رواية( ابنتي اختارت لي زوجًا)...

By RohALhaya

221K 7.6K 1.4K

الحرمان واليتم عند الاطفال شعور مؤلم لا يشعر به إلا من فقد أحد والديه مع رودينا هتعيشو معاناة فتاة كل ما تتم... More

المشهد الاول
المشهد الثاني
المشهد الثالث
المشهد الرابع
المشهد الخامس
المشهد السادس
المشهد السابع
المشهد الثامن
المشهد التاسع
اقتباس
المشهد العاشر
المشهد الحادي عشر
اراء القراء
المشهد الثاني عشر
المشهد الرابع عشر
المشهد الخامس عشر
اعتذار
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اراء القراء
اقتباس متقدم
الفصل الثامن عشر
اقتباس لاحداث قادمة
الفصل التاسع عشر
اقتباس
البارت العشرون
اقتباس
البارت الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
اقتباس
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الاخير
الخاتمة
ايضاح وملحوظه
الخاتمة ج٢
الخاتمة 3

المشهد الثالث عشر

5.3K 189 47
By RohALhaya

المشهد الثالث عشر
******************
كان احساس حسام بغيرة سوزان شئ لم يتوقعه، لهذا لم يلقي له بال وكمل يومه مع زوجته كالمعتاد
في صباح اليوم التالي،
مر علي رودينا كم هو متفق عليه، وبعد وصولهم الي المدرسة تركهم وذهب واشتري لها هاتف ورقم خاص. لها كم مع أولاده
بعد انتهاء اليوم الدراسي وبعد أن أوصل رودينا الي منزل والدتها أعطاها الهاتف وقال لها:
خدى يا رودينا ده موبيل ليكي علشان اتصل بيكي قبل ما تنامي واطمن عليكي، الاولاد بينامو كل يوم علي الساعه ١٠ تفضلي تكوني معانا وانا بحكي ليه قصة قبل النوم ولا اتصل بيكي بدري عنهم،

تناولت منه رودينا الهاتف بسعادة كبيرة، وقبلته من وجنتاه وقالت:
لا هستني تتصل بيا واكون معاكم وقت ما بتحكي ليه الحدوته، شكرًا ليك يا بابا انك بتحقق ليا كل حاجه كنت  يتمناها، وبحلم بيها،
اخوات واب وكمان تحكي ليا حدوته قبل النوم  كل يوم، ربنا ما يحرمني منك يا احلي اب في الدنيا،

ترجلت رودينا من السيارة بعد أن ودعت ابيها واخواتها وانطلقت الي شقتها سعيدة من اهتمام ابيها بها وحياتها الجديدة التي أصبحت كامله كم تمنت:
وصلت الي شقتها وأشارت اليه  من الشرفه كم اوصلها فانطلق حسام الي شقته مع اولاده،
طلب منهم الصعود  وتغير ثيابهم والنزول اليه مره اخري استغرب الاولاد ذلك لكنهم نفذو امره،
اتصل حسام علي ليلي وطلب منها أن تجهز الاولاد
لانها سياخذهم في رحلة نيليه وسيتناولو الغداء بالخارج كنوع من التغير
وبعد قليل كانو  جميعا علي احد المراكب النيلية يستمتعون بوقتهم وصحبتهم كاسرة،
كانت سعادة ليلي لا تضاهي وهي تري اولادها يلعبون ويمرحون علي المركب التي استاجرها حسام من اجلهم، قضو سويا وقت سعيد، وأصبح يوم مميز لهم

عاد الي شقتهم بعد رحلتهم السعيدة، وامضو وقتهم كالمعتاد الي إن حان وقت النوم
اوي الابناء الي فراشهم وانتظروا ابيهم كي ياتي ويقص عليهم قصة كل يوم
جهز حسام نفسه للقيام بدوره المعتاد أمسكت ليلي يده وقالت بحنان:
كفاية عليك النهاردة، من الصبح صاحي حتي ساعة القيلولة اللي بتريح فيها  اخذت الاولاد وفسحتهم،
ادخل انت ريح جسمك وانا هحكي ليهم الحدوته

نهض حسام واستقام تاركًا عنه الخمول والكسل ورد عليها برحابة صدر:
حتي لو تعبان،  ده احسن وقت من يومي هو وقت الحكايات، لان بشوف بعيونهم الراحه والأمان وانا معاهم، وهما بيستسلمو للنوم بهدوء
وقتها بس بحس اني قمت بواجبي علي خير ما يرام
وبدعي الله اني اكون دايما ليهم  مصدر الراحه ودرع الامان فهمتي يا ام العيال،

تنهدت ليلي براحه سكنت قلبها لذلك الزواج الرائع بالغ الحنان الذي لا يقصر في حق اولادها مهما حدث،
فرفعت يداها الي الله تدعو له بالصحه وراحه البال  وكذلك شكره  علي أن وهبها إياه

دلف حسام علي الاولاد الذين كانو بانتظاره فسألهم:
ها مستعدين يا حبايب قلبي ولا لسه،  ها تحبو اقعد جمب مين فيكم  النهاردة

أفسح سامر مكان لابيه بجواره وقال بحماس:
النهاردة يومي يا بابا اتفضل انا سيبت ليك مكان جمبي، تعالي خدني بحضنك

جلس حسام بجوار سامر وقال لهم:
ماشي يا بطل، بس في حاجه مهمه لازم نعملها الاول اصبروا عليا اتصل برودينا علشان تسمع الحكاية وتنام معاكم لانها بانتظاري

اتصل حسام برودينا كم وعدها وانتظر ردها الذي اتي سريعًا وبلهفه:
بابا حبيب انا مردتش انام واستنيتك، بعد اذنك بس هستاذن من ماما وادخل اوضتي ثواني ممكن

وافق حسام علي منحها الوقت الكافي لتلقي علي والدتها تحية المساء وانتظر صامتًا حتي تستأذن من،والدتها فسمعها تقول لها بحماس:
ماما بابا اتصل اهو صدقتيني لما قولتلك هو وعدني ويكلمني وهو بيحكي لأخواتي حكاية قبل النوم
يلا تصبحي علي خير يا احلي ماما،

بعد دقائق قليله سمع صوت والدتها وهي ترد عليها
اغلب الظن بعدما نامت في فراشها ودثرتها،
حطي سماعه واحده  كفاية علشان تعرفي تنامي، وابعدى الفون عن راسك علشان متتعبيش من ذبذباته باذن الله هجيبلك بكره سماعات استريو صغيرة، علشان تسمعي منها من غير ما تاذي نفسك بالسماعه، والذبذبات لقرب التليفون منك،

   ثم قبلتها بقوة وحب وختمت حديثها:
تصبحي علي خير يا رودي يا احلي ما في دنيتي،

عم السكون الاتصال وسمع حسام رودينا تقول:
يلا يا بابا انا مستعدة بس الاول تصبح علي خير انت واخواتي ربنا ما يحرمني منكم

ردو عليها أولاده وكذلك هو وبدا يقص عليهم حكاية كل يوم الي أن هدأت أنفاسهم جميعا حتي رودينا التي نداها أكثر  من مره ولم ترد عليه فتأكد انها نامت
دثر أولاده وقبلهم جميعًا وخرج من غرفة الاولاد الي غرفته فلحقته ليلي بفنجان القهوة المعتاد شكرها علي تعبها معه، فاستاذنت منه كي تصلي ركعتين لله
علي ما ان يشرب قهوتها،أؤما لها بالموافقة فانصرفت
ما ان خرجت ليلي امسك هاتفه واتصل علي سوزان
التي لم ترد الا بعد عدة اتصالات واخيرًا ردت بضيق:
خير يا استاذ حسام، مش نفذت اللي انت عايزه حتي ايام عدم وجودك هتكون مسؤول عن نوم بنتي

ضحك حسام بمرح حذر ورد عليها بهدوء:
الواضح أن حكاياتك مش بتعجبها ذنبي انا ايه،

تاففت من رده الجاف والغير عادل لها كام لوحدتها  تسعي إلي ارضاءها دائمًا  علي حساب نفسها
فسألته بحدة وضيق:
طيب تمام حضرتك استاذ في كل حاجه، ممكن اعرف انت بتتصل بيه ليه مش خلاص كلمت رودينا ونامت  عايز مني ايه ،ثم ده وقت تتصل فيه

ضحك حسام علي لومها له باتصاله بها ورد بسخرية:
ماله الوقت اظن انا بكلم مراتي مش حد غريب، ولا انت ناسية يا مدام انك حرمي المصون،

زفرة بحدة وردت عليه:
وان يكن انا بنام بدري لشغلي، وحضرتك عارف كده
ممكن اعرف بقي سبب اتصالك علشان اكمل نومي

رد بسخرية علي رغبتها في التخلص منها بعناد:
بصراحه قلت اتصل اطمن عليكي واعرف احوالك، وبالمرة اقولك تصبحي علي خير

كتمت غيظها من أسلوبه المستفز، ورده انه للاطمئان عليها كأنها طفله صغيره محتاجه الي رعابته:
اوك انا بخير شكرا لسؤالك تصبح علي خير سلام

أغلقت الاتصال دون أن تنتظر رده فوضع حسام الهاتف بجواره واخذ يضحك بمرح محدثًا نفسه:
ياما نفسي اشوف وشك دلوقتي، اكيد جميلة وانت متعصبه زي ماانت رائعة الجمال في هدوءك
***************
مر باقي الاسبوع سريعًا، واستيقظت سوزان علي قبله من ابنتها تودعها بها قبل نزولها الي حسام الذي اتي كي ياخدها ليقضي يوم الجمعة مع اولاده
ودعتها سوزان، ونهضت مسرعه الي الشرفه كي  تطمئن عليها بأنه في انتظارها، ظلت تراقبهم الي ان تحركت السيارة واختفت عن الانظار

بعد مغادرة ابنتها قررت سوزان اخذ اليوم راحه تامه من كل الضغوط التي عاشتها من وقت مرض رودينا وما شابهها من مشاكل وتعقيدات الي زواجها من استاذها، لهذا دخلت غرفتها وأتت بمصحفها
وجلست تقراء منه ما فاتتها طوال الفترة الماضية من ورد يومي كانت تواظب عليه
لهذا لم تشعر بالوقت الا عند دخول المربية عليها وقت العصاري وقالت لها بتعجب:
مدام سوزان انا خلصت كل حاجه وجهزت الغدا، تحبي اجهزلك السفرة قبل ما امشي ولا حضرتك هتستني  البيه ورودينا لما يجو  وتتغدو معاهم

رفعت سوزان راسها عن المصحف وسألتها بحيرة:
هي الساعة بقت كام  علي كده علشان عايزه تروحي، مش انت بتمشي النهاردة بعد العصر،

ردت عليها المربية بابتسامه بشوشه:
ايو يا ست هانم بمشي العصر، ودلوقتي الساعه داخله علي خامسه،انا استغربت لما لقيتك قاعدة في اوضتك مخرجتيش من وقت ما رودينا خرجت مع البيه، او حتي طلبتي قهوتك بعد الفطار، قلت يمكن نايمه، لكني اتاخرت عن ولادى فدخلت أسألك

استغربت سوزان مضي الوقت سريعًا وهي تقرأ القران الذي أراح قلبها ونفسها المراهقه، فاغلقت المصحف بعد أن تصدقت وقالت لها:
فعلا انت كده  اتاخرتي علي ولادى،
طيب يا سعاد اتفضلي انت وانا  هنتظر رودينا لحد ما ترجع  واتغدا معاها

شكرتها المربية علي تقديرها لها، وانصرفت، جلست سوزان في الصاله وشغلت الTV 
  فجأة دلفت عليها رودينا وهي سعيدة ومرحها عادتها من يوم شفاءها  وزاوج امها من حسام
هرعت اليها والقت نفسها في حضنها وقالت بمرح:
غمضي عينك يا مامتي بابا جايبلك هدية حلوة

انتفضت سوزان باحتجاج مقدما علي رفضها الهدية وقالت لحسام الذي ولج للتو حاملًا مجمعه من الشنط والهدايا :
اسف يا حسام انا مش هقبل منك اي هدية، كفاية الغرامه اللي غرمتها ليلة كتب الكتاب واظن كده شئ زايد عن اللزوم ومن ناحيتي مرفوض تمامًا

نظر حسام إلي رودينا ونزل الي مستواها عاتقها بحب وقال لها بحزم حتي لا تجادله:
رودي ادخلي اوضتك غيري هدومك علي ما اكلم ماما في موضوع مهم ماشي يا قلبي بابا

وافقت رودينا ودلفت الي غرفتها، طالع حسام سوزان بريبة وغامت عيناه فجأة بغموض وقال:
وحشتني عصبيتك واصرارك الواهي، لان كلامك عن رفضك هديتي غير مقبول، لانها مش هديه بالمعني الحرفي لكنه اسلوب حياة  هتعيشي بيه بعد كده

جفلت من حدة كلامك وأسلوبه الغامض وسألته بحيرة عن مقصده:
مش فاهمه انت قصدك ايه بالظبط، يعني ايه أسلوب حياة  هعيش بيه هي هديتك  نوعها ايه،

فتح أحد الشنط التي يحملها وأخرج لها مجموعه من الطرح ومعها طقم يماثل زيها الرسمي بالبنك وقال:
باذن الله ده هيكون لبسك  بعد كده، اظن  عندك ملابس كتير تقدري تستغني فيها عن الجيب القصير، ببنطال، ولو محتاجه اي ملابس تناسب حجابك بكرة هنزل انا وانت نتشريهم اتفقنا

نظرت سوزان الي الثياب والطرح باستهزاء، وردت عليه بسخرية وتهكم غير متقبله سياسة الأمر الواقع:
انت عايزني البس الحجاب، اوك ده خطوة بفكر فيها
لكن استحاله اسمحلك تفرضه عليا قبل ما اقتنع بيها،
ثم مظهري ولبسي ده شئ يخصني وحدى،
ومش هسمح ليك أو لاي حد كان انه يفرض عليا شئ ضد رغبتي، اتفضل خد الحاجات دي رجعها لانها ملتزمتيش، و غرامه ليك علي الفاضي

لم يعقب علي كلامها بل قال بتصميم وإصرار:
مليزمكيش لكن يلزمني، طوال ما انت مراتي  وشايله اسمي ومسؤول عنك يبقي هتحاسب عليكي قدام ربنا،علشان كده انت ملزمه تنفيذ طلبي لاني رافض مراتي تكون متبرجه، وبصراحه انا مستغرب منك، ازاي بتحافظي علي فروضك ووردك  اليومي، وبنفس الوقت بتغضبي ربك بعدم ارتداءك الحجاب،

ضربت يداها كف بكف وصاحت فيه بثورة عارمه:
وانت مالك هو ربنا هيغضب عليك ولا عليا، واديك قلت انها حاجه بيني وبين ربي، ايه لزمت الحجاب ومعملش بيه، انا اخذت عهد علي نفسي البسه لما اكون قادرة اعمل بيه والتزم
ثم انت مش جوزي  علشان تتحاسب عليا، وانا وانت عارفين أنه زواجنا مجرد زواج شكلي
فبلاش اسلوب فرض العضلات دي عليا وسياسة فرض الأمر الواقع، لاني مش هرضخ ليك تاتي

فجأة امسكها من ذراعها ورد عليها بحدة:
سواء تممت جوازي منك او لاء، فأنا زوجك بالشرع والقانون وهتطعيني لاني مقبلش علي نفسي تكون
مراتي فرجه للناس يمتعو نظرهم بيها،
هي كلمه هتلبسي الحجاب وتلتزمي بيه، ولا نخلص من الحكاية دي وكل واحد يكمل حياته بحرية

لم تتوقع سوزان أن يهدد حسام بالطلاق لكي يفرض عليها طاعتها والرضوخ له، فصاحت بغضب:
لاء مش هلبس الحجاب وانا حره، واللي انت عايزه اعمله، وتهديدك خليه لنفسك انت مين علشان  تفرض عليا حاجه ضد رغبتي، فوق يا استاذ انت مجرد زوج علي الورق، تمثيلها لوقت معين وتنتهي وكل واحد منا يروح لحالها، افهم وضعك قبل ما تفرض نفسك

نظر اليها حسام بحده لم يرد عليها،لكنه جمع اشياءه وأخذهم في يده بعدما اخذ نفس عميق وقال:
ثمام كلامك حقك، بس انا مش بتنازل عن حقوقي،
ومدام مش هتكوني زوجة تساعدني علي  دخولي الجنه بطاعتها يبقي متلزمتيش، مدام سوزان انت

خرجت رودينا عند هذا وامسكت يداها وصرخت بلوغه وعيون باكية:
لا يا بابا متسبنيش لو هتطلق ماما خدني معاك انا ما صدقت لقيتك ارجوك يا بابا انا بحبك اوي

ربت حسام علي كتفها بحنان وكفكف دموعها وضمها اليه بقوة وقال:
سامحيني يا رودينا، انا مليش مكان هنا مش بايدى انا عملت كل حاجه علشان اعوضك احتياجاتك لكن والدتك للاسف مش بتساعدني اكمل معاها،  علشان كده انا مضطر امشي،

هزت  رودينا راسها برفض وصاحت في امها بجزع:
انت ليه بتكرهيني، خلاص مش عايزاني انا هريحك مني، لو بابا حسام خرج من هنا انا هخرج معاه انا بحبه وبحب أولاده اللي بقو اخواتي
كفاية حرمتني من كل حاجه من أب واخواتي وكمان عايزه تحرميني منه انا بكرهك يا ماما بكرهك

تافف حسام من ثورة رودينا عليها وحذبها اليه بقوة وامسك وجهه بين كفاه وقال لها بهدوء وتحذير:
رودينا انت بتقولي ايه دي ماما حبيبتك اكتر انسانه ضحت علشانك وعاشت ليكي، يلا روحي اعتذري منها واوعي اسمعك تقوليوليها بكرهك تاتي فاهمه
وقتها انا اللي هزعل منك ومش هكلمك أبدًا

تقدمت رودينا من والدتها نادما والقت نفسها في حضنها وانهارت باكية بحرقه :
اسفه يا ماما انا بحبك بس ورحمة جدو وبابا عندك ما تحرمنيش من بابا حسام انا مصدقت بقي بابا

كل هذا حدث وسوزان صامته بصدمه، فجأة انهمرت دموعها تعبر عن شدة المها الداخلي, وكسرة قلبها ولوعته من خسارة حب ابنتها وكرهها لها الذي صرحت به دون أدني مراعاه بمشاعرها، ضمتها الي صدرها بقوة تعتصره عليها وقالت بصوت مهزوز  ومشاعر مضطربة:
لا يا رودينا متخافيش مش هحرمك من بابا حسام، اوعدك حتي لو وصلت لكسرة نفسي وموت روحي مش هحرمك منه، مبسوطه كده

تهللت اساريرها وقبلت وجنتاها بقوة وقالت:
انا بحبك اوي يا ماما ربنا ما يحرمني منك لا انت ولا بابا، يا احلي حاجه في الدنيا كلها،

رفعت سوزان نظرها الي حسام بحسرة وانكسار وقالت:
يارب تكون سعيد بانك انتصرت عليا وقهرتني،

ربت حسام علي كتف رودينا ودفعها نحو غرفتها وقال لها بمرح كاذب:
يلا علي اوضتك يا شقيه ومتخرجيش الا لما اخلص كلامي مع ماما اتفقنا

قبلت وجنتاها  تأكيد علي موافقتها وهرعت الي غرفتها وأغلقت الباب خلفها، لم تستطيع سوزان السيطرة علي انكسارها فطالعتها بالم وقالت بتأثر:
اظن كده انت فرحان وسعيد لانك كسرتني علشان بنتي ووصلتها بانها تقولي بكرهك ، انت السبب  وانا عمري ما هسامحك يا حسام عمري ما هسامحك،

طاطات راسها ارضا كي تخفي دموعها التي انهمرت بغزارة، جثا حسام علي ركبتاه امامها ورفعت وجهها ونظر الي عيونها الساحرة رغم دموعها، تنهد بقوة وكفكف عبراتها بكف يده واحتضن  وجهه  بين كفاه وتمعن بالنظر فيهم وقال:
لا يا سوزان هتسامحيني، لانك واثقه ومتاكدة انا ماذنبتش في طلبي بانك تتحجبي، أما  رودينا انت عارفه انها متقدرش تستغني عنك،
مش فاهم ازي وانت انسانه متعلمه ومثقفه مش قادرة تتفهمي بنتك وتعرفي محتاجه ايه وتتعاملي معاها علي اساسه،
يا سوزان ، رودينا محتاجه معامله نفسيه مش تربوية، لان لو اتعاملنا معاها تربويًا استحالة كان حد منا هيتقبل موضوع جوازنا حل لازمتها ارضاءها
ليها وتنفيذ طلباتها بالساهل كده لانه ده يبقي اسمه دلع مش تربيه
لكن رودينا محتاجه تتعاملي معاها نفسيا علشان تسيطري علي مشاعرها البريئة اللي مش قادرة تميز بين الصح والخطا بين الواجب والحق والمتاح
وانا فعلا بتعامل معاها من المنطلق ده علشان كده كسبتها باحتوائي ليها وحست بالراحه والأمان معايا
لكن  هيفضل حبها ليكي هو  ألاساس لانك امها احن انسانه عليها بالوجود هو ده اللي لازم تفهميه

حررت وجهها من بين كفاه وانتحبت بقوة غير قادر بأحكام السيطرة علي ضعفها وانهيارها امامه، صاحت بلوعه غير مصدقاها ان مصيرها أصبح بين يداه:
انت السبب، علشانها تقبلت الحياة وعشت ليها  واتحملت مسؤوليتها وحدي ومكنش حد يقدر يفرض عليا حاجه في حياتي، لحد ما ظهرت انت، 
مين ادلك الحق انت عارف دورك بالنسبالي ايه، ليه مصر تتعدى حدودك وتفرض سيطرتك عليا وتتحكم فيا وفي تصرفاتي بدون وجهه حق  دا جوزي .....

قاطعها حسام بحدة ورد عليها بحجه افحمتها:
كان جوزك انا دلوقتي جوزك، ولو إتمام زواجي منك هيكون سبب لطاعتك انا هتممه، علشان اكسب بيكي الجنه وأراضي ربنا بطاعة أهل بيتي

صعقت سوزان من فكرة أن يصبح زوجها شرعًا وصاحت بذعر وهلع:
انت بتقول ايه ده مكنش اتفقنا، جوزي منك  هيفضل علي الورق غير كده انا مش هسمحلك

ابتسم حسام يتهكم ورد عليها:
مفتكرش اني اتفقت معاكي علي حاجه زي دي ومش معقول اخالف شرع ربنا لان زوجتي اتفقت معاكي،   يا سوزان انا هنا الراجل اللي بقرر وماظنش اني وفقت علي طلبها منك بأن الزواج يكون علي ورق
أو قبلت شرطك ،يعني حقي فيكي قائم

ارتجف جسدها بشدة وهمت أن تنهص من امامه حتي تستطيع الهرب منه ومن التزام من الممكن أن يفرضه عليها، امسكها حسام من كتفها وتثبيتها مكانه وقال لها بهدوء حذر:
متقلقيش علي نفسك يا سوزان، العلاقه السليمه لازم تكون بالرضا بين الطرفين، فانا لو مش بفرض عليكي حقوقي، ده لاني واثق برفضك التام للغلاقةبينا
لكن مش معني كده انك تخرجي عن طوعي،
لما قولتي لي ليلي أن دوري هيقتصر  علي اني اكون مسؤول عن رودينا ومليش أن ادخل في شئونك ده مش من حقك
رودينا مش مسؤوليتي مسؤوليتك انت لانها بنتك
وانت اللي مسؤوليتي لانك مراتي ولاني قايم عليكي فا هتولي مسؤولية بنتك  معاكي مش العكس
يعني  طاعتي أصبحت واجبه عليكي ومنها انك تظهر بالمظهر اللي يناسبني انا كراحل متدين وتربوي
وكوني قدوة ومثل اعلي للغير،

اخذ نفس عميق وتامل ملامحها الجميلة بهدوء  واكمل باستفسار:
ممكن تقوليلي ازاي اكون قدوة للغير وزوجتي شعرها  ظاهر ورجليها مكشوفه وتفاصيل جسمها متاحه للفرجه وإثارة الرغبة
اسف مقبلش ولا في راجل عنده نخوه  يقبلها علي نفسه، انت مراتي وهتحاسب عليكي وقدام الكل انا مسؤول عنك لان محدش يعرف بعدم إتمام جوازنا
الا انا وانت وليلي واظن صديقتك
يعني  محسوبه عليا وتصرفاتك ومظهرك يسئ ليا علشان كده  طلبت منك تلبسي الحجاب
علشان محدش يقول محجب مراته الاولي وبيحافظ عليها وقابل علي مراته التانية السفور لانه بيدلع معاها، اتمني انك تكوني فهمتي  وجهة نظري وسبب طلبي للبسك الحجاب وتسامحيني

دمعت عيناها غصب عنها، فأخذ حسام بيدها أوقفها وفجأة ضمها اليه يحتوي حزنها وحسرتها وقال:
صدقيني يا سوزان اللي بعمله علشانك  علشان تكسبي رضا ربنا، قبل ما يمس اسمي وشرفي، كل هدفي انك تكملي طاعتك للربك بالتدين

صدمت سوزان  من تقبلها احتضان حسام لها  دون شعورها بالنفور  منه أو الرفض له، فقد شعرت بحنانه من ضمته لها  البرية دون أي تجاوزت احتواء فقط،
أخرجت نفسه من حضنه بهدوء وقالت بارتباك:
حاضر يا حسام باذن الله هحاول اتقبل وضعي الجديد ويمكن ربنا جعلك سبب لأخذ القرار بلبس الحجاب، شكرا ليك واسفه لعصبيتي معاك
بس ليا رجاء اتمني متضغطش عليا تاني برودينا انت عارف اني عايشه علشانها، بلاش تمسكني من نقطة ضعفي وتلوى دراعي لان هيجي وقت واتغلب علي ضعفي ووقتها هظلم بنتي وهتكون انت السبب

ابتسم حسام بمرح وإزاحة عن عيناها خصله من شعرها ثائرة علي جبهتها فاخفت نصف عيناها وقال:
حاضر اوعدك هتكون اخر مره اخذ الموقف ده معاكي بس لعلمك انا مقصدتش الوي دراعك زي ما انت فاكرة،انا كان كل غرضي افهمك حقوقي عليكي وبس

فجأة وضع يده علي بطنه وقال بمزاح:
علي فكره انا وردي متغدناش كويس اكلنا كده وكده معاهم علشان نجي نتغدا معاكي
ياتري هتاكلينا ولا نطلب دليفري بطني صوصوت من الجوع واكيد رودينا نفس الشئ

هزت راسها بايماءة مرحه لتمثيلها الجوع وقالت له:
لا الاكل جاهزة وبانتظاركم، اتفضل انت غير هدومك علي ما احضر السفرة،

رفض حسام أن تقوم وحدها بتجهيز السفرة وقال:
انسي انا جعان هجهز معاكي السفرة نتغدا سوا الاول وبعدها اخد شاور واغير هدومي براحتي اتفقنا

لم تستطيع سوزان الرفض أمام اصراره،فعلا شاركها اعداد السفره وبعد ذلك دلف علي رودينا غرفتها وحملها بمزاح  علي كتفه واجلسها امام امها وجلس هو علي راسها السفره،
تناولو الغداء سويا لاول مره منذ يوم زواجها، لهذا شعرت سوزان بالحنين الي جو الاسرة التي شعرت بها  في جلوسهم سويا وحوارتهم الشيقة
فجأة انكرت شوقها الي حياة أسرية هادئة ومثالية
واستاذنت منهم ودلفت الي غرفتها واغلقتها عليها الي اليوم التالي،
*************
كالعادة استيقظت علي حالة من الهرج والمرج خارج غرفتها، فنهضت غاضبة علي هذا الوضع الذي لا يلائمها يوم إجازتها التي تنشد فيها الراحه،
لكن حين فتحت الباب ضحكت من مظهر حسام وهو يؤدي تمارين الصباح مع ابنتها بكل نشاط وهمه

أشارت لها رودينا كي تشاركهم وقالت:
تعالي يا مامي ادربي معانا  دي بابا طلع شاطر اوي

هزت راسها برفض فجذبها حسام من يدها لتنضم اليهم وقال:
فكي عضلاتك بتمارين الصباح، وكمان فكي التكسير اللي متنفعش لقمر زيك علي الصبح

جفلت من تغزله فيها امام ابنتها واحمرت وجنتاها خجلًا فضحكت رودينا معقبًا :
الحق يا بابا ماما اتكسفت علشان بتقولها يا قمر

كان تعقيب رودينا علي خجلها الفاصل في استمرارها معهم فتركتهم وذهبت الي المطبخ قائلة:
طيب خلصوا انتو تمارينكم علي ما اجهز الفطار

لحقها حسام ومن خلفها هتف بصوت خافت:
مفيش داعي تجهزي حاجه انا جهزت الفطار من بدري واستنيتك تصحي  علشان نفطر سويا،
يلا حضريه علي ما اجهز انا السفره

صدمت سوزان من طاقة النشاط التي يتحلى بها،  لتجهيز كل هذه المعجنات وترتيب الوجبه بهذا الشكل الجميل كانه هو المسؤول دائما عن تجهيز الافطار
مما أثار فصولها فسألته أثناء تناولهم الطعام:
هو انت دايما  يوم الأجازة بتجهيز الفطار لاولادك ، ولا بتعمل كده هنا استثنائي علشان تعلق بنتي بيك اكثر وتأكد ليها علي مدي تقصيري في حقها

زفر حسام بضيق وبرر سبب أفعاله:
ايوه انا باستمرار اللي بجهز الفطار لاولادي ومش شرط الإجازة اي وقت بقدر اساعد ليلي بدخل واساعدها عادي وباستمرار، ولسبب بسيط
انا بعد ما نزلت مصر ودخلت الجامعه فضلت ثلاث سنين مسؤول عن نفسي مسؤولية كامله
رغم أن كنت اقدر اجيب خدامه لكن فضلت اتعلم اساسيات الحياة، وأما اتجوزت ليلي وربنا رزقنا بالتؤام الاخير كان صعب اترك ليها المسؤولية مع اربع اطفال فكنت دائما يساعدها وياما ايام مرت بينا كنت  أنا اللي بقوم  بكل المهام
يعني أصبح طبع فيا مش رسم علشان أسرق حب بنتك منك او اخليها تحس انك مقصره معاها

القي منشفتها ونهض فجأة من علي السفرة واقترب منها قائلًا بصوت خافت حتي لا تسمعه رودينا:
للاسف احكامك دائما ظالمه ومحجفه في خقي، مش فاهم ليه بتفهمي مرونتي في التعامل مع بنتك أنه تحايل علي علاقتك بها،

تركهم وغادر الي غرفته، شعرت سوزان بسخافة موقفها لكنها أكملت أفطارها دون أن تعتذر منه،
بعد ذلك دلفت الي غرفتها وغيرت ثيابها وخرجت اليهم قراته يذاكر لابنتها فقالت لهم:
انا اسفه لاني مضطر انزل ازور ريهان لانها مريضة

رفع حسام راسها اليه وابتسم حين راها ترتدي الحجاب فقال:
لا الف سلامه عليها، اتفضلي طبعا، بس سيبي عربيتك وخدي تاكسي ولما توصلي ابعتيلي اللوكشن علشان هنمر  عليكي انا ورودينا

ابتسمت بحيرة وسألته:
هتمرو عليا ليه ثم انا هقعد معاها ساعه وراجعه مش هغيب، مفيش داعي تتعب نفسك وتجي تاخدني ،
الطريق مش بياخد ربع ساعه  من هنا لعندها

نهض حسام ووقف امامها وقال لها بجدية:
ساعه كويس جدا اكون خلصت مذاكرة لرودينا،بعدها همر اخدك نتغدا بره، لاني لاحظت ملكيش في الطهي

ردت عليه رودينا بتعجب:
لا يا بابا دي ماما اكلها حلو اووي واحسن من اي حد وكانت دايما تعمل لينا الاكل يوم إجازتها

رمقها حسام بتحدى يريد أن يتأكد من حديث رودينا
فقال يتستفزها:
والله بارودي انا لازم ادوق واحكم، وبما اني لا دوقت ولا جربت اكلها مقدرش اقول ان اكلها حلو
واظن مدام ماما هتخرج تزور صاحبتها مش هينفع تجهز لينا الغدا فأنا عازمكم ايه رايك

اخذت تقفز بفرحه وسعادة:
ماشي يا بابا نتغدا بره وحياتي عندك وافقي يا ماما

زفرة بحدة وردت عليهم:
تمام خلاص اول ما هوصل هبعتلك اللوكشن سلام

امسك يدها قبل أن تنصرف  وقال معقبا علي حجابها:
سوزان ده كده مش حجاب نص شعرك ظاهر

ارتبكت من تعقيبه علي حجابها وحاولت تعديله:
للاسف كل ما احاول أثبته بيقع مني، مش عارفه اعمل ايه علشان مينزلش عن شعري

ابتسم  بحنان ونظر الي تنيك عيناها وقال بإعجاب :
لان شعرك ناعم والطرحه من الحرير، علشان كده جبت ليكي مع الطرح بندانات قطن
ادخلي يا رودينا هاتي شنطة الطرح من أوضة ماما

دلفت رودينا الي غرفة والدتها وأتت لها بما طلب،
دون إذن منها فك طرحتها من علي شعرها وتخللت يدها خصلاتها شعرها الناعمه كالحرير،لفه علي راسها وثبتها بأحد  مشابك الشعر،  وضع عليه البندانه ، وبعد ذلك لف الطرحه وثبتها جيدًا ،
ابتعد عنها ونظر إليها بسعادة وابتسم لها بفخر فقد زداها الحجاب جمال ورقه وهدوء يخطف الانفاس:
كده اظن تمام مش هتقع من علي راسك تاتي ولا شعرك الجميل ده حد هيشوفه  بعد كده

اخذت سوزان  نفس عميق وطويل  تسترد به انفاسها التي كتمتها طول وقفته امامها لتثبيت طرحتها وقالت بعد جهد جهيد:
اوك تمام كده  اتظبطت فعلا  شكرا جدا عن اذنكم علشان متاخرش عليكم

خرجت سوزان وتركتهم سويا وعيون حسام تتابعها الي ان أغلقت الباب خلفها فعاد وركز مع رودينا
لكنه ظل فكره يروده عن سر خروجها الان الذي اتي دون ترتيب ، وفجأة خطر علي  باله فكره بأن تكون ذهبت الي ليلي تشتكي منه لها من تهديده وفرض حقوقه عليها والتدخل في شؤونها الخاصه وأسلوب لباسها  وخوفها من إتمام زوجه بها
لهذا ستطلب منها أن يلتزم معها علي ما اتفقا عليه؟!
***************
يتبع .......
#سلمي_سمير

Continue Reading

You'll Also Like

63.9K 4.8K 45
بحكم عاداتـهم وتقاليدهم ضْلمت وردة، هـل سيجبر الله قلبـها بما كُتب لها، سنشاهد ونعـيش مع ابطال قصتي "ورده"و "سلام " قريباً
45.7K 1.3K 9
من انت لقد عدت من اجلك انت فانت الحياه لي
7.4M 78.3K 22
قزح ١٠٧ رواية منقولة للكاتبة زهراء سلامي هواي بنات طلبوها ولكيتها بالتلي
20.7K 695 44
اكشن-انتقام-رومانسيه تعهدت مع حالها ان تنهى حياته بيدها ان اكتشفت انه المسئول ولكن لم تضع فى الحسبان ان تسقط فى شباكه ادخلها حياته ساعيا الى هدف مح...