ليلا

الليلة الأخيرة

أفتح عيناي ببطىء لأستوعب ما حولي، أين أنا؟ شعرت بقبضتا يدين تمسكاني من ذراعاي لأنظر ليميني فأجد مخلوقا أخضر في طولي و قد كانت أذناه طويلتان من الأعلى و وجهه شبيه بالقزم الذي في فيلم هاري بوتر، اِلتفتت ليساري فوجدته يشبه المخلوق الذي على يميني

نظرت بعيون متعبة لما حولي لأستوعب ما المكان، بدا وكأنه مذبح مثلما تكون في الكنائس، طغى المكان اللون الأحمر الآجوري، وقد كان شبه مظلم.
القاعة شبه ممتلئة بتلك المخلوقات لأرى شقيق الملك يقف أمامي بعد أن تقدم لي وقد كان قربه رجل يرتدي عبائة سوداء ويضع على رأسه قبعة كقبعات القسيس لكنها سوداء اللون

كان يحمل وسادة بها خنجر وكأسا ذهبيا مرصعين بالجواهر، بدأ يتلو بعض الكلمات التي لم أسمعها جيدا بسبب تشوش نظري و ألم رأسي ليمسك بالخنجر و يمد كفي فيجرحه لتنزل مني دماء.

عندما وجهت نظري لكفي بخمول لدرجة عدم شعوري بألم الجرح كنت أنزف دماءا سوداء، وجه الكأس ناحية كفي لتنسكب الدماء في الكأس ببطئ.

رفعت نظري ناحية شقيق الملك الذي لا أذكر اسمه يبتسم بخبث شديد، فجأة تحوت دمائي الى اللون الأحمر

ضحك شقيق الملك ضحكة عالية لتتسع بعدها ابتسامته بشكل مخيف

"تم فك الرابط الذي جمع الملك بالملكة "

هذا ما أردف به صاحب العبائة السوداء ليأخذ الخنجر و الكأس يضعهما فوق طاولة كانت خلفه

"حان وقت زفافنا عزيزتي "

يبتسم ممسكا بكف يدي المجروح ليقربه لفمه، اخرج لسانه الطويل يلعق الجرح متلذذا بدمائي، شعرت أنني سأفقد الوعي مجددا لكنه أمسك بذقني يرفعه لوجهه

"لم ننتهي بعد لتفقدي وعيك فمازال أمامنا الكثير. ابدأ مراسم الزفاف"

اومأ الكاهن برأسه ليبدأ بتلاوة بعض الكلمات غير المفهومة ليضع سبابته على جبيني و ما زال يتلو بتلك الكلمات لكن كلمة واحدة أستطعت فهمها "Forget "

عيناي اتسعتا من الألم الذي بدأ يفتك رأسي، بدأت ألهث من شدة الألم أحاول أخد أنفاسي التي شعرت بها تنقطع عن مجرى تنفسي.

فجأة يتحطم الجدار الذي خلفنا لتتطاير الصخور من كل مكان هرب من كانو يمسكون بذراعاي لأسقط أرضا.

رفعت نظري ناحية رجل العبائة السوداء لأرى نظرة الخوف في عيناه أما شقيق الملك فقط كان في أوج غضبه رغم رؤيتي ليداه ترتعشان

أهو أراميس؟ هل أتى رجلي لانقاذي أخيرا ؟ عيناي تنغلقان تدريجيا من التعب و آخر ما سمعته هو عواء قوي ممزوج بزمجرة مدوية

Pov Sun

اقتحمنا القصر و كلب الجحيم لم يترك روحا إلا و أكلها، وصلنا للقاعة حيث تتواجد الملكة و هوليوس شقيق الملك.

رغم النظرات التي يرمق بها رأيت يده ترتجف، لا أحد يستطيع الوقوف بوجه كلب الجحيم، نظر لي ليبتسم بسخرية

" عجبا عجبا، عاشقة الملك تأتي لتنقذ من كانت تتمنى لها الموت. ما الذي يجعلك تضحين بحياتك بدلا من أن تستغلي الفرصة مادام الملك وحيدا؟"

"أعشق الملك طبعا لكن قلبي لن يهون عليه رؤية حزن الملك من جديد. لقد عان ليستعيد حبيبته الصغيرة. لن أسمح بأن يخسرها مجددا"

نظرت بحدة ناحية هوليوس الذي يصر أسنانه بغضب شديد. وجه كف يده ناحية الوحش لتخرج طاقة حمراء من اللهب فتنطلق ناحيتنا لكن الرأس اليسار للكلب أبتلع تلك الطاقة في لمح البصر لتتسع عينا هاديس بفزع

خرجت ثعابين من ذيل الوحش متجهة لهوليوس ، حاول الإفلات لكنها امسكت به باحكام، فتح الرأس الأوسط فمه باتساع يسحب روح هوليوس ليدوي صراخه من فقدان روحه.

فمن كان يعتقد أنه سينتهي بسرعة هكذا كونه هو الأقوى في المملكة بعد الملك

قطع الرأس الأخير جسد هوليوس لأشلاء و تناوله باستمتاع لأوجه نظري ناحية الملكة فاقدة الوعي لأبتسم فمن الجيد أنها لم ترى هذا المنظر المخيف.

نزلت أتجه ناحية الملكة لأحملها و أضعها فوق ظهر كلب الجحيم و طلبت منه أن يأخذنا حيت أراميس حبيب قلبي الوحيد، ليأخذنا بسرعة البرق ناحية المغارة

وجدت اراميس و شقيقتي أمام فتحة المغارة و عيناهما اتسعتا لرؤيتهم لي أمتطي كلب الجحيم.

نزلت حاملة الملكة لأرى عيناه تمطران دموعا. سلمته الملكة التي عاد شعرها لونه الأصلي الأسود بسبب فك الرابطة بينها و بين الملك

انحنيت للملك واضعة كف يدي ناحية قلبي انظر للأرض حيث قدماه

"حقق أمنيتي الأخيرة مولاي، سامحني على ما اقترفته يداي ، فما هو إلا نتيجة لعشقي و ولعي بك مولاي. أحببتك منذ كنا أطفالا، منذ كنا نلعب مع بعضنا و نتدرب، راقبتك في كل ثانية، حفضت كل عاداتك و ما تحب و ما تكره، لكن عندما رأيت قلبك لم يستجب لي حزنت حزنا شديدا، فأنا حاولت بكل مجهودي بأن تحبني، لكن أن يأخذ أحدهم قلبك بدون مجهود آلم قلبي للغاية. فعلت هذا بدافع الحب، لكن نسيت ان الحب ليست الأنانية بل أن تسعى لسعادة من تحب، سامحني مولاي على سداجتي، سامحني على كل دمعة أردفتها لفراق محبوبتك الصغيرة، سامحني مولاي  "

دموعي الغزيرة لا تتوقف لحزني الشديد لكني لا أشعر بأية ذرة ندم لأنني و أخيرا قمت بالصواب، لقد أعدت قلب الملك لمكانه الأصلي ،محبوبته الصغيرة، عشقه الوحيد

شعرب بكف يد توضع على رأسي، رفعت عيناي ناحية واضع الكف لأجد الملك يبتسم لي، لم يبتسم لي الملك منذ أن تسببت بحزنه. 

" لقد سامحتك منذ وقت طويل. لأنني أعلم ما هو الحب و ما مررت به. سامحت صديقتي المقربة لكني أردتك ان تعرفي ما معنى الحب الحقيقي، وددت قلبك لو يجد مالكا جديدا لكنك لا زلت تتمسكين بي "

ابتسمت رغم دموعي الغزيرة لأنهض على قدماي. عانقته بقوة و شكرته من كل قلبي، أستطيع الآن أن أموت بسلام .

ابتسمت في وجهه لأوجه نظري ناحية مون و قد كانت تحمل الملكة بين ذراعيها، هي الوحيدة التي كانت مخلصة له رغم عشقها كذلك للملك، لكنها كانت أقوى مني لتتحمل ألم قلبها، كانت و لازالت كذلك، عانقتها أيضا لأوصيها بحماية الملك و الملكة

أومأت و دموعها تنزل ببطئ لأمسح دموعها و أبتسم بوجهها. نظرت لهم نظرة وداع لأتجه ناحية كلب الجحيم مستعدة لتقديم روحي له فهذا جزء من الصفقة.

فتح الرأس الأوسط فمه يسحب روحي لكني لم أشعر بأي ألم كما هوليوس، نظرت ناحية رأس اليمين يبتسم لي قائلا

"روحك تم تطهيرها لذا لن تشعري بأي ألم و ستموتين بسلام . كما وجسدك سأحافظ عليه كما هو فلا تخافي" لأبتسم في وجهه

Pov Moon

من كان يعتقد أن سان ستضحي بحياتها من أجل الملكة. أعطيت الملكة للملك ليحملها و أنظارنا معلقة على جسد أختي و روحها تسحب من طرف كلب الجحيم .

فرأيته ينتلع جسدها دون أن يمزقه او يمضغه، إن كانت روحك مليئة بالإثم فكلب الجحيم يعذبك قبل أن يبتلع روحك، لكن ان كان قلبك نقيا فإنه يعطيك ميتة سليمة دون أن تتعذب روحك

انزلت أنظاري ناحية الأرض لأشعر بالوحش اقترب ناحيتنا، الرأس على اليمين اقترب لي و في فمه قلادة عليها رمز الشمس، أمسكت بها لأشكره على ذلك ليلتف الرأس الأوسط ناحية الملك و ينظر بتمعن ناحية الملكة

"انت تعلم ان الرابط بينكم تفكك. استعادته صعبة كما أن الملكة قد فقدت جزءا كبيرا من ذاكرتها بسبب الطقوس التي مورست عليها. ما الذي ستفعله أيها الملك ان وجدتها قد نستك تماما؟"

ابتسم الملك في وجهه ابتسامة واثقة " لدي طرقي الخاصة "

ابتسم كلب الجحيم ليصدر عواءا مدوي و يختفي تاركا آثار نار على الأرض التي كان يقف فيها.

And Pov Moon

After 6 years

"انها قصة رائعة.هل لا حكيتها من جديد ؟"

أردف الطفل البالغ من العمر خمس سنوات ناحية والدته ذات الشعر الناري و العيون السوداء متلألئة كنجوم الليل. تتألمل طفلها الذي اكتسب ملامح والده و لون شعرها لكن احدى عينيه تحمل لونا أسودا و الأخرى احمرا

"الآن وقت دروسك صغيري هيا اذهب رفقة مون لتقوم بتدريسك دروس المبارزة "

عبس الطفل الصغير رافضا الذهاب وترك حضن والدته ليسمع صوت الباب يفتح، دخل الملك الجناح يبتسم لزوجته و نصفه الآخر لتبادله الابتسام

"هيا يا ولي العهد، حان موعد دروسك"

حمل الملك الصغير ليعبس و هو ينفي برأسه بالرفض
قهقهت والدته لمشاغبة الصغير ليأخذ الصغير ناحية مون التي انحنت له فأخدته وغادرو الجناح ليلتفت الملك ناحية صغيرته خالعا عبائته الملكية الثقيلة.

جلس قربها يداعب وجنتها بحب بيده الكبيرة ليميل رأسها ناحية كفه مغمضة عيناها

"سعيد لوجودك جواري حبيبتي الصغيرة "

ابتسمت باتساع له لتقبل كف يده بحب

"ما رأيك بإحضار أخ جديد لطفلنا الوحيد؟"

ضحكت لمشاغبة زوجها لتومئ له موافقة على اقتراحه ليبتسم باتساع،أما بالجهة الثانية حيث مون تدرس ولي العهد الصغير ليلاحظ أن مون ترتدي قلادتين، احداها تحمل رمز الشمس والثانية تحمل رمز القمر فسألها عن سبب ارتدائها للقلادتين لتبتسم له رافعة عيناها للسماء

"انها لشقيقتي العزيزة. لتضل قرب قلبي دائما"

النهاية

انتهت يوم 29 شتنبر 2023

وهنا نصل للمحطة الأخيرة حيث يعيش الملك والملكة بسلام رفقة صغيرها و ربما صغيرهما القادم.
شكرا لقراءتكم روايتي ودعمها وأتمنى ان تكون نالت اعجابكم

خالص امنياتي وأراكم برواية جديدة بإذن الله لذا قررت اكمال رواية البجعة السوداء