رواية( ابنتي اختارت لي زوجًا)...

By RohALhaya

225K 7.7K 1.4K

الحرمان واليتم عند الاطفال شعور مؤلم لا يشعر به إلا من فقد أحد والديه مع رودينا هتعيشو معاناة فتاة كل ما تتم... More

المشهد الاول
المشهد الثاني
المشهد الثالث
المشهد الرابع
المشهد الخامس
المشهد السادس
المشهد السابع
المشهد الثامن
المشهد التاسع
اقتباس
المشهد العاشر
المشهد الحادي عشر
اراء القراء
المشهد الثاني عشر
المشهد الثالث عشر
المشهد الرابع عشر
المشهد الخامس عشر
اعتذار
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اراء القراء
اقتباس متقدم
الفصل الثامن عشر
اقتباس لاحداث قادمة
الفصل التاسع عشر
اقتباس
البارت العشرون
اقتباس
البارت الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
اقتباس
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الاخير
الخاتمة
ايضاح وملحوظه
الخاتمة ج٢
الخاتمة 3

الفصل الثلاثون

3.7K 201 25
By RohALhaya

ابنتي اختارت لي زوجًا
الفصل الثلاثون
**************
كانت صدمه ليلي كبيرة فيما قال فارس عن خالته
الصحيه وعدم قدرته ع الزواج فسألته:
هو ده سبب فسخ ارتباطك بزميلتك في الكلية، وياتري حسام كان عارف مصيبتك

هز. راسه بالايجاب فردت :
انا كده فهمت ليه حسام وصاك انت بالذات بيا وباولادى وحامد لاء، شفت يعني حسام مش عايزني اتجوز ولأنك مش هتقدر تتجوز اي ست وصاك عليا
بس قولي مفيش اي امل انك تتعالج، حرام تعيش طول عمرك كده وحيد لا انيس ولا جليس ولا زوجة أو اين يشيل اسمك، اه يا قلبي انا موجوعه عليك

ضحك فارس وربت علي يدها بحنان اخوي:
ما وجودك هيعوضني وولادك هيملو حياتي، وهيكونو ولادي انا هداري فيكي من قدري وانت عيشي معايا حزنك لحد ما تستشفي
بس ليا شرط واحد مش هتناول عنه وهت افقي عليه يا ليلي وهتوعديني بيه

طالعته بريبة وسألته:
شرط ايه يا فارس، لو عيسعدك ويعوض عليك انا نوافقه، بس بعيد اني اساعدك تخفي واكون ليك زوجة في يوم من الايام، انت في نظري اخ سند وظهر مش زوج اكون طوع ليه ولحقوقه الشرعية

ضحك فارس وربت علي راسها قائلًا:
لا من الناحية دي اطمني، موضوع تكوني زوجه ليا مفيش منها رجا، علي فكرة
في حاجه تاني تطمنك، انت عارفه انك اتولدتي بعدي باسبوع وماما كانت لسه هنا بالبلد لما والدتك اتوفت
واضطرت ترضعك، خالتي غالية الله يرحمها قالتلي أن في شك انك اختي بالرضاعه
لكن مش متأكدة لان صدمه موت والدتك مع اختفاء والدك محدش كان فايق ليكي ولا حتي امي اللي كانت بترضعك بس بدون ما تشبعك لحد ما جابو ليكي مرضعه وماما سافرت مع بابا مصر بعدها بيومين، علشان كده محدش عارف أو حاسم انت اختي فعلا بالرضاعه ولا لاء، بس فيه شك

ربتت ليلي علي كتفه باخوه:
من غير ما اكون راضعه عليك، انا عمري ما شفتك غير اخ يا فارس، دا انت شفت وعشت اللي بيني وبين حسام وياما انكشفت علينا،
يمكن حامد مش. حاسس بوجعي لانه ميعرفش اللي بينا كان ازاي لكن انت كنت حمامة السلامه وسرنا الأمين لقصة حبنا وكل لحظاتنا الحلوة
المهم قول شرطك وانا هنفذه بدون جدال المهم اخويا حبيبي يكون راضي

امسك يدها وضغط عليها قائلًا:
اقسم بعهد الله أن يوم ما قلبك يشفي من خزنه علي حسام ويبقي ذكراه الحلوة هي اللي بتفتكريه بيه تطلبي الطلاق وتتجوزي وتعيشي شبابك
واوعي تخافي علي ولادك لأنهم أمانة في رقبتي،
سواء اتجوزتي حامد لو غيره، قلت ايه توعدني

سحبت يدها بين بين يداه وقالت بتردد:
مقدرش يا فارس، يعني انت شبابك هيضيع فداء لينا عايزني كمان احرمك من الحياة والأسرة والاستقرار،
اللي هتوهبه لينا، صعب اتخلي عنك بعد معروفك معايا ووقفتك جمبك حتي لو هتداري فيا زي ما بتقول, ثم انا هعوز ايه من الحياة بعد ما ربنا جعل لي نصيب مع زوج حبني وعشقني وأطفالي منه تتجسيد لاخلي ايامي وذكرياتي معاه
ثم انت عارف لو حصل واطلقت منك مفيش غير حامد حتي لو اتجوز، ومش بعيد اخلف منه بدل المرة مرات، لا يا خويا انا اسكتفيت باولادى من حسام وبيك من الدنيا
سامحني يا فارس مش هقدر اوعدك أو انفذ شرطك

صمت فارس كثيرًا وهو يري إصرارها علي المضي قدما في افناء شبابها في تربية أطفاله والوفاء لذكري زوجها الراحل فقال بعد تفكير:
طيب يا ليلي انت كده بترفضي مساعدتي، يمكن ربنا حرمني من أن أعيش حياة طبيعية، وكنت انت فرصتي لكن مدام مصره تغلقي حياتك عليا رد لجميلي معاكي من اتاحت الوقت لحزنك علي جوزك وشفاء نفسك من الوجع علي فراقه
يبقي انا بنسحب والافضل تواجهي حزنك وتعيشي مع الإنسان اللي هيقدر يكسر الحزن. ده بحبه ليكي
ولادولادك، سامحيني يا ليلي،
كفاية الدنيا ظلمتني اعيش محروم لكن مش هقبل اظلمك واعيشك الحرمان من الحياة اللي تستاهليها
بزوج يحبك لنفسك وتكون ليه شريكة بجد

تركها وأولها ظهر ليغاظر المكتب فنادته بوجل:
يوه يا فارس حرام عليك والله والله، ما تضحيه بس مش هقدر اكون فيرحضن راجل بعد حسام
لكن لو وعدي ليك السبيل بانك تنقذني من قدري مع حامد اللي شكله هيبقي نصيبي في الاخر
انا موافقة، بس ده هيفضل سرنا واوعي تفكر تفرض عليا نطلق واتجوزه بعد سنه او اتنين
سيبني براحتي اختار الوقت اللي احس فيه فعلا أن اقدر اكون في حضن راجل تاني واديله حقوقه واخلف منه لاني واثقه حامد مش هيكتفي بطفل هيبقي عايز اربعه زي حسام ويمكن خمسه علشان ياكد لنفسه أنه ليه فيا أكثر من أي حد

ضحك فارس بالم علي صديقه حامد الذي بسبب عشقه الجامح وغروره كرجل خسر فرصه ارتباطه بمعشوقته خوفًا من رغبته بها وعدم تقديره لحزنه ورد علي ليلي بتهكم:
ياه انا كده فهمت بتهربي من جوازك من حامد ليه مشكوره ليه لكن خوف من حياتك معاه اللي هتكون غيره وحب امتلاك، عموما انا هساعدك نخلصه من رغبته في امتلاكك، وبالمره نعطيكي فرصه لحزنك والاستعداد لحياتك القادمه معاه
كده اتفقنا وبإذن الله بعد ما تولدي هاخدك معايا مصر وهقدم ليكي علشان تكملي تعليمك حلم حسام
بانك تتخرجي من الكلية وتكون قدوة لاولادك

ابتسمت ليلي سعيدة بترتيب الأمور مع فارس التي أتت علي هواها كي تعيش وفيه اكبر فترة ممكنه لذكري زوجها الحبيب الراحل
*************
مرت الايام وعاد فارس الي القاهرة لأداء امتحان نصف العام وعاد بعدها مره اخري إلي الصعيد ، كي يكون بجوار ليلي عن الوضع كم وعدها
وأثناء مكوثه في الصعيد حاول مرارًا وتكرارًا الصلح حامد الذي كان ينظر إليه كند وعدو لها، بعدما حرمه والثاني مره من معشوقته
فبأءت كل محاولاته بالفشل لعودة الوئام بينهم أو الحرص علي صلة الرحم التي تربطه دون الصداقه والعشرة التي تبخرت ادراج الرياح
لكن رغم ذلك ما ان سمع بأن ليلي اتاها مخاض هرع الي المستشفي كي يفرح بأولاد أخيه الراحل
كان وقتها فارس يبكي وفاة أحد طفلاها التي سنت بعد ذلك علا وينعي صديقه فيها، فاكرمه الله ورد فيها الروح من جديد بتولد حياتها علي يده
كل ذلك امام نظر حامد الذي أيقن بأن فارس سيكون خير اب لأبناء أخيه وسند لزوجته فاطمئن قلبه وانسحب بهدوء متمنيًا لهم حياة سعيدة
رغم حزنه وقلبه الذي انكسر واغلق علي الم للابد

استردت ليلي سريعا صحتها بعد الولادة، وتم كتب كتابها علي فارس الذي تجهز لحياة معاها بأخذ شقة اكبر واسسها لها واولادها لبداء حياتهم الأسرية
ودعهم درويش بعد أن أوصاه بابنة أخيه وأحفاده مؤكدًا ثقته به كأحد أولاده هو الاخر
عاد فارس الي القاهرة برفقة ليلي واولادها الأربعة الذي كان حمل ومسؤولية كبيرة
فعين لها مربية تساعدها في تولي مسؤوليتهم معاها
دلف الي شقته التي انبهرت بها ليلي وقال:
من اليوم دي مملكتك اتصرفي فيها زي ما تحبي، مليش فيها غير اوضتي. اللي فيها الفراند، اتفقنا

شكرته ليلي ودلفت الي غرفته التي كان بها أسرة لتؤام كي لا يبعد عنها وتسهل عليها نرعاتهم
ام الغرفة الأخري فكانت لأطفالها سامر وسما، واطلقت علي المولودين حديثًا علاء وعلا بعدما تذكرت كلمة حسام اليه يوم سفره وقال لها:
باذن الله هيكون ولد وبنت ذرية صالحه لينا اطلبي ليهم العلا لهذا اطلقت عليهم أسماءهم تلك،
رغم محاولات فارس ودرويش معها بأن تسمي الطفل حسام لكنها قالت:
حسام مش هيتنسي يا عمي علشان اسمي اسم ابنه باسمه، ده هيفضل اسمه يتردد مع كل ولد من أولاده

استقرت حياتهم واصبح سفرهم للصعيد درب من دروب المستحيل بعد عودة حامد الي الدار ورفضه التعاطي معهم بأي شكل من الأشكال

بعد ست شهور تخرج فارسمن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبدأ في اخذ دورة للتدريس كي يمتهن مهنة التدريس لإكمال رسالة صديقة،
ومع بداية عام جديد التحقت ليلي بكلية الآداب بعدنا صار أطفاله سما وسامر بعمر ألسنتنا وعلاء وعلا بعمر العام
ومع مرور اول سنه زواج بدأت تعتاد الحياة مع فارس الذي كان لها ونعمه الاخ والمعين
ومع مرور العام الثاني، بدأ فارس يطلب منها تنفيذ وعده بان تتطلق وتتزوج كي لا تفني شبابها وكان ردها صادم وغامض:
ياه يا فارس هو انا بقيت هم عليك لدرجادي، طيب اصبر اخلص دراستي، انت عارف حامد مش هيرفض اكمل ، بس هيحملني مسؤولية طفل جديد وانا لسه ملحقتش اخد نفسي مع رعاية ولادى

تنهد فارس بقلة حيلة فهو يراه هروبًا من أن تعيش، حياتها لحن ليس بيده حيله، فهو لن يتخلي عنه وسيتركها حتي تختار بنفسها مصيره

ومرت السنوات وانتهت ليلي من دراستها والتحق أطفالها سامر وسما بنفس والمدرسة التي يعمل بها فارس وقد صار الاثنين في عمر الخمس سنوات
وذات يوم عاد سامر وهو يبكي بحرقه

لم تفهم ليلي سبب بكلء طفلها ةانعزاله عنهم الي ان تقرب منه فارس وسأله بود:
مالك يا حبيب قلب بابا ليه مزعلك،

طالعها سامر بعيون باكية:
انا زعلان علشان مليش بابا انا عايز بابا حسام، اصحابي قوليلي ابوك مست وانت مش بابا
انا عايز بابا وحياتي عندك يا بابا رجعلي بابا حسام

دمعت عيناه حزن علي ذلك اليتيم الذي فقد أبيه دون أن يراه فخرج الي ليلي التي سمعت حوارهم وكانت تبكي بالم وحسرة وقال:
اسمعي يا ليلي انا معنديش استعداد اولاد حسام يطلعون معقدين ، لازم يعيشو حياة طبيعية
انا من بكرة هقدم علي طلب نقل وهنقل الاولاد معايا
لكن هتعين في المدرسة التاتية علي اني حسام محدش لازم يعرف اني فارس
من اليوم فارس مات علشان حسام يعيش في عيون ولاده وميحسوش انهم ايتام

نهضت ليلي من علي الاريكه وكفكفت دموعها:
مش كفاية عمرك اللي بتفنيه علشانهم عايز كمان تمحي اسمك علشان اخي ابوهم حرام يا فارس انت ليك نفسك وحياتك وكفاية عليك كده

امسك يدها وضغط عليها بقوة وقال:
فارس من غيركم ميت، لكن حسام بيكم هيعيش
وعايزه من النهاردة تقوليلي يا حسام فاهمه
وانا بعد نقلي هطلب من الناظر يعاملني هو وطاقم التدريس علي اني حسام
من عمل معروف واجب عليه يتمه وانا هكمل جميل صاحبي وتربية والده ليا في تربية أولاده

منذ ذلك اليوم، عاش فارس باسم حسام واختفي فارس في تضحيته النبيلة نحو من يعتبرها أخته واولاد صديقة وقدوته الراحل حسام
لكنه ظل كل عام يمر علي زواجهم يطلب منها أن تنظر إلي شبابها وتطلق كي تتزوج من تعيش معه أنوثتها ويكمل معها المسيرة
الي ان مر ست سنوات وتزوج حامد بضغط من أبيه,

هنا توقفت حياة ليلي وفارس فهو لا يفكر بالزواج وهي تراه فرصتها لتربية اولادها دون إزعاج

وبعد مرور ٨ سنوات علي زواجها من فارس، عاد ذات يوم وهو متجهم الوجه حزين وحين سألته ليلي عن سر حزنه وضيقه قال لها بمشاعر مضطربة:
اليتم صعب اوي يا ليلي، عشته انا وانت لكن عمك وجوز خالتي الحج درويش ومراته قدرو يحموني من وجع الاحتياج للاب والام
لكن النهاردة طفله بريئة فكرتني بسامر لما عرف أنه يتيم، جت وقالت لي اتجوز ماما وتبقي بابا تصدقي

تنهدت ليلي بحزن علي ذلك القلب الرؤف الذي حرم متاع الدنيا من أن يكون لها زوجة وأسرة وقالت:
فعلا يا حسام اليتم صعب بالذات علي الاطفال، بس انت قلت امها عائشه يعني اكيد حنونه عليها وبتحاول تعوضها، ثم كفاية يا حسام تشيل همها وتحس بالذنب لانك حنين علي ولادنا

ربت حسام علي كتفه وقال:
صعبت عليا ياريت كنت اقدر اكون اب ليها، بس اكيد والدتها صعب توافق أن بنتها تفرض عليها زوج
لكن قلبي وجعني عليها اوي مش عارف ليه، يلا ربنا يعوضها خير في والدتها
بقولك ايه ما تقومي تجهزي لينا ليلة مميزه من ليالينا الحلوة تخرج الواحد من المود السيئ ده

نهضت ليلي وقالت بمرح:
طيب انزل هات لينا التسالي والمكسرات علي ما اجهز ليكم الكيك والعصائر وياريت متنساش الشيكولاتات للاولاد

وافق فارس ونزل ابتاع لهم كل ما يلزم وعاد إليهم وكانت ليلي جهزت لهم الفشار والكيك والعصاير، وجهزت لهم فيلم اجتماعي،
جلس سويا في جو أسري جميل فارس اخذ الولدان في حضنه وليلي البنات في حضنه
*********
استمرت معاناة رودينا ومعها زاد احساس فارس بالمسؤولية نحوها الي ان التقي بسوزان يوم دخلت المستشفي يومها عاد الي البيت ودخل غرفته وأمسك صورة حسام وهتف بحرارة:
لقيته يا حسام لقيتها يا صاحبي، من نظرة عين خطفيتتي وقلبي دق ليها من غير ولا كلمه، فين يا صاحبي تقولي اعمل ايه علشان اوصلها واسكن قلبها

لم يصرح. لي ليلي بمشاعره الوليده نحو سوزان التي لا يعرفها من تكون،
الي ان التقي بها عند رودينا بعد زيارة ليلي لها ورؤية سوء حالتها أمام إصرار والدتها علي عدم الزواج وفاء لزوجها الراحل، فشجعت علي زيارتها حتي يتخلص من عقدة الذنب نحوها وكان اللقاء بينهم
وقتها اشتعل قلبه بشرارة الحب ولمعت عيناه ببريق العشق وسلم قلبه ومفتاحه لمن خطفته علي حين غفله
منذ ذلك اليوم أصبح همه الأوحد هو شفاء رودينا كي تجعل زواجه من والدتها أمر واقع و يسعد هو بقرب سوزان، التي اختارها شريكة العمر

الي ان قررت سوزان موافقته علي زواجه منها واستغرب كيف تتنازل عنه وهو من يحاول معها كل عام ان تطلق لتعيش حياتها وترفض فسألها:
ممكن افهم ازاي توافقي علي جوازي من سوزان وانت كل سنه بعرض علسمي الطلاق علشان تعيشي حياتك وبترفضي ايه خلاص زهقتي مني

ضحكت ليلي وربات علي يده بحنان اخوي:
لا يا فارس مقدرش استغني عنك، بس شايفه ان البنت لمست قلبك زي ما اولادى لمسوه، علشان كده هساعدك تعويضها زي ما عوضت ولادى فقدهم لابوهم، بس قبل ما اوافق لازم سوزان تعرف أن جوازك منها هيكون اسمي فقط، معنديش استعداد اخسرك واكسر روحك لما تعرف بعجزك

تبدلت ملامح فارس بين الضيق والغضب فاكملت بضيق وقالت :
اسف يا فارس مقصدتش والله حقك عليا، بس مش عايزها تتعشم فيك أن جوازكم هيستمر وتكونو أسرة
خوفي عليك من انجذابك ليها ولابنتها ممكن يخلق بينكم نوع من الالفه والمودة والحب، وقتها هتتمناك كزوج ليها، ساعتها هخسرك لما تسخط علي عجزك الي حرمك منها ومن اي ست غيرها

نهض فارس ونظر الي الامام بشرود وقال:
من كلامك عن وفاءها لجوزها مظنش هتوافق بالجواز، ولو وافقت انا واثق انها هي اللي هتطلب
ثم تخافي عليا ليه، انا بتاجر مع الله وعندي ثقه أنه مش هيخذلني، لكن مدام موافقه علي جوازي منها
لازم ولادك يعرفو اني مش ابوهم وان رودينا يتيمه زيهم وده سبب اني عايز اتكفلها
وقتها عيقدرو يتقبلوها ونفس الوقت هما كبرو كفاية علي علشان يعرفوا مين ابوهم الحقيقي

وافقته ليلي علي ذلك فكثير كانت تحكي لهم عنه،
في المساء ومثل كل يوم جلس معهم فارس يقص عليهم قصة قبل النوم
لكن قصة اليوم كانت عن الصداقه وضرب اروع مثال للوفاء والتضحية وحفظ العهد وتنفيذ الوصية
وبعدما انتهي من سرد حكايته مع أبيهم قالت ليلي:
طبعا بابا قالكم أن القصه دي حقيقي عايزين تعرفوا مين أبطالها
أشارت إلي فارس وقالت:
بطلها الاول بابا وصديقه اللي هو ابوكم الحقيقي،

نظر الاطفال الي ابيها بصدمه وقال سامر:
مش ممكن انت بابا احنا منعرفش بابا غيرك، ثم انت اسمك حسام واحنا كلنا اسم بابا حسام مش كده

ضمهم فارس الي قلبه فهذا كان أصبع شئ مر عليه أن يتخيلي عن ابوته لأطفال هو راعهم منذ نعومة اظافرهم وقال بحنان وصوت مجدول بالحزن:
اسمعوني، الاب اللي ربا وانا ربيتكم من وقت ما كنتم صغار، يمكن كنت اتمني اتعامل معاكم علي أساس أن عم ليكم: لكن خوفي من احساسك باليتم اللي عشته انا ووالدتكم خلانا عشت معاكم بشخصية ابوكم الله يرحمه، ومن حقه عليكم تعرفوه ويكون قدوتكم زي ما كان طول عمري قدوتي، وتعرفوا عن سيرته العطرة ومعزته في قلوبنا واولهم والدتكم ،
لكن رغم كل ده أنا هفضل ابوكم وانتو ولادي اللي اتمني ربنا يكتبلي في يوم من الايام ويكون ليا اولاد زيكم في ذكاءكم واخلاقكم الحميدة

اجهشهور جميعًا في البكاء فسنهم ليس بالصغير حتي لا يدركون ما يقول وليس بالكبير ليشعرو. بالحزن علي فراق أبيهم الحبيب الذي استطاع فارس وليلي زرع محبته في قلوبهم من كثرة الحديث عنه كصديق لابيهم،

بعد أن تجلت الصدمه عنهم اتي الاوان لمصارحتهم بنيته في الزواج من والدته رودينا فقالت لهم ليلي:
اسمعوا وافهمو وضعنا الجديد، بابا عايز يكسب حسنات أكثر بأنه يكفل يتيم، وزي ما عمل معاكم عايز يكون ابن لبنت يتيمه تدمرت نفسيتها،
علشان كده كنتم لازم تعرفوا أن فارس مش ابوكم وان رودينا مش هاسرقه منكم زي ما اتخيلتو لما كليت انه يكون اب ليها،
بالعكس هي محتاجاه زي ما كنتم محتاجينه وزيادة
علشان كده عايزه منك تعاملوا رودينا كانت ليكم وتساعد بابا يساعدها زي ما ساعدكم اتفقنا

تفهم الاطفال موقف أبيهم من الزواج بغير امهم ليسالها سامر بحيرة:
طيب يا ماما هو ليه ملناش اخوات من بابا وياتري ممكن يكون لرودينا اخوات من بابا

ضحكت ليلي وضمت اولادها الي صدرها بحنان وقالت:
مكنش ينفع يكون ليكم اخوات من بابا، لان بابا فارس اتجوزني بس علشانكم مش كزوجة ليه، والأهم انا في مكانة أخته واظن مفيش اخو بيتجوز أخته ولا ايه
أما جوازه من طنط سوزان اظن هيكون زي جوازنا علشان يقدر يراعي رودينا بدون ما يخالف شرع الله
مش كده يا حسام

ربتت علي يدها ولم يرد بل منحها ابتسامه، فشعرت هي بحرج موقفه وقبل أن تفسير اكثر سألها علاء:
يعني كده يا ماما جدو درويش مش جدو وعمو حامد مش عمو اومال فين أهل بابا

هما تحدث فارس وقال موضحًا:
العكس هو الصحيح، جدو درويش جدكم كل واحد منكم اسم ابوها حسام درويش وعمكم حامد لانه اخوه لكن انا ابن خالتهم ، ده غير ماما بنت عمهم،
وبإذن الله في الإجازة هناخدكم الصعيد تزورو قبر بابا وتتعدوله بالرحمه تتعرفو علي أهل والدكم أكثر

حضنه سامر بقوة وقال:
بس انا مش هقدر اقول لحد بابا غيرك، حتي لو كان اسم بابا حسام مش اسمك انت هتفضل بابا حبيبي احن وأعظم اب في الدنيا ربنا ما يحرمني منك
لكن فرحان اني هاسافر الصعيد لاننا بنسمع كتير عنها وعمرك ما سفرتنا هناك، حتي جدو وعمو حامد هما اللي بيجو يزرونا مش احنا

ضمهم فارس الي حضنه بحنان وحب، فهو لا يتخيل حياته من غيرهم، فهم من اعطو لحياته معني وهدف ليس من السهل عليه أن يتختلي عن مسؤوليته نحوهم لمجرد أن صارحهم بحقيقة من يكون والدهم، فهم أبناءه حتي ان لم ينجبهم،
لكنه ارتاح فابيهم له حق عليهم والواجب عليهم أن يزروه، ويكون منهم الولد الصالح الذي يدعو له بالرحمه والمغفرة،
****************
يتبع
#سلمي_سمير

Continue Reading

You'll Also Like

3.1M 53.4K 30
للكاتبه / مريم على عندما يجمعها القدرها القدر مع اكثر شخص المها . عندما يتخلى عنها اهلها و لا يتبقى غيره ليساعدها. فكيف تكون حياتها؟
53.4K 2.4K 25
احياناً تجبرنا الظروف على القيام باشياءٍ لا نريدها بل ولم نتخيل يوماً ان نفعلها، لكن ومع هذا هل ظروفنا تلك مبرر لارتكابنا المعاصي؟ هل ظروفنا حجة لنا...
10.2K 202 17
قصة بنت حبت ابن عمها ولكنه رفضها وعندما كانت علي وشك الموت هو احس بحبها ولكنه لم تتذكره عندما افاقت من الحادث ولكنه تزوجها بعدما ما عرف كل شي وسوف تت...
7.6K 282 27
سليم رحل إلى القاهرة للبحث عن عشق ترسخ فى قلبه لسنوات ليحافظ عليه ولكن تلك الرحلة تتبدل بها الأهداف ويكتشف العديد من الحقائق داليدا تلك الفتاة المسكي...