أميرة وحش المشرط | Princess o...

By Daisy_tq_

580K 31K 7.1K

[متوقفة مؤقتًا بسبب الإمتحانات!! تُستَأنف في تموز] ليتيزيا؛ ذات الستة عشر عامًا زفَّ اليها والدها خُطَّته بت... More

ملاحظات مهم قراءتها قبل البدء
الشخصيات
الفصل الأول | كوابيسها الكبرى
الفصل الثاني | خطَّة
الفصل الثالث | ذكرى من الماضي
الفصل الرابع | اللقاء الأوّل
الفصل الخامس | شكوك
الفصل السادس | من هي
الفصل السابع | مشاعر لأول مرة
الفصل الثامن | كابوس على ارض الواقع
الفصل التاسع | رمادي داكن
الفصل العاشر | انهيار وصفحة جديدة
الفصل الحادي عشر | فرحة، لا مبالاة وعدم تقبل
الفصل الثاني عشر | بعيدًا، وحدنا
الفصل الثالث عشر | إستحقاق
الفصل الرابع عشر | معوْنَة
الفصل الخامس عشر | اسوأ من الشبح
الفصل السادس عشر | ابنتي
الفصل السابع عشر | مقيَّدة
المقدمة
الفصل الثامن عشر | تهديد
الفصل التاسع عشر | إنفصام..؟
الفصل العشرون | قرار وهواجس
الفصل الواحد والعشرون | مثل العسل
الفصل الثاني والعشرون | خارج النافذة
الفصل الثالث والعشرون | محطَّمة
الفصل الرابع والعشرون | المركز التجاري
الفصل الخامس والعشرون | خطوة للأمام
الفصل السادس والعشرون | ثمينة
الفصل السابع والعشرون | سينما منزلية
الفصل الثامن والعشرون | شظايا زجاج
الفصل التاسع والعشرون | ايقاظ مختلف
الفصل الثلاثون | بابا
الشخصيات ٢
الفصل الواحد والثلاثون | لقاء العائلة
الفصل الثاني والثلاثون | شطرنج
الفصل الرابع والثلاثون | مدينة الملاهي
الفصل الخامس والثلاثون | سباق
الفصل السادس والثلاثون | وعد
توضيح سوء فهم (النهاية المفتوحة)
الفصل السابع والثلاثون | لحظة سعيدة
الفصل الثامن والثلاثون | عشاء عائلي
الفصل التاسع والثلاثون | اول يوم مدرسة
الفصل الأربعون | إختناق
الفصل الواحد والأربعون | خبايا
الفصل الثاني والأربعون | صباحٌ آخر.. مختلف
الفصل الثالث والأربعون | الجلسة الأولى
الفصل الرابع والأربعون | صديق الطفولة
الفصل الخامس والأربعون | رِيْس
الفصل السادس والأربعون | ماراثون افلام
الفصل السابع والأربعون | مقلب
ليس فصلًا | توقف مؤقت

الفصل الثالث والثلاثون | حفيدتي

15K 728 204
By Daisy_tq_

توقفت عن نزول الدرج وعقدت حاجبيها ببعض الإستغراب. هي تسمع اصواتًا كثيرة من غرفة الجلوس، وليست المعتادة بل غرفة الجلوس الأكبر.
اتسعت عينيها بإدراك.. هل عاد باقي أفراد عائلتها؟
لكي لا تضع اي مكانٍ للشك، توجهت بإتجاه مصدر الضوضاء في غرفة الجلوس الكبيرة.

"اذن، جدي. لم تستطع الإبتعاد عن حفيدتك، ها؟"
وجّه اينزو كلامه لجده ببعض المتعة وبإبتسامة جانبية صغيرة. لقد تفاجئوا من مجيئهم قبل عشرة دقائق واخبارهم انهم سيقضون عدة ايام في قصرهم.

حملق البيرتو بحفيده بنظرة باردة،
جعلت الأخير يشيح نظره عن عيني جده بسرعة.
"انه منزل ابني. آتي وقتما اشاء لأرى من اشاء".

رفع اينزو يديه في الهواء بإستسلام كأنه يخبره انه لم يقل شيئًا.
قهقهت السيدتان بخفة، وقالت مارتينا:
"ليس جدك وحسب. كلنا قد تم سحرنا كما هو واضح من قبل اختك. لم نجده منطقيًا لنا أن نتركها بعد رؤيتنا لها مرة واحدة فقط بعد عدة سنين".

"الأولاد قد احبوها ايضًا" اكملت كاساندرا بإبتسامة
"سيرجيو وسيلفيو لم يكفّا عن سؤالنا متى نعود إلى هنا من جديد. لذا قررنا أن نبقى هنا بضعة ايام".

"مرحبٌ بكم دائمًا، عمتي" قال جابريل.
"بالمناسبة، اين هي؟" سأل اليخاندرو أخيه لويجي اللذي كان يجلس مقابلًا له، مع ريكاردو وجابريل إلى جانبه.

كان لويجي على وشك ان يجيب عندما سمع صوت ابن اخيه، سيلفيو، ينادي بحماس:
"ليتيزيا!".

التفتت جميع الأنظار في الغرفة إلى ليتيزيا الواقفة عند مدخل الباب، تنظر للجميع ببعض التفاجؤ.
لم تتمكن حتى من استيعاب ما يحصل عندما شعرت بيدين تحيطانها في عناق. تصلّب جسدها في البداية؛ لكنه سرعان ما ارتخى حالما استوعبت انه ابن عمها وحسب.

"كيف حالك؟" سألها بإبتسامة عريضة وهو يبعدها عنه.
"بخير.." ردت، غير واثقة مما قالته.
ما كانت تفكر به هو: مالذي يحصل حاليًا؟
"اهلًا ابنة عمي!" حيّاها سيرجيو وفقط مثل توأمه، اخذها في عناق.

ليتيزيا ما زالت غير معتادة على ان يتم عناقها من احدٍ غير والدها وإخوتها، لذا لم تستجب لعناق سيرجيو فقط مثل سيلفيو واحست ببعض الذنب.
لقد كانا يظهران الترحيب بها وها هي هذا، غير قادرة على رد مجرد عناق.

ابتعد عنها هو الآخر وحينها رأت جابريل يتقدم منهم بإبتسامة.
احاطها بعناقٍ من جهة واحدة وهمس لها:
"صباح الخير، صغيرتي. لقد اتوا منذ قليلٍ فقط".

ردت ليتيزيا الإبتسامة له وحيّته:
"صباح الخير".
شعرتْ ببعض الثقة الآن واخوها الأكبر كان قربها محيطًا كتفها بيده.
"صباح الخير، عزيزتي" قالت مارتينا بإبتسامة واستوعبت ليتيزيا ان الجميع ينظر نحوها وانها لم تحييهم بعد.

"صباح الخير عمة مارتينا، صباح الخير جميعًا" حيّت بإبتسامة وتلويحة بسيطة.
ابتسم لها الجميع تلقائيًا، عدا عدة أشخاص معروفين وردّوا عليها التحية.
قادها جابريل حيث كان يجلس قرب والده واجلسها في مكانه وتوجه هو للجلوس قرب جده واعمامه.

"صباح الخير، بابا" حيّت ليتيزيا والدها بخفوت وبإبتسامة. احاطها بذراعه وقرّبها منه وهو يلثم اعلى رأسها.
"صباح الخير، piccolina".

شعر لويجي بنظرات حارقة تجاهه جعلته يشيح بنظره عن ابنته وينظر لوالده، اللذي كان يحملق به بغضب وشرر يتطاير من عينيه.
ارتفع طرف شفتي لويجي بما يشبه الإبتسامة المتكلفة، تلك نفسها اللذي كان يظهرها لوالده حين يفوز عليه بالرهان على من سيجعل ضحيته تتعذب اكثر من الآخر.

يمكن القول ان البيرتو لم يكن سعيدًا بتاتًا بأفعال ابنه الثاني.

كانت ليتيزيا تحدّق ما بين والدها وجدّها بتساؤل، غافلة عن الحرب الداخلية اللتي كانت بينهم، بينما يبدو أن اعمامها، ابناءهم الأكبر واخوتها الأكبر لاحظوا الموضوع وكانوا يكتمون ابتساماتهم بصعوبة.

"كيف حالك، عزيزتي؟ بدوتِ متفاجئة لرؤيتنا"
قرر اليخاندرو قطع حرب التحديق تلك بتوجيه سؤاله لليتيزيا بإبتسامة لطيفة.
"بخير. شكرًا لك، عمي.
الأمر هو.. لم اتوقع ان تأتوا صباحًا بعد ان ذهبتم بالأمس" ردت ببعض الخجل وهي تتذكر كيف تصنمت عند الباب مثل التمثال.

"جدكِ هنا أراد رؤية حفيدته بشدة، تيا"
قال اينزو بإبتسامة جانبية، مستمتعًا بإغاضة جده وحفر قبره بنفسه.
كان البيرتو على وشك ان ينظر لإينزو نظره، تجعله يرى كوابيسًا لأيام لولا أن قاطعته حفيدته بقولها:
"حقا؟" سألت ليتيزيا بتعجب وفضول، لا تصدق ان جدّها اتى مجددًا منذ الصباح فقط لرؤيتها.

تذكرت فجأة جدها السابق، أو.. حسنًا، من كانت تظنه جدها. لم يكن يهتم بها حقا. كان يرى معاملة دانيال وبينجامن لها ولم يسألهم يومًا عن السبب.
لم يفتح معها اي محادثة حتى وكان يعاملها كأنها غير موجودة.

لم يعرف البيرتو ماذا يقول. لقد رأى اليأس في صوت حفيدته يخبره ان يقول الحقيقة. لكنه غير معتاد على كل ذلك، فإكتفى بالإيماء برأسه وحسب.
سرعان ما شعر بأوتار قلبه يتم الشّد عليها وبنفسه يتوقف لبُرهة وهو يرى ابتسامتها المشرقة.

ليتيزيا كانت سعيدة بالإهتمام اللذي تتلقاه. شيء بسيط في نظرها كمجرد رغبة احد افراد عائلتها ان يراها كان يعني لها الدنيا. لقد امضت حياتها تعيش وهي تؤمن بحقيقة كره 'عائلتها' لها يومًا تلو الآخر.

لاحظ آلدو، بل جميع من في الغرفة كيف كان لويجي ينظر لإبنته اللتي تبتسم. لم يره احد بهكذا.. سلام وراحة من قبل. كانت كل مشاعره واضحة وتحوم داخل عينيه. لم يكن الأمر موضع شك لأي شخصٍ عاقل ان ليتيزيا مهمة وجدًا للويجي، اهم من ما يتصوره اي احد.

اشاح دانتيه نظره عن عمه وابنته ونظر للخادمة اللتي وقفت عند الباب وانحنت بإحترام، تخبرهم بصمت ان الفطور جاهز.

"الفطور جاهز. فالنذهب" قال ايميليو وهو ينهض من مكانه، يتبعه الباقين.
قام سيلفيو وسيرجيو باللحاق بليتيزيا اللتي كانت في طريقها خلف اخوتها ووالدها لقاعة الطعام.
"ستذهبين معنا اليوم، صحيح؟" سأل سيلفيو بحماس.
"بالتأكيد ستفعل. قال انتونيو واندريا ان عمي قد وافق" ردّ سيرجيو من جانبها الآخر.
"انا.." لم تكمل كلامها حتى قاطعها صوت ماتيو:
"كفا عن ازعاج اختيكما. ستذهب ان ارادت".

قلّب التوأم اعينهم على اخيهم الأكبر متسببين بصفعه لهم على اسفل رأسهم.
ابتسمت ليتيزيا على ما رأته وردت قبل دخولهم قاعةالطعام:
"سأذهب".

اتسعت ابتسامة التوأم وصفّقوا قبضتيهما ببعضهما في الهواء. قهقهت ليتيزيا بخفة وهي ترى حماسهم.
لقد كانا فريدين من نوعهما حقا.

"سيبيتون هنا لعدة ايام" أخبرها اندريا بهدوء وهو يجيء قربها. ارتأى انه من الأفضل اخبارها.
اومأت له ليتيزيا بتفهم. لم تفهم بالضبط لماذا اتوا امس وذهبوا بدلًا من نومهم عندهم.
ربما غيروا رأيهم وحسب.

نظرتْ حول الطاولة حيث كان الجميع يأخذ مقعدهم.
لم ترد الجلوس في مكان اي احد لذا انتظرت بهدوء حتى يجلس الجميع ثم تقرر أين تجلس.

البيرتو، اللذي كان يرأس الطاولة تمتم لآليخاندرو اللذي كان على يساره:
"alzarsi".
(انهض).

اليخاندرو، اللذي كان على وشك حشو فمه بالسجق، حدق بوالده ببلاهه.
"هاه؟".

اغمض البيرتو عينيه، يذكر نفسه ان الجالس قربه هو ابنه وليس عدوه.
"alzarsi".
كرّر ما قاله وهو يشدد على كل حرف يخرج من فمه.

فهم اليخاندرو اخيرًا مقصد والده. غير راغبٍ بإغضابه اكثر، نهض من مكانه بسرعة مثيرًا استغراب الحاضرين وتوجه للجلوس في مقعد آخر.

"ليتيزيا"
نظرت ليتيزيا لجدها اللذي ناداها.
"اجلسي هنا".

نظرت ليتيزيا للمقعد. لا تمانع الجلوس قرب جدها. كما أن والدها هناك ايضًا، ولا تريد أن تبدو غير مهذبة.
لذا، ذهبت ببساطة وجلست هناك تحت أعين الجميع المصدومة.

"هل قام جدي الآن بجعل عمي اليخاندرو ينهض من مكانه من أجل أن تجلس عليه ابنة عمّنا؟" تمتم نيكولا بخفوت وصدمة لأخيه الأكبر، الونزو، اللذي اومأ بنفس الصدمة تقريبًا.

كان الجميع متفاجئ بعض الشيء عدا لويجي وابناءه اللذين كانوا يبتسمون ابتسامة نصر خافتة.
كانوا يعرفون ان ليتيزيا ستفوز بآلبيرتو في غضون وقتٍ غير ملحوظ.

"شكرًا جدّي" شكرته ليتيزيا بأدب وإبتسامة صغيرة وهي تجلس على يساره، حيث كان يجلس اليخاندرو قبل عدة لحظات.
اومأ البيرتو برأسه، يتصرف كما لو انه لم يحدث اي شيء.
"ماذا تحبين على الفطور؟" سأل، صادمًا الجميع مجددا.

ليتيزيا اللتي كانت غافلة عن تعابير الباقين، كانت مستمعة لأنها تجري محادثة مع جدها.
"لا امانع شيئًا بالتحديد، لكني افضل البانكيك بعض الشيء. خاصّة اللذي يعده بابا"
ردّت وهي تتذكر تلك المرة اللتي اعدت فيها البانكيك مع والدها، لقد كانت لذيذة بالنسبة لها.
ابتسم لها لويجي بخفة وهو يشرب من كأس القهوة اللذي في يده.

"هذا جيد" قال البيرتو برضا.
خيّم الصمت بعدها بينهم، عدا عن بعض المحادثات الإعتيادية بين باقي الأفراد.

البيرتو
ليتيزيا _____|_____ لويجي
كاساندرا __________ آلدو.     
ايميليو __________ مارتينا
ماتيو_________ دانتيه
مارسيليو _________ ريكاردو
رافايل ________ الونزو
انتونيو__________نيكولا
اندريا ________ سيرجيو
جابريل _______سيلفيو
       اينزو ________ اليخاندرو

"ليتيزيا! متى تتفرغين اليوم؟"
سأل سيرجيو، جاذبًا انتباه الباقين.
"عندي درس بعد الفطور انتهي منه في الحادية عشرة تقريبًا. ليس عندي شيء آخر" ردّت ليتيزيا.

"متى نذهب؟" سأل انتونيو لا أحد بالتحديد.
"أين تذهبون؟" سأل الونزو.
"لمدينة الملاهي!!" ردّ سيلفيو بحماس جاعلاً اخوته الأكبر يهزون رأسهم بيأس من الطفل اللذي امامهم.

"متى تريدين الذهاب، عزيزتي؟" سألت كاساندرا ليتيزيا اللتي كانت تجلس جانبها.
توترت ليتيزيا وهي تشعر بجميع الأنظار نحوها وردّت بسرعة:
"لا بأس عندي بأي وقت".

"هل نذهب بعد الغداء؟"
سأل اندريا.
"فكرة جيدة" ردّ انتونيو، ووافقه الباقين بالإيماء برأسهم.

استمرّ الفطور بعدها بهدوء، كلٌّ منغمس بأحاديث فيما بينهم. البيرتو يتحدث مع ليتيزيا احيانًا عن أشياء مختلفة. سألها كيف هي حياتها مع اخوتها، كيف هي دروسها وكيف تسير رحلة تعلمها الإيطالية.



انهوا الفطور وتوجهوا لغرفة الجلوس.
ومرة اخرى، اشار البيرتو لها لكي تجلس قربه بينه وبين لويجي، ووافقت بسرور.

"ليتيزيا، هل لا بأس أن سألناكِ بعض الأسئلة؟"
سأل لوكا فجأة.
"نعم، لم نتعرف عليكِ جيدًا امس" اتبع الونزو.
توترت ليتيزيا قليلًا. هل سيسألونها عن ماضيها؟

"سأبدأ انا!" قال لوكا.
"هممم... اوه! ما هي هواياتك المفضلة؟".

ارتاحت ليتيزيا كون السؤال سهل، لكنها عقدت حاجبيها بإستغراب بعدها. ربما ليس سهلًا بعد كل شيء.
"حسنا.. لست متأكدة. لكنني استمتع بالطهي مع بابا وجابريل احيانًا".

"ومشاهدة سباق السيارات" اضاف اينزو.

"نعم، صحيح" قالت بإستيعاب.

"تشاهدين سباق السيارات؟" سأل ماتيو ببعض الدهشة.

"هي تفعل. تشاهدها معي يوميًا تقريبًا" ردّ اينزو بإبتسامة جانبية.

"هذا رائع. حسنًا حسنًا، دوري" قال سيرجيو
"همم.. بيتزا ام برغر؟".

"بيتزا".

"مثلجات الشوكولا ام الفانيلا؟" قال سيلفيو.

"شوكولا".

"افلام رومانسية ام اكشن؟" سأل سيرجيو.

"غموض وجريمة" ردت بإبتسامة، اعادها لها بواحدة اكبر.

"طعام حار ام بارد؟" _سيلفيو.

"بارد".

"شاي ام قهوة؟" _سيرجيو.

"ميلك شيك".

حدّق التوأم ببعضهما لبرهة قبل ان يبتسما ابتسامة متسعة ويقولان بحماس:
"نحنُ نحبها!!".

قهقهت ليتيزيا من حماسهم وهي تشعر بالخجل فجأة.
هزّ البالغون رأسهم بيأس من تصرفاتهم الطفولية مع ابتسامة صغيرة.

"حسنًا دوري" اتبع نيكولا.
"إلى من تذهبين من البالغين ان قمتي بعمل مشكلة وخفتي من العقاب؟ عدا عمي لويجي".

فكرت ليتيزيا بهذا السؤال قليلًا.
"ريكاردو، جابريل واندريا.. اظن الونزو وايميليو ايضًا؟
اعني، يملكون هالة هادئة حولهم".
ابتسم لها المعنيين وغمز لها جابريل.

"من هو الشخص اللذي يستحيل ان تذهبي اليه بأخبار سيئة؟" قال ماتيو.

"انتونيو. اشعر انه لن يدعني اكمل وسيلكم الحائط اولًا".

"مهلاً!" قال انتونيو وهو يشعر بالخيانة، اعطته ليتيزيا ابتسامة متأسفة وقهقه الجميع عليهم.

"مع من ستتعاونين ان اردتي عمل مقلبٍ بأحد؟"
سأل سيرجيو بحاجبٍ مرفوع.

ابتسمت بإتساع وقالت:
"انت وسيلفيو".

"بالتأكيد!" قاليا بنفس الإبتسامة الفخورة.

اكملوا حديثهم يتنقلون بين المواضيع، حتى استأذن الأكبر سنًا ونهضوا من اجل الإهتمام ببعض الأعمال وتفرّق الجميع.

البيرتو، آلدو، لويجي واليخاندرو توجهوا لمكتب لويجي.

دانتيه، ريكاردو، ايميليو، جابريل والونزو توجهوا لمكتب ريكاردو.

اينزو وماتيو خرجا من المنزل وقالا انهما سيعودان وقت الغداء.

مارسيليو ورافايل توجهوا لغرفة ألعاب الفيديو والباقين اللذين هم كلا التوأمين ونيكولا توجهوا للعب كرة القدم في الحديقة الخارجية.

بقيت ليتيزيا مع السيدتين وجلسن يتبادلن اطراف الحديث.
"لا اعرف حتى كيف أصف الموضوع، لكن اشعر ان المنزل تغير حقًا بوجودكِ عزيزتي" قال كاساندرا بإبتسامة.

"صحيح؟ الأمر اشبه كما لو انه اصبح اخف. اعني، لطالما اردنا فتاة صغيرة من بين كمية الأولاد اولئك واعتقد ان السبب واضح" ردت مارتينا وهي تقهقه بخفّة.

ابتسمت ليتيزيا على كلام عمّتيها.
هي تشعر انها مرحب بها اكثر واكثر.
"لا أصدق كيف فعلت فرانسيسكا ما فعلت..
لقد قامت بحرامننا جميعًا من ابنتنا الوحيدة".
قالت مارتينا بشرود ونظرة حزينة.

"لقد تركت زوجها واولادها خلفها من دون سبب، بل وتسببت بفقداننا الفتاة الوحيدة في عائلتنا" قالت كاساندرا بنفس الحزن.

"احاول احيانًا كثيرة في التفكير في عذرٍ لهل كوني ام مثلها، لكني لا أجد اي شيء.
كيف طاوعها قلبها ان تترك اولادها خلفها بل وتحرمهم من اختهم الوحيدة؟" قالت مارتينا بعدم تصديق.

تنهدت كاساندرا وقالت:
"ما فعلته خاطئ جدا. لا بد انها شعرت بالندم كثيرًا بعد ما فعلته".

ليتيزيا كانت تستمع لمحادثة السيدتين بإنغماس.
هي لا تعرف شيئًا عن والدتها غير اللذي قاله لها والدها في المشفى بعد لقائهم. دائما تتسائل عن القصة بالتفصيل، وكيف تمكنت والدتها من هجر اخوتها. بل وكيف انتهى بها المطاف عند المارتينز ولماذا لم تخبرها عن عائلتها الحقيقية؟

كاساندرا كانت اول من استوعب وجود ليتيزيا معهم.
"اوه، آسفة حقا عزيزتي. لم نقصد ان نشعرك بعدم الراحة" قالت بعطف وهي تمسك يد ليتيزيا بين يدها.

"كلا لا بأس" ردت ليتيزيا بإبتسامة صغيرة، تحاول إخفاء حقيقة ما تفكر به.
"دعونا ننسى هذه المواضيع الحزينة الآن.
اخبرينا ليتيزيا، كيف هي الحياة مع خمسة اشقاء؟"
سألت مارتينا ببعض المرح محاولةً تلطيف الجو، وقد نجحت حيث انغمسن بعدها بالحديث فيما بينهن والقهقهة من وقت لآخر.

استمتعت ليتيزيا كثيرًا بوقتها معهن وتمكنت من التعرف على عمّيها وابناءهم اكثر من خلال القصص اللتي قصصنها عماتها، واللتي وجدت أكثرها مضحكة بشكلٍ خاص.

لم يكملوا حديثهم اكثر حيث جاءت الأستاذة ليندا بعدها، اللتي انصدمت بالعدد المهول من الأشخاص واستوعبت ان التهديد على سلامتها اكثر من السابق.
لكنها هدّأت نفسها ان طالبتها هي ليتيزيا، وكم كلنت شاكرة لذلك.







"ليتي، انتهيتِ؟"
سأل انتونيو وهو يطرق باب غرفتها بخفّة.
كانوا قد انتهوا من الغداء وهم الآن يستعدون من أجل الخروج.

"قادمة!" قالت ليتيزيا ونظرت لمرآتها مرة اخيرة.
كانت ترتدي قميص صيفي اسود اللون قصير الأكمام مع بنطال جينز فاتح اللون، حذاء رياضي ابيض وحقيبة سوداء.
(صورة توضيحية نهاية الفصل).

جمعت شعرها على شكل ذيل حصان وتوجهت لفتح باب غرفتها.

"كلكم انتهيتم يا رفاق؟" سألت اخوتها حالما خرجت من غرفتها.
"نعم، التوأم ينتظراننا في الأسفل" قال اندريا.

"هيا نذهب" امسك انتونيو يدها وبدأ يحثها على المجيء معه.

"مهلا".

التفت التوأم لأختهم الصغرى، بعض ملامح الإستغراب تحوم على وجههم.
"مالأمر ليتي؟ نسيتي شيئًا؟" سأل اندريا.

نظرت لهم ليتيزيا ببعض التوتر.
لا تعرف كيف تخبرهم بما تريد قوله.
ربما ستجعل من نفسها اضحوكة وحسب.

شعر التوأم بوجود شيءٍ خاطئ وتبادلا بعض النظرات فيما بينهما.
مدّ انتونيو يده ووضعها تحت فكّها، حاثًّا اياها على النظر اليهم.
"مالأمر، ليتي؟ انتِ بخير؟" سأل ببعض القلق.

"ان كنتِ لا تشعرين انك بخير يمكننا الذهاب في وقتٍ آخر. هل انادي ابي من أجل أن يفحصك؟" قال اندريا بنفس القلق.

نظرت ليتيزيا لإخوتها الأكبر وتعابيرهما القلقة. هم حقًا قلقون عليها ويهتمون لأمرها، بينما ها هي تلك، تقلق كما الطفل اللذي سيذهب للحضانة اول مرة.

تنهدت بإنزعاج من نفسها.
هي فقط تفسد كل شيء.

"ليتي لا تقلقينا ارجوكِ" حثها انتونيو برفق، قلقه يزداد وحسب. لم يرى اخته هكذا قبلًا.
"تعلمين انه يمكنكِ دائما اخبارنا اي شيء، صحيح؟"
سأل اندريا.

عضّت ليتيزيا شفتها السفلة بخفة ولعبت بأصابع يديها بتوتر. فهم التوأم انها متوترة، لم يحتاجوا لأحد أن يخبرهم ذلك لكنهم كانوا بحاجة اختهم ان تخبرهم لماذا.

"الأمر هو.." بدأت بتردد،
وانزلت رأسها بخجل وقالت بخفوت:
"انا لم اذهب لمدينة الملاهي قبلاً..".

صمت التوأم لعدة ثواني.
"حتى عندما كنتي طفلة؟" سأل اندريا.

هزّت رأسها، اللذي ما زال منخفضًا، نفيًا وهي تشعر بالخجل اكثر واكثر.
"لم ارها من قبل حتى. رأيتها على التلفاز فقط".
الحقيقة انها رأتها لأول مرة وهي تشاهد فيلمًا معهما، لكنها لم تخبرهما بذلك.

حدّق انتونيو بأخته اللتي تنزل رأسها خجلا، وكيف ما زالت تعبر عن توترها. هل حقا كانت تظنهما سيحكمان عليها من هكذا شيء؟
أراد محو كل تلك الأفكار من رأسها، فقام بعمل ما خطر على باله لحظتها واخذها في عناق.

شعرت ليتيزيا بيدين تطوّقانها بقوة وبرأسها يغرس في صدر شخصٍ ما. عرفت انه انتونيو.
"هل هذا ما هو الأمر؟ لقد اخفتينا.
اعتقدنا وجود خطبٍ ما".

"لكن هذا 'خطب ما'..." تمتمت بإنزعاج وهي تبادله الحضن.
"لا اعرف شيئًا انا. ستكون صحبتي مملة" صوتها مكتوم لتحدثها وهي بين حضنه.

اهتزّ جسد انتونيو جرّاء قهقهته.
"وهل تظنين اننا نهتم بهكذا شيء؟
اسمعي، sorellina، هذه فرصة لنا لكي نريكِ كل شيء بأنفسنا".

"انه محق، ليتي. لا تجعلي تلك الحقيقة تحبطك.
وهل ظننتي اننا سنحكم عليكِ بسبب هكذا شيء؟ لقد جرحتي مشاعري" قال اندريا بدرامية مزيفة وهو يضع يده على موضع قلبه بألم.

ابتسمت ليتيزيا على منظره بعد ان ابتعد عنها انتونيو قليلًا.
"لم اقصد انكما ستحكمان علي.. انا لا اعرف.
فقط.. احيانا لا اشعر انني الأخت اللتي تحتاجانها".
قالت بخفوت، وتمتمت بالسطر الأخير من دون وعي.

نظر انتونيو واندريا لبعضهما بعدم تصديق، هل هي جادة؟
"ليتيزيا" قال اندريا ببعض الجدية وهو يرفع رأسها بيده.
"هل انتِ حقا تجعلين مجرد مدينة ملاهي تقرر سواء كنتي الأخت اللتي نريدها ام لا؟".
سألها بجدية، بصدق.

"انه محق، ليتيزيا" قال انتونيو بنفس النبرة.
"لا يوجد شيء أو شخص في هذا العالم يقرر سواء كنتِ اختًا مناسبة ام لا. لأنكِ اختنا مهما حصل، ولن يغير احد تلك الحقيقة.
حتى لو اردتِ انتِ فعل ذلك"
انهى كلامه بنقرها بخفة على جبهتها.

تنهد اندريا وقال:
"نحن سعداء بك كما انتِ، ليتي.
لن نبدلك بأي شخص أو أي شيء".

نظرت لهما بحب، وهي تشعر كونها ترغب بالبكاء.
اخذت كليهما بعناق محيطةً عنقيهما بيديها.
"شكرًا لكما. انتما افضل اخوين".

بادلاها العناق بإبتسامة وقبّل كلٌ منهما جانب رأسها.
لن ينكرا انهما شعرا بالحزن والغضب حينما اخبرتهما انها لم تزر مدينة الملاهي قبلًا، بل انها لم ترها حتى.
ولكن ليس منها، بل مِن مَن كانوا 'عائلتها' السابقة.
عرفا انهم لم يعاملوها بشكلٍ جيد، لكن لم يتوقعوا لهذه الدرجة.

شددا على عناقهما لها مرة اخيرة قبل ان يقوما بإفلاتها وهما يعدان نفسيهما ان يجعلاها تجرب وتفعل كل ما تريد. لن يمنعها احد، سيتأكدان من ذلك.

"هيا بنا نذهب، هناك الكثير من الألعاب لتجربتها"
قال انتونيو بإبتسامة وهو يأخذ يدها بيده ويقودها معه للأسفل يتبعهما اندريا.

لمعت عيني جابريل وهو يلاحظ اخته تنزل من الدرج مع اخوته الأصغر.
"ليتي! تبدين__" سكت عندما قامت ليتيزيا بإحتضانه والهمس له بخفوت:
"اسكت ارجوك. لا تحرجني".

لفّ ذراعيه حولها وقهقه بصخب بعد ان استوعب ان اخته الصغرى قالت له ان يسكت. فكّر انها لا يمكن أن تكون أكثر لطافة مما هي عليه بالفعل.
"تبدين جميلة، principessa" قال لها بهمس هو الآخر. ماذا يفعل، لا يمكنه ان لا يمدحها.

ابتسمت له بإمتنان وابتعدت عن حضنه.
رأت التوأم الأصغر يبدوان كما لو انهما سيقفزان في مكانيهما من الحماس.
"هيا ليتي! فالنذهب" قال سيلفيو.

ابتسمت لهما وتوجهت عند والدها، خلفها انتونيو واندريا.
عانقها لويجي وقبّل اعلى رأسها.
"جميلة، صغيرتي".

"انتبها على اختيكما جيدا. لا تتركا جانبها ابدا"
وجّه ريكاردو اخوته الأصغر.
"نعم نعم، لقد كنتم تخبروننا بذلك للساعة الماضية. سننتبه لها لا تقلق" قال انتونيو.

"نحن جادين، انتونيو. الحرس سيكونون معكم متخفين. انتبهوا إلى محيطكم ولا تدعوا اختكم تجلس وحدها ابدا" قال لويجي بجدّية.
"ايضًا، لا العاب مبالغ بها" قال اينزو.

"حسنا.." قال اندريا بإبتسامة وهو يضع يده حول كتف ليتيزيا.
"ان ارادت ليتيزيا فسنفعل. آسف، اخي الكبير".
قلّب اينزو عينيه وحسب.

"ليتيزيا. تعالي هنا" ناداها البيرتو.
تقدمت منه وقام بإعطاءها بطاقته الخاصة.
اتسعت عينيها بخفة ورفضت بسرعة:
"لا حاجة، جدي. لقد اعطاني بابا نقودًا بالفعل".

"لا بأس. خذيها، اصرفي منها فقط".
"لكن__"
قاطعها بنظرته الجادة. لم ترد ليتيزيا معاندته اكثر، فنظرت لوالدها اللذي اعطاها ايماءة صغيرة وهو يكبت ابتسامته.
"دعيه يدلل حفيدته الوحيدة، ليتيزيا" قال آلدو.

بتردد، اخذت منه البطاقة.
"شكرًا لك جدي".
كان على وشك ان يومئ برأسه لكنه تفاجأ عندما قامت بإحتضانه، بل تصنم في مكانه كما فعل الجميع.

ببطئ، قام بإحاطة ذراعيه حولها بخفة، يخاف من ان يتسبب بأذيتها جرّاء جسدها الصغير.
شعر بمشاعر مختلفة وعديدة.. هذا اول حضن يتلقاه منذ توفيت زوجته قبل سبع سنوات.
لم يمنع نفسه من التفكير كم ان حضنها يشبه حضن جدتها. لقد كان دافئًا ومريحًا نفسه.

استغربت ليتيزيا من جرأتها، لكنها قررت أن تتشجع وتفعل ذلك وكانت شاكرة كونه لم يحرجها.
"divertiti, nipote"
( استمتعي بوقتك، حفيدتي).

ابتعدت عن حضنه وابتسمت بإتساع.
ودعت باقي اخوتها وخرجت مع التوأمين من القصر، متوترة لكن الأكثر متحمسة لتخوض تجربة جديدة.

________________________________

الفصل الثالث والثلاثون | حفيدتي.
انتهى.

الفصل ربما يبدو قصيرا، اعتذر هذا ما تمكنت من كتابته. لا أستطيع أن اكتب اكثر.

رحلة مدينة الملاهي الفصل القادم ان شاء الله.

قبل تنزيل اي فصل، راح ابلغكم هنا على الواتباد على صفحتي الخاصة انني سأقوم بتنزيل فصل اليوم.

للتي تريد أن تصلها الإشعارات يجب عليها عمل متابعة.

رأيكم بالجد؟

Continue Reading

You'll Also Like

4.1K 248 6
نيكولاس فيتيللو : لقد قرر وحش الذي بداخلي يقع في حب ولكن ماذا؟ ولكن يقع في حب فتاة خطأ اعتقدت الأمر سوف ينتهي ولكن اكتشفت إنني ضائع دونها اسمي كاي...
6.8K 489 47
•إقتِبآسآتٌ لِكُلّ متَذوِّقٍ أدَبِيّ. •الكتاب عبارة عن كلمات راقت لي و قد يجدها غيري متنفسا له. -مع ذكر المصدر إن وجد-
22.4K 841 36
أكره كم أحببتُ لمساتكِ، قربكِ مني، ابتسامتكِ، أكره كم انا غارق بحبك! ⚜⚜⚜ .... تم دعم الأفكار من "Game of Thrones" و "The king :Eternal monarch" كيم ت...
3.8K 523 35
كُنتُ أعيشُ حَياةٍ جَميلةٌ و سَعيدةٌ مَع أَخي حَتى جاءَ ذَلِكَ أليَوم ألَذي غَيرَ كُلِ شَيء... أَصبَحتُ أرى أللونَ أَلأحمَرِ فَحَسب... ألدِماءُ فَقَط...