Devil Tiger Desire

By _ssushi_

186K 7.3K 2.3K

ابنة كولونيل في الشرطة وزعيم منظمة العالم السفلي والمعروف بالتايغر....يا له من تناقض !! أجل أنه كذلك... من فت... More

𝐀𝐞𝐬𝐭𝐡𝐞𝐭𝐢𝐜𝐬&𝐂𝐡𝐚𝐫𝐚𝐜𝐭𝐞𝐫𝐬
1 | سيلفيا بلاث
2 | بروفيسور مجرم
3 | سيمون دي بوفوار
4 | حبل النجاة
5 | مخلوق مشوه
6 | بحر الشيطان
7 | الليلة المرعبة
8 | باب الجحيم
9 | هيلو كيتي الجريئة
10 | صفقة في الكنيسة
11 | السادس عشر من يونيو
12 | في أحضان الندم
13 | غريب الأطوار
14 | الغرق الأخير
15 | صاحبة العيون البحرية.
16 | عصابة الحياة.
17 | تزلج على الذكريات.
19 | قبلة بطعم النعناع.

18 | سبوركا.

4.6K 237 111
By _ssushi_


إنتهى اليوم الأول والثاني كذلك.لم أرى إزكاي وهو لم يراني،لم ارى اشخاص آخرين عدا والدي ونايا،يعاملونني كأني طفلة رضيعة.نايا تبدل ملابسي وابي يطعمني،هل هذه الحياة التي اردتها؟أعجز عن النوم رغم احتياجي له كثيراً.لم اتحرك من سريري إلا عدة مرات عندما أذهب للمرحاض. مرة ذهبت للاستحمام كان أصعب حمام احظى به طوال حياتي،لم أشعر بأي تغيير الألم نفسه عدا عن أنه يختفي قليلا بسبب المسكنات لكنه يعود كأنه جديد ولم يمضِ عليه يومين.الصداع يفتك برأسي لا أستطيع التحمل.هذه الغرفة تخنقني.حاولت النهوض من السرير والجلوس على المقعد المتحرك وذلك اخذ مني وقت.الساعة في هاتفي تشير إلى الثانية عشر ليلاً،ابي نائم ونايا كذلك.الأرق اتعبني حقاً.خرجت من الغرفة ببطء شديد لأنني لم أعتد على السير بهذا المقعد اللعين.أروقة المستشفى فارغة وهادئة جدًا اذا رميت إبرة ستسمع صوتها،ذلك الطوق الطبي اللعين الذي يطوقني وكأنني جرو صغير يستفزني ، هل أستطيع نزعه؟لا أعلم هذا ايضًا لما وضعوه إذا كان لم يفيدني.اعتقد انني يجب عليّ تقبل الأمر الواقع.دخلت المصعد وضغطت على الطابق العلوي الأخير.دقيقة دقيقتين.فتحت أبواب المصعد وظهر خلفها السطح،الساحة الواسعة،تظهر المدينة البيضاء من ذلك الارتفاع،لا تخافوا لن انتحر..لا زال لدي عمل..وهو تلقين أولئك الفاسقين ما يستحقونه. 

قلت أنني بخير مئة مرة خلال هذان اليومين  اثنان و عشرون واحدة منها كانت صادقة و الباقي كان كذبًا منمقًا رغم وضوحه أشعر بوخز في رأس معدتي و وجع حاد يرغمني على التقيؤ أصابني صداع رهيب ودوخة طفيفة تحوّلت لشديدة في المساء كدت أسقط أرضًا ربما سقطت لكنني لم أخبر أحدًا بات الأمر معذّبًا أن أكون مثيرة للشفقة أو متصيّدة للاهتمام و أنا لست كذلك او ربما انا كذلك.هل انا كذلك؟إن يداي ترتجفان بالكاد أستطيع تحريك عجلات المقعد كي أسير.انظر الى اضواء المدينة و لا ألوي على شيء البتة لكنني أكاد أغصّ لو بقيت صامتة . أليكسان،لا أعلم لما اذكره في حالتي هذه لكنه كان مرحًا له القدرة على تحويل المأساة إلى ملهاة، بأسلوب شيّق في نقلها و ابتكارها لا يبدأ في سردها حتى تتحول الضحكات في معظم الأحيان إلى قهقهاتٍ عالية لكن في داخلي مما يطيب لقلبي الجلوس بصحبته و الإصغاء إليه و الاستمتاع بالجو المرح الذي يخلقه حوله.لكنه في معظم الأحيان يغضب وغضبه يغضبني في بعض الأحيان. شعور لا أفهمه عندما اكون بصحبته، هل عثرت على صديق جيد؟اخيراً!صديق قادرة على مشاركته ما أشعر به؟لطالما تمنيت أن ينتهي بي المطاف مع شخصٍ يفهمُني شخصٌ يُحبني بما أنا عليه أو سأكون عليه يتقبل عيوبي و يُسامحني على أخطائي.. أتمنى أن ينتهي بي المطاف مع شخصٍ هيّن ليّن يتقبلّني كما أنا و نواجه الحياة سويًا من دون أي خوف أو قلق.

أخذت نفس عميق جدًا أُيقظ رئتاي لتعمل من جديد.البرودة التي تربت على وجنتاي كانت كافية لظهور ابتسامتي الجانبية الخافتة،شعرت بجسد يقف خلفي فالتفت بسرعة ودون أن انتبه لعنقي الذي ضغطت عليه وزادني الماً،رجل ببنية جسدية ليست بسيئة يقف خلفي تماماً يشبك يديه خلف ظهره.إشارة منه ألا افزع وأنه لن يؤذيني.حركة ذكية، وجهه غير ظاهر بسبب الظلام الحالك.لكن..رائحة عطره مألوفة جدًا!أليكسان!.

«أليكسان؟»

همست بصوت متعب أراه يتحرك ويقف أمامي. بانت ملامحه أكثر، شعره،انه هو بالفعل.توسعت ابتسامتي لا شعوريا واردت القفز و اضحك بصوت مرتفع لكنني تمالكت نفسي ولم انسى أطرافي التي تؤلمني بشدة.

«كم انتِ حمقاء هيلو كيتي.لما تدخلين حلبة التزلج وانتِ لا تعرفين التزلج؟»

قال بهدوء شديد يقف أمامي كان ذلك حتى انحنى أمام ركبتاي،لم أكن أرى وجهه وهذا يزعجني،أشعلت إضاءة هاتفي ووجهتها نحو وجهه فأغمض عيناه كردة فعل.ابتسمت على ذلك.هل ابتسمت تواً؟ تبا لكِ واهيرا ازيلي تلك الابتسامة التافهة عن وجهكِ والا صفعتك،اخفيت ابتسامتي،يداه يضعهما على المقعد يثبتني بالأرض.لم ابعد الضوء عن وجهه وهو بقي يغمض عيناه لبعض الوقت.شعره قد طال قليلا. ظهر كف يده اليمنى يظهر إحمرار طفيف وهناك بعض الجروح..ماذا كان يفعل قبل أن يآتِ إلى هنا؟

«هل ستبقين تتأمليني؟»

أطلقت نفس ساخر وأبعدت الضوء عن وجهه لكن كان بوسعي رؤيته فأنا لم اطفئه.فتح عيناه.

«لما اتيت كل هذه المسافة؟»

قلت بعبوس.

«كي اطمئن عليكِ»

قال.الوخز في رأس معدتي اختفى وتحول إلى فراشات وشعور مزعج جميل،الرغبة بالتقيؤ اختفت وحلّت مكانها الرغبة في البكاء.يبدو انني احتاج الى النوم.بصري لم يبتعد عن وجهه اتفقد تقاسيمه الغير مثالية.نصفها مثالي والنصف الأخر غير مثالي.عيناه كانتا تبرقان،ملامحه اللعوبة المستمتعة كاذبة،هو يخفي شيء أسفل هذا القناع،قلق،رمشاته غير ثابتة إنه يرمش كثيراً لكن بصره مثبت عليّ يتفقد تقاسيم وجهي هو الأخر.انه متعب لم يحظى بقسط من الراحة منذ وقت ليس بقليل،إنه شاحب هل هو مريض؟أنفه محمر.انه يتعرق مرة أخرى، ملابسه خفيفة.

«ما بالك؟انك تحترق مرة أخرى»

أعاد رأسه إلى الخلف فبرزت حرقدته.طقطق رقبته،اتمنى لو كان بأمكاني فعل ما يفعله ربما سأرتاح،

«إنني متعب»

هل اعترف تواً انه متعب؟يحتاج إلى تصفيق لأنه في المرة السابقة غيّر الموضوع وغادر.

«لما أتيت إذن؟»

«كي أراكِ»

شَرقت بريقي سعلت بقوة.رأيته يبتسم.طال سعالي لم يكن هناك ماء،توقفت بعد دقائق قليلة،

«توخي الحذر واهيرا،انكِ تظهرين نقاط ضعغكِ لي.»

ما الذي يهذي به.

«ما هي نقاط ضعفي؟»

سألت اتحداه بإبتسامة. 

«الأهتمام،الحب،الرومانسية، أقسم أن قبلتكِ الآن سترتبكين وتمثلين انكِ فقدتِ الوعي فقط لأن هذه إحدى نقاط ضعفكِ»

تبا له.اختفت ابتسامتي وحلّت مكانها الصدمة،لما ذَكر إنه سيقبلني هل فقد عقله!!، واهيرا — 1 ، أليكسان — 100

حاولت إخفاء ملامح الصدمة لكنني فشلت .معدتي انقبضت أكثر على فكرة تخيل انني اقبله.

«لو دفعوا لي المال لا أوافق على تقبيلك »

رفع حاجبيه بأبتسامة مستمتعة. 

«خسارة،هناك الكثير من الفتيات يتمنون تقبيل هاتين الشفتين الجميلتين »

أكاد أقسم أنه حقاً فقد عقله،ركلت معدته بقدمي بقوة، تأوه بألم أسفل ضحكاته.أخفيت الألم الذي خدر قدمي كُلها لكن ملامحي لم تستطع التحمل وعقدت حاجباي بألم.توقف عن الضحك ونظر باهتمام. رفع بنطالي قليلا من الاسفل ورأيت ما لا اريد رؤيته. الكدمات الزرقاء تزين قدمي بشكل مبالغ به،وكأن رُسم هناك لوحة ليلة النجوم لكن بشكل مبعثر أكثر 

«اللعنة، هذا سيء»

قال يجذب تركيزي كله مع الحروف التي نطقتها شفتاه،هل شتم تواً؟فقط لرؤيته إصابتي؟أظن حقاً انه عليّ النوم.لأنني بدأت اتخيله يختنق وسط قبلاتي التي حجبت عنه الأنفاس. هذه التخيلات ستزيد الأرق أضعاف ولن أستطيع النوم لأسابيع طويلة بسبب كلامه.فشل في الاختباء خلف قناع عدم الاكتراث الذي يضعه،ورغم تعبه قلق عليّ،صدره يعلو ويهبط بشكل سريع.يعجبني قلقه اذا اخبرتكم انني سأدفع مال فقط لرؤيته قلقا هل ستوبخوني؟ رؤيته خائف عليّ تروقني بشكل لا اطيقه.نبضات قلبي تكاد تخترق قفصي الصدري..يزعجني نبضي السريع.لم اعد اعرف كيف أتنفس، ابعدت قدمي من بين يديه ونظرت بحدة،تحولت نظراته إلي. 

«لن آكل قدمكِ لا تخافي»

قال بانزعاج أراه يستقيم يبرز طوله ويضع يديه في جيوب بنطاله.

«لما أنت لطيف لهذه الدرجة؟هل تستخدم حقا نقاط ضعفي؟هذا غير ممتع بتاتا أن ترى أحد بحاجة إلى الإهتمام وتستخدمه ضده،لستُ بحاجة للاهتمام انا فقط تروقني فكرة وجودك حولي لا أعلم لماذا،لا أحبذ اللف والدوران لذلك لا تستخدمه معي.»

قلت ما يشغل بالي وما لا أفهمه، لم تتغير تعابير وجهه.هادئ للغاية يعقد حاجبيه،منزعج،لا يختبىء خلف أي قناع أزالها جميعها أنه واضح بشكل كبير.اخرج يده اليسرى من جيبه وأخرج سيجارة وأشعلها،سحب دخانها داخل رئتيه ثم نفث ما جمّعه.هل هذه طريقة لتخفيف غضبه؟انزعاجه؟أريد منها أيضا.لم ينبس بحرف ذلك استفزني لا يمكنني قراءة صمته فقط بوسعي قراءة تعابيره المستاءة،الشاحبة،الذابلة.

«هل تظنيني سعيد أيضا؟سعيد بكوني اجد نفسي في أماكن تقودني إليها قدماي دون إرادة مني؟هل تظنيني سعيد؟»

قال بهدوء يقتل ما تبقى من شعور جميل وفراشات تدغدغني في رأس معدتي.كُلها اختفت في آن واحد.

«هل أنت هنا الآن لأن قدماك قادتاك إلى هنا فحسب؟»

ذبلت ملامحي أكثر،لا أعلم لما احزنني كلامه جدا.نفث الدخان الرمادي من فمه ونظر بعيداً،يصمت،صمته مستفز أكثر من حديثه،نظر الي،انحنى مرة أخرى إلى ركبتاي يضع يده اليمنى على مرفق المقعد وبالأخرى يمسك سيجارته التي ابعدها عن وجهه كي لا يضايقني بدخانها على ما اعتقد.

«لم اقصد ذلك.فهمتِ بشكل خاطئ،أنا هنا الآن برغبة مني أنني أرغب بوجودي الآن إلى جانبكِ هل استطعتِ الفهم»

قال بكل رفق يأخذ عيناي في عناق داخل عيناه.نظراته التهمتني وبعثت شعور الرغبة في ركل وجهه الآن بركبتي القريبة من ذقنه كثيراً.جزء مني يود ركله وجزء مني يريد إخباره أن يُفهمني أكثر كي أستطيع سماع صوته طوال الوقت دون توقف.دون صمت.التناقض متعب.وكأن عقلي قُسم إلى نصفين و كلاهما أنا عاجزة عن فهمهما،أريد التوقف عن كوني محتارة..عن كوني معقدة من الداخل ،أريد البوح بكل شيء لكن نصفي الآخر يكتمني يمنعني من الحديث والتنفس.هل اواجهه واتحمل العواقب؟لستُ صريحة بما يكفي،أنا خائفة..إن يبتعد هو الآخر بعد شعوري أنني وجدته.

«انا لا افهمك.من أنت ولما دخلت حياتي فجأة وقلبتها رأساً على عقب،لما لا استطيع التوقف عن التفكير بك؟»

نبست انظر داخل عيناه أبحث فيهما عن جواب،لكن لا شيء صارحته بنصف ما اشعر به الأمر بسيط هي مجرد كلمتين لا أكثر ثم سأرتاح بعدها كثيراً.لم ارتاح الغصة داخل قلبي لا زالت هناك تُضيق عليّ.طال الصمت بيننا وأعيننا تأخذ بعضها في جولة تحديق ما لا نهاية.

«كيف اخبركِ أنني أشعر بالشيء ذاته؟هل ربما نكون أخوين بالدم؟»

ضحك في نهاية كلامه يجذب نظري إلى شفتيه التي توسعت فور ابتسامه.نوع مفضل جديد من ابتساماته الكثيرة.

«ربما»

«في الحقيقة أود الاستفادة من تجاربكِ في الحياة.»

نبس مرة أخرى يجذب كامل تركيزي إلى الأحرف التي يتفوه بها.يود الاستفادة من تجاربي وهو أكبر مني سناً هل فقد عقله؟

«سأجيب عن سؤال واحد فقط»

«حسناً، أظن أن إجابة هذا السؤال كفيلة بإجابة عدة أسئلة معاً.لماذا تهوي الجلوس وحيدة؟»

عقدت حاجبيّ سامحة للاستغراب والفضول بالتسلسل إلى باطني يأكل من قِطعي الداخلية.ماهذا السؤال الذي احتاج وقتاً كي أفكر في إجابته!أخذت وقتي بالفعل وأخذني التفكير على حين غرة لمدة تجاوزت الدقيقتين.

 «أشعر بارتياح بعض الشيء بمفردي.لا أهتم بشيء ولا انتظر شيئاً، لا يغريني هذا العالم القذر للتعايش معه.الحرب تسود العالم.. النفاق يسيطر على كل شيء.. المزيد من القتل والبؤس والكذب.. عالم بشع بما تحمله الكلمة من عمق.. الجميع مهووسون بأشياء بدائية لا قيمة لها.الجنس، المادة، السلطة، النفوذ، السيطرة، الحرب.عالم سخيف..سخيف جداً، مجرد شخصيات فارغة تحاول إشباع رغباتها وفطرتها الشنيعة فوق أكتاف الضعفاء منا. أنا لم أتجاوز الواحد والعشرين من عمري لكن ما رأيته من هذا العالم يكفيني للانعزال عنه.لماذا يجب علينا معاشرة كل هذا البؤس والنفاق؟ لقد صُعقت من أهوال الحياة لستُ جديرة بتحمل المزيد من الصفعات المميتة فقد أعلنت إعتزالي هذا العالم البائس لقد أيقنت بعد هذا العمر أن الجلوس بمفردي مع كوب قهوة وتأمل الدخان  المتطاير في الهواء يكفيني للسمو، هنا فقط أشعر بالسمو.»

نبست أرى ابتسامته التي يخفيها أسفل قناعه الرمادي الذي صنعه التبغ المشتعل،نظف حنجرته يلقي عليّ النظرة الخاصة بالبروفيسور بينما يهز رأسه بخفة.

«مثير للاهتمام.»

إنها جملة البروفيسور رالف،هذا مضحك.تركت المياه تعود إلى مجاريها واردت التخفيف من التوتر الذي تشكل بيننا قبل قليل وابتسمت.ابتسامة جانبية فضحتني ولمعة عيناي باهتمام زادت ارمقه بنظرات أعجز عن فهمها.نظراتي خرجت عن السيطرة تقريبًا واردت الاقتراب منه وتنفيذ ما يؤلفه عقلي من تخيلات قذرة كتقبيله.نظفت حنجرتي اخفف من ابتسامتي البلهاء وعدت ادراجي قبل أن أنفذ ما يخبرني به الجانب القذر من عقلي الذي لم يظهر سوى الآن،هنا ومعه.ألم قوي صعق عضلاتي بشكل مفاجئ أدى إلى تأوهي بألم وعقد حاجباي.وكأنه تم غرز سكين حاد في عضلاتي وأخرجها ثم تدفقت الدماء إلى الخارج وغطت الثلوج البيضاء.استقام بسرعة وتوقف خلفي يمسك بالمقعد ويجره إلى الخلف.

«ماذا تفعل؟»

«انتِ بحاجة إلى الراحة واهيرا.خذي ادويتكِ ونامي »

ماذا لو أخبرته أنني لا أستطيع النوم حتى مع الأدوية؟

دخلنا إلى المصعد وأغلق أبوابه. يقف خلفي يوترني.وتيرة أنفاسه طبيعية غير مضطربة. سعل بخفة و نظف حنجرته.نسيت انه مريض.

«أنت مريض أليكسان، أنت من يجب عليه أخذ الدواء»

انحنى بجزئه العلوي ناحيتي من الخلف حتى أصبح وجهه بجانب وجهي..

«هل انتِ قلقة على أخيكِ؟»

أنفاسه الدافئة ضربت وجنتي تبعث الدفء لجميع أطرافي.هو ليس اخي تبا له.

«بالعادة أنا أضرب أخوتي،لَكمك الآن سيكون تذكار لأخوتنا»

نبست.اسمع ضحكته الخفيفة بجانب اذني وذلك زادني توتر.لا اعلم لما فكرة تواجده حولي تروقني بطريقة تزعجني،شعور غريب داخل حنجرتي وصولا الى معدتي يدغدغني بقوة.شعرت بالبرد فجأة لأنه أستقام وابعد وجهه من جانبي.وصلت إلى غرفتي و وجنتاي على وشك الانفجار وقلبي ينبض بجنون،فكرة تواجده بهذا القرب مني أصبح يحيرني أكثر فأكثر،وضعت كلا كفاي على وجنتي أشعر بالنار التي نشبت بهما،أشعر بالبرد لكن أطرافي ساخنة ماهذا التناقض؟،رائحة عطره ملتصقة في انفي تأبى التلاشي كما يتلاشى كل شيء. نظرت إلى نايا وأبي وجدتهم كما تركتهم نائمين لذلك عدت إلى سريري أحاول النوم والتخلص من هذا الشعور المقيت الجميل.


 رفعت اهدابي أفتح جفناي بخمول انظر في سقف الغرفة المليء بالأضواء المربعة المزعج.هدوء قاتل يُهلك رأسي يصدر صرير طفيف في أذناي أرتفعت بجزئي العلوي بصعوبة أحدق في أرجاء الغرفة الفارغة،لم يكن هناك أحد.أبي،نايا،أنجيلو،الأطباء،لا أحد حرفيًا،صداع يُثقّل رأسي بشدة يجعل كل شيء من حولي يختلج أشعر أنني نمت كثيراً ليس سوى عدة ساعات بل عدة أيام.أصبحت قادرة على تحريك قدمي التي تؤلمني لكنها لا زالت تؤلمني لكن ليست كالسابق.الطوق الطبي لم يكن موجوداً على عنقي الساعة تشير إلى الثانية ظهراً.في هذا الوقت يكون أبي في عمله.وضعت قدميّ على الأرضية الملساء وفوراً لسعت البرودة  بشرتي و أوفدت القشعريرة إلى عضلاتي تجعلني اقبضها  بقوة قبل أن أسير بينما أعرج بسبب قدمي التي لا زالت تؤلمني.بلغتُ إلى الباب وامسكتُ مقبضهُ.فور فتح الباب ظهرت الأصوات الخافتة أعقبه كأصوات الموظفين والأحاديث وما إلى ذلك.أخذت نفس عميق جداً وخطيتُ خارج الغرفة بقدماي العارية أسمح للبرودة المزعجة أن توجب بساطها في جميع أنحاء جسدي،لباس المستشفى خفيف وهذا جعلني أشعر بالبرد أكثر.استندت على إحدى المقاعد بجانب باب الغرفة ولمحت ممرضة تسير في الرواق ذاته الذي اجلس فيه.

«في أي يوم نحن؟»

نبست بإرهاق اتبع الحروف التي تخرج من فمها.

«اليوم هو الخميس.»

تفوهت بذلك ثم غادرت تجعلني أغرق في أفكاري مجدداً.لقد مرت ثلاثة أيام منذ آخر مرة رأيته بها.هل نمتُ لمدة ثلاثة أيام؟لا أصدق هذا.دلكت منطقة إقتران الحاجبين صعوداً إلى جبيني برفق تام لتخفيف الوصب الذي حلّ عليّ كاللعنة.دلكت تالياً مؤخرة عنقي أبلغ الألم الطفيف الذي تلاشى في لحظتها.اتمنى لو كان بإمكاني العودة إلى طفولتي حيث كنت سعيدة جداً همّي الوحيد هو أن يشتري ابي لي لعبة باربي بشعر اشقر وملابس وردية.


غرفتي نظيفة جداً،هل نظفتها نايا؟عدت إلى غرفتي من جديد..إلى حفرتي الجميلة.ألم طفيف يسيطر على بضع أنحاء جسدي لكنه محتمل نوعاً ما بسبب الأدوية المسكنّة.—أنا الآن حقًا متعبه من كل شيء احاول فقط  المضي للامام لعلِ أصل لوجهة في حياتي اشعر فيها بالأمان لا أعلم ماذا أفعل أو كيف اتصرف هناك الكثير من المواقف التي علي ان اواجهها واتصدى لها ولكنني دائمًا أصل إلى نقطة لا استطيع فيها فعل شيء والآن هل من المفترض أن أنتظر أو أمضي أو أظل واقفة في مكاني حتى انتهي.أبدو كمن يحتسي في صمته قلقهْ،‏هل يشتكي جرحهُ أم يشتكي أرقهْ؟صلبًا كمن ليس يخشى أيّ فاجعة‏،كأن كل الذي يخشاه قد لحقهْ.بائسًا ووحيدًا مثل حائر ضيّعت أحلامهُ طرقهْ.أخذت نفس عميق واستلقيت على السرير بشكلً عشوائي أحدق في سقف الغرفة أحاول استيعاب ما حصل لي في الآونة الأخيرة تدريجياً تهطل الذكريات كالمطر على ذاكرتي تُعيد إحيائها من جديد.لا اصدق ما حصل معي حقاً ماذا سأفعل الآن؟ما خطوتي القادمة؟لا ادري.ربما عليّ الذهاب إلى الجامعة كي لا يتم فصلي على الرغم من أن أبي قام بحل الأمر لكنني فوتت الكثير.

ارتديتُ فستان صوفي طويل باللون السكّري ومعطف صوفي أيضا باللون الرمادي.عدلتُ شعري وأمسكت حقيبة صغيرة أضع بها هاتفي والأشياء الصغيرة الضرورية لأن كتفي غير قادر على تحمل وزن حقيبة الظهر بحق.ارتديت حذائي الجلدي برقبة عالية أبيض.نزلت السلالم بهدوء تام اسمع صوت شخص ما في المطبخ منذ الصباح الباكر.انها نايا بلا شك تحضر الفطور.تسللت إلى غرفة أبي،دخلت واغلقت الباب خلفي بهدوء شديد.تفوح رائحة عطر والدي ممزوج بعطر نايا يفوح في الغرفة بشكل مبالغ يجعلني أريد التقيؤ.

سرت ناحية المنضدة وفتحتها أبحث بداخلها عن شيء يشبع فضولي الغير مريح.لم اجد شيء تباً.اسير ناحية الخزانة لولا دخول نايا المفاجأة الذي جعلني أتجمد في مكاني كالتمثال.توقفت عن التنفس.

«واهيرا؟عن ماذا تبحثين؟»

نبست بانزعاج تسير نحوي حتى توقفت أمامي. رطبت حنجرتي كذلك شفتيّ واخذت نفس أجيبها بأكثر كذبة يمكنها أن تنقذني.

«كنت أبحث عن صورتي وانا صغيرة،نسيتها مع أبي في المرة الماضية»

تلاشى الانزعاج عن وجهها ووضعت مكانه ابتسامتها المعتادة.

«لو أخبرتيني بذلك كنتُ وجدتها لكِ.». 

«لا بأس»

نبست هدوء اخرج من الغرفة بثبات مصطنع يدل على أنني لم أكن أفعل شيء خاطىء هنا و بالطبع أنا كاذبة.

دخلت الجامعة والتفتت إلي الكثير من الوجوه وتحدثت عني الكثير من الأفواه وكأنني مشهورةً ما،لمحت أولئك الأوغاد الذين تسببوا في سقوط وفور رؤيتهم أردت الذهاب وركل مؤخرتها واحد تلو الآخر لكني صُعفت عندما رأيت وجوههم التي يفشلون في اخفائها. الكدمات حول أعينهم غامقة جداً.ملامحهم مشوهة نوعاً ما،لقد تلقوا الضرب منذ أيام ليست ببعيدة و ها هم ينظرون الي بحقد بين الحين والآخر و كأنهم خائفين من شيء اجهله.من قد يفعل بهم هذا ولماذا؟،هل تورطوا بشيء آخر؟أود شكر من لقنهم درساً بدلاً مني..دخلت إلى قاعتي أجلس في إحدى المقاعد العشوائية في المقدمة كي أستطيع التركيز أكثر.بدأت المحاضرة بعد دقائق وجلس الجميع في أماكنهم ووضعوا ألسنتهم في فمهم اللعنة عليهم لا يصمتون. 

«الرُّواقية هي مذهب فلسفي هلنستِي أنشأه الفيلسوف اليوناني زينون السيشومي في أثينا ببدايات القرن الثالث قبل الميلاد. تندرج الرواقية تحت فلسفة الأخلاقيات الشخصية التي تُستمد من نظامها المنطقي وتأملاتها على الطبيعة. وفقاً لتعاليمها، فإن الطريق إلى اليودايمونيا (السعادة أو الراحة الدائمة) يكون بتقبل الحاضر، وكبح النفس من الانقياد للذة أو الخوف من الألم، عبر مشورة العقل لفهم العالم وفعل ما تقتضيه الطبيعة. عُرف الرواقيون لتعاليم مثل «الفضيلة هي الخير الوحيد»، وأنَّ بقيةَ الأشياء الخارجية كالصحة، الثراءِ، واللذة ليست شراً أو خيراً في حد ذاتها، لكنها تحمل قيمةً بصفتها «مادة يسع للفضيلة أن تستعملها»

نبس البروفيسور يبدأ المحاضرة بشيء فاتني ولم افهم منه شيء تقريبًا. دونت ملاحظات بسيطة على هاتفي ثم ركزت بما يقوله البرفيسور.

«الفكر اليوناني قبل الرواقية..كان البحث في المادة الأولى أهمّ ما نظر فيه فلاسفة اليونان قبل سقراط.و هذه المادة الأصلية التي تكونت الأشياء منها وضعها اولاً جوهراً واحداً يشمل جميع الموجودات ويبقى بعينه مهما اعتراه من تغير او تحول.ثم سادت بعدُ فكرة أخرى ذهبت إلى أن المادة مركبة من كثرةٍ من الأجسام العنصرية قد امتزج بعضها ببعض امتزاجاً متفاوفتاً. والضو هذه الفكرة ممثلةً في مذهب لوقِبس ومذهب ديموقريطس إلى النظرية الذرية أو نظرية الجزء التي هي أكمل صورة لفلسفة المادة.»

صمت قليلاً يسمح لنا بكتابة الملاحظات.لقد كان يتحدث بهدوء وبطء يُعطينا وقت كي نكتب ما يقوله ونفهمه ايضاً،

«ولكن نظرية جديدة قامت فكان الفوز حليفها — كان لا بد للفلسفة ان تدرك أن الجوهر الصحيح للأشياء ليس هو المادة بل هو هو مبدأ من نوع آخر — هو مبدأ — الفعل ، الكيفية ، الكمال. وقد كان فيثاغورس اول من اهتدى إلى تلك النظرية ، ولكن كان انتصارها بفضل ما بذل أفلاطون من جهود روحية باقية — رأى أفلاطون ان الأشياء المادية ليس لها في ذاتها وجود حقيقي وأن ما الذي له الوجود الحقيقي هو المثال الذي ينتظم فوق العالم الحسي المتساق في تيار الصيرورة.»

كتبت ملاحظات ودونت الكثير لكن عقلي ليس هنا أنا أكتب وكأنني مبرمجة على هذا لكن عقلي في مكان آخر تماما في عالم مختلف.

«ستنقسمون إلى مجموعات وتبحثون بشكل أوسع عن الفلسفة الرواقية دون استخدام الانترنت رجاءاً،سأبحث في الانترنت وإذا رأيت أن هناك تشابه في إحدى البحوثات جميع أفراد المجموعة سيرسبون»

نبس البروفيسور يظهر بعض الأوراق من الملف الذي أمامه.تعالت الهمسات والاعتراضات من حولي وذلك جعلني اخرج من عالمي الموازي والتركيز بالشيء الذي أمامي. طرق مفاصل أصابعه على الطاولة يُصمت الطلاب ثم نظف حنجرته يجهز نفسه كي يقرأ الأوراق التي أمامه.

«لدي قائمة اسماء ومجموعات عديدة،كُل خمسة طلاب سوف يمثلون مجموعة واحدة،المجموعة A أي شخص يظهر اسمه يخرج من مقعده.»

ابتلعت ريقي بتوتر،سوف نكون كمجموعات هذا يعني سيكون هناك أربعة أشخاص حولي..شيء اكرهه كثيراً.

«ليزا مارتن،إيما واتسون،الياس نيوكاسل،إزكاي إيفرا،ميا جوناثان»

جميع الطلاب الذي ظهرت أسمائهم استقاموا من مضاجعهم وبينهم آزكاي الذي كان غير راض بتاتا.

«المجموعة B،البرتينو تونلاي،أليسون جيفارا،واهيرا روفيري،نيكولاس إريكسون،ليام دايرف»

انقبضت معدتي عندما سمعت اسمي في المجموعة ذاتها مع البرتينو الأحمق واستقمت دون إرادة مني كما فعل الجميع.انتهت المحاضرة وخرج الجميع بعد تقسيم جميع المجموعات،كنت أود تغيير مجموعتي لكنني أعلم أن البروفيسور رالف عنيد ولن يرضى بذلك قط.خرجت من باب القاعة فتوقعت أمامي أليسون تمنعني من إكمال سيري.

«سأقوم بإنشاء مجموعة على واتساب هل يمكنكِ اعطائي رقمكِ؟»

همست بإبتسامة لطيفة مع تلك التسريحة التي تفعلها بشعرها وكانت عبارة عن ذيليّ حصان من اليمين ومن اليسار جعلتها تبدو كطفلة صغيرة تطلب الحلوى.اعطيتها رقمي وأكملت سيري إلى الكافتيريا لأنني اتضور جوعاً.دخلت وطلبت قهوة ساخنة وشطيرة.

لا أصدق أن البرتينو معي في المجموعة ذاتها،سأتواصل معه كل يوم حتى الانتهاء من هذا المشروع الأحمق. التفكير بهذا مجرد تفكير يُشعرني بالغثيان والرغبة بالبصق في منتصف وجهه الأحمق.شربت قهوتي وتناولت شطيرتي بينما اعبث في هاتفي بشكل عشوائي اتصفح في مواقع التواصل الاجتماعي.في أثناء تصفحي ظهرت لي صورة جذبت انتباهي،تظهر بها الفتاة الشقراء من تلك الليلة في منزل أليكسان..كانت في المستشفى بينما هو بجانبها بملامح مقبوضة وكأنه يرفض أن يتم تصويره ونشره.انتابتني الرغبة في الذهاب ولكمها في مؤخرتها.نظرت إلى تاريخ الصورة..كانت قبل قليل بينما كتبت أسفلها — لا يستطيع تحمل الابتعاد عني لفترة طويلة،أتى كي يضمن سلامتي— بجانب تلك العبارة رموز تعبيرية كالقلوب والنجوم وما إلى ذلك.لا أعلم ماذا أصابها لكنني اتمنى لو تتعفن في المستشفى. رفرفتُ بأهدابي عدة مرات على هذا التفكير المخيف الذي أصبحت أفكر به!!! واهيرا ما بالكِ لم تكوني كذلك استيقظي.

[هل أنتم متفرغين في المساء يا رفاق؟لأجل المشروع؟في الساعة السابعة؟]— أليسون— 

أرسلت أليسون رسالة على المجموعة التي أنشأتها دقائق قصيرة حتى رد الجميع على رسالتها يخبرونها بموافقتهم على الخروج وأنهم متفرغين،لم يكن لدي شيء في ذلك الوقت لذلك أيدتُ الفكرة و اغلقت الهاتف ووضعته في حقيبتي وخرجت من الكافتيريا.انتابتني رغبة داخلية بالسير أسفل حبات الثلج الناعمة المتساقطة مُنشأة موطناً على الأرض الصلبة فسرتُ بهدوء نحو المجهول.في هذه اللحظة لم أكن أفكر في الذهاب إلى موقف الحافلة ولا إلى المنزل،بل شيء مجهول تماماً سارحة في الطريق ولم أعلم إلى أين لا زلت أسير لكن في عقلي عدة جوانب تخبرني بأشياء عشوائية هل يمكنني تسميتهم؟مثلاً هناك جانب قذر جداً يخبرني بفعل أمور قذرة عند رؤيتي لأليكسان.لا ادري لما هو تحديداً لكن هذا الجانب لا يظهر إلا معه.هل أسميه سبوركا؟لدي جانب آخر يجعلني أود التصرف كطفلة عندما أراه! اشعر انني هيلو كيتي بحق هل اسميه كيتي؟.لدي جانب آخر مريع وهو الذي يجعلني أفكر بأمور سوداودية كما فعلت قبل قليل بالتمني لشيريل بورجيا أن تتعفن في المستشفى سأسميه بلاك لأنه لا يتوقف عن اختلاق أمور سوداودية ومؤذية.هل القيت الاسماء على جوانب عقلي تواً؟أظن أن هذه فكرة سبوركا.

انتهى بي المطاف أسير في شارع يكتظ بالأشخاص العاملين الذين يركضون ليلحقوا عملهم،نظرت حولي اكتشف المكان بشكل أوسع..هل يبدو هذا وكأنه شركة اليكسان؟ماذا أفعل هنا؟؟لما قادتني قدماي إلى هذا المكان؟إنها فكرة الجانب القذر أنا متأكدة.أخذت نفس عميق اتناسى فضولي السابق الذي يدفعني إلى أمور مجنونة.هرولت أبحث عن مرآب السيارات.ثوان حتى وجدته مليء بالسيارات الرياضية الفخمة والحديثة وإحدى هذه السيارات كانت سيارة أليكسان،،هرولت ناحيتها وامسكت الغطاء الخلفي الخاص بها لم يكن مغلقاً،ابتسمت لا شعورياً لمجرد تفكير انه يمكنني إشباع فضولي ونسيت تماما أن هذا الفضول يمكن أن يقرب نهايتي.صعدت إلى الجزء الخلفي من السيارة ولم أغلق الغطاء لأنني بحاجة إلى التنفس ولا أستطيع فتحه بين الحين والآخر. 

— 

طال انتظاري في الداخل لعدة ساعات وبسبب استلقائي الغير مريح أطرافي آلمتني.فتحت الغطاء المفتوح اصلا لكن فتحت جزء صغير منه جدا فقط كي يدخل الهواء.واغلقته مرة ترخرى انتظر قدوم أليكسان.لقد انتظرت كثيرا ولا أستطيع إنكار انني نمت بين الحين والآخر. أصبح المساء وبقي ساعة ونصف على موعد خروج المجموعة الغبية من أجل المشروع.على ما يبدو أنه سينام في الشركة لذلك سأنزل و…— اشتغل محرك السيارة فجأة وتحركت من مكان وقوفها.انقبضت معدتي ونبضات قلبي تكاد تخترق قفصي الصدري من قوتها وسرعتها.ظل يقود حوالي نصف ساعة بسرعة كبيرة بيننا امسك غطاء السيارة بأحكام كي لا يفتح فجأة بسبب الرياح القوية.توقف فجأة ونزل من السيارة.هل اكتشف وجودي حتى؟ماذا لو اكتشف وجودي حقا ؟ماذا سيفعل؟قلبي أصبح ينبض في بطني وركبتاي من الخوف،لم يفتح الغطاء ربما لم يكشفني. فتحت الغطاء ولسعت البرودة كل أطراف جسدي وداعبت الرياح وجنتاي،الثلوج احتضنت الأرض وفرشت بساطها الأبيض. خرجت من السيارة و الم عضلاتي قاتل وقدمي ازدادت سوءاً واصبحت تؤلمني أكثر،نظرت حولي المكان اشبه بالصحراء القاحلة لكن في مكان اصطفاف سيارة اليكسان يوجد هناك بوابة كهف صغيرة.نظرت حولي للمرة الاخيرة ولم يكن هناك شيء غيرها يدل على أن اليكسان دخل إلى مكان غير هنا لأن المكان فارغ تماماً.دخلتها فأستقبلتني سلالم صغيرة تقود إلى الأسفل فاتبعت كل شيء امامي،لم تكن هناك طرقات بل كان طريق مستقيم وطويل و مليء بالأضواء الصفراء.رائحة الرطوبة قاتلة في الجدران الترابية لكن تمتزج بها رائحة عطره فعلمت انه سار بنفس هذا الطريق،بقيت أسير لفترة حتى توقفت عن السير لكن ظهر في نهاية هذا الرواق الطويل غرفة مليئة بالأضواء بدون باب يصلني منها صوت صراخ ذكوري متألم.تقدمت أكثر بشكل سريع و حاولت النظر دون ان الفت الإنتباه..

ما اللعنة التي أراها؟إنها غرفة كبيرة جداً وسقفها عالٍ جداً بأضواء بيضاء كثيرة ولم تكن جدرانها ترابية بل كانت كالبلاط بيضاء لامعة يوجد بها الكثير من الطاولات التي تملئها المواد الكيميائية.هل هذا مختبر؟اخرجني من قوقعة أفكاري صوته صراخ مجدداً أنهيت تحديقي في المكان ومباشرة نظرت الى مصدر الصوت،أليكسان يقف ويُوَلّيني ظهره لكنني استطعت معرفته بذلك المعطف الأزرق من الجينز الفاتح وياقته من الصوف،وبنية جسده.وشعره.كان هو يقوم بتعذيب الرجل المقيد الذي أمامه..كان كبير في السن يبدو في الخمسين من عمره.في عمر والد اليكسان تقريباً هل يقوم بتعذيب رجل بعمر والده؟ماذا يهذي؟المكان مليء بالرجال المسلحين حوله.

«لما فعلت ذلك؟اجبني فحسب أنتونيو دافيار؟هل فعلت شيء أزعجك!أم أنت عاهر فقط و كنت تمثل في الأصل كي تستدرجني؟»

نبس أليكسان يصرخ في وجه الآخر الذي كان في وضع مثير للشفقة حقاً،ماهذا المشهد المرعب الذي اشهده؟ازدادت سرعة نبضات قلبي خوفاً بينما انظر إلى…صوت إطلاق نار جعلني اجفل وحين ركزت أكثر..اليكسان وضع سلاحه في فم الرجل وأطلق النار في حنجرته.تباً توسعت عيناي وارتجفت حنجرتي واردت عودة ادراجي لكنني فقدت التوازن وسقطت على مؤخرتي اجذب انتباه الجميع نحوي.اريد صفعة تخرجني من صدمتي.صعق الألم رضوض قدمي،جميع الرجال المسلحين ركضوا نحوي.

«توقف»

صوت اليكسان جعل الجميع يتوقفون بينما أحدق بهم بصدمة.لا أستطيع التحرك التصقت بالأرض. كان هذا قبل أن المحه يسير هو بنفسه يضع السلاح على خصره من الخلف ويسير نحوي.تحركت بسرعة واستقمت وبدأت بالركض على قدمي التي تخدرت من الألم،اركض نحو الرواق الذي اتيت منه.الى الخارج إلى أبعد مكان عنه ربما لو امسكني الآن سيضع سلاحه في فمي ويطلق في حنجرتي وينهي الأمر كما فعل قبل قليل، لقد شهدت جريمة قتل للمرة الثانية.لم انظر خلفي طوال الوقت لكنني خففت سرعتي بسبب المي.توقفت عن الركض لأنه امسكني من خصري يمنعني من السير.صرخت اخبره بإن يتركني. 

«اتركني ايها القاتل،تباً لك»

حاولت التخلص من قبضته لكنني لا أستطيع قبضته محكمة على جسدي الضئيل.اتخبط بين يديه كي يفلتني كالقطة التي يمسكونها من ذيلها ولن تستطيع التخلص من قبضة الأشرار والتحرك سوا بقطع ذيلها.اشعر بعضلاته الصلبة المقبوضة خلف ظهري و انفاسه السريعة تضرب شعري.

«اهدئي واهيرا..»

همس بجانب أذني يزيدني رعباً،لم اتوقف بل حاولت تحريك كل أنحاء جسدي وحاولت ضرب قدميه لكن كل هذه المحاولات فاشلة لأنه وبحركه واحدة لف خصري حتى أصبحت اقابل وجههُ ويثبت يداي خلفي بيده واخرى على خصري.برودة قفازاته الجلدية لسعت يديّ الدافئة وقطرات الدماء على وجهه مرعبة.

«اهدئي لن افعل لكِ شيء»

قرب وجهه مني يثير رغبتي بالتقيؤ من الشيء الذي فعله.لقد قتل انساناً أمامي للمرة الثانية إنه فقد عقله الأحمق.وتيرة أنفاسي مضطربة والخوف يحتضن اطرافي بقسوة،مؤشرات عقلي تخبرني انني سأموت بعد قليل وملامحه المقبوضة لا تبشر بالخير..أي خير سيأتِ من قاتل مثله؟قبضته على يداي خلف ظهري المتني أكثر من ألم قدمي.اغرورقت عيناي بالدموع لمجرد تفكير إن هذه نهايتي.

———

نشرت الفصل فقط لأنني أحبكم.


اااااتمنى تكون قراءة ممتعة أتمنى بشدة...


لا تقلقوا انبسطوا رغم الظروف لأن هذه لا زالت البداية ياحلوين🌷🌷

أراكم في فصل آخر وتذمرات جديدة 🫶🏼.

Continue Reading

You'll Also Like

21.8K 1.5K 26
هي قاست فصبرت .. تألمت بعدما ظنت أنها شفيت ..لاأحد استطاع وصف معاناتها أو الشعور بها .. أغلقت أبوابها صادةً لِمشاعرها بِكتمانِها .. هي فتاة تشبثت بشع...
21.4K 1.1K 7
مرحبا ،هل بإمكانك أن تكون صديقي الخيالي؟
1.9K 100 14
رواية تسرد قصة حب فريدة من نوعها حين تتصادم مشاعر شخص بارد لا يعرف معنى الحب ولا يملك أيت مشاعر في قلبه مع فتاة عنيدة متمردة لا تحب كبت مشاعرها او س...
38.7K 1.2K 12
اهي صدفة ! لعنة ! ام قدر ؟ وكما قيل إن خير الامور اوسطها سأهرب اعدك سأهرب ...