بين الحب والدماء

By annetryssa

1.8M 97.6K 160K

«إذا، هل مستعد أنت وجوارحك للدخول ؟» عالم خُطت حروفه بين الحب والدماء... الرواية تحتوي على الكثير من الأفكار... More

, للمجازف الذي فتح أبواب الحب والدماء,
||سباق البداية||
||الفهد الصياد||
||فوز خادع||
آل ماكسويل
||العشرة مجدداً||
||كهل فقير ||
||شيطان من جديد||
||دموع وقبلة||
||آديت ماكسويل||
أدورا
||طلقة نحو ماريا||
مطاردة وجثة _جزء١_
|| المرآيا ||
|| قلب المطاردة ||
||قلب المطاردة _٢_||
|| أسفل الطاولة ||
|| وسم الملكية ||
/Vous voulez coucher avec moi ?/
|| حلوى القطن ||
|| شيطان في قصر ماكسويل ||
|| واقعة في حبك ||
||سرٌّ من أسراره||
|اكرهيني مثل هيام روحكِ بي||
|| غروب الشمس الصادقة||
|| إيروس والعاصفة||
|| عذراء والبيت السعيد ||
|| مالكُ روحها ||
||بداية اللعبة||
||دروس الانضباط||
|| الدلتا ||

||هدف الرقم اثنين||

52.2K 2.6K 4.2K
By annetryssa

________________


_

_____enjoy______

ماريسا:

"و ارفعي وجهكِ أريد عينيكِ علي، أريد أن تحفظي في ذاكرتك كل تفصيل كل حركة كل نفس"

لم أكن لأنسى أبدا، شعور ذراعيه المحيطة بس ولمسة يده على جسدي انفاسه الخارقة التي هوت على جلدي كلماته وجسده فوقي

ولو انتهت حياتي ورُفعت للسماء لن انسى أبداً

"وضعت يدي على وجنته، كنت أميل فجأة للمسه والشعور به بحرية دون أن تقيدني أحداث اليوم أو خوف المستقبل

فقط هو وأنا وحدنا في هدوئنا الخاص بين حرب قائمة في الخارج كنا بعيدين عن الواقع

لم أعلم أن للمرء السكَر من أحاسيسه وفيض وجدانه

" لا أريد أن اتعب آرون "

كنت أقول ذلك له غير أنه كان موجها لنفسي أكثر، التعب، لا أريده مع أني أدرك أنه فقط ما يواجهني مستقبلا

كان عدوي وأنا أسفله الآن تحت رحمة لمساته

كم لهذا الأمر أن يكون صعبا

" أنتِ أردتِ التعب وأنا أعطيتك إيَّاه"

على ما يبدو كان تعريف التعب مختلفا لكلينا، فيما أفكر في مشاكل الحرب التي قد تقوم بسبب ما فعلناه كان يفكر كيف قد أتعايش مع مشاعره وهوسه

وهذا أيضاً أمر أتساءل عنه

"ألم أخبركِ؟ أنا لا أخسر"

التزمت الصمت أنظر لعينيه، وتبددت تلك الرغبة الجسديه بعيدا

أريده لكن بروحه فقط كما كنا من قبل تماما

"ألن تخبرني ما حصل ؟ ولما رفضت رؤيتي" لا تزال فكرة أنه رفضني تضرب عقلي وتزعجني، مع أنني حاولت ألا أظهر ضعفا أو ألما هو شعر به وأحس فيه

صمت لبرهة ينظر لعيني، ثم فجأة كل الدفئ الذي كان يحيط بي ابتعد فورما سحب نفسه من فوقي

كنت لا زلت على الأريكة اشعر بضعف جسدي، غير أنه كان بكامل قوته ووقف أمامي

استدرت على يساري ورفعت بصري لأحدق فيه، كان من الصعب أن أركز جيداً بذلك الجسد فوقي

"أنتِ ساذجة ماريا"

كنت لأشعر بالإهانة، لكن رفضه السابق لي كان طرحة أقوى جعلتني اكتسب مناعة، إلا أن ذلك لا ينفي انزعاجي ولو أنني لم أظهره

" لا تملكين أدنى فكرة عما جعلتِ نفسكِ فيه"

تقوس حاجباي، شعرت بأني جاهلة حقاً بفعل الألغاز التي تسافر شفتيه

" أظن أن هذا يشملك أيضاً، لم أقبل الحائط" تخللت نبرتي سخرية وضجر ومددت جسدي قليلاً

"يشملني ؟" تساءل بنبرة هادئة جعلتني أولي بصري إليه، كان يحدق في عيني تماما في بؤرتهما ويده وضعها أسفل ذقنه

"أخبرتك أنك من أردتِ المتاعب، وأنا المتاعب"

صمتت، لازلت أنظر إليه، كان كلامه رغم وضوحه مليئا بالألغاز، والجو صار أكثر ثقلا ومتعبا

بعينيه نظر لجسدي كله من اعلاه لأسفله متوقفا في نقط مهمة حيث علاماته وما ظهر منه

"قفي ماريا يجب أن تستحمي الدماء تغطيكِ"

رمشت مراراً في دهشة حين قال ذلك متجها نحو الأريكة الأخرى الماقبلة لنا وسحب قميصاً إضافيا كان مطويا عليها

هل انتهى ؟ هكذا فقط انتهى ؟

" إذا ؟ هل انتهينا بمجرد انك قبلتني ؟" كنت غاضبة لم يخفى هذا في صوتي

نظر إلي وكان الإنزعاج يطوي حاجبيه "مالذي بدأ لينتهي؟"

كانت لدي قناعة كبيرة أنه يفعل هذا عمداً يستفز أعصابي

"هل ستنكر ما قلته، مشاعرك ناحيت؟"

وضع يده على وجهه وتنهد متخذا خطوة نحوي وكنت ساكنة في مكاني اراقبه

"مالذي قلته ؟ مريض مجنون مهووس ؟ هل تروقك مشاعر كهذه ؟"

رمشت مراراً، كان محقاً، ربما بدى الكلام جميلا لو امتلك لي نفس العاطفة

لكن ما قاله كان عكس ما سأرغب به، ربما احببت نقطة الهوس..تبا لقد احببتها حقاً

"وماذا يعني هذا ؟ لا يمكنك الذهاب وتركي معلقة" قلت بإندفاع ووضعت يدي على مرفقي وكأنني أحمي نفسي، منه فقط

"مالذي تريدينني أن أقوله ؟ "

اقترب مني حتى صار يقف أمامي وجسده يغطي مساحتي، ثم وضع يده أسفل ذقني موجها بصري إلى عينيه، نظراته كانت تحرق جلدي تعيدني لعاطفته أثناء القبلة وتنهيني

"يمكنني الكذب من أجلكِ"

مررت لساني على شفتي فتتبعتني عيناه "أريد الحقيقة، لا الكذب"

"لا توجد حقيقة أخرى قد أخفيها عنك لقد وضحت لك كل شيء وشرحته مراراً"

لماذا كل ما يقوله صحيح بطريقة كهذه ؟ لا اجد حتى لوما أُلقيه عليه، كل ما يقوله صحيح، ربما كانت رغبه بي كبيرة، لكنه تحكم فيها دائما، غير أنني سمحت لعاطفتي بجري طول الطريق

"مالذي تريدين أن تسمعيه مني"

كنت سأريد القول 'الحب'
بادلني مشاعر الحب نفسها آرون

لكنها علقت في حلقي، ليس لأنني لا أعترف بها بل لأنني أخاف ما ستكون ردة فعله

"لا شيء، احتسب ما حدث خط.."

"لا تتجرأي على التفوه بها"

لست افهمه، لقد حسبت أن هذا الأمر المبتذل قد يجعله ينسى ويمرر لكنه يرفض كما يرفض شرح نفسه

"ماذا قلت لكِ؟ ماريا لقد جعلتني لتوي أفقد رباطة جأشي وفعلت ما كان جدآ لا يجب تجاوزه"

أجل بالتأكد كان كذلك

"لكني لا أنساه ولا أندم عليه، أنتِ الآن من ستتحملين مسؤولية رغبتك في دخول عالمي، وأعدك أنك لن تحبيه "

لقد كنت اتمنى أن أراك فقط، أحب اللعنة فيك أي شيء منك

أتذكر مرة أني سمعت جدتي تقول أن الحب يوقع الكبرياء وغرور المرء فهو مشاعر تتجاوز عزة النفس

ربما معها حق

" ما أنا متأكد منه، أنكِ قريباً ستتعبين وتحاولين الإنسحاب، ولن أسمح لك ولو عنى ذلك الموت بالنسبة لي"

شعرت برجفة مرت على طول ظهري حين لامس اصبعه طرف شفتي وصوته مثقل ومتعب

أظنني فهمت قليلا

إني حبست نفسي لديه كليا ولن اتحرر حتى لو أردت ؟ لقد فهمت

" هل أنا واضح ماريا؟"

إذا هززت رأسي الآن لأخبره أنه واضح سأشعر بالإهانة

"إذا كنت تستحق"

زفر ساخراً ومال ناحية أذني ليهمس هناك بنبرته اللعوب

"اوه صدقيني أنا أستحق وسأثبتِ لك ذلك سواء بإسعادك أم إفسادكِ"

ثم عض رقبتي فضممت شفتي لنفسي كي لا اخرج أي نوع من ردود الفعل

لم افهم ما قصد بقوله حول افسادي لكنه بالتأكيد لم يقصد شيئاً بريئا

" لن تبعدني عنك ؟" رفعت حاجبي آخر كلامي متحدية إياه أن يتجرأ على التلميح لمثل هذا

لكنه مال بطرفه سخرية معقبا ويده تحولت لتمسك سيجارة
" وماذا إذا فعلت ؟"

لماذا يصر على استفزازي ؟

" يمكنني إمساككِ قربي وابعادكِ حين اشاء وإذا اردت عودتكِ ستعودين دون خيار"

لم أرى من قبل هذا الجانب المتسلط منه قبلا، لكنه يعجبني إنه مسلي

أريد رؤيته أكثر

" لا تكن واثقا أنا أحب التغيير وهناك الكثير من الرجال حولي يلبون شروطي"

أجل هكذا، شعرت بصدري يزهر متعة حين انتشر البرود على وجهه مجددا وارتفع صدره بهياج موضحا الغضب الذي يتأجج داخله

" وضعت أندرياس أمام قنبلة زئبق، وأوقعت صديقك الجميل من ملكيته للنادي، يجب أن تكون هذه أمورا تكفيك كتحذير"

رشمت مرارا، لم يخبرني فابيان شيئا عن أن مسؤولية النادي أُخذت منه ؟ وكيف بحق الرب حاول قتل أندرياس؟ إنه يعمل لديه أليس هذا…أجل إنه مرعب

هذا الرجل مرعب بطريقة تجعلني اندفع إليه أكثر
كم سيكون الأمر ممتعا حين اتعرف عليه حقاً؟

"خالتي لن تحب هذا" همست بها، وكانت أنظاره علي وعلى طرف شفتيه حمل إبتسامة

"لكنني سأقاتل من أجلك"

سأقاتل من أجل الحصول على هذا الرجل، لن اتركه قبل أن اجرب كل مافيه حتى البقع المظلمة

مرر اصبعه على فكي كأنه يرسمه، ثم توقف عند النقطة حيث شفتي "وأنا سأقتل وأموت لأجلكِ"

كان نبض الفضول والإثارة ينبض في شراييني، اردت أن أراه يفعل، رغم أنه قتل بالفعل الرجل الذي نظر إلي في الحانة

لكن لسبب ما أردت رؤية ملامحه وهو يفعل من أجلي

أحتاج طبيبا نفسيا، أنا متأكدة.

رن هاتفه فجأة فحمله واطلع عليه فتوضح جيداً أنه أمر مهم من تعابيره التي اشتدت

نظر إلي مال إلي ابتسم إلي
وقبل جبيبني

"لا تخرجي من هنا مهما حصل بيلا سأعود".

أمسكت بذراعه بين يدي فنظر لها وتوقف من مضيه
إنه يتعرض لخيانة وعصيان، لا أعلم كم الأمر سيء، لكنه ليس بالبسيط خاصة أن من تمردو من قلب الفاميليا

"ستكون بخير " لا أدري هل خرج كلامي كسؤال أم تأكيد، لقد اردت حقاً أن أطلب منه أخذي معه، لكني قد أبديت من نفسي الحقيقة امامه قبل قليل وكدت أفقد أعصابي لا أريد أن يكرر الأمر
كما لا أثق أنه وحده، الأمر سخيف أليس كذلك ؟ إنه ليس الرجل الذي سأخاف عليه
ليس وهو آرون ماكسويل

لكنه خوف لا أستطيع التخلص منه، لم اكن سأخاف لو كان الأمر لي، لكني فجأة اخشى أن يحدث أي خطئ يمنعه من العودة لي

" هل تقللين من شأني سيدتي ؟"

قضمت شفتي السفلية احراجا، كنت أعلم أن الأمر تافه لكنه أمر لا أتحكم فيه

"لا أنا..ارحل فقط لست أهتم"

وأوليته ظهري لأنظر في كل شيء غير وجهه، رغم أني شعرت بنظراته تثقب رأسي من الخلف وعلمت أنه يضحك بسبب صوته الذي تعثر مرتين لكن هذا جعلني اشعر بإحراج مضاعف ومضيت بعيدة عنه نحو الغرفة التي كانت تقابلني

دخلت ونظرت إليه كان بعيدا عني ببضع خطوات لكنه لا يزال يحدق بي

"لا تدخل الغرفة سأنام فيها" أعربت قبل أن أغلق الباب وابتسامة على طرفي تعمدت أن يراها، ارتفع حاجبه وارتسم التحدي على ملامحه أكثر

أجل كنت اخبره بصريح العبارة أن يدخل الغرفة ويأتي إلي حين يعود

وقفت عند الباب اصغي لصوته في الخارج، رغم أن الباب والجدار لهذا الجناح لا تخرج صوتا

ركزت جيداً حتى سمعت صوت الباب الخارجي يغلق

وحينها فقط استطعت الركض والقفز على السرير وسحب وسادة لأضعها فوق رأسي وأصرخ بحرية

"سحقا ذلك اللعين يجيد الكلام واللمس والتقبيل" صرخت أتمدد على سريري وأتحرك كالغبية يمينا يسارا

وكلما تذكرت أمرا ما شعرت بقبلي ينبض أسرع والرغبة في الصراخ مجددا

ستموت سوزانا لو علمت أني كدت أفقد عذريتي وتم لمسي، سحقا لم استطع مقاومته إنه شيء آخر وأيضاً أنا أحبه لم أفعل بدافع المتعة فقط

لا أعلم كم بقيت هكذا لكنني اخطط للاستمرار في الإنصهار حتى أنام

.

.

.

.

.

.

.

نيكولاس:

كان السكون يحل بالكازينو، ذلك الجزء المظلم منه أسفل الأرض حيث يجلس زينغ على كرسي مربوط الجسد وآرون يقتلع أظافره من جلد اصابعه

دوت صرخة أخرى من حنجرته تناجي الرحمة وجسده قد غمرته الكدمات الزرقاء وآثار حروق السيجارة، رائحة شعره وجلده المحترق كانت تقرفني بقدر منظر الدماء التي تنزل عليه

دماءه مقززة

"ألا تظن أن الزعيم يتصرف برقة ؟"

قلبت عيني بسخرية ونظرت صوب مارتن الذي كانت الراحة تعبر ملامحه

يبدو أنه شهد على جنون الزعيم كثيراً في اليومين الأخيرين

"الفضل يعود لي، أحضرت له مهدئا بشريا" قلت قبل أن ارتشف من كوب التيكيلا الذي كان على طاولة البيلياردو

"نيكولاس ما رأيك أن تنهي الجولة أم تخشى الناس تقع الكرة في حلقك"

صوبت بصري نحو أندرياس الذي كان يكشر عن ساعديه ويثبت العصى أسفل أصابع يديه قبل أن يضربه فإصطدمت بالزاوية الثانية قبل أن تقع في الخامسة

انتحلت إبتسامة نصر شفتيه ونظر إلي كي اسدد آخر ضربة لي

كنت أعلم أني سأخسر لكن الشرب خفف من وقع الإهانة

وكما توقعت، ما إن ضربتها حتى توقفت في الوسط بعد ان ضرب قلب الزواية

"عشرون دولارا فوراً"

سحبت ما كان بجيبي ورميته على الطاولة، ما ابخس ثمنه

"كيف نجوت من القنبلة لدي فضول" سأل ايزاك بفضول كان لدي أيضا فنظرت لأندرياس الذي اعتلى الغرور ملامحه

"سوف أط.."

وقوطع صوته اثر الصرخة العالية التي أصدرها زينج
أجل لقد قطع اصبعه، مجددا دماؤه مقرفة

"مالذي كنت تقوله ؟" أعدت كلامي لأندرياس، و كانت ملامحه تعبر عن التقزز أيضا لكنه سرعان ما اعاد تركيزه علي

"لقد كان المجنون ينوي قتلي" قال فإرتفعت ذراع بول الذي كان يقف عند المدخل للحراسة

يبدو أن سماع أحد يطلق على آرون بالمجنون لم يكن ليحدث في أسوء كوابيسه

حسنا لو سمعه آرون لقطع لسانه، لكنه لم يسمعه في النهاية

"حذرتك أن تبتعد عن الفتاة، كاد يقتلع عيني فقط لأنني نظرت إليها على طاولة العشاء في فيغاس"

تكلم ايزاك ممددا جسده على الأريكة المقطنة الملكية وعلى لحافها القرمزي خيوط ذهبية

"إنها رائعة، أريدها"

أعلن بكل جرأة واقترب ليأخذ من التيكيلا التي أمامي غير أني ابعدتها عنه فنظر إلي بحاجب مرفوع

"ابتعد عنها أندرياس حتى لا أفرغ سلاحي في رأسك"

"لقد كاد يفجر رأسي من قبل أندرياس صدقه" أضاف ايزاك فحديته بنظرة طرفية جعلته يرفع يده مستسلما

" إذا كانت تريد آرون حقاً فلن أستطيع الحصول عليها أما إذا كان العكس فلا أحد يتدخل في علاقاتي نيك"

ثم سحبها من يدي بشيء من القوة، هذا سيء بطريقة مرعبة

ليس جيداً أن يدخل آرون و أندرياس في صراع

لا أعلم ما خطب لوسير حقاً، لماذا لم يجد فتاة أخرى ليضع عينيه عليها ؟ لما يختار ماريسا ؟

" علاقاتك هذه في مكانك، ماريسا ليست لعبة يمكنك التسلي بها "

كان يزعجني غروره وتعاليه، لكنه ليس الرجل الذي قد تبعده عنك فقط لكونه نرجسيا لعينا

لديه ميزات لا احد يريد خسارته، صنع وتفكيك القنابل، كان هذا العمل متعبا لي بما أنني الوحيد فيه هنا في نيويورك
لكن أندرياس يخفف عني العبء إذا أتى ويإخذ على عاتقه كل صناعات كاليفورنيا

على أي حال، كان يجب أن يقف عند حده، لكنه لا يبدو مستعدا لذلك

صرخة أخرى صدرت من الرجل الذي خلفنا، وكان آرون يضع من الوقود على جراحه التي صنعها في جسده

وقفت من مكاني مبتعدا عن كل من كان قربي نحو آرون ووقفت على الجدار متكئا أحدق في وجهه المظلم الذي يقابل الصراخ بالبرود

" كم امرأة تاجرتم بها لحد الآن ؟"

سأل زينج الذي كان وجهه يبدي التعب والإنهيار، كان هناك امر خاطئ حوله
لكني لم أتوقع أنه يتاجر بالنساء، كانت هذه التجارة من المحرمات على عائلات الاتحادية
من ليسو تحت حكم ال ماكسويل لا شأن لنا بهم، لكن الاسماء المرتبطة بنا لم تكن لتحمل هذا النوع من التوجهات

لأن آرون لم يكن هدفه كهدف أبيه وغيره
كان يريد انهاء ديولونيس
ضرب المافيا الحكومية وفسادها الذي لا أحد يشك به النهب والسرقة والخداع و استنزاف مواردهم وتجنيد رجالهم

لهذا يقفون في وجهه
لأنه يخرجهم عن هدفهم الذي عاشو عليه اجيالا

"  لا أعلم، آخر شحنة كان فيها خمسون إمرأة" حين أجابه بصوته الميت أضاف آرون الوقود على يديه فإرتفع صوت صراخه مجددا

"ما الأعمار المحددة ؟" وراح يهز كرسيه للخلف والأمام مجددا

"بضاعة الفتيات من العاشرة للسابعة عشر هي الاكثر طلبا"

وهنا قد إقتلع آرون اصبعه الآخر مباشرة فور انتهاء اعترافه

كم هذا مقزز، لا يمكنني تصور شعور فتيات بهذه الأعمار وهن يغتصبن ويقدمن كبضاعة جنسية واي نوع من الإعتداءات

" كم تبلغ ابنتك من العمر زينج ؟" شحب لونه وسحب كليا وليس كأنه كان يحتفط به
لكن ذكر ابنته الآن قد اوصل له الفكرة

كان ينظر لآرون ثم إلي وليساري فقط لأستوعب ان أندرياس يقف قربي

كان يترجانا بيأس

"خمسة عشر عاما زعيم" اجابه
أندرياس فنظر آرون له بطرفه ببرود شديد لم يهتم به هذا اللاتيني

وزينج قد تحرك على كرسيه بهسترية"لا أرجوك لا تقترب من مايا هي لا علاقة لها"

"وهل كان للفتيات اللواتي يبلغن العاشرة علاقة بقذارتك ؟"
وقع رأسه على حجره وراح يتحرك بقوة، إنه يائس تماما

" لماذا تتبع الآنسة لافيتين"

وقف شعر جسدي بصدمة

رفعت عيني لآرون وكان الغضب قد نال من ملامحه، فجأة بدى وكأنه مستعد لتحطيمه بين يديه

"ل..لم أكن.." وقبل أن ينهي عبارته ضربه لوجهه ضربة جعلت رأسه يعود للخلف ويتوقف عن التحرك لدقيقة

"لديك دقيقتان" همس قرب وجهه يشد على سترته قبل أن يشير نحوي فقط لأشغل المقطع

ففعلت ما اراده، كان ابنه داخل حوض مائي يصل لبطنه الماء ويستمر في الامتلاء

"دقيقتان قبل أن يختنق وريثك ويموت"

"لقد كنت مأمورا" صرخ بها بقوة ينظر لولده وعيناه تكادان تخرجان، بدأت قوة ضخ الماء تقل لكنها لم تتوقف

نظر آرون إليه مجدداً

"من أمرك؟"

"أنا..لا أعلم أنا لست اتذ.." قطع كلامه بصرخة حين مرر آرون سكينته على جلده المحترق وصار يتخبط بيأس من الألم

بينما كان جلاده لا يولي نحيبه قيمة

"من أمرك" اعاد بقوة وغضب عارم جعلني ابتلع ماء حلقي ونظرت لاندرياس بطرفي لقد بان عليه القلق

" ساندي آملا، أقرب مؤخرة للسفير الأمريكي لوكا ساندي"

لوكا ساندي، لم يكن إسما متحركا ولا دخل قائمتنا من قبل لم تكن جرائمه ما قد يقدر كأمر يحتاج أن يُتخلص منه أو ما قد يمس بنظامنا

لكنه يفاجئنا الآن

"وأنت تجرأت على تنفيذ طلبه ومطاردة امرأتي ؟ مالذي توقعته؟"

مرر السكين على صدره أكثر فنزف بشدة وانفجرت حلمتاه بالدماء فصار صوت صراخه يسمع الموتى

"لقد ظننت أن ما بينكما كذبة، آسف ارحمني سأكون…"

"جسد بلا روح، قريباً جداً "

وهنا رفع السكين وغرزه بقوة تماما حيث الزائدة الدودية فقطعت احباله الصوتيه بعنف شديد جعل من الرجال الذين يقفون هناك يتراجعون خوفا

"سأحتاجك زينج، ومن الأفل أن تلبي احتياجاتي" همس بنبرته الميتة القاتلة قبل أن يدق وجهه بلكمة انهت امره بفقدان الوعي

كان صدره يرتفع بقوة ويتنفس بهيجان، أستطيع فهم نظراته القاتلة والغل الذي دخله لأن ماريسا كادت تؤخذ منه

لازلت تحت تأثير صدمة أن تجار البشر وضعو اعينهم عليها! كيف ولماذا بحق الرب

"نيكولاس أريدك أن تذهب لآيريس دافونيه ابقى معه واعرف أين يخططون إرسال البضاعة ومن سيتلقاها"

معرفة ذلك سيعطينا فكرة على الأقل عن من نقاتل وهل اختيار ماري عشوائي أم مخطط له

"آيزاك وبيرامي، من اليوم فصاعداً ستكونون خلفها كظلها أين ذهبت ومع من كانت ولمن تحدثت، كل حركة وكل ريح تقترب منها ستكونون ضدها"

إنه يفقد اعصابه مجدداً، لن الومه، كنت لأقلب ما أمامي لو تعرض أحد لفتاتي

غير أن آرون لم يكن له حدود أبدا

لذلك الوضع كان موترا لنا بقدر ما سيكون سيئا لماري مستقبلاً، هو حتما سيخنق الفتاة وهي لا تبدوا من النوع الذي يقبل الحصار

هذه الكارثة.

"نيكولاس اعيدوا آديت للبيت فوراً سألحق بكم فيما بعد"

جيد..لا ليس جيداً إنها حقاً كارثة!

.

.

.

.

.

.

كاليسي:

" في السيارة أم في الدراجة ؟"

كان متكأ على الباب عيناه ترعيان جسدي مع ابتسامة خافتة على شفتيه

البخار قد تشكل من بين شفتي من البرد وضممت سترتي لجسدي أكثر

حين حسبت أن الموعد سيكون عاديا مع موسيقى ورقص قرر ليون أن يجعله شيئاً خطيراً
لكني لست لأعارض، أحب الخطر وأحب وجوده، لقد انقضى وقت بيننا وشعرت بالإمتنان كونه عاد لي دون ذكر أي ما حدث سابقآ

" سأختار الدراجة، وهكذا سأستطيع احتضانك"

ارتفع حاجبه بإعجاب تخلله العبث ومد ذراعه خلفي ساحبا الباب الذي تركته مفتوحاً قليلاً ليغلقه
وحين فعل كنت قد اقتربت منه للنهاية ورائحتة تدخل انفي، لا أدري ما اسم العطر تحديداً كانت ماريسا لتعرف، ومعطفه أرسى رائحة البنزين المحترق

لقد قاد السيارة بسرعة حتماً

"مثالي، سأحب أن اشعر بك خلفي كاليسي"  بالتأكيد سيفعل

كانت ابتسامتي تشق وجهي حين حمل الخوذة ووضعها على رأسي مثبتا اياها جيداً

الطقس بارد وقطرات الندى تتسلل على جلدي، لكن دفئه يطغى على البرد

امسك يدي ورفعها نحو شفته مقبلا اياها بحسية ولباقة، وجيد أني أضع الخوذة حتى لا يرى تصبغ وجهي بالأحمر

اخذني اقرب إليه وساعدني على الركوب في الخلف، ثم تقدم ليركب للأمام

وحين استقر على مقعده لم آخذ وقتا طويلاً حتى أحطت جسده بيدي

حين لامست يده خاصتي فوق حضنه مرر اصبعه عليها فضحكت على ذلك، كان مدغدغا وغريبا

"ربما تصابين بالبرد" أنا متأكدة أنه لم قال ذلك وليس مهتما البتة، سيفعل أي شيء حتى يقودني معه

"حقا ؟ حينها يجب أن تتحمل عاقبة افعالك وتعتني بي أثناء مرضي "

لم أستطع النظر في وجهه جيداً لكنه حتما كان يبتسم
حين انطلقنا كانت السرعة لا بأس بها، ما يكفي لجعل شعري يتحرك

نيويورك في الليل كانت كالحلم، لطالما احببت السير فيها وحيدة، اجوائها تعطي نوعا عجيبا من الخطر والإثارة للإستكشاف

حين تعلم أنك الآن تسير بسعادة ومرح، فيما هناك أسفل الأرض بشر يعقدون صفقات موت ويطلقون النار على ضحاياهم

وستكون سيء الحظ إذا التقيت شخصًا منهم

حسنا ربما أنا اشبههم لكني حالياً فوق الأرض احظى بمساء رومنسي لذلك لا أحتسب

أخذت نفسا حين انطلقنا في' برودواي' وهنا زاد ليوناردو السرعة مواكبا الطريق السريع فصار شعري ومعطفي يحلقان للخلف

لم أكن أعلم ما اقوله له وعن ماذا أتحدث معه، لكن وجوده هنا يكفي

وضعت رأسي على ظهره مسترخية عليه، وشعرت بأنفاسه المنظمة التي تحرك صدره

عيناي كانت على المباني وأضوائها الليلية، لا يوجد مبنى واحد مظلم كلها منارة
وخلف كل نافذة قصة مختلفه لشخص مختلف، مثل السيارات التي نمر بينها
تحمل أشخاص وقصصا

أخذت افعل ما أفعل عادة، قد يبدو هذا غريبا، لكني أحب تخيل ما يعيشة شخص مجهول خلف نافذة بيت

صوبت بصري على الشرفة المضاءة، وابتسمت حين رأيت فتاة تخرج منها تبدو في العشرينات من عمرها، وهناك خرج رجل خلفها يربت على جسدها بهئية مبعثرة

إذا هذه الفتاة اسمها سمراء، وهي جميلة في الجامعة العليا لإدارة الأعمال، ذلك الرجل الذي له جسد ضخم خلفها يكون البروفيسور الخاص بها

وعلى ما يبدو فهو واقع لها، وربما هذا الحب شبه مستحيل لذلك هو في بيتها

ربما هو متزوج أساسا لذلك لم يأخذها لبيته

ضحكت فجأة حين تذكرت أن كل هذا الهراء في عقلي مجرد احتمال لأشخاص عشوائين، فربما يكون جارها ونام معها، أو صديقها المقرب يواسيعا بعد انفصالها عن حبيبها

"ما مناسبة الضحك" سأل مرتشفا من قارروة الماء في الوقت الذي توقفنا فيه عند اشارة المرور وراح الناس يقطعون الطريق

"مجرد أفكار عشوائية" اجبت ووضعت يدي على كتفه ومددت جسدي على ظهره أكثر

هذا مريح

"هل أنا موجود في أفكارك العشوائية ؟" إبتسمت وشددت عليه

" كنت فيها طول الفترة التي ابتعدنا عن بعضنا " همست قرب أذنه، متعمدة دفع الحرارة على جلده، أدار رأسه ناحيتي بزاوية جيدة

وصارت عيناه الجنتية تلمع كالغسق في سماء القطب، جميلة وأخاذة

غير أن طريقة تحديقه بي جعلتني أشعر كأنه يراني أفضل مما أراه

بل هو كذلك

" كم أنتِ جميلة"

صمتت للحظة افترقت فيها شفتاي بشيء من الصدمة والإحراج

قالها فجأة هكذا

"أجل.. أنا.."

"لا أستطيع التوقف عن النظر اليك، اللعنة".

في النهاية افلتت ابتسامتي التي حاولت قمعها فورما وضع يدع اسفل ذقني ورفعه إليه

ياللهول هناك ناس في السيارات الواقفة معنا يحدقون بنا

" عشر ثواني فقط أيها الشاب"

نظرت عن يساري كما فعل ليوناردو وقد كان رجلا في الأربعين من العمر ينظر الينا بملل وضجر بادي على ملامحه

"أجل شكراً على التذكير" قال ليون بسخرية وحاجبه ارتفع بإنزعاج

في نفس اللحظة التي اعلنت الإشارة استئناف الحركة، واعاد تركيزه على الدراجة هامسا لي "ربما كان يجب أن نبقى في البيت على الخروج"

كان العبث في صوته واضحا وهذا جعل من الأمر غير قابل للجدية

"أجل شكراً لك على إدراك هذا متأخرا"

تحرك مجددا بسرعته التي جعلتني ارتد واعود لمكاني

"لقد وعدتني أني لن اموت معك" رفعت صوتي أثناء الكلام

"بالتأكيد لن تفعلي"

كان كل شيء يسير بخير، أجل كان

كان حتى جاءت سيارة بينتلي سوداء اللون عن يسارنا

ليوناردو لم يخفف السرعة وربما لم يلاحظ، لكن هذه السيارة تواكبنا دون التقدم أو التأخر عنا خطوة حتى أنها لا تبتعد للسيارات التي تريد تجاوزها

نظرت عن يميني، كان الأمر عن يميني لا يختلف، غير أن السيارة التي على يميننا كانت بعيدة عنا قليلا، بيننا سيارتان

لكن الواضح جداً أن تركيزهم علينا

وضعت رأسي على ظهر ليون واخذت امثل الإسترخاء وعدم الملاحظة

ثم صرخت ليسمعني وأنا اضحك

" ليون هناك أمر غريب مع البينتلي امامنا، وهناك أخرى أيضا عن اليمين تقترب"

اشتدت عضلاته وشعرت بجسده ينتصب أسفل لمسة يدي، حاولت جعله يسترخي

"حاول زيادة السرعة لنرى هل سيتبعوننا" قلت محيطة كتفه ولازلت امثل السعادة والمرح

"تمسكِي كاليسي "قال محذرا ثم ضغط وزادت سرعته بطريقة مهولة

وتوقعت ذلك، لقد زادت البينتلي سرعتها، أنهم حقاً يلحقون بنا

"من هؤلاء" سألته في اللحظة التي انعرج فيها عن اليسار بغتة وتمسكت به جيداً

"لست أدري كاليسي"

كان صوته ينم عن قلق كبير لكنه في نفس الوقت يضع يده على يدي فقط لبث الأمان فيني

ازاد الأمر سواء حين وصلت السيارة الأخرى وصارت بمحاذاتنا أيضاً

ثم فجأة بدأو الإقتراب منا بطريقة مبالغ فيها

هل ينوون الإصطدام ؟!

ليوناردو انعطف مجددا بزاوية حادة جداً وابتعد قليلاً سمعته يشتم "اللعنة"

"ليوناردو هل تحمل سلاحا ؟" سألت واضعها يدي في جيوب سترته وهو شد علي

"مالذي تقولينه كاليسي!" هتف بإنزعاج وغضب واضح، وذلك جعلني استمر في البحث ولم أخذ وقتا حتى وجدته

سحبته بهدوء كي لا أجذب انتباههم لحملنا سلاحا

"كاليسي اعيدي ال…"

"انه معبئ..ممتاز" أجبت مقاطعة اياه، تماما في تلك اللحظة التي احتكت فيها عجبلات البينتلي بالأرض مسببة صوتا صاخبا وهي تصير خلفنا مباشرة

والأخرى عن يسارنا

"ليون لا تخفف السرعة، زدها أكثر" قلت مثبتة السلاح بين يدي وأحاول اخفاءه

وهو قام بما طلبته وحينها تقدمو منا أكثر

رفعت السلاح مخرجة فوهته فقط من بين سترتي وكمها

وصوبته بزاوية مناسبة للعجلات

كانو معنا في السرعة تماما

لكني أحتاج أن يقتربو أكثر لأصيب أكثر البقع هشاشة، إذا اصبت الحديد الداخلي سأفشل

تقدمو منا أكثر
وهذا جيد لأحدد اقرب

ثلاثة..اثنان..واحد

طلقة

انفجر صوت البارود فتزعزت الدراجة من دهشة ليون وأصابت حيث شئت لكن العجلات كانت واقية

لذلك اضفت رصاصتين سريعا ولم يستطيعو التراجع للخلف كون السيارات الأخرى خلفهم

ابتسمت حين خفت السرعة وصاروا خلفنا تماما فادرت ذراعي للخلف

واطلقت ثلاث رصاصات على الزجاج، توقعت أن يكون عازلا أيضا

لكن رصاصاتي أحدثت شقا جعلت أول سيارة تبدأ التراجع

"كاليسي احذري" حذر في نفس اللحظة التي انعطف فيها طويلاً خلف اربع سيارات في طريق سريع

كنا نميل على الأرض قريبين منها حتى أن شرار الإحتكاك أطلق وهج لهب

ثم بسرعة اعتدل اول ما صار بيننا سيارة اخرى

كانت البينتلي الثانية على وشك ضربنا من اليمين، لكن بطريقة ما نجونا

رفعت المسدس وزاد ليون السرعة، وحين كان زجاجها الأمامي في مرماي

اطلقت واحدة واثنين

تماما في نفس المكان، ركزت جيداً

هيا كاليسي أنت قناصة الأوكريانو لسبب

اخذت نفسا وركزت ممسكة ذراع ليون بيدي المجردة بإحكام

"الآن ليو انعطف بدرجتين" هتفت وفعل مباشرة واطلقت الرصاصة ولأنهم تحركو للخلف كما توقعت أن يفعلو ضربت رصاصتي تماما فوق الشق الكبير وانفجر الزجاج

صوت العجلات واحتكاكه كان قويا وأخذت اتبعها بعيني وهي تتراجع للخلف بقوة واصطدمت بشاحنة فإنقلب الإثنان سوياً

"كاليسي امسكي جيدا" صرح وزاد السرعة فجأة بينما كنت أنظر للنيران التي بدأت تلتهب خلفنا

ثم لاحظت ان الأخرى التي اصبتها في الأول لا تزال خلفي

ولسوء الحظ الذخيرة انتهت

شددت قبضتي حول ليون، ونظرت للأمام

اشارة المرور

خمس ثواني وتصير حمراء

يا للهول،

يجب أن نتوقف، المسار المقابل لنا طريق سريع أيضا إذا تجاوزنها سنتحطم يمينا وشمالا

"كاليسي، ثقي بي"

شددت عليه  أكثر، وزاد سرعته لاقصاها، لكن اللون تحول احمرا قبل ان ندركه، المرعب في الامر ان ليوناردو لم يتوقف، ونظرت للطريق السيار وكان ي
تقابلنا شاحنة أعمال عملاقة

إذا اخترقنا الإشارة ستحطمنا

"كاليسي هيا!" صرخ ليوناردو عاليا في اللحظة التي تجاوزنا فيها الإشارة وصارت الشاحنة تقابلنا

سنتحطم

هذا أول ما قفز لعقلي، لكن فجأة

انعطف لأقصى زاوية واحترقت العجلات من السرعة، المسافة بين الشاحنة والأرض كانت لا بأس بها

لكن السرعة كانت تلعب شوطا

شددت عليه أكثر، في اللحظة التي صارت الدراجة تمر أسفل الشاحنة حيث الفراغ الكافي

رائحة البنزين والاحتراق ملئت رئتي وخصلات من شعري علقت في حديد الشاحنة

آلمتني كيف انفصلت وشعرت أن رأسي يترك جسدي

لكن كل ذلك لم يعادل ذلك الشعور حين خرجنا من الأسفل وصرنا في الطريق مجددا

دون
أن
نموت

اطلقت من صدري تنهيدة صاخبة وارتجف جسدي بقوة مثل يدي

اللعنة ذلك كان مرعبا بطريقة

"رائعة ياللهول كان ذلك مذهلا"

صرخت بصوت مذعور ومندهش في نفس الوقت وشعرت بجسد ليوناردو يرتخي قليلاً ويتنفس

بقينا للصمت لدقائق نسير بروية وبطئ
ليون لم يتكلم وكذلك أنا

فقط أدركت أني استخدمت سلاحا…امامه

وكأنه فكر فيما جاء عقلي، بغتتة أدار الدراجة بقوة بعض الشيء

نحو زقاق تتخلله قليل من انارة شارع فوفت لازي

ثم ركن الدراجة

توقفت تماما

ونزل منها مبتعدا عن يدي وعني، استدار إلي كانت ملامحه غير مقروءة

لكنه هادئ جداً بالنسبة لما حدث

هذا لا يعجبني

وضع يده أسفل الخوذة وانتزعها من فوق رأسي

كنت لا أزال جالسة على المقعد لذلك نزلت حين كان يضع الخوذة مكانها وصرت اقف امامه

"لننتظر هنا حتى يهدأ الوضع قليلاً " أعقب بجوده الذي صار يرعبني

ثم سحب سيجارة من جيبه وأشعلها فأضائت ما حولنا

صمتنا مجددا

أعلم ما يفكر فيه، لكن من مصحلتي السكوت عنه، أفكر في كذبة سريعة أيضا

هذا أفضل

"كيف تعلمتِ استخدام السلاح ؟" ألقى أول سؤال بث الرعب في اوصالي، رغم ذلك إبتسمت مجيبة "منذ ثلاث سنوات، تعلمت التصويب كان هواية"

كذبة لا بأس بها، نظرت له، وحسبت أني اقنعته قليلاً لكن طريقة هز راسه ونفثه للدخان ابدت العكس تماما

" وتجيدين التصويب بتلك الدقة وحمله بهذه المهارة ؟ رائع"

لا يصدقني، أبدا لا يصدقني

"لماذا تشير لإحتمالية هذا بسخرية ؟" سألت بصوت نخره الإنزعاج

ونظر هو إلي بطرفه نظرة سطحية

"كاليسي"

نطق اسمي بهمس واخذ خطوة أمامي فرفعت رأسي لأنظر إليه

"كاليسي من تكونين ؟"

شعرت بقلبي يخفق بقوة أيسر صدري لكني منعت أي تعبير من التسلل لوجهي

يجب أن أوقف هذا

"لست امزح معك ليوناردو، والدي كان في الإستخبارات وهو من دفعني للتصويب وتعلمته، لا تظن أن فتاة مثلي في ذلك الوسط قد تكون ساذجة لدرجة جهلها لكيفية امساك سلاح"

ضربت كل كلامي في وجهه بعصبية، وقد لانت ملامحه قليلاً
اكره حين يتم استجوابي حتى وأنا هنا كاذبة

"والدك في الإستخبارات ؟"

أجل..هذه حقيقة، لكنه رجل استخبارات فاسد يخدم الأوكريانو فقط مثل أي مافيا حكومية أخرى

"أجل"

ربما يسبب ذلك له بعض التوتر كوني ادرك اعماله ومن المفترض أن أبي ضدها

"أجل، فهمت كاليسي، لا تكذبي علي مستقبلا، اكره الكذب"

شعرت فجأة بعبئ، لكن في النهاية لا يمكنني جعله يتغلب على وفائي للأوكريانو

يوما ما سيعلم وسيتخذ قراره اما جعلي عدوا أو التعايش مع الوضع وتركي وشأني
وحتي يصل ذلك الوقت لا أخطط لتركه ولا اخباره.

.

.

.

.

.

.

كان الجو دافئ في مقهى صغير على الشارع توقفنا من اجل بعض الهدوء والقهوى

شيء كهذا يدفئ الروح وأنا احتاجه
بعد ما حدث تحركنا لابعد نقطة، وضللنا صامتين دون حديث معين سوى بضع كلمات حول أين اريد الذهاب وما اريد اكله ومن هذا القبيل، ثم انفصلنا لعشى دقائق فيما اجرى محادثة هاتفية

اكره الجو بيننا يثير الحنق

حين وقف قربي منغمسا فيما بين يديه نظرت له بطرف عيني
لن أستطيع الاستمرار في هذا

"أتعرف من أولئك الناس ؟ ولماذا يتبعونك؟"

اغمض عينيه بإرهاق، وحركة كهذه جعلتني اتعجب

" لا أعلم كاليسي لقد اتصلت بسامويل ليتحقق من الكاميرات، ويعلم من كان خلفنا، لن يعلم حتى الغد"

"أجل فهمت"  ثم صمتنا مجددا

الآن ماذا ؟

" كيف حالك مؤخرا ؟" كان وضعي مثيرا للشفقة حقا بائسة لهذه الدرجة في بدأ حديث معه

"بخير، شكراً على السؤال"

أي إجابات هذه ؟! سأبدأ فقدان أعصابي

" مالذي تسعى إليه من هذا ليون ؟" سألت من واضعة ما بقي من كوبي على الطاولة واعتدلت على الكرسي الجالسة عليه

نظرت عيناه الخضراوتان لصميم عيني، كان هادئا بطريقة اثارت حفيظتي، ازعجني واحبطني بشدة

"آسف، انشغلت بالتفكير في العمل" اجاب بكل رزانة واعاد بصره نحو هاتفه

كنت أحدق به والصدمة ابتلعتني، كيف يمكنه أن يفعل ذلك مجددا ؟

نظرت لزجاجة القائمة بيننا، حاولت التركيز وطرد الإحباط الذي ينهش داخلي لكن دون جدوى، كلما مرت ثانية في هذا الصمت زادت حدة السكوت وقوة الغضب

عيناي على الساعة المعلقة في جدار المقهى، لم ندخل سوى منذ عشر دقائق وها أنا أشعر أن الزمن يسحب قدميه بثقل من الساعة.

تساءلت نفسي، ربما قد فقد شغفه وحماسه لأي ما كان بيننا وهو فقط يدفعني بعيدا بطريقته، أم أن عمله هذا فقط فوق رأسه ؟

لم أكن أحسد ماريسا، لكن آرون هو الزعيم أليس كذلك ؟ لم تقل ايملي أبدا أنه اهمل ماري من أجل عمله، بل قد تفاخر بها فقط امام عائلته

إذا كيف يكون عمل ليوناردو اصعب من عمل زعيمه؟

"لقد تأخر الوقت، يجب أن اذهب" قلت كاسرة الصمت ببرود لم أعلم أني أستطيع الوصول إليه
الغضب والحزن والإحباط نفسه

"انتظري، سأوصلك"

لكن على مايبدو لم يكن هذا الموعد السخيف يعني له شيئا حقاً
أدرك جيداً كيف ابدو وكيف أنظر واتحدث حتى الأعمى سيرى أي نوع من الإستياء ارسمه

لكنه فقط قرر تجاهل الموضوع أليس كذلك ؟

"لا شكراً سأتصل ب براين ليقلني"

الجيد في الأمر أني قتلت مشاعري اتجاه براين لذلك سأعامله كأنه شخص عادي ولن اتردد في الاتصال به بعد منتصف الليل

" لا سأوصلك أنا" تجاهلته ونبرته المغتاضة، بعد كل هذا آخر ما سأهتم به هو انزعاجه

خطوتُ بقسوة خارج المقهى وكان هاتفي بيدي أسمعه يسير خلفي

سرت في الرواق الذي يقود للخارج

لكن يده أمسكت يدي واوقفني

" لقد مر شهر ؟ أليس كذلك ؟" قلت وقد سحبت يدي من بين يده بقوة وتراجعت للخلف خطوة

"لا، ليس بعد"

هراء لقد مر أكثر من شهر فعلا

"بلى سيصيران شهرين قريباً، اخبرك أني لا أستطيع فعل هذا ، لقد اكتفيت"

لم يحمل وجهه أي مشاعر أو نظرات تبدي الإنكسار أو الغضب لذلك فهمت حقاً أني كنت شيئا عابراً فقد رغبته فيه

"لا، لا يمكنك أن تحتسبيه بما أنني انشغلت ولم التقك سوى مرات معدودة "

قلبت عيني ضجرا ومسحت على وجهي والعصبية نالت مني

"العمل العمل! ما هذا الهراء السخيف ؟! ما مشكلك ؟! تركتني اخر مرة بسبب العمل أيضاً ؟ والآن بعدما حسبتك اعطيتني ربعًا من وقتك المكنوز صخرته للعمل ؟ أتسخر مني ؟"

كنت أتنفس بقوة وكل ما اردته قوله على حافة شفتي يهدد بالخروج

" كيف تريدني أن أدخل معك في شيء جدي وأنت لم تعطني سوى ثلاث مرات في الشهر كافة ؟! اجننت ؟ أنا لا أمنعك من العمل لكني لن اخاطر بنفسي وأنت لا توليني أهمية عملك "

حاولت تهدئة تنفسي آخر كلامي ونظرت له، كان هادئاً مجدداً
سحقاً هذا يستفزني

" لا تتوقعين مني أن أترك مهامي ورائي بهذه البساطة كاليسي، لقد تخلفت اليوم عن مهمة فقط لأجلك، أنا أحاول لأجلك، لدي أشخاص اعمل لأجلهم ومن أجلهم أنتِ…"

"أنا أمر عابر ؟ ثانوي ؟ ماذا ؟ أنا ماذا! إذا كان عملك مهما لهذه الدرجة عاشره ليوناردو و اتركني وشأني "

كانت ملامحه تتغير أخيرا للغضب والإنزعاج لكنه لم يقل شيئاً

بقيت انتظر أن ينطق أي هراء، لكنه ظل صامتاً

"أنظر أنت حتى لا تستطيع تكوين عذر مقنع, في المرة القادمة تحكم في جشعك ولا تحاول بدأ ما لا تستطيع الاستمرار فيه لأجل رغبة عابرة "

كان ذلك مؤلما بحق الرب، مؤلم جدآ وأنا ألقي على نفسي تسميه النزوة العابرة

كما أنني لا أستطيع الفهم، كيف لشخص مثله أن يعطي حجج عجفاء كهذه ؟ كان يبدوا أكثر مسؤولية وصدقا

أو ربما مثلما قال لوديس، قشور الرمان الحامض لامعة جميلة.

استدرت حاملة نفسي للخارج وخيبة الأمل تطغى على عيني، لقد أُعجبت به حقاً وربما تعمقت في ذلك لدرجة المحبة، لكن من ناحية أخرى جيد أني عرفته على حقيقته

الآن يجب فقط أن أركز على نفسي وعلى ماريسا وليذهب الحب للجحيم لن أموت بدونه حتى الكلاب تُحب وتفي بوعودها

هو حتى لم يتعب نفسه بالإعتذار والعمل بإعتذراه، آخر شيء أريده هو اتعاب نفسي في هذا

تنهدت حين وصلت للرصيف، رفعت عيني للسماء، فورا حين شعرت ببرد على أنفي ثم عيني وبدأ يزيد

إنها تثلج

هل هذا من أجل اخماد الحريق في قلبي ؟ لأنه لا يفيد
يا الهي هذا مؤلم، لماذا كتب علي أن أعيش هذا الألم مرتين؟ ليس عدلاً أبداً

أخذت نفسا حادا لرأتي وآلمني الزمهرير وبرودة الندى، فتحت عيني ونظرت للسماء، كان رؤيتي مشوشة وماء حار قطع البرد خارج من عيني لدموع أبت البقاء مكانها

هذا متعب جداً، كاليسي توقفي عن فعل هذا بنفسكِ، هراء الحب ضعف لا غير

" لا أملك من الحجج ما قد يجعلك تصدقينني"
رمشت مرارا وابتلعت ضعفي آخذت لنفسي هواء أكثر لكن دون الإلتفات إليه

كان صوته خلفي لكنه قريب وفي كل مرة يقترب فيها

" لكنني أردتك كما لم أرد أحدا في حياتي"

كان قلبي يخونني، ينبض، يصرخ، لكنه لم يتعداني وبقي في حجز الكبرياء

" ولم ولن تكوني نزوة عابرة كاليسي، لقد ركضت  سنة كاملة خلفك من أجل نظرة واحدة فقط"

نظرت للأرض وكانت نجوم الثلج تقع على كتفي على قدمي أمامي، احتجت أكثر كي اشفي غليلي من نار الألم هذه

" أنا، ربما لا استحقك، لقد أدركت هذا دائماً، لذلك خشيت التقدم اليك في كل مرة، لأنني آمنت أني لا أستطيع الوصول اليك بحالتي هذه"

يا الهي ارحمني

"لذلك استغليت حين كنتِ ثملة ومكسورة وتسللت خلف الشق الذي خلَفه غيري محاولا جعل مشاعري لكِ بلسما يداويكِ ويضمكِ إلي"

كان صوته خلفي، قريب مني، تماما وراء ظهري، شعرت بيده قريبة من جسدي حرارته تنبعث داخلي وتثير هيجاني

ارتجفت من الرهبة حين أمسك شعري المنسدل خصلاته نحو أنفه مستنشقا منها

" لقد كنت كذلك، لكنك أعدت احداث شق آخر أكبر وأسوأ"

كان هواء انفاسه الدافئة يلمس جلد رقبتي الذي رفع عنه شعري، كان دفئا جميلا للإختباء فيه، لكنه وهم لا يستمر

" طول الفترة التي ابتعدت فيها لم تتركِ فكري، حين أكاد أقع اتذكر أن الغد سيكون يوم لقائك واقف على ركبتي"

شدت يده على ذراعي وبلطف ادارني نحوه، كنت أضعف من أن أقاومه

ولن أكذب على نفسي، لقد أردت تصديقه مجددا

"لا تفعلي هذا بي، أعلم أنني أحمق مغرور لا يجيد اكتناز كنوزه، واعلم انك تستحقين رجلا يعيش فقط من أجلك"

تنفس، عيناه كانتا شيئا آخر، تحولت من بروده لفيض العاطفة الذي كنت أحب رؤيته مجددا، هذه النظرات التي جعلتني ارمي نفسي في غمار حرب هزلية

" ربما لن أكون قربكِ في الغد، لكن روحي تقبع بين ثغرة خدك الحسناء وطرف شفتيك الباسمة"

كنت انصهر، كنت ضعيفة، عاطفية وسريعة التأثر، لكني لا أريه شيئا من هذا

ليس الآن على أي حال، قاومي كاليسي

" وسأحمل ذنب تلاشيها لما تبقى من حياتي، لكنني سأعيدها، ولو كلفني ذلك أي شيء، سأعيد نظراتك إلي كما كانت"

لا تزال كما هي، أنا فقط أخفيها كي لا ترى كم لك من قفى على روحي وتستغل ضعفي لك لتتعس حياتي وتزيد شقائي

أغمضت عيني حين اقترب أكثر، كل خليه في جسدي أسعفت نداء قلبي وارتعاش روحي

"مالذي تفعلينه بي؟"

فتحت عيني، وسمحت لجنة قُزحتيه التنعم داخل تشعباتي

" بل مالذي تفعله أنت بي ؟ كيف تجرؤ على تحميلي خوف البُعد وألم البرود ورجفة الفراق قبل البدأ؟"

كرهت إبتسامته التي أبدت الراحة
كرهتها لأنها جاءت بسبب فقدان رباطة جأشي
وكرهت أني أعطيه مفتاحا جديدا بيدي

" لقد علقت بك أملا، كيف تجرؤ على سلبه مني ؟" نظرت لعينيه بعتاب ضعيف

الخوف الذي كنت أكتمه من ابتعاده قد بدأ يظهر ويضعف قدمي بعدما نهش فؤادي

" سلبه ؟ خذي الأمل مني وتجرعي منه كما شئتِ وسأصنع لك المزيد منه ولو انتهى مني"

رفعت يدي، وضعته على كتفيه

احتجت الإتكاء، بعد كل ما حصل، ركبتاي تعلنان الإنهزام وقلبي رفع راية الخضوع و كينونة روحي أعطت مالكها الحق

" لن أسلب منك سوى الخيبة والألم، سأبتلعها لنفسي قبل أن أبديها لكِ مجددا لذلك أرجوكِ .. "

تنهدت ارهاقا واخذت إليه خطوة اقرب التحمت فيها الأقمشة
وكرهتها لذلك

" امنحيني شعبة واحدة من إيمانكِ وسأنبت منها جنانًا"

"إحصل عليها "

تنهدت بها، أشعر بالإكتفاء، أُرهقت تماما، لو جاء أحد ليقتص مني الآن لن يعاني أبدا

زفر هواء هو الآخر وشقت يده طريقا خلف خصري، شدني إليه

ثم مال حيث خدي وأرسى قبلة عفيفة هناك، دامة لثواني طويلة
ثم أخذ شفتيه بين رقبتي وذراعي واستقر هناك يسلب من رائحتي انفاسا تسعف ضياع نفسه

احتضن جسدي إليه وفي كل لحظة تزيد قوة شده علي، كان يوقفني لا يسمح لي بالأبتعاد

يده لامست يدي

وحين وضعت اصابعي بين أصابعه

ارتجفت انفاسه كما يده رجفة واحدة عادلت ما أخفيته داخلي

"دعيني أكفر عن أخطائي لا تجعليني أموت فيها"

"من الأفضل أن تفعل بطريقة صحيحة حتى لا أقتلك بدل الابتعاد المرة القادمة"

شعرت بإبتسامته على بشرتي "لن تكون هناك مرة قادمة شمسي"

سمحت لكل ذلك التوتر الذي أمسك بطني أن ينفك ويرحل بعيدا عني

ولففت يدي خلف ظهره

وكان هذا أدفئ حضن حصلت عليه بعد حضن ماما

وحين فكرت فيها وزاد شوقي أمسكته أكثر، إذا كان هذا الحضن يباع لدفعت ثروتي للحصول عليه دائما

.

.

.

.

.

.

كارلا:

" إذا هل عرفت من يكون ذلك الرجل لوديس ؟" تساءلت مبعدة عيني عن الفستان بين اناملي

"اجل إنه مجرم يدعى ياليف لوردي دخل السجن قبل سبع سنوات بتهمة غسيل الأموال وخرج منذ سبع اشهر، إنه رجل يعمل بمفرده حالياً في عمليات الاختطاف"

اختطاف…لا يمكن لهذا أن يكون صدفة

"أي نوع من الاختطاف "

وضع لوديس ملفه وصوره على طاولته وقال " التجارة الجنسية، لا أعلم لصالح من يعمل لكني بدأت اقلق عليكِ، كيف تورطتِ مع هذا الرجل ؟"

أختك من فعلت

"لم اتورط فقط امتلكت فضولا حوله " قلت مبتسمة بسمة واسعة وحينها ارتفع حاجبه

كان لا يصدقني

"ماريسا لم تتصل بي منذ زمن أيضاً ألم تعد للآن ؟"

أخبريه

كان الصوت في عقلي ينادي، لكن هناك نتائج أخرى قد لا أستطيع التعامل معها

"إنها مشغولة بالتدريب لمسابقة التزلج الشهر القادم " أعطيت حجتي وقد بدى عليه شيء من الرضى والراحة

"جيد، أفكر أن أحضر"

نظرت صوبه بصدمة وفتح فمي، كيف يفكر في الحضور ؟ ربما استطاعو إدخال ماريسا لأن لا احد يعلم عنها لكن هو الزعيم؟

"لا تقلقي، سأدخل بطرقي الخاصة" أجاب بصوت ملئه غرور آليخاندرو العجوز
هذا جعلني انكفأ على كرسي

هذا يعني أن لدي شهراً واحداً لإعادة ماريسا لصوابها
ويجب أن أوظف حراسا خلفها هناك هراء يحدث ولا أعلم عنه

"أجل تعال ستكون اختك سعيدة"

"بالتأكيد ستفعل" ضحك وبدى السرور على وجهه ثم قال بعد برهة

"يجب أن أخرج الآن لدي عمل"

لوحة له قبل أن انهي المحادثة، افكر مالذي سيحدث إذا اكتشف كل ما وقع مع ماري في اخر فترة

لازلت أتذكر ملامحها وتعابيرها وهي تخبرني كم تحب إبن آرثيريا

مسحت على وجهي بإرهاق ، هذا أمر لم اتوقعه من ماريسا

لالا هي لا تعلم حتى مشاعرها لنفسها لقد توهمت وصدقت أنها تحبه وستندم بشدة

لذلك يجب أن افعل شيئا لإيقافها.

وسأفعل.

.

.

.

.

.

.

ألتيد:

"مالخطب معك ؟"

نظرت نحوه، كان على حاسوبه مشغولا وسلاحه فوق مكتبه لم ينظر الي حتى

"مالخطب معي ؟ لا شيء أبداً"

وضعت فنجان القهوة على الشرفة واقتربت منه واقفا عند رأسه

"أنت هنا للحصول على تلك الفتاة فابيان، ليس للوقوع في حبها"

توقف عن نقر الأزرار ورفع عينيه صوب عيني، كانت نظراته خالية من تعابير لأحللها، كما العادة لا يسمح لأحد دخول حصونه

"لست واقعا في حبها"

"حسنا لست أعمى ارى كيف تنظر إليها" أجبت بشيء من العصبية فهو يضغط على أعصابي منذ شهر كامل

"أنت لست أعمى ألتيد، أنا أجعلك تبدو كأعمى" أجاب بإبتسامة هازئة جعلتني ابتلع لساني

هل يمثل؟ لماذا ؟ ينوي خداعها مثلا ؟!

"أقالني آرون ماكسويل من مسوؤليتي على الحلبة" أعقب ساخرا وانكفأ على كرسيه متحركا يمينا شمالا

"لازلت تملك أسهمك فيها" هز رأسه مؤكدا كلامي وأضاف بملل "لكني الآن لا املك حجة لتواجدي هناك لن يسمح لي"

هذا أفضل بالنسبة لي ليتركني أعمل بهدوء

"لذلك سأنخرط في الفريق"

نظرت إليه بصمت وقد وقع فكي، بينما وقف هو واخذ من التبغ لشفتيه

"لكنك لا تستطيع أنت…"

"أنت ستجعلني أستطيع وتذكر ألتيد…." اقترب ووضع يده على كتفي

"أنا آمرك هنا لست اطلب منك" 
كانت عيناه تلمعان بالتحذير من الجدال كما زادت ضغطت يده على كتفي، الامر الذي جعلني أتوقف هو ادراكي أنه لن يتردد في كسر كتفي إذا أضفت كلاما

"السيد قادم قريباً، فالنعمل على ألا نخيب امله"

ثم دفع لصدري ملفه الذي كان يعمل عليه وعاد لمقعده مستمرا على الحاسوب

نظرت للملف، كان يعود لأدورا

هذه الفاشلة حقاً!

"آرون ماكسويل يمتلك تسجيلها الصوتي"

"مستحيل هم لم يصلو للغرفة أسفل الحلبة!"

نظر إلي مؤكدا كلامي "أجل هم لم يصلو، لكنهم حصلو على التسجيل مما يعني أنهم كانو يتنصتون عليها "

في كل مرة اتأكد أنها غبية حمقاء تضاعف اعتقادي، كيف لرقم في ديولونيس ألا يكتشف أنه يتم التجسس عليه

" المهمة الآن هي الحصول على التسجيل قبل أن يفك شفراته"

كان مستمرا في الضغط على ازرار حاسوبه "الحاسوب الذي فيه التسجيل يقع في اديتيلا ريست"

هنا فقط فهمت انه كان يتعقبه من ادات تنصتهم، وهذا مثالي لن اضطر للبحث بنفسي

"سأذهب غدا بعد التدريب" نظر لعيني لثواني بصمت، فجعلني اتردد من أني فعلت أمرا خاطئا، لكنه أخيراً قال

" قم بإخفاء وشم رقبتك جيداً سبعة يمكنني رؤيته من هنا"

كنت ساقول انك الغير طبيعي لمقدورك رؤيته لكني خرست أيضاً لا أحتاج رصاصة داخل صدري

ثم انني سأكون احمقا لو جادلت رقما ملائكيا

تواريت نحو غرفتي، تركته خلفي لينهي ما له، ورحت لأكتب تقريري اليومي

" أنا سبعة، اليوم قد أعدنا لمرمانا الهدف الثاني"

لم أكن أعلم هل يجدر بي ذكر هذا أم أنه سيقوم به بنفسه، لكنه طول الوقت ينسى التقرير لذلك أضفت خاصته معي حتى لو نسي مستقبلا سيكون لدي مقطع يحفظ عمله

" ماريسا أوكريانو هي هدف الزميل الأول واليوم، قد عادت لمجرى التجريب وتم انعاش عقلها بالعقار C_lko المطور "

اوقفت مسجل الصوت قليلاً قبل أن افتحه مجددا

" الرقم اثنان يستمر في عمله كقابضٍ للرقم عشرة"

.

.

.

.

.

.

.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🌹

كيفكم يا جماعة ؟ ان شاء الله بخير!

الفترة الأخيرة صحتي كانت في تدهور واضطريت ادخل المشفى كم يوم لهيك ما تفاعلت ولا كتبت ولا عطيت خبر

اليوم نزل بارت الحب والدماء، وانكشفت فيه عدة أمور كنتو حايرين فيها

لازم تعرفو أن وقت الرومنس والمومنتس بين الأبطال خلص

يعني ماراح يصير الرومنس محور أساسي البارتات الجاية

لأن القصة راح تصير مركزة على نفسها أكثر، يعني آرون وماريسا راح يكون ضد العالم
مش يعبثو والعالم يحترق 😌

أخيرا متعتي جات

عموما حبيت انشر لكم هذا الخبر الحلو🤭

أما بالنسبة لأسرار عروس أكتوبر فراح تنزل بعد أسبوعين، لأن راح ادرس الامتحانات التعويضية

وبعدها ننشر الرواية الجديد 🐿️
وأنا متحمسة لها جداً جداً

.

البارت ما كان طويل جداً 9638 كلمة

رايكم حوله ؟

آرون وماري ؟

زينج ويلي قاله لآرون ؟

الخطر يلي يتبع ماري من تجارة الجنس؟

ليون وكاليسي؟

المطاردة ؟

برايكم مين طاردهم ؟

كارلا ولوديس ؟

ألتيد وفابيان ؟💀

كيف حسيتو بعدما عرفتم انهم أرقام ؟

واثنينهم اعلى من ماريسا ؟🤭

.

.

الحمد لله
أستغفر الله

Continue Reading

You'll Also Like

13.2K 505 44
في أغلب الأوقات تجد الروح صعوبة في عيش الواقع لذا تجد كل منها سبيل للهروب منه، منها من يهرب للموسيقى، و منها من يتخذ الرسم طريقا له، أما أنا فوجدت مه...
370K 15.1K 27
لم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخر.. كأننا مجرات متحركة كل منا له قصة بشخ...
1.5K 159 8
" حياة قاتلة كأنها الجحيم ، جدران من نار الجحيم السوداء مظلمة كـ هالاتي المفزعة ، تمنيت السلام ولو لحين ثانيةٍ من نعيم كاذب ليس له وجود، حبات من صنع...
440K 20.7K 32
" لم أعُد أعلم من أنا حقّا ! إن كانت هذه حقيقتي أم أنّها مجرّد نسخة خلّفتها لي الحياة بعدما استنزفت كلّ ما لديّ ..." "أحيانا قد لا نجد أنفسنا بمجرّد...