أميرة وحش المشرط | Princess o...

By Daisy_tq_

579K 30.9K 7.1K

[متوقفة مؤقتًا بسبب الإمتحانات!! تُستَأنف في تموز] ليتيزيا؛ ذات الستة عشر عامًا زفَّ اليها والدها خُطَّته بت... More

ملاحظات مهم قراءتها قبل البدء
الشخصيات
الفصل الأول | كوابيسها الكبرى
الفصل الثاني | خطَّة
الفصل الثالث | ذكرى من الماضي
الفصل الرابع | اللقاء الأوّل
الفصل الخامس | شكوك
الفصل السادس | من هي
الفصل السابع | مشاعر لأول مرة
الفصل الثامن | كابوس على ارض الواقع
الفصل التاسع | رمادي داكن
الفصل العاشر | انهيار وصفحة جديدة
الفصل الحادي عشر | فرحة، لا مبالاة وعدم تقبل
الفصل الثاني عشر | بعيدًا، وحدنا
الفصل الثالث عشر | إستحقاق
الفصل الرابع عشر | معوْنَة
الفصل الخامس عشر | اسوأ من الشبح
الفصل السادس عشر | ابنتي
الفصل السابع عشر | مقيَّدة
المقدمة
الفصل الثامن عشر | تهديد
الفصل التاسع عشر | إنفصام..؟
الفصل العشرون | قرار وهواجس
الفصل الواحد والعشرون | مثل العسل
الفصل الثاني والعشرون | خارج النافذة
الفصل الثالث والعشرون | محطَّمة
الفصل الرابع والعشرون | المركز التجاري
الفصل الخامس والعشرون | خطوة للأمام
الفصل السادس والعشرون | ثمينة
الفصل السابع والعشرون | سينما منزلية
الفصل الثامن والعشرون | شظايا زجاج
الفصل التاسع والعشرون | ايقاظ مختلف
الفصل الثلاثون | بابا
الشخصيات ٢
الفصل الثاني والثلاثون | شطرنج
الفصل الثالث والثلاثون | حفيدتي
الفصل الرابع والثلاثون | مدينة الملاهي
الفصل الخامس والثلاثون | سباق
الفصل السادس والثلاثون | وعد
توضيح سوء فهم (النهاية المفتوحة)
الفصل السابع والثلاثون | لحظة سعيدة
الفصل الثامن والثلاثون | عشاء عائلي
الفصل التاسع والثلاثون | اول يوم مدرسة
الفصل الأربعون | إختناق
الفصل الواحد والأربعون | خبايا
الفصل الثاني والأربعون | صباحٌ آخر.. مختلف
الفصل الثالث والأربعون | الجلسة الأولى
الفصل الرابع والأربعون | صديق الطفولة
الفصل الخامس والأربعون | رِيْس
الفصل السادس والأربعون | ماراثون افلام
الفصل السابع والأربعون | مقلب
ليس فصلًا | توقف مؤقت

الفصل الواحد والثلاثون | لقاء العائلة

14.4K 686 248
By Daisy_tq_

كونه دون المافيا الإيطالية، ابعاد جميع المشاعر الجميلة عن حياته كان واجبًا عليه.
عوّد نفسه منذ الصغر على عدم الشعور بالحب تجاه ايٍّ كان عدا عائلته اللذين يملكهم في حياته بالفعل، والّا اصبح ضعيفًا وفي عالم المافيا؟ لا مكان للضعفاء.

لم يكن يهتم بأي شيء ولا اي احد. فكرة ان يصبح ابًا لم تخطر حتى على باله الّا حين تم تزويجه بفرانسيسكا.
لم يمانع ذلك، ولم يعترض رغم كون الزواج لم يكن ليتم لو فعل ذلك.
ببساطة، لأنه لم يهتم.

عرف انه في النهاية يحتاج إلى وريث ليحمل نسل الموريتي. خصوصًا منه كونه الدون المستقبلي بعد ان تنّحى اخوه الأكبر عن لقب الدون.

لم يقع في الحب في حياته وكان مرتاحًا مع تلك الحقيقة. الحب في نظره كان ليجعله ضعيفًا وحسب ويكوّن له عدة نقاط ضعف سيستهدغها اعداءه ضدّه.

لكن كل هذا تغيّر حين حمل مولوده الأول بين يديه،
ريكاردو.

لا يعرف مالذي حصل حينها، لكن شيء ما قد حصل في قلبه. أقسم انه سمع صوت تكسّر الجليد اللذي كان يحيط فؤاده حين وُضع ابنه البكر بين يديه لأول مرة.

لم يشعر حينها بمثل تلك المشاعر قبلًا، كانت تلك سابقة. أراد حماية الكائن الصغير اللذي بين يديه بحياته. وحينها فقط عرف شيئًا،
لويجي موريتي ذو القلب المتحجر لن يكسب حبه سوا ابناءه.

وهذا ما حصل. شيئًا فشيئًا وابنًا بعد الآخر استطاعت تلك الكائنات الصغيرة كما سمّاها ان تدخل قلبه وتجعله يجرّب الحب لأول مرة منذ ولادته.

منذ أن حضى بأولاده مرّت عليه عدة لحظات دافئة وجدت طريقها خلال حياته المظلمة،
واحلى هذا اللحظات حين نادوه بمن يكون هو لهم،
والدهم.

عندما خرجت كلمة 'بابا' من اولاده الصغار لأول مرة، كل مشاعر الحب والحماية احاطت به وبقوة.
كانت تلك أجمل الكلمات اللتي التقطتها مسامعه.

الآن، ومنذ ان تمكنت ليتيزيا، ابنته الوحيدة والصغيرة، من كسب قلبه كان يتوق لسماع تلك الكلمة منها.
لم يخفى عليه كبف كانت تتجنب مناداته مباشرة من أجل أن لا تناديه ب'ابي' او اي لقب آخر قد يحزنه مثلما كانت تفعل في البداية.

لم يتحدث معها عن الموضوع رغم ذلك. تركها على راحتها ووثق انها ستفتح قلبها له حين تثق به اكثر.
لم يبيّن ذلك ابدًا، لكنه كان يموت من أجل أن تناديه ابنته بوالدها. حتى ابناؤه لاحظوا الأمر.

لذا، ما قالته ليتيزيا لوالدها الآن جعله يشكك بمسامعه للمرة الأولى في حياته.
كان واثقًا ايضًا أن نبض قلبه قد توقف لبُرهه.

نظر لعينيها اللاتي تنظران له. ورغم كون الإضاءة خافتة، كان يرى أجمل شيء ممكن ان تبيّنه أعين ابنته.
الثقة، الراحة و.. الحب.
كانت ابتسامة صغيرة جميلة تزيّن ثغرها وهي تنظر للشخص اللذي فاز بثقتها ومحبتها المطلقة.

حدّق بها ببعض الصدمة، عيناه متسعتين قليلاً.
كلا، مهما كان سعيدًا، بل يشعر كونه اسعد مخلوق على الأرض يجب عليه ان لا يتسرع.
ربما اصبح حاله مثيرًا للشفقة لدرجة كونه بدأ يهلوّس.

"ماذا قلتي؟"
سألها. تعابير الصدمة ما زالت موجودة على وجهه.
هي لم تناديه 'بابا' فقط؛ بل قالت إنها تحبه.
طفلته قالت انها تحبه.

ليتيزيا أرادت لثانية ان تشكك بما فعلته.
ربما كان الوقت مبكرًا؟ لكنها نفضت تلك الأفكار من رأسها وابتسمت بإتساع واعادت تكرار ما قالته للمرة الثانية، وهي تشعر بقلبها يمكنه تدفئة مدينة ياكوتسك بأكملها.

"قلتُ احبك، بابا".

اخرج لويجي نفسًا كان قد كبته من غير علم.
هو لم يكن يهلوس.. ابنته عرّفته كوالدها وقالت إنها تحبه.
من دون حتى ان يستوعب افعاله،
عدّل وضعيتها حيث اجلسها مقابله واحاطها بذراعيه بحضنٍ كبير، محكم ودافئ.
قرّب رأسها لصدره اكثر بينما غرس رأسه في شعرها.

هو الآن اسعد مخلوق في الكوكب.

"احبكِ اكثر من اي شيء،
روح البابا".

الدموع وجدت طريقها من مقلتي ليتيزيا مجددا،
لكن هذه المرة كانت دموع الفرح.
هي لا تصدق.
لديها اب يحبها وتحبه.
لديها احد يحبها ويهتم بها بصدق.

زادت من حكم ذراعيها حول جذعه وقربها هو اليه اكثر إن كان ذلك ممكنًا حتى.
"كم انتظرت حتى تناديني هكذا.."
تمتم بخفوت. ليتيزيا لم ترى والدها من قبل يظهر هذه الكمية من المشاعر. كانت تعلم بطريقةٍ ما انه ليس من النوع اللذي يظهر مشاعره عادة.

احست بالذنب لما قاله. هو محق. هو لم يكن اي شيء تجاهها سوا والد محب ومتفهم، وكان اقل شيء تقدمه هو مناداته بما هو عليه.
لكنها كانت تحتاج للوقت.
كان صعبًا عليها ان تفتح قلبها لرجلٍ جديد وتناديه بأبيها بعد ان كانت طوال حياتها تنادي رجلًا آخر بتلك الكلمة. ولم يكن رجلًا جيدًا بتاتًا، ايضًا.

"آسفة.. احتجت للوقت" اعتذرت بخفوت،
لكنه قاطعها بقوله:
"هشش لا تعتذري. انا أتفهم. لا اؤنبك، صغيرتي".
وفقط هكذا، بالسحر اللذي يفعله والدها لها في كل مرة يهدئها بخصوص شيءٍ ما، ذهبت كل مشاعرها السيئة وتبخرت كما لو لم تكن.

ابتسمت بسعادة وهي تشعر بالأمان.
شعور لم يوفره لها سوا والدها واخوتها.
سمحت لعينها ان تسدلان ستارهما وللظلام بأن يحتويها، كونها تعلم كون والدها لن يسمح للكوابيس ان تزوها وهو موجود.

شعر لويجي بثقل جسد ابنته بين يديه، وعلم كونها غطت في النوم.
ابقاها على وضعيتها قليلًا ثم جعلها تستلقي قربه، رأسها يستريح على ساعده ونام هو قربها بعد ان اطفأ الأضواء.

نظر لها بحب وقبّل جبهتها مرّة قبل ان يقربها منه ويغمض عينيه، عالمًا كونه بدوره سينام افضل من اي ليلة نامها سابقًا.





في الصباح، وعلى طاولة الطعام،
كل الإخوة الموريتي كانوا ينظرون لوالدهم كما لو انه قد جُن.
كانت الساعة الثامنة والنصف تقريبًا، والجميع موجود حول طاولة الطعام عدا ليتيزيا.
حتّى انتونيو اللذي قرر تعديل جدول نومه كان موجودًا.
من يراهم سيظن ان نظرات الصدمة والريبة اللتي على وجوههم بسبب استيقاظ انتونيو المبكر.
لكن، لا.

ابتسامة والدهم اللتي لم تفارقه منذ نزوله هي ما كانت تقلقهم.

لويجي لا يبتسم. ربما فقط لأولاده، وفقط عن طريق رفع طرفي شفتيه للأعلى قليلًا بطريقة تكاد لا تُرى.
تلك كانت ابتسامته. رأوا عدة ابتسامات صغيرة 'واضحة' منه تجاه ليتيزيا، لكن الآن الوضع مختلف.

هو كان يبتسم بإستمرار، ابتسامة واضحة!

جميع الإخوة كانوا مصدومين على أقل تقدير.

"مالذي جعلك سعيدًا هكذا، ابي؟
اي اخبار جيدة عن المارتينز؟".
سأل جابريل بفضول. حالة والده قد اقلقته.

"هل وجدت ضحية جديدة لتعذيبها في الصالة؟"
كان هذا اينزو.

"هل سارت صفقتنا مع اليونان بشكلٍ جيد؟"
سأل ريكاردو بهدوء.

"هل اثنى عليك جدّي؟"

استدارت جميع الأعين لأنتونيو، وتلقى عدة حملقات من اخوته.
"ماذا؟" سأل بعدم تصديق وهو ينظر لهم.

هزّ اندريا رأسه بيأس وقرر سؤال ما كان يدور في رأس الجميع:
"هل ليتي ما زالت نائمة؟".

عند ذكرها، اتسعت ابتسامة لويجي اكثر ونسي التعليق الغبي اللذي قاله انتونيو.
وفقط حينها، سمعوا صوت خطوات تتجه نحوهم.

دخلت ليتيزيا قاعة الطعام واقتربت منهم بإبتسامة جميلة تزين وجهها. كانت قد استيقضت قبل مدة واتجهت لغرفتها لتستحم وتغير ثيابها.

حالما لمحها الجميع، ابتسامة صغيرة زينت ثغرهم بينما ابتسم جابريل والتوأم بإتساع.
كانت تبدو.. سعيدة. وكانت سعادتها معدية حقًا.

"صباح الخير!" حيّت بحيوية وهي تجلس قرب والدها.
نظرت له واتسعت ابتسامتها اكثر وقالت بصوتها الناعم:
"صباح الخير، بابا".

الجميع حدق بها بأعين متسعة وافواه مفتوحة قليلًا.
لقد نادته.. بابا.

اتسعت ابتسامة لويجي اكثر فقط وردّ وهو يقبل رأسها:
"صباح الخير، صغيرتي".

صدمة أخرى.
الجميع يعرف كم ان ليتيزيا ولويجي مقرّبان من بعضهما، وكيف ان لويجي من المؤكد هو الشخص المفضل لديها.
لكن، متى تسارعت الأحداث فجأة واصبحوا في دائرة 'بابا' و'صغيرتي' ؟؟

جالت ليتيزيا بعينيها بين اخوتها اللذين كانوا يبدو عليهم التعجب، عدا ريكاردو اللذي اخفى صدمته بسرعة.
اعطتهم ابتسامتها المعدية وشعروا بأوتار قلبهم يتم العزف عليها.
لم يسعهم سوا إعادة الإبتسامة لها بواحدة اكبر وردوا عليها تحية الصباح.

جابريل، اللذي كان جالسًا قربها بعد ان فاز ب'حجرة ورقة مقص' ضد التوأم، قام بنفش شعرها بخفة وقال لها برفق:
"الأميرة سعيدة اليوم!".

اومأت بإبتسامة جاعلةً قلبه يذوب.
لا يستطيع أن يعبر عن كمية الحب اللذي يكنه لأخته الصغرى.

لويجي
ريكاردو______|_______ليتيزيا
  اينزو _____________جابريل
اندريا ______________انتونيو

اكمل الجميع فطورهم، وسط محادثاتهم المعتادة وضحكاتهم.
شعروا كما لو ان ليتيزيا تغيرت واصبحت نسخة اكثر حيوية من نفسها.
لم يمانعوا ذلك بتاتًا، بل احبوا ليتيزيا السعيدة وللغاية.
لم يتوقعوا ان رؤيتها سعيدة ستؤثر عليهم بتلك الطريقة.

لويجي كان أكثرهم سعادة، رغم ذلك.
رؤية ابنته اخيرًا تتعافى من الماضي المظلم الخاص بها حتى لو ببطئ كان كل ما يتمناه.
نظر لأبناءه ولم يسعه سوا ان يشعر بالرضا يحيطه من كل صوب. عائلته كاملة وبقربه.

الآن، كل ما تبقى كان الإنتقام وتكتمل سعادتهم.


غادر لويجي وريكاردو بعد الفطور من أجل إتمام الصفقة مع المافيا البريطانية كما خططوا مسبقًا.
كان من المفترض أن تتم الصفقة في قصر الموريتي، لكنهم لم يرغبوا بإفشاء سر ايجادهم لأميرة المافيا الإيطالية لباقي المافيات بعد.
ولم يكونوا على استعداد للمخاطرة بفرصة كشف ايٍّ كان لوجود ليتيزيا. ارادوا الإفصاح عن ذلك في وقت مناسب اكثر، بوجود العائلة جميعها.

جابريل ذهب من أجل اتمام بعض الأعمال بدوره واينزو ذهب للإهتمام بأمر الجواسيس اللذين يخصونهم،
كما هو واضح فقد تم امساك جاسوس آخر ميت بنفس الطريقة.

ليتيزيا جلست مع التوأم في الحديقة بعد اتمامها درسها واخبرتهم عن ما حصل بينها وبين والدها الليلة السابقة.
كانت قد تقربت منهم كثيرا وتعلقت بهم والأمر نفسه حصل معهم. اخبرتهم كل شيء تقريبًا عدا محتوى الكابوس بالتحديد. اخبرتهم انه كان كابوسًا عاديًا قد يحضى به اي شخص.

التوأم لم يكونا مقتنعين، كانوا يعلمون وجود سرٍّ ما وراء ما قالته اختهم كونها، حسنًا، جدا سيئة في الكذب.
لكنهم لم يصروا على الأمر وقرروا كونها ستخبرهم بنفسها حين تريد رغم رغبة انتونيو الملحة بمعرفة ما كان يجري بالتحديد، لكنه لم يرد ان يُشعر اخته بعدم الراحة.
علم ان كونها قد تقبلته بسرعة بعد ان عاملها بسوء لهو فرصة يجب عليه ان يستغلها جيدًا، ولم يكن يخطط لفعل شيء عكس ذلك.

مضت الأيام، وأوشك الأسبوع على ان ينتهي.
مضت الصفقة ما بين المافيا الإيطالية والمافيا البريطانية على أفضل ما يكون، وتوقف الجواسيس الخاصين بالموريتي من الموت فجأة في امريكا مما اثار عدة شبهات عند العائلة.

هناك شيء مهم قد حصل ايضًا، وهو تكليف لويجي شخصيًا إحدى اكثر رجاله ثقة وخبرة بالبحث عن أمر الحارس اللذي ساعد ليتيزيا والتحرّي عن ما حدث له بالتحديد. لويجي كان شبه واثق كونه قد مات. لكنه رغم ذلك أراد البحث عن اي فرصة ولو ضئيلة بكونه على قيد الحياة. يريد أن يفعل ما بوسعه من أجل اسعاد ابنته لآخر لحظة.

بالطبع، لم يخبرها. لم يرد ان يمنحها املًا زائفًا ثم يراها تفقده وتحزن.
لذا، ان اتضح ان ذلك الحارس على قيد الحياة، سينقذه ويخبرها.
غير ذلك لن يقوم بذكر الأمر لها بتاتًا.

علاقة ليتيزيا بأفراد عائلتها أصبحت أقوى واقوى.
كلهم وقعوا في حبها وبقوة. حتى الحرس، عمّال الحديقة والخدم.
ليتيزيا كانت جد لطيفة، مراعية ومؤدبة مع الجميع.
لم تتصرف بتاتًا بدلال او كفتاة شقية مغرورة.

خلال هذه الفترة، علاقتها مع ريكاردو صارت أقوى من قبل ايضًا.
في ليلةٍ ما، لم تستطع النوم بسبب رؤيتها إحدى الكوابيس. لم تكن شيئًا كثيرًا لا يمكنها تحمله لكنها لم تتمكن من العودة للنوم بعدها.
نزلت للمطبخ لشرب الماء وهناك وجدته يفعل نفس الشيء ايضًا.
خرجوا للحديقة وامضوا الليلة يتحدثون مع بعضهم.
انفتح كلًّا منهما للآخر بشأن العديد من الأشياء وتقريبًا، أصبحت عادة لهم بين فترة وأخرى للقاء في المطبخ بعد منتصف الليل.
اصبح من الآمن لريكاردو ان يقول ان ليتيزيا أصبحت من اكثر الاشخاص المفضلين له في حياته،
ولم يكونوا كثيرين.

علاقتها مع باقي اخوتها أصبحت أقوى على حدٍ سواء.
استمر خبز جابريل المعجنات والحلويات لها يوميًا تقريبًا وازدادت اوقاتها مع اينزو، تخطوا وقت سباق السيارات وحسب بل اصبحوا يتنزهون في حديقة القصر سويًا في كثيرٍ من الأحيان.

التوأم كانوا أقرب لها كونهم يمضون كل يومهم معها، وكونهم أقرب لها من الناحية العمرية ايضًا.
خصوصًا علاقتها بأنتونيو أصبحت قوية للغاية، يمكن القول انهم اصبحوا اعز الأصدقاء في وقتٍ قصير.

في الوقت الحالي، على بعد يوم من لقائهم بأعضاء عائلتهم الباقية، كانت ليتيزيا تجلس على المقعد في غرفة الطبيبة، يصاحبها والدها، ريكاردو والتوأم.
جابريل واينزو كان لديهم بعض الأعمال.

"سأبعدها الآن، حسنًا؟"
قالت الطبيبة بإبتسامة صغيرة موجهة لليتيزيا، تحاول جاهدة ان تتجاهل نظرات والدها واخوتها اللتي تهددها بالقتل ان قامت بفعل اي شيء خاطئ.

ابتسمت ليتيزيا واومأت برأسها.
كانت تريد التخلص من الجبيرة حول يدها بأسرع ما يمكن حتى تستعد للقاء باقي أفراد العائلة في اليوم التالي.

لا شعوريًا، كانت تمسك يد والدها بيدها السليمة الأخرى وتضغط عليها برفق، تتخلص من توترها قليلًا.
الآخر لم يكن افضل حالًا منها. كان يمسح على شعرها برفق كأنه يقوم بتهدئتها، وكان التوأم ينظرون لها بقلقٍ واضح.
ريكاردو لم يكن يظهر اي مشاعرٍ على وجهه، لكن عينيه تتحدثان.

حقيقةً، من يراهم سيظن انهم يودعونها من أجل ان تقوم بعملية جراحية، وليس مجرد التخلص من جبيرة.

ابعدت الجبيرة عن يدها بنجاح دون ان يحترق ظهرها من حملقة التوأم بها من الخلف، وقامت بفحص يدها.
كان واضحًا على ليتيزيا عدم الراحة كثيرًا مع يدها، كونها لم تستخدمها منذ شهر تقريبًا.
ايضًا، ذكريات عن كيف اصبحت يدها في هذه الحالة بالمقام الأول غيّمت ذاكرتها.
شعرت انها مغمورة بكم الذكريات اللتي اجتاحتها فجأة. صراخ دانيال وضغطه على رسغها بقدمه بدون اي رحمة..

شعرت مباشرة بعدم الراحة وبدون وعي، لانت لجانب والدها اكثر مريحةً رأسها على صدره من خلفها.
لويجي استشعر عدم راحة ابنته وتوقع ايضًا كونها تذكرت ما جعل رسغها بتلك الحالة.
ضغط على يدها اليمنى بخفة وهمس لها:
"لا بأس. كل شيء سيكون بخير".

رفعتْ نظرها له. هو لا يفشل ابدًا في تشتيت انتباهها عن ما يزعجها.
ابتسمت له بحنّية وقابلها بقبلة صغيرة على رأسها.

انهوا الفحص وكل شيء واخبرتها الطبيبة ان يدها ستعود كما كانت بعد فترة من الوقت بعد ان تعتاد عليها مجددا.

"انتِ بخير، ليتي؟".
سألها التوأم في وقتٍ واحد بعد ان خرجت الطبيبة ووقفوا قربها.
"نعم بخير.
الأمر غريب قليلًا فقط، اشعر انني اعتدتُ على عدم استخدامها" قهقهت بخفة وهي تحاول تحريك يدها اليسرى.

"انا سعيد للغاية الآن" ابتسم انتونيو
"سنتمكن من اللعب ضدك بشكلٍ عادل كونك ستتمكنين من استخدام كلتا يديكِ الآن".
"هذا صحيح! لن نتساهل معكِ بعد الآن!" اتبع اندريا بإبتسامة منتصرة.

عقدت ليتيزيا حاجبيها بإنزعاج مزيف وقالت بضيق:
"هذا ليس عدلاً! انتما بدأتما اللعب قبل ان تمشيا حتّى.
لن افوز عليكما حتى لو استخدمتُ كلتا يدي".
لويجي وريكاردو كانوا يشاهدون ما يحدث بمتعة تحوم في اعينهم.
"كفا عن ازعاجِ اختكما الآن!" أنَّبهما ريكاردو بصرامة تأنيبًا مزيفًا، وشعر بالرضا كونه فعل ذلك مباشرة بعد ان ابتسمت له ليتيزيا بلطافة واتساع.
قلّب التوأم عينيهما بمرح، وقام ريكاردو بصفع كلٍّ منهما على خلف رأسيهما بخفة.
"لا تقلّبا عينيكما علي! شقيّان".
نفث الإثنين بحنق بينما قهقهتْ ليتيزيا عليهما.

حالما دخلت ليتيزيا للمنزل، لم تستوعب متى تمت احاطتها بذراعين وعرفت مباشرة كونه جابريل.
"ليتي خاصتي! آسف لأنني لم اذهب معك، كنت أريد فعل ذلك بشدة لكنني كنتُ مشغولاً!".
قال بأسف وإنزعاج. لقد اضطر موّظفوه إلى تحمل شخصيته اللتي لم تكن لطيفة جدًا اليوم بسبب لا يعرفونه اساسًا.

"لا بأس، جابريل" قالت برفق وهي تربت على ظهره
"لقد كنت اتخلص من جبيرة، ولست اجري عملية جراحية".

"نفس الشيء.." تمتم تحت انفاسه وضحكت عليه بخفّة.
"هل عاد اينزو؟" سألته بعدما ابتعدت عن حضنه.
"انا هنا، تيا".
نادى اينزو من غرفة الجلوس وتوجهت له.

"اهلًا اينزو" حيّته حين جلست قربه وقام بنفش شعرها بخفة.
"كيف حال يدك؟" سأل وهو يناظر يدها في نفس الوقت حيث جلس الجميع حولهم على الأرائك، التوأم قربها من الجهة الأخرى.
"بخير. قالت الطبيبة سأستغرق وقتًا لأعتاد عليها، لكنه لن يستغرق كثيرًا".

استغرقوا في الأحاديث ما بين بعضهم بعد ذلك، تخبرهم ليتيزيا عن الكلمات الجديدة اللتي تعلمتها في درس الإيطالية صباحًا.

بدأت تفكر في باقي أفراد العائلة.
كانت ستلتقيهم في اليوم القادم. قلقها حول لقائهم قلّ بعض الشيء لكنها ما زالت متوترة حد الموت.
كيف بالتحديد؟ هي ذات نفسها لا تعلم.
هي تتوقع كونهم على الأغلب لن يرحبوا بها. اغلبهم على كل حال. صحيح ان ذلك الأمر احزنها لكن ما احزنها اكثر من ذلك هو احتمالية ان يجعلوا علاقتها مع عائلتها تعود للصفر.

ليتيزيا تحب عائلتها الآن، بل تحبهم كثيرا.
وهي تثق قليلًا فقط كونهم يحبونها ايضًا، أو على الأقل يتقبلونها بطريقة ودّية.
لكنها ما زالت غير متأكدة من ثقتهم بها. ما زالت لم ترتكب اي خطأ ولا تعرف كيف سيتصرفون معها حين تخطئ.
ربما كل تصرفاتهم اللطيفة معها ستختفي حالما يخبرهم شخص من عائلتهم، من اللذين يعرفونهم طوال حياتهم، ان يقوموا بالتخلّي عنها.

ربما سعادتها مؤقتة فقط.

"من الأرض إلى ليتي!! أين اختفيتي؟".
نادى انتونيو، اللذي كان محيطًا كتفها بيده وهو يلوّح بيده امام وجهها.
جميع الجالسين شعروا ببعض القلق كونه ناداها اكثر من مرة ولم تستجب، بل بدت غارقة في التفكير وملامح الحزن وجدت طريقها لوجهها.

نظرت له بعد ان افاقت مما كانت تفكر به
"اوه، نعم. آسفة كنت افكر بشيءٍ ما.
مالذي قلته؟".
لم يقتنع انتونيو. شعر بوجود شيءٍ ما لكنه اكمل رغم ذلك:
"كنّا نتحدث عن يوم غد".
تصلّب جسد ليتيزيا قليلًا جراء ذلك الموضوع، وشعر انتونيو واينزو بالأمر كونهم قربها. فهموا مباشرة عن ماذا كانت تفكر.

"اوه.. بخصوص ذلك" نظرت لباقي افراد عائلتها.
"هل يمكنكم اخباري عنهم قليلًا؟ سيكون من غير اللائق ان لا اعرف بماذا اناديهم" قطّبت ملامحها قليلًا وهي تفكر بالموضوع. لن يكون انبطاعًا_اولاً جيدًا ابدًا.

"بالتأكيد، tesoro" قال جابريل بإبتسامة. يمكنه الشعور بتوتر اخته ولم يعجبه الأمر.

"البيرتو موريتي، والدي وجدّكم" بدأ لويجي اولًا.
"كان الدون السابق للمافيا الإيطالية. رجل محترم وصارم ويطلب الإحترام اينما ذهب.
لقد أراد مقابلتكِ بشدة آخر مرة حين اخبرته عنكِ".
تمنى كونه قد نجح بإراحتها قليلًا بما قاله، وقد فعل بالفعل. استرخت ليتيزيا قليلًا.
لم يبدو جدها رجلاً سيئًا. تعني، هو والد والدها بعد كل شيء!

اكمل ريكاردو بعد والده:
"آلدو موريتي هو عمّنا الأكبر وشقيق والدي الأكبر.
زوجته العمّة مارتينا. لديهم اربعة أبناء.
دانتيه اللذي التقيتيه مسبقًا، اكبر مني بعام.
يتبعه الونزو، نيكولا ومارسيليو".
لديها اربعة أبناء عم! فكرت ليتيزيا ان ذلك كثير بعض الشيء.. وايضًا خطر على بالها شيء.

"هو أكبر من بابا؟" سألت بإستغراب وهي تنظر لوالدها.
"اذن كيف..".
"لقد تنازل عن المنصب لبضعة اسباب، واخذته من بعده" شرح لويجي الأمر لإبنته بعد ان فهم مقصدها.

اومأت ليتيزيا بتفهم وقال جابريل:
"دانتيه وايميليو _ابن العم آليخاندرو_ يشبهان ريكاردو بعض الشيء. دانتيه اكثر صرامة رغم ذلك، لكنه يقدر العائلة فوق كل شيء".
تذكرت ليتيزيا شكله المرعب حين التقته اول مرة.
ضغط انتونيو بخفة على كتفها لتهدئتها حين شعر بتصلب جسدها.

"عمّنا الآخر هو اليخاندرو موريتي، شقيق والدي الأصغر وزوجته العمّة كاساندرا" اكمل اندريا.
"ابناءهم هم ايميليو اللذي ذكره جابريل،
يتبعه ماتيو، رافايل، سيرجيو وسيلفيو".

"سيرجيو وسيلفيو توأم مثلنا انا واندريا" قال انتونيو بإبتسامة واسعة.

رمشت ليتيزيا بغير تصديق.
هم كثيرون!

قهقه التوأم وجابريل، وابتسم الباقين واستوعبت حينها انها قالت ما تفكر به بصوتٍ عالي.
"نعلم، bambina.
لكن ستعتادين على كثرتهم. لا تقلقي".
قال ريكاردو بإبتسامة صغيرة.

"هل يوجد من هو اصغر مني او في عمري؟" سألت بترقب.
"كلا. أصغر من في الأولاد هما سيرجيو وسيلفيو. كلاهما في السابعة عشرة" ردّ اندريا.

حسنًا.. هم لا يبدون سيئيين جدا.
اخوتها تحدثوا عنهم بشكل طبيعي. ستحاول ان تتصرف معهم بحذر ولا تفعل اي شيء خاطئ فقط كما تفعل الآن مع اخوتها.

لا تريد أن ترد معاملتهم الجيدة لها بإرتكابها اي خطأ.

في الليل، وقف ريكاردو امام غرفة ليتيزيا، متردد ما ان كان يجدر به ان يطرق الباب او يعود ادراجه لغرفته.
فكر انها ربما تكون نائمة، لكن أيضا ربما تكون مستيقظة وتفكر حول يوم الغد.
بعد العديد من التفكير وهو واقف امام باب غرفتها، استجمع شجاعته وطرق الباب.
كان من المضحك رؤية ريكاردو موريتي مترددا حول شيءٍ ما.

'ادخل' خافتة اتته من خلف الآخر، وقام بفتح الباب ودخل للغرفة.
كانت ليتيزيا تحت الغطاء تجلس على سريرها. من الواضح انها كانت تحاول النوم.
ابتسمت بإتساع حين رأته واعاد لها الإبتسامة.
"اهلًا Principessa،
لا تستطيعين النوم؟" سأل وهو بجلس قربها على حافة السرير.

هزّت ليتيزيا رأسها بخفة.
"لا اشعر بالنعاس حقا..
بالمناسبة، لقد عرفت انك انت الطارق" قالت بابتسامة سعيدة كون توقعها كان صحيحا.
رفع حاجبه بمتعة وسأل:
"اوه حقا؟ وكيف ذلك؟".

"حسنا.. بابا قد كان هنا في وقتٍ سابق. جابريل كان قد تحدث معي قبل ان اصعد لغرفتي. اندريا ينام بسرعة، اما اينزو وانتونيو فهما لا يقومان بطرق الباب" رفعت كتفيها بخفة في نهاية كلامها.

قهقه ريكاردو عليها بخفّة. لقد كانت محقة.
"علي ان اؤنب اولئك الإثنين" هزّ رأسه بيأس.

"لا بأس حقا" قهقهت بخفة.
"يدخلان فجأة ثم يستوعبان ما فعلاه، فيعتذران ويغلقان الباب ويدخلان مجددا".

ابتسم ريكاردو بخفة على اخته الصغيرة.
هو لا يستطيع حتى ان يعرف كيف حبها في قلبه يكبر هكذا دون أي جهد منها. ريكاردو وجد نفسه قد تعلق بها للغاية، اكثر مما ظن انه سيفعل. في شهر واحد قد حازت على قلبه وجعلته يغير نظرته نحو الحب. هو نفس والده في هذا الأمر، لا يعترف بشيء اسمه الحب. حتى ما يشعر به تجاه عائلته يراه شيئًا خاصًّا وعلاقة مقدسة تختلف عن مجرد شعور يسمى ب'الحب' كما يفكر. لكن ليتيزيا غيرت نظرته عن الأمر. ما زال لا يخطط بتاتًا للدخول في اي علاقة رومانسية، ولا يظن كونه سيخطط للحصول على أطفال في المستقبل.
ليتيزيا جعلته يفكر بالموضوع من منظورين؛
ان حصل على فتاة مثلها مستقبلًا فلن يمانع الأمر. لكن نظرًا كون جنس المولود لا يتم اختياره، فكان هذا غير متاح. المنظور الثاني كونه يعتبرها ابنته بالفعل. في نظره هي طفلة ولا يشعر ان نظرته عنها قد تتغير.

اذن، قد لا يحتاج لأي أطفال مستقبلًا.

"لماذا اتيت؟ هل تحتاج شيء ما؟" سألت بفضول وهي تميل رأسها للجانب قليلًا.

"لا شيء، بامبينا.
جئت اسأل عنكِ. كيف تشعرين حيال الغد؟"
سأل برفق.

فكّرتْ قليلًا بما يجب عليها ان تقوله. لا تريد أن تثقل عليه بأفكارها المظلمة والمبالغ بها.
عليها ان تتحمل مشاكلها السخيفة تلك بنفسها كما قد قررت.
لكن، هناك مشكلة صغيرة ستعرقل قرارها..
هي لا يمكنها إخفاء شيء عن ريكاردو تمامًا مثل لويجي.
اعينهم تجبرها على البوح بما تفكر به سواء أرادت او لا. هما لا ينظران لها بطريقة مخيفة او اي شيء، لكن نظراتهم تحمل سحرها الخاص.

هذا جعلها تؤكد نظريتها اللتي تقول انهم يملكون قوى خارقة.

"حسنا.." قالت بتردد، تنظر لعينيه اللاتي تتحدانها ان تكذب.
تنهدت وقررت ان تستسلم.
"في الحقيقة، انا متوترة بعض الشيء.
قليلا..."
نظر لها بحاجب مرفوع فأعادت الحديث:
"حسنًا، كثيرًا. متوترة كثيرًا.
لكن هذا طبيعي، صحيح؟"
سألته غير واثقة مما تشعر به.

رأى ريكاردو نظرة الحيرة والتوتر على ملامحها. عرف ان الموضوع اكثر من مجرد توتر بسيط، وانها تبالغ في تفكيرها مرة أخرى.

فتح يده لها يحثها على التقدم، وفعلت ذلك.
ابعدت الغطاء عنها وجلست قربه. وضعت رأسها على صدره حيث احاطها هو بيده.

امر آخر اكتشفه ريكاردو عن نفسه، واللذي كان مفاجئًا له كثيرًا، وهو انه هو بذاته، ريكاردو موريتي اللذي يكره، بل يمقت التلامس الجسدي، يستمتع بالحضن اللذي يعطيه لأخته الصغيرة.
بل لا ينزعج منه بتاتًا.

بدأ يمرر يده ببطئ على طول ساعدِها، وقد ساعد ذلك على ان تهدأ وكثيرًا.

"القلق طبيعي حين تلتقين بأشخاص جدد، نعم، لكنكِ لست اي شخص، بامبينا.
انتِ ليتيزيا موريتي. أميرة المافيا الإيطالية.
لا يجدر بكِ القلق من لقاء اي احد او اي شخص، كون مكانتك اعلى من الجميع دائمًا.
انتِ ذات شخصية قوية ورائعة، وذكية ايضًا حيث يمكنك أن تمشي بين اكبر الأشخاص مقامًا وانتِ مرفوعة الرأس.

اما بالنسبة لباقي افراد العائلة، فهم سيحبوكِ جدًا.
لا يوجد حاجة للتفكير في اي شيء آخر بشكلٍ مبالغ.
ولا تظني ابدًا، وانا اعني أبدًا اننا قد نغير رأينا عنكِ بخصوص اي شيء قد يقوله اي احد".
نقر انفها بخفّة في نهاية كلامه، كما لو انه يخبرها انه يعرف ماذا كانت تفكر بالضبط.

حسنًا. نظرية ليتيزيا يتم اثباتها اكثر وحسب.

"حتى لو كانوا عائلتك اللذين تعرفهم منذ، الأبد؟"
سألت بخفوت وهي تلعب بالزر الموجود في قميصه، وكأنها تخشى سماع الإجابة.

تنهد ريكاردو بخفة. كيف يقنعها؟
"انتِ عائلتي ايضًا، ليتيزيا.
مجرد وجودكِ معي لشهر ووجودهم هم معي لوقتٍ طويل لا يجعل مكانتك في قلبي مختلفة بتاتًا".
كان هناك شخص واحد ريكاردو موريتي مستعد ان يخبره بذلك الكلام، وكان ذلك الشخص اخته الصغيرة.

غمرت المشاعر قلبها وشعرت بالدموع تهدد للنزول.
حبها لإخوتها يكبر يوميًا ويتضخم داخل قلبها حتى شعرت انه قد ملأ حياتها بالكامل.

احاطتْ عنقه بيديها ودفنت وجهها في صدره، وقام هو مباشرة بأخذها في حضنه.
"انا احبك، ريكي".
قالت بصدق.

تجمد ريكاردو في مكانه بفعل الصدمة.
هو لم يتخيل يومًا ان سماع تلك الكلمة من اخته سيؤثر به لتلك الدرجة.
شعر بكل الجليد اللذي يغلف قلبه يذوب ببطئ، وشعر.. بالدفئ.
شيء لم يشعر به الّا واخته بين احضانه.

قبّل رأسها قبلة طويلة وشدّ من وثاقه عليها.
"احبكِ كثيرًا، ليتيزيا".

مجددًا، كلمة أخرى لم يتوقع ان تخرج من فمه يومًا ما.

"فالنتفق على ابقاء 'ريكي' تلك بيننا انا وانتِ فقط رغم ذلك، حسنًا؟".

ضحكت ليتيزيا بخفة واومأت بإيجاب.
هي فقط سعيدة للغاية لوجود اخيها الأكبر معها.




في اليوم التالي، كانت ليتيزيا تقف امام المرآة تناظر نفسها للمرة الأخيرة. لقد استحمت وغيّرت ملابسها، وانتهت من دراسة واجباتها كونها ستنشغل طيلة المساء بلقاء أفراد العائلة.

نظرت لفستانها.
كان سادة باللون البيج قصير الأكمام، يضيق من عند الخصر ويتسع تدريجيًا حتى يصل إلى منتصف الساق.
كان مغطّى بقطعة من الشيفون بلون افتح تتصل به.
وارتدت حذاءًا ابيض اللون ذو كعب صغير فقط لإكمال المظهر.

تركت شعرها الغرابي ينساب على كتفيها وحتّى اسفل ظهرها، ولم ترتدي شيئًا من الإكسسوارات سوا الحلق اللذي اشتراه لها جابريل سابقًا.
لم تضع مكياجًا ايضًا كونها لا تعرف كيف، اكتفت بماسكارا فقط ومرطب شفاه فيه لمعة بسيطة.

نظرت لنفسها جيدا. كانت تبدو.. جميلة.
هي لم يتسنى لها ان تعتني بنفسها من قبل. لم تتمكن حتى من الإنتباه لتفاصيل وجهها.
اعينها الكبيرة نسبيًا ذات اللون الرمادي المشبع ببعض الزرقة، شفتيها الصغيرتين والشامة اللتي تمتلكها على جانب صدغها الأيسر.
شكلها يبدو افضل مئة مرة من كيف كانت تبدو قبل شهر والفضل يعود للتغذية المستمرة وعدم التعرض لأي ضرب.

شعرت بالتوتر عاد اليها، لكنها ذكرت نفسها بكلمات اخيها الأكبر من الليلة السابقة.
أخذت نفسًا عميقًا وتوجهت للأسفل.

في غرفة الجلوس، كان جميع افراد المنزل يجلسون معًا ينتظرون نزول ليتيزيا من أجل تحية باقي أفراد العائلة اللذين كانوا في طريقهم اليهم.

"الم تتأخر ليتي قليلًا؟" سأل اندريا ببعض القلق وهو يناظر الدرج.
"سأذهب لكي اراها" قال اينزو وهو يهم بالنهوض من مكانه، لكن اوقفه صوت جابريل:
"لا تذهب. هي فتاة، فالتأخذ راحتها في الإستعداد.
ستنزل في اي لحظة".

"لقد كانت متوترة للغاية حول اليوم" قال انتونيو كما لو انه يحدث نفسه لكن الجميع سمعه.
"ستكون بخير" تحدث لويجي
"سنكون معها" وافقه ريكاردو على ما قاله مع الباقين.

"صراحة، لا أجد اي داعي للقلق" قال جابريل وهو يسترخي على ظهر المقعد خلفه مع ابتسامة صغيرة.
"ليتي محبوبة كثيرًا. ستكسب قلب عائلتنا وبسرعة".

حصل على عدة ايماءات بالمقابل. لقد علم الجميع كون ما قاله جابريل صحيحًا. شخصية ليتيزيا تجبر المقابل على ان يحبها حتى لو لم يرغب.
الأمر اشبه بسحرٍ خاصٍ بها هي فقط.

جذبهم صوت ارتطام الكعب الناعم مع الأرضية، وهناك رأوها. اميرتهم الصغيرة.
هي جميلة. هم يعرفون ذلك ولا ينكروه، بل حتى انهم اعتادوا على مدحها لذلك يوميًا تقريبًا كونها كانت حقيقة.

لكن اليوم.. كانت فقط تبدو اكثر جمالًا.
لم يخفى عليهم اللون اللذي اكتسبه وجهها مع اللمعة اللتي تدل على كونها أصبحت اكثر صحية من الوقت اللذي جاءت به اليهم، وكانوا جد سعيدين لذلك الأمر.

تقدمت ليتيزيا لهم تخطط للجلوس قرب والدها وإذ بها تنتبه لصمتهم المفاجئ. نظرت حولها وإذ بكل الأنظار متجهه إليها.

توترت قليلًا. هل هناك شيء خاطئ مع مظهرها؟ هل كان يجب عليها ان تختار فستانًا آخر؟ ربما الماسكارا كانت قرارًا سيئًا، من المؤكد انها قد ساحت او شيء ما وهي الآن تبدو كالباندا!

فقط قبل ان تسألهم ما الخطأ الفظيع اللذي ارتبكته بحق مظهرها، تحدث جابريل بصوتٍ يملأه الإنبهار والإعجاب:
"يا الهي، ليتي! انتِ جميلة للغاية".
اتسعت عينيها قليلًا وهي تنظر له.

"تبدين جميلة جدا، ليتي" وافق اندريا بإبتسامة.

"sei stupenda, principessa"
قال ريكاردو بإبتسامة صغيرة.
( تبدين مذهلة، أيتها الأميرة).

"جميلة، تيا" اثنى اينزو بإبتسامة صغيرة وايماءة بسيطة.

حينما انتهوا، كان وجه ليتيزيا ادكن درجة من اللون الأحمر. قامت بسرعة بالجلوس قرب والدها واخفاء وجهها في صدره، تحاول أن تختفي عن الوجود.
احاطها لويجي بيده وقهقه بخفة مع الباقين على خجلها.

"bellissima come sempre, piccola mia"
(جميلة كالعادة، صغيرتي).

همس لها وهو يقبل رأسها بخفة.

دفنت ليتيزيا رأسها في صدره اكثر لكنها ابتسمت بصدق. كانت سعيدة لما قالوه.

خارج القصر، وقفت عدة سيارات فخمة، من النوع الفاخر اللتي تنبئ فقط عن الثراء الفاحش لدى اصحابها،
في موقف السيارات.

فتحت أبواب السيارات بواسطة السائقين الخاصين وخرج الأفراد من السيارات تباعًا،
اولهم الدون السابق؛ البيرتو موريتي.

تقدموا يرأس سيرهم الجد.
كان بعض البالغين يتحدثون بهدوء فيما بينهم، والبعض الآخر اكتفوا بالصمت.
اما الأصغر سنًا فكانت اصواتهم تتعالى في المكان.

دخلوا القصر وقام الخدم والحرس بتحيتهم بإحترام.
جميعهم، سواء انكر ذلك بعضهم او لا، كانوا على أحر من الجمر للقاء أميرة المافيا الإيطالية الوحيدة بعد ثلاثة اجيال من عدم انجاب اي إناث.

الأكبر لم يخفى عليهم افتتان لويجي وابناءه الأكبر حينما يتحدثون عنها.
والأصغر علموا انها شخص مميز منذ أن انقطع أبناء عمهم الأصغر عن زيارتهم فجأة على عكس العادة.

حالما اقتربوا من غرفة الجلوس، اصوات ضحكات ناعمة انثوية جذبت مسامعهم.
عرفوا مباشرة انها تنتمي لها كونها الفتاة الوحيدة في المنزل.
الّا ان كان أحد الأولاد مصابًا بالزكام، هذا بحثٌ آخر.

دخلوا وجميعهم وقعت اعينهم على الفتاة الصغيرة اللتي كانت تقهقه بخفة مع اخوتها التوأم.
جذبت انتباههم بالكامل من الأكبر إلى الأصغر، خصوصًا بشبهها مع والدها وابنه البكر.

قام وجودهم بتشتيت انتباه لويجي عن ضحكات ابنته الرنّانة اليهم. كان عادة يشعر بإقتراب احدٍ منهم على بعد مسافة جيدة، الآن مجموعة هائلة دخلت الغرفة اللتي يجلس بها ولم ينتبه كونه كان مشغولًا بإبنته الصغيرة.

تباعًا، قام باقي الأفراد بملاحظة وجودهم ايضًا ومنهم ليتيزيا اللتي لم تستوعب متى أتوا حتى.
نهضوا مباشرة وقام انتونيو بمسك يد اخته بيده، شاعرًا بتوترها.
شكرته ليتيزيا كثيرًا في سرها، كانت تحتاج ذلك الدعم.

"ابي" حيّى لويجي والده بإحترام وايماءة بسيطة، وتبعه ابناءه الأكبر.

ليتيزيا لم تعرف ماذا تفعل. هم كثيرون جدا، وكلهم عمالقة في نظرها.
اقصرهم يبدو اطول منها بعشرين سنتيمترًا.
اشكالهم كانت مخيفة مع بنيتهم الضخمة والوشوم اللتي تملأ أجساد اغلبهم.

تمنت حقًا ان لا تزعج ايًّا منهم حتى لو بالخطأ.

ضغط أنتونيو برفق على يدها ووضع لويجي يده حول كتفها يقربها منه قليلًا.

"جميعًا. اقدم لكم ابنتي الصغرى واميرة المافيا الإيطالية الوحيدة،
ليتيزيا موريتي".
تحدث لويجي بثقة، بثبات وقوّة.
كأنه يخبرهم ان يقوموا بنقش ما قاله جيدًا في عقلهم.

لويجي يثق بعائلته، من والده إلى اخوته. لكنه لن يحتمل اي تصرف خاطئ تجاه ابنته الصغيرة.

ليتيزيا ابقت رأسها مرفوعًا واكتافها مرتخية. ليس بتعالي وغرور، لكن بثقة وقوّة.
كان واضحًا للجميع كونها متوترة، لكنها كانت تخفي توترها وقلقها وبشكلٍ جيد مما كسب إعجاب الحاضرين.

اخذت نفسًا وقالت بصوتها الناعم وبإبتسامة:
"اهلًا جميعًا.
انا ليتيزيا موريتي، تشرفتُ بلقائكم".

بتلك الإبتسامة، كسبت بعض الأشخاص بالفعل.

"البيرتو موريتي، جدك.
اهلًا بك في العائلة".
تحدث البيرتو اولًا.
منذ أن سمع ضحكاتها في البداية عرف مباشرة انها قد كسبته إلى جانبها.
لا يستطيع أن يمنع قلبه من ان يميل لحفيدته الأولى والوحيدة، كان ذلك صعبًا جدًا عليه.
وايضًا اعلمهم لويجي عن عدم قدرتها حديث الإيطالية، ففهموا كونهم يجب عليهم الحديث معها بالإنجليزية.

ابتسمت له ليتيزيا بإمتنان، مما جعل عينيه تلينان اكثر وحسب. أحبت جدا كونه عرّف عنها كجزء من العائلة.

"آلدو موريتي، عمك الأكبر وهذه زوجتي مارتينا.
اهلًا بك ليتيزيا" تكلم آلدو ببعض الرفق، ومارتينا لم تتوقف عن الإبتسام.
"اهلًا عزيزتي! انا جد سعيدة بحصولي على فتاة جميلة مثلك كقريبة لي!".
تسبب تعليقها بحمرة بسيطة على وجه ليتيزيا، اللذي كسب انتباه الجميع.

ردت عليها ب'شكرا' خافتة، وتقدم اليخاندرو للتعريف بنفسه مع زوجته بعدها اللتي ابتسمت لها نفس مارتينا.
ارتاحت ليتيزيا كثيرًا لزوجتي عمّيها، لقد كنّ يبدين لطيفتان وسيدتان راقيتان.

تبعهما بعد ذلك أبناء عمها بالتعريف عن نفسهم من الأكبر إلى الأصغر، ابتداءًا بأبناء آلدو ثم أبناء اليخاندرو.

دانتيه وايميليو كانا كما قال جابريل، يشبهون ريكاردو لكنها استغربت لماذا خافت من دانتيه كثيرًا اول مرة.
الآن حين رأته، لا يبدو بذلك السوء.

لم تعلم كون السبب ان دانتيه قد ابعد هالته العدائية عنه هذه المرة حتى لا يخيفها، بعد ما فعل ذلك فعلًا في المرة السابقة.
هذه المرة هي اخته، ليست مجرد غريبة.

باقي الأفراد رحبوا بها بلطف، وقد ذهب كل توترها.
هم لطفاء.

خاصةً ماتيو، التوأم، الونزو ونيكولا كان الحماس واضحًا على ملامحهم.
وكانوا فعلًا متحمسين لحصولهم على اخت.
كان شيئًا جديدًا وفقط.. محمّسًا.

مارسيليو ورافايل لم يشاركاهما نفس الحماس رغم ذلك.
لم يمانعا وجودها حقًا، لكن لم يهتما به كثيرًا.
تمنيا ان لا تسبب اي مشاكل وحسب لحياتهم.
خاصة مارسيليو، كان نسخة اسوأ قليلًا من انتونيو في البداية.

ليتيزيا لاحظت ذلك وكانت لا تمانعه بتاتًا. كما تفكر دائما، من الجيد انهم تقبلوا وجودها في الأساس.

لويجي واخوتها ايضًا لاحظوا، لكنهم لم يهتموا كثيرًا. علموا انها ستكسب حبهم كإخوتها كما فعلت وستفعل مع الجميع.
الأمر مسئلة وقت وحسب.

توجهوا جميعًا بعدها الى قاعة الطعام، بعد جلوسهم والحديث مع بعضهم قليلًا.

فقط قبل دخولهم قاعة الطعام، همس لها انتونيو.
"sei carina, sorellina"
(تبدين جميلة، اختي الصغيرة).

ابتسمت له بإمتنان وابتسم لها هو الآخر.
لا تصدق كيف أصبح انتونيو من اشخاصها المفضلين المفضلين في وقتٍ قصير.

ذهبت وجلست بين التوأم واستعدت لإمضاء الأمسية مع عائلتها.
تمنت ان يسير كل شيء على ما يرام.

_______________________________

الفصل الواحد والثلاثون | لقاء العائلة
انتهى.

فصل طوييييل، فوق ال5 آلاف كلمة.
طول معي أكثر من أربع ساعات إلى خمس ساعات تقريبًا.

تأخرت بسبب طول الفصل، ما ردت انهيه بدون اللقاء 😞 لكن يا متابعاتي ما عدكم صبر 😂

المهممممم، صار اللقاء، والفصل طويل، وعندي امتحانات وما راح أستطيع انزل فصل إلى يوم الأربعاء أو الخميس.

جواب على سؤال 'مواعيد الفصول'،
لا يوجد مواعيد. اذا عندي امتحان لا اكتب، وإذا لا يوجد امتحان اكتب.

قريبًا امتحانات نص السنة مدتها اسبوعين وراح انقطع اسبوعين. اعذروني، مستقبلي اهم وشكرًا للتفهم ♡

عندي سؤال مهم ما سألته إياكم من قبل،

من هي شخصيتكم المفضلة من عائلة ليتيزيا؟
( عدا الأعمام والخ كون شخصياتهم لا زالت مبهمة).

ايضًا سؤال آخر،
اسماء الدلع ( tesoro/ كنزي، bambina/ صغيرتي،
Principessa/ اميرة)
الخ..
ابقيهم بالإيطالي ولا ايطالي معرب ولا عربي؟

يعني،

Bambina / صغيرتي / بامبينا

ايًّا منهم؟

Continue Reading

You'll Also Like

4.4K 302 11
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة للفرقة الغنائية الكورية "سيڤنتين" . ملحوظة : جميع القصص من نسج خيال الكاتبة و لا اساس لها من الواقع و لا...
22.4K 841 36
أكره كم أحببتُ لمساتكِ، قربكِ مني، ابتسامتكِ، أكره كم انا غارق بحبك! ⚜⚜⚜ .... تم دعم الأفكار من "Game of Thrones" و "The king :Eternal monarch" كيم ت...
596K 31.7K 40
في ليله مليئه بالسواد هناك رجلُ ذو قلبً متصلب وراء كل عتبه حكايه ووراء كل بدايه نهايه ممتلئه بالقُتام
2.3M 163K 101
قيود، قيود وأرض تميد .. جبال من النار تحت الجليد.. حيث تتنزل الملائكة والشياطين على هيئة البشر.. لتبدأ النهاية.. ولتُحصد الأرواح وما اُخذ بالقوة لا ي...