أسيرة الشيطان الجزء الأول + ا...

By DinaGamal634

19.5M 633K 58.2K

بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس والسادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر الجزء الثاني
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرين
الحادي والعشرين الجزء الثاني
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرين
الفصل الخامس والعشرين
الفصل السادس والعشرين
الفصل السابع والعشرين
الفصل الثامن والعشرون
الفصل الثامن والعشرون الجزء الثاني
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون( الأخير)
الفصل الرابع والثلاثون(الأخير)
الفصل الرابع والثلاثون( الأخير)
الفصل الأول( تمهيدي )
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الجزء الثالث / الفصل الأول
الجزء الثالث/ الفصل الثاني
الفصل الثاني الجزء الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الرابع الجزء الثاني
الفصل الخامس
الخامس / الجزء الثاني
الفصل السادس
الفصل السادس الجزء الثاني
الفصل السابع
الفصل السابع الجزء الثاني
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل التاسع الجزء التاني
العاشر الجزء الاول
الفصل العاشر / الجزء الثاني
الحادي عشر
الحادي عشر الجزء الثاني
الفصل الثاني عشر
الثاني عشر الجزء التاني
الفصل الثالث عشر
الثالث عشر الجزء الثاني
الفصل ال١٤
الفصل الرابع عشر الجزء الثاني
الرابع عشر الجزء الثالث
الفصل الخامس عشر الجزء الأول
الخامس عشر الجزء الثاني
الخامس عشر الجزء الثالث
السادس عشر الجزء الاول
السادس عشر الجزء الثاني
الفصل السادس عشر الجزء الثالث
السابع عشر الجزء الأول
الفصل السابع عشر الجزء الثاني
الفصل الثامن عشر الجزء الأول
الفصل الثامن عشر الجزء الثاني
الفصل الثامن عشر الجزء الثالث
الفصل التاسع عشر
الفصل التاسع عشر الجزء الثاني
الفصل التاسع عشر الجزء الثالث
الفصل العشرون الجزء الأول
العشرون الجزء الثاني
الجزء العشرون الجزء الثالث
الحادي والعشرون الجزء الأول
الحادي والعشرون الجزء الثاني
الثاني والعشرون الجزء الأول
الثاني والعشرون الجزء الثاني
الفصل الثالث والعشرون الجزء الاول
الفصل الثالث والعشرون الجزء الثاني
الرابع والعشرون الجزء الاول
الرابع والعشرون الجزء الثاني
الرابع والعشرون الجزء الثالث
الخامس والعشرون الجزء الاول
الخامس والعشرون الجزء الثاني
الخامس والعشرون الجزء الثالث
السادس والعشرون الجزء الأول
السادس والعشرون الجزء الثاني
الفصل السابع والعشرون الجزء الأول
السابع والعشرون الجزء الثاني
الثامن والعشرون الجزء الاول
الثامن والعشرون الجزء الثاني
الفصل الثامن والعشرون الجزء الثالث
التاسع والعشرون الجزء الأول
التاسع والعشرون الجزء الثاني
الثلاثون الجزء الأول
الثلاثون الجزء الثاني
الثلاثون الجزء الثالث
الحادي والثلاثون ١
الحادي والثلاثون الجزء الثاني
الحادي والثلاثون الجزء الثالث
الثاني والثلاثون
الثاني والثلاثون الجزء التاني
الثاني والثلاثون الجزء الثالث
الثالث والثلاثون الجزء الثاني
الثالث والثلاثون الجزء الثالث
الرابع والثلاثون الجزء الأول
الرابع والثلاثون الجزء الثاني
الرابع والثلاثون الجزء الثالث
ال35
الخامس والثلاثون الجزء الثاني
الخامس والثلاثون الجزء الثالث
السادس والثلاثون
السادس والثلاثون الجزء الثاني
السادس والثلاثون الجزء الثالث
السابع والثلاثون
السابع والثلاثون الجزء الثاني
السابع والثلاثون الجزء الثالث
الثامن والثلاثون
الثامن والثلاثون الجزء الثاني
الثامن والثلاثون الجزء الثالث
الفصل التاسع والثلاثون
التاسع والثلاثون الجزء الثاني
التاسع والثلاثون الجزء الثالث
الاربعون الجزء الأول
الاربعون الجزء الثاني
الفصل الحادي والاربعون الجزء الأول
الحادي والاربعون الجزء الثاني

الثالث والثلاثون

40.9K 2.1K 302
By DinaGamal634

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثالث و الثلاثون 
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
_______
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
__________
الثالثة عصرا فى أحد المقاهي الهادئة ستجد سامر يجلس وأمامه أريچ يتحدثان عن أشياء عدة لا صلة بين موضوعٍ والآخر سوى أن كلاهما يشعر بالسعادة من تلك المشاعر المبعثرة التي يتعرفان عليها ويعيشانها ، جاء النادل يضع أمامها أكواب العصير ، ألتقط سامر الكوب أمامه ارتشف منه قبل أن ينظر إليها يغمغم ضاحكا:
- فاكرة لما جيتلك أنتي وجاسر الكافية وشربت القهوة بتاعته ، يا نهار أبيض دا أنا كنت بموت من مرارتها
ضحكت تحرك رأسها بالإيجاب تردف ساخرة:
- وبمنتهى قلة الذوق اللي في الدنيا خدت كوباية العصير اللي قدامي وشربتها

اعتدل سامر في جلسته يدافع عن نفسه :
- ايه يا ست الحجة ما أنا جبتلك غيرها ، وبعدين أخوكي بيشرب المر فعلا ، دا أنا كنت هموت
ضحكت أريچ ترتشف من كوب العصير قبل أن تتجمد الابتسامة على شفتيها حين اقتربت فتاة منهم ودون مقدمات دنت منه تقبل خده ، توسعت عيناه ينظر خلفه سريعا ليهب واقفا يردف مدهوشا :
- چودي !
ابتسمت الفتاة سعيدة تعانقه تغمغم فرحة :
- سامر ما قولتليش ليه أنك خرجت من المستشفى وحشتني ، وحشتني أوي يا حبيبي

هنا هبت أريچ واقفة تنظر لما يحدث مصعوقة تتجمع الدموع في عينيها ، لا تصدق أن قلبها يخدعها للمرة الثانية كان تظن أن سامر مختلف ولكنه مخادع كاذب آخر ، التقطت حقيبتها هرعت لتغادر ؛ ليمسك سامر بيدها سريعا يمنعها من ذلك يغمغم:
- استني يا أريچ، انتي مش فاهمة حاجة
ومن ثم عاد ينظر للفتاة أمامه يحادثها بنبرة جافة للغاية :
- أنتي عايزة ايه يا چودي ؟! ، انتي مش مكسوفة من نفسك بجد ، أنا لما تعبت جيتي قولتيلي أنا مش هكمل حياتي مع مريض نفسي مجنون ، أنا عايزة افسخ الخطوبة دي وقلعتي الدبلة ومشيتي ، ايه لازمته بقا اللي أنتي عملتيه دا
شعرت چودي بالإهانة مما يقول ابتلعت لعابها تحادثه بنبرة حزينة نادمة :
- سامر أنا آسفة بجد على اللي أنا قولته ، بس صدقني من صدمتي من حالك اللي اتغير في يوم وليلة ، أنت كنت عصبي وبتعاملني وحش جداا ولا ناسي ، ومش عايز تتقبل أي كلام من أي حد ، على فكرة كان من حقي أن أنا أعمل كدة ، أنت اهنتني يا سامر وطردتني برة بيتك أكتر من مرة
محقة هو لن ينكر ، ولكن لم يجدي ما تقوله الآن :
- كنت مريض نفسي ومجنون بقا معلش ، ممكن تتفضلي عشان نقعد أنا وخطيبتي ولا نمشي وتفضلي أنتي
رمته الفتاة بنظرة حزينة طويلة قبل أن تأخذ بعضها وتغادر ، التفت سامر إلى أريچ يطلب منها :
- ممكن تقعدي وأنا هفهمك كل حاجة
سحبت يدها من يده تعود لمقعدها تتحاشيى النظر إليه ، تنهد هو بقوة يردف :
- أريچ أنا لا هكذب ولا هحور ، أنا وچودي كنا مخطوبين وفضلنا مخطوبين سنتين تقريبا قبل وفاة والدتي ، بس لما حصلتلها الحادثة وأنا دخلت في حالة نفسية سيئة ، هي ما وقفتش جنبي ، زعقت في وشي وقالتلي أنا مش هكمل حياتي مع مجنون ورمت الدبلة في وشي ومشيت ، ما وقفتش جنبي في أكتر وقت أنا محتاج حد يقولي بس أنت مالكش ذنب زي ما أخوكي عمل ، عشان كدة بعد ما الأزمة دي عدت ما دورتش عليها ، هي خلاص خرجتني من حياتها وأنا كمان عملت زيها ، دا حقي على فكرة
صمتت وشردت عينيها ربما هو محق فيما يقول ، حين عادت تنظر إليه سمعته يقول:
- ممكن ما تخليش اللي حصل دا يعكنن علينا بجد ، صحيح مش أنا قررت ارجع تاني انزل اشتغل في صيدلية والدي ، أنا كان بقالي مدة طويلة عامل من بنها بصراحة ، بس قولت لازم ارجع تاني ، ايه رأيك
ابتسمت له تحرك رأسها رفعت كتفاها لأعلى قليلا تردف :
- حل كويس تقضي فيه الإجازة لحد ما نرجع الكلية تاني ، وأنت كدة كدة في آخر سنة ، وأعتقد لما تتخرج هتشتغل فيها بردوا

شرد عدة لحظات يفكر قبل أن يردف حائرا:
- مش عارف ، أنا بفكر اشوف شركة أدوية ، وابقى انزل الصيدلية شيفت تاني بليل بقى ، لسه سنة كاملة على الحوار دا ، دلوقتي أنا هشتغل في الصيدلية

ابتسمت له قبل أن تعاود الارتشاف من كوب العصير بضع لحظات في صمت قبل أن تسأله متوترة :
- هو إنت يعني ، لسه حاسس بمشاعر ناحيتها
ابتسم فشعرت بالغيظ ، حرك رأسه للجانبين في هدوء يتحدث :
- لا يا أريچ ، لو كنت حاسس بحاجة ناحيتها كنت اتغاضيت عن اللي عملته وروحتلها وطلبت منها نرجع ، إنما أنا فعلا ما بقتش حاسس ناحيتها بأي حاجة خالص ، ممكن بقى نقفل على الموضوع دا وننساه ، ويلا قومي نتمشى شوية وأروحك قبل ما جاسر يتصل يهزقنا
_________
في أحد أقسام الشرطة في مكتب الضابط المسؤول عن التحقيق ، دق الباب يدخل لترتسم ابتسامة كبيرة على شفتي مجدي وقف عن مكانه يتحرك صوب صديقه يعانقه يغمغم سعيدا :
- شيفو عاش من شافك يا صديقي الصدوق ، عامل ايه .. كويس أنك ما اتأخرتش
ضحك شريف يبتعد عن مجدي يلكزه في ذراعه يردف :
- تصدق الشغل وحشني أوي ، اوعى ياض أنا اللي هقعد على كرسي المكتب
ضحك مجدي يفسح له الطريق ليخطو شريف إلى المكتب جلس خلف المكتب ليجلس مجدي على المقعد المقابل للمكتب  يحادثه :
- اخبارك ايه ، القائد لسه كان بيسألني عليك
ابتسم شريف في هدوء ،ابتسامة حزينة رغم ذلك تنهد يردف :
- أهو الحمد لله عايش ، بس زهقان أوي يا مجدي ما اتعودتش اقعد في البيت المدة دي كلها وجلسات العلاج الطبيعي مطلعة عيني ، المهم قولتلي عايزك في حاجة مهمة فيما ايه

حرك مجدي رأسه يقص على شريف ما حدث لمليكة وصديقتها زينب بالتفصيل ، ظهر الغضب جليا على وجه شريف يردف :
- زينب دي أصلا متدربة كانت بتيجي مع دكتور عبدالله دكتور العلاج الطبيعي وأنا كلمتها مرة بأسلوب وحش وعيطت بسببي ، المهم كنت خارج مع ليان من مدة وعجبها فستان ولما دخلنا المحل عشان تشوفه شوفت زينب وصاحبتها وقربت منها أنا وليان واعتذرت عن اللي حصل ، وقتها جه الحيوان دا وكان أسلوبه في الكلام ونظراته **** ، ولما أنا هزقته هددها أنه مش هيسكت وأنه هيقول لأمها وكلام كتير كدة ، دا حتى ليان سجلت رقمها عندي عشان اساعدها تعمل محضر عدم تعرض ليه ، وهو ما اتصلتش فقولت الموضوع خلص
همهم مجدي متفهما قبل أن يعاود النظر لشريف يغمغم:
- طب لو معاك رقمها استعجلها بقالها ساعة بتقول في الطريق وأنا عايز اقفل المحضر قبل ما نمشي ، هعزمك على أكله كبدة ومخ تحلف بيها باقي عمرك
ضحك شريف بخفة وهو يخرج هاتقه من جيب سرواله يبحث بين الأرقام عن رقمها الذي لم يطلبه قط إلى أن وجده ، طلب رقمها دق الهاتف عدة مرات قبل أن يسمع صوتها تتحدث متوترة :
- أستاذ شريف خير
حاولت شريف إلا يضحك يتحدث بهدوء :
- آنسة زينب ، هو حضرتك هتتأخري عشان بس مجدي عاوز يقفل المحضر
سمعها صوتها تغمغم متوترة :
- لالا أنا أنا جاية حالا ، مش هتأخر
أغلق معها الخط يتحدث مع مجدي في مواضيع شتى إلى أن دق الباب ودخل العسكري وهي من خلفه ابتسم مجدي لها يشير للمقعد المقابل له :
- آنسة زينب اتفضلي اقعدي هما كلمتين بس عشان اقفل المحضر ، هي والدة حضرتك كانت موجودة ساعة الحادثة ، أصل فؤاد مصر أن والدتك هي اللي ضربت مليكة بالسكينة

تذكرت كلمات مليكة التي أخبرتها مرارا وتكرارا ألا تأتي بسيرة والدتها تماما تنهدت متوترة تردف :
- لا أبدا ما كنتش موجودة ، هو فؤاد بس اللي كان موجود ، هو اكيد بيقول كدة عشان ما يتحبسش
نقل مجدي انظاره بين شريف وزينب قبل أن يغمغم بحذر :
- فؤاد قال ، أن كان في علاقة بينك وبين شريف ، علاقة غير شرعية عشان كدة هو بلغ والدتك ووالدتك كانت جاية عشان تنتقم لشرفها على حسب تعبيره
شهقت زينب بعنف في حين وقف شريف مرة واحدة يصيح في مجدي غاضبا :
- إنت اتجننت يا مجدي ، علاقة إيه هاتلي الحيوان دا من الحجز أنا هعرفه مقامه
وقف مجدي سريعا يحاول أن يهدأ صديقه :
- اهدا يا شريف مين قالك أن أنا مصدقه ، هو أنا مش عارفك يا إبني ، أنا بقولك اللي هو بيقوله ، هو مصر أن والدة زينب كانت معاه ولما سألته ايه اللي هيجيبها اصلا معاك قال اللي قاله ، على العموم أنا هقفل المحضر وابعته للنيابة وهما يصطفلوا معاه ، خلاص بقا اهدا واقعد
تأفف شريف غاضبا قبل أن يعاود الجلوس مرة أخرى ، نظر مجدي إلى زينب يطلب منها :
- اتفضلي حضرتك ، امضي على أقوالك وتقدري تمشي
التقطت زينب حقيبتها تهرب لا ترحل فقط ، تقاوم دموعها بصعوبة ، ألن يتوقف ذلك الوغد عن تشويه سمعتها وتدمير ما بقي من حياتها البائسة ، التي دمرها منذ طفولتها ... إن كان تزوجت شقيقه كان ليدمر حياتها أضعافا مضعفة ، ماذا فعلت لتعش تلك المأساة من طفولتها ؟!
أما عند شريف حاول مجدي أن يهدئه يحادثه محتدا :
- يا ابني اهدا بقى أنا غلطان إني قولتلك يعني ، أنا بقولك عشان تبقى عامل حسابك الحيوان دا أكيد هيقول الكلام دا في النيابة ومش بعيد يحاول يحولها لقضية شرف وأنه كان بيدافع عن شرفه والحوارات الفاكسة دي ، مش هتدخل على النيابة بس هيعملك قلق ، يلا بينا نروح نتغدا ونشوف هنعمل ايه
___________
في الشركة عند جواد ، ستراه يتحرك هنا وهناك يبتسم في وجوه الموظفين ، ابتسامة حزينة رغم ذلك ، الحزن وصم قسمات وجهه وأبى الرحيل ، يسلم على هذا ويبتسم في وجه ذاك ، ويثني على أعمالهم جميعا ويوجه لهم النصائح بشكل لطيف ، يمكن أن يقال أن جواد الآن بات قائدا حقا ، تحرك يعود لمكتبه أغلق الباب عليه يفتح هاتفه ينظر لصورة نور ينظر إليها طويلا أدمعت عيناه وخرجت منه شهقة ذبيحة قبل أن يحادثها بحرقة :
- أنا بقيت واحد تاني ، مش أنتي دايما كنتي بتكتبيلي نفسي تتغير يا جواد ، أنا اتغيرت يا نور والله ، بس أنتي مش موجودة عشان تشوفي دا ، الموظفين كلهم بقوا بيحبوني ، رميت جواد القديم بكل قرفه وبقيت واحد تاني ، نفسي أخدك في حضني ، نفسي أقولك أنا آسف ما اعرفتش احميكِ ، أنا آسف أوي يا نور ، آسف أوي
دق باب مكتبه ليغلق الهاتف ويمسح دموعه سريعا بكفي يده حمحم يجلي صوته يسمح للطارق بالدخول :
- اتفضل
فُتح الباب وظهر عمرو يبتسم ، ليبتسم جواد له هو الآخر ، قام من مكانه يعانقه ليربت عمرو على ظهره بخفة يحادثه :
- عامل ايه يا حبيبي ؟
ليس بخير ، قلبه يتمزق ، روحه تصرخ ، كل ذرة به تحتضر ، إلا أنه فقط ابتسم يردف بهدوء :
- بخير الحمد لله ، ايه لحقت وحشتك يا حج أنت لسه شايفني الصبح
ضحك عمرو بخفة ، يربت على كتفه تحركا للداخل يردف :
- لاء بصراحة أنا جايلك في خدمة تانية ، اقعد الأول
جلس جواد مقابل لأبيه ليحمحم عمرو يردف :
- بص يا جواد ، عم طه الله يرحمه الساعي بتاع الشركة توفى من أسبوعين وللأسف عنده بنت صغيرة تقريبا 17 سنة ، الراجل كان حاسس أن أجله قرب وقبلها كان موصيني على بنته ، روحت للبنت وزورتها ... وحاولت من غير ما احجرها اديها مبلغ ، لأن اللي أنا أعرفه أن مالهاش حد غير أبوها ، رفضت تماما البنت كرامتها عزيزة عليها جداا يا جواد ، حاولت اساعدها بأي شكل لدرجة إني قولتلها أنا زي بابا تعالي ننزل نشتري حاجات للبيت ، رفضت خالص ... فين وفين ما قبلتش مني غير اني اشوفلها شغل ، فقولت ما فيش جواد ابني حبيبي اللي هيساعدني في حاجة زي دي

ارتسمت إبتسامة باهتة على شفتي جواد قبل أن يردف حائرا:
- بس يا بابا 17 سنة دي عيلة ، ابعتلها شهرية كل شهر وما تقولهاش أنه إنت وخلاص

حرك عمرو رأسه للجانبين يردف:
- مش هترضى تاخدها صدقني لا مني ولا من غيرها ، أنا قولت بدل ما تشتغل في أي مكان وحد يتعرضلها ولا يضحك عليها ، اجبها عندك
هي للأسف ماعهاش شهادة بس بتعرف تقرأ وتكتب كويس جداا

- كمان يعني يا بابا دي أنا هعمل بيها ايه هنا
غمغم بها جواد حائرا ، قبل أن يتنهد بعمق يومأ برأسه موافقا :
- عشان خاطرك بس ، حاضر ... هي معاك ولا هتيجي امتى دي
حرك عمرو رأسه بالإيجاب :
- ايوة برة ثواني اناديلها
وتحرك للخارج غاب لعدة دقائق قبل أن يدخل ، ودخلت بعده بدقيقة تقريبا فتاة لم يتبين جواد منها أي ملامح ، ترتدي فستان أسود واسع تغطي وجهها بنقاب أسود اللون ، دق قلبه دقات سريعة متتالية بلا سبب ، نظر لعينيها سوداء الأعين ، نور عيناها زرقاء تلك ليست نور ، نور ماتت هل نسي ذلك ، ترتدي قفازات سوداء فلا يرى حتى أصابع يديها ، ابتلع لعابه متوترا ، نظر إليها يتحدث :
- أنتي اسمك ايه ؟
رفعت وجهها إليه رأى عينيها تهتز متوترة تبدو كذلك قبل أن تهمس بصوت خفيض للغاية بالكاد سمعه :
- رحمة
اومأ برأسه في هدوء يسألها :
- معاكي بطاقة ؟
نظرت إلى أبيه قبل أن تعاود النظر إليه تحرك رأسها للجانبين ، ليتولى عمرو دفة الحديث :
- لاء يا جواد ما عهاش ، ما تقلقش أنا ضمنهالك

قام جواد صوب أبيه ، أمسك يده يبتعدان يخفض صوته يتحدث هامسا :
- الموضوع مش ضمان يا بابا عشان بس اعملها عقد ، وبعدين ما عهاش بطاقة ليه ، إزاي تمشي من غير بطاقة ، ولو اتمسكت في كمين ولا حاجة ، ما ينفعش خالص ما يكونش معاها بطاقة
أوقف عمرو سيل الكلمات التي تخرج من فمه يقاطعه :
- يا إبني اهدا ، هي كان معاها واحدة بس ضاعت وأبوها قبل ما يموت خدها وعمل لها محضر ، والمفروض كانت هتطلع غيرها بس اللي حصل ، أنا هبقى اخدها في أي وقت اطلعها بطاقة ، المهم هتشغلها ايه
رفع جواد كتفيه لأعلى يهمس حائرا :
- والله ما عارف ، هشوف ايه المتاح عندي ينفعلها ، بابا صحيح أنا كنت بتجنب السؤال دا بقالي فترة بس خلاص مش قادر ، نور اتدفنت فين يا بابا

نظر عمرو إلى ولده عدة لحظات قبل أن يحادثه مترفقا بحاله :
- في مقابر العيلة يا جواد ، في قبر والدتي الله يرحمها ، لو حابب تروح تزورها
شردت عيناه ألما يومأ برأسه ، قبل أن تتلاقى عينيه مصادفة بعيني تلك الفتاة وينغز قلبه من جديد بشعور غريب يؤلمه !
_________
في شركة عمرو ، خرج شهاب من مكتبه يتوجه إلى مكتب ليان ، جذب مقعد يجلس مقابلا لها يسألها دون مقدمات :
- ما ردتيش يا ليان ، أنا سايبك طول الفترة اللي فاتت ومش راضي حتى اكلمك ، عشان ما ابقاش لحوح واضعط عليكي ،  صدقيني أنا هتقبل رفضك جداا لو رفضتي ، اصل مش هينفع تعيشي مع واحد ما بتحبهوش حتى لو هو بيحبك ، هتبقي بتظلمي نفسك وبتظلميه
فأنا حابب أعرف ردك قولتي إيه

لا تعرف أهي موافقة أم لا ، لا تعرف إن كانت تحبه حتى أم فقط اعتادت على وجوده ، قرار مصيري سيرتب الكثير من الأحداث القادمة ، قاطع تفكيرها فجاءة صوت سارة وهي تصيح فرحة :
-شيبووو ، وحشتني
انتفض شهاب ينظر خلفه ليجد سارة تقف خلفه تبتسم سعيدة  ، هرعت إليه تعانقه بقوة ، نزل شهاب على ركبيته يعاتبها :
- سارة وبعدين معاكي كام مرة قولتلك ما تجليش الشغل ، المكان بعيد ممكن تتوهي ولا تتخطفي ولا يحصلك أي مشكلة

- شهاب عنده حق يا سارة فعلا الطريق بعيد أوي وممكن يحصلك حاجة بعد الشر
تدخلت ليان تؤيد ما يقول شهاب ؛ لتبتعد سارة عن شهاب تنظر لليان في غيظ شديد لتحادثها ساخرة :
- وأنتي مالك أنتي ، أنا بتكلم مع اخويا ، بتتحشري ليه يا رخمة

- سااارة
صاح بها شهاب غاضبا من وقاحة شقيقته الصغرى لتنظر سارة إليه مرتبكة تدمع عيناها ، تحولت دموعها إلى سيل من البكاء في لحظة :
- أنا كنت عارفة أنك هتكرهني وتبعدني عنك بسببها ، أنا مش هجيلك تاني يا شهاب ومش هتكلم معاك تاني
وبدأت في الركض بعيدا ، ليركض شهاب خلفها يصيح باسمها مذعورا ، وركضت ليان خلفهم تنادي باسم سارة هي الأخرى ، ركضت سارة في منتصف الشارع المكتظ بالسيارات المسرعة ، هرع شهاب خلفها وهو يرى سيارة تلتهم الطريق إليها يصرخ باسمها مذعورا ، قبل أن تصدمها السيارة بلحظات ، جذبها إليه سقطت بها أرضا يخفيها بين أحضانه يبكي بعنف ، كانت على شفا الموت في أقل من لحظة ، اعتصرها بين أحضانه يعلو صوت بكاءه
خوفا ، قام يحملها بين ذراعيه يجلس بها أرضا بعيدا عن السيارات ، ابتعدت عنه تنظر له حزينة مدت يدها تمسح دموعه :
- شهاب ماتزعلش مني ، ما تعيطش عشان خاطري أنا آسفة
وضع يده على وجهه يبكي ، عقله لا ينفك يصور له أن السيارة قد صدمتها بالفعل ،وأنه قد كسر وصية أبيه ، وأن ابنته الصغيرة التي رباها منذ أن كانت طفلة لا تفقه حتى الكلام ماتت !! ، جذبها إلى أحضانه يشهق في البكاء يحادثها بحرقة :
- ما تعمليش كدة تاني ، ابوس إيدك ما تعمليش كدة تاني ، أنا عمري ما هحب حد في الدنيا قدك يا سارة ، أنتي اغلي حد عندي في الدنيا

اقتربت ليان منهم تدمع عيناها حزنا وشفقة على حاله ، سارة الصغيرة تغار على شقيقها وهي لا تلومها فهي لا تزال طفلة تظن أنها ستسرقه منها ، جلست أمامهم وضعت يدها على رأس الفتاة تحادثها :
- كدة يا سارة ، ينفع اللي عملتيه دا ، ينفع تخلي شهاب يعيط كدة ، شهاب بيحبك أوي أكتر من الدنيا كلها
نظرت سارة إليها حزينة تدمع عيناها ، لتمد ليان يدها تمسح على شعر سارة برفق تسألها :
- أنتي مش عاوزة نتجوز أنا وشهاب صح ؟
حركت سارة رأسها بالإيجاب سريعا لتبتسم ليان لها تردف:
- خلاص يا ستي ، وإحنا مش هنتجوز ، ولا تزعلي يا سرسورة
ومن ثم وجهت انظارها لشهاب تردف بابتسامة صغيرة :
- أنا آسفة يا شهاب ، أنا مش موافقة !
___________
الوضع في شركة عاصم كان غريبا كثيرا ، ففجاءة دون سابق قرر عاصم إقامة اجتماع مفاجئ ، عاصم شخص هادئ عادة في الاجتماعات ، ولكن الغريب أنك ستراه يعلو بصوته غاضبا داخل ذاك الاجتماع :
- الموضوع بقى زيادة عن اللزوم أوي يا باشمهندسين ، التصميمات نصها شبه بعض والنص التاني منقوش من على النت ، بقيتوا بتكسلوا تفكروا ، أنا يتسحب من شركتي مشروعين ورا بعض ، عشان الأفكار بقت متكررة ، انتوا بتوقعوا سمعة الشركة اللي طلع عيني سنين عشان اعملها اسم ، العك اللي بقى بيحصل دا أنا مش هسمح بيه تاني ، وأي تصميم هيجيلي متكرر ولا منقوش ولا ما فيهوش فكرة ، صاحبه هيتجازى
ألتقط ورقة تصميم يفتحها على مصراعيه يردف محتدا :
- دا يعتبر آخر وأحسن تصميم عدل عملته الشركة من مدة ، مين كان عامل التصميم دا

رفعت چوري يدها ، وفعل حسين كذلك ، حمحم حسين يتولى الحديث هو :
- أنا والباشمهندسة چوري مهران يا باشمهندس
وضع عاصم التصميم جانبا يلتقط ملف ازرق كبير يعطيه لحسين يعلو بصوته :
- حلو أوي ، إحنا وشركة السراج داخلين شراكة في مجمع سكني جديد ، وهما عجبهم التصميم دا ، من بين 50 تصميم تخيلوا 50 تصميم ، 49 واحد منهم يا تقليدين يا منقوشين ، وعليه چوري وحسين الملف معاكوا ، هتطلعوا على الموقع ساعة بالظبط وتكونوا هناك ، هتنقسوا مع مهندسين شركة السراج عشان هتبدأوا من بكرة الشغل ، أما الباقي قسما بالله
إن الشغل ما اتعدل ، لهرفد الكل حتى ابني هرفده
وأشار لزين الذي توسعت عيناه ذهولا ، وانتهى الإجتماع وبدأ الجميع في المغادرة عدا چوري التي اقتربت من عاصم تعتذر عن المشروع :
- باشمهندس عاصم ، أنا عاوزة اعتذر عن المشروع دا
التفت عاصم إليها غاضبا يحادثها محتدا:
- چوري أنا مش عازمك على الغدا عشان تعتذري ، الشركة سمعتها بتقع ، وأنا مش هسمح أن دا يحصل ، اتفضلي على الموقع يا باشمهندسة يلا

تحركت چوري لخارج مكتب عاصم ، رأت حسين يقف في منتصف صالة الإستقبال يمسك في يده الملف ، يطالع ما فيه عن كثب ... اقتربت منه تنتزع الملف من بين يديه بعنف أشهرت سبابتها أمام وجهه تحادثه حانقة :
- بص بقى ، أنا اتدبست في المشروع المنيل دا معاك ، وأبوك ما رضيش يخليني اعتذر ، وانسى أن يكون في بينا أي تعامل ، أنت تعمل شغلك مع نفسك وأنا اعمل شغلي مع نفسي ، وما توجهليش أي كلام لحد ما الورطة دي تخلص فاهم ولا لاء

ابتسم حسين في هدوء يرفع كتفيه لأعلى لا مبالايا يردف :
- دي النسخة بتاعتي ، استلمي نسختك يا آنسة چوري وحصليني على الموقع
وجذب الملف من يدها يتحرك للخارج تاركا إياها تقف تنظر للفراغ بأعين متسعة ترمش بعينيها مذهولة ، الوقح !!
أخذت نسخة الملف الخاصة بها واستقلت سيارة أجرة إلى الموقع ، نزلت من السيارة لتبصر حسين يقف أمامها يتحدث مع فتاة ما يبتسم لها ، الوغد يبتسم لها ، اجفلت حين اقترب منها شاب في مثل عمر حسين تقريبا يحادثها مبتسما :
- أنتي باشمهندسة چويي ، أنا عُمي  من شيكة السياج
وضعت چوري يدها على فمها تحاول ألا تضحك اومأت برأسها ، ليردف هو ساخرا :
- اضحكي اضحكي ما تكتميهاش
انفجرت چوري في الضحك بصوت عالٍ ليلتفت حسين ينظر لها غاضبا ، لما تضحك هكذا ؟! ، ما الذي قاله لها السخيف عمر لتضحك بذلك الشكل ، أما چوري فسعلت عدة مرات من شدة الضحك تعتذر منه :
- أنا آسفة بجد ما كنش قصدي ، أنا چوري مهران من شركة عاصم

ابتسم عمر يومأ برأسه يردف ببساطة :
- لا يا ستي ولا يهمك ، تعالي اعيفك على چومانا ، زميلتي في الشيكة ومعانا في المشيوع
شدت چوري كف يدها تحاول ألا تضحك ، تحركت بصحبته صوب حسين وتلك الشقراء الملونة الواقفة أمامه ، تعطيه نظرة تحدي قوية ، اشار عمر للفتاة يردف :
- چومانا ، دي چويي
ضحكت چومانا ساخرة مما جعل چوري تقطب جبينها محتدة ، هل تسخر الملونة منها ؟! ، أما چومانا فأردفت :
- عمر ، بطل حركاتك دي ، على فكرة هو بيشتغلك هو مش ألدغ ولا حاجة ، أول مرة شوفته عمل نفسه أخرص ، البيه بيستظرف
توسعت حدقتاها تنظر إليه مدهوشة ، ليبتسم هو رفع يده يضعها على رقبته من الخلف يردف محرجا :
- أنا كنت بهزر معاكي ، أنا آسف
ابتسمت چوري في هدوء تردف :
- لا أبدا ما حصلش حاجة ، مش هنشوف ورق المشروع بقى
ابتسم عمر لها يومأ برأسه يتولى دور المرشد السياحي السخيف يتحدث معها بلا يتوقف ، لا يتوقف عن المزاح ، سيدق عنق ذلك الوغد المبتسم وينهي حياته ويرتاح ، لما تبتسم له تلك البلهاء بهذه الطريقة ، اجفل حين وضعت چومانا يدها على كتفه تسأله :
- مالك يا باشمهندس واقف سرحان ليه ، يلا ورانا شغل كتير
حرك رأسه يقترب منهم يردف ساخرا :
- ايه يا باشمهندس عمر ، على فكرة أنا بردوا شغال معاكوا في المشروع المفروض تشرحلي أنا كمان ولا ايه
التفت عمر له يردف بابتسامة سخيفة :
- چومانا هتشرحلك يا باشمهندس ، يلا يا چوري عشان نكمل
وأخذها وغادر ، الوغد أخذها وغادر تاركا إياه يقف كعمود إنارة انطفأت أنواره ، شد على كف يده غاضبا ، يبدو أن الأيام القادمة لن تمر مرور الكرام على ما يبدو !
_____________
في منزل نصار ، على طاولة الغداء الكبيرة التفوا جميعا يترأس جاسر الطاولة بإصرار من نصار نفسه ...تحدث جاسر يوجه حديثه لنصار :
- وأنت ما اتجوزتش ليه لحد دلوقتي يا عم نصار ، كان زمان عيالك قد مريم وملاك دلوقتي

ابتسم نصار في هدوء يختطف نظرة سريعة للغاية صوب مريم التي تجمدت أطرافها خوفا ، ابتسم يوجه حديثه لجاسر :
- اتجوزت مرة وأنا برة ، وخلفت وابني الله يرحمه توفى وهو لسه طفل صغير ، فما حبتش أكرر التجربة تاني ، أنا عارف إني افورت بس أنا حقيقي سعيد ، إني اتعرفت بيك وبالعيلة ، ومش هبقى وحيد تاني ، أنت مش متخيل شعور الوحدة بشع إزاي

مالت ملاك على مريم تهمس ضاحكة :
- مُز أوي عمو نصار دا ، أنا هقول لماما تتجوزه
ضحكت مريم بخفة تضع يدها على فمها تومأ برأسها موافقة ، لتميل رؤى عليهم تهمس هي الأخرى :
- بتتوشوشوا في ايه ، مراد عمال يتصل بيا على فكرة يا مريم
اشاحت مريم رأسها في الإتجاه الآخر تهمس حانقة :
- أنا مش عاوزة اسمعه لو سمحتي يا ماما ، خلاص كل اللي بينا خلص ، أنا شبعت
وقامت من على الطاولة تخرج للحديقة دون كلام ، نظر جاسر صوب رؤى يسألها بعينيه عما حدث ، لتتنهد تحرك رأسها للجانبين ..
ابتعدت مريم بعيدا عنهم لتخرج من المنزل ، جذب 
انظارها تمثال غريب لإمراة تنظر أمامها خائفة ، تمسك ثوبها بيديها وكأنها تخاف أن يسقط ، تمثال غريب مخيف ولكنه جذب انظارها وقفت تنظر للخوف المرسوم على وجه التمثال المنحوت بدقة مخيفة ، اجفلت على صوته العميق يهمس من خلفها يسألها :
- عجبك القصر ؟!
ابتلعت لعابها مرتبكة ، اقشعر جسدها من صوته تردف متوترة :
- عن إذنك
تحركت تحاول أن تتجاوزه ؛ ليقف أمامها يمنعها من ذلك كتف ذراعيه يتمتم بهدوء :
- رايحة فين ، أنا بسألك سؤال عابر ، عجبك القصر
ارتجفت خائفة من نظراته الغريبة لتحرك رأسها بالإيجاب علها تتخلص منه ارتعش صوتها تهمس :
- ايوة حلو أوي
ارتسمت إبتسامة كبيرة على شفتيه يهمس بنبرة عميقة :
- مش أحلى منك يا حلوة !
انتفضت كل ذرة بها على إيقاع صوته العميق ، تنقسم إلى اجزاء ، جزء خائف وجزء يرتجق وجزء لا يفهم لما وقع كلمة ( حلوة ) يرضيها كثيرا
دق الباب ليتركها ويتحرك يفتحه ، قطب جبينه حين أبصر مراد يقف أمامه ، ما الذي جاء بذلك الأحمق هنا ؟! ، ارتسمت إبتسامة صفراء على شفتيه :
- نعم ؟ أنت مين ؟!
ابتسم مراد في هدوء شديد يحادثه بتهذيب :
- مساء الخير يا افندم ، أنا مراد عاصم ، ابقى قريب جاسر باشا مهران ، هو موجود هنا أنا عارف ممكن أدخل
أراد أن يرفض بشدة ولكنه لن يستطيع ، افسح له الطريق ليدخل ، وقعت عيني مراد على مريم ليبتسم يهرع نحوها يغمغم سريعا :
- مريم اسمعيني أنا آسف بجد آسف
أما هي ما إن رأته تحركت سريعا تغادر المكان بأكمله تعود ادراجها إلى الغرفة حيث أبيها ارتمت بين أحضانه تطلب منه باكية :
- بابا لو سمحت خليه يمشي
ظنها جاسر تتحدث عن نصار ، ولكن تفاجئ من وجود مراد أمامه ليهب واقفا يحادث مراد غاضبا :
- إنت ايه اللي جابك هنا يا مراد ، بقولك ايه أنا مش جاي فضايح عند الراجل ، وبعدين خلاص الموضوع انفض اتفضل امشي
تحرك مراد صوبهم يحرك رأسه للجانبين يرفض رفض جاسر يتحدث بثبات :
- أنا مش همشي من هنا يا عمي ، أنا عارف إني غلطت ودي تاني مش أول مرة كمان ، بس اقسملك إني مش هعمل كدة تاني ، أنا بحب مريم ، بحبها أوي ... وعارف إني غبي وزعلتها ، فعشان كدة دورت عليكوا لحد ما عرفت انكوا هنا ، أرجوك يا عمي أنا آسف ، مريم أنا آسف ، حقك عليا ، أنا غبي ، صدقيني ما كنش قصدي ازعلك بالشكل دا ، أنا آسف يا مريم

نظر جاسر لمراد يبتسم ساخرا يهدده :
- امشي يا مراد من هنا بدل ما اضربك
تقدم مراد للأمام بدلا من أن يتراجع يتحدث بثبات :
- اضربني ، لو ضربك ليا هيخليلك تسامحني اضربني، أنا قدامك اهو
ابتسم جاسر في هدوء يدنو برأسه من ابنته يهمس لها خفية :
- اضربه ، لو عايزة
حركت رأسها للجانبين سريعا تنظر له مذعورة ليضحك جاسر بخفة يمسح الدموع عن وجهها يهمس ساخرا :
- خايفة عليه يا بت ، يا خسارة تربيتي ، خلاص سامحيه يا أما هضربه ومش هتعرفيله ملامح من الضرب
رفعت يدها تمسح دموعها تومأ برأسها بخفة ليقفز مراد سعيدا يخرج يده من خلف ظهره يخرج لها هدية مغلفة يبتسم :
- مبروك يا أحلى إعلامية في مصر كلها
مدت يدها تأخذ منه توردت وجنتيها تبتسم خجلة ليردف جاسر ساخرا :
- محن كلاب قسما بالله ، أنا مش عارف هي بتحب فيك ايه والله ، فضحتونا عند الراجل وخلاص ، يلا يا بهوات نقوم نروح
اقترب نصار منهم يغمغم سريعا:
- ليه كدة لسه بدري أوي
ابتسم جاسر يعتذر منه أخذ الجمع يغادر راقبتهم أعين نصار من خلف النافذة تشتعل غضبا صوب مراد ، رفع الهاتف إلى أذنه يتحدث غاضبا :
- ايه يا ماري ، أنتي ما عرفتيش تجيبي رجله ولا ايه
وصمت يستمع إليها لترتسم ابتسامة خبيثة على شفتيه يردف مستمتعا :
- حلو أوي ، ابعتيلي بقى الصور والفيديوهات !
__________
حل الليل ومحمود لم يعد بعد ، حاولت أن تتصل به عدة مرات ولكن لا فائدة ، دق هاتفها لتبتلع لعابها حين أبصرت رقم الطبيب حين فتحت الخط سمعته يعتذر سريعا :
- أنا آسف جداا يا مدام على التأخير بس كان في مشكلة في المعمل ، وأنا آسف بردوا في اللي هقوله وعارف أنه هيبقى صادم ، جوز حضرتك بيتعاطى مخدرات ووصل لمرحلة الإدمان ، ولازم يتحجز في مصحة في أقرب وقت
شهقت مذعورة ، توسعت عيناها أثر ما سمعت ،لتسمع الطبيب يردف من جديد :
- أنا هبعت لحضرتك رقم مصحة كويسة جداا ، أنا آسف بجد على اللي حصل
وأغلق معها الخط ، ووقفت هي كتمثال نُحت من حجر من هول ما سمعت ، محمود وصل لمرحلة إدمان المواد المخدرة ، ولكن كيف ولما يفعل محمود ذلك ، انهمرت الدموع من عينيها ، لم تجد نفسها سوى وهي تطلب رقم شقيقها تشهق في البكاء تردف بجملة واحدة :
- الحقني يا عاصم ، الحقني يا عاصم
أعادتها كثيرا وعاصم يصرخ فيها خائفا يخبرها أن تهدأ وتخبره ما حدث ، في تلك اللحظة دخل محمود يترنح فأغلقت الخط سريعا ، رأت الشرر يقدح في عينيه تحرك إليها قبض على الهاتف في يدها يفتحه يغمغم ساخرا :
- كنتي بتكلمي مين ، قوليلي بتخونيني مع مين
شهقت مذعورة تعود بخطاها للخلف تصرخ فيه :
- إنت اتجننت أنا هخونك ؟! ، محمود فوق تعالا اغسل وشك وهعملك قهوة
ضحك عاليا يحرك رأسه للجانبين أقترب منه يقبض على خصلات شعرها يحادثها بنبرة بذيئة :
- اخس عليكي ، يعني تخونيني وكمان تقولي عليا مجنون ، وبقالك كتير مش عيزاني ألمسك ، ينفع كدة يعني
تلوت بين يديه تحاول إبعاد يده عن خصلات شعرها بكت تحادثه بهدوء :
- محمود يا حبيبي اسمعني ، أنا واثقة أن في حد لاعب اللعبة دي ، محمود حد خلاك تدمن المخدرات يا حبيبي ، فوق يا محمود عشان خاطري ، لو بتحبني
ضحك يسخر منها ، حملها بين ذراعيه عنوة لتصرخ مذعورة تتلوى بين يديه تحاول إبعاده عنها ، حين ألقاها على الفراش زحفت بجسدها للخلف تبتعد عن مرمى يديه تصرخ فيه تتوسله :
- محمود عشان خاطري ما تعملش كدة ، أنا عارفة أنك مش وعيك ، أبوس إيدك يا محمود
قامت سريعا تجذب يده تحاول جذبه للمرحاض تتوسله :
- تعالا معايا عشان خاطري تعالا معايا
صرخت حين دفعها بعنف لتسقط على الفراش بقوة أشعرتها بالألم الشديد في ظهرها ، أما هز فضحك يسخر منها :
- ايه مخبية عشيقك في الحمام عشان تموتيني انتي وهو ، عايزة تخلصي مني يا فاطمة
اقترب منها ينزع عنه قميصه ، هم بها وهي تصرخ تحاول دفعه بعيدا تتوسله أن يستفيق ، وهي كلما قاومته صفعها بعنف ، كادت أن تستلم خائرة القوى متعبة من صفعاته حين سمعت صوت الباب يُفتح بعنف ، وصوت عاصم يصرخ باسمها ، هرع إلى الغرفة لتتسع حدقتاه ينتزع محمود بعيدا عنها يلكمه بعنف يصرخ فيه :
- إنت اتجننت يا حيوان دا أنا هموتك
ترنح محمود للخلف يضحك بسخرية يردف :
- أختك ال**** بتخوني
توسعت عينا عاصم ينظر لشقيقته مذهولا ، لتحرك فاطمة رأسها للجانبين بكت تردف بحرقة :
- محمود مدمن يا عاصم ، محمود حد خلاه يدمن وبقى بيتهيئله أن أنا بخونه
نظر عاصم إلى محمود بحذر قبل أن يتحرك صوبه أمسك به عنوة يصدمه على رأسه ليسقط أرضا فاقدا للوعي ، نظر إلى شقيقته يصيح مذهولا :
- فهميني في ايه
قصت له فاطمة ما حدث سريعا ليومأ متفهما يردف محتدا  :
- أكيد الكلب منير هو اللي عمل كدة ، ورحمة أبويا لأجيبه ، خليكي هنا لمي حاجتك ، أنا هودي محمود مصحة ، ما ينفعش يفضل عايش معاكي بحاله دا ممكن يموتك ، ارجع الاقيكِ لميتي حاجتك
مال يرفع جسد محمود عن الأرض يسنده على جسده ، يتحرك به للخارج بصعوبة ، أسرعت فاطمة تفتح له باب المنزل ليأخذه عاصم ويغادر ظل تتابعهم إلى أن غادر عاصم بالسيارة
تحركت تضع ثيابها في حقيبة صغيرة تُغلق كل الأجهزة في الشقة ، تدعو أن يمر الأمر على خير ، سمعت دقات على باب المنزل ظنته عاصم لتتحرك تفتح الباب شهقت مذعورة تعود للخلف تهمس مرتعدة :
- منير !!
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه يومأ برأسه دخل إلى الشقة يحادثها :
- وحشتيني يا توما ، وحشتيني اوي ، ما تعرفيش أنا عملت ايه عشان ابعد اللي اسمه محمود دا ، واخليه يدمن ، صدقيني أنا كان ممكن أموته بس ما رضتش عشان خاطر عيونك الحلوة دي
ابتعدت للخلف تصرخ فيه :
- امشي يا منير بدل ما اصرخ وألم عليك الدنيا
ضحك عاليا يقترب منها دون مقدمات بدأ يتخلص من ثيابه ، ارتعشت حدقتاه يهمس بنبرة خبيثة مجذوبة :
- همشي يا روحي ، بس انتي وحشاني أوي ، أوي يا فاطمة
ابتعدت للخلف تصرخ فيه :
- أبعد عني يا منير ، إياك تقرب مني ، ابعد عني
هرعت تركض إلى الباب تفتحه لتبصر رعد ! يقف أمامها صرخت تستنجد به :
- الحقني يا رعد ، المجنون دا عايز يعتدي عليا
دخل رعد إلى الشقة ينظر لمنير ، نظرات تقدح شررا ، حاول الأخير الهرب لينقض الأخير عليه يضربه بجنون لا يمر في عقله سوى صوته وهو يصرخ في أبيه :
- اللي أنت بتعمله دا همجية ، في حاجة اسمها بوليس ، إحنا فرقنا ايه عن العصابات ، أنا عمري ما هبقي زيك ، أنا عمري ما هبقى زيك ، أنا عمري ما هبقى زيك ، وصوت يصرخ يسمعه من بعيد :
- يا رعد هيموت في ايدك يا رعد ، يا رعد هيموت في ايدك هتودي نفسك في داهية
استفاق فجاءة ينظر للملقى أرضا مذهولا ، نظر لكفيه التي تغطيها الدماء مصعوقا ، نظرت فاطمة إلى منير الذي اختفت أنفاسه مذعورة تنظر صوب رعد تتمتم برعب :
- دا مات !!
_________
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 💖
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال

Continue Reading

You'll Also Like

1K 105 8
عندما تعطيك الحياة فرصة للعيش فيها مرة أخرى هل سيكون هناك مجال لفرصة ثانية أم أن لقوانين الحياة حساب آخر ..
366K 13.9K 22
أغلقت عيناها بقوة خائفة لا بل مرعوبة من نوبة جنونه القائمة عليها، ثانية و الأخري و كما توقعت بالفعل رأت باب الغرفة أصبح على الأرض.. بخفة جسد أصبحت فو...
699K 26.5K 46
القصه متوقفه لورا الامتحانات تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الث...
10.9K 586 17
كان من الضعف والالم الذي جعله يحاول بإستماته التخلص من تقييدها له لكنه لم يستطع ومع ذلك لم يفتح فمه لأخذ الترياق مما جعلها تصرخ في وجهه بحزم : افتح...