.
.
.
- تبدين جميله للغايه
قالت مصففة الشعر و هي تقوم بتثبيت الدبابيس
لتبتسم لها ليلى بهدوء
- سول أتركك وحدك كي تستعدي لدخول القاعه
اردفت المصففه ثم غادرت الغرفه بشكل مباشر
لتناظر ليلى هاتفها بعيون دامعه و هي تنوي الإتصال به
لكنها فضلت مراسلته
و ادهشها هو أنه قام بإرسال رسالة لها مسبقاً بالفعل !
..
" حظاً موفقاً لك "
..
قرأتها ليلى لتشعر بوغز قاتل في حنجرتها لشده كبح بُكائها
..
" انت لم تُحاول حتى من أجلي.."
ارسلتها واضعتاً يدها على فمها تحسباً للشهقات المفاجئه
لترمي بهاتفها على الطاوله و تنهض بسرعه من على الكُرسي
.
.
.
- اين ليلى علينا ان نذهب لا نُريد أن نتأخر !
أردف آسر بتعجل و هو ينظر إلى ساعته
= لا أعلم لقد خرجت مصففه الشعر للتو من غرفتها..سوف أذهب لأتفقدها
قالت نادين بقلق
..
- ليلى ؟
نبست نادين و هي تطرق باب الغرفه
لتفتحه ببطء عندما لم تجد رداً
- ليلى.. لا تفعلي هذا بنفسك رجاءاً
قالت نادين بحزن و هي تناظر شقيقتها ليلى
و يبدوا انها في حاله صدمه و لإدراكها الوضع
الليله هي ليله زفافها
من رجل هي لن تتمنى يوماً ان تتزوج منه
لم تراه سوى بضعة مرات قبل الزفاف..و لقد نجح في جعلها لا تنام حتى تلك الليله لشده الذعر
هل حقاً سوف تتزوج من رجل ظل ممسكاً بهاتفه طوال نزهه التعارف ؟
.
.
- لما يحدث كُل هذا لي ؟! اخبرتني بأن اصبر و سوف يتحسن كُل شئ
كان هذا الحديث منذ خمسه سنوات يا نادين !
ألم تري كيف كان يتجاهل وجودي طوال الوقت ؟
انا لا أعلم عنه اي شئ ولا هو كذلك..هل أهرب من هُنا ام ماذا أفعل اخبريني !
قالت ليلى و هي تتمالك نفسها بصعوبه
حتى بدات نبرتها في التغير و الإختناق
= لا تُفكري بهذا الشكل..اعلم كم أن الأمر صعب
لكن لعله خيراً لك ؟ و لي كذلك!
- أنا آسفه يا نادين..لكنِ لا أُريد أن اعيش ما عشتهِ أنتِ مع طليقك
كُل ما فعله بك و كان زواجكما عن حُب دام لسنوات
فما بالك ب.. بهذا الكائن الذي اتزوجه ! ثمَ لما قاموا بتزويجي من شخص فارق العمر بيننا سبعه سنوات يا نادين !
ساعدتها نادين على النهوض في صمت
ثم إحتضنتها بحنان و هي تُربت عليها
= سوف يكون كُل شئٍ بخير..آسر لن يسمح بتركك تتعذبين في زواجك
ثقي بس
اغضمت ليلى عيناها بقوه تحاول عدم البكاء كي لا يَفسُد مكياجُها
- أثق بك..
.
.
.
لاحظ آسر عبوس شقيقته و ظهور الهم على ملامحها بشكل واضح
ليضمها إليه مقبلاً يدها بدفء
- ثقي بي انتِ و نادين، هذا سوف يكون أفضل لكلاكما من العيش في منزل أبي
= إنه السبب الوحيد الذي احاول أن أتقبل هذا من أجله.. لا أُريد العيش في هذا المنزل بعد الآن
اتمنى أن لا أجد نسخه أخرى من أبي في منزلي الجديد
قالت ليلى
لتداعب نادين ارنبه انفها بخفه و هي تستند على كتف آسر مبتسمه
- أيُ شئٍ سوف يكون أفضل من ذلك المنزل يا ليلي
قالت نادين و هي لا تزال تبتسم
و من الواضح انها لا تحمل هماً ابداً !
= أرى أنكِ لستي متوتره مثلها
نبس آسر بمزاح
- صراحة..اعتقد أن خالد ليس سيئاً
قالت نادين
لتضحك ليلى بسخرية
= نادين لا تتعلم من اخطائها مهما كانت فادحه !
.
.
.
دلفت الفتاتان إلى قاعه الزفاف وسط ضوضاء الموسيقى و تجمع الحاضرين حولهما بمسافه كبيره تاركين مجالاً للسير
كان آسر في الوسط بينهما شابكاً ذراعيه مع ذراع كُل واحده
ليتقدم آدم و خالد احدها مبتسم و الآخر خلت ملامحه من التعابير كالتمثال
آخذ آدم ليلى و خالد نادين
ثم إتجه اربعتهم إلى مقاعدهم المخصصه للأعراس
بينما كان خلفهما كارلا و سالي
شقيقتا ليلى و نادين
.
.
.
- انظر إليهم ، أليسوا في غاية الجمال ؟!
قالت لميس مُحادثتاً زوجها أدهم
= انظري إلى إبنك ! ألم يُكلف نفسه حتى عناء الإبتسام من أجل ليلى ؟!
قال أدهم في ضيق
لتعبس لميس و تصمت
كل شئ يحدث الآن لم يكن متوقعاً بتاتاً
.
.
.
- ألن تتحدث ؟
سألته ليلى بعبوس عقب نفاذ صبرها
لم يتحدث منذ بدء الزفاف و الآن كلاهما في ساحه الرقص محتضنان بعضهما البعض
شعور بارد
كأنك تُعانقين رجلاً قابلته في الشارع لتوك
= عندما نصل إلى منزلنا سوف يكون بيننا حديث
قال دون تغيير وضعيتهما التي تمنعهما من رؤيه وجوه بعضهما البعض
ثم عاود التمايل برفقتها
.
.
.
- خالد
= ماذا هُناك ؟
سألها خالد
- انا جعانه ! الفرح ده هيخلص أمتى ؟!
ضحك خالد ضحكه مكتومه على حديثها
ظناً منه أنها سوف تعترف بتوترها منه ربما
او حتى سوف تقول شيئاً رومانسي
= ماما عامله الأكل و سايباه في التلاجه يا نادين، لما نروح نبقى نسخن و ناكل
انا كمان جعت
- اشطا
قالت نادين في حماس بينما كان كلاهما يرقص كذلك
.
.
.
- انظري يا سالي ، يبدوا ان خالد و نادين على وفاق بالفعل
قال أحمد زوج سالي
و الذي يكون شقيق خالد و آدم كذلك
= هذا جميل ، لكنِ لا أرى ان ليلى و آدم كذلك..
أحمد رجاءاً تحدث برفقه آدم و اجعله يلين قليلاً مع ليلى
انا أعلم انه يُحبطها و يزيد توترها من ردات فعله تلك
رجاءًا يا أحمد..لا أُريد أن تتعقد شقيقتي الصُغرى من زوجها كما فعلت مع أبي
- سوف أحرص على هذا..لا تقلقي عليها
هي مثل شقيقتي الصُغرى و نحن جميعاً سوف نكون في ظهرها
ح
تى لو تطلب هذا الوقوف ضد آدم
.
.
.
نظرت ليلى إلى الطريق في إرتجاف
إن الصحراء مظلمه للغايه ليلاً
و هي بالفعل تشعر بالخوف و التوتر
شعور بعدم الأمان و الأرتياح يقتلها ببطء و وصولها للمنزل و معرفه كيف سوف تكون حياتها منذ تلك اللحظه هو ما سوف يجعلها تنجو من هذا الموت
و العكس صحيح !
و في وسط هذا الظلام و الصمت المخيف
مرت من جانبهما سياره خالد و نادين
لوهله إمتلأت مسامعها بالموسيقى و الأغاني السعيدة
و بدأت تختفي شيئاً فشيئاً مع تخطي السياره الأخرى لسيارتهما
هي فقط إبتسمت برضى
ربما هذا الزواج لم يكن من حظها
لكن على الاقل سوف يعوض نادين شقيقتها عن ما مرت به من عذاب برفقه والدها و طليقها
خالد هو من أتى برغبته كي يطلب الزواج من نادين
و من الواضح أن تم توريط آدم في الزواج منها هي بالخطأ
ربما والده أجبره على الزواج منها
ربما آسر شقيقها هو من طلب منه الزواج بها كي ينقذها من البقاء وحدها في المنزل برفقه والدها
آسر و كارلا لم يتزوجا بعد
لكن كلاهما يعمل بالفعل و يتغيب عن المنزل طوال الاسبوع
و تبقى هي الطالبه الجامعيه الوحيده برفقه والدها في المنزل
ليبدأ بسلسله إهاناته لها و التقليل منها كمثل كُل مره
و إخبارها بأنها السبب في موت والدتها مع أن ذلك ليس صحيحاً
ماتت والدتها عقب والدتها بسنه كامله
لكن في منظوره سوف تظل هي السبب
و سوف يكره نادين طوال حياته لأنه تمنى لو كانت ذكراً
أما آسر، كارلا و سالي
فهم المدللون في تلك العائله
.
.
.
وقفت سيارتهم امام منزلهما الجديد
لينزل كلاهما و السائق ليحمل بعض الحقائب و التي معظمها كانت تخص ليلى
.
.
.
اغلق آدم باب المنزل بإهمال
ثم ذهب ليجلس على إحدى المقاعد بينما ينزع سترته بضيق
- اجلسي
قال بحده و من الواضح ان ضيقه كان بسبب الزفاف و ليس منها
لتذهب للجلوس على المقعد المواجه له
= من فضلك..أريد أن أفهم كيف سوف يكون الوضع
يكفي ذلك الصمت أنت تتسبب في ألم شديد لي داخل أمعائي بسبب التوتر !
- اسمعي ، لا شئ بيننا و لن يكون
كلانا سينام في غرف منفصله حتى الطلاق
أردف بينما كان منشغلاً في تشمير أكمام قميصه
= طلاق !
قالت ليلى بصدمه
- لم اتزوجك من أجل سواد عيناك، انا أيضاً مجبور على هذا الزواج مثلك
ليمر شهر او شهرين بالكثير ثم نختلق حجه للطلاق
ك
لانا لن يتحمل البقاء مع الآخر و خاصتاً انتِ
ظن أنها سوف تعبس و ربما تبكي بحرقه على حالها
لقد علمت للتو أنها سوف تطلق بعد شهرين كأنها مجرد أداه
لكنها بدأت تشعر بالغضب منه حقاً
لتستقيم ليلى و تناظره بإنفعال
= الحديث بالنسبه لك سهل لأنك رجل لا يعيبُك الطلاق
لكن انا أختلف عنك ! لا يُمكنك تطليقي بعد شهر او شهرين من الزواج
قد لا اتزوج بعدها مره أخرى بسبب هذا الطلاق فكر بي !
أعلم أن هذا الوضع غريب و غير مريح بتاتاً
لكن صدقيني انت سوف تؤذيني برغبتك تلك
دعنا على الاقل نُحاول التعايش لعلنا نُكمل
كلانا مجبورٌ على هذا الزواج أعلم لكن دعنا فقط نحاول
إن لم نتمكن من التعايش دعنا حينها تنطلق
على الأقل من داخلي لن أشعر و كأني بلا قيمه
و
انت سوف تكون قد حاولت !
قالت ليلى بغضب
و يبدوا أنه لم يكن يهتم بحديث من الأساس لأنه نهض متجاهلاً إياها تماماً و صعد إلى إحدى غرف النوم
ليدلف قائلاً
- لقد اخبرتك بما لدي، إن لم تقتنعي به فلا أهتم
ه
ذا ما سوف يحدث على أيه حال
و بعد اغلاقه باب الغرفه صرخت به ليلى
= أنتَ بارد و عديم الأحساس أياً كان إسمك !
عاود فتح الباب مجيباً عليها
- أُدعى آدم
ن
بس ببروده
ثم أغلق الباب ثانيتًا
لتتنفس ليلى بقوه و هي تستشيط غضباً منه
= بارد !
ثم تصعد إلى الغرفه المجاوره له و تُغلق بابها بعنف
.
.
.
نهاية البارت