Devil Tiger Desire

Od _ssushi_

186K 7.2K 2.3K

ابنة كولونيل في الشرطة وزعيم منظمة العالم السفلي والمعروف بالتايغر....يا له من تناقض !! أجل أنه كذلك... من فت... Více

𝐀𝐞𝐬𝐭𝐡𝐞𝐭𝐢𝐜𝐬&𝐂𝐡𝐚𝐫𝐚𝐜𝐭𝐞𝐫𝐬
1 | سيلفيا بلاث
2 | بروفيسور مجرم
3 | سيمون دي بوفوار
4 | حبل النجاة
5 | مخلوق مشوه
6 | بحر الشيطان
7 | الليلة المرعبة
8 | باب الجحيم
9 | هيلو كيتي الجريئة
10 | صفقة في الكنيسة
11 | السادس عشر من يونيو
12 | في أحضان الندم
13 | غريب الأطوار
14 | الغرق الأخير
15 | صاحبة العيون البحرية.
17 | تزلج على الذكريات.
18 | سبوركا.
19 | قبلة بطعم النعناع.

16 | عصابة الحياة.

2.9K 174 37
Od _ssushi_

"تشعر بالكثير وتُظهِر القليل، هنا تكمن مأساتك."
-
-
-

" أريد أيامًا ممطرة وفوانيس ومئة قمر يتأرجح في أوراق داكنة والموسيقى تتسرب وتردد داخل رأسي...لا أتمنى ان احظى بحياة بورجوازية أريد فقد ان احظى بحياة بسيطة دافئة سعيدة وان لا تدمرها عصابة الحياة الشريرة . "

كتبت ذلك على مدونتي السينيوريتا نورما ثم اغلقت حاسوبي واخذت غطائي ودفنت به جسدي . احدق في سقف الغرفة ببلاهة لا اعرف ماذا أفعل او ماذا افكر حتى . جميع افكاري قد تلاشت. صوت واحد يتردد في رأسي وهو صوت سيا وهي تقول - أنا اخوض معركة ، أنا احارب ظلي -
طرق باب غرفتي وهذه المرة المئة لهذا اليوم !! لا يمكنهم طرق باب غرفتي كل دقيقة فقط كي يطمأنوا عليّ..فقط لأنني لم اخرج من المنزل منذ اسبوعين ولم اخرج من غرفتي سوا من أجل تناول الطعام !

هل مرّ اسبوعين بالفعل ؟ ، هذه مدة طويلة..

"ماذا هناك؟.."

صرخت كي يسمعني الشخص الذي خلف الباب ، فوصلني صوت نايا حين قالت :

"لديكِ ضيف واهيرا.."

جلست بسرعة وسط سريري ونظرت حولي ..كان كل شيء مبعثر حرفيًا . استقمت وهرولت وفتحت الباب ، شعرت وكأنني صُفعت عندما رأيت البلاتيني يقف بجانب نايا ويحمل حقيبته على كتفه وشعره مبلل..عقدت حاجباي بخفة بينما انقل بصري بين البرتينو ونايا !

آه غرفتي مبعثرة .

"ماذا تفعل هنا؟.."

كان هذا أول سؤال طرحته عليه..كم هو أحمق !! لما اتى الى منزلي كالاحمق؟ ، ادخلته واغلقت الباب ثم نبست مرة أخرى :

"هل يعقل ضيف كهذا ! ، لست بمزاج لأستقبال الضيوف !!"

"لم تأتِ إلى الجامعة منذ اسبوعين ، قلقت"

خرجت مني ضحكة ساخرة منزعجة وقلت :

"لا تقلق..ولا تأتِ إلى منزلي مرة أخرى "

هل يحاول أن يكون قريب ! لما يفعل هكذا ! أنا لا أحب هذا القرب..وخصوصًا منه..لقد صدق كل شيء قالوه ولم يتفوه بحرف..لم يقل ان هذا كذب..لم يسألني ان كان هذا صحيح..لقد صدق بكل بساطة .

"هل..هل ما قالوه في الجامعة صحيح؟..هل أنتِ مرتبطة بذلك الرجل؟.."

اعدت رأسي الى الخلف بنفاذ صبر وزفرت بحنق وقلت :

"لا.."

"اسمعي..سأذهب واتحدث مع ذلك الرجل ليحل الأمر و.."

صرخت اعبر عن صدمتي مقاطعة اياه :

"ماذا !!! اياك..سأقتلك لو فكرت بذلك حتى !!.."

"لما تفعلين ذلك !! هل ستبقين في المنزل حتى يتم تأجيل فصل !! لن اسمح بذلك !!"

"من أنت حتى لا تسمح بذلك؟"

التزم الصمت قليلاً لانه لم يجد شيء يجيبني عليه..رأيت في عيناه الذابلة مشاعر حزينة..لا اعلم لماذا ظهرت فجأة..طال صمته وتأكدتك انه ليس لديه شيء يقوله لذلك اضفت :

"والان اخرج من منزلي اللعين ولا تعود مرة أخرى وايضًا لا علاقة لك بشؤوني..اهتم بشؤونك.."

فتحت باب غرفتي واشرت له بالخروج..تنهد الآخر بأنزعاج كما بدا الانزعاج ظاهر على ملامحه..لكنه خرج دون ان يتفوه بكلمة إضافية .أكره من يتدخلون بأمور لا تعنيهم..خصوصًا الأشخاص مثله.اعني لا احب ان يتدخل أحد بشؤوني الخاصة التي من المفترض ان تكون خاصة..لكن الكل أصبح يعلم لم يبقَ شيء خاص .اخذت أنظر من النافذة واراقب ذهابه أسفل المطر ويضع فوق رأسه مظلة نايا التي يبدو إنها اعطته إياها قبل خروجه.كان يبدو حزين وهو يسير ببطء وهدوء شديد لكن الغريب في الأمر أنني لم اتأثر.اقصد في حالتي المعتادة سأشعر بتأنيب الضمير لكن لا شيء حصل..وكأن شعورًا في داخلي يخبرني انه سيجلب لي الم شديد في المؤخرة وكأن يوجد خلفه الكثير من الأشياء التي لن تعجبني مستقبلاً .

اخرجني من قوقعة افكاري صوت هاتفي ، لقد شغلته عن طريق الخطأ لأنني منذ اسبوعين لم امسك هاتفي لو دقيقة..لستُ مستعدة لأرى أقوال الناس عني وعن سمعتي التي اصبحت مثيرة للشفقة..واهيرا المتوحدة التي تسير لوحدها في أروقة الجامعة دون اصدقاء اصبحت حديث الجامعة مؤخراً .تناولت هاتفي ونظرت إلى رقم المتصل..كان غريب لم اسجله في هاتفي..صفنت قليلاً ولم أفكر كثيراًثم اجبت..تكلم المتصل خلف الهاتف وميزت صوته مباشرة..أليكسان مانتيرا..

«مرحبًا هيلو كيتي..سمعت اخباراً مريعة عن اختفاء قطة بيضاء تضع بندانة حمراء على رأسها وتبكِ ببلاهة..»

تبًا كم هذا مضحك.. أصبح هو يسخر بي !!

«ما الذي تريده؟..»

«تصحيح ما يظنه الناس..»

«لا يعنيني ما يظنه الناس..»

«هل ستبقين في منزلكِ لسنوات؟..»

«لا ، سأبقى حتى ينسون الموضوع الذي يتداولونه..»

«لن ينسوا هيلو كيتي..سيتذكرون مرة اخرى فور رؤيتك..لم اظنكِ سريعة الاستسلام.. السينيوريتا نورما مختلفة تماماً..»

شعرت به يبتسم من خلف الهاتف ابتسامته الصفراء خبيثة ذاتها....لكنني لن اسمح بأن يستهزء بي..لذلك اتاه الرد حين اجبت:

«اسمع لا مزاج لي للخوض في نقاشات مثيرة للسخط..وخاصة معك..لذلك..»

قاطعني :

«ما الذي قالوه في الجامعة ؟..ما الشيء الذي جعلكِ تنامين في المنزل لأسبوعين؟..»

«هل تراقبني؟..»قلت.

"انني انتظر الجواب.."قال.

"قالوا.."

قلت جملتي الغير مكتملة بتردد لأن الشائعة تخصه أيضًا كما كانت تخصني..وكانت غير معقولة لكنني استجمعت شجاعتي واكملت ما ابقيته ناقصًا :

"يقولون أننا تضاجعنا..وانني سأفعل الأمر ذاته في صديقي في الجامعة..أي انني عاهرة.."

سمعت ضحكته التي اخترقت عقلي واذناي في الوقت ذاته..هل يسخر؟ ام يعجبه الأمر ؟ضحكته ارسلت قشعريرة على كامل جسدي جعلتني أشعر بالبرد..ضحكته كانت بمثابة رياح باردة قوية اصطدمت في عمودي الفقري ثم انتشرت في كامل جسدي .

بقي يضحك لثوان طويلة ثم قال :

"انتِ جريئة هيلو كيتي..لم اتوقع ان تقوليها دون خجل.."

"هل كنت تعرف؟.."قلت.

"أجل.."قال.

"يا لك من حقير.."

اغلقت المكالمة في وجهه ودفنت وجهي في الوسادة من الاحراج الذي هطل عليّ كالمطر..لم أشعر بمثل هذا الاحراج قبل قليل حتى وانا اقول له أننا تضاجعنا.

-

اخذت نفساً عميقاً ثم امسكت بقلم تحديد الشفاه البني وحددت شفتاي على حدودهما ثم امسكت أحمر الشفاه الأحمر الغامق ووضعت القليل في منتصف شفتاي ، طبطبت بواسطة بَنصري على شفتاي ثم وضعت ملمع الشفاه ، وكانت تلك اللمسات الأخيرة قبل الخروج لتلقين اولئك الحمقى الدرس .

قبل ان اغادر طرقت باب غرفة والدي فسمح لي بالدخول من خلف الباب ، امسكت مقبض الباب وفتحته ، وجدت نايا تُعدل له ربطة عنقه ثم خرجت فور رؤيتي واغلقت الباب خلفها..تقدمت من ابي فأحتضنني فور اقترابي منه..بادلته العناق على الرغم من شعوري بالانكسار ناحيته بشأن الماضي لكنني حاولت التغاضي عن ذلك كله وبادلته المشاعر التي يكنها لي .

"أريد التحدث معكِ مساءً..لا تتأخري."

اومأت له وغادرت المنزل .

اخذت دواء للصداع لأن رأسي سينفجر بعد قليل من الحمقى الذي سأراهم..امسكت بحقيبتي ودخلت الجامعة..والغريب انه لم ينظر لي أحد..اتمنى ان يكونوا نسوا كل شيء حدث قبل اسبوعين وبضعة أيام ، دخلت مبنى الفسلفة وبخطوات سريعة اتجهت نحو قاعتي كي لا ينتبه لي أحد..اتمنى لو كان بوسعي وضع نظارة شمسية لكن الشمس اليوم آبت الخروج وطلبت من الغيوم الرمادية ان تضع ستارة على وجهها .

دخلت قاعتي وجلست في الصف الثالث حيث لم يكن هناك أحد يجلس..نظرت حولي ولم يكن هناك احداً ينظر لي للمرة الثانية ، ارتحت قليلاً واخرجت دفتري الذي سأسجل عليه ملاحظاتي وجلست قليلاً انتظر البروفيسور كي يأتِ..

لم انتظر كثيراً فقد دخل بروفيسور أول مرة اراه في الجامعة والذي على ما يبدو انه تم تعيينه مؤخراً..بدأت المحاضرة وكانت أكثر تعمقاً في الفلسفة مرت تقريبًا ربع ساعة من المحاضرة وكان هذا البروفيسور الذي لم اعرف اسمه والذي على ما يبدو لم يآتِ اليوم . بل اتى في يوماً لم اكن موجودة فيه.فُتح باب القاعة الكبير بعنف واصدر صوتاً عالياً فألتفت الجميع الى مصدر الصوت وفي ما بينهم أنا ، ظهر رجلين يرتديان بذلات رسمية سوداء واحد منهم وقف على الجهة اليمنى من الباب الآخر من الجهة اليسرى .ثوان أخرى حتى ظهر أحدهم، أول شيء لفت نظري هو معطفه الرسمي باللون السكري واسفله زي البذلة الرسمية الداخلي نظرت إلى ملامحه. تبا! انه أليكسان ، ماذا يفعل هنا ؟؟؟؟

توسعت عيناي وتفرقت شفتاي بصدمة ، بحركة سريعة مني وضعت الدفتر على وجهي اخفي ملامحي قبل ان يراني.اثناء وضعي الدفتر على وجهي سمعت البروفيسور بصوته الاجهش الذي يدل على كبره في السن حين قال :

"ما الذي يحصل هنا؟.."

اجابه أليكسان بنبرة هادئة :

"لا شيء.."

سمعت صوت طرق حذاء على الارضية وخطوات تقترب حيث اجلس فعلت إنه رآني لكنني لم ابعد الدفتر عن وجهي وبقيت اخفي وجهي فيه لعلني اتوهم ! ، لكنني لم اكن كذلك لانه توقف عن السير حين توقف بجانبي على درج المدرج وحمحم بخفة..ابعدت الدفتر عن عيني قليلاً ورأيته يقف بجانب مقعدي الذي على طرف المدرج ويضع يداه داخل جيوب معطفه السكري ، عقدت حاجباي وهمست له وانا أصر على اسناني بغضب :

"ما الذي تفعله هنا بحق الرب !"

ابعد الدفتر عن وجهي حين امسكه ووضعه جانباً ثم امسك بعضدي وجعلني استقيم..تسارعت نبضات قلبي وشعرت انني سأفقد الوعي في أي لحظة ! هل فقد عقله الاحمق ، ارتجفت اطرافي احراجاً وانا أشعر بالنظرات من حولنا

"ستأتين معي ، سنتحدث.."

جرني خلفه من يدي ونزلت الدرج خلفه بعشوائية تماماً وكأنه حملني ولم اعد اشعر بالدرجات وانا انزلها..وضعت كل قوتي في يدي وسحبتها من بين يديه فتوقف عن السير ونظر الي بملامح هادئة مخيفة ، رأى تقضيبة حاجباي وابتسم ابتسامة جانبية

"لن اذهب الى أي مكان أليكسان.."

نبست له بهمس وتراجعت خطوة إلى الخلف بينما اتجاهل الهمسات والنظرات الغريبة من حولنا..تباً له انه يؤكد اشاعة وجود علاقة بيني وبينه..

"ما هذه السخافة !."

صوت البروفيسور تصدع في القاعة..لم يهتم له اليكسان وكان هذا واضح اصلاً لانه اشار لأحدى الرجال الواقفين على الباب بينما الآخر فهم على ماذا يشير اليكسان..فرأيت ذلك الرجل يهرول ناحيتنا ويصعد الدرج..وصل الى مكان جلوسي وقام بجمع اغراضي..شهقت بخفوت حين شعرت بجسدي يرتفع عن الأرض وبشعري الذي يلتصق في رقبتي بسبب التعرق والتوتر...

انفاسه ارتطمت في وجهي فورما استوعبت انني بين يديه وانه يحملني..بغير شعور طوقت يداي حول عنقه كي لا اقع ونسيت حساسيته تماماً..شعرت بملمس رقبته الدافىء وعلى الرغم من برودة الجو والذي ازداد برودة حين سار نحو الخارج واصبح الهواء يضرب وجهي أكثر الا انني كنت متعرقة وكأننا في يوم صيفي حار .

دفىء عنقه وبرودة يداي.يداه الذي يضع احداهما على خصري والاخرى على قدماي.كان كل شيء عشوائي.كأنه مقطع من فيلم رومانسي كوميدي جامعي..لا اصدق ذلك.لم اعد اسمع الاصوات من حولي فقط بقيت انظر إلى تفاصيل وجهه من هذا القرب الغريب.توجه نظري بسرعة الى شفتيه حين رطبهما بلسانه ، كان ينظر إلى الأمام يتجاهل نظراتي الغريبة نحوه و..اخرجني من قوقعة افكاري هو حين هزني كي يعدل طريقة حمله لي فأستوعبت اننا خرجنا من المبنى واصبحت الانظار علينا.

دفنت وجهي في رقبته قليلاً اخفي وجهي بتلك الطريقة لكن كل هذا ذهب هباء لأنني سمعت أحدهم وهو يقول - هل هذه واهيرا روفيري ابنة الشرطي- كل شيء في حياتي اصبح عشوائي حتى هذه اللحظة..أشعر أنني سأبكِ لا ادري لماذا..وضعني على الأرض امام سيارته تمام عند موقف السيارات الخاص بالجامعة..نظرت إلى جميع الانظار التي كانت موجهة نحونا ،

"لمَ وجنتاكِ محمرتان؟"

نظرت له فور قوله ذلك واردت صفعه حقاً على الشيء الاحمق الذي فعله..

"لماذا انت مصّر على وضعي في مواقف محرجة دائماً؟..هل تستمتع بذلك؟.."

ابتسم بهدوء وقال :

"أجل"

قلبت عيناي بملل وقلت :

"ما الذي تريده؟.."

"لدي شيء مهم لأريكِ إياه..واردت مساعدتكِ فيه أولاً..قبل ان افعل شيء متهوراً.."

حاوطتني التساؤلات من جميع الجهات لكنني لا أعرف كيف انتهى بي المطاف في مقهى فاخر على الشاطىء..كنا نجلس مقابل بعضنا بينا هو يضع حاسوبه المحمول امامه وكأنه يبحث عن شيء فيه..امسكت كوب القهوة بالحليب الساخنة امامي وارتشفت منها قليلاً وانا انظر من الجدار الزجاجي الذي امامنا الى الامواج المتلاطمة.

اعدت انظاري إليه حين آدار شاشة الحاسوب الي وكأنه يُريني شيء ما..قربت وجهي الى الشاشة فلمحت تصوير كاميرات مراقبة لأحدى الاماكن الغير واضحة.ركزت اكثر في الفيديو واستطعت ان المح ابي ! ، يقف أمام منزل وبجانبه شخص ملثم..نظرت إلى أليكسان بعدم فهم.

"انظري الى التاريخ.."

نظرت إلى تاريخ التصوير..تباً..السادس عشر من يونيو ! ، في اليوم الذي توفيت به ميلين.

"اجل؟..ماذا يعني هذا؟.."

"والدكِ يقف أمام منزل السيدة ميلين..ويصدف انه اليوم الذي حُرقت به؟..يا لها من مصادفة!"

قطبت حاجباي بأنزعاج..هل يقصد ان لأبي علاقة في ذلك الحريق ؟؟؟ يستحيل ان اصدق ذلك !!! ، اجتاحت الرجفة اطرافي واصبت بضيق تنفس مفاجىء لا اعرف سببه ، لن اصدق ذلك حتى لو رأيته بعيني ! بدأت افرقع اصابعي وانا اعبث بعيناي واحدق يميناً وشمالاً اتجنب النظر إليه والى جديته واصدقه ! ابي؟قتل السيدة ميلين؟سأفقد عقلي ، آبيت التصديق واستقمت بغضب وقلت :

"هل فعلت هذه السخافة في الجامعة من اجل ان تُريني سخافات ؟..انت كاذب حسناً؟.."

اردت المغادرة لكنه صعقني حين قال :

"الرجل الذي يقف معه والدكِ هو ذات الرجل الذي افتعل الحريق."

سقطت ملامحي ارضاً.اردت ان اخفي ملامح الصدمة التي اعتلت وجهي لكنني فشلت في ذلك وبقيت احدق به وانا اتخيل الموقف في رأسي ! ابي وحرق ذلك المنزل ! ابي لن يؤذي الابرياء ! ، لا تبكِ واهيرا !!! انتِ قوية حسناً لن تبكِ امامه.ما الذي يؤكد لكِ صحة كلامه ؟ لا يوجد دليل ان الرجل الذي يقف معه والدي هو ذات الرجل الذي افتعل الحريق صحيح؟ لا يوجد دليل اذن لا يوجد شيء أفكر به.

"لا تجعلني أراك مرة أخرى."قلت.

امسكت حقيبتي وخرجت من المقهى وانا احاول التماسك بحق لأنني سأنهار عما قريب.توقفت خارج المقهى قليلاً آخذ نفس نقي لاخرج السوء الذي تراكم داخلي.الرعب اخترق مفاصلي والخوف من كون ما يقوله يمكن أن يكون صحيح التف حولي.بدأت بالعد إلى العشرة كي اهدأ.واحد،اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة..لم استطع أكمال العد لأنني استسلمت إلى جشعي وعدت الى الداخل وجلست امامه مرة اخرى وقلت :

"اثبت لي ذلك..اثبت أنك لا تكذب؟"

ملامح جدية ووجه شاحب.عينان مليئة بالغضب واخرى غير مصدقة، غير صبورة، ذلك كان أليكسان وهو يعبث بذقنه..حركة منه للألتهاء عن غضبه ، يقبض فكه ويعقد حاجبيه.عروق يديه ظاهرة وانفاسه هادئة.هل سينفجر عليّ لاحقاً؟.

"الاثبات امامكِ"

تكلم بصوته الغاضب الذي يلتف حوله الهدوء بشكل غير مباشر.

"اقصد..اثبت لي ان الذي يقف مع ابي هو من قتل ميلين!.."قلت.

رفع حاجباً واحد واعتدل في جلسته ووضع كوعيه على الطاولة ونبس :

"بطريقة ما..اعرف الرجل الذي آحرق المنزل.."

قلت : "وكيف تعرفه؟.."

قال : "اعرفه فحسب..لن أتصرف مع والدكِ حالياً..ل.."

قاطعته :

"من تعتقد نفسك؟..هل حاكم العالم؟..توقف عن اظهار سلطتك الغبية..وان لديك كل شيء وتستطيع فعل اي شيء..إذا اقتربت من والدي سأقتلك."

غادرت الطاولة وغادرت المقهى بكامله وانا اشتعل غضباً بسببه..اختلط الغضب مع الرغبة في البكاء واظنه انتج بركاناً مشتعلاً في داخلي.تتراكم عليّ الخيبات والأحزان فتتعبني نفسيتي ، وتتشضى روحي.في هذه الحياة لا اعرف من أين أُلاقيها من هنا أم من هناك وكأني حارس لمرمى وكل الفريقين يريدون أن يسددوا عليّ ..احتار من أين أُلاقيها هل من حظي العاثر أم من مشاكلي التي لا تنتهي اخرج من مشكلة وادخل في الثانية ليس لدي الوقت لإهداره ، ومشكلتي الأكبر أيضآ أنني شخص كتوم .. كتوم جدا فأنا لا استطيع أن اعبر عن غضبي سوى بإغلاق الباب بقوة ..او البكاء . لكن الأمر الاسوء من كل هذا أن يقال لكِ "تعالِ تعالِ"بينما كنت انوي التزحلق خلف هذا الباب .

حل المساء وارتديت بِجامتي الوردية المطرزة بأشكال هيلو كيتي التي تذكرني بذلك المنافق..كل يوم ازداد احراجاً واتراجع عن فكرة ذهابي إلى الجامعة بسببه..امسكت كوب القهوة بالحليب الخاصة بي وجلست امام حاسوبي على مكتبي الصغير القريب من النافذة..نظرت خارج النافذة ورأيت الثلج المتراكم اسفلها.ارتشفت قهوتي وبدأت بالدراسة المكثفة المتراكمة عليّ منذ مدة حتى أنني كتشفت ذلك عندما ارسلت إلى احدى فتيات دفعتي والتي تحدثت معي بكره لم افهمه لكنني في النهاية اخذت الدروس والمحاضرات التي فوتتها جميعها.

طوال الوقت كنت احاول السيطرة على هدوئي الخارجي وان لا يظهر بركاني الداخلي ويدمر المكان من حولي..الصداع اخترق جمجمتي ولم استطع التركيز في المحاضرة المسجلة على الانترنت لذلك بدأت ابحث في دروجي عن دواء للصداع لكنني لم أجد..انتعلت حذاء المنزل القطني ونزلت إلى الاسفل اسأل نايا عن حبوب الصداع لكنني لم أجد احداً في المنزل ..اعتقد انهم خرجوا..نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط ووجدت إنها الحادية عشر مساءً..أين يمكنهم ان يذهبوا في هذا الوقت من الليل؟..ودون ان يخبروني بخروجهم؟

صعدت إلى غرفتي وارتديت معطفي الثقيل وارتديت حذاء برقبة عالية وخرجت إلى أقرب صيدلية كي اتخلص من صداعي القاتل..فور فتح باب المنزل استقبلتني برودة الجو الذي مسحت على قلبي برفق وهدئت من بركاني الهائج في داخلي..اغلقت باب المنزل بأحكام وبدأت بالسير في الطرقات المليئة بالثلج في بِجامة هيلو كيتي خاصتي.

اذكر انني لمحت صيدلية على بعد عشرة امتار عند الخروج من هذا المجمع السكني الكبير..خرجت من المجمع السكني دون ان ينتبه لي حارس المجمع لانه يتابع مسلسله الكوري كالعادة..شعرت بالبرد لذلك امسكت بقبعة معطفي وغطيت رأسي بها بينما واصلت السير حتى وصلت إلى الصيدلية التي كانت مغلقة..شتمت في سري واخرجت هاتفي ابحث عن اقرب صيدلية.

اثناء بحثي عن ذلك انتبهت ان هناك رسالة قد وصلتني من رقم خاص منذ عشرة دقائق حيث كان مكتوب بها :

" الم تتساءلي كيف اصبح والدكِ ثرياً؟.."

رفعت حاجباي بخفة وابتلعت ريقي وخرجت من الرسالة بسرعة احاول عدم التفكير بها..وعدت الى رغبتي الاساسية..ان أجد صيدلية قريبة في هذا الوقت المتأخر .

وجدت صيدلية تبعد ثلاثة كيلومترات عن منزلي فأغلقت هاتفي ووضعته في جيب معطفي واكملت السير..هل ما قاله أليكسان صحيح؟..هل والدي له علاقة بموت ميلين واخذ مال مقابل ذلك ؟..تباً له انه يجعلني افكر بأمور مستحيلة ولا صحة لها.لن أقع ضحية له..اخذت نفساً عميقاً مسموعاً ثم اسرعت خطواتي بعدما شعرت بشخص يسير خلفي في ذلك الزقاق النائي.

اخذت شهيقاً وزفيراً ببطء.ربما هو شخص من المارة فحسب انني اُكبر الموضوع.دخلت إلى الصيدلية بعدما مشيت حوالي ربع ساعة واخذت مسكن للصداع الذي حطم نصف جمجمتي من الداخل.خرجت من الصيدلية وسرت من ذات الطريق الذي اتيت منه.والغريب انني شعرت بأحد يسير أيضاً خلفي مرة أخرى !

مثلت انني اسقطت الدواء من يدي عندما رأيت حجراً اسوداً كبيراً ، امسكت به بسرعة وضربت رأس ذلك الذي يسير خلفي بقوة فصرخ الآخر بصوت بدا لي مؤلوفاً.وضع يديه على رأسه وهو يتأوه بألم ثم جثى على ركبتيه يشعر بالالم الذي اجتاح دماغه بالكامل وانا متأكدة من ذلك.

اشعلت ضوء هاتفي وسلطته عليه من مسافة بعيدة قليلاً.ظهر وجهه وبانت ملامحه..لقد كان البلاتيني ونصف وجهه مليء بالدماء.شهقت بخفوت احدق به يتألم ولم يكن بوسعي فعل شيء في هذه اللحظة من الصدمة.هل اذيت شخصًا تواً؟..تباً اقترب ببطء منه ونبست :

"هل انت بخير؟..اعتذر لم انتبه أنك انت."

هل هو أحمق؟ لما يسير خلفي بهذه الطريقة المرعبة في الليل.كان يمكن أن يحصل شيء اسوء من هذا بكثير.

-

طلبت منه الجلوس على الأريكة في غرفة الجلوس وذهبت الى الحمام وجلبت علبة الاسعافات الاولية كي اضمد ما فعلته في رأسه المسكين لانه رفض الذهاب الى المستشفى.جلست بجانبه على الاريكة وابعدت معطفه الذي كان يرتديه ووضعه على رأسه بسبب النزيف.تنهدت بصوت مسموع ونبست :

"لما كنت تسير خلفي في وسط شارع كبير؟لقد اخفتني! كانت ردة فعل طبيعية !."

"لم أقل غير ذلك..اعتذر أيضا عن انني كنت سبب في اخافتكِ."

اخرجت قطنة كبيرة قليلاً ووضعت عليها معقم جروح لان الدماء كانت كثيرة على وجهه وبدأت امسح الدماء عن وجهه برفق.اخذ ينظر إلى وجهي بينما امسح وجهه وترني ذلك فضغطت على رأسه بقوة بالقطنة المعقمة وذلك لسعه وتأوه بألم وانهَ تحديقه بي كالاحمق .

"اتيت للتحدث معكِ واهيرا، الجميع في الجامعة في الفترة الماضية كانوا يتحدثون عن موضوعكِ الأخير ،، هو غير مهم للبعض لكن البعض الذين يحبون نشر الأخبار وتشويه سمعة الأشخاص هم من كان يهمهم الأمر ،، اقصد لم تكوني محور الحديث بصفتكِ واهيرا."

"شكراً لك هل يجب علي أن احزن ان افرح..لا افهم؟.."

التزم كلينا الصمت لدقائق قليلة.وضعت لصقة طبية على جبينه المجروح وجلست بأرتياح اطالع التلفاز المطفىء امامنا والتي تعكس شاشته السوداء وجوهنا واجسادنا.

"لما اختفيتِ اسبوعين واهيرا ؟هل هذا بسبب الشائع من حقاً ؟.."قال

قلت :

"لا علاقة لك بشؤوني.كم مرة اخبرتك بذلك؟.."

قال بكل برود :

"هذه المرة الثانية."

قلت ببرود منافس لخاصته :

"اذاً لن اكرر المرة الثالثة،، توقف عند ادخال انفك فيما لا يخصك."

قال وهو يعدل جلسته ويصبح مقابل لي :

"هل تريدين الذهاب الى المكتبة غداً ؟.."

قلت :

"معك؟.."

قال بحماس :

"أجل.."

كنت سأذهب على أي حال لذلك اجبته:

"حسناً.."

توسعت ابتسامته بحماس مباغت وضرب كتفي بخفة.استقمت ووقفت قبالته بينما داخلي اختلط.مشاعري اصبحت متضاربة لا ادري ماذا حصل لي.هل وجود أصدقاء جدد يوترني هكذا ؟ لم اكن اعتقد انني متوحدة لهذه الدرجة.

« عائلتي ستأتِ لذا...»

صمتّ قليلاً فنظر لي بتفهم واستقام من مجضعه.كان يحدق بي بطريقة غريبة دون ان يرمش وترني ذلك أكثر.نشأ بيننا تواصل بصري دام لدقائق لا اعلم مدتها لكنها طويلة على ما أظن.انهيت التواصل البصري والتفت اعطيه ظهري اهم بالسير الى باب المنزل كي اودعه.سار خلفي وتوقف حين توقفنا امام الباب تزامنًا مع توقفي امام الباب أيضًا.افسحت له المجال كي يتقدم ويخرج فتحت انشاً من الباب.تجمدت اطرافي حين وضع يده على الباب يُعيد اغلاقه ويحاوطني بطريقة غريبة على الباب حيث انه وضع كلتا يديه على الباب بجانب رأسي.عدت خطوة إلى الخلف فأصطدم ظهري بالباب.بدأت اسمع نبضات قلبي في أذني تنبض بجنون ومعدتي تتعكر بشكل غريب.

و..

حجب عني الانفاس حين وضع شفتيه على خاصتي دون ان يفعل شيء آخر.بدى لي الأمر وكأنه قبلة لكنه كان اصغر من ذلك.وضعت يدي على صدره ابعده.هذا خطأ..ما الذي يفعله بحق الرب!

« ما الذي تفعله ايها البلاتيني؟»

لم يجبني أنما بقي ينظر داخل عيناي التي توسعت بصدمة على ما فعله تواً.توقعت من نفسي ان ابدي ردة فعل قوية عنيفة كصفعه مثلاً.او شتمه او ما شابه لكنني تجمدت مكاني كالتمثال.توقف الهواء عن الدخول الى رئتاي وعجزت عن التنفس.اول قرب لي بهذا الشكل من شاب ما.الغريب اكثر ان المشاعر المتضاربة في داخلي لم تكن مشاعر إيجابية.لو قلت انني معجبة به سأشعر بشعور ظريف فور تقبيلي للشاب الذي أنا معجبة به.لكنني لم أفعل.شعور سيء اجتاحني واردت صفعه لكن يدي آبت التحرك.وكأن جسدي كله توقف عن الحركة.

اخرجني من افكاري صوت محرك سيارة والدي الذي توقف عن اصدار الصوت حين توقف امام المنزل.حمحمت بخفة ودفعته الى الخلف قليلاً وفتحت له الباب كي يخرج.فأستقبلتنا انظار والدي ونايا المستغربة.حتى عندما وجدوني معه في المنزل لوحدنا لم افكر في تبرير الأمر.لان البرتينو لا يعني لي شيء !! لم اتوتر عند رؤيتهم لنا لم أشعر بشعور سيء كونه معي في نفس المنزل لوحدنا على انفراد وكأنني لا التفت له حتى.وكأنني لا اكترث به.لا اكترث لتلك القبلة التي لم تحرك في مشاعري شيء ! اظن ان هذه عصابة الحياة تختبرني.اذا كانت تختبرني بالحب وهذا الاختبار قد فشل.من سيكون الاختبار التالي؟.

~~~~~~

Pokračovat ve čtení

Mohlo by se ti líbit

2.9K 195 8
• انت لُغتي بالحُب والخاتِمة لحديّثي. . . مِنْ خَشَبِ أفْكاّري، ومَسَامِيرِ بَالِي، صَنعْتُ كُرْسِياً من خَيّال لِثنائيَّ المحبوبْ، ...
207 58 6
الوقت الفاصل بينك وبين الموت شعره إذا حاولت ان تتشبت بها مصيبه الانها سوقعك واذا حاولت ان تبتتعد عنها مصيبه اخرى و احيانا الوقوف في المنتصف اكبر واعض...
202K 14K 43
لننسى الواقع وندخل لعالمنا الخيالي قليلا .خيال مجنون افضل من واقع مألم.
709K 35.8K 31
كَان الفَتى السيء صاحِب الوشُوم وكَانت الفَـتاة الجِيدة ذاتَ النظارتَ وهِي لهُ. جَامعة ڤيتريس المَرموقة، كَان بِها بعَض القواعِد الصارِمة التِي خُلقت...