الفصل الخامس و العشرون...
بعد مرور يومين
حلا كانت بتتبع نفس الاسلوب مع عزام، تقرب و تديله الأمل في قربها و فجأه تبعد و تلوعه معها، متنكرش أنه وحشها جدا و بتخاف لما بتقرب منه لأنها بتحس بضعفها ادامه كل ما يكون قريب تأثيره عليها قوي... لكن ذكرياتها أبشع
و أسوء من انها تنسى كل حاجة فجأة و تتعامل معه بحب... كانت عارفه أنها بتعذب نفسها زي ما بتعذبه معها.
كانت قاعدة في الجنينة بتبص للاستراحة الجديدة اللي العمال بنوها مكان الاستراحة القديمة، غمضت عنيها بحزن و هي حاسة أنها لوعته بطريقتها
و خصوصاً أنه خلي الكل في السرايا يعملها الف حساب و بالذات رابحة و ريم...
و بعد ما عرفت أنه خلي مجدية تتنازل عن كل حاجة كانت ملك لوالدها باسم حلا
و كمان كل حاجة باسم عمها وفيق و طردهم من البلد
لكن مكنتش فرحانة بكدا... هي اه عمرها ما حبت عمها و لا ابنه لكن في الأول و في الاخر عمها و هي عمرها ما بصت لحاجة من املاكه...
اللي ضايقها هي بنت عمها فاطمة لانها عارفه ان فاطمة طيبة و عرفت ان فاطمة هي اللي راحت عزام و اترجيته ان ينقذ حلا من ايد ابوها و اخوها....
فاقت من افكارها على صوت غنيمة اللي اتكلمت بخوف و ارتباك
:- مدام حلا! ممكن اتكلم معاكي في كلمتين؟
حلا :- في ايه يا خالة...
خالة غنيمة بخوف:- ابوس ايدك بلاش تقولي عزام بيه اني انا اللي قلت لك الحقيقة... ابوس ايدك انا و الله ما كنت عايزاه اعمل كدا بس الست رابحة منها لله عددتني ببنتي و أنها هتخطف بنتها الصغيرة و تقهرها عليها، صدقيني يا بنتي أنا لو عليا و الله ما فارقه بس بنتي ملهاش حد و ممكن يجرالها حاجة دي صبرت كتير لحد ما ربنا رزقها ببنتها الصغيرة و ممكن تموت فيها لو جرا لها حاجة.... ابوس ايدك بلاش عزام بيه يعرف ان أنا اللي عرفتك دا ممكن يقطع خبري من الدنيا...
حلا بهدوء:- متقلقيش يا خالة و بعدين أنتي ماليش ذنب... أنا عارفه رابحة مؤذيه
منها لله... متقلقيش أنا مقولتلوش حاجة و مش هقوله....
خالة غنيمة :- ربنا يسعدك يا بنتي و يديكي على اد قلبك الأبيض دا و الله انتي طيبة و تستاهل تتحطي في العين و عزام بيه الصراحة راجل مفيش زيه كل البنات بيحسدوكي عليه...
حلا بتهرب:- بقولك يا خالة أنا نفسى فى بسبوسة بالقشطة.... ممكن تعمليها لي...
خالة غنيمة :- طبعا من عنيا الاتنين....
سابتها و دخلت المطبخ و حلا قامت تتمشى في الجنينة و هي بتفكر فيه و في أيامهم سوا في شقتهم ابتسمت بهدوء و هي بتفتكر وقت ما كان بيهتم بيها و بيعملها الاكل بنفسه...
الجو كان مغيم و بارد و خصوصا انهم في شهر ديسمبر و الجو شتاء متقلب....
حست بقطرات المياة على خدها، رفعت رأسها و بصت للسماء اللي بدأت تمطر و هي واقفه مكانها متحركتش، بصت لحوض الورد و هي من جواها نفسها تسامحه لكن عقلها رافض بشكل قاطع...
شهقت فجأة لما حست بيه بيحضنها بقوة من وراها و بيدفن رأسه في رقبتها بيستنشق ريحة عطرها باشتياق وهو بيحضنها بقوة
عزام باشتياق:- هتاخدي برد يا فراولتي، وحشتيني اوي يا حلا... مش كفاية بعد لحد كدا بقا...
حلا بحدة و غضب:- انا عايزاه اخد برد انا حرة انت مالك!
عزام بابتسامة :- لسانك دا عايز قطعه بس برضو بموت فيكي
طبع بوسه على رقبتها بحب و ايدها بتحاوطها بتملك..
:-بحبك يا حلا... و الله العظيم بحبك اوي.
حلا بضعف و ارتباك :- كداب... انت عمرك ما حبتني و لا انت هتعرف تحب حد يا عزام...
عزام بضعف و اشتياق :- أنا عمري ما حبيت حد ادك يا فراولة و لا عمري هحب حد زيك... أنتي بقيتى ادماني و مش عايز اتعالج منه ..
حلا اخدت نفس عميق و لفت بصت له بتوتر
:- ليه يا عزام، أنا عملت فيك ايه وحش علشان تعمل فيا كل دا، دا أنا حبيتك رغم كلام الناس عنك و رغم اني كنت مصدقه الكلام دا
دا أنا من يوم ما دخلت السرايا دي و مفيش حد قدر يرفع عنيه فيا بسببك كل ما حد يجي جنبي كنت تتعصب و تعمل مصيبة...
ازاي قدرت تشك فيا رغم أني رفضت ان جوازنا يكون في السر...قلت اني موافقه على صفوت و على مصطفى مندور و قلت اني مدورها من حضن دا لحضن دا..
عايزني اسامحك! طب بإمارة ايه يا عزام... علشان لحقتني من تحت ايديهم و رجعت لي ورثي من ابويا.... طب أنا ازاي ارجع كرامتي اللي اتمرمغت في التراب... ازاي ابص لنفسي في المرايه و انا راضيه عني...
عزام ابتسم و حرك ايده على خدها:- بس أنتي اخدتي حقك مني يا حلا و أنتي بتعذبيني معاكي الفترة اللي فاتت و انتى شايفني هتجنن عليكي و برضو مرضتش اعمل حاجه
و قلت اسيبك علي هواكي لحد ما تهدي و انتي برضو مش رحماني معاكي... كفاية بقا علشان خاطري دا أنا استحملت كتير....
حلا غضت على باطن شفايفها بتفكير و هدوء لكنها شهقت فبقوة لما مال عليها و بأسها بجنون و كأنه بيعوض اشتياقه ليها طول الفترة اللي فاتت لكن و لدهشته حس ايديها بتتلف حوالين رقبته و كأنها زادت جنونه و عنفه بحركتها دي....
ريم و رابحة كانوا واقفين في الشباك المطل على الجنين و شافوا عزام لما دخل و هو واقف يتكلم معها رغم انهم مسمعوش كلامهم لكن انصدموا من بجاحة عزام و أنه مش مكسوف حد يشوفه بالشكل دا رغم سنه و هيبته
لكن ادامها بيكون وكأنه مراهق اول مره يحب... مندفع و متهور
ريم بصت لحلا بحقد و هي حاسة أنها الأولى بقربه من حلا....
في الجنينة
حلا بعدت عنه و هي بتاخد نفسها بصعوبة و خجل
و هي مخضوضة من مشاعرها و أنها اتجرءت بالشكل دا انها تبادله... كانت مغمضة عنيها و هو حاضنها و بيتكلم باشتياق
:- كفاية كدا يا حلا... أنتي عارفه اني بحبك و عمري ما حبيت حد ادك... صدقيني هم اللي رتبوا كل حاجة علشان أشك فيكي و اعمل اللي عملته دا في لحظة غباء و تهور مني، أنا معنديش حاجة أهم منك يا حلا... سامحيني بقا يا حبيبتي...
حلا كانت لسه دافنه وشها في رقبته بخجل لكنها هزت رأسها بالموافقة باندفاع، عزام وسع عنيه بصدمة و هو مش مصدق انها أخيراً سامحته
مسكها من دراعها و بعدها عنه و هو بيبصلها بلهفة
:- حلا أنتي بتتكلمي جد.. أنتي سامحتيني يا حبيبتي!
حلا هزت رأسها بالموافقة بخجل و هي مش عارفه عملت كدا ازاي لكنها متأكدة من حبه ليها
عزام حضنها بقوة و أخيراً اتنفس بارتياح و هو بيبطبع قبلاته على كل ملامحها
:- انا بحبك اوي يا حلا... لا دا بموت فيكي
حلا بارتباك :- عزام احنا في الجنينة... ممكن حد يشوفنا..
عزام :- عندك حق خلينا نطلع اوضتنا...
حلا بسرعة :- لا استنى... أنا هدخل الاول و لما ارن عليك تطلع ماشي...
عزام بابتسامة:ايه شغل تجار المخدرات دا... بس ماشي أنا راضي منك باي حاجة يا فراولة.
حلا ضحكت بدلال و هي داخله السرايا فصفر باعجاب :-
الصلاة على النبي... ايه الجمال دا يا مزه....
حلا طلعت اوضتها بسرعة و هي مش فاهمة ازاي سامحته بسرعة كدا يمكن لأنه وحشها او لأن تأثيره عليها كان قوي... نفضت كل دا من رأسها و هي بتقفل الباب وراها.
عزام دخل و قعد في المندرة و هو بيبص للمطر رجع بص في الموبيل بلهفة و هو سعيد جداً انها رضيت عنه أخيراً
بعد أسبوع طويل كان هيتجنن فيه و هي بتتعامل فيه بمنتهى الجفاء و الحزم معاه.
عزام لنفسه:- يارب تكون نوت تفرج عني، لالا بلاش تعشم نفسك دي ممكن تنام اصلا و تكون لسه مكمله في اللي هي بتعمله... دا انا يجي لي ساكته قلبيه فيها... لالا بس هي كانت هاديه و ساكته يعني رضيت عني.
قام فجأة اول ما شاف الموبيل بيرن، طلع اوضتهم و فتح الباب لكنه وقف منبهر
لما شافها واقفه ادامه و هي في كامل شياكتها و وقتها بفستان فيروزي بازر جمالها بشكل صارخ
حلا بابتسامة:- أنا بقول كفاية لحد كدا...
عزام ابتسم و قفل الباب وراه
:- و أنا بقول كفاية كدا من بدري يا فراولتي...
*************************
في بداية يوم مشرق
عزام كان حاضنها و هو حاسس بسعادة أن مشكلته معها اتحلت و انها قدرت تتخطى اللي حصل و تسامحه و بقت ملكه
يمكن دي الحاجة الوحيدة اللي كان عايز يشكر رابحة عليها أنها اتسبب في ان حلا تفتكر كل حاجة
رغم ان الايام اللي فاتت كانت صعبة عليه و هو بيعاني في بعدها لكن دلوقتي حاسس براحة أن أخيراً مفيش حاجة يقلق منها لا بالعكس دا حاسس أنه سعيد جداً و هي بين ايده بعد ما سامحته...
مد ايده حطها على خدها و حركها بنعومة، حلا فتحت عنيها بنوم و بصت له
عزام بابتسامة و سعادة:صباح الجمال و الياسمين يا فراولة...
حلا بخجل و هي بتدفن وشها في صدره :صباح النور.... عزام أنا عايزاه انام مش عايزاه انزل دلوقتي
عزام :- نامي يا حبيبتي و متقلقيش أنا جانبك.....
حلا غمضت عنيها و نامت بعمق
بعد كم يوم....
حلا كانت قاعدة جنب عزام بيتفرجوا على التلفزيون و هي بتاكل فراولة و مركزه مع التلفزيون على عكس عزام اللي كان باين أنه مشغول...
حلا بصت له بخوف و هي مركزة معاه و ملاحظة تغير حالته و كأن أعصابه مشدوده، ابتسمت بهدوء و قربت منه طبعت بوسه على رقبته بحب خليته يبصلها و يبتسم
حلا:- سرحان في ايه يا حبيبي
عزام بتفكير:- بفكر في الشغل يا حلا... و في حكايتنا من اول ما بدأت
من اول الكلام الزفت اللي صفوت قاله عنك لحد اللي حصل يوم الفرح...
حلا :- و وصلت لايه بقا؟
عزام بجدية:- لا دا أنا وصلت لحاجات كتير اوي....
حلا :- أنت عارف انه يوم ما كنت ههرب معاه قالي ان أنت اللي مطلع عني كلام مش كويس علشان كدا كنت همشي بس لما فكرت غبرت رأي و قررت اني هفضل موجودة وقتها اتعصب اوي و....
عزام فهم هي بتفكر في ايه فحضنها بقوة و تملك
:- شششش أنسى يا حبيبتي و متخافش كل واحد دفع تمن اللي عمله...
الا رابحة و دي حسابها تقيل اوي....
حلا :بلاش يا عزام... بلاش تعمل حاجة تاذيك، مرات عمك قرايبها كتير و كلهم ناس كبار و زيهم زيها يهمهم الجاه و المال... بلاش تعاديهم و انا هعرف اتعامل معها ازاي...
عزام بعدها عنه و بص لها بغضب :- و الله و كدا تبقى متجوزه راجل و لا حرمة علشان اسيب حقك... حلا اياكي في مرة تانية تتكلمي بالطريقة دي، دا احسنلك و بعدين أنتي فكرك أنا ممكن أنسى و اعدي كل اللي عملته دا... دا علي جثتي
و لو أنتي شايفني صغير اوي كدا و مش هعرف اجيبلك حقك اتجوزتيني ليه؟
حلا بسرعة:- عزام أنا مقصدش ازعلك و الله أنا بس خايفة عليك منهم دول ناس شرنيه، انا مش عايزاه اي حاجة من الدنيا غير أنك تكون كويس و تكون جانبي...
عزام ابتسم و رجع حضنها بقوة و اخد حبة فراولة اكلها:- متخافيش يا حلا انا عارف انا هعمل ايه كويس اوي.... بس الفترة الجاية يا حلا عايزك تكوني واثقه فيا و اوعي يلعبوا في دماغك فاهمة، اي كلام هيتقالك ممكن تكون رابحة اللي مدبراه علشان توقع بينا و تستفرد بيكي و اياكي تخرجي من السرايا انا عايزك تفضلي تحت عنيا و أنا مفهم الحرس يعملوا ايه كويس...
حلا بجدية :- يعني هي ممكن تعمل حاجة؟
عزام مكنش عايز بيخوفها علشان كدا ابتسم و هو بياخد فراوليه و بياكلها :- لا يا حبيبتي و لا تقدر تعمل اي حاجة و بعدين متقلقيش السرايا فيها كاميرات في كل حته...
حلا هزت رأسها بالموافقة لكن بصت له فجأة و اتكلمت بجدية :- كاميرات!
يعني الاوضة هنا فيها كاميرات يا عزام...
عزام ابتسم بخبث و هو بيقرب منها:- ايوة طبعاً يا حبيبتي ما انا لازم اطمن عليكي و أنا في الشغل...
حلا بتوتر و خجل :- طب و مين اللي يقدر يشوف الكاميرات دي
عزام بجدية:- أكيد أنا طبعاً مش هحط كاميرا في اوضة نومي و اسيب حد يراقبنا....
حلا بخجل:- يعني أنت شفت كل حاجة...
عزام بجدية:- يعني مش كل حاجة لان عندي شغل لكن لما بتوحشيني بقعد اتفرج عليكي يا فراولة... و لما بحس انك متغيرة و الجانونة طالعه بعرف أن في مصيبة حصلت...
حلا:- طب هي فين الكاميرا اللي في الاوضة..
عزام بخبث:- اكيد مش هقولك علشان تفضلي تلفي حوالين نفسك و بعدين دا أنا شفت حاجات كتير اوي كنت هموت و اتأكد منها....يعني مثالا سهرك كل يوم و أنتي مستنياني و بعدها تتشيكي و تلبسي احلى حاجة عندك
و لما أجي تعملي نفسك مش مهتمة...
حلا بضيق:- على فكرة عيب اوي تتجسس عليا بالشكل دا...
عزام بخبث و هو بيقرب منها
:- و اللي انتي عملتيه مش عيب يا حياتي بس و ماله خليني اعوض اللي فات كله...
#سجينة_عشقه
دعاء احمد