شتاءٌ أخرس

By ii7ii7ii

34.9K 2.4K 4.4K

أولا ترى؟ أولا تشعُر ايها الشتاء؟ لماذا لا يمسُك دفئي لمره؟ More

سقوط
توجُّس
شُعله
ليْـل
ندم
رُكود
غَرَق
عُزله
عَوْم
وعـي
مغفره
ذهاب
نُضج
منفى
بحر

صمت

2K 150 413
By ii7ii7ii

كل السُبل، الطُرق، البدايات، المسافات، كل شيء يملك وجهه يثيرُ جحودي بجنون، لا سبيل دونَ خطه، لا طريق دونَ حوادث ولا بداية دونَ نهايةٍ ابديه

اما عن المسافات اوليست حتميه؟ حتى امتدادُ النظر يملك مسافه، لكن ما نوع المسافه التي كانت بيني وبينك؟ أكانت مرئيةٌ حتى؟

ولأن كل الافكار المُرعبه تتردد الى رأسي كل يوم منذُ التقيتك، ولأني لا اعلم ان كانت افكاري صدىً لتذهب وتعود مرارًا إلي، ولأنك لا تعلم كم هوَ بائس التراجع عنك.. لم انجو

اعي كم يلبث العقل حتى ينجو من عُتمة افكاره، اعي رغم اني لم انجو حتى اليوم لكنّي قد انجو منها ما اذا فكرت بخطو تلك المسافه.

كالآن بعد ان التفتُ احدق فيك وانتَ تقف امامي حقيقةً مُرّه وتضرب افكاري في وجهي بأني نعم، لن اخطو خطوةً واحده إليك لن اخوض تلك المسافه يومًا ولن اُفكر بشيءٍ لعين كصدقك الكاذب

"كيفَ دخلتَ الى هُنا؟"
قلتُ غاضبًا، وشيءٌ كالخوف لا يبرحُ عقلي ابدًا، انت لستَ شخصًا عاديًا منذُ اللحظةِ الاولى بيننا

"اتقولُ ذلك بعد ان طلبتَ رؤيتي؟"
كان الهواء يُزاحم الغرفه وجسدي، وصوتك الهادئ ينتشل هذه الحشود المختبئه، لا املك معرفةً كامله لأُقارن رنة صوتك بنغمات الموسيقى لكنهُ لا يُشبهك ابدًا، صوتك ليس انت واظنُك اقسى من ان تملك تلك النبره الحنونه

"ايضًا.. انت على وشك السقوط"
همس يقترب مني حتى شعرتُ بأنفاسه تصلُ إلي، ورأسي يُعارك نفسه في ضجيجٍ كبير، لمَ اقترب جدًا هكذا؟
واشعُر به ايضًا، هذا الخمول الشديد والضعف الساكن بين عظامي، اشعُر ببعدي الواضح عن جسدي وبي وانا اسقُط فوقك الآن وافهم سبب اقترابُك الحقيقي

في خيالي السابق، وبين نُدرة الكلمات في صدري، بين مرارات الحنين وعتبات الألم، فوقَ ارتكاز العاطفه وايامي المُهترئه، لم اكُن لأملك سببًا واحدًا للعيش عدا انك منحتني واحدًا الآن !

فكيف ستنجو مني وقد دبستُك في عقلي؟
بعيونك تلك ووقفتك اللعينه حينها وكلماتك الجشعه وانتَ تنظُر داخل خوفي متعمدًا قولها، قسمًا سأعيش، فقط لأُريك كيف تُشرب الدماءُ حقًا وتستلذُ بها دونَ خمور

"عزيزي"
استيقظَ عقلي على صوته، واحسُ بيدي البارده تذوب بين حرارة يديه

"تايهيونق؟"
كان اسمي يخرُج من حلقهِ بخوف، وعلى هذا الخوف تحديدًا اطمئنُ أنا

احسستُ بجسدي ينعى، وبأضلاعي تفترش داخلي كالجُثه، كان التعب اكبر من ان استجيب له، شددتُ على يديه احاول اخباره بأني استمع، وسأستمع لأخفت نبراته حتى وان كنتُ ميتًا، ولم تستمر قوتي ابدًا فها انا اسقُط في نومٍ عميق مُجددًا بعد ان شعرتُ بأيدي والدي تشدُ عليَّ اكثر

احسستُ بالألم ينمو داخلي بشدّه، وكُرهي المتواصل لهذا الغياب لا ينقضي، لا ينضب، لا يرحل، عرّتني الوحده كما عرّتني القسوه عن انتمائي لأبي، ولا اعترف بوجود سببٍ حقيقي لهذا الجفاء اللعين بيننا.

جفلتُ وقلبي من مكاني هذا، ظننتُني كنتُ احلُم، وان أبي لم يأتي إلي بالأمس وانا مريض، فتحتُ عيناي لأُبصر حقيقة افكاري فرأيتُ شخصًا آخر لم يكُن أبي، وابغضه.

"انت تجعلني انتظر دومًا"
قال بينما يسكُب بعض المياه في كأسٍ شفاف ويناولني، ظلت عيوني تجول أنحاء الغرفه وتتعب من النظر، أحقًا كنتُ احلم؟

"ذهبَ قبلَ إستيقاظك"
رفعتُ جسدي ورأسي اليه بينما أُمسك الكأس وارتشف منهُ قليلًا ثم أُعيده، وقد مللتُ انهاكي الدائم حين رأيتُ مصلًا معلقًا بيدي ولم استعجب ابدًا، فهذا حالي منذُ ان رحلت عائلتي! انامُ بشكلٍ مأساوي واستيقظُ بشكلٍ مأساوي آخر

تنهدتُ ووجعي أُعيدُ سكونَ عيناي على الباب كعادةٍ بي منذُ اعوام، لطالما كان اختلافُ عوداتك شيءٌ يجرحني، تارةً تأتي كالموت وتارةً كالحياه وفي كلا الحالتين لا انكفُ عنك

انت كدُرجٍ في رأسي مليءٌ بالحب، وعقلي لا يُصدق فكرةً أخرى سوى ان يُحبك على الدوام

"أكانَ هُنا بالأمس؟"
سألته بينما صدري ينهمر كالحجاره داخلي

"ليس الأمس فقط، بل الليل بأكمله وحتى الصباح، لم يبرح جوارك ابدًا"
ابتسمتُ اغمض عيوني براحةٍ كبيره واشعُر بتبدل آلامي الى ضحكات، كل شيء ينقضي واحسُ به

اعلم، انك لن تسمح للحياه بأن تجرحني بك، لن يأخذك شيءٌ مني، قلبُك هوَ قلبك كما عهدته لم يتغير ابدًا وحتى وان شكلك المرض لأبشع صورةٍ اتصورها، سأُحبك.

"اتشُك بأحدٍ هُنا؟"
قال وهو يمشي بهدوء الى نافذة غرفتي، قطبتُ حاجباي متسائلًا سبب سؤاله المفاجئ !

"بك"
قلت ورأيتُ حركة رأسه الخفيفه دلالةً على سُخريته وما هي الا ثوانٍ قليله حتى اخرج هاتفهُ وعرضهُ امام وجهي مباشرةً

"ايمكنُك المجي الى غرفتي"
همستُ الكلمات التي رأيتُها تشعُ من هاتفه بتوتر، هذا رقمي! متى ارسلتُ تلك الرسالة له

"اولستُ احق بالشك بك؟"
همس خفيفًا يُغلق هاتفه ويُحدق بوجهي قريبًا جدًا لا يفصل بيننا شيء سوى نفحاتُ الهواء، لكني صدقًا لا اتذكر تلك الرسالة ابدًا، انا لا املك رقمه حتى

"لماذا قد تُناديني إليكَ ليلًا؟"
كان سؤاله يحمل معانٍ اكبر من كونهِ مجرد سؤال وانا كنتُ مصعوق اللسان لا اعرف لغةً اتحدثُ بها له

"لم افعل، ولم ارسل تلك الرسالة قط"
رفع جسده وللتو ادرُك كم ظللتُ كاتمًا انفاسي

"لماذا سأُصدقك؟"
أهوَ احمق؟

"لكنك تُصدقني، اعلم
وإلا ما كنتَ سألتني بمن قد اشُك قبل ان تسألني ان كنتُ ارسلتها ام لا"
ابتسم بهدوء يحاول اخفاءَ تعابيره الحقيقيه، ثم عاد يقف امام نافذتي ويُراقب شيئًا لا اعلمه بعيونه السوداء

"انتَ تملك اعداءً اذن"
قُلت، واتساءل عن حياتهُ الأُخرى حدَّ الموت، من انت؟ وكم عدوًا تملك غيري؟

"بل انتَ من يملك"
اجابني سريعًا ولا زال يُعطيني اثمًا كبيرًا بظهرهِ الوسيع هذا

"انت من سُرق هاتفه، انت من أُقتحمت غُرفته ليلًا، وانت من سيموت ان لم تُخبرني"
عضضتُ شفاهي مدركًا حقيقة كلامه، لكن أكان يسألني بمن أشُك؟ سؤالٌ شاسع ليتهُ حاول حصره واستبدلهُ بمن لا اشُك لكان وقعهُ أسهل في الإجابةِ والشعور

"الجميع"
وآهٍ، لأول مرةٍ انفرُ من تلك الكلمه، انا من كنتُ يبأس اليوم كُله لاني مُستثنًى عن ألسنتهم حين يقولون الجميع ولا يشملونني، انا من استوليت على وداد العالم لأكونَ يومًا حرفًا فيها، اليوم يقشعرُ بدني نفورًا منها

"أبي، اعمامي، عائلاتُهم جميعًا، امي الهاربه، والتون كليمنت.. وأنت"
نضبت ابتسامتهُ لوهله وفي الوهلةِ الأُخرى احتدت عيناه، تقدم ناحيتي يدوسُ بخطواته فوقَ جسدي واحسُ به يلون كدماتٍ فوقي بصمتهِ الدائم وما كاد يلسع أذني بصوته حتى طُرقَ الباب وسمحَ جونغكوك بالدخول بدلًا عني

"سيد مورتيمر مائدةُ الطعام جاهزه، السيد الكبير بإنتظارك"
انشقت شفاهي سُخريةً، ولم اشعر بغضبي يُقطر مني الا عندما قطعتُ المصل من يدي وصرختُ بها لتخرُج فورًا من غُرفتي

"اللعنه اللعنه"
استمريتُ في الصُراخ الكم يدي في الهواء واكرههُ داخل قلبي

كيف يجرؤ ليُحبني بتلك العاديه اللعينه ولا يُفكر بي؟ لكني تعبت، تعبتُ حقًا من مشاعر الغضب عليه ومن توسل الرحمة في عيونه،
لماذا اتى في المقام الأول؟

ثمةَ اخطاءٌ لا تُغتفر ومجرد التفكير فيها خطيئه، كأن تسرق لحظةً ابديه من احدهم، وتسدُّ أنفاسه، فتجعلهُ يعيش باقي عُمره ينتظر عندَ مُفترقِ طرق شيئًا لن يحدُث.. فتمعن سوء اقترافك.

"اهدأ وإلا جعلتُ الطبيب يحقنك"
توقفت، ارمقهُ بعيني، واقتلهُ في خيالي بأبشع طريقه وهوَ يستمرُ في صوته الذي اظنهُ ولشدة حضوره عضوًا آخر من اعضائه

"لا تجرؤ على تهديدي ايها الحقير وإلا طردتُك"
قلتُ اصرُخ وأكرر لعناتي حتى اغمضَ عيونه يُطلق حرارة انفاسهُ الغاضبه امامي ولم اهتم، كلانا كنا نحترق، ويُدرك هوَ ذلك

"تعلم انك قطعتَ المصل صحيح؟"
سألني يفرك وسط حاجبيه بأصابعه ويتحاشى النظر في عيوني بوضوح

"اذًا؟"

"آه لا اعلم لمّ سأشرح الأمر لطفلٍ مثلك، ارتدي ثيابك لتأكُل"
تنهدَ قائلًا وقد بدا مُتعبًا جدًا على غيرِ عادته ولا يُريد التحدُث ابدًا

"لا اريد، أُخرج"
اخبرتُه وشرعتُ اقضم اظافري بتوتر واتخلص من افكاري، كل شيءٍ بي تغير الا عاداتي، لطالما كانت تُذكرني بي، ولا يُعقل ان تكون اعمدةُ الانسان عاداته! فما هي عادات جونغكوك اذن؟ لمَ كل تصرفاته مختلفه في كل يوم ولا يتكرر تصرفًا منه؟

لا التمسُ الحقائق ولا اسعى لها لكن حقًا ماهي اعمدةُ الإنسان؟ يستحيل ان تكون عائلته او صلواته، لا بُد من وجود شيءٍ اعمق بين الروح والجسد! مهما ركضت السنين ومهما توالت الأيام لن تنضب ابدًا هذهِ الصفات، لا بد من وجود شيئًا واحدًا على الأقل الجسد يعلمهُ عن نفسه ويتذكر بهِ ذاته مهما اختلفت الظروف واريدُ صدقًا معرفة ذلك عن نفسي وعنه.

"طالما انك لم تأكل سوى حساءً منذُ البارحه وقد قطعت المصل اخبرني اذًا كيف سيصمد جسدك؟"

"وما شأنُك؟ اولستُ سوى عملًا لك؟ لماذا تتكبد عناء القلق هكذا؟"

"لستُ أُلقي عليك اوامري، بل اطلُبُ منك ان تأكل"
كنتُ سأُقاطع حديثه لكني تلعثمت ابتلع الكلمات من حلقي وابتلع معها احراجي الشديد لأرفض

"سآكل ان اشتهيت"
لا تعلم كم أُفضل الموت عليهم، وعلى صباحاتٍ تجمعني بهم وتسمم قلبي كلماتٍ تُلقيها افواههم الكاذبه، ليسَ بمقدورك قياس رفضي المتواصل لهذهِ العائله
ابدًا ابدًا

"لنأكل سويًا في الخارج؟"
قال بهدوء يلتقط حشائش قلبي داخل حُفرةً عميقه في صوته، ولا اعلم كيف علِمَ رغبات قلبي البكماء هذا الرجُل الأصم؟

"اخبرتُك اني لا اشتهي"
واصلتُ الرفض رغمًا عن رغبة قلبي المختبئه

"سأنتظرُك في السياره، لا تتأخر"
خرجَ مسرعًا يُغلق الباب خلفه ولم يُعطي مجالًا اكثر لرفضي الكاذب

اتت خادمتي بعد ان ندهتُ عليها تُعطيني ثيابي وتُلبسني معطفي الأسود وحذائي، خرجتُ من الغرفه استمع في جرحٍ كبير صدقَ ضحكاتهم دوني، ادرتُ المفتاح أُقفل على نفسي الميته في الداخل ثلاثَ مرات، اكملتُ المشي على عجل أضع سماعاتي الكبيره فوقَ رأسي واستمع لأصخب الأغاني حتى خرجتُ اخيرًا اتجرع برودةً أُخرى غير التي تسكُنني

رفعتُ رأسي لأرى ايُّ سيارةٍ سأركب وقد رأيتُه داخل احداها ينظر لي منتظرًا، ترددتُ لأخطو خطوةً تجاهه كان فيهِ شيئًا يُكبلني، واستسلمت اغرقُ في سهوٍ كبير لملامح وجههُ اللينه، كان يُدرك اننا نتبادل النظرات لوقتٍ ليس قصير ولم يُشح بصره لثانيةٍ ولا حتى اجبرني على ذلك، ارتجف قلبي دُفعةً واحده واشحتُ عيناي سريعًا كما لو اني افتعلتُ جريمةً معه

اخيرًا خطوتُ نحوه واحسُ بإرتجاف ركبتاي وقلبي يشتد، فتحَ لي الحارس الباب الخلفي ولفحني دفءٌ غريب ورائحة عطره التي خنقها بالسياره حتى لحظة عفوي

"عُذرًا، هل تأخرت؟"
لم اكُن انا، لم تكُن تلك عاداتي في الحديث والتصرف حينَ اركب مع حارسًا لي، لكنهُ كان مُختلف

"ابدًا"
وها هوَ يعود لإجاباته الغريبه ويتركني في وحلٍ من التساؤلات

"أهناك مكانٌ تودُ الذهاب إليه؟"
نفيتُ برأسي ولم ينظُر لي، اضطررتُ لأُجيبه بصوتي فإبتسمَ دون سبب مما اثارَ استغرابي الشديد حوله

"خُـذ"
مدَّ لي هاتفه لأبحث فيه، واحسُ به هذا الشعور تحديدًا بيننا يكبُر، لا اعلم حقيقته لكنهُ يقضم قلبي ولا احسُ بألمه او وجعه، بدا مثلَ وخزٍ بارد تمامًا

بحثتُ عن مطعمًا هادئ بعيدًا عن هُنا وعلى حافة المدينه وما كدتُ اخبرهُ بإسمه حتى شعرتُ برغبةً غريبه لأرى ماذا يوجد في هاتفه، فتطفلتُ حقًا وذهبتُ لأرى جهات اتصاله ولم اجد شيئًا اخر سوى اسمي واسمٌ آخر لا اعرفه (فلاديمير) ، لم اشعُر اني اكتفيتُ بذلك طالما سنحت لي الفرصه فرحتُ لأرى صوره ولم يكُن يوجد شيء ايضًا عدا بعض الصور القليله لكلبٍ بني كبير ذو سلسلةٍ على رقبته، وما كان لهذا الخواء الكبير في حياته إلا ان يُثير شكوكي أكثر

"هذا"
اخذ هاتفه يتتبع الموقع، ارحتُ رأسي على النافذه يميني واحسُ بالنعاس يتسربُ إلي من الطرقات وهدوء الجو ومنظرهُ من الخلف

الرياح هادئه لا يصلُنا صوتها، والثلوج توقفت عن رمي نفسها في الأرض، ولا اعلم متى سأتوقف انا ايضًا عن رميي، زفرتُ أُخرج سوداوية افكاري من رأسي قبل ان تبتلعني، ارى الأسواق على طول الطريق والمعاطف الملونه التي يرتديها الناس تُشعرني بنضوب الحياه داخلي وهي لا تُحرك عاطفةً بي، حتى ضربات اقدام الأطفال المكتومه لا اسمعها بل اني لا اتخيلها في عقلي حتى كما لو انَّ طبيعة الحياه اختفت عن مُخيلتي، استوى الطريق اخيرًا واختفى كل ذلك بعد ان توقف جونغكوك امامَ المطعم الذي اخترته

"ضعهُ في ياقة قميصك"
استدار يُعطيني شيئًا اسودًا صغير، فصمتُ انتظر تفسيره ولم آخذه

"ان حصل لك شيء دوني اهمس بإسمي وسأسمعُك من خلاله"
فكرتُ للحظه كيف علقهُ لي في المرة الأولى بيننا وتصوّر لي المشهد من جديد حين مسحَ على قميصي ذاك الصباح، يا لخفة يده!

"لا اظنُني احتاجه طالما انا معك، اوليس؟"
نظرَ لي قليلًا ثم اومأ يُعيده في دُرج السياره واشارَ لي ان انزل بعدما نزل

"لا تترك جواري ابدًا"
همس بجانب اذني بينما كان يقف خلفي وانا امامه، اومأتُ له بتوتر فإقترب من جسدي اكثر يفتح الباب، سرّعتُ خطواتي للداخل ما ان فُتح الباب ورحتُ اتنفس بعشوائيه غرابة الموقف بيننا

جلسنا على احد الطاولات بجانب الزُجاج، كلانا كان يتحاشى الآخر ولا اعرف ما الداعي لذلك بل احسستُ بوجود غضبٍ غريب بيننا، اعلم حقيقة غضبي الذي اضمرهُ تجاهه لكنهُ مؤرق ألَّا اعلم سببًا حقيقيًا لغضبه تجاهي !

وثوانٍ قليله من الصمت حتى توافدت إلينا اطباق الطعام، اخرجَ ادويتي من جيبه ووضعها امامي بصمت ثم بدأ في الأكل، اكلتُ معه وقد اعتدتُ هذا الصمت المُريح بيننا، كان كلُّ شيءٍ يصرُخ في الخارج حتى نقطةً معينه تنقطع فيها الأصوات ويلثمها صمتُنا الهادئ، حتى نواحُ جروحي لا اسمعُه.

مرت دقائقًا قليله وشعرتُ بهِ يُسند ظهره على الكرسي ويُحدق بي، توترتُ كثيرًا لأرفع عيوني وارى ماذا يفعل، ولا اعلم هل وددتُ قتلي حين سمعتُ افكاري ورفعتُ رأسي لأراهُ يُحدق بي بعيونٍ تحترق، تلمع، تتوهج!

"ما قصتُك؟"
باغتني، فوضعتُ الملعقه الفضيه جانبًا بإرتجافٍ كبير اتناول دوائي بُسرعه لأخرج من سجنه

"ستمل مجرد ان ارويها لك"
قلتُ اتحاشى عيونه الثابته، وقد شعرتُ بي سأُسقط كأس المياه من يدي كلما عمّق تحديقاته اكثر

"انت لستَ نارًا ولا يُمكن ان تُصبح"
ناقض احاديثهُ السابقه عني وهدأ ارتعاشُ يدي حينَ بدأَ القول، وقلبي يحثُني على الهروب وكم سأندم ان اكملتُ سماع كلماته، لكن رغبةً بي لا اعلم جذورها ودّت البقاء

"النيران تحرقُ مصدرها وانتَ ارق من ان تحرق شيئًا فيك"
انقبض قلبي لثانيه حينَ تقدم قليلًا من استرخائه العميق يضعُ ساعديه فوق الطاوله ويلمس اطراف اصابعي التي تتشبث بكأس المياه

"لا يُمكن ان تكون شيئًا قاسيًا ولا حتى بحرًا، تصوّر!"
كان يُعرّفني على ذاتٍ جديده بي، ولا أُريدُها.

"انت نفسك، وارجو حقًا ان تكونَ نفسك فعيناك هذه تتلو حُزنًا واضح ولا يوجد اعمًى هُنا ليُنكر تلك الحقيقه، لا اعلم ماذا حدثَ لك ويُسرني ان انصت لك ما اذا اردت الحديثَ يومًا، لكني لا أُصدق انك قد ترتكب جريمةً ولا اود ان تحبس حُريتك خلف تلك الكذبه"
شعرتُ بألف عظمٍ ينكسر في قلبي، ضربتني لحظةُ حنينٍ قاسيه، والإدراك ينهشُ جلدي، انا لستُ نفسي ولا امثل شيئًا سوى سوئي، كيف تقنع عقلي بشيئًا آخر عدا ذلك بتلك السهوله؟

كيف يجرؤ صوتك الحاني على تحرير أسرى الخوف داخل صدري؟ انا من غزاهُ الموت يومًا كيف اعودُ لأحيا من بضعِ جملٍ من غريب؟

"نظرتي مليئه بالملل لذا اعرفُ جيدًا ماهية الملل وما حقيقته، ايًا يكُن ما سترويهِ لي لن يثير شيئًا سوى دهشتي"
قال يأخذ مفتاح السياره، يذهب خارجًا ويتركني هُنا تحت مدينةِ من التساؤلات التي انقضت فوقي، انا الذي انهى الصمت حياته كيف ابتغي شغف الحديث الآن؟

كيف تتملكني مئات الرغبات بأن اروي لك الحقائق كلها وان أُتعب صوتي من الحديث حتى ينقطع وحتى تبرأ كل جراحي الخامده؟

لم تكُن الكلمه شيئًا صعب المنال علي، ولا شيئًا بعيدًا عن كفتا يدي، فقد اخترقتُ اعمق المعاني بعقلي وغزوتُ اللغه غزوًا حتى اصبحت مني لكني دفنتني انا وهذا الكم الهائل من النصوص تحت إرث الصمت، وإرث العائله واستباقية الحدث، اظُن، حتى وان طالت الأيام وتراكم غُبار الوقت فوق حقيقة المشهد كاملًا، حتى وان نضبت الكلمه بين شفاهي، سأرغب ان أُزيح ثقل الأعوام عني وأُخبرك بحقيقتي المختبئه يومًا .

"انزل رأسك"
استعجبتُ قوله ونبرتهُ الجاده

"انزل رأسك للأسفل حالًا"
استطردَ في صراخه اقوى، واحسُ بالسياره ستطير لشدة ما كان يضغط الوقود، انزلتُ رأسي اتنفس بخوف وصعوبه، لكن ما الذي يُخيفك الآن؟

"ما الذي يحصل؟"
اهتزت نبرتي ولاقاني صمتهُ اللعين واحسُ بحركةٍ غريبه حولنا

"اللعنه ما الذي يحصُل اخبرني"
صرختُ اقوى بعد ان سمعتُ طلقات النار تُحلق على جوانب السياره، وانفاسهُ المُتسارعه مع التفاتاتهُ الكثيره تزيدُ الموقف رعبًا

وكلما جرت الثواني أكثر كلما تعالت أصوات الطلقات أكثر، واحتد غضب جونغكوك وصُراخه، احسستُ بالسيارة ستنفجر في اي لحظة لشدة ما احرقَ جونغكوك وقودُها بقدمه، الموت هنا، حاضرٌ الآن معنا، وهوَ كان يعلم حتمية الموقف جيدًا لذا بدا كالبُركان الثائر، السيارة كانت تميل بقوةٍ يمينًا وبقوةٍ أكبر كانت تنحرف شمالًا ورأسي بدا منكسرًا خائفًا من فكرة الموت رغم اني لم اكُن.

"تايهيونق احذر! اياك وأن ترفع رأسك حتى أُخبرك"
كانت الكلمات تُسابق انفاسه لتحذيري، وخوفي يهرب مني كلما ادركت كم مرةً التفت ليطمئن علي

المشهد كاملًا كان سرياليًا حيثُ شعرت هُنا في هذا اليوم تحديدًا كم من الجهد توجّب علي لأحمي نفسي لئلا يتأذى جونغكوك بسببي واقضي عمري نادمًا على ذلك

لا اعلم ايُّ شخصٍ أنت وبأي كذبةٍ تعيشُ بها، لكني كنتُ انزف امتناني لك ولا اظنُك ستراه، فقد تساءلتُ كثيرًا داخل عقلي تلك اللحظه، ان كنتُ في هذا الموقف تحديدًا وأبي معي، او ايُّ شخصٍ آخر من تلك المُسماة عائلتي فماذا سيكونُ عليهِ حالي؟ هل سيحاول أبي حمايتي بكُل ذلك الجهد والتعب الذي يُقطر منك الآن؟ هل كان سيُعرّض حياتهُ للخطر متناسيًا وجوده وهو يُخبرني بأن احمي نفسي كما تفعل انت الآن؟
وقد رفعتُ يداي احمي رأسي واحتضن افكارهُ اللعينه بينما اشيحُ بقلبي عن حقيقة الموقف وكذبة العائله، واعلم ما كانت الليالي البائسه كفيله لتجعلني اتقبلُ نفسي لكني لمرةٍ واحد تقبلتُها حينَ حاولتَ حمايتي رغمَ هذا الخطر المحتوم على حياتك، لمره! احسستُ بقيمة الحياه وكيف أُصبح شخصًا تواقًا ليعيش فقط لأنك اردت بقائي حقًا.

"جونغكوك اجبني"
شعرتُ بيده تحطُّ فوق رأسي بخفه فقبضتُ عليها بقوه، وبكيت

صدقًا بكيت ولا ليسَ لخوفي بل لإني رضختُ لعقلي بالأمس وظننتهُ صادقًا في قوله بأني لا اعني لهُ شيء! بينما هوَ هُنا يُصارع الطلقات وحدهُ لأجلي، بالرغم من ان بإمكانه ايقاف السياره والفرار، فكلانا يعلم انهم هُنا من اجل ابن مورتيمر الوحيد والانتقام

بكيت لأني اردتُ لهذه الكذبه ان تكون كذبه حقًا وكانت.

"سأوقف السياره بعد قليل، بمجرد توقفي اركض بكل قوتك تايهيونق، حسنًا؟"

"تايهيونق سمعتني؟"
اومأتُ له شارد الذهن واتخيل اسوء النهايات لهذا اليوم وما اكملتُ خيالاتي حتى اوقف السياره قويًا بجانب تلٍ صغير من الثلوج المتراكمه ففتحتُ الباب اركض للخارج بملء قوتي حتى استوعبت متوقفًا عدم لحاقهِ بي، تسمرتُ مكاني انتظره، واراقب الطريق قبل قدومهم بينما انظُر له

"جونغكوك هيا !"
صرختُ بأعلى صوتي ولم يسمعني ولا اعلم ماذا كان يفعل داخل السياره حتى تلك اللحظه

"جونغكوك"
نزلتُ للأسفل أُناديه فنظرَ لي قويًا كمن يوبخني، رأيتُ مُسدسًا بيده يحاول تعبئته بالرصاص لكنهُ رماهُ غاضبًا حينَ سمعَ صوت السياره الأُخرى تقترب

وما كاد يصلُ إلي حتى شعرتُ بجسدي يرتدُ قويًا الى السياره واذني تطنُ قويًا وانا اسمع صوت الرصاصه يخترق شيئًا قريبًا جدًا من مسمعي، رفعتُ رأسي مدهوشًا ارى جونغكوك يُسندني على السياره ويُغطيني بجسده، اعتلت نظراتي للأعلى ورأيتُ ملامحه تتألم وكتفه تضعُف قوته شيئًا فشيء

"هيا"
لم يدع فرصةً ليستوعب عقلي ماذا حدث، سحبني بقوه يعتلي التل الصغير ويدخُل بنا الى الغابه، لعنتُ نفسي كثيرًا لإختياري لمكان المطعم البعيد حيثُ بقينا نركض لوقتٍ طويل حتى تقطّعت انفاسنا

"اخبرتُك ان تذهب لمَ تُعاند كلماتي، أطفلٌ انت؟"
صرخَ بي عاليًا وهو يركض لكن شيءٌ ما سرق بصري، الثلج خلفنا يتلون! والدماءُ تُقطّر من كتفهُ الأيسر

"جونغكـ..وك توقف انت تنزف"
قلتُ الهث بقوه والدماء تتصبب اكثر، ولا يقف ابدًا ولا ينصتُ إلي

"جونغكوك ارجوك لنتوقف ستموت"
صرخت بياترس فجأةً في عقلي تؤنبني، ستقتله مثلما قتلتني، ستفشل في مساعدتهِ مثلي
تايهيونق ستدعه يموت مثلي؟
انت لست صغيرًا الآن، هيا انقذه؟
ستقتله فقط.. اعلم

"ارجوك ارجوك توقف"
بكيتُ مُتعبًا اسقُط فوق الثلوج وانتفض مثل ميت، توقفَ معي واسمع لهاثهُ الصاخب، ولا زالت بياترس تلعنني في رأسي وقد بدا صوتي مكتومًا، مكتومًا جدًا ليسمعهُ جونغكوك.
استقمتُ اخلع معطفي بسرعه واتجاهل اسئلة جونغكوك الغاضبه لكن غضب بياترس بدا اصخب منه، اسوء منه واكثر رعبًا منه

"تبًا، ماذا يحصل لك؟ ماذا الذي تفعلهُ الآن؟"
امسكَ وجهي يصرُخ اقوى فتوقفت حدقتا عيناي تنظُر فيه وفي دمائه

"دعني أُضمد ذراعك اولًا"
عدتُ ابكي واتهرب من ملامحه المُتألمه، فزفز انفاسه يصرُخ قويًا في الهواء بعد ان دفع جسدي عنهُ بخفه فخارت اطرافي ساقطًا

"تايهيونق تايهيونق! توقف اللعنه ما الذي يحصل لك، ان لم نهرب سيعلقون جثتك امام منزل والدك"
امسكَ جسدي برفق يرفعني من الأرض ويقول بهدوء كما لو انهُ يحاول جذب ادراكي للواقع

"ستموت"
كان همسي خائفًا مثلي وعيوني لا تنكف عن التحديق في دماءه

"بربك ليست الأولى"
ابتعدتُ عنه اخلع قميصي ايضًا وعاد يصرُخ بي من جديد بجنون ولم استمع لأي شيء من شتائمه، بقيتُ بسترتي السوداء ارتعد ثم ذهبتُ إليه احاول ربط ذراعه بقوه ليتوقف نزيفه فسكنَ جسدهُ الغاضب ولم استطع رؤية شيء لإنهمار دموعي الغزير وارتجافي

"حسنًا فهمت اهدأ، سأضعهُ بدلًا عنك"
لا زلتُ ارتجف، لا زلتُ ابكي لا زلتُ خائف، لكن بياترس لم تعُد موجودةً في رأسي وذلك اسوء.

"ارتدي معطفك هيا"

"تايهيونق ارتدي معطفك"
توقفت حركة يداي حين بدأ يستخدم يدهُ الأخرى وأسنانه ليربط ذراعه

"تايهيونق معطفك الأسود هناك على الأرض احملهُ بيديك وارتديه هيا"
كان عقلي سارحٌ في توقف دماءه بينما يحاول شرحَ الأمر برويّه كما لو كنتُ طفلًا امامه

استقمتُ ارتدي معطفي واقف بجانبه حتى انتهى، سحبني بقوةٍ أكبر يُكمل الركض، ابتعدنا جدًا خلف احد الأخشاب الكبيره، توقف وتوقفتُ معه لكني شهقتُ احمي وجهي بسرعه حينَ حاول لكمي على وجهي، يداهُ توقفت فجأه ولم يفعل، كما لم اسأل

"تبًا"
هسهس بغضب يركل الأخشاب الصغيره بقدمه، واعي الآن كم اغضبهُ تصرفي الأحمق قبل قليل

"تبًا يالكَ من..."
عاد يقول ثم صمتَ فجأةً يبتعد عني ليتركني وحدي ويستنشق الهواء وحده، ما كانت تلك اللحظات التي رغبتُك فيها كاذبه ما كان ليسكُن الندم قلبي يومًا لأحدهم، لكني معك مُختلف واحسُ بإختلافي

ان هذبتني الأخطاء يومًا فلا أُريد ان يُهذبني معك الصواب، لا اريد ان انظُر لظهرك الآن وأُشيح بعيني عنك لإني آذيتُك، لا أُريد لرغبتي المميته بالإعتذار لك ان تُشعرني بالنقص، اريدُ ارتكاب الأخطاء معك دون تهذيب

اريدُ الخطأ معك والصواب ايضًا، بذاتِ القدر.

غربت الشمس وقد كان كل شيءٍ يضخُ بالعاديةِ حولنا، حتى حفيف الأشجار وصوت الذئاب إلا غضبك، لم يكُن عاديًا ابدًا، انت حتى لم تلتفت لحظةً لي ولم تكُن كما اعتدتُك

"جونغكوك"
تقدمتُ اقول ونبرتي تسكُن في ترددٍ خائف، اطفأَ هاتفهُ بعد ما اجرى عدة اتصالات قبل مجيئي

"كيف ذراعُك"
التفت لي ينظُر في جسدي مرةً واحده وانظُر فيه وكلما نظرت كلما ادركتُ شيئًا ليسَ بوسعي السيطرةُ عليه.. جونغكوك يملك نظرة قاتل هذا واضحٌ جلي.

"اللعنه على تلك الذراع ما شأنك؟"
قال بهدوء ورحتُ اضيع في صمت، صمتٍ طويل! طويلٌ جدًا حدّ الذي ندِمَ فيهِ جونغكوك وتخلى عن غضبه

"اتشعُر بالبرد؟"
نفيتُ برأسي صامتًا

"أتملك الجدول الأسبوعي لسياراتك؟"
قطبتُ حاجباي فلم افهم مغزى حديثه ابدًا حتى بعدما حاولت استيعاب كلامه

"ألا تعلم لمَ تركب سيارةً مُختلفه كل يوم؟"
استقام من جلوسه يرسم سُخريةً كبيره على شفاهه لا اعلم سببها !

"واو مورتيمر يعلم حقًا كيف يحمي ولده بهدوء الى هذهِ الدرجه"
رفعَ حاجبيه وجسدهُ كُله يضخُ بالسُخريه والاشمئزاز

"ما الذي تتحدث عنه، لا افهمُك!"
بدأتُ اغضب من كل شيء وارسم مئات الاستفهامات لحرص أبي الغريب كما لو انهُ فتّح عيناي المُغمضتين عنوةً لشيءٍ لا ارغب معرفته مقدار انمله !

"جميع سياراتك اليوميه تذهب مساءً لتُصبح مضادةً للرصاص قبل شروق الشمس لحين ركوبك لها، ولا تعلم لماذا؟ حقًا؟"
نقر كتفي مراتًا عديده ابأستني منه، ولا يعلم شخصٌ مثلك معنى اقحام مجنون الافكار في عوامةٍ من التساؤلات الممُرضه، لا تعلم أنت ولا ممن هم على شاكلتك كيف يُصبح المرء مرعوبًا من أكثر الأشخاص قُربًا منه

أمثلك يعلم كم خيّبتني الحقائق التي اهرُب منها في كل يوم لتأتيني بأسوء منها؟

Continue Reading

You'll Also Like

359K 16.5K 54
(عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة ..... انا ليسى كاتب روائي انا مجرد كاتب يشكل صراعه الداخلي على هيئة حروف ان كنت تبحث عن رواية اسطورية ذات احداث عميقة...
437K 14.4K 30
' مُكتملة ' كُنت انتَ من اخترت نسيَان اوجَ حُبنا ، على إختياري لرسِخه بين حسراتي المُتتالية. - داء السكري - رواية بطابع خيالي TOP : jungkook COVER...
583K 33.5K 46
خصرهُ المتمايل كانَ وتراً تعزفُ فوقهُ ريشَتي، تراقصَ هو على أنغام الموسيقى و تلوّنت لوحتي بألوانَ جسده المُتقنةُ و بهاءُ مَلمَحهِ ~ -- لم يكن لقائنا...
25.8K 1.4K 14
كانَ شيئًا يتفتّق مِن تحتِ أظافِري ، يُحرّكني دونَ إرادةٍ أو رَغبة ، شيءٌ كأملٍ ناعِس يتشظّى في عثَراتِ الوَقت ، أراه في المرآةِ كلّ يَوم ، حين يتَكر...