخيرا!

و على طول الطريق و بقرب منزله هو و رفيقته.. رآها من بعيد.. بينما ترتدي رداء سماوي فضفاض.. شعرها الاسود الطويل قد تحرك مع الرياح الخافته و هناك في ذلك الافق! كانت سعيده جدا.. ملامحها الدافئه كانت مشرقه.. و بدى و كأنها اشرقت اكثر حين رأته يتقدم نحوها!

لوحت له، و تقدمت تاحيته بسرعه ثم و في اللحظه التي وصلت بها إليه ارتمت بين احضانه و وضعت رأسها على صدره.. احاط خصرها مقربا إياها إلى جسده اكثر.. ثم قبل جبينها مطولا، و كان ذلك حين همست بنبره رقيقه بينما تغلق عينها

" جوليان احضر المزيد من الالعاب"

و مع ان نبرتها بدت هادئه، إلا ان وجه إيڤان قد شحب فجأه.. لعق شفتيه و قهقه بتوتر قبل ان يجيب

" اعتقد انكِ ستخبريني بكم تحبيني في اللحظه التي قفزتي بها نحوي!."

" لقد اشتقت لك فقط.. ايضا، ألم اخبرك من قبل ان تتوقف انت و جوليان عن احضار الالعاب!! المنزل قد امتلئ بتلك الامور الغريبه التي تحضرانها!!"

كان جوليان عاقلا بالنسبه لها.. اكثر من رفيقها في الواقع!! ولكن مؤخرا.. و منذ سنتين، اكتشفت ان كلاهما احمق!!.. و ان كلاهما امتلك ذوق غريب مريب إلى حد ما!..

رفعت يدها و وضعتها على صدر رفيقها العرض.. ثم ابعدت رأسها عن صدره لتنظر لوجهه الوسيم، كان يشيح بوجهه بعيدا عنها.. و لم يبدو و كأنه يرغب بالتحدث اكثرا مما جعلها تتنهد بيأس!

" صغيري.. انت تعرف ان إيزل لا يحتاج إلى كل تلك الالعاب أليس كذلك؟"

تحدثت بهدوء.. في حين ان إيڤان الذي ابتلع ريقه لم يحب بدايه حديثها كثيرا! و تذكر شيء مشابه في الماضي.. عندما نادته بصغيري للمره الاولى.. ولكن، كان ذلك وهم لا اكثر بالنسبه له!.. مع ذلك، مؤخرا، تلك الكلمه هي فقط تذير شؤم لا اكثر!

استدار نحوها فجأه و رسم ابتسامه واسعه على وجهه اظهرت انيابه ثم نطق بنبره حنونه و هو يرفع يده ليحتضن خدها

" عزيزتي.. انا احب سماع صوتكِ الجميل"

ابتسمت إيڤا برفق.. إلا ان ابتسامتها لم تدوم طويلا حقا، بل رفعت يدها لصفع يده بقوه ثم تبدلت ملامحها الرقيقه لأخرى غاضه و اخذت تصرخ بحده

" لا تحاول تغير الموضوع إيڤان!! لقد امتلأت الغابه بأكملها بألعاب غريبه!! و ما الذي يمكن لطفل في عمر السنتان فعله بأدوات تشريح!! من اين اتيت انت و شقيقك بهذه الافكار حتى!! اوه، سأصاب بالصداع!!"

تأوهت في النهايه بأنزعاج و دلكت منتصف جبينها بتعب.. لقد انجبت إيزل منذ سنتان! و كانت تلك هي اللحظه التي قرر جوليان و إيڤان احضار ألعاب جنونيه لا تلائم حتى طفل رضيع.. ولكن، كلاهما وصل حتى لطلب تفصل ادوات تشريح و تعذيب لطفل في عمر السنتان فقط!!

إيڤان الذي تذمر دلك يديه.. و لم يبدو و كأنه يود الاعتراض، بالنسبه لشخص كان بشريا في الماضي.. ربما لم تكن لتحب تلك الالعاب، ولكن كان على طفلهما ان يتعلم كيف يعذب الاخرين!! حسنا.. بالنسبه لإيڤان كان ذلك التفكير طبيعيا تماما!

صوت احد وحوشه قد لفت انظارهما.. و كان ذلك حين استدار لرؤيه آون و أن مع صغارهما.. و برفقتهم، كان يتواجد طفل صغير يضحك بسعاده.. يشبه إلى حد ما إيڤا.. إلا ان جينات إيڤان لم تكن مزحه حقا!.. كان الشعر الابيض مشابها لوالده إلا انه امتلك خصله واحده سوداء، و بغض النظر عن شبه الطفل الكبير بوالدته إلا ان ابتسامته كانت فقط كـ ابتسامه إيڤان الخبيثه!.. عينه اليسرى كانت سوداء قاته.. اما الاخرى، بيضاء تماما.. فقد ولد طفلها اعمي بشكل جزئي!

" إيزل صغيري!!"

تحدثت إيڤا بسعاده و ابتعدت عن رفيقها لتتجه نحو إيزل الذي نزل من ظهر آون بمساعه من أن.. ثم اخذ يمشي نحوها بحذر شديد بينما ينظر لوالدته بتوق!

احبت الوحوش إيزل، و بدى و كأنهم يصابون بالجنون اذا تم لمس شعره واحده منه من قبل غرباء ليسو معروفين.. الملك القادم! الوريث الذي سيحكم الوحوش في المستقبل و الطفل الوحيد الذي امتلكه ملك الوحوش الحالي!

إيڤا التي تقدمت نحو إيزل قد حملته و اخذت تقبل خده و تهمس له ببعض كلامت محبه.. في حين ان إيڤان الذي نظر لذلك من بعيد بصمت قرر النظر مطولا.. لحفظ ذكريات عن ابنه و رفيقته اكثر!

بالنسبه لكليهما.. كان ذلك الطفل اغلى ما يمتلكان، طفلهما الصغير الذي انتظراه دائما.. مع ذلك، لم تكن هذه الحقيقه حقا،  إيڤا تطلعت لولاده تؤم! بدت مضطربه و قلقه طوال فتره حملها و بكت دائما قائله ان هناك طفل آخر يجب ان يولد ولكنها قتله!!.. و هو الذي حاول اراحتها فشل تماما! إلا انه كان قد ظل على أمل ان تنجب طفليهما!

كان يعرف جدا ان روح ذلك الطفل لم تكن روح ضعيفه.. كان يؤمن ان طفلهما سيجد مخرج للعوده إلى جانبها.. إلا ان ذلك لم يحصل

و بعد ولادتها، و عندما احتضنت طفل واحد فقط تمزق قلبها.. و لم تبدو سعيدا ابدا! بل بدت اكثر انهيارا و حزنا.. مشتاقه لطفلها الاخر الذي لم تستطع رؤيته او لمسه.. و لم يستطع لومها! كانت نهايه سعيده.. ولكن ليس تماما!

ليس حين فقد طفله الذي سمع عنه فقط! و شعر بالعار و الغضب لعدم مقدرته على استرداد طفله! كان بالفعل لم يستسلم.. و رغب بشده بأرجاء جزئه المفقود.. ولكن، كان جسده في مرحله التعافي! لقد حصل بشكل منتظم على دماء إيڤا ولازال يفعل.. لعل جسده يشفى بسرعه، و حينها.. يمكنه استخدام السحر لإعاده طفله.. مع ان ذلك لم يكن بهذه السهوله ابدا!!

هل كانت نهايه سعيده.. ربما ليس تماما، لقد كانا مازال يحاولان المضي قدما بطريقه ما!..

و في مكان قريب، بالقرب من احد الاشجار.. جلس هو بهيئته الصغيره على غصن الشجره.. و مع انه لم يرى، إلا ان ملامحه الجامده كانت مسترخيه إلى حد ما.. و هو يسمع اخبارا من ظلاله عن حصول عائلته على نهايه سعيده..! النهايه السعيده التي صنعوها من دونه!.. ولكنه لم يشعر بالندم ابدا.. بل كان مرتاح البال تماما!

" ملكي.. هل لا بأس هذا؟"

همس احد ظلاله بعبوس شديد.. و بدى و كأن جميع من يقبع في الظلام لم يحب فكره تواجده كـ روح تائه!.. إلا ان الاخر الذي شعر بظلاله ابتسم بخفوت.. و هو يسمع صوت ضحكات المرأه التي تمنى سعادتها ثم اجاب و كأنه لا يعرف نواياهم

" ما الذي تعنيه؟"

" عدم الولاده مجددا"

بالطبع كانت فرصه ذهبيه! ان ولد مجددا.. يمكنه رؤيه سيرين مره اخرى.. يمكنه الحصول على عائله سعيده كما رغب، ولكن روحه قد تهالكت بسبب تضحيته السابقه! و اصبح ضعيف بالكاد يمكنه فعل شيء او حتى العوده لعائلته.. بالنسبه له، الذي كان يائسا و تعيسا خائفا من المحاوله مجددا.. رضي تماما بنهايته التعيسه، مع ذلك.. هل كانت هذه النهايه عادله لسيرين؟! الشخص الذي اتصلت روحها به! لقد قرر الموت.. ولكن هل سيرين فعلت!..

قبض على يده بقوه، و بدى تعيسا لوهله.. إلا ضحكات شقيقه اخرجته من بؤسه و ابتسم بيأس.. ثم اجاب بنبرنه هادئه

" لا بأس.. في الاصل، كنت مجرد دخيل.. انا لا اشعر بالندم على الاطلاق"

كان يجلس بهيئته الصغيره فوق غصن الشجره.. الهيئه ذاتها التي ألتقي بها بـ سيرين للمره الاولى.. كان بالفعل ضعيفا، و لم يبدو و كأنه امتلك القوى للظهور بجسده البالغ!.. مع ذلك، ان كان هناك شيء واحد رغب به.. هو الاطمئنان على عائلته و الذهاب مرتاح البال.. ربما.. مع القليل من الوقت، يمكنه استرداد قوته مجددا!

و بقي هناك لبعض الوقت.. يستشعر من كانو يفترض انهم عائلته، متسائلا ان كانو سيحبونه حقا ان كان برفقتهم! ان كانو سيحتونه حقا ام لا!.. مع ذاك، تلك الافكار لم تدون طويلا و قرر انه بالفعل وقت الرحيل من هنا!.. للعوده للظلام حيث كان ينام دائما!

إلا انه، و بشكل مفاجئ.. انتفض جسده فجأه و شعر بأعين حاده تراقبه من مكان قريب، كان ذلك حين فتح عينيه البيضاء بشكل لا إرادي مندهشا من امكانيه استشعار وجوده الضعيف!.. ظلاله بدت مضطربه و منزعجه مستعدين للهجوم.. إلا انه الذي شعر بدهشه لوهله، ابتسم فجأه و ظهرت انيابه... ثم تمتم بهدوء شديد

" حسنا.. كان دائما يدهشني هذا الرجل"

إيڤان، الرجل الذي كان يفترض ان يصبح والده! الشخص الذي كان يشبهه بطريقه غريبه حتى مع انهما لم يمتلكا صله قرابه من قبل!.. لطالما كان مثيرا للاهتمام بالنسبه لإيزاك، الذي كان يراقب والديه منذ فتره طويله!.. شخص ضحى بكل شيء لعوده رفيقته و عائلته.. مثله تماما، إلا انه و بعكسه لم يمتلك ذره خوف من تكرار المحاوله ابدا! بل بدى و كأنه يفضل الموت على التوقف!

لذلك، قرر مساعدته! مساعده والديه.. و استمر بأخذ روح أيڤا للماضي لأنقاذ رفيقها من الذبول و الدخول في دوامه معتمه لا نهايه لها.. لعله لا يقتل نفسه بعد يأسه عند رؤيه محبوبته و كان هذا ما استطاع تقديمه لوالده.. الشخص الذي بدى يائسا تماما مثله!

شعر بخطوات ثقيله تقترب، و كان ذلك حين توقف إيڤان بين الاشجار.. مكان ليس ببعيد عن موضع رفيقته و ابنه.. ولكنه مكان مخفي بين الكثير من اشجار الغابه.. مكان يحتوي على هاله مألوفه شعر بها من قبل.. في الماضي عندما كان يائسا و تعيسا بسبب فقدانه لإيڤا!

إلا انه لم يعرف لمن تنتمي!.. و لم يشعر بشعور جيده عندما تتواجد هاله باهته مظلمه في منزله!.. ملامحه التي كانت مليئه بالدفئ بينما ينظر لرفيقته و ابنه قد تحولت لإخرى جامده.. و نظر للأنحاء بحذر شديد، إلا انه لم يبدو و كأن الدخيل الذي يراقب قد يرغب بالظهور ابدا!

" سيكون من الافضل الظهور"

هدد بنبره بارده قاسيه، و بدى و كأنه مستعد للقتال عند ظهور من يراقبه.. كان مستعدا للقتال لحمايه عائلته!.. مستعدا للتضحيه بنفسه لأجل العائله التي لطالما انتظرها و اشتاق لها!

من بين الاشجار الكثيفه الخضراء، شعر بهاله مظلمه مشؤومه تتضح بشده و كان ذلك حين قبضع على يده و استعد للقتال! و من بين الظلام الذي تواجد بين ثنايا الاغصان ظهرت عين بيضاء مرعبه... ثم ظهرت اجساد ضخمه سوداء معتمه و المزيد من العيون البيضاء العابسه الغير سعيده!..

ملامحه البارده قد احتدت و ارتسمت الجديه على وجهه.. و تسلل قلق فضيع إلى قلبه! كانت اعداد هذه الوحوش في تزايد و إيڤا و إيزل في مكان قريب!.. حتى ان اراد القتال فـ لن يكون في مكان تتواجد به رفيقته و طفله!

' اي نوع من الوحوش هو هذا؟ انهم غير لطيفين على الاطلاق.. هل هو نوع جديد او ما شابه ذلك؟! '

ڤيتال نبس بعبوس و هو يشعر بطاقه خافته.. ولكن هائله صادره من مكان ما بين تلك الظلال المتكتله في الظلام.. كان ڤيتال قد عاد منذ فتره قصيره من سباته.. و لم يبدو و كأنه اعتاد على التغيرات التي تحصل! إيڤان الذي سمع تذمر هجينه تمتم بجديه و هو ينظر بحذر للكائنات التي تتزايد اعدادهم ببطئ شديد.. و كأنهم يخرجون من فوه مخفيه

' ربما.. نوع جديد حقا! ولكن لا يبدو قابلا للترويض.. '

' سأقول هذا لأنني العاقل الوحيد بينكما.. ولكن اعتقد ان هناك شيء غريب يجري'

ڤين تحدث بضجر و أنزعاج!.. عاده، كانت الوحوش مهوسه بإيڤان! و لم يحاولو إيذائه ابدا من قبل.. حتى ان كانت وحوشه لم يرها! ولكن، كانت الوحوش الظاهره امامهم عدائيه! و لم يبدو و كأنهم يحبون رؤيه إيڤان بالقرب من هنا ابدا.. إلا انهم لم يحاول الهجوم ايضا!.. بدى و كأنهم يرغبون برحيل ملك الوحوش فقط!

' انت دائما منزعج ايها الكلب الصغير.. لهاذا السبب لست وسيما مثلي!'

ڤيتال قد تحدث بسخريه شديده اغضبت ڤين الذي نبس بأنزعاج شديد و هو يزمجر بغضب

' من هو الكلب يا ذو رائحه الكريه! و ايضا هل انت احمق!! نحن نمتلك ذات الوجه!!'

' من يهتم.. يا كلبي العزيز انا اكثر وسامه! افترض ان إيڤا تحبني اكثر منك حتى!!'

' حسنا.. لا احب الاعتراف بهذا، ولكن إيڤا تحبني انا اكثر!! لا تنسى بأنني الاصل هنا!! '

' اللعنه عليكما!! انه ليس الوقت حتى للجدال بشأن من تحب إيڤا!! و ايضا أليس واضحا انها تحبني اكثر منكما!! '

و استمروا بالجدال! و بدى و كأنه تم نسيان امر مهم لثانيه واحده!..الظلال التي تراقب الرجل الطويل و هو يتحدث مع هجيناه قد شعروا بالحيره فجأه.. و لم يعرفون ان كان الرجل مصدر خطر على سيدهم ام لا!.. إلا ان تحديق إيڤان المفاجئ جعل هالتهم تحتد اكثر و بدى و كأن ذلك لفت انظار إيڤان ثم رفع يده و حك شعره قائلا

" لقد نسيت امرهم لثانيه... على اي حال، ألن تتوقف عن المراقبه.. يا ملك الظلام؟"

نبس بجديه في النهايه.. و نظر للظلال الجامده بجمود شديد، كانت عشر سنوات بالفعل.. عشر سنوات منذ ان بدأ بالبحث عن الشخص الذي كان يحيط روح إيڤا و جسدها.. و مع بعض المساعده من روث، استطاع معرفه القليل عن ملك العالم السفلي.. ملك الظلام الذي حكم و دمر عالما كامل قبل قتله لنفسه!

كان ملك الظلام متصلا لسبب ما بجسد إيڤا! لم يفهم الامر جيدا.. ولكنه، لم يكن حقا قد يبدأ القتال معه! بالطبع ما لم يكن ملك الظلام عدائيا كما يشاع عنه!.. ولكن لم يكن يرغب بالهجوم على الكائن الذي كان يحمي رفيقته!!. كان فقط من المدهش انه ظهر اخيرا امامه.. يراقب من بعيد و كأنه انهي مهمته..

طوال عشر سنوات، حاول استفزاز الظلال! قال روث انهم كائنات تظهر فقط عندما يتواجد ملكهم في الانحاء.. ولكن، لم يكن هناك نتيجه ابدا! و بدى و كأن ملك الظلام قد رحل بالفعل حتى هذه اللحظه!!

و من بين الاشجار التي اختبئت الظلال خلفها.. من بين الكتل السوداء التي تراقب بحذر.. لاحظ وجود هيئه صغيره خلف احد الاشجار، و بعد ثواني قليله.. الطفل الذي اختبئ خلف الشجر حرك رأسه قليلا.. و اظهر وجهه فقط بحذر شديد.. و كأنه يشعر بالخجل من الظهور امام والده!

إيڤان الذي اتسعت عينه بدهشه شعر بالغرابه.. عندما لاحظت الهيئه البيضاء الصغيره الواضحه بين الظلام..بدت الروح مشابه إلى حد ما له!.. بشده و كأنه وقف امام نفسه الصغيره!! رمش بتوتر.. ثم لعق شفاهه و شعر بالمزيد من الغرابه! هل كان ذلك هو؟! ام كان مجرد شخص آخر حقا!!

" قالو.. بأننا نتشابه بشده"

صوته الهادئ اعاق افكار إيڤان، و ذلك حين نظر للطفل الذي يرفض التقدم إليه و بدلا من ذلك.. اكتفي بأظهار رأسه فقط من خلف الشجاره.. مختبأ و كأنه مرتبك مليئ بالتوتر.. مع ان ذلك لم يبدو على وجهه!

" حسنا، اعتقد اننا كذلك.."

عم صمت غريب الاجواء.. و لم يبدو و كأن احدا رغب بالتحدث، مع ذلك.. الهاله المرعبه التى حملتها الظلال قد اختفت، و مع القليل من الوقت.. ظهورهم قد اختفي و لم يتواجدو في الانحاء.. ثم بقي كلا من الطفل الصغير و إيڤان في المكان..

" ما هو اسمك؟ "

سأل إيڤان فجأه بهدوء و اخذ يتقدم ببطئ نحو الطفل الذي اكتفي بالاختباء خلف الشجره.. مغلق العينين و كأنه يفضل استشعار ماحولا بدلا من الرؤيه.. في حين ان إيزاك الذي شعر بتقدم والده لم يرغب بالاجابه او حتى التحدث كثيرا عن حياته السابقه..

" ما الذي تريده مني؟"

سأل إيزاك في المقابل و اخفى نفسه اكثر بين الشجره.. لم يبد و كأنه يرغب بالتحدث كثيرا.. و ذلك جعل إيڤان يتوقف في منتصف الطريق ناظرا للطفل الصغير بصمت قبل ان يسأل بهدوء

" ارغب بسؤال عن الكثير من الامور.. ولكن، لنكتفي بالأهم.. ابني، هل انت هو أليس كذلك؟ "

قالت إيڤا انها رأت ابنهما.. قالت انه يشبهه بشده، و وصفت ذات الوصل الذي يحمله ملك الظلام! لم يكن متأكدا.. و لم يكن واثق!! ولكن لطالما رغب بسؤاله! بالسؤال عن الكثير.. بسؤاله ان كان يمكنه الرجوع لهم و العوده إلى والدته التي تتوق له!

ملامح إيزاك قد بهتت، شفتيه قد انحنت بحزن و بدى و كأنه على وشك البكاء.. ثم انزل رأسه للأرض و اجاب بنبره باهته

"لستُ هو.."

تمتم و بدى و كأن تلك الحقيقه تمزق قلبه! بالنسبه له.. كان مجرد دخيل على هذه العائله! في الاصل، لم يفترض ان يولد.. ليس برفقه ماليا او حتى إيڤا، كان مجرد اضافه لا اكثر.. و لم يرغب بتدمير هذه العائله السعيده التي بالكاد تم لم شملها!

مع ذلك، إيڤان الذي نظر له بصمت.. لم يصدق ذلك، ليس حين اخذ الكثير من الوقت للأجابه على سؤال بسيط!.. بدى خائفا، قلقا و متوترا من امر يجهله.. بدى و حيدا و يتوق لحنان احد ما... و حيدا من دون احد و ساكن في الظلام فقط!..

" حسنا.. يا ملك الظلام، هل استطيع ان اسأل لماذا تراقبني انا و عائلتي؟"

سأل إيڤان مجددا بهدوء شديد ثم اكمل تقدمه للأمام و هو ينتظر اجابه من الطفل الذي لم يجب حقا.. بل انزل رأسه اكثر و بدى اكثير كآبه.. و عند وصوله للروح الصغيره، تحدث إيزاك اخيرا و همس بصوت مهزوز بينما يرفض رفع رأسه

" ا. انا اعتذر، لن افعل ذلك مجددا.. كنت افكر بالرحيل بالفعل"

إيڤان الذي وصله إليه قد انحنى للأسفل و جلس جلسه القرفصاء امام الطفل ثم نظره له مطولا قبل ان يسأل بنبره باهته متألمه

" انت، ألا ترغب حقا بالعوده؟ والدتك تشتاق لك بشده!"

انتفض جسده إيزاك.. و بدى و كأنه يرفض رفع رأسه اكثر.. ثم شعر بتعاسه شديده و تسائل، لماذا هولاء الاشخاص متعلقين به بشده!! لم يفعل والديه السابقين هذا! لم يفعل احد بستثناء سيرين التي قتلها.. كان يحاول ابعاد، حمايه من يهتم لهم عنه.. ربما لعله لا يرتكب خطئ احمق بتدمير سعاده الأخرين!

" انا دخيل.. لقد كنت مجرد اضافه"

اجاب بنبره باهته تعيسه.. و قبض على يده بقوه، في الاصل، لم يكن هناك شخص يعرف من هو ملك الظلام! حتى الملك نفسه لم يتذكر الكثير عن ماضيه! كان فقط كائن يتغذي على حياة الاخرين ليظهر وجوده!.. كائن يحتاج لوعاء للولاده مجددا و لم يكن هناك طريقه بالنسبه له ليكون مسالما حتى ان رغب بهذا!.. حتى ان تمني حياة سعيده كان فقط مصيره هو البؤس القابع في الظلام!

إلا ان إيڤان لم يعتقد ذلك حقا! و استمر بالنظر للطفل الصغير الذي ينزل رأسه للأسفل بتعاسه.. و اجاب بنبره هادئه 

" إيڤا لم تعتقد قط انك دخيل.. و انا ايضا!.. انت هو ابني، لذلك انا اسأل مجددا،..ألا ترغب بالعوده حقا؟"

سأل مجددا راغبا بعوده طفله إليه.. إلا ان إيزاك الذي بدى مدمر لم يمتلك الكثير لقوله.. بل تذكر فقط ذكريات تعيسه فعلها بنفسه! تكرار الماضي كان امرا مرعبا.. و التفكير بأحتمال إيذاء عائلته او حتى رفيقته يصيبه بالجنون.. كان فقط قد اكتفي، قلقا بشده من المحاوله مجددا

" انا خائف.. "

نبرته الهامسه بدت متألمه في حين ان إيڤان اكتفي بالنظر مطولا من دون التحدث.. قال روث، ان حياة ملك الظلام الخاصه مجهوله! و لم يعرف احد عنه الكثير.. كان فقط طاغيه قتل و عذب من دون اعتبار في الماضي.. مع ذلك، برؤيه كيف ان رجل طاغي يصرح بوضوح انه خائف من العوده كان غريبا.. و كانه عانى في الماضي، و الجميع كان يفعل!

وقف إيڤان فجأه.. و ذلك لفت انظار الطفل الصغير مما جعله يرفع رأسه اخيرا.. في حين ان إيڤان قد اجاب على مخاوف ابنه بنبره هادئه

" حسنا.. افترض ان الجميع يمتلك مخاوف من نوع ما! لا احد يعيش مرتاح البال حقا! "

لم يعش هو او حتى شقيقه حياة جيده بسبب زوجه ملك مصاصي الدماء السابق.. و ماسيو لم يفعل و سقط في دوامه مظلمه.. أدريان كان يمتلك حياة بارده خاليه من السعاده قبل ظهور إلين!.. و لم يعرف الكثير عن ملك الظلام.. ولكن، لم يبدو و كأنه يختلف كثيرا عن حياة اي هجين تعيس الحظ!

رمش إيڤان بعينه ببطئ و تشابكت رموشه البيضاء معا بينما ينظر لطفله الصغير الذي يبدو تعيسا.. و تسائل كيف يمكنه اقناعه بالعوده! بالعوده للمكان الذي ينتمي له..

" هل تعتقد ان رفيقتكَ ستسامحكَ ان قتلتها؟ "

إيزاك سأل بشكل مفاجئ بنبره جامده مفاجئه..في حين ان إيڤان الذي نظره له بحيره للحظات شعر بالدهشه.. إلا انه لم يفكر كثيرا بالاجابه التي سيقوله!.. لم يكن ليؤذي إيڤا ابدا على ايحال!

" حسنا.. في البدايه، انا لن افعل شيء كهذا ابدا! لقد ولدت لحمايه رفيقتي و ليس إيذائها "

جوابه، لم يكن الجواب الذي توقعه إيزاك.. و بدى و كأن ذلك لم يعجبه ابدا.. فقد عقد حاجبيه بألم شديد و بدى و كأنه على وشك البكاء.. حلقه قد آلمه، و لم يحب سماع تلك الاجابه.. اراد ما يطمئنه! اراد ان يعرف ان كان هناك فرصه له مع سيرين حقا!.. ولكن لم يبدو و كأنه يمتلك الحق للنظر لها مجددا حتى!

" هل قتلت رفيقتكَ؟ "

سأل إيڤان بهدوء و انتفض جسد الصغير.. ثم صدر صوت انين خافت متألم من جوفه حين تذكر جسدها الميت بين يديه.. و تسائل كيف يمكنه اصلاح خطئه!.. في حين ان إيڤان قد اكتفى بالنظر للروح بصمت للحظات..كان قتل شخص عزيز امر لا يمكن تخطيه بسهوله.. لم يكن يعرف الكثير عن هذا الطفل ولكن كان يدرك جيدا ان موت رفيقته على يده لن يكون امرا يمكن تخطيه ببساطه!

" حسنا..اذا قتلت إيڤا بيدي، افترض انني سأعيدها للحياة مجددا.. و سأستمر بالحاق بها معتذرا حتى تصاب بالجنون مني و تسامحني.. "

اجاب بينما اخذ يفكر.. لم يكن ليقتل إيڤا ابدا، ولكن ان كان في وضع مماثل كان سيحاول ارجاهها إلي جانبه.. طلب السماح منها حتى و ان فات الاوان! كان سيفعل المستحيل لأبقائها بجانبه حتى و ان لم تحب ذلك!.. نظر لأبنه التعيس بصمت، ثم اردف مجددا بهدوء و هو بعد ان رفع رأسه ناظرا للسماء الصافيه

" يمكن للجميع ارتكاب الاخطاء.. قد يبدو للوهله الاولى انه امر لا يمكن حله ولكن، هذا فقط لأنك لم تحاول.. ان كنت انا، سأستمر بإعادتها إلى جانبي حتى احصل على النهايه التي رغبت بها! "

" ولكنني فعلت! لقد فعلت.. ولكنها ترجتني ان اتوقف! قالت انها تريد الموت بسلام! "

اعترض إيزاك بعصبيه بينما ينظر للأرض و بدى و كأنه على وشك فقدان اعصابه.. في حين ان بعض من دموعه قد تجمعت بين رموشه البيضاء المغلقه.. صوته المتألم جعل إيڤان ينزل رأسه و ينظر له ثم همس بهدوء

" هل فعلت؟.. "

انتفض جسده الصغير و اخذ يفكر مجددا.. لطالما طلب السماح من سيرين.. لطالما اعتذر منها بينما كانت في وضع مزري! لم تبدو وكأنها تفهم ما يجري حولها.. و بدى و كأن روحها تطلب الخلاص منذ المره الاولى التي ماتت بها!.. لقد، اتبع طريقه خاطئه! و اعتقد انه يمكنه حل الامور بأستخدام القوي فقط! ولكن بدلا من هذا.. لقد عذبها فقط حتى سأمت و ترجته ان ينهي ألمها!

" لماذا لا تعود.. لا اعرف ما الذي سيحصل في المستقبل.. ولكن، انا و والدتك و حتى شقيقك.. سنبقي معك!"

تحدث إيڤان فجأه بنبره هادئه.. و تمنى ان يعود ابنه بطريقه ما إلي عائلته.. إلا ان إيزاك بدى متردد.. و لم يعرف ان كان يمكنه العيش بسعاده مع من حوله.. قبض على يده بقوه ثم رفع رأسه و فتح عينيه البيضاء ناظرا للمكان الذي يتواجد به والده ثم تحدث بنبره متوتره مليئه بالقلق و هو يعقد حاجبيه بحزن

" هل يمكنني.. هل لا بأس حقا ان اعود؟"

إيڤان الذي سمع اجابته شعر بأن امرا ثقيلا قد انزاح عن صدره.. و ابتسم بخفوت بينما ينظر للعين البيضاء المشابه له و اجاب بحماس

" بالطبع، والدتك ستكون سعيده، إيزل ايضا.. سيكون فرحا بالحصول على اخ اصغر! و انا.. في الواقع، لطالما تمنيت الحصول على مئه طفل! "

حك مؤخرة رأسه و ضحك بسخريه على امنيته.. اذا سمعت إيڤا هذا كانت ستقتله في الواقع! ولكن يمكنه الاحتفاظ بهذا بينه و بين ابنه الصغير.. إيزاك الذي كان ينظر من الظلام، ارتسمت ابتسامه تعيسه على وجهه.. و قرر المحاوله، اعطاء نفسه فرصه مع هذه العائله! و ربما يمكنه العيش مع سيرين في هذا العالم بسعاده!.. تمتم بعدها بنبره خافته و هو ينظر للاشيء

" إيزاك.. اسمي هو إيزاك "

" حسنا.. هل يجب ان ننتظرك إيزاك! "

و حتى ان تطلب الامر الكثير من السنوات.. كانو بالفعل سينتظرون آخر فرد من عائلتهم! الشخص الذي كان يساعدهم في الخفاء دائما.. الذي نظر من الظلام إليهم!

.
.
.

كانت الغابه مسالمه إلى حد ما بعد احدى عشره سنه.. مع ذلك، زاد عدد الوحوش بشده.. إلا ان ذلك لم يهم إيڤان كثيرا! فقد كان امرا يسعده.. في المنزل الصغير الذي يقطن به ملك الوحوش، انفجر احدهم غاضب بشكل مفاجئ حتى وصل الصوتها لجميع الوحوش

" إيزل ووكر!! إيها الصعلوك الصغير.. اخبرتك ان تنزل بسرعه إلى هنا!!!"

صوت إيڤا الغاضب و هي تحدث طفلها الذي يبلغ من العمر عشر سنوات كان عالي و منزعجا بشده.. إيزل، طفلها الاكبر تعلم مؤخرا استخدام السحر من والده.. و منذها استمر بالطيران في ارجاء المنزل و تدميره.. و لم تكن لتسوء الامور ابدا إلا حين حطم المزهريه التي اهدتها إلين كهديه بمناسبه ولادتها لإيزاك بسلام!!

طفلها الذي يطير في الأعلى استمر بالضحك بصخب بينما ينظر لوالدته التي تشتعل بغضب بأستمتاع.. كان يمتلك شخصيه والده إلى حد ما!! إلا انه لم يشبه إيڤان بقدر شبهه بها!.. شعره الابيض تطاير مع كل حركه افتعلها، عينه اليمني كانت ذو لون ابيض كـ اللؤلؤ.. اما اليسرى فقد امتلكت عين سوداء تماما كـ خاصتها.. و مع انه بدى و كأنه اكتسب الكثير من شخصيه إيڤان إلا ان ملامح وجهه بدت اقرب لها بطريقه غريبه!

" قلت انزل إلى الاسفل إيزل.. الان و فورا!!"

صرخت مجددا بينما تنظر للأعلى ناحيه طفلها الذي يطير بأستخدام السحر.. و ضربت قدمها بقوه على الارضيه مظهره غضبها.. إلا ان إيزل الذي عقد يديه معا قال بتفكير بينما ابتسامه لطيفه على وجهه

" ولكن.. ذلك لن يكن ممتعا، ابي قال انه يمكن لأمثالي فعل مايريدون! "

بدى متبجح و مغرورا بشده في كلامه.. تماما كـ شخص ما، و ذلك لم يروق لـ إيڤا التي عقدت حاجييا بغضب ثم صرخت بحده و هي تنظر له من الاعلى

" انزل إلى الاسفل إيزل!! و إلا لن يكون هذا اليوم سعيدا عليك ابدا! "

كان إيزل لطيفا جدا في السابق!! ولكن، مؤخرا.. بسبب تعلمه الكثير من والده فقط اكتسب شخصيه مزعجه مثيره للمشاكل.. و كان ذلك حين اصبح الامر صعب عليها بشده!

تهديدات والدته لم تكن تخيفه ابدا.. كان يقضي الكثير من الوقت مع والده و اكتسب الكثير من شخصيته.. و ذلك جعل من إيڤا تعاني من وقت عصيب حين تمتلك اثنين من إيڤان!.. مع ذلك، بعكسها هي التي كانت تواجه صعوبه في التعامل مع إيزل.. رفيقها لم يمتلك تلك المشكله حقا!

فتح الباب فجأه بقوه شديده.. و ذلك حين استدارت للنظر للقادم، و حينها رأت رفيقها طويل القامه الذي ظهر مبتسما بأتساع شديد حتى ظهرت انيابه و تقوست عينه البيضاء.. و مع انه بدى سعيدا.. إلا ان إيڤا لم تكن، فقد اتسعن عينها السوداء بصدمه حين رأت إيڤان يحمل إيزاك ابنها الاصغر كـ كيس بطاطا على كتفه، في حين ان الطفل الصغير بدى ضجرا لسبب ما!

" ما الذي تفعله!!؟ كيف يمكنكَ ان تحمل إيزاك هكذا!!"

تجاهلت امر إيزل، و تقدمت بسرعه نحو إيڤان الذي يحمل طفلها الصغير بفزع شديد.. و لمجرد وصولها حتى التقطت إيزاك بين يديها محتضنه إياه قائله بحده لرفيقها

" كيف يمكنكَ ان تحمله بهذه الطريقه؟! ألم اخبرك ان تحمل إيزاك بطريقه جيده!! "

" ولكن، انا و إيزاك كنا نحضى بمحادثه جيدا.. صحيح ؟"

اجاب إيڤان بعد ان تقدم و قبل جبين زوجته.. ثم القى نظره خاطفه على طفله الصغير الذي احتضن رقبه والدته متجاهلا الاجابه.. كان والده في هذه الحياة بالتأكيد شخص من نوع آخر!! لم يعتقد قط انه سيكتشف طبيعه وحوشه الحقيقيه! حتى مع انه حاول اخفاء امر وحوشه بجد!

ابتسم إيڤان بخفوت ثم رفع يده و بعثر شعر طفله بعشوائيه.. منذ خمس سنوات، انجبت إيڤا طفلها الثاني بصحه جيده.. و مثل والده كان ييدو من عالم آخر تماما.. إلا ان إيزل و مع انه امتلك شعر ابيض و عين واحده بيضاء إلا انه لم يشبه إيڤان ابدا.. بل يدى اقرب لإيڤا بشده.. اما إيزاك، الذي بكت إيڤا عند رؤيته قالت انه طفلها الذي انقذها.. كان يشبهه بشده حتى اعتقد انه قد يكبر لصبح نسخه مصغره منه.. فقد امتلك شعر ابيض حريري و بشره والده الباهته اما عينيه، فـ كانت عمياء بالكامل.. إلا انه كان بارعا في ايجاد و اكتشاف اماكن جديده في المنزل.. و لم يتم معاملته كـ شخص مختلف ابدا! ولكن كانت مشكله إيزاك انه هادئ بشده لدرجه انه بالكاد ينطق بكلمه واحده

" ابي!!"

صوت صراخ إيزل و ارتمائه بين احضان والده جعل من إيڤان يمسكه بين يديه.. في حين ان الاخر احتضن رقبه والده بقوه سعيدا بعودته اخيرا من الخارج.. بينما إيڤان الذي تأثر بحضن ابنه المفاجئ المليئ بالحنان احتضنه بقوه قائلا بنبره سعيده

" إيزل!! ابني الوسيم، انت وسيم تماما مثل والدك هل تعرف.."

و استمر بمدح نفسه، في حين ان إيڤا قد قلبت عينيها بضجر قبل ان تنظر لطفلها الذي تحمله.. ثم تحدثت بهدوء و هي تنظر لأبنها الذي تعمد دائما اغلاق عينيه

" إيزاك.. والدك لم يفعل شيء احمق صحيح؟ هو لم يخفك ابدا؟"

عاده، إيڤان كان يمتلك الكثير من الاساليب المختلفه للعب مع اطفاله.. و البعض منها كان مرعب بشده للطفلين.. إلا ان إيزل كان يحبها بشده، اما إيزاك... كان فقط يمتلك وجه جامدا يأس من حياته في كل ثانيه تواجد بها حولهم

إلا انه هذه المره، لم يكن ليذهب للعب على الاطلاق.. كانت فقط مجرد احاديث قديمه التي حاول والده معالجتها.. و افصح عن ما حصل في الماضي.. عن كونه الروح التي كانت تعيد إيڤا للماضي، لأنقاذه من الموت.. عن حمايه إيڤا و عن روحه التائه التي ارتبطت بروح والدته!.. و مع معرفه إيڤان لهويه طفله، فقد ابتسم فقط.. و اخبره انه سيظل طفله دائما بغض النظر عن هويته الحقيقه!

" ليس تماما.."

همسو بدى و كأن ابتسامه خافته قد ارتسمت على شفتيه.. و حين بدى انها النهايه السعيده.. فتح الباب مجددا بهمجيه شديده.. و ذلك حين ظهرت إلين المبتسمه بسعاده و هي تحمل طفلها الضجر ذو الخامسه كـ الاطفال الرضع بين يديها.. كان يمتلك شعر اشقر كوالدته و عين ذهبيه حاده مثل ادريان.. و بدى كـ مزيج جميل بين إلين و أدريان في ملامحه

" انا هنا!!"

إدريان الذي ظهر خلفها بدى متعبا من رفيقته إلا انه كان يأسا جدا للتحدث معها بجسده المرهق فقد عمل طوال الليل بالامس.. مما جعله يتنهد بتعب قبل ان ينطق بأرهاب شديد

" لا تحملي طفلنا هكذا.."

إلا ان إلين لم تهتم ابدا.. و خاصه حين وقعت عينها على عين إيڤان الذي بادلها النظرات بجمود.. في حين ان إلين التي انزلت طفلها تحدثت بصوت عالي و هي تتحدى إيڤان كـ كل مره يلتقيان بها

" يا وجه البيضه هل تراهن ان بلاك خاصتي يستطيع تحطيم وجه طفليك في ملاكمه!!"

طفلها الذي بدى مرهق تماما كـ والده تنهد بيأس هو الاخر.. و نظر لوالده بعين ذهبيه مستغيثه إلا ان والده لم يمتلك الكثير من الفرص امام رفيقته.. فقد اشاح بنظره بيأس.. و ذلك حين تمتم بلاك لوالدته بعدم رضي

" انا لا اريد هذا امي.."

و مع انه رغب بأكمال حديثه إلا ان إيڤان الذي عقد حاجبيه بأنزعاج حين سمع اللقب الذي يكره قاطعه.. و نطق بحده شديد و هو ينظر لها بتحدي

" انا موافق!! ولكن اذا فزت عليكِ يجب ان تبعدي وجهكِ اللعين عن إيڤا.."

لم يعجب إلين الرهان.. إلا انها وافقت في النهايه قائله بحده شديد و هي تنظر بتحدي لإيڤان الذي ينظر لها بتعالي بينما يمسك إيزل الذي اخذ يلوح لبلاك بسعاده

" و انت ستنفصل عنها يا وجه البيضه!! "

و بدى و كأن الرهان قد بدأ.. و خاصه حين انتزع إيڤان إيزاك من بين يدين إيڤا حاملا إياه على كتفه الاخر تماما كـ كيس قديم.. و صرخ حينها بإنزعاج شديد

" لنذهب للخارج!"

تنهدت إيڤا بيأس.. و دلكت جبينها بتعب قبل ان تنظر لأدريان الذي بدى و كأنه سأم من شجار الاثنين.. على اي حال كانت تتفهم ان إلين من مستوى اخر تماما عند التعامل معها!.. ابتسمت بتعب، و ذلك حين اشارت عليه بالجلوس و سألته بنبره هادئه متجاهل صراخ زوجها و شقيقتها في الخارج

" هل تريد بعض الشاي؟ "

اومئ لها.. و ذلك حين ذهبت للمطبخ لتحضير بعض الشاي.. و اثناء ذلك، اخذ إدريان ينظر لما حوله بصمت.. لقد مر الكثير من الوقت منذ ان بدى و كأن السلام قد حل.. لقد تخل إيڤان من مشاكل البرج التي كانت ترهق كاهله و وضع مانويل الفتى الصغير كـ رئيس للبرج بدلا عنه!.. و بشأن رئيس البرج السابق فقد قتله إيڤان بعد ان اعاد روث إلى عالمه.. اما حفيدته الوحيده، فقد تم سجنها و لم يبدو و كأنها ستخرج ابدا!

اما بالنسبه لإيزابيلا فقد تم تعذيبها بجنون من قبل إيڤان.. كان جسدها مقطع لأجزاء.. و مفاصلها ملقيه في كل مكان، الدماء المتناثره كانت مقززه.. و بدى و كأن إيڤان لم يكن ليتوقف ابدا إلا حين طلب جوليان منه انهاء الامر بشكل نهائي.. في النهايه، اصبحت جثه إيزابيلا عظام ملقيه في بقعه مظلمه.. و اختفى اثرها للأبد

اتت إيڤا فجأه و معها كوب من الشاي.. و كان ذلك حين قدمته لأدريان و لم يتردد الاخر بأخذه مرتشفا منه لعله يهدئ اعصابه قليلا.. إلا ان شجار إلين و إيڤان في الخارج جعله يعقد حاجبيه بأنزعاج

عاده، لم يكن يحب ان يقترب احد من رفيقته.. إلا ان إيڤان كان حاله خاصه! السبب الوحيد الذي يتحدثان به و الذي يتشاجران عليه إيڤان و إلين كان إيڤا فقط!.. و ذلك اصبح مضجرا بشده لدرجه ان إيڤا ايضا سأمت من الامر تماما.. كما سأم بلاك من ما يحصل معه الان!

بشكل مفاجئ، سمعت ضجيج عالي في الخارج و ذلك جعلها تستدير نحو الباب المفتوح... و بعد لحظات، ظهر جوليان بوجه متعرق جراء ركضه السريع بينما يحمل إيزاك تحت يديه و كأنه ليس طفلا صغيره.. في حين ان الاخر الذي بدى ضجرا لوهله قد عقد حاجبيه بأنزعاج شديد، إلا انه لم يعترض على طريقه عمه في حمله..

" انتِ!! كيف يمكنكِ الموافقه على جعل وريثي برفقه والده المختل!! "

صرخ جوليان بأنزعاج شديد و هو ينظر لإيڤا التي كانت تقف قرب الطاوله.. و لرؤيته ابتسمت بخفوت و اجابت متجاهله حديثه قائله

" اوه.. مرحبا جوليان، هل ترغب ببعض الشاي انت ايضا!! "

كان جوليان قد قرر عدم الزواج او انجاب الاطفال!.. كان قلقا بشده من ولاده شخص مشابه إيزابيلا.. شخص كان مريضا و لم يكتشف احد امره إلا بعد فوات الاون!.. و ربما، كان في المستقل لن يتواجد ملك حقيقي من سلاله العائله الحاكمه.. ذلك حتى ولاده إيزاك، الذي استطاع قرائه الورقه القديمه التي لم يستطع احد قرائتها، مع انه كان اعمي!!.. إلا ان ذلك لم يهم كثيرا... و حينها، الطفل الذي كان جميع سكان مصاصي الدماء ينتظرونه قد ولد.. و اتخذه جوليان كـ وريث للعرش! مع ان ذلك لم يعجب شخص ما!!

" جوليان ايها الوغد اللعين كيف يمكنكَ اخذ طفلي هكذا!! مازلنا لم نحدد بعد من سينفصل عن إيڤا!! "

صوت إيڤان المنزعج قد اعاق جوليان عن تأنيب إيڤا.. كان وريثه، و اعتقد ان بقائه مع والده سيدمره تماما.. كما دمر إيزل الذي يصبح مخيفا يوما بعد يوم!!.. لذلك، كان وجود إيڤا هو السبيل الوحيد بالنسبه له للحفاظ على وريثه من التلوث بتفاهات والده.. مع انها لم تكن فعاله تماما!

" هل تمزح معي!! لماذا تعامل وريثي بهذه الطريقه!! "

اعترض جوليان.. و رفع إيزاك الضجر ليحمله بين يديه في حين ان إيڤان الذي كان يمسك بيد ابنه الاكبر قد رفع حاجبيه و اعترض بأنزعاج قائلا بحده

" اخبرتكَ انني لن اوافق على اقتراحكَ اللعين ذلك.."

و استمرا بالجدال.. في حين ان إيزاك الذي اخذ يستمع لحوارهما تنهد بأنزعاج.. و تمنى ان تأتي والدته لأخذه!.. في الاصل، تلك الورقه لم تكن حتى تنتمي لهذا العالم! لقد كانت ورقه مكتوبه بلغه العالم السفلي.. تحذير بضروريه قتل ملك الظلام.. و هو الذي كان يعيش هناك كان يعرف تلك اللغه.. مع ان ظلاله هي التي قرأتها و ليس هو!.. كان فقط من الغريب تواجدها في مملكه مصاصي الدماء.. إلا ان ذلك لم يهم جوليان كثيرا و بدى متمسك بشده بوريثه القادم... في حين ان إيڤان اعترض و رغب بجعل ابنه يعيش بحريه من دون قيود!

" يبدو ان هناك شخص ما سيخسر قريبا!!"

صوت إلين المستفز خلف إيڤان جعله يتجمد و لوهله نسى امرها تماما.. و كان ذلك حين اغلق عينيه بقوه ثم استدار لها بعد ان رفع إيزل بكلتا يديه امام وجهها

" بدلا من المصارعه.. مارأيكِ بمسابقه جمال؟"

اقترح و كان ذلك حين انقلبت ملامح إلين بانزعاج لتقول بينما تشير لإيڤان و طفله الذي بدى سعيدا بما يجري

"مستحيل!! هل تحاول جعلي اخسر!!"

كان طفلها و سيما بحق! ولكن لم يكن عليها مقارنه بلاك بنسل إيڤان ابدا.. ليس عندما يمتلك شكلا ملفت للنظر هو و طفليه!.. و اثناء اعتراضها، زحف بلاك من خلفها و تقدم بحذر نحو والده الذي كان يرتشف شايه متجالا الجدال التافه الذي يجري.. و عند وصوله إلى ادريان ارتمي بين احضانه و تنفس الصعداء.. في حين ان أدريان قد وضع كأسه على الطاوله ليحمل طفله و يجلسه على قدمه.. كان ذلك حين شعر بلاك ببعض الراحه اخيرا!!.. كان يحب والدته بشده، كانت امرأه لطيفه و لونا مثاليه كما انها والدة تحبه و تهتم لأمره بشده.. ولكن ليس حين تلتقي بإيڤان!!

بدى و كأن إيڤان و إلين على وشك البدأ بشجار آخر مما جعل إيڤا تتنهد بيأس قبل ان تتحدث بهدوء

" حسنا كلاكما.. توقفا عن هذا فورا، إيڤان تعال إلى هنا و اجلس!"

نادت رفيقها برفق في النهايه، في حين ان الاخر الذي سمعها حمل إيزل بطريقه جيده ثم استدار مع ابتسامه لطيفه حنونه و هو يتحدث بنبره مستفزه

" حسنا عزيزتي.. زوجكِ الوسيم قادم الان."

و بدى و كأن إلين على وشك الاعتراض على نبرته المستفزه.. إلا ان إيڤا التي نظرت لها مع ابتسامه دافئه قد حدثتها

" إلين لماذا لا تأتين لشرب الشاي ايضا.. و انت ايضا جوليان، سأحضر واحد لك"

حدثت جوليان في النهايه، في حين ان الاخر قد اومئ ببساطه و هو يحمل إيزاك.. كان ذلك حين تقدم للجلوس على احد الارائك و بين يديه وريثه الوحيد.. ابن اخيه الصغير!

بينما إلين التي استمعت لحديث إيڤا تنهدت بخفوت قبل ان تنظر لرفيقها الجالس برفقه ابنهما الذي بدى عابسا بشده لأستخدامه كـ رهينه للفوز في نزال.. تقدمت نحو رجلها و كان ذلك حين جلست على قدمه و احاطت يديها حول رقبته.. في حين ان أدريان الذي اصبح يحمل شخصين بين احضانه لم يعترض و بدلا من ذلك وضع الكأس على الطاوله مجددا و احاط خصرها بيديه كان ذلك حين ابتسمت إلين بخفوت.. و انحنت قليلا لتهمس لطفلها بأعتذار صادق.. اومئ بلاك ببطئ و بدى خجلا لوهله.. و بدو كعائله سعيده لحظات، حتى دمر إيڤان هذا!

" كم هذا مخل! هناك اطفال هنا.. و رجل اعزب ايضا!"

" انا لا افهم لماذا تحاول ازعاجي دائما!!"

بدى و كأن جوليان تحدث من بين اسنانه.. في حين ان إلين التي نظرت بأنزعاج للرجل الذي جلس بجانب طفله قد رغبت بالهجوم عليه و ضربه!.. إلا انها لم تفعل.. ربما لأن إيڤا قد دخلت و هي تحمل صينيه تحتوي على كؤوس الشاي

و مع انه بدى يوم طويلا و مزعج للبعض، إلا انه كان امرا متكرر في الواقع!.. و كانت اللحظه التي عاش بها الجميع في سعاده..


النهاية.

Continue Reading

You'll Also Like

870K 40.5K 45
تزوجي من رجل أربعيني فهو رأى من الحياة ودروسها مايكفي لحمايتك من عقبات هذه الحياة . . الحب يأتي بلا استأذان لا ينظر الى الاعمار ولا الى العواقب . ول...
7M 449K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...
29.6K 1.2K 25
عندما تجتمع الرجوله مع القوه أضافة ً إلى الهيمنه فيصبح أنساناً مكتمل ولاكن ينقصه شيء وهو رفيقته تلك منذ أكثر من ألفِي عام ينتظر رفيقته بشوق للقياها و...
3.3K 207 7
نوفيلا قصيرة لرواية ألاسكا...✨