|PROFESSOR JEON|

Par Rhsmas

146K 5.9K 4.9K

-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟'... Plus

٠|أُستاذ
تِسعة وَسِتون
عَميل
فَارِق
مُؤَقَّتْ
إِعتِرافْ
أَقرب إليكِ
تَفَهُّم
نَعم أم لا
فَوضَىٰ
فُقدان
ثِقة
مَنفعة
شُركاء
هِيلين
عِلاقة
حُرِّية
هُدوء
ذَكاء
هُدْنَة
زِنزانة
عَرض
اغتِيال
مُجدداً؟
دَم
مَاضي

مَوعِد

4.4K 190 131
Par Rhsmas

تجمّد الدّماء في عُروقهِ عِندما هاجَمت كَلماتها مَسامعهِ،تَمّ القَضاء على آخر أَمل لَه،جَذب انتباههِ حديث حَبيبتهِ المُرتَجِف قائِلة بِصعوبة:أُ أُمّي كَيف!
أَبي لَم يَفعلها أَبي لَيس قاتِل!



فَتحت ذِراعيها لِإبنتها بَينما هُو قَد خَارَت قِواه واقترب نَحوهما مُردفاً:صَدّقيني سَأَفعل مَا بِوسعي!



يَستمع لِبُكائها بَين ذِراعي أمُها ثُمّ كَوّر قَبضتهِ غاضِباً مِن نفسهِ،لِوصول الأمور لِهذهِ الحَالة،لا يَعلم هل هُو السّبب،أم سئ الحَظ،اقترب مِنهما وعلّق بِرجفة:هِيلين سَأَفعل المُستحيل لِأُغيّر كُلّ شئ،حَتى إن كَان والِدكُي قاتِل حَقّاً واعترف بِهذا،سَأعثر على كُلّ الأدلة التي تُغيّر قدرهِ ويعود لَكي.




يُحاول تشتيتها مِن البُكاء بُحرقة،قَلبهِ مُضطرب للغاية لِما يَحدث،لا يَستطيع استيعاب أنّه الآن يُقسم بِإخراج قاتل والدهِ مِن السّجن،وهو مَن يَعثر لَه على أدلة بَراءتهِ حتى وإن كَانت مُزيّفة،ابتعدت قَليلاً وسَألت بِينما تمسح دُموعها المنهمرة:مَن أخبركي؟




يُونهي:جُونهو.





وقَفت أمام جُونغكوك وضَيّقت عينيها هامِسة:كَيف لَم أتعرّف عليك بَحق؟
أَنت حَقّاً ابن جِيهون،لم أُلاحِظ هَذا،لَقد قَابلتك مُنذ أن كُنت طِفلاً جِونغكوك،تتشبَّث بِيد أُمّك،رأيتُك مَرّةً واحِدة،فَور مَا رأَيت جِيهون،كُنت أَعلم أنّ هُناك شئ يجري بِشكلٍ خاطِئ بَينه وبَين جُونهو،وأنّه رَجل سئ يَجب عليّ أن أُبعدهُ عن عائلتي،لَكِن لَم أتصّور أن يَكون زوجي شَريكهِ،أَبداً.




جُونغكوك:مَات أَبي ومات مَعه سِر سَيّد كِيم،لكِن تَحتّم عليّ إفشاء هَذا السّر،لِأستعيد حَق أَبي.





يُونهي:وهَذا حَقّك،لَكن جُونهو بِريئ،جِيهون وزَوجي مُحتالان،لَيس قَاتلان،جُونهو لَن يَقتل صَديق عُمرهُ أبداً.





جُونغكوك:قَتلهُ أم لَم يَقتله سَيّدة كِيم،سَأُحاول تَبرأتهِ،لَيس لأَجلهِ أو لِأجلكِي،لِأجل ابنتهِ،هِيلين،سَأَفعل المُستحيل لإخراجهِ لِأجلها،أَنا أُحبّها،حَتى وإن كَان عليّ أن أَتخلّىٰ عن مَنصبي في سَبيلها.


_________________


تَسير بِفراغ وسَط الطلاب،تَعلم أن جمعيهم يَنظرون لها،يتَهامسون،بينما هي فقط تُحدق في اللاشئ،الإكتراث لَن يفد بِشئ،فَقط جَذب انتباهها من أتى يسير نَحوها،توقفت ورَمقته ببرود ثُمّ استدارت تشق طَريق آخر لكنه اسرع في خطواتهِ وامسك يدها مُردفاً بنبرة خافِتة:لِنتحدث،أرجوكي.




هِيلين:يدي.




بَجفاء قد قَالتها حَتى هَمس بِصعوبة:أرجوكي هِيلين،هذهِ المَرّة فَقط،لدَي ما أقوله لكي عَن جُونهو.



قَلّبت عينيها بِقلة حِيلة وسَحبت يدها مِن قبضتهِ بِعنف،تَحرّكا مَعاً لمكتبهِ،أغلق البَاب واستجمع قِواه لمواجهتها بعد شَهرين مِن مُحاكمة والدها،استدار أخيراً وحَدق بِها،اسندت جسدها على مَكتبها وكتفت يديها مُردفة:مِن الأفضل أن تُنهي حَديثك سَريعاً أنا لا أمتلك وقتاً لِأسمع أي هراء فارغ قَد تَقوله.




جُونغكوك:صَدّقيني هِيلين،أَنا أُحبّكِ حَقّاً،لكِن انتقامي لِوالدي أعماني.




هِيلين:أَتعلم إن كُنت مكانك مَاذا سَأَفعل؟




وقفت بِإعتدال وتوجّهت نَحوه مُستكملة:فَور مَا أَشعر أنني أَصبحت مَهووسة بِشأنك،سَأُخبرك بِالحقيقة،سَأُخبرك أنني محققة أتيت لِسجن والدك لكِنّي في النّهاية وقعت بِحبك وسأَفعل المُستحيل لتغيير كُلّ شئ،لَن أُشاهدك تُخدع وفي النهاية اقلب حياتك رأساً على عَقب وأُخبرك أن والدك قَاتِل قتل أبي وأَنت مُجرد ضَحية وورقة ضَغط أستخدمتها لجعله يستسلم للعدالة.




جُونغكوك:لَم أَكُن أمتلك الشّجاعة الكَافية،أنا ضَعيف هِيلين.




هِيلين:لَست ضَعيف جُونغكوك،لسَت ضَعيف،أنت فقط جَبان،هذهِ هِي المُشكلة،جَعلتني أظن أنني دَخلت حياتك،لكنك مَن أَدخلتني دُون أن أشعر،تَلاعبت بِي،بِحياتي،أذيتني،تحَكّمت بي كَالدّمية لِتحصل على تَرقيتك وانتقامك أيها المُحقق،ضَاجعتني وتلوت عليّ أحاديثك الكاذِبة وقُمت بإستغلالي لِمصلحتك،هذهِ هي نِهاية القِصة.




جُونغكوك:قَلبي كَان يحَترق بِمجرد رُؤيتكي دُون اخباركي أي شئ مِن هذا!
لَم أقوىٰ على كَسركي!
عَشقت تواجدي مَعكي وحَولكي!



هِيلين:لَكِن كَان يتَعيّن عليك اخباري واللعنة جُونغكوك!
إنتقامك كَان أَهم مِني بِمئة مَرّة!
لا أعلم بِحق الجَحيم لِمَ أنا هُنا مَعك نتبادل أَطراف حَديث فَارِغ لا فَائِدة مِنه،لست الخائِنة هُنا.




جُونغكوك:أُحبكِ،صَدّقيني أنا أَفعل،وفي الأَيام المُقبلة لَن أفعل شئ سِوى العثور على كُلّ شئ يُبرئ جُونهو،قَد تظنّين أنني دخلت لِحياتكي لِكسر قلبكي وإيقاعكي بِحُبّي لَكِنّي أنا مَن فَعلت هَذا بالنّهاية،كُنتِ تنامين بِمنزلي عِدة مَرّات إن أردت اختطافكي مِثل ما حدث لكي يوم الخُطبة لأختطفتُكِ مُنذ اللحظة الأُولى الذي وثقتِ بِها بَي،سلّمتِ جسدكي لِي،لن أَذهب لمَنزل والديكي،لن أَخطُبكي.




اقترب مِنها أَكثر حتى تَسنّىٰ له كسر الحاجِز الذي بَينهما أَخيراً وهَمس:لَن اقترب مِنكي كُلّ هذا القُرب،لن أُخبركي بِأمر زوجتي السّابِقة لَن أُدخلكي إلى حَياتي بِشكلٍ مُبالغ بِهِ،لَن تَعرفي بِأنني كُنت مُجرد مُراهِق،والدهِ مُحتال،أمهِ مُنتحرة،شَقيقتهِ تركتهُ وهرَبت،لَن أُظهر ضَعفي لكي أبداً،صَدّقيني عشقي لَكي لَم يَكُن مِن الخَطة،أنا حَقَاً لم أَظن أنني سأَقع بِحب فَتاة تصغرني بِثلاثة عشر عاماً،ابنة رَجل لم أَكره أحداً بِقدر ما كرهتهُ.



مَسح دُموعها التي توالت بالسّقوط وصَرّح بِنبرة مُرتجفة:أنا أُحبّكِ حَقاً هِيلين،لدرجة أنا حَتى لا أستطيع تَخيّلها،تِلك لِأول مَرّة أتشبّث بأحدهم بِهذِهِ الطّريقة بَعدما تشبّثت بِجسد أُمّي البَارد،المَيت،لن أَصنع مِن عائلتكِي نُسخة مِن عائلتي،سَأستعيد والدكي،مَهما كَلّفني الأَمر،لِأجلكِي أنتِ،فَقط أَنتِ.




قبّل جَبينها يستغل انشِغال عينيها بالدّموع وسَحبها إلى أحضانهِ أَخيراً مما جَعل بُكائها يتزايد وبدأ يَسمع صَوت شَهقاتها وضرباتها الضّعيفة على صَدرهِ،شَدّ على جَسدها أَكثر،انغمست أنفاسهِ بِرأسها يستنشق رائِحتها التي حُرم مِنها لِأيام،سَمعها تتحدّث بِصعوبة بنبرة باكية:أَ أنا حقَّاً أَكرهك جُونغكوك!




جُونغكوك:وأنا أيضاً أَكرهه هِيلين،كُنت أُفضّل لَقب سَيّد جُيون،أنا آسِف،لكُلّ شئ،فَعلتهُ أو لَم أَفعله.



حَاوط خَصرها وأَخذها لَه،يُدفئ جسدها المُرتجف،يمسح على ظَهرها طويلاً،جلس بها على الأريكة وتمسّك بيدها يتلمسها برفق وقال:صَغيرتي انظري نحوي.




رفعت مقلتيها الدامعة وصدرها الذي يَرتفع وينخَفض من شهقاتها المُتتالية ونوّه:والدكي بِخير،لقد ذهبت للإطمئنان عليه صباح اليَوم،أنهى طَعامهِ،ويقَرأ كتابهِ،يأتيه العديد مِن الزيارات،هو بخير،وتأكدي أنه سيكون أفضل عندما يعرف أنني سَأُوَكِّل لَه أقوى مُحامي في كوريا،لمساعدتي في الحصول علىٰ الأَدلة الناقصة،والتي سَتغير مَجرى القضية.



هِيلين:حَـ حَقّاً؟



جُونغكوك:نَعم جَميلتي،أعدكي،والدكي سيَخرج،وسيكون معكي ويعود لِمشفاه،وسَأُمحي أي تسجيلات لَه في الشرطة تُفيد بِإعتقالهِ ويبقى نظيف السمعة،لا تَقلقي.




تَلقّىٰ مِنها الضّياع والشّك،تخلل نظراتها الضعف،مُترددة،هل ترتمي في أحضانه ويعود كُلّ شئ لسابِق عهدهِ،أم تنتظر حَتى يخرج والدها وعندها ستفكر بِأمرهما معاً؟
مَسح دموعها وابتسم مُردفاً بصوتٍ ناعِم خافت:تَبدين مرهقة صَغيرتي،هل تَرغبين بالبقاء هُنا؟



هِيلين:هُنا أين؟



جُونغكوك:في مَكتبي،استلقِ هنا حتى ينتهي اليَوم الدراسي،وسأعود لإيقاظكي ونعود للمنزل،سأتصرف بأمر غيابكي وأُخبر سول أنّك معي.




وقف وجَلب الغِطاء بينما هيلين قد استلقت تدريجياً على الأريكة وراقبتهُ يتوجه ناحيتها ووضع الغطاء على جسدها،جَلس على رُكبتيهِ يمسح على شعرها وعلّق:أنعمي بالرّاحة قِطتي،لا تَقلقي،أنا هُنا،كلُّ شئ سيكون بِخير،سأُعيد كل شئ لنصابهِ الصّحيح،ثُمّ استعيدكي.




هِيلين:سيّد جُيون.





قالتها بِنعاس شديد لِتلمع عينيهِ واقترب مِنها للغاية حتى تلامسَت أنوفهما وصرّح بأنفاسٍ حارة:رَوح سيّد جُيون.




قبل أن تُردف بحرفٍ قد التَقط شِفاهها بِنعومة بين خاصتهِ يمتصها بلطف حتى وجدها تصعد بيدها لِمؤخرة رأسهِ وغرزت أناملها بشعرهِ تُقربهُ لها،يدٍ مِنه قد سرقت جِلد خصرها تعتصرهُ،ثُمّ سحب شفتيها بعنف قليلاً وابتعد يتلقط أنفاسهِ مُردفاً:أنتِ تحتاجين للنوم صغيرتي،هَيا،سأعود قريباً،أُحِبّكِ.



ترك قُبلةً أخيرة على جبينها وابتعد بعدما لاحظ انسدال جفنيها وهي قد تخدّرت بالفعل من لمساتهِ المُسكرة،أعاد يدها لِمعدتها وسرّح شَعرها،وقف بِإعتدال ثُمّ ترقّبها بِشُرود كَبير،خائِب في نفسهِ،على زعزعة الثَقة،وهَدم كُلّ شئ بَينهما،الفَترة التي أُجبر على تركها بِها،أخذت مِن طاقتهِ وقلبهِ،كَان يُلاحِقها في كُلّ مكان،يَتوسّل إليها،وهي تَدفعهُ وتصرخ عليهِ وتبتعد.





لَم يَكُن يتخيَّل أن تَضعف أخِيراً وتَرضخ لَه،لا يَصدّق أنّها الآن في مَكتبهِ،أمام عَينيه،صَعب التّصديق،تَراجع وخَرج مِن الغُرفة بَعدما أنار إضاءة خافِتة لَها،أخذ نَفساً عَميقاً وفور مَا خَرج مِن المبنى،قَد قَابلهُ،غيّر إتجاه سَيرهِ وسَمع الأكبر يُناديهِ ووقف أمامهِ قائِلاً:إلى مَتى جُونغكوك؟
أخبرتُك لقد انخرطت في الأمر فجأة حَتى.





جُونغكوك:حَرى عليك اخباري يُونغي،إنّها عَشيقتي تَعرف هَذا؟





يُونغي:كُلّ شئ سار دُون رَغبتي أيضاً،أنا أعلم مَن تكون بالنّسبة لك،لن اختَطفها في يَوم خُطبتها.





جُونغكوك:حَدث مَا حدث،ماذا تُريد؟





يُونغي:أحقاً لَن تمرر لِي الأمر؟





جُونغكوك:صَراحةً لا،إلا إذا...




يُونغي:إلا إذا ماذا؟





جُونغكوك:سَاعدتني في تبرئة والدها؟






يُونغي:ماذا تَقول؟
والدها الذي بَقيت عُقود تَبحث عَنه لتنتقم مِنه؟
أتمزح؟
ظَننتك تُريد مُساعدتي في استعادة هِيلين والمَضي في الحَياة،أتريد أن تُخرج لَها والدها علاوة على ذَلِك؟
أليس قَاتِل جِيهون؟




جُونغكوك:سَأبحث بِأي طَريقة عَن دليل يَنفي هَذا،وإن لَم أَجد،أتمنّىٰ أن تكون هِيلين قد أعتادت على عَدم وجُودهِ،ونعيش حَياتنا دُون النّظر للخلف.





يُونغي:أَنت لا تُصدق حَقّاً،لأَجلها تتنازل!





جُونغكوك:حَسناً هِيونغ وداعاً.





يُونغي:تباً حسَناً إذاً!
يا إلهي أنت صعب المِراس!
إذاً!
مِن أين تُريدنا أن نبدأ لِنستعيد والد حبيبتُك المُدللة!


______________________

فَتحت عَينيها بِصعوبة لِتجد نَفسها بِمكانٍ غريب لكِن استوعبت أنّها بِمكتبهِ،تَربّعت في مَكانها وجرّت أقدامها للحَمّام،أيقظت وجهها بِماء دَافئ وخَرجت تَزامُناً مَع دِخولهِ إلى المَكتب،ابتسم فَوراً وتحرّك بِإتجاهها وعَلّق:استيقظتِ؟
أَفضل؟




هَمهمت ورتّبت ثِيابها بينما هُو قَد سَرّح شَعرها المُبَعثرة،واجها بِعضهما بالوقُوف،يَرمقها بِإبتسامة هائِمة وأعين شَارِدة،تحدّثت بنبرة هادِئة مُحدّقة بِمقلتيهِ:لَم أُسامِحك بَعد.




جُونغكوك:أَعلم.




تنهّد طَويلاً وانزل يديهِ لتتمسّك بِأناملها،يمسح عليها بِرقّة ثُمّ صَرّح:لقد عُدت لِمنزلي القَديم.




هِيلين:لِمَ؟




جُونغكوك:عِندما انتحَرت أُمّي،قَد أغلقته إلى الأَبد،لَم أدخلهُ لِمرة واحدة،وعندما دَخلتهُ،دَخلتهُ معكي،بَعض العاملين يَأتوا لِلتنظيف شَهرياً،غُرفة أبي وأمّي،ومَكتبهِ،أغلقت هَاتين الغِرفتين دُون أن أدخلهما مُنذ أن كنت في الثّامنة عَشر،لكِن لَأجلكي،قَررت أن أدخل مَكتب أبي لِأبحث عن أي شئ يُنافي قَضيّة والدكي.



سَحبتهُ نَاحية الأريكة وجَلسا أمام بَعضهما في حِين هِيلين قَد بَادرت وأخيراً بِلمس وجنتهِ والمَسح عليها بِرفق،بعدما استشعرت في صَوتهِ الرّجفة،أنزَل يدها لِثغرهِ يُقبّلها طَويلاً ثُمّ استكمل:وجدت شئ،رُبما سيُفيد أو رُبما وجودهِ مِن عدمهِ.




هِيلين:مَاذا وَجدت؟






جُونغكوك:تركتهُ بالسيّارة،عِندما نَعود للمَنزِل سَأُريكي،لَقد حَادثت يُونهي،أستأذنتها لِتبقي مَعي الليلة.





هَمهمت بِتَفهّم ثُمّ وَقفت تلتَقط هاتفها وحَقيبتها قائِلة:حَسناً إذاً،هَل رأيت أَبي اليَوم مرَة أُخرى؟




جُونغكوك:نَعم،هُو بِخير،لقَد سَأل عنكِ.





صَمتت طَويلاً ونَفت بَرأسها مُجيبة:لا أَمتلك الشّجاعة الكَافية لِرؤيتهِ في هذا المَكان،لَم أتوقّع أن يَتواجد بِهِ أبداً في حَياتي،سَأُلملم شِتات نفسي وأذهب،عِندما يَحين الوَقت،وعِندما أَمتلك شئ أعده بِإخراجهِ مما هُو فيه.





جُونغكوك:كَما تَرغبين.


__________________


دَخلا إلىٰ المَنزل حَتى غَمرها حَرارة قادِمة مِن المِدفأة،اقتربت سَريعاً وَجلست على سَاقيها تُدفئ أناملها المُتجمّدتين،ابتسم بِلطف ثُمّ صَرح:اشتَريت ثِياب جَديدة لَكي،ثَقيلة وسَتُبقيكي دافِئة،في الأَعلى،كُنت أَرغب في أن نذهب لِلكوخ لكِن الغابَة طَقسها قاسي للغاية،لَن أضمن سلامَتُكي،سَأحضّر لكي العَشاء.



هَمهمت دون أن تلتَفت لَه حَتى خَلع سُترتهِ ودخل إلىٰ المَطبخ،وهو بِذات الوقت يَتفحّصها،بسبب طُراز المَطبخ الحديث والذي يُتيح له مُراقبتها في غُرفة المَعيشة،وَقفت بعدما نَجحت في رَفع دَرجة حرارة جَسدها وصَعدت دُون أن تُلقي نَظرة عليهِ،لَم يُجرب غضبها مِن قبل،ولَيتهُ لم يُجربهُ،سَيتلقَىٰ تَجاهُل أحياناً،بُرود،تَفاعل مُفاجئ،ثُم جَفاء.




تنهّد طَويلاً واستكمل مَا يَفعله،بينما هِي في الأعلى كَانت تَرمق الثّياب الدّافئة على السّرير،التَقطتها واستبدلَتْها بالأُخرى،جَلست على طَرف السَرير شَاردة،قَلبها يُزعِجها،حَلقها يُنوّهها بِغصةٍ مُؤلمة وعينيها بَدأت تتشتّت،اسَقطت رأسها لوهلة ولَم تَشعر بِوقوفهِ على البَاب مُتردد في الدّخول.



لَم يَبتعد عِند رُؤية دُموعها بَل شَعر بِنغزات في أيسرهِ قَد أجبرت قدميهِ على التّقدّم والمُثول أمامها مُلتقطاً كَفيّها يُشابِكهما،لَم يَتحدث بَل تَركها تُخرج مَا تُحاول كِتمانهِ حَتى نَبست بِصعوبة:ذَ ذَلك اليَوم،لقد كُنت أَبحث عَنك،للإختِباء خَلفك،الإستنجاد بِك،عِندما استيَقظت في تِلك الغُرفة أول شَخص فكرت بِهِ كَان أنت،كُنت خائِفة لِلغاية وأريدك أن تأتي لِي،تَجدني.



اعتصَر يدهِا وكَتم أنفاسهِ المُضطربة يُشاهدها تَبكي بصمت كابتةً شَهقاتها دَاخل صَدرها حَتى استكملت:لَم أتوقّع أبداً أنني سَأشعر بِهذا الألَم الفظيع عِندما تداركت أمرك جُونغكوك،حُبّي لِحبيبي السّابِق لا شئ أمام الأَمان،الدّفئ،الحُب الذي كُنت أَكّنه لَك،لكِن فَجأة شَعرت أنّ كُلّ شئ حولي قَد تَبدَل،كَرهتُكَ بِقدر ما أَحببتُك،لَم أتوقّع أبداً أنني سَأُحبّك بهذهِ الطّريقة،هَذا مُؤلم حَقاً.


أسَقط شَفتيهِ على يديها يُقبّلهما طَويلاً ثُمّ ابتعد رافعاً عينيهِ المُهتزة نَحوها وصَرح:لا شئ استطيع فِعلهُ للتَكفير عَن ما فَعلتهُ بِكي هِيلين،أنتِ مُحقة،أنا حَقِير،خائِن،لكِن رُغم كُلّ هذا أُحبّكِ،لا يَسعني سوىٰ أن أُحبّكِ أَكثر وأَكثر،سَأفعل كُلّ ما بِوسعي لِإخراج جُونهو،أَعِدُكِ،صَدقيني،عِندما وقَعت بِحبّكي،كُلّ يوم كَان ينهشني الذّنب على عَدم اخباركي،والطّريقة التي تمّ استدراجكي بِها للمَكتب،لم أُحيط عِلماً بِها،أُحبّكِ هِيلين أُقسم.



استقَام مِن مَكانهِ وقبَّل جبينها طويلاً ثُمّ مَسح دُموعها،لاحَظ ارتَخاء مِلامِحها ودنى لِيأخذ شَفتيها بِقبلةٍ طَويلة قَد أخذت مِن أنفاسها،تراجَعت تَستلقي على السّرير واستقرّ فَوقها،يَمتص شفَاههِا بِحرارة بأيدٍ حَول عُنقها،تنفّسها اضطرب،بالكَاد تَعي مَا يدور وفَقط تركتهُ يُعنف ثَغرها تَدريجياً حَتى شَعرت بِتخدَر،ابتعد بصعوبة واسند جبينهِ بخاصتها يتنفّس بِثقل وعلَق:أَنا أُحبّك بقدر تَعجز مُخيلتُكِ عن الوصول إليهِ.




رَفعت عَينيها لِتحدّق بهِ بِتخدّر ثُمّ هَمست:أَنت حَقّاً مُتلاعِب،أَكره هَذا.





شَفتيهِ قد أخذت مَنطقة أُخرىٰ لِتقبلها،فَرقت ثغرها تتنهَد بِبطئ أَثر تقبيلهِ لِزاوية فمّها،ابتعد فَجأة لتشعر بالبَرد ثُمّ سَحبها لَتقف وصَرَح:ألستِ جائِعة؟




هَمهمت وأجابت بينما تُسحب خَلفهِ:لَكِنّي لَم أعرف مَاذا وَجدت في مَنزلِك بَعد.





جُونغكوك:أنا أيضاً،إنّه مُجلد مَجهول لَم أفتحهُ،ظننت أن عليّ فَتحه مَعكي.




هِيلين:أيمكننا فَتحه الآن؟





جُونغكوك:تُريدين هَذا؟




هِيلين:نَعم.





جُونغكوك:حَسناً إذاً.




هِيلين:لَم أعهدك هَكذا.





نَزلا حَيث غُرفة المَعيشة وجَلسا قُرب بَعضهما حَتى سَأل:مَاذا تَقصدين؟





هِيلين:أنت عَنيد،لَم أتوقّع أنَك ستوافق.





جُونغكوك:أَنا مُختلف كَثيراً مَعكي.




فَتح الدَرج وأخرجهُ ثُمّ وضعهُ أمامهما وسألها بِنبرة خافِتة:مَاذا سنجد بإعتقادكي؟




هِيلين:والِدكَ كَان حذر كَفاية ولم يترك أي شئ خلفهِ،وعلاوة على هَذا،أَلم تستحوذ الشرطة على أغراضهِ كَـ أدلة؟




جُونغكوك،أُمي قد جَمّعت كُلّ شئ يخص أبي في مَكان لَم تَصل لَه الشّرطة،وقَبل مَوتها قَد أعادت كُلَ شئ.





هِيلين:ذَكيَة كَاللعنة.






ابتسم بِخِفة على تعَليقها ثُمّ أخيراً قَد فَتح المُجلد،وضعهُ رأساً على عَقب لِتسقط عِدة صُور،لِجُونهو وجِيهون،مَعاً،مُتعانقين،صَور لَهما في أمَاكن مُتفرقة،صَور لَجيهون وزوجتهِ وجُونغكوك،مِينجي،صُور لِجونهو ويُونهي وهِيلين،وصُور أُخرىٰ لِرجَال مَجهولي الهَويّة،وضَعهم على الطّاولة وأخذا وَقتاً طَويلاً يِحدّقان بهم.




جُونغكوك:لم يَكن لديّ أَدنى فَكرة،أننا قَد...يا إلهي هَذا مُعقد.




هِيلين:تَقصِد...نَعم أَنت مُحق هَذا مُعقّد للغاية.






لَحظة صَمت قَد ولّت عليهما،تنهّد طَويلاً ثُمّ نَوّه:رُبما لَقد تَقابلنا،لَكن لم نَعي هَذا وَقتها.





هِيلين:كُنت رَضيعة رُبما،لن أتذكّر شئ،هل تعتقد إن لَم يُكشف والدها وَقتها،واستكمل حَياتهِ،هل سَنتقابل بِشكل طبيعي؟
لَن تَغدو مُحقق فِيدرالي،سَتسلك طَريق آخر،والدي ووالدك صديقان،سأراك كَثيراً في الأَرجاء،هَل تَظن أنّ هُناك شئ قد يَجمعنا؟
هَل تَظن...إن كَانت الظّروف أحسن،سَنقع بِحب بَعضنا؟




جُونغكوك:مُتأكِّد مِن هَذا.





إبتسامة مُرهقة قَد رسمها لَها ثُمّ أنزل مِقلتيهِ مَرة أًخرىٰ مُلتقطاً صُورة عائِلتهِ،صورة تتضمن وُجود مِينجي،أنزلها وصَرّح بِنبرة مُرتَجِفة قائِلاً:تَسائلت أُمّي دائِماً عَن أي نَوع مِن الرّجال سَأغدو،مَاذا سيَكون نّوعي المُفضل مِن النّساء،هل سَأكون فَتى مُتلاعِب أم جِدّي،قَاسي أم لَطيف،تَسائلت عن ما هِي وظيفة أحلامي،كَان لديها الكَثير مِن التّساؤلات بِشأني لَم تتسنَىٰ مَعرفة إجابتها،رَحلت سَريعاً،لكِن الشّئ الذي أنا مُتأكد بِشأنهِ،أنّها كَانت سَتسعد بِإختياركي كَـ حَبيبةٍ لِي،كَانت سَتُحبَكي كَثيراً.




وَقفت ثُمّ فَرّقت سَاقيها واستَقرّت على فَخذيهِ لِيدفن رأسهِ في صَدرها يُخفي دُموعهِ مِنها بِجسدها،يَكتم شَهقاتهِ داخِل قَلبهِ،كَان صَغيراً جِداً لِيعاني بتلك الطّريقة،وجُود هِيلين في حَياتهِ الآن أشبة بالمُكافَئة،تَسرّح شعرهِ بأناملها،تُقبّل رأسهِ طويلاً،بينما هُو قد شدّ على خَصرها يُقرّبها نَحوهُ أَكثر.



ابتعدت بَعد لَحظات وكوّبت وجههِ مُعلّقة:سَتذهب لأبي اليَوم،ستتحدّث مَعه.




جُونغكوك:بشأن مَاذا؟





هِيلين:أَنا مُتأكدة أنّه يمتلك شئ لقولهُ لَك،عَن جِيهون،عَن مَاضيهما،عَن أي شئ قَد يُفيد في القَضيّة،أَنت ابن صَديقهِ المُقرب والوَحيد،رُبما،سَيطمئن لَك،ومِن خلال رُؤيتي لِتلك الصّور،لا أعتقد أنّ صداقتهما كَانت مُزيّفة،أَشعر بِهذا،هُناك شئ مَفقود حَقّاً.



نَظرات فَارِغة قَد ارتسَمت على وجههِ حَتى سَحبتهُ ناحيتها مُجدداً تُعانقهُ بقُربٍ شديد،سَمعت صَوتهِ الضّعيف وأنفاسهِ الحارة ضِد بَشرتها مُردفاً:في بِداية الأَمر كَرهتُكِي كَثيراً،حَقدت على طَريقة عَيش طِفلة جُونهو،الذي قَتل والدي وتسبب في انتحَار أُمّي،حَقدت على سَعادتهِ وسعادة عائِلتهِ بعد أن دمر جُيون،لكِن تناسِيت كُلّ هَذا بَعد وقوعي بِحبّكي،أَنتِ كُلّ ما أَملك أنا أعنيها.



طَبعت قُبلة طَويلة على رأسهِ وهمهمت مُتفهمة كل ما قاله،استَكن جسدهِ بين خاصتها حَتى ابتَعد بِبطئ واردف بِنبرة هَادِئة:لا زال هُناك بَعد المُجلّدات المَجهولة.





هِيلين:إن كُنت مُستعداً للعودة مُجدداً،اذَهب،ونكتَشف كُلّ شئ مَعاً.




أومئ بِقوّة بِرأسهِ حَتى ابتسمت وَمسحت على بَشرتهِ بِلطف قائِلة:كُلّ شئ بِخير.





جُونغكوك:نَعم،كُلّ شئ بِخير.



____________________



يَقف في شُرفة غُرفتهِ وسِيجارتهِ في ثَغرهِ،مُثقل الفِكر،نَقل بِصرهِ للنائِمة على سَريرهِ بِسلام حَتى أطَفئ تَبغهِ المُشتعل واقترب نَحوها،جَلس على رُكبتيهِ أمامها ومرّر يدهِ على شَعرها ووجهها،ابتَسم وطَبع شفتيهِ على جَبينها،وَقف وَفتح خِزانتهِ يَلتقط ثِياب عَشوائِية مُريحة للذّهاب للجَامِعة،لديهِ عُطلة عَمل في المَكتب.



تنهِيدات طَويلة قَد صَدرتها مُعلنة استيقاظها حَتى تفحّصها مُبتسماً وعلّق:صَباح الخَير.




هَمهمت بِإبتسامة نَاعِسة وَجلست على السّرير تُحدّق في الفَراغ وَسألت:مُحاضرة السّاعة...




جُونغكوك:أمامكِ ساعة كَامِلة،إنّها التّاسعة،ذَهبت لِمنزلكِي وأحضرت ثِياب جَيّدة وثَقيلة.




هِيلين:هَذا رائِع شُكراً لَك.





وَقفت بِصعوبة وتَوَجهت للحَمّام بِينما هُو بالكَاد يَستوعب أنّهُ تَمكّن مِن استرجَاعها،لَيس تَماماً،لكِن على الأَقل هِي مَعهُ،بَدّل ثَيابهِ وقَد أَستغرقت عُشرين دَقيقة للإغتسال والخُروج،مددت جَسدها تُبعثر شَعرها بَعدما جففّتهُ جَيداً وَتشعر أنّها أَصبحت نَشيطة للغاية،وقفت أمام المِرآة ثُمّ صَرّحت:سَأذهب هكذا،لا أمتلك أي نيّة لعينة لِوضع أي شئ على وَجهي،بالفِعل بَشرتي قَد تدمّرت الأيام المَاضية.




جُونغكوك:أنا أُحبّكِ كَما أنتِ.




هِيلين:سَيّد جُيون.





اكتَفى بالإبتسام ووقف يمدّ يدهِ نَحوها للخروج مِن الغُرفة،نَزلا إلى الأَسفل وسأل:تُريدين السّفر مَعي؟




هِيلين:إلىٰ أَين؟




جُونغكوك:إلىٰ أي مَكان تَرغبين بِهِ.




هِيلين:عِندما أَشعر أنني مُستعدة لِهذا،سَنذهب.




جُونغكوك:عِندما يَخرج والدكي،سَأتزوّجكي.





تنهّدت هِيلين وأومأت بِتفهم وردّت بِإبتسامة صَغيرة:أَتمنّىٰ حَقّاً أن يخَرج.





جُونغكوك:سَيخرج،أَعدكِ.




طَرق مُنتظم على البَاب قَد جَذب انتباههما حَتىٰ نوّه جُونغكوك:سَأفتح أنا.



تحرّك وفتح البَاب لِتظهر مِن خَلفهِ مِينجي وصَرّحت:جُونغكوك هَل أَنت بِخير؟




جُونغكوك:نَعم ما الأَمر؟




فَتح لَها الطّريق لِتدخل لتتسع عِينيها وهَمست:كِيم هِيلين؟
آخر شَخص قَد توقّعت تواجدهُ في مَنزل أَخي.




هِيلين:هَا أنا هِنا مِينجي.





مِينجي:كَـ كَيف هذا؟





جُونغكوك:مَاذا مِينجي؟
مَا سبب قُدومكي المُفاجِئ؟





مِينجي:كِبرياء يُونغي مَن أرسلني،أنت لَم تُحادثهُ،وقد قَلق عليك،لهذا أرسلني،مِن المُفترض ألا أقول هَذا لكِنّي فَعلت،لا تَدفع مَن يَكترث لِأَمرك بَعيداً،يُونغي لا يَستحق هَذا.




جُونغكوك:مِينجي عَزيزتي أتفهّم أنّه صَديقكي المُقرب لكن لا تتدخّلي،مِن فَضلكِ،ثُمّ ألم تَكونا مُتشاجرين؟





مِينجي:يُونغي مَن سَمح لَي بالتّدخل،وعِندما تَشاجرنا قد فَعلنا لِأجلك،وعلاوة على هَذا،لديّ شئ لَك،لَكما بِما أنّ هِيلين مُتواجِدة مَعك.




ضَيّقت عَينيها واقتربت نَحوها مُردفة:لِي أنا؟






مِينجي:جُونهو،والدكي،صَديق والدي المُقرب،بِمثابة شَقيقهِ،شَريكهُ في الإحتيال،كُنت أَعلم بِكلّ هَذا.





جُونغكوك:مَاذا تَعنين؟






مِينجي:أَعني أن سَبب رَحيلي مِن كُوريا هُو أبي جُونغكوك.




جُونغكوك:أَلم تختاري أَنتِ الرّحيل للدراسة في الخَارِج؟




مِينجي:كَانت فكرة أَبي،في الحَقيقة،أَنا كُنت أعرف كُلّ شئ يَدور بيَن أبي وبَين جُونهو،وعندما واجهتهُ،أَخبرني أنني مُختلة وأنّ هذا مُجرد خَيال في عَقلي،وفي ذَات الليلة،قال أنني طَلبت مِنه الدّراسة في الخَارِج،أَتظنّ أنني قاسِية القَلب لأتركك أنت وأُمّي؟
حَقّاً جُيون جُونغكوك؟




جُونغكوك:وعِندما مَات أبي،وانتحَرت أُمّي،أَلم يَحن وَقتكِي للعَودة؟
لَم تَفعلي،تَركتني،سواء كَانت فِكرة أبي أَو فِكرتُكِ مِينجي،أَنتِ مَن اقترف الخَطأ،لَم تُعودي،تَركتنِي خَلفك.



مِينجي:كُنت خائِفة مِثلك جُونغكوك!
أَلم تَفهم!
أَعلم أنّه واجبي الحِفاظ عليك لَكِنّي تدَمّرت أيضاً!
أَتعلم مَن كَان يُساعدني في الخَارج؟
كِيم جُونهو،تَكلّف بِكلّ شئ يَخص دِراستي،أعطاني مَبلغ كَبير مِن المَال ساعَدني على العَيش،عِندما تركك تخطب ابنتهِ هو كَان يَعلم أنّك ابن جِيهون،جُونهو كَان على علم بِكُلّ شئ سِوىٰ وظيفتك الحَقيقية،ظَنّ أن جِيهون أرسلك لَه،لِتصبح أباً لَه،عَوضاً عَنه،جُونهو هو الضّحية.



هِيلين:كَيف تَقولين هَذا الآن؟
وأنتِ على عِلم أنّ أبي بَريئ ولم يَفعلها تركتِ جُونغكوك يَفعل كُلّ ما بوسعهِ لِتدمير أبي!




مِينجي:لقد كُنت أظُن أنّ جُونغكوك مُحق،وأن جُونهو القَاتِل،لكِن...في يَوم خُطبتكما،ذَهبت لَه،قَصّ عليّ كُلَ شئ،كُنت أَتمنّىٰ أن أعرف هَذا مُسبقاً،لكِن للأسف،مُتأخّر للغاية،في ذَات الليلة حَدث ما حَدث لكِ.



فَتحت حَقيبتها وأخرجت صُورة قَديمة ووضعتها أمامهما،صُورة للعائِلتين،السَبعة يَجتمعون في صُورة واحِدة،ابتسمت مِينجي بِإنكسار ونوّهت:هذه أول وآخر مُقابلة،لَم ترتح أُمّي لِجونهو،ولَم ترتح يُونهي لأبي،لِكن صداقتهما لَم تَنتهي،وبقت أُمّي تحذّر أبي مِن جُونهو.



هِيلين:وأُمي تُحذّر أبي مِن جِيهون.




مِينجي:مُتأكدة أنّكما لَا تمتلكا أي أدنىٰ فكرة عَن هذهِ المُقابلة،جُونغكوك كَان أربعة عشرة عاماً،وأنتِ عامٌ واحد فَقط.


يَجلسان قُرب بَعضهما يُحدّقان في الفَراغ،ومِينجي تتفحّصهما بِحُزن،تحرّكت بِإتّجاه شَقيقها الأَصغر وكوّبت وجههِ مُردفة:كُنت أُمّك الثَانية جُونغكوك،كَان صَعب عليّ تركك حَقّاً،أنتَ طِفلي أَكثر مِن كَونك أخي،صَدّقني،أُراقبك مُنذ زَمن،أَنت أصبحت مِن أقوىٰ رِجال كُوريا،مكَانة وثَروة وقوّة،أنا فَخورة بِك للغاية.



ابتسمت فَور ما وجدتهُ يرمقها بِهدوء،لا نَظرة حاقِدة،غاضِبة،فقط تُحدّق بأعين الفَتى المَراهِق الذي تَركتهُ مُنذ زَمن،اقتربت وقَبّلت جَبينهِ ثُمّ وجهت بَصرها لِهيلين مُردفة:أَنا مُدينة لِوالدك هِيلين،سَيخرج مِن السّجن،لَن يَطل أَمره في هذا المَكان،أنا مُتأكدة أنّه لَم يَقتل جِيهون،أنا وجُونغكوك ويُونغي سنَتولىٰ أمر القَضّية.



رَنين هاتفها قد أيقظَهم حَتى وقَفت مِينجي وابتعدت عَنهما،مُنكسّي الرّأس،فُقدت كَلماتهما،كَان لدى مِينجي الكَثير مِن الأحداث لِسردها،أعجزتهما على الإستيعاب،مدّ جُونغكوك يَدهِ وشَابك خَاصتها حَتى صَرّح بِهدوء:لا أُصدّق أننا تَقابلنا مُسبقاً،هَذا جُنوني.



هِيلين:فَوضىٰ.



جُونغكوك:كَاللعنة.




طَرق على البَاب قَد جذب انتباههما لكن اكتفا بالنّظر لِمبادرة مينجي في فَتحهِ،ظَهر مِن خَلف البَاب يُونغي الذي جَعل جُونغكوك يَتنهّد طَويلاً ونوّه بِأسىٰ:اكَتملت.



دَخل يُونغي وحَدّق بالثّنائي الجَالسين على الأَريكة حَتى سَأل بِتعجب:هِيلين؟
آخر شَخص قَد توقّعت تواجدهُ هُنا.




هِيلين:اكتمَلت حَقّاً سَيّد جُيون.




جُونغكوك:حَدثيني عَن هَذا.




يُونغي:هَل كُلّ شئ بِخير؟




جُونغكوك:تَماماً.





قَالها بِفراغ جاذِباً اهتمام يُونغي حَتى حرّك بصرهِ لمِينجي بِإستفهام،تنهّدت هِيلين ووقفت أَخيراً قائِلة:أنا مُستعدة لِمقابلة أَبي جُونغكوك.




اتّبعها جُونغكوك في الوقُوف وسَأل مُشابِكاً يدها:حَقّاً صَغيرتي؟





هِيلين:قَطعاً،وأَكثر مِن أي وقتٍ مَضىٰ.





اقَترب وحَاوط خَصرها مُجيباً:أَمركِ،سَنذهب غَداً.



يُونغي:سَأتقدم لِطلب المُقابلة،قُمت بِتوكيل مُحامِي قَويّ،صَديق قَديم،أستطيع الوثُوق بِهِ.




جُونغكوك:شُكراً لَك هِيونغ.




يُونغي:توقّعت بِمجيئي لِهنا سَتقتلني.




هذهِ هي المُحادثة الآخيرة عَن قَضيّة جُونهو،تجَمّع أربعتهم على مَائِدة الطّعام،تولّت مِينجي أَمر المَرح،بِسرد مُغامُرات جُونغكوك في طِفولتهِ،مُشاجراتها مَع يُونغي عِندما كَانا يرتادان ذَات الجَامِعة،وأيضاً سَرد هِيلين وجُونغكوك عَن قوّة حِقدهما لِبعضهما البَعض في البَداية،حَتى تَغيّر كُلّ شئ.



والآن حَان وَقت الرّحيل،قَادت هِيلين مِينجي لِلخارِج،بيَنما جُونغكوك ويُونغي لا زالا بالدّاخل يَتحدّثان،ابتسمت الكُبرىٰ بِشرود وصَرّحت:لَم أَكُن أمتلك أي فَكرة أنّكِ أنتِ مَن سيَختارها أَخي،لطالما تَسائلت مَن ستكون المَرأة الذي سَتأخذ قَلبه وعَقلهِ،حُب جُونغكوك عَظيم،سيَفعل كُلَ شئ وأَي شَئ لأَجلكِ،ضَعي هَذا بِعقلكِ.




هَمهمت هِيلين بِإبتسامة صَغيرة وألقت بَصرها على مَن يَتحدّث إلى يُونغي وتبادلا النّظرات وابتسم لَها في النّهاية،اقتربت مِينجي وعانَقت هِيلين مُستكملة:أَتمنّىٰ لَكما السّعادة،إلى اللّقاء عَزيزتي.



هِيلين:شُكراً لَك.




تقابل أَربعتهم على الشّرفة وبَعثر يِونغي شَعر هِيلين مُردفاً:أراكِ غَداً أيَّتها الشّقية.




هِيلين:إلىٰ اللّقاء سَيّد مِين.





ابتسم بِهدوء وعانَق جُونغكوك مُربَتاً على ظَهرهِ ونوّه:سَأخبرك صَباحاً بِميعاد المُقابلة.




جُونغكوك:حَسناً هِيونغ،قُد بِسلام.




يَبتعدان عن الثّنائي شيئاً فَـ شَئ وكُلّ مِنهما استقلّ بِسيارتهِ ورَحلا،حاوط خَصرها وقبّل رأسها مُردفاً:هَيا صَغيرتي.



سَحبها للدّاخل توقّفا في مُنتصف الغُرفة يسرّح شَعرها بِأناملهِ لِتسأل بِشك:كُلّ شئ سيَكون بِخير صحيح؟




جُونغكوك:سَأحرص على هَذا لِأَجلكِ.




هِيلين:أَعلم أَنّكَ تقولها لي أَكثر مِن مَا أَفعل أنا،أُحبّك كَثيراً سَيّد جُيون.




ابتسم بِصدّق ودَنى يَلتقط ثَغرها في عِناق قَويّ،يَشعر بِقلبها ينبض بِجنون،يدها قد ركضت لِتحتل عُنقهِ،اشتدت أناملهِ على خَصرها،يُقربها لَه،نَزل بِثغرهِ الرّطب إلى تُرقوتها يلعقها بِإحترافية حَتى صَرّحت بِصعوبة:جُـ جُونغكوك!



قَرص فَخدها حَتى تأوهّت وابتسمت مُصححة:تَباً سَيّد جُيون.



قَهقة ضِد بِشرتها وبِحركة سَريعة التَقط جَسدها ورفَعها يَحملها بَين ذِراعيهِ ونوّه:أُحبّكِ،أنا أَعنيها.

_______________________


استَيقظت بِراحة ورَفعت رأسها لتحدّق بِفكّهِ الحاد حَتى اغمضت عَينيها تَدفن وجهها في صَدرهِ العاري أَكثر وشدّت على الغَطاء،كَانت تَتمنّىٰ ألا تستيقظ مِن هَذا النّعيم أبداً،لكِن في النّهاية قَد تربّعت على السّرير وشَردت بِهِ طَويلاً،ابَتسمت وتحرّكت مِن مَكانها،لَملمت أغراضها المَنثورة بعشوائِية،تَمتلك طَاقة لِتمرّ بِهذا اليَوم بِكلّ ما بِهِ.



عشرون دَقيقة إلى نِصف سَاعة قَد استغرقتها لِلإغتسال ثِمّ خَرجت لِتجدهُ يَتفصّح هاتفهِ وبيدهِ سَيجارتهِ،تَبادلا التّحديق حَتى قهقهت بِخفة وسَحبت المَنشفة مِن شَعرها مُردفة:صَباح الخَير.




زَفر هواءهِ السّام ورمَقها مُربّتاً على فَخذهِ لِتقترب وفَرّقت ساقيها وجَلست أمامهِ مُباشرةً تَأخذ التّبغ مِن بَين اصبعيهِ ونوّهت:مُضِرّة جِداً تَعلم؟
وعلى مِعدة فارِغة أيضاً؟
أَنت رَجل انتحَاري.




ضَحك ونَقر أنفها حَتى أطفئتها وشَابكت يدهِ تُشاركه الضّحكات مُتسائلة:سنَذهب مَعاً لِأبي صَحيح؟




تَلاشَت الإبتسامة مِن وجههِ وشَردت مَلامحهِ وصَرّح:للأسف،سَتذهبين أولاً.




هِيلين:لِمَ؟





جُونغكوك:وو شِيك سَيقتلني،يَكفي تَمردّي عليهِ مُنذُ أن اختَطفكي،تَجاهَلت مُحادثاتهِ،تهديداتهِ،حَتى سَاء وَضعي في العَمل،ويُونغي هِيونغ أخبرني أنّها فُرصتي الأَخيرة،إن فَعلت شَئ آخر وو شِيك سَيطردني،وكّلني في قَضيّة سَرّية،لا يُمكنني تَجاهلها.




هِيلين:لكِنّك سَتُقابلني هُناك صَحيح؟




جُونغكوك:قَطعاً،السّاعة السّابعة مَساءاً،لَن تَكوني بِمفردكِ يُونغي سَيدخل معكِ،سَأحاول المَجيئ مُبكراً.




هَمهمت بِتفهم لَكِن تَلمّس في وجهها القَلق،عَدم الإِرتياح،رَفع يدهِ وأزاح شَعرها عَن عينيها يَجذب انتباهها بِجملة رَقيقة قائِلاً:مَا خَطبُكِ قِطّتي؟



هِيلين:أَتمنّىٰ أن أتكيّف هُناك رُغم عَدم وجُودك.




جُونغكوك:سَتبقين في آمان مَع يُونغي،لا تَقلقي،سَأُحادِثكِ كُلّ خَمس دَقائِق.



قَهقهت على جُملتهِ حَتى شَاركها مُضيفاً جُملة أُخرىٰ:هِيلين أنا حَقاً أَعنيها!



أومأت مُقتربة مِنه تَترك قُبلة طَويلة لطيفة على وِجنتهِ وابتعدت قائِلة:لديّ مُحاضرتين،سَأنتهي مِنهما وسأتوّجه للمَكان،أَتمنّىٰ ألا أبقى وقَت طويل دُونك،سَأذهب لِتحضير الفُطور.



هَمهم لِتتحرّك مِن أعلاه وخَرجت مِن الغُرفة بَينما هُو كَان يُراقِبها بِهيامٍ شَديد،تنهّد وقرر بِدء يَومهِ بِقضيّة صَعبة،وو شِيك قد كَلّفه بِها،ويجب العَمل عليها حَتى يَرضىٰ ويَغفر لِجونغكوك اهمالهِ وتخلّفهِ عَن العّمل.



أزاح الغِطَاء يَقف بِإعتدال وتوجّه للحَمّام داعِياً أن يَمر اليَوم بِسلام،السبّب الوَحيد الذي يَدفعهُ للعَيش هذهِ اللحظة هِي هِيلين،والتي يَستطيع سماع هَمهماتها بالأسفل على مُوسيقاها المُفضلة،دَقائِق ونَزل إلى الأَسفل بَعد الإنتهاء مِن تَبديل ثِيابهِ.




حُلّتهِ الرّسمية،أزرار قَميصهِ الأَبيض المَفتوحة مُظهِرة صَدرهِ الصّلب،وَضع سَاعتهِ الذّهبية وبِطاقة عَملهِ حَول عُنقهِ وتحرّك بِإتّجاهها،توقّف خَلفها يُعانقها بِقوّة مُردفاً:كُنت أَتمنّىٰ أن أَقضي مَعكِ اليَوم بِأكملهِ.




استدارت وبادلتهِ العِناق مُبتسمة وردّت بِنبرة حاسِمة:سَنعود مَعاً اليَوم،سَأنتظرك هُناك،وسَأبقى مَعك.




هَمهم واعتصَر جسدها مِن شِدّة عِناقهِ ونوّه:آسف لَن أتمَكّن مِن مُشاركتُكِ الطّعام،يَجب عليّ الذّهاب بَاكِراً.




رَفعت رأسها وتَسائلت بِخيبة:حَقّاً؟
لَقد جهّزت لَك قَهوة.





جُونغكوك:سَأشَربها،لِأَجلكِ.




قَبّل جَبينها وابتعد مُلتقِطاً كُوب القهوة يَرتشف مِنها القَليل لِيجذب انتباههما اهتزاز هَاتفهِ على الطّاولة،تنهّد طَويلاً واقترب مِنه وتمتم بِحقد:إنّها العَاشِرة صَباحاً أَيّها القَضيب!



كَتمت هِيلين ضَحكتها حتى أجاب بِنبرة مُزيّفة:صّباح الخَير سَيّد وو شِيك.



وو شِيك:كُن مُستعد لِقَضيّة اليَوم،أَصعب مِما تتوقّع.



جُونغكوك:لا شئ أصعب مِن قَضيّة كُيم جُونهو.




وو شِيك:أَلم تَحصل على ابنتهِ؟
أتريد أَكثر مِن هذا؟




جُونغكوك:دَعنا لا نتطرّق لِهذا الأَمر مُجدداً،نَعم أنا مُستعد،سَأتحرّك الآن إلىٰ المَوقع،ألديّ أي شريك؟




وو شِيك:لا،سَتعمل عليها بِمفردك،تَستحق هَذا.




جُونغكوك:شُكراً لك،أُحب العَمل بِمفردي،أَكره البَشر.




أَنهىٰ المُكالمة وصَاح بِنبرة مُرتفعة حاقِدة:ابن العَاهِرة السّافلة حَقّاً إن كُنت




قَطعت هِيلين جُملتهِ بسبب رَكضها نَحوهِ وأخذت شَفتيهِ في قُبلة قَد حوّلت مَلامحهِ وابتعدت تاركةً أُخرى سَطحية وهَمست:حَظّاً مُوفقاً سَيّد جُيون.




جُونغكوك:أُحبّكِ.




هِيلين:أنا أيضاً،أراك لاحِقاً.





جُونغكوك:حَتماً.




ابتسمت ولوّحت لَه،شَاهدتهُ يتلاشىٰ عنها لِتتنهّد طويلاً ونَبست:أَتَمنّىٰ أَن تَكن أن الرّجل المُقدر لِي جُونغكوك،رُغم كلّ شئ.




لَم يَتحدّثا بِعدها،انشَغلت هِيلين في الجَامعة،وجُونغكوك يَعمل بِمفردهِ في القَضّية،لا يَمتلكا وقَت للإطمئنان على بَعضهما،حَلّ اللّيل،وانسدلت سَتائِر النّجوم على سُكان الأَرض،وانتظَرت هِيلين هَذا،بِفارغ الصّبر،إنّها السّادِسة مَساءاً،يَفصلها سَاعة عَن مَوعدها مَع والدها.



دَخلت إلى سَيّارتها وخَرجت مِن مِرآب الجَامِعة،مِتوجّهة لِلموقِع،رَنين هَاتفها جَعلها تظَن أنّه جُونغكوك وقَد أصابت،ابتسمت لِرؤية اسمهِ وردّت بِحماس:مَرحباً جُونغكوك.




جُونغكوك:انتهيتِ مِن مُخاضراتُكِ صَغيرتي؟





هِيلين:نَعم للتو،سَأذهب لِأبي الآن،هَل ستتمكّن مِن المَجيئ.




جُونغكوك:لا أَعلم حَقّاً هِيليني،لكِن سَأُحاول كُلّ ما بَوسعي،يُونغي ينتظِرُكي هُناك.




هِيلين:حَسناً إذاً،إلى اللقاء حَبيبي.




جُونغكوك:مَاذا قُلتِ بِحق الجَحيم للتو؟




هِيلين:هَل عليّ استبدالها بـ إلىٰ اللقاء سَيّد جُيون.




جُونغكوك:تَباً لا!
لا تتوقّفي عَن قَولها أبداً!




قَهقهت بقوّة وهَمهمت حَتى صَرّح:لَن أُحادثكي مُجدداً وأنا أَعمل،أنتِ تُفقديني تَركيزي.




هِيلين:أنا مَن سيحادثك،إلىٰ اللقاء.




كَادت الإبتسامة تَشق وجههِ بعدما أنهى هذهِ المُكالمة القَصيرة مَعها،أَدخل الهاتِف في جَيبهِ مُجدداً وفَتح مَلف القضيّة التي يعمل عليها بدايةً مِن اليَوم وهاتفهِ كَان على وَضع الصّامِت،لَم يَعرف كَمّ اتصالات يُونغي عليهِ،رَفع رأسهِ ليُحدّق بِساعة الحَائِط حَتى وجدها السّابِعة،تمسّك بِهاتفهِ لِيُحادث هِيلين مَرّة أُخرىٰ لِلإطمِئنان عليها لكِن جَعد حاجبيهِ بِإستفهام لِمُكالمات الأَكبر الجُنونية.



مُكالمة أُخرى مِن يُونغي لكِن رأى جُونغكوك هذا،أجاب سَريعاً وتَسائِل:مَا اللعنة هِيونغ هَل كُلّ شئ بِخير؟



يُونغي:جُونهو انتحَر في زنزانتهِ.



وَقف جُونغكوك بِصدمة ونَفى بِرأسهِ بِهستيرية وهَمس:هِيلين!
هِيلين لديك!



يُونغي:لَم تَأتي بَعد،لقد شَنق نفسهِ بملابسهِ.




جُونغكوك:هِيلين في طَريقها لديك!
لا تَجعلها تَرى هَذا!




خَرج مِن المَكتب رَكضاً ونَزل حَيث سيّارتهِ،دَلف إلى الدّاخل وتحرّك بِجسدٍ مُرتجف يُحاول التّحدث إلى هِيلين لكِنّها لا تُجيب،سُرعتهِ على الطّريق جُنونية،لا يَكترث لِأي شئ سِوىٰ أن يَمنعها مِن رُؤية شَئ بَشع قد شَاهدهِ بِعينيهِ مُسبقاً،لا يُريد مِن التّاريخ أن يُعيد نَفسهِ،ردّت أخيراً حَتى صَاح:أَين أنتِ هِيلين!




هِيلين:سَيّد جُيون هل أَنت بِخير؟
أنا وصلت،أَبحث عَن يُونغي لَكِن لا أثر لَه،لِمَ الجَميع مَفزوع هِنا؟




جُونغكوك:هِيلين لا تَدخلي!




هيلين لَم تَسمع جُملتهِ لإبتعاد الهاتِف عَن أذنها،ولِإقترابها مِن الغُرفة التي يقف أمامها يُونغي،ويوجد داخلها جُونهو،لَم تسمع جُمل جُونغكوك في الهاتِف،كَادت تقترب أَكثر لِيتسنّىٰ لَها رُؤية مَا يحدث،لكِن لم تستطع،بسبب التفات يِونغي لَها ودفعها بِعيداً عَن المُحيط لكِن ساورها القَلق أَكثر،حَتى نزعت يديهِ عنها ورَكضت،لَم تسمع مُنادات يُونغي عليها وتحذيراتهِ ألا تدخل هذِه الغُرفة.



وَقفت أمام جُثة جُونهو الذي يَتَم فَحصها مِن قبل الأطباء الشَرعيين حَولهِ،ارتعَش جَسدها،خَارت قِواها وَسقط الهَاتِف مِن يدها،الهاتف الذي لازال على الخَط مَع جُونغكوك،ولَم تَسمع صُوت حُطام السّيارة،الأسعاف،وصوت رِجال يُحاولون استخراج جَسدهِ مِن دَاخل السيّارة.

_______________________

عِندي كِثير أفكار لهاذي الرّواية أتمنّىٰ ما افقد شغفي فيها بسبب التّفاعل الخامِل وما إلى آخره.


وش فِهمتوا مِن آخر جُزئية؟



تتوقّعوا وش رَح يكون مَصير عِلاقتهم؟
مُوت جُونهو مُدبر؟
تتوقّعوا مُوت جيِهون خَطأ طِبي غِير مَقصود؟
في أحد لَه يد في كل يلي يصير؟



أشوفكم في البَارت الجاي يلي رح يكون على حسب تفَاعلكم.

Continuer la Lecture

Vous Aimerez Aussi

1.8K 143 14
لم أتخيل يوما أن ذهابي مع أبي للعمل سيقلب حياتي من جحيم إلى جنة ومن جنة إلى جحيم مجددا،هكذا بدأت قصتي،لقائي به ثم......وإنتهت.
2.2M 65.4K 19
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
200K 12K 76
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...
422K 28.9K 21
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...