THE HORIZON.|| الافق

By Delphi16_12

114K 8.7K 1.5K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
فصل خاص
فصل خاص.

The End

1.2K 96 29
By Delphi16_12

كانت النهايه، ولكن كان الافق بعيدا.. و لم يكن بعد قد رأى الضوء!.. و اصبح من الصعب العيش اكثر و اكثر.. ولكن، انها فقط البدايه!.. هو مازال لم يفتح عينيه بعد!

قصر ماسيو المظلم كان مايزال هادئ و كئيب.. و لكن هذه المره، بدى و كأنه سيصبح ساحه للقتل!.. لقتل شخص واحد فقط!

البعض كان سعيدا لتحرره اخيرا.. و البعض كان يشعر بالراحه لتخلصه من مشاعر قديمه سيئه.. اما البعض الاخر، كان حزينا و كئيبا و كأن العالم قد اظلم فجأه و تدمر بأكمله!

في غرفه المعيشه الواسعه الخاصه بالقصر المظلم.. وقف ماسيو متكئ على الجدار بينما ينظر للرجلين بصمت و هدوء.. كتف يده معا و دار بعينه نحو روث الذي يجلس على احد الارائك بينما يرسم على وجهه الاسمر ابتسامه لم يستطع اخفائها.. كان يجلس تماما مقابلا للأريكه التي يتواجد بها جسد إيزابيلا المشلول العاجز عن الحركه او النطق.. و بدى سعيدا جدا لتخلصه من معاناته التي دامت لفتره قصيره بدت كـ دهر بالنسبه له!.. و بعكسه، في الجه المقابله، كان جوليان ينظر للارض بصمت شديد بينما يجلس هو ايضا.. و كأنه في صدمه لن تبدأ بعد حتى تنتهي!

تنهد ماسيو و تسائل ان كان من الصواب ان يصدم إيڤان شقيقه بحقيقه فضيعه بهذه الطريقه.. مع ذلك، كان يدرك جيدا انه الحل الوحيد الذي كان يملكه حينها!.. كان جوليان يحب شقيقته بشده! و بدت دائما كـ الملاك بالنسبه له.. لم تكن لتخطئ او حتى تتسبب بمشكله لأحد!.. حسنا، هذا ما اعتقده جوليان فقط..

فضح إيزابيلا لن يكون كافيا ابدا.. و اعتقد إيڤان ان الحل الوحيد هو استدراج إيزابيلا و جعلها تفضح نفسها امام جوليان.. و كان هذا ما حصل! لقد حث إيڤان شقيقه على الذهاب بشكل منتظم لمنزل ماسيو منذ فتره.. و كان ذلك حين ادرك جوليان حقيقه إيزابيلا البشعه!.. و لم تكن لتسوء الامور ابدا إلا حين تجرأت على محاوله خطف و قتل رفيقه شخص آخر.. مجددا!

هل كانت إيزابيلا هكذا دائما؟ ولكن متى؟!. لقد كانت دائما لطيفه و لم تؤذي احدا من قبل!.. لقد كانت تدعمه دائما في كل قراراته.. بل حتى كانت تساعده في بعض الاحيان!.. هل كان كل هذا مجرد تمثيل لا اكثر!.. هل كرهته اخته حقا!.. هل كانت كوالدتها في النهايه!!؟

جوليان الذي بدى في وضع سيء.. زم شفتيه فجأه و انزل رأسه اكثر للأسفل شاعرا بالعار و الخزي.. و الأسف على إيڤان الذي اضطر لخساره رفيقته بسبب إيزابيلا!.. رفع يده ثم دلك عينيه بقوه و قضم شفتيه بشده!.. و ارتجف جسده و كأنه يبكي! .. في حين ان تقلب مزاجه المفاجئ جعل روث يزيل ابتسامته و ينظر لمكان آخر.. بينما ماسيو الذي اكتفي بالمراقبه شعر بالاسف.. و الحزن على جوليان!

كانت إيزابيلا ستموت! لم يكن إيڤان ليتركها على قيد الحياة ابدا!.. و شقيقها الوحيد لن يستطيع التدخل ايضا.. نهايه سيئه للبعض.. و جيده للبعض ايضا!

فتح الباب فجأه.. و ظهر إيڤان و هو يمشي نحو إيزابيلا متجاهلا الجميع..ملامح بارده و خاليه من الحياة تزين وجهه.. في حين ان عينه البيضاء اللؤلؤيه بدت اكثر حده من قبل.. و كأنه يمشي ليقتل فقط!.. في حين ان جسد جوليان قد انتفض.. إلا انه لم يرفع رأسه و استمر على وضعيته المعتاده فقط!

" ما الذي ستفعله الان؟"

سأل روث بهدوء و هو ينظر لإيڤان الذي كان يتقدم حتى تجاهل الجميع.. ثم وقف اخيرا امام جسد إيزابيلا المشلول.. كانت المرأه تنام على ظهرها، كلتا يديها على جانبها و لم تستطيع تحريكها ابدا.. بدت كـ جثه هامده للحظات.. إلا ان عينها الحمراء الواسعه بصدمه تنظر بفزع لكل شيء حولها.. قلبها يرتجف بدلا من جسدها.. و تسائلت ان كان سيسامحها إيڤان!! لقد كانت شقيقته اللطيفه في النهايه!

إلا انه الذي نظر لها بجمود شديد قبض على يده بقوه.. و بدى و كأنه يمنع نفسه من رفع يده و فصل رأسها عن جسدها! كانت خطته سلسه بشده.. إلا انه لم يعتقد انه قد يتأخر على إيڤا بشده!.. و رؤيه جسدها المليئ بالجروح يتلف اعصابه!

ابتلع ريقه.. ثم اغلق عينيه للحظات محاوله تهدئه اعصابه.. كانت الخطه في استدراجها ناجحه! و كان ذلك كافيا للأن فقط!.. كان يعرف انها ستلجئ إلى ماسيو!.. عند رؤيتها لإيڤا كان متأكدا انها ستصاب بالجنون و إن كانت إيزابيلا حمقاء سترتكب نفس الخطئ مجددا.. و قد فعلت!

التواصل مع روث الذي كان متعاونا بشده قد ساعده.. و ماسيو الذي وافق على مضض على خطته كان له الفضل الاكبره في ما حصل.. إلا ان المشكله الحقيقيه كانت في محاوله التحدث مع جلويان الذي لم يصدق تلك الاخبار السيئه عن شقيقته.. و اضطر إيڤان على حثه على زياره قصر ماسيو بشكل سري ليكتشف حقيقه إيزابيلا نفسه.. و منذها ، كل ما بقي هو صنع سم يشل حركتها.. لمنعها من القاء اوامر على روث او حتى جعله يحارب ضدهم!

اعتقد ان خطف إيڤا ستكون فكره جيده.. و مع انه لم يرغب في توريط رفيقته إلا انه وجوده امرا حتميا في هذه الخطه! مع انه لم يكن يتوقع ان تتعرض لكل تلك الاصابات!. لقد اعتقد انه سينهي صناعه السم بسرعه و انقاذ إيڤا قبل حدوث امر سيء لها.. إلا ان السم الذي احتاج ان يصنعه لم يكن سهلا! و اضطر للتأخر اكثر مما يجب! إلا انه فعلها في النهايه.. و انهي امرا كان يتكرر دائما! سلسله من المآسي قد انتهت اخيرا!

إيزابيلا التي كانت تنظر له بفزع حاولت تحريك فمها بصعوبه لعلها تأمر روث ليساعدها.. كانت ماتزل تمتلك سلطه عليه! كانت لاتزال سيدته و هو خادمها!.. إلا انها طالما لا تستطيع التحدث او حتى امره كان انقاذها هو امرا مستحيلا!..

" هل تعتقدين انه سينقذكِ؟ إيزابيلا"

صوت إيڤان البارد قد اجفل قلبها.. و ابعدت انظارها عن روث لتنظر لحبيبها بعين حمراء مرتعبه.. و كأنه لم يكن الشخص الذي تمنته! تلك العين اللؤلؤيه الجميله بدت قاتله.. و لم تكن لطيفه ابدا ناحيتها!.. لم يكن هذا ما ارادته! كان يجب على إيڤان ان يحبها و يحتويها فقط!.. كان هذا ما يجب ان يحصل.. إلا ان الرجل الذي كان يطالعها بجمود قد احتدت عينه اكثر ثم نطق ببرود و هو ينظر نحوها

" لا احد هنا سيفعل.. انتِ ستموتين على يدي!!"

تهديده قد ارعبها.. إلا انها لم تصدقه ابدا! كانت تعرف ان إيڤان لن يؤذيها!.. لقد كانت شقيقته اللطيفه!.. المرأه التي احبها حقا!.. و لكن ذلك لم يكن يهم ايضا! ان لم ينقذها إيڤان كان جوليان سيفعل!.. جوليان قد احبها بشده تماما مثل الاحمق! هو بالتأكيد سينقذها!.. ربما يترجي إيڤان و يبكي و كان هذا ما يجب ان يفعله الان!.. إلا ان جوليان الذي انتظرته لم يتحرك!.. بل استمر بالجلوس على كرسيه و النظر للأسفل بصمت.. و ذلك جعلها تصاب بالجنون!.. إلا ان جوليان كان ضعيفا!.. لقد كانت تمتلك ماسيو!.. لقد احبها بجنون و حاول فعل المستحيل لأجلها دائما.. لقد خطف إيڤا مجددا لأجلها..

عينها الفزعه دارت في الارجاء بصعوبه.. و حاولت العثور على ماسيو الذي يحبها! إلا ان عينها الحمراء لم تلتقط شيئا.. سوى رجل يشبه ماسيو ينظر بجمود لما يحصل.. و بجانبه، وقفت امرأه ليست بجمالها.. ولكن ماسيو كان يقبض على خصرها بتملك مقربا إياها نحوه.. و كانه تخلي عنها!.. وكأنها لم تعد تمتلك شيئا!

إيڤان الذي اخذ ينظر لعينها الفزعه الحمراء التي تكاد تخرج الدموع ابتسم بسخريه فجأه.. ثم انحني نحوها بجسده الطويل.. و همس بنبره مليئه بالتعالي و هو يطالعها بعيون بيضاء لامعه بدت مليئه بالشر!

" اخبريني.. يا شقيقتي! هل حصلتي على ما ترغبين به؟"

دموعها نزلت بصمت على خدها.. و ارتجفت شفتيها بجنون و هي تنظر للرجل الذي احبته ينظر لها بحقد!.. ما الذي حصلت عليه حقا؟ لقد خسرت شقيقها.. و الرجل الذي احبها و حتى خادمها!.. هل كان هناك من بقي بجانبها؟ لا.. كانت وحيده!! لقد تخلى عنها الجميع فجأه! ولكن هي لم ترتكب خطئ ابدا!

لقد فعلت ما اعتقدت انه صحيح!! جوليان لم يكن ملائم كـ ملك.. بل كان منصب يلائمها هي فقط!.. إيڤا كانت امرأه ضعيفه لم يستحقها إيڤان ابدا.. بل كان إيڤان يحبها هي!! ولكن هو فقط لم يدرك مشاعره بعد ناحيتها!.. و ماسيو، لقد كان يجب ان يحبها دائما! ذلك الرجل لن يستطيع العيش من دونها ابدا.. بالنسبه لها! لم يكن خطئها بل خطئ الجميع.. لأنهم لم ينظرو بشكل جيد كما نظرت هي!

ولكنها لم تدرك بعد.. ان بجاحتها قد انتهت.. و موتها قد اقترب! و ان الجميع قد مضى قدما للامام للعيش في مستقبل افضل!..و بقيت هي في دوامه من الافكار المجنونه و الغرور الذي لم ينتهي ابدا!

ابتعد عنها و استقام جسده ثم نظر لدموعها المتساقطه ببرود، في قلبه.. شعر بالاسف عليها! و في بعض الاحيان تسائل ما الذي كانت تفكر به حين جعلت الجميع عدوا لها! ولكن كما بدى شقيقته الصغيره اللطيفه لم تتواجد ابدا منذ البدايه! تجاهل امرها و استدار للنظر نحو جوليان الذي لم يتحرك ساكنا من مكانه كان ذلك حين اردف بجمود بينما ينظر لشقيقه.. كان جوليان يحتاج للقليل من الوقت مع نفسه على ايحال!

" لا يبدو لي انكِ حصلتي على شيء.. قريبا، روحكِ لن تتواجد إلا في الجحيم.. ألن يكون ذلك لطيفا يا اختي الصغيره!"

القي كلماته الاخيره بعد ان استدار ناظرا لها بينما ابتسامه مجنونه ارتسمت على محياه، و امر ماسيو بعدها بمراقبه جسدها.. كان يجب ان يذهب إلى قطيع الضوء لأحضار رئيس البرج الاحمق الذي استدعى روث.. ربما، كان يمكنه اعاده كائن العالم السفلي كما استدعاه.. و بعد ذلك، كان يجب ان يذهب لتفقد رفيقته الحبيبه!.. رفيقته التي سيبقى معها للأبد!

.
.
.

كان صوت قطرات صدئ.. بدى و كأن شيئا ما ينسكب ببطئ على ارض صلبه اعاقت نومها.. ببطئ شديد.. مجددا قطرات صغيره تنهمر برفق على الارض.. جسدها المتعب المرهق لم يشيء الاستيقاظ.. ولكن بدى و كأن هناك من حثها عن النهوض! شعرت بالتعب.. ولكن صوت القطرات ازعجها.. و جعلها راغبه في الاستيقاط لمقابله واقع مؤلم

فتحت عينها برفق شديد.. و رمشت ببطئ حين رأت ظلام حالك حولها.. جسدها كان ملقى على ارض سوداء.. و بدى و كأنها تنام على بركه مياة ضحله! شعرها الاشود الحرير قد سبح و ارتفع على سطح الماء الذي غطى جزء صغيرا من جسدها.. بدى و كأنها الكائن الوحيد الذي تواجد في ظلام لا نهايه له!.. مكان مخيف بدى مألوف للحظات! إلا انها لم تفزع و لم تكترث كثيرا، بل بقيت على حالها و استمرت بالنظر للاشيء.. نحو العلو المظلم الذي يحيطها!

نظرت لبره للظلام بجمود شديد.. و لم يبدو و كأنها حاولت اظهار رد فعل مناسب.. بل بدى و كأنها تجمدت تماما غير قادره على اظهار مشاعرها على وجهها.. بعكس قلبها! قلبها الذي تمزق لقطع صغيره بالكاد جمعتها!

حديث إيزابيلا مايزال يدور في عقلها، و بدى و كأن هناك شيء خاطئ يحصل في حياتها قد دمرها!.. بدى و كأن هناك من تلاعب بها و قتلها قبل حتى ان تكافح للنجاه!.. كان كل شيء خاطئ منذ البدايه! كانت تعرف ذلك.. كانت تعرف ان إيڤان اخفى امرا ما عنها! ولكن لم تتوقع ان تكون الحقيقه المخفيه هي حقيقه مؤلمه بشده!

هل كانت مجرد نسخه!!؟ احتياط اضافيا لإيڤان عندما فقد رفيقته الحقيقه!.. ماذا عن طفليها! هل كانا طفليها ام انهما لأمرأه اخرى كانت تشبهها!!.. بدى و كأن كل شيء كان مثل كذبه حقيقيه!.. مشاعرها التعيسه تتصاعد إلى حلقها و تجعلها راغبه في الموت عند التفكير بكونها مجرد بديل!.. ان الرجل الذي احبته لم يحبها حقا.. بل نظر لها على انها بديل لشخص آخر قد رحل منذ زمن!

انتظارها الذي دام لفتره طويله.. و توقها الشديد لرجلها و طفلها.. هل كان ذلك بأكمله مجرد كذبه!! ام ان إيزابيلا كانت تخدعها!.. لم تعرف ما هي الحقيقه.. ولكن كانت متأكده من امر واحد فقط.. ان حديث إيزابيلا قد مس روحها و قلبها.. و علقها لم يكن بعيدا عن الفوضى ابدا!

" ما الذي كنت اعيش لأجله حتى!!؟"

همست لنفسها بذبول شديد بينما تطالع الظلام المحيط بتعاسه.. لطالما انتظرت إيڤان! اعتقدت ان وجوده المتكرر في احلامها كان دليلا يخبرها ان تنتظره.. انتظارها لشخص ظهر دائما في احلامها كان جنونا.. ولكنها فعلت! لطالما انتظرته و اعتقدت انه الشخص المقدر لها.. هي فقط!، مع ذلك.. هل كان اعتقادها صحيحا!.. الان، بدى و كأن روحها التعيسه قد ذبلت و تآكلت.. و ان كانت مجرد نسخه ستفضل الموت على ان تكمل هذه الحياة!

اغلقت عينها بقوه.. و قبضت علي يدها ثم ارتجفت شفتيها بحزن شديد.. عقدت حاجبيها بألم و شعرت ان حلقها يؤلمها من خيبتها! ما الذي كان يجب ان تفعله الان!؟ تكاد تصاب بالجنون.. و تسائلت، لماذا كان يجب ان تكون حياتها مجرد كذبه!

شهقت فجأه.. و بدى و كأن دموعها على وشك الهطول و تلطيخ وجهها و رموشها السوداء.. كان ذلك حتى اهتز الماء تحتها و فتحت عينها على مصرعها حين شعرت بهتزاز اسفلها!.. رفعت جسدها بسرعه.. شعرها الطويل الذي كان الماء يحيطه انسدل على ظهرها بسلاسه و كأنه لم يكن رطبا.. كان جافا تماما، ناعما و حريريا كـ عادته.. و كأن المياه لم تلطخه كما لم تلخط ردائها الابيض!..

رمشت بتوتر شديد و هي تنظر للظلام حولها.. على يمينها و يسارها بحذر.. ولكن، لم يكن هناك شيئا حقا! لقد كانت في مكان مظلم خالي من الحياة.. ربما كانت في حلمها بعد ضرب إيزابيلا لها!؟ او ربما لا..

المياة الغريبه تحتها استمرت بالاهتزاز.. و مع الوقت، بدى و كأن زلزال على وشك القدوم.. ولكنها لم ترى شيئا و لم تعرف ما الذي يحدث حقا!! مما جعل قلبها يقرع بقوه و بهلع.. و لوهله نسيت حزنها و اكتئابها!.. وقفت بترنح على المياه الضحله التي بدى و كانها ترتفع و كأن هناك من يملئها.. قربت يديها من صدرها.. ثم نظرت بقلق يصاحبه هلع مرسوم في عينها و هي تنظر للفراغ الاسود.. و تسائلت ما الذي يحدث فجأه!.. ربما، هو كابوس من كوابيسها المعتاده!

مع ذلك، بدى كابوس غريب.. و بدى و كأنها كانت في مكان حقيقي خالي من الحياة!.. و ادراكها لغرابه ما يحدث جعلها تتراجع للخلف ببطئ شديد.. لعلها تصل لنهايه هذا الظلام!.. إلا انه، في مكان بعيد في الظلام.. ظهرت اعين بيضاء واسعه تنظر لها بأتساع مخيف!!

فزعت، و قرع قلبها بجنون.. ثم تجعدت ملامحها بخوف.. لم ترى هيئه حقا، كل ما رأته هو اعين ترى من الظلام.. و ببطئ شديد، في الظلام الدامس.. و على المياه الصافيه، اهتز كابوسها فجاه و جعلها تجفل بقوه حتى سقطت مجددا على الارض الصلبه.. صرخت بصوت عالي لوهله.. و تطاير شعرها الاسود حول كتفيها، رفعت رأسها للأعلى بخوف و شعرت انها لحظاتها الاخيره.. ثم رأت بين الظلام وحوشا سوداء ضخمه.. مخيفه من دون ملامح، العين البيضاء الدائريه هي ما ميزتهم.. و الابتسامه المتسعه المليئه بأسنان حاده مرعبه.. و لم ترى في حياتها مثل هذه الكائنات مخيفه التي تنظر لها بعين جاحظه فضوليه..

زحفت للخلف ببطئ بينما تنظر للوجوه التي اتضحت امامها.. و تجمد وجهها بخوف شديد بينما تنظر للأمام.. معتقده ان الهدوء في هذه اللحظه سينقذها.. إلا ان اصوات الهمس قد جمده اوصالها.. و ادركت حينها، هل كان هذا المكان يحتوي على نهايه حتى!

" انهم يشعرون بالفضول فقط.."

صوت مألوف اجفل قلبها المضطرب.. تجمد جسدها و شعرت بعرق بارد يتصبب منها، ضغط هائل قد خنقها و ارجف اطرافها مما جعلها عاجزه عن الاستداره.. خائفه من ما قد يحصل إذا نظرت خلفها.. لصوت الرجل الغريب الذي ظهر فجأه من دون مقدمات

" لن تموتي.. ليس الان "

تحدث مجددا بغموض اجفلها اكثر.. إلا ان الصوت الذي كان باردا في السابق بدى اكثر هدوئا و لطيفا.. و حينها، تذكرت انه صوت مألوف! ذات الرجل الذي حدثها في احد احلامها و احتفي و كأنه لم يتواجد من قبل!.. تنفست بأضطراب و اغلقت عينيها بتوتر شديد قبل ان تفتحها بعد ان استجمعت شتات نفسها.. ثم استدارت بجسدها ببطئ نحو الخلف للنظر للرجل الذي لم يمنعها من رؤيته كـ السابق.. و ببطئ شديد اثناء استدارتها اتسعت عينيها السوداء بجنون و بدى و كأن قلبها قد توقف عن النبض و هدئ صخبه!

كان الشعر الابيض حريريا بشده، قصيرا متساقط على جبين الرجل.. اذنان طويله تشبه الجنيات قد اختفت خلف شعره.. حواجبه البيضاء المرسموه بدت كـ خيوط لامعه تشتعل في الظلام.. رموشه الطويله البيضاء كانت متشابكه بأحكام معا.. في حين انه رفضل فتح عينيه و اغلقهما بأحكام و حينها ما استطاعت رؤيته هو شامتين صغيرتين تحت عينيه اليمني، مرسومتين بأتقان شديد بشكل عمودي تحت بعضهما البعض.. و مع انه كان مغلق العينين إلا انه نظر للأمام بوجه مستقيم خالي من الملامح.. باهت و حزين، وحيد و كأنه فقد كل شيء بالفعل!

" ا. إيڤان..!!؟"

نبست بعدم تصديق بينما تنظر له للأعلى بعين متسعه ضائعه! بدى صوره طبق الاصل عن حبيبها.. بدى تماما و كأن الشخص نفسه يقف امامها!.. إلا انها رمشت بأضطراب اكثر حين ادركت وجود الشامتين.. إيڤان لم يمتلك اي شامه على جسده او حتى وجهه! بعكس هذا الرجل.. و حين استمرت بالنظر اكثر.. ادركت اذن الرجل الطويله المشابه للجنيات و الوحوش.. بهتت ملامحها، و ادركت انه ليس الشخص الذي تتوقعه.. في حين ان الطرف الاخر الذي سمح لها بتفحصه قد نطق احيرا بصوت باهت مليئ بالهدوء موضح اكثر لها.. بينما تقدم ناحيتها تحت انظارها لينحني و يمد يده لها

" كلا، لست هو.. ولكن يمكنكِ ان تطمأني.. انا لن اؤذيكِ ابدا"

شعره الابيض قد انحني معه.. و مع انه كان يمشي مغلق العينين إلا انه وصل نحوها من دون معاناه.. اذنه الطويله البيضاء قد اتضحت اكثر بالنسبه لها.. و هي التي نظرت له لبرهه بقلق.. و ليده الممدوده بتردد.. ثم ببطئ شديد رفعت يدها و امسكت يده الممدوده و حينها رفعها الاخير لتقف على قدمها بجانبه.. رفعت رأسها نحوه.. و لاحظت فرق الطول بينهما إلا انها لم تعلق كثيرا.. لم يكن هذا مهما بقدر اهميه معرفه هويه هذا الشخص الذي ظهر من العدم!

" م. من انت؟"

سؤالها لفت انظاره مما جعله يستدير ناحيتها.. إلا انه لم يفتح عينيه و انحني برأسه للأسفل حيث يفترض انها ستكون.. و حينها صمت غريب دام لثواني.. إلا ان ذلك الصمت قد اختفى حين دوى صوته الهادئ و هو ينطق بنبره خامله خاليه من الحياة

" انا هي الروح التي تم نسيانها "

حديثه الغامض لم يعجبها.. و بدى و كانه مس قلبها و عقلها، ثم شعرت برغبه غريبه في البكاء تجتاح نفسها.. و تسائلت ما الان فجأه!! كان هناك شيء خاطئ حول هذا المكان.. حول هذا الرجل الذي ظهر امامها مجددا! كان هناك شيء خاطئ يجري و لكنه يؤلم قلبها.. وكأنها نسيت امرا مهما جدا بالنسبه لها!

قلبها الذي كان يؤلمها بدى مضطرب و لم تعد تستطيع فهم نفسها ابدا.. و ذلك حين بدى و كأن الشخص الاخر لاحظ ذلك.. استدار مبعدا وجهه عنها و نظر بشكل مستقيم للأمام ثم همس بنبره باهته كعادته

" اكره اظهار نفسي لأحد.. اكره ان يراني الاخرين.. لذلك، عليكِ ان تفهمي انا لم اقبل بالظهور امامكِ للتباهي بتشابهي مع رفيقكِ"

إيڤا التي بدى و كأنها تمتلك الكثير من الاسأله للرجل المجهول تم اعاقتها مجددا.. ولكن هذه المره بنبره اكثر بروده جمدت جسدها و عقلها

"...جسدكِ ضعيف جدا، انه يتهالك و يموت ببطئ شديد.. افترض انكِ تعرفين هذا "

رمشت لبضع مرات بتوتر و لم يبدو و كانها قد استوعبت كلماته بعد..إلا ان تذكرها لجسدها الضعيف و دمائها التي تتقيئها جعل جسدها يتجمد و تصاعد برد غريب إلى اوردتها مظهرا خوفها الشديد!

كان جسدها يصبح اضعف مع الوقت.. و هو الذي كان يراقبها من بعيد في الظلام عرف هذا، احتاج لأستدراجها إليه ولكن لم ينحج بهذا.. و لم يستطع تنويمها كما فعل في السابق بسبب جسده الضعيف.. كان فقط يرغب بالمساعده، حتى و ان لم يقل هذا بنفسه!

إيڤا التي سمعت حديثه لم تستطع تصديق كلامه!! لا يجب ان تموت الان!.. كان يجب ان تبقي مع إيڤان اكثر.. و ماذا عن إيزل و طفلها الاخر الذي لم تدرك وجوده إلا منذ بضع ساعات!.. و ماذا عن إلين! كيف يمكنها ترك شقيقتها وحدها في هذا العالم المخيف!..

ارتجف جسدها بخوف.. و رفعت يدها تحتضن بها جسدها المرتعب بينما تنظر للأرض السوداء الضحله بضياع.. و تسائلت، هل كانت نهايتها قريبه؟ ولكن هل يجب ان تصدق هذا الرجل؟ الرجل الذي لم تعرف من يكون و لم يحاول حتى اخبارها بهويته!

" ا. انا لا اصدقكَ! كيف يمكنني تصديق شخص لا اعرفه!!. انت فقط تحاول اخافتي!"

تحدثت بصوت مضطرب مليئ بعدم التصديق بينما تنظر للأسفل.. عينها السوداء كانت متسعه و لامعه و كأنها تنذر بهطول دموعها.. ولكنها لم تبكي! لقد كان شخص غريبا.. و لم تكن مستعده لتدمير مزاجها اكثر حين تصدق كلام لا اساس له!

إلا ان الرجل الذي سمع حديثها قد استدار برأسه ناحتيها.. و بقي للحظات يستشعر قلقها و خوفها.. و بهدوء شديد.. تقدم نحوها حتى وصل إلى مساحتها الشخصيه مما جعلها ترفع رأسها ناحيته ناظره له بضياع و توتر شديد.. و مع انها لم تعرفه، إلا انها لم تشعر بالخوف منه.. بل بدى مألوف بالنسبه لها.. كـ شخص كانت تعرفه دائما منذ زمن طويل!

رفع يده فجاه ببطئ شديد و تزامنا مع ذلك رفع اصبعه السبابه ثم لمس جبينها.. و اغلقت عينيها كرد فعل تلقائي.. في حين انه الذي لم يرغب بفتح عينيه قد همس بكلمه واحده لم تفهمها.. و لمع ضوء غريب على جبينها.. و في تلك اللحظه.. تدفقت الكثير من الذكريات إلى عقلها!

فتحت عينها بأتساع بينما تستقبل ذكرياتها المفقوده.. ذكريات حياوتها السابقه.. حياتها مع إيڤان و كيف ألتقت به.. السحر الاسود الذي تم استخدامه لأعادتها و معاناتها بسببه.. كيف ماتت و حتى كيف خسرت طفليها.. من هي إيزابيلا و حتى ماسيو.. لقد تدفقت الذكريات حتى لمعت عينيها و هطلت دموعها بصمت شديد.. ثم رفعت يدها و غطت فمها بقوه مانعه نفسها من الصراخ.. بينما الرجل الذي اعاد ذكرياتها قد ابتعد عنها مسافه آمنه و هو يستشعر حالتها المضطربه التعيسه.. ثم نطق بعد بره و هو مغلق العينين

" هل تصدقيني الان؟ ستموتين دائما بغض النظر عن الظروف.. لذلك هل تريدين ان تعيشي؟"

نبرته الاخيره بدت لطيفه!.. لطيفه بشده و كأنه يطمأنها و يبث الهدوء في قلبها.. في حين هي التي اجهشت بالبكاء قد اومئت بسرعه شديده و هي تمسح دموعها بيديها بعنف

" ن. نعم!.. ارغب بالبقاء مع الجميع!.. ارغب برؤيه إلين و إيڤان بشده.. ارغب بحمل طفلاي بين يدي و البقاء معهما لفتره اطول!"

مازال هناك الكثير ينتظرها! لقد سأمت من تكرار ماضيها التعيس! سأمت من ترك إيڤان خلفها دائما.. تركه و حيدا و جعله يضحي بنفسه لأجلها!.. كان هناك الكثير في قلبها.. ارادت التحدث مع رفيقها و استرداد حياتها القديمه!.. استرداد طفليها و احتضانهما بين يديها!.. و حينها ادركت، لم تكن نسخه او بديل.. لقد كانت ذات الشخص الذي رغب رفيقها بعودته.. الشخص ذاته الذي ضحى بكل شيء للحصول عليه..

رغبتها الشديده كانت واضحه بالنسبه له حتى و ان لم يفتح عينيه لرؤيتها.. و ذكرته بنفسه! كان ايضا شخص قد تمنى ان يعيش حياة سعيده.. ولكنه يأس من التمنى و كره الانتظار.. لقد كان يدرك ان الموت هو افضل قرار له! لذلك.. لم يتردد ابدا بالظهور امامها و كأنه مارد يمكنه تحقيق الامنيات!.. ولكن بعكس المارد الذي يحقق الامنيات.. كان يستطيع تحقيق امنيه واحده لها!.. امنيه اخيره و فرصه اخيره.. مثل الأمل الذي يظهر دائما من بين الظلمه!

كان هو الظلام! و قد تعلم ان اللطيف مع الاخرين قد يجعله يندم بشده.. و سيدخل في دوامه من اليأس و الحزن لن تنتهي ابدا!.. تعلم ان الارض التي تعيش عليها الارواح قد تكون رائعه.. ولكن من يعيش عليها قد جعلوها مكان بائس لا يمكن تحمله!.. لم يحب مساعده الاخرين! و لم يحب ان ينظر له احد او يحدثه!.. فضل دائما البقاء وحيدا لأن الوحده هي ما يلائمه!.. ولكن هذه المرأه، لم يستطع تركها!

كانت تذكره بيأس قد دمر روحه!.. و قصتها بدت مشابه لشخص يعرفه.. لم يستطع تركها و عدم التدخل!.. كيف يمكنه ان لا يتدخل عندما يكون الطرف الاخر هو والدته!.. المرأه التي كانت ستنجبه.. المرأه التي لم تعرف بوجوده ابدا..!

" استطيع مساعدتكِ.. ولكن، قبل هذا هل يمكنكِ ان تجيبي على سؤالي؟"

سأل فجأه بصوت باهت لفت انتباهها.. و بينما هي تمسح دموعها.. ابتلعت ريقها و رفعت رأسها تنظر له.. و للمره الاولى حاجبيه قد عقدا بألم بينما عينيه المغلقه قد انكمشت و بدى حزين بشده... و كأنه يحاول الفرار من شيء ما!.. في حين هي التي لم تجب اكتفت بأيماء برأسها من دون ادراك ان الرجل الذي يقابلها مغلق العينين.. إلا انه شعر بحركتها.. و نطق بنبره باهته خاليه من الحياة

" هل ستسامحين رفيقكِ ان قتلك؟"

السؤال المفاجئ بدى محيرا و مريبا بالنسبه لها و كل ما فعلته هو النظر له مطولا بهدوء شديد مع دموع مالحه ملتسقه على خدها.. لم تعرف ما الذي يجب ان تقوله ايضا، لم تفهم من يكون هذا الرجل.. او ما الذي يريده حتى..او لماذا قرر مساعدتها فجأه! ولكنها ممنونه و كل ما كانت تستطيع فعله هو الاجابه بصدق على سؤاله الذي طرحه.. ربما يريح قلبه بطريقه ما!

" انا لا اعرف.. ولكن إيڤان لن يقتلني ابدا!"

لم تكن تعرف ما الذي ستفعله في وضع مماثل! هل كانت ستسامح إيڤان حقا ان قتلها!؟ لم تجرب الامر من قبل!.. ولكنها كانت تعرف ان إيڤان لن يقتلها.. و بدلا من ذلك هو سيفعل ما يتطلبه لأعادتها لجانبه!.. و كان هذا ما يفعل طوال الوقت!..

اجابتها الصريحه.. بدت كـ سم قاتل بالنسبه له.. سم نهش قلبه و قطعه لأجزاء صغيره.. ولكنه لم يظهر ذلك، و بدلا من هذا ابتسم بسخريه للمره الاولى.. و للحظات ضحك بصوت عالي اجفلها.. رفع يده و ابعد شعره الابيض عن جبينه و حينها اتضح لإيڤا الشبه المخيف بينه و بين إيڤان

حاجبيه قد عقدا بحزن شديد و ابتسامته الساخره كانت تعيسه إلا حد ما.. و بينما إيڤا لم تفهم شيء.. لاحظت اذنه الطويله الهابطه بحزن شديد.. منحنيه للأسفل و كأنها اظهرت تعاسته و رغبته في البكاء!

" ما الذي توقعته على ايحال!"

همس لنفسه بصوت مهزوز! و امكنها سماعه بوضوح.. إلا انها لم تستطع فهم حديثه.. و لم تستطع معرفه نواياه.. لقد كان غريبا و مريبا.. إلا انه لم يكن يبث الخوف في نفسها ابدا!.. بل بدى و كأنه الأمان الذي تحتاج إلى وجوده في هذه الظلمه!

ضحكاته كانت تختفي ببطئ شديد.. و انزل يده مبعدا إياها عن شعره مما جعل من خصلاته البيضاء تسقط على عينه مجددا.. و انزل رأسه هذه المره للأرض السوداء بصمت.. و لم يرغب بالتحدث لفتره طويله.. في حين ان إيڤا التي رأت تقلب مزاجه شعرت بالقلق عليه.. و بدى و كأن هناك شيئ ما يحثها على الذهاب و احتضانه بين يديها لمواساته.. إلا انه تحدث معها فجأه بصوت اكثر جمودا.. و لم يشيء رفع رأسه ابدا نحوها

" عليكِ التضحيه بروح قويه لتغير مصيركِ، يمكن للتبادل ان يجعلكِ تعيشين بعدها لفتره طويله بقدر رفيقكِ"

كان الامر بسيطا جدا! عليها ايجاد اضحيه ذات روح قويه لتبديل حياتها القصيره مع حياة شخص كان من المقدر له ان يعيش لفتره طويله.. ان فعلت هذا يمكنها العيش بسعاده.. و العوده لحياتها الطبيعيه مع من تحب!.. مع ذلك، حديثه بدى سيء بالنسبه لإيڤا التي اتسعت عينها بخوف.. و نفت برأسها بسرعه و هي تنطق بفزع

" ا. انا لا اريد قتل احد!! لا اريد التضحيه بأحد!!"

كان مفهوم الاضحيه امر واضح حتى بالنسبه للبشر! كان تعرف انه تصرف سيء و غير انساني ابدا.. و لم يفعله سوى من يتحكم بالسحر الاسود!.. مع ذلك كان هذا هو الحل الوحيد لها للنجاة بسعاده..

" انا لم اقل انكِ يجب ان تقتلي احدا.. سنضحي بروح تائهه "

حديثه جعلها مطمأنه إلا انها مازالت تشعر بعدم الارتياح عند التحدث عن التضحيه.. ان كانت روح تائه او حتى شخص لايزال على قيد الحياة.. مفهوم التضحيه سيبقي هو ذاته! الموت لأجل شخص آخر و كان ذلك امرا تمقته بشده.. كانت ترغب بالعيش بسعاده بطريقه مسالمه.. بطريقه لن تؤذي بها احد ابدا!.. مع ان ذلك مستحيل! لطالما كان هناك شخص يجب ان يتأذي لأجل الاخرين.. لجعل الجميع سعداء.. كان لابد ان يكون هناك شخص تعيس حزين لم يعرف احد عنه!

" م. من اين سنأتي بروح تائه؟"

شعرت بالانزعاج و لم تحب ما تسأل عنه ابدا.. إلا انها ان كانت ترغب بالعيش براحه.. العيش بسعاده مع الجميع كان يجب ان تضحي ايضا! تماما كما فعل رفيقها لأجلها.. كان يجب ان تفعل شيء لأجله!

" سأهتم انا بهذا الامر.. كل ما عليك فعله هو نطق كلمه القبول "

اجاب بنبره باهته.. في حين انها التي استمرت بالنظر له للحظات ابتلعت ريقها بصعوبه.. و همست بكلمه القبول بصوت مرتجف مليئ بتأنيب الضمير.. في حين ان الرجل الذي سمعها رفع رأسه فجأه.. و تقدم نحوها حتى وصل إلى مساحتها الشخصيه.. ثم مد يديه امامها و اخبرها ان تضع يديها على كفه.. و هي التي شعرت بالتردد لم تمتلك القوه للرفض.. و بدلا من ذلك رفعت يديها.. ثم وضعتهم على يديه و في المقابل امسك بيديها برفق شديد

و بعد لحظات.. همس ببضع كلمات لم تفهما إلا انها رأت ضوء ابيض يظهر بين الظلام.. و شيئا فـ شيئا المكان المظلم الذي احتواهم قد تحول لصفحه بيضاء خاليه من الشوائب.. مكان ابيض شاسع لم تعرف نهايته.. ملائم تماما للرجل الذي يمسك يديها برفق شديده..

فجأه، ضوء اصفر قد غطي كل جزء من جسدهما و تطاير حول شعرها و كأنه يلتقطه و يجعله يطفو للأعلى، ضوء ساخن احتضنهما بدفئ شديد.. في حين هي التي لم تفهم شيئا قد استمرت بالنظر للرجل بهدوء.. و مع ذلك، قلبها قد اعتصر بألم و لم ترتح لما يحصل حولها ابدا.. إلا ان النظر لخصلات الشعر البيضاء المتطايره جعلها تتذكر إيڤان و هدئت لبعض الوقت.. ثم فجأه الرموش الطويله البيضاء قد انفصلت.. و ببطئ شديد فتح عينيه و ظهر لو ابيض باهت اكثر غرابه.. عين بيضاء مشابه لإيڤان ولكنها حزينه و تعيسه اكثر من اي شخص آخر رأته.. ثم تحرك فمها من تلقاء نفسها و سألت من دون وعي

" ما هو اسمكَ؟"

ولكنه لم يجب.. بل رمش لوهله و هو يطالع للامكان، ثم ابتسم بخفوت شديد لها.. و تحدث بعد ان تقوست عينيه بسعاده.. تماما كـ إيڤان عندما يبتسم

" عندما تفتحين عينيكِ عيشي حياة سعيدة.. و لا داعي للقلق بشأن جروحكِ.. ستشفى قريبا.. ايضا لا تغضبي كثير من والدي، افترض انه اخفي الكثير لأجل مصلحتكِ"

" ماذا.."

صمتت لوهله.. ولكن عينها قد اتسعت بصدمه كبيره حين ادركت كل شيء.. و حاولت نزع يدها من بين يديه بسرعه إلا ان الاخر الذي اعاد اغلاق عينيه اختفي ببطئ بين الضوء الاصفر و همس بالوداع لها ثم اختفي و اختفى كل شيء معه.. تماما و كأنه لم يتواجد من قبل.. و رحل حينها.. بعد ان حصل على اجابته!

و في الطرف الاخر.. فتحت عينيها بفزع شديد و نظرت للسقف العلوي للمنزل بعين سوداء متسعه.. شعرها الاسود الملقي على الوساده كان ينذرها انها على ارض الواقع.. تنفسها السريع جعلها توقن انها خرجت من ذلك الحلم اخيرا.. و انها خسرت ايضا!

رفعت جزئها العلوي مما جعل شعرها يهبط و يلتسق على ظهرها بينما وضعت يديها على فمها بعدم تصديق و هي تنطق بضياع شديد من بين دموع قد تجمعت و تناثرت على خديها

" م. ما الذي فعلته؟!!"

لقد اخطأت! كان اختيارها هو الامر الذي لا يجب ان توافق عليه.. كان فخ لا اكثر و قد وقعت هي به!. كان يشبه إيڤان! لقد غفلت عن هذه الحقيقه الواضحه.. كان يعرفها ولكنها لم تعرفه.. لقد كان دائما معها في كل مكان ولكنها لم تدرك الامر.. لقد ساعدها مع انه لم يحب مساعده الاخرين.. كان يحاول اخبارها بهويته ولكنها لم تفهمه ابدا.. لقد اضاعت فرصه احتضانه بين يديها.. كان طفلها! لقد كان الروح التائه التي تحدث عنها!.. صغيرها الذي ضحي بروحه لأجلها حتى تعيش بسعاده!

" ل. لا يمكن لهذا ان يحصل!! ك. كيف يمكنه ان يفعل هذا بي!!؟"

ارتجف جسدها اكثر.. و في كل مره تتذكر الوجه المبتسم ينقبض قلبها بألم شديد.. لقد قتلت طفلها! لقد قتلت احد طفليها و لم يكن هناك طريقه لأعادته إلى جانبها مجددا! أنت بألم شديد.. و ضربت صدرها بقوه و بكت بحسره شديده.. ثم شعرت بقلبها يتآكل و يتهشم لأطراف صغيره!.. و من بين دموعها المنهمره.. سقط شيء امام وجهها و هبط ببطئ على السرير.. انفاسها كانت لاهثه و وجهها المحمر الدامع جعل من الصعب عليها الرؤيه إلا انها شعرت بما سقط عليها.. و ذلك حين رفعت يديها المرتجفه و مسحت دموعها بعنف شديد.. ثم رفعت يدها و امسكت ما تهاوي برفق على السرير..

كانت ورقه واحده متساقطه من زهره سوداء.. حملتها برفق شديد بين كفيها.. و رفعت رأسها ناظره للأعلى بعين محمره باهته.. و شهقت فجأه، ثم ابتلعت و اعادت النظر للورقه السوداء على يدها.. و حينها ابتسمت بخفوت شديد.. و قربت الورقه من قلبها ثم تمتمت بنبره متحشرجه و هي تتذكر كلماته الاخيره

" ا. انا اعرف صغيري.. لن ابكي مجددا، و سأعيش بسعاده"

بدى و كأنها رساله من طفلها الصغير.. رساله تخبرها ان تعيش بسعاده.. انه ليس نادما على ما فعله ابدا، لقد اراد منها ان تعيش بسعاده.. و لم يطلب اكثر من هذا.. رفعت يدها و مسحت دموعها ببطئ شديد.. ثم نظرت حولها بتفحص.. لقد كانت غرفه نوم متوسطه الحجم.. مليئه بأثاث مألوف بالنسبه لها!.. و لم يبدو و كأنها اخذت للكثير من الوقت لأدراك انها غرفتها هي و إيڤان.. اخذت زفيرا طويلا ثم لفت نظرها على الجانب من سريرهما سرير خشبي صغير لطفل رضيع.. و كان ذلك حين شحب وجهها فجأه و بدى و كأنها على وشك البكاء مجددا!

إلا انها لم تفعل.. و بدلا من ذلك ابعدت البطانيه عن جسدها و وضعت قدمها على الارض ثم توجهت نحو السرير الصغير.. وضعت يديها على الخشب و تحسسته ببطئ بينما تنظر لداخل السرير الفارغ.. و كان ذلك حين لمحت دميه دب صغير، اغلقت عينيها بقوه.. و قضمت شفتيها بينما تتذكر صغيرها الراحل..بدى و كأنها على وشك البكاء مجددا و النحيب على خسارتها.. كانت أم!! و لم نكن هناك ام قد تتخطى رحيل طفلها ببساطه!!

" إيڤا.. هل جسدكِ بخير؟"

صوت رفيقها الهادئ المليئ بالقلق اجفلها و جمد جسدها بأكمله.. سماع صوته جعلها ترغب بالبكاء اكثر و رغبت بالارتماء بين احضانه لعله يخفف عنها ولو قليلا.. إلا انها لم تفعل! بل بقيت على حالها متجاهله الاستداره له.. كانت تتذكر، اخر ما رأته في ذلك المنزل عندما خطفها ماسيو.. لقد رأته هناك! رأت الجميع هناك..ولكنها كانت هامده الجسد غير قادره على الحراك..

بدى و كأنه الامر له علاقه مع إيڤان! و كانت غاضبه.. حزينه و منزعجه منه لأخفاء الكثير.. و لم تشيء بعد الاستداره و الارتماء بين احضانه!.. إلا ان إيڤان لم يفهم نواياها ابدا.. بل شعرت به يمشي نحوها عندما لم يحصل على اجابه.. و ذلك جعلها تصرخ به قائلا بصوت متحشرج

" لا تقترب مني!!.. لا تحاول لمسي حتى انا لا اريد رؤيه وجهكَ الان! "

توقف عن التقدم و اكتفي بالنظر لظهرها الذي يرتجف بصمت.. بدى و كأن جروحها قد شفيت بطريقه ما.. و مع غرابه ذلك، إلا انه لم يهتم كثيرا.. رفيقته كانت تبكي! يمكنه ادراك هذا حين ينظر لذلك الجسد الصغير المرتجف خاصتها.. رأسها المنحني للأسفل و هي تقف امام سرير الطفل الخشبي.. نبره صوتها الممزوجه بالحزن و الغضب كانت فقط تنذره بشجار قادم.. ولكنه لم يهتم لحقيقه غضبها منه! لقد اشتاق لها.. اراد احتضانها و النوم على صدرها.. كان بالفعل قد اكتفي من الابتعاد عنها!

حرك قدمه مجددا و هذه المره اكتفي بالنظر لظهرها بعين بيضاء باهته و هو يسأل بهدوء شديد

" هل انتِ غاضبه مني؟.."

صوت خطواته كان واضح لها.. و ذلك جعلها ترتجف اكثر، قضمت شفتيها بقوه.. و اغلقت عينيها بشده حتى سقطت دموعها ثم صرخت بغضب و هي تحدثه.. مترجيه لعله يتركها لوحدها قليلا

" قلت لك لا تقترب مني!!.. لا تتحدث معي ارجوك! ليس الان! "

همست بنبره مرتجفه في النهايه.. و تمنت ان يتركها و يرحل.. كانت تحتاج بعض الوقت لوحدها، للتفكير بشكل جيد و عدم إيذاء احد بحديثها اثناء غضبها.. و خاصه عندما يكون الطرف الاخر هو إيڤان! لقد كان يشبه طفلها! كان رفيقها و الشخص الذي تحبه.. و لم ترد التفوه بالهراء امامه و جرح مشاعره.. لقد كان بالفعل قد اخذ كفايته من كل ما جرى حوله!!.. زمت شفتيها بعبوس شديد.. ثم انزلت رأسها اكثر مما جعل شعرها الطويل يغطي جانبيها و همست بنبره فشلت في جعلها متزنه بينما تحدثه

" ا. انا بخير.. جسدي بخير و لا اتألم في اي مكان.. لذلك اذهب، اتركني لبعض الوقت!"

و مع انها تمنت ان ينصت لها.. إلا انه لم يفعل ابدا! لم يحب صوتها المرتجف الحزين.. و لم يحب رؤيه جسدها الصغير المهزوز.. و كأنها رأت شيئا اسقطها في دوامه من البؤس.. تقدم نحوها، ثم وقف خلفها تماما و نظر لشعرها الاسود بصمت قبل ان يرفع يديه و يقترب اكثر ليحتضن خصرها بين يديه.. وضع رأسه بين رقبتها و ثم تحرك ببطئ شديد و هو يستنشق رائحتها الحلوه.. و همس حينها بصوت خافت قرب اذنها لعلها تنفتح له اكثر

" لماذا انتِ غاضبه مني إيڤا.. انا لن اعرف اذا لم تخبريني"

إلا ان إيڤا لم تتحدث و بدلا من ذلك.. ارتجف جسدها اكثر بين يديه و لم يدو و كأنها تحاول المقاومه او حتى الفرار منه.. سمع صوت انينها الحزين.. و ذلك جعله يحتضن خصرها اكثر مقترب منها بشده ثم همس قرب اذنها بصوت اخش رقيق

" انا احبكِ.."

سماع تلك الكلمه جعلها نتنفض اكثر.. ثم ارتجفت شفتيها و هطلت دموعها بجنون متذكره طفلها الذي رحل.. و تسائلت كيف ستصارحه انها من تسبب بقتل احد طفليهما.. استدارت نحوه بسرعه و حاولت ابعاده عنها بعنف بينما تتجنب النطر لوجهه.. ولكنها لم تستطع مما جعلها تضرب صدره بقوه بيديها المرتجفه و هي تهمس له بالابتعاد.. إلا ان إيڤان الذي رأى حالتها عقد حاجبيه بحيره و حاول تهدئتها بينما يمسك يديها لعلها تتوقف إلا ان الاخرى قد صرخت بصوت عالي و هي تبكي بشده

" توقف!..لا اريد سماع المزيد اتركني وحدي!! "

حاولت الفرار من بين يديه بصعوبه إلا ان قبضته القويه لم تساعدها ابدا.. في حين انها التي رفضت رؤيته استمرت بالترجي بهمس شديد له لعله يتركها قليلا.. إلا ان إيڤان لم يفعل و بدلا من ذلك.. كشر عن انيابه و عقد حاجبيه بأنزعاج شديد.. ثم دفع جسدها بأكمله نحو السرير الصغير مما تسبب في صدمه لها.. انحني جزئها العلوي و كادت تسقط للخلف إلا ان يده قد امتدت خلف ظهرها بسرعه ليثبتها في حين انه صرخ بصوت عالي مليئ بالغضب بينما ينظر لها بعين بيضاء لامعه

" لماذا دائما تتجنبينني حين تواجهين مشكله إيڤا!! "

الصراخ العالي قد اجفلها و جمد جسدها، و كانت تلك هي اللحظه التي رفعت رأسها لتنظر له بعين سوداء متسعه بصدمه، وجهها الاحمر و رموشها المتسخه بدموعها هو اول ما رأه و حينها عبس اكثر و اظلمت هالته حوله.. و ذلك جعلها تزم شفتيها بعبوس قبل ان تلمع عينها بدموع ساحنه.. و ذلك حين تبخر غضبه بسرعه و تلبكت ملامحه ثم ازداد الوضع سوء حين بكت أيڤا بصوت عالي و تناثرت دموعها امام وجهه..

نظر بضياع لها.. و لم يعرف ما الذي يجب فعله حينها.. شعر بالتلبك و التوتر و ارتجف جسده اكثر حين اشتد بكائها اكثر و ذلك جعله يرجع لأحتضانها بقوه بينما يحاول تهدئتها

"ا. انا اسف لن اصرخ مجددا.. فقط اخبريني بما يزعجكِ.. انا دائما هنا! سأكون بجانبكِ!"

رفع يده نحو رأسها و ربت عليها بيد مرتجفه في حين هي التي شعرت لوهله بالأمان.. احتضنه بالمقابل و دفنت رأسها على صدره ثم تحدثت بحديث غير مفهوم متداخل

" ط. طفلي قد رحل!!.. و، و انت ايضا كنت برفقه إيزابيلا.. ل. لقد ضحي بنفسه لأجلي...ا انا اتذكر كل شيء و و كنت حمقاء بشده.. و سمانثا.. هي ماتت و و ا. انا لا استطيع تحمل هذا الامر! "

لم يفهم الكثير من ما تحدثت عنه.. و لكن اخبارها له بأنها تتذكر كل شيء كان كافي بالنسبه له لفهم ما يحصل معها.. ابتلع ريقه.. و احتضنها بقوه شديده ثم تحدث بسرعه و هو يحاول توضيح نفسه

" لا بأس، اهدئي.. سأخبركِ بكل شيء لذلك اهدئي! "

إلا ان إيڤا لم تهدئ ابدا.. و بدلا من ذلك بدى و كأن بكائها يشتد اكثر و اكثر و جسدها ينتفض بين يديه بشده.. و ذلك جعله يتحدث بسرعه شديده

" لم استطع قتل إيزابيلا بشكل مباشر.. جسدي مازال ضعيفا و إيزابيلا كانت قد تعاقدت مع كائن من العالم السفلي.. لم ارد المجازفه و القتال امام شخص قوي لم يكن يعاني من مشكله في جسده!"

ربما كان الاقوى.. ولكن ليس بعد استخدامه للسحر الاسود.. احتاج للتعافي اولا.. و كان ذلك قد يستغرق وقت طويلا.. لم يرد المخاطره مجددا و ترك إيڤا بعد ان حصل عليها اخيرا.. اراد البقاء معها و العوده لما كانا عليه في السابق..

صوت بكاء رفيقته قد خف ببطئ شديد.. و ظهر حينها صوت شهقاتها العالي الذي يظهر بين الحين و الاخر.. و ذلك جعل يبتعد عنها ببطئ، ثم رأى وجهها الاسمر المحمر و عينها السوداء المليئه بالدموع.. و بدى و كأنها سحرته مجددا.. اخذ نفسا عميقا ثم رفع يديه و احتضن خديها ثم اقترب منها مكملا حديثه

" كنت اعرف ان إيزابيلا ستختطفكِ عندما تراكِ.. لذلك، اخبرت ماسيو ان يدعي انه سيساعدها.. اخبرته ان يختطفكِ.. و في هذه الاثناء، كان يجب ان اصنع سم لشل حركه إيزابيلا لتجنب بعض المشاكل.. ولكنني تأخرت... "

نبرته الاخيره حملت بعض الانزعاج إلا ان ذلك الانزعاج قد زال تماما حين سمع شهقتها الصغيره و اعاد النظر لعين رفيقته الساحره المليئه بالدموع.. رمش للحظات ببطئ قبل ان يقترب اكثر واضع جبينه على جبينها ثم اغلق عينيه قائلا بصوت مليئ بتأنيب الضمير

" اسف لتوريطكِ في هذا.. اعتقدت انها الطريقه المثاليه لتجنب مأساه اخرى.. و بالنسبه لتلك المرأه اعتقدت انها تستحق ذلك! "

كانت المآسي تتراكم دائما في الماضي، تتكتل و تصبح قاسيه و بعيده عن الرحمه.. في هذا الحاضر، اراد إنهاء تلك التعاسه و العيش براحه قدر الامكان.. العوده إلى سعادته المفقوده و الراحه التي تتواجد فقط عندما تكون رفيقته حوله.. كان عليه التخلص من إيزابيلا لتحقيق ذلك.. و هو لن يمتلك تعاطف حتى و ان كانت تلك المرأه هي شخص يعرفه!

شهقاتها لفتت انتباهه.. و ذلك جعله ينظر لوجهها المحمر الدامع، عبس بشده و لم يحب رؤيه دموع رفيقته.. ثم اقترب مجددا نحوها مقبلا جبينها مطولا.. اغلقت عينيها كـ رد فعل إلا ان شهقاتها لم تتوقف.. و آلام قلبها قد تراكمت في كل مره تتذكر طفلها.. مما جعلها تقبض بقوه على ملابس إيڤان الذي ابتعد عن جبينها ببطئ و وضع رأسه بين تجويف رقبتها مقبلا إياها برفق..

قبلاته الرقيقه على رقبتها وترت اطرافها و جعلتها تغلق عينيها بقوه اكبر إلا انها لم تحاول التصرف بعداء كـ السابق و ابعاده بل وقفت على اطراف اصابعها و رفعت يديها لتحتضن رقبته بقوه مقربته إياه ناحيتها.. كانت تحتاج للراحه و الامان، في هذا الوقت.. كان يجب ان تبقى مع رفيقها بدلا من ابعاده.. كان هو الشخص الوحيد الذي يستطيع اراحتها اكثر من اي شخص آخر!

" لقد حلمت بطفلي"

تحدثت فجأه بصوت متحشرج هامس جعل عضلاته ترتخي.. إلا انه لم يجب عليها بل همهم بخمول و هو يستنشق رائحتها الحلوه.. بدى و كأن رفيقته قد هدئت اخيرا.. و كانت تلك هي الفرصه المثاليه بالنسبه له للمسها اكثر و اكثر.. اشباع رغبته بها و ألتهامها كما يرغب!! ابعد احد يديه عن خاصرتها و رفعها حتى يحرك شعرها الاسود الطويل للجانب مما اظهر بشره رقبتها بوضوح.. قبلاته على رقبتها قد اشتدت و بدى و كأنه يحاول وسمها فجأه! إلا انه لم يفعل، و بدلا من ذلك اكتفي بتقبيل رقبتها مطولا حتى يشبع رغبته بها ثم حرك جسده على جسدها مظهرا شوقه لها.. إلا ان إيڤا التي كانت تفهم حاجته احتاجت للتحدث له!.. ان يسمعها و يريحها اكثر من اي شيء آخر!

" لقد كان يشبهكَ بشده.. بدى و كأنه انت تماما "

اردفت و ابتسمت في النهايه ثم رفعت يدها للعب بشعر رفيقها برفق..كان من المخيف مدى شبه ذلك الطفل بإيڤان!.. ربما كان اضخم و اكثر غرابه قليلا.. إلا انه كان وسيما تماما كوالده.. و ذلك جعلها تتسائل، هل هذا ما سيصبح عليها طفلها عندما يكبر ليصبح رجلا بالغ!.. حسنا لم تكن لتعرف عن هذا بعد!

عقدت حاجبيها بألم مفاجئ و لوهله شعرت بأنياب رفيقها تلمس جلدها.. ارتجفت اطرافها إلا انها لم تخف، لم يعضها إيڤان بعد.. و لم يبدو و كأنها سيفعل مع انه يرغب بهذا في الواقع!.. و في حين ان رفيقها كان منغمس بشده بتقبيل رقبتها و لمس جسدها إلا انه قد اجاب على حديثها.. اجاب و لم يبدو حقا و كأنه يود مقاطعه لحظات لمسه لرفيقته!

" حقا "

لوهله، بدى و كأنه يجاريها فقط و لم يكن يفهم ما تقوله ابدا.. و قد اتضح هذا لها حين انزل يده و اخذ بلمس منحنيات جسدها.. ثم رفع ردائها الابيض للأعلى مظهرا ساقها السمراء.. قبلاته قد اشتدت فجأه و لمساته اصبحت اكثر اثاره عن السابق.. إلا ان إيڤا التي احمر وجهها بخجل شديد.. ارادت اخباره عن طفلهما!! ارادت اخباره ان طفلهما هو من انقذها من الموت!

" نعم! لوهله اعتقدت انك تقف امامي..انه وسيم جدا ولكن كان يمتلك اذن طويله.. و شامتين تحت عينيه اليمني.. و ـ"

تأوهت بألم عندما لمسها بعنف فجأه مما جعلها تقبض على ملابسه بقوه شديده.. بينما، إيڤان الذي لم يكن بوعيه حقا جارى حديثها بخمول شديد في البدايه بينما يحرك رأسه بين رقبتها و صولا لأذنها مقبلا إياها هناك

" صحيح، وسيم مثلي تماما..... و اذن طويله مثــ!!... "

حديثه قد توقف و بدى و كأن جسده بأكمله قد توقف معه ايضا.. في حين ان يده التي كانت تلعب على اعصابها و روحها قد تجمدت تماما.. و ابتعد عنها فجأه بسرعه ثم امسك بكلتا كتفيها محركا جسدها الصغير عنه ناظرا نحوها بعين بيضاء متسعه بصدمه

" لماذا طفلنا يمتلك اذن طويله في المقام الاول..!!! "

لم يكن بشريا و لكنه لم يختلف كثيرا عن البشر.. و إيڤا التي بدت طبيعيه جدا.. لم تمتلك اذن مشابه لأذن الجنيات ابدا.. كان فقط من المستحيل على طفلهما الحصول على تلك الصفات.. ما لم يكن طفلهما حقا!!.. لوهله، اعتقد ان رفيقته توهمت امرا آخر تماما.. إلا انه رمش للخظات بعد تذكره لحديث روث السابق.. قبضته على كتف رفيقته قد خفت و رفع حاجبيه حين تذكر كلمات روث عن المخلوق الذي يبحث عنه لقتله!

مخلوق قوى ارعب العالم السفلي.. يشبهه و كأنه كان احد افراد عائلته ولكنه لم يكن.. ليس بعد!، مرعب و خطير لدرجه رغبه سكان العالم السفلي بنفيه قبل ان يظهر مجددا.. ولكن كان هذا الكائن بالفعل يحوم حول رفيقته!. و ليس هذا فقط بل بدى و كأنه احد اطفاله الراحلين!

" ولكنه قد رحل.. "

صوت إيڤا الحزين و المليئ بالتعاسه قد اخرجه من افكاره.. و تسائل ما الذي حدث بينهما.. إلا انه لم يمتلك الوقت للسؤال! بل بدى و كأنه يفضل اراحه رفيقته و تهدئتها اولا قبل كل شيء.. و في المقابل.. ان كان ذلك الكائن هو احد اطفاله! كان على العالم السفلي الحذر من لمس شعره واحده من طفله!.. إن لم يريدو حرب حقيقيه معه!.. رفع يده و احاط خد رفيقته برفق شديد حتى نظرت له بعينها السوداء الواسعه ثم ابتسم بخفوت و اجاب بنبره هدئت اعصابها

" حسنا.. انتِ ترين، انا لا اعتقد ان ذلك الطفل قد يرحل ابدا.. لابد انه سيجد طريقه للعوده.. و ان لم يفعل، سأعيده بنفسي بالتأكيد!"

كان هناك الكثير من الغموض حول ذلك الشخص.. و لم يعرف الكثير عنه بالفعل.. مع ذلك، ان لم تكره رفيقته.. ان كان هو حقا طفلهما اذا ليس هناك طريقه بالنسبه له لكرهه او حتى الشعور بالحذر منه!.. ربما، نواياه كانت مجهوله و رغباته كانت غير معروفه و لم تكن هناك طريقه لمعرفه ما الذي يخطط له!! إلا ان طفله لا يزال جزء منه.. و لن يتردد بالتضحيه بنفسه لإعادته لجانبه إن تطلب الامر!!

شهقات رفيقته قد اخرجته عن التفكير.. مسح دموعها برفق و اقترب مقبلا عينيها بحب ثم تحدث بهدوء شديد و هو ينظر لعينها التي هدئت و زال همها

" لذلك.. لا داعي للبكاء "

قلقها و توترها قد اختفي بشكل مدهش!.. و بدى و كأن كلمات رفيقها تحمل مفعول قوي على عقلها و قلبها.. و فكرت، ربما.. ان كان ذلك الطفل هو حقا طفلها و طفل إيڤان كان بالتأكيد سيجد حلا للعوده مجددا لجانبهما.. عائلتها كانت ستعود لتجتمع مجددا بالتأكيد في يوم ما.. و حينها.. لن تعيش هي فقط بسعاده.. ولكن ستحرص على جعل حياه طفليها افضل من السابق.. حيث لن يعاني احد ابدا مجددا!

" إيڤان.. ألاترغب بوسمي ؟"

سألت فجأه بصوت رقيقه مليئ بالخجل.. و بدى و كأنها فتحت الطريق المغلق امامه من دون مشاحنات.. إلا ان إيڤان الذي نظر لها مطولا رمش للحظات ثم حرك رأسه للجانب و هو ينطق بحيره

" المعذره.. "

إيڤا التي رأت وجه رفيقها المليئ بالحيره و الاستغراب.. ابتلعت ريقها و رفعت شعرها للأعلى بكلتا يديها ثم تحركت لتظهر رقبتها له.. يدها ارتجفت بتوتر.. و احمر وجهها بخجل شديد بعد تصرفها بجرائه.. إلا انها رغبت به! رغبت به حولها ليلمسها و يحتضنها بين يديه.. لقد اشتاقت له.. و شعرت ان وقت طويل قد مر منذ ان احتضنته بين يديها.. إلا ان مشاعرها الفائضه الواضحه ناحيته لم تكن جيده بالنسبه لإيڤان ابدا.. بل شحب وجهه و اعتقد ان هناك خطب ما حصل لرفيقته.. و ذلك حين اندفع نحوها اكثر و وضع يده على جبينها مستشعرا حرارتها ثم تحدث بقلق شديد و هو ينظر لملامح وجهها التي تجمدت فجأه

" ه. هل انتِ مريضه!! ربما ارتفعت حرارتكِ فجأه؟! "

تنهدت بانزعاج.. و انزلت يديها إلى جانبها تزامنا مع قلبها لعينيها.. هل من الصعب عليه تصديق ما تقوله!! لقد كانت حقا كلمات منبعثه من قلبها.. لقد كان رفيقها و حبيبها!! الرجل الذي لم يتخلي عنها حتى بعد الموت!.. بالطبع كانت تريد البقاء معه للأبد.. اخذت نفسا عميقا.. و رفعت يدها لتبعد يده عن جبينها ثم شابكتها مع خاصتها و تحدثت بجديه بينما تنظر لعينه البيضاء اللؤلؤيه المندهشه

" انا احبكَ.. اريد البقاء معك للأبد أليست هذه هي الطريقه المثاليه لفعل هذا"

و مع انها قالت هذا بجديه إلا ملامح إيڤان المندهشه لم تساعدها.. بل بدى و كأنه يواجه صعوبه في تصديقها.. شهق بصدمه و رفع يده فجأه و اغلق فمه بكف يده مندهشا من حديث رفيقته ثم ابعد يده عن فمه بسرعه و تحدث بنبره متشككه و هو ينظر لعينها

" هل انتِ متأكده انكِ لست مريضه؟ "

زفرت إيڤا بأنزعاج و قلبت عينيها مجددا قبل ان تترك يده و تستدير قائله بنبره منزعجه واضحه.. لقد استجمعت شجاعتها لقول بضع جمل لطيفه.. ولكن بدى و كأن إيڤان لا يستحق ذلك!!

" فقط انسي الامر! "

لم تكن إيڤا شخص مباشر من قبل! و لم تكن صريحه دائما معه ابدا.. بل كان يجب ان يلاحقها في كل مكان ليدرك مشاعرها الحقيقيه.. كان غريبا، حديثها و مثير جدا بالنسبه له.. ولكن بدى و كأنه من الصعب عليه تصديق رفيقته التي قررت ان تكون صريحه بشكل مفاجئ..

قبل رحيلها.. امسك إيڤان بخاصرتها و رفعها من الارض ثم توجه بها إلى السرير ليلقي بجسدها بعنف عليه..

" اوه عزيزتي انتِ لا تعرفين كم انتظر رفيقكِ الوسيم هذه اللحظه!! "

و من دون ان تدرك ما الذي حصل، وجدت جسده الضخم يعتليها مقتربا منها بشده حتى لامس صدرها صدره العضلي.. اقترب منها اكثر ثم وضع جبينه على جبينها مما جعل شعره الابيض يتخلخل مع شعرها الاسود الفحمي.. و نظر لعينيها السوداء بهوس شديد جنوني.. ثم اقترب نحو شفتيها مقبلا إياها بشغف شديد.. متلمسا جسدها بحب و رغبه مجنونه تزايدت مع كل ثانيه تمر.. بينما إيڤا التي رفعت يديها لتحيط رقبته تقبلت لمساته بصدر رحب و بادلته بشغف هي الاخرى.. برغبه لرفيقها الذي افتقدته بشده..

تأوهاتها قد اشتدت و بدى و كأن جسدها يصرخ للمزيد بينما تتلوي بين يدين رفيقها.. في حين ان إيڤان الذي كان مازال يمتلك عمل ليكمله قرر تجاهل الجميع.. كان عليه اعاد روث لعالم.. و معاقبه إيزابيلا عقابا لن تنساه ابدا.. ثم كان عليه التعامل مع البرج السحري الذي تجاهل امره.. و اخيرا، التخلص من إلين التي كانت مصدر اساسا في ازعاج لحظاته مع إيڤا!!..ولكن الان.. لم يكن الامر مهما جدا بقدر اهميه رفيقته التي بين يديه!

' تبا للعمل!! انا لا اهتم لمشاكل الاخرين بعد الان!!'

كانت النهايه، ولكن لم يكن الافق بعيدا جدا هذه المره.. و لكنه لن يستطيع رؤيه الضوء!.. مع ذلك.. كان سيشعر به، و سيدرك وجوده حتى و ان لم يره... و لن يصبح من الصعب العيش كـ السابق.. ولكن، انها فقط البدايه!.. هو مازال لم يفتح عينيه بعد!.. لقد كان هناك في مكان في الظلام ينتظر بطاعه!

النهايه

____________________________________________

اهلا اعزائي.. كيف حالكم؟ اتمني ان الجميع بخير و بصحه جيده

اولا اود ان اعتذر عن التأخير الصادر مني انا حقا لم امتلك الوقت الكافي للكتابه دائما و ايضا لقد كنت مشغوله لبعض الوقت.. مع ذلك، ها انا انهي ثاني روايه لي بهدوء..

في الواقع لأقول الحقيقه، انا لم احب هذه القصه كثيرا و لست راضيه عنها ابدا.. ولكن لقد اصررت على الكتابه و اكمالها لأجل بعض المتابعين الذين وجدوها مثيره للأهتمام.. مع انها لم تعجبني كثيرا 😢

لأفضفض قليلا بما انها النهاية، في الواقع قبل نشري لروايه الافق كتبت اربع نسخ منها.. مع قصص مختلفه ولكن متشابه ايضا إلى حد ما.. كانت النسخه الاصليه و التي وددت كتابتها حقا مختلفه عن هذه القصه تماما.. و ربما فشلي في كتابه النسخه الاولى بشكل جيد ما جعلني اكره هذه الروايه كثيرا 🙂

على ايحال، تسرعت و نشرت نسخه لم احبها كثيرا.. مع ذلك انا لست نادمه حقا، لقد تعلمت ان التسرع امر ليس جيد مع اني كنت اعرف هذا من قبل ولكن صديقتكم هنا لا تتعلم من اخطائها السابقه ابدا 🌚

اخيرا.. شكرا لمن احب هذه الروايه و قرأها حتى النهايه.. و انا اعتذر ان لم يكن هذا الفصل مرضي للجميع.. ولكن ارجو ان تعذرو كاتبتكم التي بالكاد تكتب هذه الروايه👍🏻

و اخر ما اود قوله هو ان هناك فصلين اضافيين متبقي سيتم ذكر كل شيء مجهول به تقريبا.. و ما حصل للشخصيات الاخرى ايضا.. ربما يكون فصل طويلا جدا لست متأكده ولكن سأحاول انهائه بسرعه..

في النهايه، هذه الكاتبه المتواضعه المهمله ستأخذ استراحه لبعض الوقت..☺️

شكرا لكم اعزائي و مره اخرى في روايه اخرى قريبا ♥️

Continue Reading

You'll Also Like

253K 16.1K 38
"لا احد يعرفُكِ بالقناع هُنا غيري أنا‚كارلا!" همس بعد صمت مُريب وهو يرقص معها ببراعه لتتسع عيناها"ك..كيف عرفتني؟" همست بخوف ليبتسم إبتسامته التي بدأت...
15.1K 1.8K 33
تنبيه: هذه الرواية تجمع القصص تحت هاشتاق غير متوقع «عالمي الخاص- دقيقة من التفكير-بارانويا- أمل زائف» لا أنصحك بقرائتها ان لم تقرأ هذه القصص. ـــــ...
132K 10.5K 52
"أنا وأنتِ نعلم أن أي فتاة ستقتل لتكون في وضعك معي الآن." يبتسم وهو يعلم أن ما قاله صحيح تمامًا . ليا ويلسون وريفر باركر لا يختلطان. لا يحبون نفس الأ...
12.5K 950 50
بيني و بينكَ ما بين البينِ بينٌ ، شيءٌ من اللاشيء ، كقاف بعد الشين و ما قبل الشينٌ عينٌ هو فقط ذكرى جملية