١٤_ 《أزواج متطابقة》

520 79 142
                                    

اجتاح رأسه جميعها حتى فقد الوعي، وأغشي عليه فجأة، فسمع الجميع صوت ارتطام جسده على أرضية الغرفة. تحولت كل أنظار الجمع حوله، خطوات متسارعة من الجميع وبسبب قرب أوليفيا من توماس، كانت أول من حاول إفاقته، وعلى الجانب الآخر ركض كيفن ليمسك به من الجهة الأخرى ثم بالوقت ذاته، كانت إيميلي تحاول أن تتحدث إلى أوليفيا، تسألها عن العشاء، فلم تجب ثم حاولت الاتصال على توماس، والأمر سيام لم تتلق ردا من أي منهم، مما جعل القلق يستقر بقلبها.

وبالوقت ذاته، كان ويل انتهى من جدولة أعماله بالشركة، وفي طريقه للرجوع، فقرر أن يتحدث إلى توماس، بعدما دلف إلى السيارة، وأمر السائق بالقيادة، حاول الاتصال مرارا، لم يأته رد، ثم حاول مجددا مع أوليفيا، فكان مصيره تماما مثل حال إيميلي.

كان القلق يسيطر على إيميلي، ماذا إن حدث لأوليفيا أي مكروه؟ أوليفيا لا تتجاهل المكالمات أبدًا مهما كان الوضع، لذا حتما هناك شيء حدث لها، فاستجمعت قوتها وتغاضت عن فكرة أنها ستتحدث إلى ويل، ولكنها صديقتها الغالية وبالفعل، لقد انتهت من تصور كل السيناريوهات السيئة التي من الممكن أن تكون تحققت، فتفحصت هاتفها لتجد اسمه المسجل "ويل الوسيم"، لتتجعد ملامحها لهنيهة من تصرفاته، ثم قامت بمهاتفته، وجد ويل اسم المتصل، فأجابها في الحال، ولاحظ أنها كانت متوترة، ولم يفهم منها غير كلمة واحدة "أوليفيا" فأجابها، قائلا:
- هوني عليكِ... اهدئي... صديقتك بخير، أوليفيا بخير ولكن...

لتقاطعه إيميلي بنبرة قلقة:
- ماذا حدث؟ أيضًا السيد توماس، لا يجيب عن المكالمات.

يتنهد ويل ويردف قائلًا:
- هل أنتِ مستعدة للنزول، أقصد هل ترتدين زي ملائم للخروج الآن؟

لتجيبه وضربات قلبها من الخوف المنتفضة، وصلت إلى مسامع ويل وتردف:
- أجل... أنا كنت أتجهز حتى أفتش عن أوليفيا بنفسي، بالمستشفيات وأقسام الشرطة.

فيجيبها قائلا، بنبرة جادة:
- حسنًا، أنا أمام منزلك الآن، هيا معي السائق، وسأحكي لكِ كل شيء بطريقنا.

بالمشفى، كان كل من أوليفيا وكيفن ينتظرون تقرير الطبيب عن التحاليل الطبية والإشاعات داخل غرفة المشفى حيث يرقد توماس على الفراش، عيناه مغمضتان، فقط يستمعون إلى صوت أنفاسه المنتظم، كانت أوليفيا على جانب الفراش، بينما كيفن على الجانب الآخر، فكانت هي تتفرس في ملامح توماس، وتتحقق إن كان بخير بينما كيفن، كان متحيراً من ردود أفعال أوليفيا، فبكل لحظة يتواجد بها توماس، كان جليًا أنها تراه وتتفاعل مع انفعالات وجهه، حتى بهذه اللحظة، وهي تنظر إليه، وتتحرى إن كان استيقظ أم لا.

فقرر كيفن أن يسألها مباشرة، ولكن قبل أن ينطق بسؤاله، رن هاتفها لتجد المتصلة إيميلي، أجابت بسرعة فائقة، لقد وجدت أن هناك أكثر من عشرين مكالمة، قد تم تجاهلها من جهتها، فأردفت قائلة بنبرة تطمئن إيميلي:
- أنا بخير لا تقلقي، ولكن السيد توماس قد انهار فجأة...

مِذياع توماس.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن