مِذياع توماس.✓

Zpaintrogrammer tarafından

18.3K 2.6K 2.4K

مقدم برامج بالمذياع، كان لديه سر خاص يمكنه من قراءة الرسائل على نحو مميز، حيث يستطيع التعرف على ماضي الأشخاص... Daha Fazla

°•○● إهداء ●○•°
١-《حوار مع توماس》
٢-《صفعة ومعجزة》
٣-《خطوة 》
٤-《 سوء فهم》
٥_ 《قطع مفاجئ》
٦_ 《إشاعة كاذبة》
٧_《ضيف وسؤال》
٨- 《ذكرى لفقدان》
٩ - 《أوليفيا والسيدة ليلي》
١٠-《صداقات متناقضة》
١١ - 《المراهقة.》
١٢ - 《المراهقة》جزء ثان
١٣ - 《تخطي》
١٤_ 《أزواج متطابقة》
١٥ _ 《نهاية الحفل الخيري》
١٦ - 《عقدة وحل.》
١٧ - 《شاركيني》
١٨- 《أصدقاء ولكن...》
١٩- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء أول.
٢٠- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء ثاني.
٢١- 《الفارس والأميرة》
٢٢- 《وداعًا أيها العم》
٢٣ - 《خبايا الرسائل》
٢٥- 《إحتفالات لبداية النهاية》
٢٦- 《وعد أم وداع؟》
٢٧ - 《عاصفة الألم》
٢٨- 《عشر سنين إلى الوراء》
٢٩-《الخاتمة》

٢٤ -《 خبايا الرسائل 》جزء ثان.

410 59 47
Zpaintrogrammer tarafından

مر يومان، كانت إيميلي خلالهم تنام أكثر من نصف اليوم وباقي اليوم تجلس في غرفة أبيها، تدفن نفسها بين رائحته، تقرأ وصيته لها،  وتوعده بأنها ستتحسن قريبًا، وستقوم بتحقيق ما يريده.

سابقًا في اليوم الذي تلا الجنازة، ذهبت شارلوت لكي تبدأ في رحلتها نحو التغيير للأفضل، وكانت السيدة بلانكا تأتي تجلب الطعام، وتطمئن على إيميلي، دون أن تعرف بذلك... من وقت لآخر.

أما عن أوليفيا، فكانت يوميا تستلم الرسائل من  الجميع، وهم يسألون عن حال إيميلي وبالوقت ذاته، تطمئن على إيميلي، وتحاول أن تطعمها حتى وإن كان بأقل قدر ممكن لمواصلة الحياة.

حل الصباح الباكر، وكانت إيميلي هي أول من استيقظ، نهضت من فراشها، وأخذت كتاب والدها، اغتسلت  وارتدت ملابس أخرى نظيفة، فقد استيقظت اليوم ولديها عزم أكبر في أن تحاول  تنفيذ وصية والدها، بالرغم من أن عيونها تدمع دون إرادة، وتأن بصوت خافت، ارتدت المئزر الخاص به، ثم وقفت أمام الموقد أمامه تماما.

 لقد قررت أن تحضر أول وجبة في حياتها، حاولت أن تجد شيئاً تفضله، تذكرت كعكة الجزر الهشة التي تحبها، قلبت بالصفحات حتى وجدتها، ولكنها شعرت أنها أن الصفحة المكتوب عليها الوصفة، كانت ثقيلة بعض الشيء وكأن هناك ورقتين أو أكثر ملتصقين ببعضهم، لم تعر الأمر اهتماما،  ثم حضرت المكونات جميعها كانت موجودة مما جعلها متفاجئة، ثم عند خطوات العمل، كانت مكتوبا الآتي"

أحمي الفرن لدرجة حرارة 150 واخلطي في وعاء كلاً من السكر والزيت النباتي والبيض، وفي وعاء آخر انخلي الدقيق والبيكنغ صودا والملح والقرفة. ضعي  المكونات فوق خليط البيض وحركيه جيداً، أضيفي الجزر والجوز، ثم وزعي المزيج في قالب مدهون بالزبدة، واتركي القالب في الفرن لمدة 50-60 دقيقة. 

ثم كتب تحت هذه الملاحظات "إيميلي، لا تمسكي هاتفك، أو تشاهدي أي دراما،  ولا تطلقي العنان لموهبتك في الرقص والغناء، فقط تحملي حتى ينتهي الطهي، فأنتِ  تسهين عن ما حولك، وقد تحرقين المنزل بأكمله."

ابتسمت عندما وجدت كلماته هذه، ثم بأناملها تحركت إلى آخر الصفحة، حيث كتب الآتي:

"هل تتذكرين يا إيميلي، حينما أتيتِ من منزل صديقتك السويدية التي كانت أمها، تصنع لها كعكة الجزر؟

 لقد كنت متأففة ومنزعجة وأخبرتيني فقط أن السبب أني طلبت منك أن تحضري للمنزل قبل أن تأكلي كعكة الجزر اللذيذة، ولكني كنت أعرف يا إيميلي.

أعرف أن ما أزعجك ليس هذا الأمر بالتأكيد، ولكن بسبب أنك اشتقت إلى وجود الأم، ولكني لم أكن غير الأب الذي فهم ابنته  فقط من عينيها، تحججت معكِ  وكنت أردد بقول،  أنكِ مراهقة أيضًا.

بهذا اليوم بكيت... بكيت لأني شعرت أني فعلت كل ما يمكن فعله، وما زلتِ تفتقدينها ثم بكيت بحرقة عليكِ أنتِ... على فتاتي الحزينة بداخل غرفتها الآن.

حينها أصريت على صنعها لكِ، فقط لكي أقنع نفسي أنه لم يكن ينقصك شيء.

أجل قد يكون الآباء أيضا أكثر تحسسا في بعض الأوقات من المراهقين... أيضًا كنت أعلم يا عزيزتي أن أول تجربة لي في صنعها، كانت بشعة ولكنك كذبتِ علي يومها بإجبارك على تناول نصف القالب وحدك، مرددة أنها أفضل من ما تصنعه والدة صديقتك.

أنا طباخ ماهر، وأعرف جيدا أن الطعام قد يستمع إلى حزني، كان طعمها سيئاً بسبب صنعها لي وأنا أشعر بالمرارة والحزن... تماما كما تفعلين الآن... ربما تقفين الآن ودموعك تتساقط على الورق.... لذا لا تحزني  أبدا... وعندما تتذكرينني لا تجلبي إلى دماغك، غير الذكريات الجيدة فقط... وكرريها مع أشخاص تفضليهم وتحبينهم، هكذا أنا سأكون حيًا وسعيدًا...

ثم كانت العبارة التالية، جعلتها في دهشة حيث كان محتواها "انظري ماذا فعلت دموعك على الورق"

فغر فاهها؛ لأن دموعها المتساقطة، قد جعلتها تدرك أن هناك ظرفًا كان مخفيا بين الورق الذي يليها، فقد تلاشت طبقة الورقة التي تقرأها عند بقعة بمنتصف الصفحة، وظهر لون مغاير، تيقنت أن هناك ظرفًا مخفيًا، فقامت بجلب سكين من على مكتب أبيها الخاص بفتح الأظرف، ثم وجدت رسالة مكتوبة من أبيها، حيث أدركت خطه الذي تعرفت إليه بسهولة، فكان محتوى الرسالة الآتي:

" عزيزتي وصغيرتي التي لن تكبر أبدًا في عيني، هذه هي رسالتي الأخيرة التي أتركها لكِ... ربما عندما علمتِ بوفاتي، شعرت بالخذلان من نفسك ومن حولك، ولقد أخبرتك سابقًا ألا تحملي نفسك هذا الذنب، لقد علمت منذ وقت طويل، من وقتما طلبت منك ألا تحضري وقتما انتقلت إلى المنزل مع أوليفيا كانت هذه فرصتي الثمينة، بالرغم من رغبتك القوية في رؤيتي.

لذلك، لا تشعري بذلك أبدًا؛ لأن هذا ما أردته، وهذا ما أخبرت به الفتى الطائش... والذي وعدني بألا يكون طائشًا.

قدر لي أن أقيم أول من أتى وطلب مني زواجك دون خوف، كما كنت أخبرك دومًا.

لقد عرفت أنك تحبينه عندما رأيتكم معًا، وبالرغم من مظهره الطائش، أعجبني كثيرا عندما أخبرني دون تردد أنه حبيبك، ثم  عدل عبارته حتى ينحيكِ عن أي أزمة معي، عندما قال بنبرة واثقة... أحبها  من طرف واحد.

كانت إجابته مرضية لي،  على الرغم من عدم إعجابي بمظهره، وعندما سرنا معًا، وسألته عن اسمه وعائلته وماذا يفعل في الحياة، قد انتقص هذا كثيرا من تقييمه أيضًا، ولكن هذا الفتى هناك شيء ساحر به... جعلني أفكر بأن استمع إليه، بل يشاء الرب أن اعتمد عليه.

لن تصدقي أن هذا الفتى كان يثرثر معي وكأني من ربيته، كان مندمجًا في الحديث،  حتى إنه أخبرني عن أسماء أطفالكم، والغريب لم نشعر بطول المسافة، فآلمتني ساقاي وظهري.

 سيارته كانت بعيدة عنا بالفعل، فحملني  هذا الشاب على ظهره دون تردد، على الرغم من أني  شددت عليه  أني بخير، ولكنه أصر وحملني على ظهره دون تأفف، حتى وصلنا إلى المنزل.

 باليوم الذي يليه، كنت في المشفى بسبب شعوري بالانهيار، أخبرني الطبيب إنه لدي أيام معدودة، وتملكني المرض وأجهزتي كلها تحتضر.

 لا أعرف لما شعرت بأنه يجب علي الاتصال به، أخبرتك هناك شعورا يتركه في النفس يبعث على الثقة، حضر إلي دون تردد، مهرولاً، ثم  طلبت منه ألا يخبرك أبدًا فقط هو ووالدتك من يعرف، ولكن لم تنتهي دهشتي هنا، لقد أعجبني إصراره أن يخبركِ، وأنكِ ستتأذين وستحملين نفسك فوق طاقتك، أخبرني بعيون دامعة أنه لن يستطيع مواجهتك، لن يستطيع أن يتحدث إليك وهو يعرف ذلك الأمر.... ولكني مَن شددت عليه ألا يخبرك، ولم أرتح حتى أخذت منه عهدا، وفي المقابل وعدته بأنكِ ستغفرين له وتسامحيه.

بعدما غادرنا المشفى، كنا نسير لمسافات طويلة نتحدث، على الرغم من أنه أخبرني أنه لم يعش طويلا مع والده، إلا أنه كان يعرف مكانة الأب جيدًا، كان يجعلني أستند إليه، ولم ينزعج... ثم كان هناك شيء أخير يزعجني،  هو من أثرياء البلاد وعائلته تملك من الدهاء ما يكفي وأنتِ لا تملكين لا مال لا عائلة... كنت خائفًا أن يصيبك أي من أسهمهم الحارقة في وسط النزاع على السلطة، ولكن هذا الفتى أخبرني بكل ثقة، قائلا:

عمي أندرسون، أعدك بأنني لن أترك أبدًا يد إيميلي حتى، وإن أفلتتها هي آلاف المرات، وأعدك أني لن أراها حتى أتأكد تماما أنني سأكون الفائز في معركتي مع العائلة... حتى وإن اضطررت إلى التخلي عنهم والبدء من الصفر بطريقي وأنا متيقن؛ مما أملكه من مهارات تكفي بأن أستطيع المضي في حياتي أنا وإيميلي دون أي مشكلة،  إن كان هذا ما تراه مناسبًا سأفعله، ولكنك وعدتني بأنها ستسامحني... بالحقيقة أنا أخشى عليها من الألم والشعور بالخذلان من تجاهي... والأكثر من نفسها.

كان هناك الكثير من المشاعر تخالطني في هذه اللحظة، مشاعر امتنان أن هناك من يهتم لعزيزتي في هذا العالم وأيضًا مشاعر الغيرة، والحسرة أنني ربما أغادر قريبًا.

إيميلي... كانت هذه رسالتي الأخيرة لكِ التي أكتبها وأنا أشعر أنها أسابيع على الأكثر وسأغادر، لذا كان علي أن أخبرك بأي طريقة كانت،  هذا وعدي له... الأخير وها أنا أكتب لكِ لأوفى به

إيميلي، لكِ أن تختاري ما تتابعين حياتك معه، ولكن ما يهمني هو ألا أكون قبل مغادرتي الحياة، أن يظلم أحد... لذا لا تحمليه خطأ لم يفعله... وكوني بصحة جيدة ولترسلي سلاماتي إلى الطائش والجامح ولخليفتي في الطبخ ذات الشعر الذهبي... اتركي لنفسك وقت كافي وتعاملي مع أمك، ستحتاجينها حتى وإن لم تحبيها... لذا اتركي لها مساحة من حياتك حتى وإن كانت بسيطة.... سلاما لكِ ولقلبك يا عزيزتي..."

بكت إيميلي كثيرا حتى خارت قواها، وهوت على أرضية المطبخ جالسة، مستندة إلى الحائط، وأمسكت بالكتاب تحتضنه مجددا... وهي تردد لنفسها قائلة:
- حسنًا يا أبي... قد فهمت ولكنك لئيما يا أبي، كيف يمكنني المضي قدمًا... كيف بعد كل ما فعلته لأجلي...

تنهدت في ألم وتابعت قائلة:
 - لكني سأستمع إليك... سأعيش حياتي أتذكر كل حلوك فقط لأنك لم تترك لي أبدًا أي شيء مراً... السلام لكِ يا أبي.

بمنزل كيفن، كان توماس جالسا على الأريكة، ينهي بعضًا من مواده العلمية للطلبة، بينما ويل كان يغتسل، فاليوم هو اليوم الموعود لمعركته مع عائلته،  أما كيفن كان قد انتهى من تحضير الفطور، لذا قد طرق الباب على ويل يتأكد من تجهيزه، وأجابه أنه لن يتأخر.

كان ويل ينظر إلى نفسه في المرآة وشعره المبتل يقطر قطرات بسيطة من الماء، تنهد وقرر بأن يقص شعره الطويل، لا يعرف لما راوده هذه الإحساس، هل هذا بسبب توتره قبل أن يقابل جميع مدراء ومساهمي شركات العائلة، أم لأنه لم يعجب بكونه يضطر إلى عقد شعره مثل كيفن في المنزل، ولكن أنطلقت ابتسامة دون إرادة منه، لأن هذه كانت نصيحة العم أندرسون، أخبره بأنه يفضل تصفيفة رسمية عن تلك غير المرتبة،  في النهاية استقر أن يقص شعره الأشقر حتى يكون مظهره ذا تصفيفة رسمية، وإن لم يعجب إيميلي سوف يتركه يطل مجددًا. 

خرج من الحمام، وهو يحادث الكثير على الهاتف ليتأكد أن ما خطط له لمناقشته في الاجتماع، سيتم كما يريد وأخرج بِذلة من ملابسه التي أخذها من الفندق الذي كان يحجزه، وارتسمت ابتسامة على ثغره مجددا، لا يصدق أنه قضى ليلتين في هذا المنزل، منزل كيفن.

ارتدى ملابسه والتي كانت أنيقة وفاخرة، خرج ناحية طاولة الطعام، بمجرد ما شاهدوه وهو مهندم الأزياء وحتى شعره قد قام بتصفيفة مرتبة اتسقت مع زيه جيدًا،  انطلقت صفارة من فم كيفن، وهو يصفق قائلا:
- علي أن أعترف، هكذا مظهرك أقوى... لا أعرف شيئاً كالهالة القوية يحيط بك.

رمقه بنظرة  كانت عكس ما كان يشعر داخله، ابتسم كلا من توماس وكيفن، ثم قام كيفن بالتربيت على كتفه، قائلا:
- أتمنى لك النصر اليوم... وأعلم إن لم يكن لديك مكان تعمل به، فأنا موجود.... وظيفتك موجودة عندي.

ضحك ثلاثتهم وأثناء تناول فطورهم، كان ويل يقلب في محادثات قد سجلها بصوته، ويل دوما يفضل استخدام الرسائل الصوتية بدلا من النصية حتى وهو يرتب مهامه، فقام بفتح الرسائل الصوتية، ليجد صوت كيفن يتحدث عن إيميلي  وأوليفيا... فنظر الاثنان ناحية كيفن... كان ويل يستمع إلى كل حرف، وهو يحدق في وجه كيفن يفكر ما هي البقعة المثالية التي سيتم اختيارها لاستلام قبضته،  بينما توماس توقف عن الطعام، وحدق به ووجهه تحول إلى الأحمر من الغضب عما فعل مع أوليفيا، فما كان ردة فعل كيفن إلا أن ينهض سريعًا من  الطاولة، يركض نحو غرفته، فنهض وراءه ويل يبحث عنه، على الرغم من المكان أنه ضيق، لكن استطاع كيفن الدخول  عند غرفته، وقال من وراء الباب، محاولا المراوغة:
- حسنًا، أهدأوا... كنت أتحدث عن شعوري وقتها لا أكثر... في علمكم أنا صديق لهما قبل أن يرتبط قدركم بأي شيء...

أججت كلماته من غضب ويل، فازدادت الضربات من وراء الباب، فقال في محاولة منه لقلب الطاولة:
- هل كنت تسجل لي دون علمنا؟ هذه جريمة إن لم تكن تعلم...

أتاه صوت ويل  الذي كان يصيح، قائلا:
- أخرج... ألم تقل في التسجيل الصوتي  الذي سمعناه بأن تعرف جيدًا بأن تستخدم قبضتك... حسنًا أخرج. 

انطلقت ضحكة من كيفن من وراء الباب حاول أن يتماسك وقال: 
- حسنًا... تعرف جيدا أني بنيتي الرياضية أقوى منك... ولكن... 

ثم تابع قائلا بعدما وجد عذرا آخر:
- أنا فقط أخشى عليك، إن قمت بضربك، سينتهي الأمر بوجهك الوسيم هذا بالضرر... وأنت تحتاج وجهك لليوم... 

تفاخر كيفن بأنه صاحب الضربة الأقوى، زاد غضب ويل والذي اضطر أن يكسر باب الغرفة بقدمه، فما كان من توماس إلا أن يتدخل بسرعة بينهم قبل أن يصل ويل لكيفن، ثم قال توماس بصياح: 
- توقفوا... توقفوا،  ويل أنت ترتدي بشكل جيد، ستتجعد ملابسك... لا جدوى من الشجار الآن، دعونا نؤجل حسابنا عند العودة.

فقال  ويل:
- للأسف، ربما سأبيت اليوم في الفندق... 

بينما كان ويل يجيب، نظر توماس إلى ساعته ليجدها اقتربت من ميعاد اجتماع المدراء، فقال بصياح ويعجل بأخذ حقيبة ويل، وضعها على صدره بسرعة وشدة، حتى انطلق تأوه خفيف من ويل، أثر الارتطام في صدره، ثم قام كيفن بالركض  خارج المنزل بعدما أن همس توماس له بأن يقود هو السيارة لأجل ويل.

بمنزل العم أندرسون، استيقظت أوليفيا على رائحة الكعك وصوت الماء الذي يغلي  كخلفية موسيقية لصوت غناء إيميلي الذي لاح به الحزن، عادة إيميلي تحب الأغان الصاحبة والرقص، ولكنها المرة الأولى التي تسمع فيها أوليفيا، هذا الأسلوب والغناء من إيميلي، بمجرد ما غسلت وجهها، انطلقت لتعانق إيميلي، وتسألها عن حالها، فقامت إيميلي بالتربيت على يديها، وأخبرتها بصوت خافت،  وثغر مرتعش، أنها بخير، ثم ابتسمت  وقالت أوليفيا، محاولة استدراج إيميلي للواقع: 
- هل تعرفين أنها المرة الأولى التي سأتناول شيئا من صنع من يدك؟ 

ابتسمت إيميلي، وجلبت أطباق الكعك والشاي الساخن، ثم اعتدلوا في جلستهم على الطاولة، وبمجرد ما أكل كل منهم قضمة من الكعكة، سقطت دموعهم دون تفكير منهم، كانت الكعكة لها الطعم نفسه الذي اعتاده عليه من العم، ولكنهم حاولوا أن يكملوا الطعام، فإيميلي أرادت أن تبدأ في السير على ما يتمناه والدها، بينما أوليفيا قررت ألا تقوم بأي فعل أحمق حتى لا تعود صديقتها إلى الوراء، يكفي أن ملامحها بهتت ووزنها انخفض بصورة ملحوظة.

بمجموعة ويلستر، يدلف ويل حيث قاعة الاجتماع،  كانت تترأس الاجتماع عمته وباقي المدراء، وبينما يتحضروت لبدأ جلسة اختيار رئيس المجموعة، دلف ويل بصورة جدية؛ ومن ثم وقف أمام مقعد عمته، وقال بنبرة جدية وواثقة:
- أعرف أنكم اليوم، لتناقشوا أمر قيادة رئاسة المجموعة.

ثم نظر إلى عمته وبابتسامة ساخرة على ثغره، قال: 
- ولكني أطلب تعديل شيء بسيط، أطلب أن يوضع اسمي أنا أيضًا في هذا الاقتراح، على كل حال لم تبدأ الجلسة بعد!.

نظرت إليه عمته، فاغرة الفم مدهوشة مما تسمع، فلقد فاق ويل توقعاتها؛ ومن ثم همست في أذن زوجها ومن بعدهم أخوها، لاحظ ويل ذلك  لذا قاطع همهمات الحاضرين كلهم، وجذب مقعدًا أمام شاشة العرض، مستعدًا لخطوتهم المقبلة والتي يعرفها جيدًا، حيث قالت  العمة:
- هل أصبت دماغك بسفريتك الأخيرة؟ لكي تترشح على الأقل يجب عليك أن تملك أكثر من 25% من الأسهم. 

نظر إليها بطريقة مستنكرة، على الرغم من ترديده إنها محقة، وبينما كانت تحاول أن تعالج دماغها في التفكير فيما يمكن أن يفعله هذا الشاب، نهض من مقعده، وقام بتوصيل شاشات العرض بجهازه اللوحي،  ثم وقف وعرض قيمة أسهمه الحقيقية، لقد استغل ويل الأيام الماضية بأن يشتري أسهماً من عوام البشر الذين يمتلكون نسباً ضئيلة جدًا، حتى إن المدراء والعائلة نفسها، لا يهتمون بهم،  أعداد كثيرة بنسب صغيرة، لم يتخيل لها أن يقوم هذا الفتى بجمعهم على مدار سنوات، حتى وصل لنسبة 18% وكان يحتاج فقط حوالي 8%، كان يفعل ذلك في كل سكون، لذا لم ينتبه له أحد.

ازدادت همهمات الحضور من بين إعجاب به وآخرين كانوا مترددين في دعمه،  ولكن  في الأعمال، النفوذ هو المسيطر.

لأول مرة يرى هذه النظرة تعلو على وجه "كوبرا العائلة" كما كان يناديها، ثم سار باتجاهها، وهمس بأذنها.

- هذه النظرة التي تعلو وجهك الآن، قد شفت غليلي عن أي لحظة كنتِ سبباً في كرهي لوجودي في هذه العائلة.

انطلقت منها ضحكات صاخبة، فبدا أنها خارجة عن السيطرة، ثم صفقت له، وطلبت من باقي الحاضرين المثل، وهمست في أذنه:
- العائلة! دعني أخبرك أنه واليوم خاصة، أثبت أن ما يجري بعروقك هي  دماء  العائلة... حقًا!  ولكن لا تتوقع أني سأترك لك الأمر... كالأفعى سأترقب الفرصة المناسبة، حتى أخرج من جُحري لأنقض واسترد ما هو ملكِ لي... فلتعتبر هذه أيامك الذهبية قبل أن تأتي العاصفة.

خرجت السيدة، وجذبت زوجها ودلفت إلى الخارج، كان يجلس كيفن بسيارته أمام المقر، وتمكن من رؤية السيدة عندما ركبت سيارتها وبعدما أغلق السائق الباب، تفاجئ بالرجل ذاته الذي رآه مع أوليفيا، والد أوليفيا نفسه، لم يشعر أن الأمر جيد أبدًا لذا بمجرد أن هاتفه ويل بأن يرحل، فلديه بعض الأمور هنا عليه إتمامها، أخبره كيفن أن ينظر بأمر الصورة، ثم أرسل إليه الصورة التي التقطها كيفن، وكتب له بمحتوى الرسالة:

- أعرف أنه شيء غير أخلاقي، لأخذ صور دون علمهم ولكني لا أشعر أبدًا بأن الأمر جيد لكلاكما  توماس وأنت.
- توماس! ما دخله؟
- هذا الرجل هو والد أوليفيا وآخر مرة رأيته كان يتشابك معها

رجع ويل بمقعده إلى الخلف، وهو يحك ذقنه، ثم كتب لكيفن:
- أشكرك يا رجل! 

ثم تابع يكتب:
- علينا أن نتقابل ثلاثتنا، أفضل ألا أتأخر في تسديد الديون.

ثم قرر أن يتحدث إلى توماس في الموضوع ذاته، لكي يرى الصورة بأكملها، ويحدد ضربة عمته القادمة.

عندما رأى كيفن الرسالة ابتسم  وقال بنبرة ساخرة:
- الآن فقط أدرك أن عليه ديناً كان يجب عليه تسديد ثمن قضائه ليليتين بمنزلي  واستعارة ملابسي!.

ثم  وجد مكالمات عديدة من شارلوت دون رد منه، لذا انتابه القلق، وقرر أن يحادثها فورا.

بعدما أنهى ويل الاجتماعات، تحدث إلى توماس لكي يعرف حال إيميلي من أوليفيا، وعندما علم أنها وأخيرا تركت  فراشها، وتحركت عن غرفتها، تهللت أساريره ولكن سرعان ما سقطت دمعة منه وقال: 
- عمي، لقد وفيت بكل وعودي... بقي لك أن تفي بوعدك لي...

بالصباح الباكر، قامت إيميلي، اغتسلت ثم ارتدت زيا فضفاضا أسود اللون، وعقدت شعرها وقررت أن تزور قبر والدها، وضعت الورود، ثم قالت بنبرة حاولت أن تخفي بها حزنها: 
- أبي، ها أنا عدت إليك... قررت أن أفعل كما أخبرتني... اليوم أنا تذكرت  ذكرى حلوة لك، عندما أخذتني إلى أول تخييم بمدرستي، استيقظت اليوم ومن ثم  فتحت دفتر صورنا معًا، وصادف أن التاريخ على الصورة كان شبيهاً بالتاريخ ذاته،  لقد لاحظت شيئًا يا أبي عندما رأيت صورتك وأنت أصغر من سنك، أن الفتى الطائش يشبهك... ابتسامته التي سحرتني كانت تشبه خاصتك وإصراره على الحماية  حتى ولو لا يملك شيئًا غير صدق قلبه...

تنهدت في ألم وتابعت قائلة:

 -ولكن يا أبي... لقد آذيته بكلماتي... لم أكن أعلم...  أنت أكثر من يعرف بقدر حبي يكون ألمي وبقدر اشتياقي يكون هَجري.....

قاطع صوتها، أصوات متقطعة لصوت باك... لم تتعرف إلى الصوت، ثم دلفت خطوتين إلى الأمام، فكان ويل جالسًا على الرزع ومستنداً بظهره على شاهد قبر آخر، فلقد تحرك سريعًا عندما رآها... حتى لا تلحظه.

عندما رأت رأسه المنكسة، لم تتخيل أنه ويل؛ لأن شعره كان قصيرا بمقارنة تصفيفته، لذا قالت بنبرة شابها القلق:
- عذرا،  هل أنت بخير؟ 

فقام بالرد عليها، قائلا بصوت غير واضح من بكائه:
- لا، لست بخير.

تحيرت إيميلي من هذا  الرجل وقالت:
- هل تريد أي مساعدة؟ 

رفع رأسه المنكسة، وظهر وجهه عينيه الزرقاء وشعره الأشقر، تراجعت إيميلي إلى الوراء كردة فعل طبيعية، وكانت بطريقها لتلتف، فنهض ويل  سريعًا، وأمسك بمعصمها قائلا:
- إيميلي... انظري إلي... واجهيني... 

لم تستمع إليه... وحاولت أن تسير بطريقها، فقال ويل بصوت مسموع:
- إيميلي، لقد سمعت كل شيء... لماذا تتجنبين مواجهتي؟ هل أنتِ تشعرين بالحرج؟ 

توقفت عن السير، وكانت الدموع تسقط من عينيها، فهو لم يسمع غير شهقاتها المكتومة، فاقترب بخطوته لها وقال:
- إيميلي... أتوسل إليكِ ارحميني... قلبي قبل عقلي سينفجر... أخبريني إن كنت تصدقين..... 

فقامت في خطوة سريعة بالتفاف،  وقالت بصياح يتخلله بكاء قوي:
- ماذا تريد أن أخبرك... أجل... أنا أحبك... أحبك يا ويل...

ثم رفعت نظرها بعدما قالت جملتها، لتجد وجهها أمامه تماما، فنظر إليها مطولا حتى بعد إجابتها له، محدقاً بعينها ثم ما كانت ردة فعله، إلا أنه تسمر أمامها يتفرس ملامح وجهها التي اشتاق إليها كثيرًا، ثم قال بعيون دامعة وصوت مبحوح:
- لم أنتِ فقدت الوزن هكذا يا إيميلي.

لم تجب، فتنهد وقال بصوت حنون:

 - لكن يكفيني وهج عينيك الزمردية التي تنظر إلى الآن... لم أكن أعرف أنها حقًا من أنارت قلبي الذي كان مظلمًا منذ هجرك لي و...

فقاطعت حديثه وهي تنظر إليه بنظرة عطف و تقول بصوت باكِ: 
- ويل... ماذا حل بوجهك...

كان سيبدأ في تأنيبها ولومها بأنها السبب في  إنطفاء ملامحه ولكن سرعان ما تغيرت ملامح وجهه حيث قالت بنبرة لاح بها الغيرة :

 - هذا غير عادلًا، لم أنت ازددت وسامة!

ثم نظرت تجاه عينيه الحزينة وتأملت عمق ألمه الواضح بهما فكانت ستبكي مجددًا، ولكنها قررت ألا تفعل ، ثم أنتبهت إلى تصفيفة شعره ،فصاحت قائلة:

 - ماذا! لقد غيرت تصفيفة شعرك أيضًا... كيف لك أن تفعل ذلك دون أن تخبرني!... 

فانطلقت ضحكة منهم، ضحكة كانت يتخللها مرارة الألم ، فرحة عودة العاشقين وأمل المحبين.



■○□○■

دمتم بخير يا فراشاتي 🧡🫂أتمنى الفصل يعجبكم 🤍 سأقرأ تعليقاتكم بكل حب 🧡

مش محتاجة أقولكم شكل الفصول الي فاضلة هيبقى عامل إزاي والحقيقة بفكر جديا ، أنزل آخر فصول حتى النهاية مع بعض مرة واحدة واللي هما تقريبا 3 فصول ، عرفوني لو ليكم رأي تاني يا فراشات🧡🧡.

.نَسيم 🕊

Okumaya devam et

Bunları da Beğeneceksin

10.3M 252K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
979 182 13
لم أَتخيل يَوماً فعلِي هذَا أو وصُولِي إلى هُنا. ولكنني هنا الان وفعلت كل هذا بدون ان يرف لي جفن وغالباً يراودني احد الاسأله المزعجة. هَل أنا شِرير...
5.9M 167K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
331K 15.9K 23
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود