المشهد الرابع عشر

4.3K 198 33
                                    

ابنتي اختارت لي زوجا
المشهد الرابع عشر
*****************
وصلت سوزان الي بيت صديقتها والغضب يتحتدم بداخلها  كبركان ثائر أوشك علي الانفجار
فتحت لها ريهان الباب رحبت بها  باستغراب وتعجب من حضورها اليه يوم إجازتها التي عادتًا تكرسه الي ابنتها للاعتناء بها ومرافقتها الي التنزه،
ابتسمت لرؤيتها كي تمتص غضبها المتجسد علي ملامح وجهه الجميل:
مش ممكن سوزان عندنا يا مرحبا يا مرحبا،
ادخلي يا حبي كنت فين كده او رايحه علي فين مش بعادة تزورني يوم اجازتك الا للضرورة

دلفت سوزان الي داخل الشقة والقت نفسها علي اقرب مقعد بتهالك، طالعتها ريهان بحيرة وسألتها باهتمام وقلق وهي تنظر خارج الشقة:
ايه ده انت جاية لوحدك اومال فين بنتك،ولا جوزك خدها معاها تقضي اليوم مع ضرتك،

غمغمت سوزان ردت عليها  بصوت مخنوق:
متقوليش جوزي،ده استاذ بنتي وبس، وهو لازم يفهم كده، مش يفرض عليا قوانينه ويتعدي حدوده معايا

جلست ريهان  بجوارها ووضعت يدها علي كتفها وإدارتها اليها وسالتها باهتمام:
يعني ايه اتعدي حدوده معاكي، هو حصل بينكم علاقة، معقول بالسرعه دي من غير ما تعرفو بعض

أزاحت  سوزان يدها عن كتفها وطالعتها بغضب:
علاقة ايه يا ريهان انت اتجننتي لا طبعا محصلش واستحالة يحصل، انت مش شايفة مظهري، الاستاذ فرض عليا الحجاب، ومش  بس كده  لا ده بيدير كل شئوني وبيتحكم  فيا ومسبطر  علي كل زمام اموري كانه جوزي بجد تتصوري، دفع للمربية أجرها مقدما، واتفق مع السوبر ماركت يجيب ليا طلبات الاسبوع حتي من غير ما اطلب، حتي الجراج دفع لسايس علشان يهتم بعربيتي ويمونها بنزين
ده غير رودينا اللي بيذاكر ليه وكمان بيحرص يكلمها كل يوم لحد ما تنام،انا تقريبا مش بتعامل مع بنتي في اي شئ، ولا بقي ليا اي دور في حياتها

وفجأة عالي صوتها  علي اثر ثورتها وقالت غاضبة:
هو فاكر نفسه ايه علشان يجردني من كل مسؤولياته وكمان يستحوذ علي بنتي ويسرقها مني

رد عليها زوج صديقتها بهدوء مربك:
جوزك ، فاكر نفسها جوزك وبيتعامل معاكي من هذا الاساس، بصراحه يا سوزان انت ربنا بيحبك وعوضك خير عن وفاءك واخلاصك لزوجك براجل متدين بيتقي الله فيكي، وكل أفعاله بتقول أنه جدير باحترامك، مش ثورتك وغضبك عليه لأنه بيقوم بواجبه  نحوك اللي شرعه الله علي اكمل وجه

تاففت سوزان من دفاع زوج صديقتها عن حسام وتذكرت قائلة  مع نفسها بأنه رجل مثله لهذا يدافع عنه، ويراه جدير بالاحترام، وليس سلطوي متحكم
فردت عليه مبررا رفضها لكل أفعاله:
استاذ رامي انا مش معترضة علي كلامك، انه راجل محترم  وجنتلمان، لكن هو مش جوزي ولا باختياري، وكان بينا اتفاف هو بيتخطاه وبتعدى علي حقوقي في استقلاليتي بإدارة شئون حياتي بدون وجه حق
اكيد هيجي يوم وننفصل، تسمح تقولي اعمل ايه وقتها بعد اعتمادي عليه، هو ده سبب رفضي ليه

رواية( ابنتي اختارت لي زوجًا) للكاتبة/ سلمي سمير On viuen les histories. Descobreix ara