THE HORIZON.|| الافق

By Delphi16_12

114K 8.8K 1.5K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص
فصل خاص.

Part 35

1.8K 130 52
By Delphi16_12

ارجو من الجميع ان يدعو لأخواننا في فلسطين.. اللهم انصرهم و قويهم يارب.. اخواننا في فلسطين يتعرضون للظلم و التعذيب، و ليس بوسعنا سوى الدعاء لهم.. 💔

__________________________________________

كان الليل قد حل.. و اظلم العالم ببطئ شديد.. عاده، سكون يعم القطيع في الليل في الارجاء.. و يختبئ الاطفال في المنازل مخافه من اللاموتي السائرين.. الكبار ينتابهم القلق و الرعب من القادم.. و لم تكن حياة جيده للعيش بها.. مع ذلك، في هذه الليله، اقيمت حفله!

نشرت اخبار في جميع الانحاء عن ايقاف الحرب.. و بشكل مفاجئ، عم السلام الغابه بعد ان بدى امرا مستحيلا.. ماسيو، الذي ازال جميع جنوده قد اختفي من دون اثر بالنسبه للجميع.. و مع تسائلات السكان، إلا ان الالفا الخاص بهم لم يزودهم بالمعلومات ابدا... و بدلا من ذلك.. فاجأهم بـ اللونا.. المرأه التي ستحكم القطيع معه.. و حينها، تم دعوه الكثير من رؤساء من جميع انحاء الفصائل.. و تم اقامه حفله كبيره للونا التي انتظرها الجميع لمئه سنه..

حفله تنصيب اللونا المستقبليه! اللونا التي عرف الجميع بوجودها بشكل مفاجئ.. كانت بالفعل تثير الفضول لدى جميع المستذئبين.. و تسائلو من تكون؟ هل هي مستذئبه او ربما من فصيله اخرى من خارج القطيع.. او ربما.. هي ذاتها المرأه التي تم رؤيتها برفقه الالفا لبضع مرات.. يحملها بين يديه وكأنها اثمن كنز في العالم!

و في الخفاء، بعيدا عن الحفله.. طلب إيڤان من ماسيو حمايه القطعان البعيده.. حمايتهم لعله يكفر عن ذنبه.. و لم يكن وكأن ماسيو قد اعترض ابدا.. بل وافق ببساطه و من دون اعتراض.. كان ذلك حين تحسن مزاج ادريان اكثر.. و قل قلقه على القطعان البعيده حين طمأنه إيڤان ان ماسيو لن يؤذي احدا بعد الان!

في النزل.. كان البشر قد تم دعوتهم لحضور الحفله.. و لم يبدو وكأن هناك من سيتجاهل القدوم و خاصه بعد ان ارسل ادريان الكثير من الملابس الفخمه لأرتدائها.. في غرفتها، كانت تقف امام المرآه.. ملامح التوتر و القلق منتشره على وجهها.. ولكن لم يكن لأمر جدي حقا!.. حركت جسدها قليلا للجانب مما جعل شعرها الاسود يتبعثر حولها.. ثم نظرت لجسدها المنحوت في المرآه و تسائلت ان كان هذا الفستان ملائما حقا للحفله!!

كان فستان ازرق سماوي جميل مصنوع من الحرير.. ضيق يظهر خصرها المنحوت و منحنيات جسدها المغري.. ضيق من الصدر، عاري الكتف اظهر عظام تروقتها.. كان فستان لم تتوقع انها قد ترتدسه من قبل!.. ربما، لأنها تخيلت حفله بملابس تقليديه طويله ساتره بالكاد تظهر شيئا!

ولكن.. ما ترتديه.. كان ابعد مما تخيلته في الواقع، و تسائلت ان كان عليها تغير ملابسها و ارتداء بنطال و قميص بدلا من ذلك!!.. على ايحال، لم ترتدي ملابس مثل هذه من قبل.. و الخروج كان فقط محرجا عندما تكون نصف عاريه!

اخرجت نفسا عميقا.. و ثم استدارت مجددا للنظر لجسدها لعل ذلك يجعلها تثق في نفسها اكثر قليلا.. ولكن، لم يصبها سوى التوتر و هي ترتدي ملابس لم ترتديها من قبل.. و تسائلت، ان كانت هي ترتدي ملابس شبه عاريه كـ هذه.. ما الذي سترتديه إلين اذا!!

" حسنا إيڤا.. الجميع سيرتدي ملابس مثل هذه..لا داعي للتوتر.. ا. انا ابدو جميله!"

ابتسمت بتوتر و هي تنظر للمرآه و شعرت بالحرج اكثر حين حاولت تقليد إيڤان و مدح نفسها.. و لكن ذلك فقط جعلها تزداد توترا.. هل حقا ستكون حفله حيث سيرتدي الجميع مثل هذه الملابس؟ هي لم تكن تعرف ذلك.. ولكن كل ما تعرفه، انها لن ترتاح حتى ترى شخص آخر يرتدي ملابس راقيه مثلها!

و مع انها حاولت التخفيف عن نفسها.. إلا ان الامر لم ينجح حقا، كانت متوتره بشده.. و تسائلت اين ذهب إيڤان فجأه! كان معها منذ بضع ساعات.. ولكنه اختفى و لم يظهر ابدا بعد ذلك!.. اغلقت عينيها بقوه و تنفست بتوتر اكبر حين تذكرت حديث إيڤان

" سأذهب للتحدث مع ادريان و اعود.. ارتدي هذا الفستان! لقد اخترته بنفسي لذلك انا متأكد انكِ ستكونين الاجمل في هذه الحفله التافه!!"

كان هذا ما قاله بوجه سعيده فرح بعد ان دفع صندوق كبير احتوى على فستانها و مستلومات قد تحتاجها! و حينها ادركت، ربما هي لم تكن متوتره بسبب الحلفه.. بل بسبب ذوق إيڤان المثير!.. كان من الجيد فقط ان الفستان لا يمتلك فتحه تظهر فخذها!

فتحت عينها.. و نظرت لنفسها مجددا في المرأه الطويله.. لقد وضعت احمر شفاه ابرز شفتيها الممتلئه.. القليل من مستحضرات التجميل التي اظهرت جمالها بشكل جذاب.. مع انها لم تدرك متى امتلكت خبره في مستحضرات التجميل.. إلا انها وجدت يدها تتحرك بأحترافيه، وكأنها كانت تفعل هذا في الماضي كثيرا!.. شعرها الاسود الناعم تركته منسدلا على ظهرها.. و حاولت قدر الامكان، عدم اظهار رقبتها التي تلونت بألوان عديده..

رفعت يدها،ثم ابعتد شعرها و لمست رقبتها القمحيه الصافيه.. بالطبع لم تكن كذلك في الواقع! لقد كان جلدها مغطي بعلامات ملكيه في كل مكان!.. ابتدائا من رقبتها و حتى يديها و قدمها معدتها و حتى صدرها!.. إيڤان لم يرحمها ابدا.. بل استمر بعضها في بعض الاحيان!.. و بسبب تلك الاثار التي خلفها.. اضطرت لأستخدام نصف مستحضرات التجميل على جسدها لأخفاء تلك العلامات.. و من الجيد ان الامر نجح!

كان سيكون الوضع مخجلا اكثر اذا لم ينجح الامر في الواقع!

" عندما يعود.. انا سأتأكد من التحدث معه بشأن هذا!!"

همست بعبوس.. لقد مره يومين منذ تلك الليله.. و شعرت ان جسدها قد تحطم! لم تستطع النهوض ليوم كامل و تألمت بشده طوال اليوم الثاني.. إيڤان الذي شعر بتأنيب الضمير اعتذر بشده و حتى انه احتضنها قائلا انه سيكون اكثر رقه في المره القادمه!!

و مع انها شعرت بالخجل طوال الوقت.. إلا انها لم تعترض ابدا.. بالطبع كان الامر مختلفا حين رأت جسدها المشوه! و اقسمت له انه ان تجرأ و لمسها مجددا سيكون في عداد الموتي!! في النهايه.. تذمر إيڤان قليلا، و استمر بمحاوله ارضائها و الاهتمام بها ايضا.. ربما، تهدئ و تسامحه!

حركت قدمها مبتعده عن المرآه بعد فتره.. و تسائلت ان كان يجب ان تخرج الان، ام تنتظر إيڤان حتى يأتي لأصطحابها.. و مع بعض الوقت من التفكير.. قررت الخروج و التوجه للخارج، لعلها تلتقي بشخص تعرفه!.. ربما سارة، او حتى مانويل!

تنفست بعمق قبل ان تزيل توترها ثم تقدمت نحو الباب بخطوات متزنه، رفعت يدها لمقبض الباب و انزلته ببطئ للخروج.. إلا انها توقفت فجأه، و تجمد جسدها حين رأت انطونيو الذي يقف امام الباب.. بينما يرتدي بدله بنيه.. عينه قد اتسعت عند رؤيتها و ابتسم بسعاده ثم تحدث بصوت عالي متوتر

" ل. لقد كنت على وشك طرق الباب...ل.لا اعني، انتِ جميله جدا! ان لم تمانعي.. هل يمكننا الذهاب معا للحفله!!"

مد يده لها و على وجهه ابتسامه تكاد تشق وجهه.. نظرت ليده الممدوده لبضع دقائق.. و لم تجب، و تسائلت ان كان عليها انهاء حب هذا الرجل! لقد كانت تمتلك إيڤان! الرجل الذي ارادت دائما وجوده حولها.. الرجل الذي احبته في جميع احلامها! بالنسبه لها.. ان كان انطونيو سيء او جيد، كان يجب ان يتوقف و يكمل حياته.. و تركها وحدها!

" انا اعتذر.. ولكن هناك بالفعل شخص اخر انتظره.. لذلك، سيكون من الافضل ان تبحث عن شخص آخر"

اجابت بهدوء بينما تنظر له بعين سوداء مليئه بالجديه.. و تمنت ان يفهم انطونيو حديثها! انها بالفعل لشخص آخر.. و لم ترغب بأي اضافات ابدا!

إلا ان انطونيو الذي نظر لها للحظات ابتسم بخفوت.. و امسك بيدها محاولا اخراجها من غرفتها.. إلا ان الاخرى التي عقدت حاجبيها حاولت ابعاد يده عنها و المقاومه.. إلا ان قوه انطونيو.. حتى و ان كان ضعيفا، اقوة منها بكثير!

" اعرف جيدا انكِ تمتلكين اوهام عن طفل او حتى رجل اخر.. ولكن فكري في الامر إيڤا! انتِ لن تجدي رجلا يتقبل جنونكِ اكثر مني!.. لذلك.. بدلا من العيش وحيده، يجب ان تأتي معي انا!!"

صوت انطونيو المنفعل كان مخيفا.. إلا انه لم يخفها حقا! بل اغضبها اكثر حين نعتها بالمجنونه!.. حاولت ابعاد يدها عنه إلا ان الاخر جرها بقوه حتى خرجت من غرفتها.. و كادت تسقط عليه! إلا انها و من دون ان تدرك ما حولها.. شعرت بشخص يشد خصرها، و يدخلها مجددا لمساحه الغرفه التي كانت بها من قبل

انطونيو الذي شعر بالضعف فجأه.. استدار للنظر لما يجري، و ذلك حين رأى رجلا ذو شعر ابيض مصفف للأعلى.. يرتدي نظارات شمسيه سوداء دائريه الشكل.. الجسد الضخم الذي احتضنها اخافه.. و شعر بنظره بارده موجه ناحيته كانت مخيفه لدرجه ارتجاف قدميه.. و تسائل من اين ظهر هذا الشخص فجأه!

" ما الذي تتحدث عنه ايها المخنث!.. طفلاي و حتى إيڤا، جميعهم ملكي.. لذلك، ان اردت القتال.. تعالي إلي، اعدكَ انني سأفصل رأسكَ عن جسد حينها!"

تحدث قرب اذنها و تلامس شعره الابيض مع شعرها الاسود.. صوت إيڤان الجامد المليئ بالتحذير قد اجفلها لوله.. يده التي حركها واضعا اياها على رحمها قد وترتها اكثر في حين ان انفاسه الهادئه البارد ضربت عنقها و ارسلت قشعريره لجسدها مما جعلها ترمش للحظات بينما تنظر لأنطونيو الذي نظر لها قليلا.. ثم اختفى مع رجل مرتجفه بالكاد تحركت

عند رحيل انطونيو.. شعرت به يحكم الامساك بها.. قرب ظهرها نحو صدره اكثر مما جعلها تلعق شفتيها.. اغلقت عينيها بتوتر قبل ان تفتحها و استدارت بين يديه لترفع رأسها ناظره لوجهه اخيرا

" لماذا تأخرت؟"

تحدثت بهدوء.. و حاولت قدر الامكان عدم اظهار توترها و اضطرابها من قربه.. مع ذلك،قلبها كان ينبض بسرعه.. و ارتجفت اطراف اصابعها في كل مره تشعر بعينه التي تطالعها.. عينها السوداء حتى و ان بدت قويه.. كانت واضحه بخجل شديد.. بالنسبه له، كان يمكنه ادراك ان هناك تأثير ما يلقيه على إيڤا حتى و ان حاولت هي اخفاء هذا!

و مع انه يدرك انها تفضله اكثر من اي شخص آخر.. إلا ان ما حصل لم يعجبه حقا! عبس فجأه تحت انظارها و ذلك جعلها تعقد حاجبيها بحيره.. ثم وضع رأسه على كتفها و احتضنها بقوه متذمرا بأنزعاج شديد

" كان يجب ان اكون اول من يراكِ!.. لماذا هذا المخنث هو من حالفه الحظ وليس انا!!"

ابتسامه متيبسه ارتسمت على ثغرها و اغلقت عينيها شاعره باليأس من الرجل الذي تحبه.. و لوهله، تملكها الارهاق!.. الان، عليها التعامل مع تذمره بالاضافه لخجلها من الملابس التي اختارها!

مع ذلك، إيڤا التي تعتقد ان تصرفات رجلها صبيانيه لم تحاول ابعاده ابدا.. بل رفعت احدى يديها لتتخلل اناملها شعره الابيض برفق.. و احتضنته بقوه بيدها الاخرى ثم تحدثت بهدوء

" هذا لأنكَ تأخرت.. ايضا، من يراني اولا ليس امرا مهما حقا.. يجب ان نذهب لرؤيه إلين"

ابعد رأسه عن رقبتها بسرعه ناظرا لها بعين بيضاء تعيسه خلف نظاراته ثم زم شفتيه بعدم رضي و تسائل لماذا اكبر همومه لا تعنيها!.. لقد اختار الفستان بعنايه.. و تخيل كم انها ستبدو جميله به.. خلابه و يصعب الابتعاد عنها.. و مع ذلك، لم يكن هو اول من نظر لجملها.. بل رجل مخنث آخر!

" انه مهم بالنسبه لي.. و ايضا، لماذا اخفيتي علاماتي! لقد حرصت على وضعها في كل مكان!"

ضاقت عينيه البيضاء بينما اعترض حين رأى رقبتها و يديها الصافيه.. و شعر بالانزعاج اكثر حين ادرك ان جميع الرجال سيحاولون الاقتراب منها الان!.. ربما لم يكن عليه حقا اختيار هذا الفتسان!.. كانت عبائه السحره السوداء اكثر ملائمه لجمال رفيقته!

" انت ماذا؟.. "

رمشت إيڤا لبضع مرات.. و تسائلت ان كان ما سمعته صحيحا! لقد امضت الكثير من الوقت لأخفاء تلك العلامات.. الخجل و حتى التوتر من احتمال نسيانها لمكان ما كاد يصيبها بالجنون.. مع ذلك.. كان يفعل كل هذا بشكل متعمد!! ربما، يمكنها اخيرا ادراك سبب اختياره لهذا الفستان العاري!

نظراتها قد اشتدت.. و لم يعد يشعر بنبض الفتاه المتوتره ابدا.. و ذلك جعلت يبتسم بخفوت مستخدما وجهه الوسيم، ثم تخلى عن عبوسه مقتربا من جبينها طابعا قبله رقيقه..

" هل نذهب للحفله؟ .."

تحدث بصوت لطيف بعد ان رسم ابتسامه خافته.. ثم امسك يدها ليتجهو لمكان التجمع.. و حاول قدر الامكان عند النظر لرفيقته التي شعر بنظراتها الحارقه له.. و تسائل ان كانت ستهدئ بعد تركها وحدها قليلا!

" سيكون من الافضل ان لا تفعل شيئا احمق كـ هذا مجددا! "


عبس إيڤان إلا انه لم يعلق.. و بدلا من ذلك تشابكت اصابعه مع خاصتها و احكم الامساك بيدها بقوه.. بينما تقدمت إيڤا نحوه لتمشي بجانبه.. و لم يبدو وكأنها تكره فكره الذهاب للحفله مع ايدي متشابكه ابدا.. كان ذلك يرسل مشاعر دافئه لصدرها.. مشاعر غريبه بأنها ستكون في مأمن دائما!

استدارت للنظر له بصمت.. كان يرتدي بدله سوداء قاتمه تلائم جسده.. و تعكس لون شعره الابيض و بشرته الشاحبه.. شريكها في الحفله، بدى مذهلا بطريقه ما في نظرها.. و حينها تذكرت! لقد كانت مغرمه بـ وجه إيڤان حتى في احلامها!..نظراتها كانت واضحه بالنسبه له.. و مع انه لاحظ ذلك إلا انه لم يستدر للنظر لها ابدا.. بل قرر اعطاء رفيقته فرصه لتأمل جماله!.. إلا ان تأمل إيڤا لم يدوم طويلا.. بل استدارت للنظر للأمام ثم تحدثت سألت بفضول شديد

" ولكن، لماذا ترتدي نظارات شمسيه؟"

لقد كان الليل بالفعل! و كان من الغريب انه يمكنه المشي بسهوله مع نظارات مظلمه كـ هذه!..

نظر لها بطرف عينه ثم ابتسم قليلا بخفوت قبل ان يجيب عليها

" حسنا.. اظهار عيني قد يكون غير مريح للبعض.. لذلك اعتقدت ان ارتداء شيء يخفيها امر جيد.. على ايحال، ليس الجميع يحب رؤيه رجل مع عين بيضاء! "

كان اعمي في الاصل! لقد اعتاد المشي في الظلام.. و لم يكن وكأنها مشكله بالنسبه له ارتداء نظاره سوداء في الليل.. على ايحال، كان ادريان هو الذي تذمر بأنزعاج حين قال ان عليه اخفاء عينه الغريبه.. و لم يكن وكأنه سيحاول تدمر ليله الرجل المميزه!.. كان سيكون سعيدا جدا ان اخذ إلين فقط عن إيڤا!

و ربما.. كان من الجيد فقط اخفاء قبح عينه، لن يحب احد النظر له!..و ستكون الاجواء غريبه في الحفل.. غريبه بشده وكانه دمرها.. على ايحال، لا احد يحب الاشياء الغريبه!

" ولكن.. انا احبها! "

اتسعت عينه لوهله خلف نظاراته.. و رمش للحظات قبل ان يستدير ناظرا للمرأه التي تنظر له بهدوء.. و لم يبدو وكانها تدرك ما تقوله.. لقد بدى، وكأنها تقول ما تشعر به فقط!.. تماما عندما كانت طفله صغيره!.. قهقه بخفوت.. ثم ابتسم بسعاده للمره الاولى قبل ان ينطق بنبره عميقه مليئه بالمشاعر و هو ينظر للأمام

" و انا احبك ايضا "

رمشت بتوتر ثم استدارت هي الاخرى للنظر للطريق بصمت.. و شعرت بالاطراب في قلبها.. ثم تسائلت كيف يمكنه الافصاح عن مشاعره بهذه السهوله! هل كان الامر دائما بسيطا هكذا!.. توترها جعلها يغير الموضوع و بدلا من ذلك.. قرر السؤال عن امر يثير فضوله منذ فتره طويله

" على ايحال، هل ذلك الرجل متورط في حادث الحريق؟"

نظرت لجانب وجهه لوهله و تسائلت لماذا يسأل عن امر عشوائي فجأه! على ايحال، انطونيو لا يمتلك علاقه بما حصل لها..

" لا.. شقيقته و صديقاتها كن السبب.. ولكنني سامحتهم بالفعل"

اجابت و همهم هو بصوت اجش مثير من دون اجابه.. و مع انها شعرت بشعور سيء ناحيه سؤاله.. إلا انها لم تستفسر كثيرا! لم يبدو لها وكأنه قد يؤذي احدا ابدا!.. و بدلا من ذلك سألت بفضول بينما تنقل نظرها لشعره الابيض الشاحب

" ولكن كيف عرفت بشأن هذا؟ "

لا تتذكر اخباره عن الحادث.. و هو لم يسأل ابدا، مع انها لم تمانع اخباره بالحقيقه ان شعر بالفضول.. كانت تثق به، تشعر بالامان حوله.. و اخباره بالحقيقه كان امرا يريحها بشده..

" مانويل اخبرني.. "

اجاب بهدوء، و اخذ ينظر بعين بيضاء نحو السكان الذين يتجمعون حول مسرح خشبي تم اعداده طوال هذا اليومين!.. و مع انها ارادت السؤال عن المزيد من الامور.. إلا انه ترك يدها فجأه، و استدار نحوها مع ابتسامه لطيفه و عين بيضاء مقوسه خلف نظارته.. ثم قال بنبره مليئه باللطف

" لقد وصلنا! انه امر مؤسف ان رؤيه إلين امر مستحيل الان.. ولكن يمكنكِ التحدث معها في نهايه الحفل!"

تأوهت بتفهم.. و استدارت للنظر حولها، كان هناك الكثير من الاشخاص الغريبين الذين يرتدون ملابس راقيه باهظه الثمن.. و لم يكن اي من تلك الملابس بسيطا ابدا كـ خاصتها.. الكثير من الطعام المقدم و الاحاديث المختلفه التي تملئ الساحه في ارض القطيع!

و شعرت بالارتياح فجأه لفستانها و نفسها.. ربما، لم تكن مبالغه ابدا كما اعتقدت.. لقد كانت فقط عاديه جدا مقارنه بهولاء الاشخاص، عاديه بطريقه تحبها.. و كأن إيڤان يعرف ما تفضله!

' بالتفكير في الامر.. انا لم اسأله بعد عن تلك الاحلام.. و عن إيزل ايضا!'

حدثت نفسها فجأه بعد ان ابعدت عينها عن الجميع.. و نظرت لإيڤان الذي يطالع بعين بيضاء الارجاء.. و كأنه يبحث عن شخص ما!.. و تسائلت ان كان يمتلك اجوبه على اسألتها! كان ظهوره امامها هو امر مدهش لم تتوقعه قط.. و اعتقد ان هناك امر خاطئ! امر لا تعرفه بعد.. امر ارادت اكتشافه بشده للعيش براحه!

و بينما تنظر له.. فجأه، لمحت وجهه الذي اشرق للحظات.. و حركت رأسها للجانب بحيره بعد رؤيتها لشفتيه المبتسمه و هو ينظر للامام.. رمشت.. و تسائلت لما يبدو سعيدا فجأه.. هو الذي لم يتحمس من قبل بهذه الطريقه.. اظهر تعابير لم ترها من قبل، و ذلك جعلها تشعر بالتهديد!

استدارت للنظر لمن ينظر له.. و حينها،امكنها رؤيه امرأه جميله بشكل غريب بين الحشد.. امرأه ارتدت فستان ابيض عاري اليدين حدد خصرها.. و مع بعض الانتفاحات و النفوش على في الاسفل.. بدت كأميره من عصر قديم.. مع شعرها الاشقر الطويل و عينها الحمراء الجميله المسحوبه.. اعتقدت إيڤا ان هذه المرأه اجمل امرأه رأتها في حياتها..

ولكنها، كانت امرأه ادخلت مشاعر سيئه لقلبها.. و لم تحبها فجأه! ليس حين ينظر الرجل الذي تحبه لها بتلك الطريقه! و تسائلت ان كان يعرفها إيڤان.. مع ان الامر لم يكن كما اعتقدت ابدا!

إيڤان الذي كان يقف بجانبها.. قد اندفع فجأه مبتعدا عنها و بدلا من ذلك، توجه نحو تلك المرأه بسرعه.. توقفت عن التنفس فجأه.. و تجمد جسدها ثم اتسعت عينها بعدم تصديق.. و لم تعرف ما الذي يجب فعله حين يتجه الرجل الذي تحبه لأمره اخرى بهذه الطريقه!.. كاد قلبها يتحطم.. و شعرت بدوار مفاجئ ثم تفاقم ألم غريب لقلبها!..

إلا ان إيڤان الذي رأته يتجه بسرعه نحو تلك المرأه..تجاهلها تماما و بدلا من ذلك، تقدم نحو الرجل الطويل الذي وقف بجانب الشقراء و احتضنه بقوه شديده.. ثم ضرب ظهر الرجل بقوه وكأنه يرحب به!

رؤيتها لذلك.. جعلها تتنفس براحه.. و ادركت انها حبست انفاسها للحظات.. ثم رفعت يدها لتضعها على قلبها المتوتر و تمتمت مع ابتسامه مضطربه

" هو لم يذهب لها!"

إيڤان كان اخطر مما تعتقد بالنسبه لها! لم يمر وقت طويل منذ ان قبلت به.. و قد لمسها للمره الاولى بشكل فعلي منذ يومين فقط! إلا ان رؤيته بقرب امرأه اخرى دمرها لثواني.. مع انه لم يقترب من امرأه عداها من قبل! إلا انها.. لم تعرف بعد ان العقل قد ينسي...إلا ان القلب لا يمتلك ذكريات لينساها، بل مشاعر ليحفظها!

ربما نسيت.. إلا ان قلبها لم يفعل، و مهما مر من الزمن.. كانت دائما ستحبه و اقتراب امرأه اخرى منه بمثابه صدمه لقلبها العاشق! إلا انها شعرت بالراحه عندما لم يهتم لوجود تلك المرأه الجميله!..

و بعيدا عنها.. التي تركت لتقف وحيده عندما تركها رفيقها فجأه.. كان هو قد اندفع لأحتضان شقيقه الوحيد الذي لم يره لفتره طويله.. مع ان جوليان قد دفعه فجأه قائلا بأنزعاج شديد بعد تقدم رجل ما لأحتضانه بشكل مفاجئ

" ما الذي تعتقد انكَ تفعله الان!!؟"

نبس بحده و شعر لوهله برغبه لقتل الشخص الذي يتجرأ على التقدم نحو ملك مصاصي الدماء بهذه الطريقه الهمجيه.. إلا ان لسانه ربط فجأه، حين تطاير الشعر الابيض مع الرياح البارده.. و نظر للنظاره الشمسيه التي لن يرتديها سوى شخص واحد في الظلام.. الابتسامه المرسومه على شفتيه ذكرته فقط ان الشخص الوحيد الذي قد يكون وقحا هو شقيقه الصغير!

" انا احتضن شقيقي.. هل تمانع ذلك!"

رمش جوليان.. و شعر باحيره مما يحدث هنا.. لم يعتقد قط انه قد يلتقي بإيڤان مجددا.. ليس حين قرر احتجاز نفسه و عدم الظهور مجددا بعد موت رفيقته و طفله المأساوي.. ولكنه الان هنا، في ارض المستذئبين مع ابتسامه سعيده على وجهه وكأنه يعيش اسعد ايام حياته

" لقد مر وقت طويل يا شقيقي الاحمق!!.. اعتقدت انكَ لن تأتي اليوم"

تحدث إيڤان مجددا.. و اقترب ليربت على شعر جوليان كما لو كان هو الاخ الاكبر.. مظهرا شوقه لشقيقه الوحيد الذي يحمل دم مماثلا له.. إلا ان جوليان، لم يبادله حقا.. بل عبس فجأه.. و صفع يد شقيقه الصغير ثم تحدث بحده

" لا اصدق انكَ تمتلك الجرائه حتى للظهور بعد كل تلك السنوات!!.. لا تحاول حتى العوده لأرض مصاصي الدماء ايها الحقير!!"

و مع ان كلماته الجارحه كانت لتؤذي من يسمعها.. إلا انها لم توذي إيڤان حقا!.. لقد كان معتادا على حديث جوليان القاسي معه!.. لطالما كان كذلك.. ولكنه، تواجد دائما لمساندته كـ اخيه الاكبر!.. لحسن الحظ، كلاهما لم يمتلكا شخصيه والدتهما السيئه!

ابتسم إيڤان بينما يدلك يده.. و شعر بالحنين للماضي.. عندما كان مع ماسيو و جوليان الذي احب ازعاجه!.. و بالطبع، إيزابيلا التي اعتقد انها الالطف!.. و على ذكرها، استدار ببطئ للنظر لها.. و حينها امكنه رؤيه جسدها المتجمد.. و عينها الحمراء المتسعه بصدمه بينما تنظر له.. و قد بدى وكأنها رأت شبح لا يفترض رؤيته!.. بالطبع لم يفترض ان تراه، ليس حين خططت لأحتجازه في ذلك السجن القبيح القذر!، ابتسم لها.. و كأنه لا يعرف اي شيء.. ثم تحدث بنبره سعيده كـ عادته

" لقد مر وقت طويل إيزابيلا.. هل كنتِ بخير من دوني؟"

لم تجب، و لم تحرك شفتيها ابدا.. و بدلا من ذلك.. اشاحبت بنظرها لمكان آخر و تنفست بتوتر.. ثم حركت قدمها المرتجفه نحو مكان ما للتفكير جيدا بما يحصل هنا.. كان إيڤان في السجن، ماريبث اخبرتها ان كل شيء بخير و ستلتقي به بعد انتهاء التجربه.. ولكنها الان، تراه في حفل الالفا الملك بشكل مفاجئ.. هل خدعتها ماريبث!! خططها!.. و احلامها، و الاهم من ذلك.. ما الذي سيفعله إيڤان حين يكتشف الحقيقه!!.. كان يجب ان تفعل شيء.. يجب ان تجد عذرا آخر للنجاه!

" ما الامر معها؟ كانت اكثر شخص يتطلع لرؤيتكَ دائما.. حتى انها لم تصدق اشاعات موتكَ!"

تحدث جوليان بحيره بعد رؤيته لهروب شقيقته بسرعه.. لقد اعتقد، ان اول ما قد تفعله هو الفقز نحو إيڤان و احتضانه.. ثم البكاء قائله انها اشتاقت له بشده.. إلا انها هربت وكأن شبح قد ظهر!!.. نظر له إيڤان للحظات بصمت.. ثم اعاد النظر للمرأه التي اخذت مشروبا لتشربه مع وجه فزع يكاد يصاب بالجنون.. و تسائل كيف يجب ان يقتلها!! لم يكن قد يتساهل مع من دمر حياته.. حتى ان كانت شقيقته!

" هل فعلتَ انتَ؟ هل صدقت إشاعات موتي؟ اخمن انكَ اشتقت لوجهي الجميل!! سأظهر دائما لك بشكل خاص اذا اردت.. وجهي سيكون مكافأه جيده لملك مصاصي الدماء! "

تجاهل إيڤان امر إيزابيلا و ابتسم بسعاده ناظرا لشقيقه الذي استشعر نبره السخريه في صوت إيڤان.. قلب عينيه و نظر للساحه التي تم تجهيز معظمها سائلا بنبره جديه

" ما الذي تفعله هنا؟ انت لم تسبب مشاكل حمقاء أليس كذلك؟.. الأهم من ذلك.. هل قتلت ماسيو؟ "

خبر إيقاف الحرب كان غريبا بشده، لقد عرف ماسيو ايضا.. ليس بقدر إيڤان إلا انه كان يدرك انه ليس شخص قد يتخلي عن احلامه.. ليس حين اعلن للجميع انه يرغب ان يصبح الاقوى.. ولكن اختفائه المفاجئ خلفه امر غريب.. و ظهور لإيڤان المفاجئ كان اغرب بشده.. و بدى لجوليان ان الرجلان الذان يمتلكان عداوله قديمه قد انتهت بموت احدهم.. و مع انه توقع سماع اجابه على تسائلاته.. إلا ان الاخر الذي نظر للقمر المكتمل في السماء تحدث بصوت هادئه مع ابتسامه مثيره و هو يضع يديه في جيب بنطاله

" انظر إلى القمر جوليان.. هل تعرف متى ادركت انني محور الكون.. عندما مشيت و نظرت للقمر ووجدته انه يتبعني.. اخمن انه لم يرى جمالا مثل جمالي "

تجمدت ملامح جوليان.. ثم عقد حاجبيه بغرابه و استدار للنظر لشقيقه بنظرات مليئه بعدم الاستيعاب.. و تذكر كم ان شقيقه كان رجلا مغرورا بنفسه.. عجز عن الكلام فجأه و رفع يده ليمسح على وجهه شاعرا بصداع طفيف يفتك برأسه.. و تمتم لنفسه من بين اسنانه

" لا اصدق هذا!!.."

لقد مره الكثير من السنوات.. الكثير لدرجه انه نسي طباع إيڤان.. كم انه يحب تغير المواضيع او حتى تعذيب الاخرين و التسبب بالمشاكل!.. ربما، كان هذا هو احد اسباب اكتساب جوليان لشخصيته المتناقضه!.. شقيقه، لم يكن شخصا يمكن ان يدخل القلب بسهوله.. و مع ذلك، هو ايضا لم يستطع كره شقيقه الاحمق!

سمع صوت قهقهات خافته و ذلك حين رغب بشده لقتل إيڤان و خاصه حين ادرك سخريته.. و حينها، اجاب على الاسأله التي حيرت جوليان بصوت هادئ بينما ينظر للسماء مجددا

" لم اقتل ماسيو.. تحدثت معه قليلا و الان نحن على وفاق، اعتقد.. قال انه يرغب بالسلام، و سيحمي المستذئبين في الخفاء "

كان هناك اتفاق قد اعقد بشكل سري.. اقترحه على ادريان الذي رفض في البدايه بشكل جنوني.. ولكن، مع بعض الوقت.. وافق بشرط ان يحمي ماسيو القطعان البعيده التي بالكاد تصل إلى هنا.. بشكل سري من دون ان يظهر وجوده او وجود وحوشه!..

ماسيو الذي وجد انها فكره جيده للتكفير عن اخطائه وافق من دون اعتراض.. و لم يظهر وجهه منذ ذلك الوقت.. إلا ان ما قاله إيڤان كان فقط صعب التصديق بالنسبه لجوليان الذي رفع حاجبيه بحيره!

كان يعرف شقيقه المختل! لم يكن ليتساهل مع الرجل الذي قتل رفيقته او حتى طفله! و لكن.. هو يقول الان انه سامحه.. سامحه من دون عقاب!.. كان الامر فقط مريب بطريقه مخيفه.. و تسائل حقا ان قتل ماسيو و اخفى جثته في مكان ما حتى لا يعاد احيائه مجددا!

إلا ان كل ذلك لم يفسر سبب تواجد إيڤان على ارض الالفا الملك!.. لم يكن هناك سبب قد يجعله يرغب في البقاء هنا مع وجه سعيد و مزاج سعيد... و كأنه نسي امر وفاه رفيقته، و قرر اكمال حياته مجددا بسعاده.. و بالنسبه لإيڤان الذي يحب رفيقته بجنون.. امر مستحيل تماما.. كان لابد ان شقيقه يمتلك نوايا اخرى غير مكشوفه!

" و ماذا عنكَ؟ ما الذي تفعله انت هنا اذا؟ "

ان كانت مشكله ماسيو تم حلها بسببه او لا.. كان وجوده هنا امر غريب، لم يمتلك سببا واحد ليبقيه على هذه الارض.. ليس حتى سبب واحد قد يجعله يرغب بالخروج من غابته لمقابله الاخرين بعد بؤسه الشديد في الماضي..

انزل عينه البيضاء للأرض للحظات و لم يجب لمده.. ثم رفع رأسه لينظر لمكان بعيد بين الحشود مع ابتسامه خافه و عين بيضاء لمعت ببريق فضي مليئ بالمشاعر.. و نظر بعين لؤلؤيه صافيه لرفيقته التي تتنظره بهدوء بين الجميع

" ألم اخبركَ.. تبعت القمر إلى هنا.. "

لم يفهم جوليان حديثه.. و اعتقد انه يستهزء كـ عادته! إلا ان النظره الهادئه المليئه بالدفئ و الراحه التي على وجه إيڤان جعلته يلتفت و ينظر للأمام.. لعله يجد ما يجعل شقيقه يظهر تعابير مرتاحه سعيده..

و حينها.. بين الحشود،رآى وجه امرأه مألوف تقف بأستقامه و هي تنظر حولها.. امرأه كان يحفظ وجهها جيدا!.. المرأه التي كانت سبب في تغير إيڤان بالكامل!.. رمش للحظات، و شعر انه يتوهم رؤيه شخص غير موجود.. إيڤا ماتت منذ زمن، و عودتها امرا مستحيل.. إلا اذا تدخل مجددا بالسحر الاسود!!..اتسعت عينه الحمراء فجأه.. و كاد يصرخ بغضب شديد حين اعتقد ان شقيقه تورط مجددا في امور قد تنهي حياته.. إلا ان إيڤان اردف بسرعه قائلا بعد ادراكه لأفكار جوليان

" اعرف ما تفكر به و هو غير صحيح.. هذه المره لم اعد ولادتها، كانت غافا!.. لقد دهشت ايضا عندما رأيتها على قيد الحياة!"

لقد علم غافا السحر الاسود.. ولكنه، لم يعتقد قط انها قد تستخدمه بنفسها من دون اذن لإعاده ولاده رفيقته!.. مع انه لم يعترض على فعلتها حقا!.. بفضلها، يمكنه رؤيه إيڤا مجددا.. الحصول على فرصه اخرى لمحاول تجميع عائلته المبعثره!

ابتلع جوليان كلماته.. ثم تنهد بيأس من شقيقه المهووس، و مع ذلك.. لسبب ما، شعر بالراحه لأنه لم يتدخل! كان جسده بالفعل على المحك.. و التهور مجددا يعني موته فقط!.. و حينها، سيخسر شقيقه الوحيد المزعج!

" صحيح! هناك امر مهم آخر.. هل اتي مع إيزابيلا رجل غريب؟"

سأل إيڤان فجأه بنبره باهته ناظرا له و حاول رسم ابتسامه خافته.. إلا ان ابتسامته الخافته بدت متيبسه و غير سعيده ابدا.. ان كانت إيزابيلا هنا.. هذا يهني ان الشيطان المستدعي معها في مكان ما! حتى ان استخدم طرق للتخفي.. كان لابد ان تحضره معها في كل مكان!.. و هو عليه لقائه و التحدث معه.. ربما، يمكنه تجنب القتال حينها!

جوليان نظر لوجه شقيقع للحظات.. ثم اعاد النظر لشقيقته التي تشرب كأس من العصير بتوتر شديد يظهر عليها للمره الاولى.. و تسائل ان كان هناك شيئ خاطئ يجري!! لم يكن إيڤان ليسأل عن شخص ما بشكل مفاجئ من دون سبب.. و لم تكن إيزابيلا قد تتجنب شقيقها الذي تحبه بعد انتظار طويل!.. لابد ان هناك امر يجهله.. امر قد غفل عنه!

" حسنا.. كان هناك رجل، قالت انه خادم جديد يدعى روث.. اعتقد انه كان يجلس في العربه"

اجاب في النهايه بهدوء.. و قرر التوجه نحو إيزابيلا لتفقد حالتها.. إلا ان إيڤان الذي امسك بكتفيه بقوه قد اوقفه فجأه مما جعله يستدير بأنزعاج ناظرا لوجه شقيقه السعيد و هو يقول

" حسنا.. راقب تحركات إيزابيلا لأجلي و اخبرني ان رأت إيڤا!.. سأعود بسرعه"

انهي حديثه.. و اختفي بسرعه وكإنه لم يتواجد مما جعل جوليان يقلب عينيه بضجر من ألاعيبه قبل ان يتقدم نحو شقيقته لتفقد حالتها.. ربما لم تكن بخير! او حتى مريضه!.. مع انها بدت بصحه جيده منذ مده!

.
.
.
.

و بعيدا عن الحفل الذي لم يبدأ بعد.. كان هناك رجل يقف بجمود امام عربه ضخمه فضيه!.. طويل القامه عريض المنكبين.. اسمر البشره و حاد العينين.. شعره الاسود الطويل الحريري كان معقودا بعقده محكمه.. و نظر بعين سوداء تعيسه مليئه بالانزعاج للهدوء الذي امامه!

اصوات ازعاج طفيفه قد وصلت لأذنه إلا انها لم تكن السبب الرئيسي لأنزعاجه!.. كان فقط يكره كل شيء هنا! لم يكن عالمه و لم يكن المكان الذي يرغب به.. يعامل كـ خادم مع انه لم يكن كذلك في الواقع!.. لقد اصبح مثل العبد بعد ذلك الختم الذي جره من دون رغبه إلى عالم آخر!

و مع انه رغب بالفرار.. إلا انه لم يستطع فعل ذلك!! ليس حين لم ينتهي العقد بعد!.. طالما انه تحت رحمه إيزابيلا المجنونه.. الفرار هو امر مستحيل!

تنهد بصوت عالي، ثم نظر للسماء السوداء بصمت و شعر بالحنين لموطنه!.. لقد احب الليل في هذا العالم، كان مشابها إلى حد ما لعالمه المعتم! ولكن لم يكن اكثر روعه ابدا!.. إلا ان النجوم اللامعه و حتى القمر المكتمل الذي يبدو كألماسه ضخمه كان يظهر عالما جميلا لم يتصور وجوده.. لقد اعترف لنفسه بالفعل، كان هذا الليل مذهلا و جميلا.. إلا ان هذا لا يعني انه قد يفضل البقاء هنا ابدا

كل ما كانت تريده إيزابيلا منه هو الحمايه! قالت انه مجرد حل جانبي لحمايتها ان حصل امر خارج توقعاتها!.. ما ارادته هو فقط حارس شخصي يحرسها حتى تحصل على مبتغاها!.. إيڤان الرجل الذي سمع عنه الكثير لدرجه كرهه في الواقع!

ولكنه لم يهتم! اذا كانت تريد الحمايه اذا سيفعل ذلك! سينقذها من كل خطر محتمل.. مقابل تحريره من عقد لم يرغب به حقا!.. لقد تم استدعائه بشكل مفاجئ و انتهي به الامر في مكان غريب.. ولكن طالما ان هناك حل لمشكلته كان يمكنه تجاوز هذا الازعاج!.. في النهايه سيتحرر لإكمال عمله و ربما..قبل الرحل، قد يقتل إيزابيلا او ذلك الساحر اللعين الذي استدعاه!

انزل رأسه ببطئ عند شعوره بأقتراب احد من مكان وقوف العربات.. و مع انه لم يهتم كثيرا إلا انه قرر التصرف كـ حارس شخصي كما ترغب إيزابيلا! من يعلم.. قد تغير شروط العقد و تحرره بعد رؤيه جهده المبذول!

و مع انه لم يكن مهتما كثيرا بالتصرف بطاعه.. بل شعر برغبه للرحيل و قتل إيزابيلا...إلا انه قرر البقاء مكانه، و رفع رأسه للأمام متوقعا رؤيه سائق عربه مار.. إلا انه لم يفعل!.. لم يكن سائق عربه كما اعتقد!

الشعر الابيض الذي تطاير مع نسمات الرياح جمد اوصاله، و شحب وجهه بشده حين نظر لرجل شاحب يتقدم نحوه مع ابتسامه خافته على شفتيه.. عينه المخفيه خلف نظارات شمسه دائريه اراحت قلبه قليلا.. و اعقد انه قد يمتلك عين زرقاء ربما.. او حمراء!..

ابتلع ريقه.. و وقفت بحذر شديد حين لاحظ اقتراب الرجل منه.. و تسائل ما الذي يحدث فجأه! كان الشعر الابيض نادرا في عالمه! و لم يتواجد سوى شخص واحد قد امتلك مثل هذا اللون!!.. اللون الابيض، كان فقط تذير شؤم في العالم السفلي.. و لم يحب احدهم حتى رؤيه ذلك اللون!

طلب من الجميع، قتل و نحر اي طفل يولد بشعر ابيض.. و إن كان رجلا، كان يجب ختمه بسرعه و قتله بعد ذلك!.. اللون الابيض، مجرد رعب للعالم السفلي، و هو لم يعتقد فقط انه قد يلتقي بشخص واحد يمتلك شعر ابيض.. مع انه استعد لذلك طوال حياته!

الرجل الطويل ضخم النبيه وقف امامه.. ثم ابتسم بخفوت قبل ان يرفع يده و يزيح نظارته الشمسيه للأسفل ناظرا بتعالي للرجل الواقف

" هل انت روث؟ "

لمح عين بيضاء لامعه خلف النظارات الشمسيه السوداء.. و توقفت انفاسه فجأه ثم تراجع للخلف قليلا.. و شعر وكأن عقله يدور في مكان واحد.. العين البيضاء اخافته.. هو الذي حضر نفسه دائما للحظه مشابه قد ارتعب فقط عندما نظر لعين بيضاء تشبه الجواهر!... نظر للأرض بعين سوداء مصدومه و لم يعرف ما الذي يفعله حينها ثم همس بصوت خافت مندهش غير مصدق سمعه إيڤان

" الملك!.. "

نظر للرجل الذي يكاد يتهاوي على الارض بهدوء.. و تسائل ان كان هو حقا الشيطان الذي تم استدعائه!.. تخيل دائما كيف تبدو كائنات العالم السفلي.. و اعتقد ان الشخص الذي سيلتقي به هو رجل ضخم جدا.. شرير مع الكثير من الخدوش على وجهه.. قبيح الشكل و كريه الرائحه! ولكن هذا الرجل.. بدى مختلفا تماما.. و خائفا بشده!

رفع يده و امسك نظاراته لنزعها ثم وضعها في جيب معطفه الاسود.. ابتسم بخفوت حينها.. و تحدث بصوت واثق بعد ان حرك شعره الابيض للأعلى متباهي بنفسه بينما ينظر للكائن الخائف

" انا لست ملكك.. ولكن، اعرف انني وسيم! "

ولكن روث لم يتفاعل مع ابدا.. بل اصبح اكثر رعبا حتى.. و شعر لوهله ان الرجل الطويل الذي يقف امامه سيغمي عليه  على الارض في ايه لحظه.. و ذلك لم يعجب إيڤان حقا!.. لم يلمسه حتى لماذا يخاف منه بشده! هل كان قبيحا لهذا الحد حقا!

لطالما اعتقد انه يمتلك شكلا قبيحا! منذ ان ابصر هذا العالم.. كره عينه و وجهه، و لم يحب كونه مختلفا عن الجميع.. رأى ان هناك امور قبيحه جدا في العالم و كان هو احداهم.. و لكن، قرر التغاضي عن الامر.. و تذكر حديث جده الذي كان يتمني سعادته.. و حينها، غير شخصيته و قمع نفسه الحقيقيه في داخله.. لأظهار و تحقيق رغبه جده.. على ايحال، بالنسبه للجميع.. كان رجلا وسيما، مع انه لم يصدق ذلك كثيرا!

زم شفتيه و لم يحب ان يظهر احدهم نظرات مشمأزه منه.. و تسائل ان كان عليه فقط قتل هذا الرجل!.. مع انه يدرك انها معركه خاسره حين لم يعد جسده لوضعه الطبيعي بعد!

" هل مخلوقات العالم السفلي ترتعب بسرعه؟ "

سأل بأنزعاج بينما ينظر للرجل الذي طالعه فجأه بتوتر شديد.. و بدى وكأنه يصارع شيئا ما في داخله.. إلا ان إيڤان لم يهتم حقا، الشخص الوحيد الذي يمكنه التحدث عن قبح شكله هو إيڤان نفسه ولا احد آخر!.. بالنسبه له،كان على البقيه مدحه فقط!

" ا..انت.. من تكون؟!! "

همس روث بأضطراب.. و لم يعرف ان كان عليه الهجوم ام لا!.. هل سيموت ان فعل! هل سنتنهي حياته بهذه السرعه و في هذا العمر الصغير!.. لم يكن خائفا طوال حياته ابدا.. ليس حين ولد و ترعرع ليصبح الاقوي! ولكن.. الكائن المحظور في عالمه يظهر امامه فجأه من دون ان يحضر نفسه للموت!

رفع عينه برهبه للنظر للرجل عابس الوجه.. و تسائل ان كان يجب ان يجمع شتات نفسه للهجوم و انهاء كابوس العالم السفلي.. إلا انه لم يفعل ايضا.. ليس حين انتبه لوجه إيڤان جيدا.. ثم اخرج زفيرا عالي و سمع صوت إيڤان الهادئ المليئ بالتباهي بينما ينظر له بفضول

" إيڤان.. ادعي إيڤان ووكر "

' لا.. ليس هو! ليس هو!!'

رفع يده ووضعها على قلبه منتهدا براحه شديده.. على ايحال، كان من المستحيل ان يكون هو الوحش الذي اخاف كائنات العالم السفلي ليس حين يخالف احد المواصفات!.. مع ان جميع المواصفات الاخرى تنطبق عليه!

نظر روث حينها مجددا للرجل الذي يقف امامه.. و شعر بالغرابه للشبه العجيب!.. لم يعتقد قط انه قد يلتقي برجل ابيض العينين و الشعر.. اعمي لا يبصر، مع ان إيڤان كان يبصر بطريقه ما!..

" هل انا مخيف إلى هذا الحد؟.. ربما، كائنات العالم السفلي لا تحب اللون الابيض؟! "

حرك رأسه للجانب و سأل بحاجب معقود.. شعره الابيض الناعم لفت انظار روث... خصلات بيضاء تلمع تحت ضوء القمر وكأنها خيوط عناكب صنعت بأتقان!.. نظر لعين الرجل البيضاء الحاده و رموشه البيضاء الطويله.. و للحظات، بدى كـ دميه مصنوعه من الفخار!.. بدى وكأنه لم ينتمي لهذا العالم ابدا!.. و ذلك جعل روث يبتلع ريقه قليلا..

احتمال ان الرجل الذي امامه قد يمتلك صله بالعالم السفلي ستكون مرعبه.. و ان فعل و امتلك عائله هناك.. كان العالم سيتدمر و يعيش الجميع في خراب و قلق مستمر في العالم السفلي... مع ان إيڤان لم يمتلك اي علاقات في ذلك العالم من قبل!

اخذ روث نفسا عميقا ثم هدئ من روعه قليلا قبل ان ينحني بأعتذار شديد.. ثني يده خلف ظهره و الاخرى تحت صدره ثم قال بصوت متزن هادئ مخفيا الكثير من الشكوك و الافكار في داخله

" لا.. انا اعتذر لأظهار سلوك مخزي.. الامر فقط انك بدوك كـ كائن لا يفترض ان يتواجد هنا.."

رمش إيڤان للحظات بدهشه عند رؤيته للرجل الذي ينحني بأحترام امامه.. و تذكر ذكريات مزعجه عندما كان برفقه قطيع الليكان.. القطيع الذي قدسه بشده لدرجه انهم لم يتقبلون حقيقه امتلاكه لرفيقه بشريه.. مما جعلهم يقتلونها في النهايه!..

رفع روث جسده ببطئ و ذلك حين ابعد هو عينيه ناظرا لمكان بعيد بعد شعوره بعدم الارتياح.. نظر لمكان بعيد بشكل عشوائي ثم عندما شعر ان عينه البيضاء الفارغه قد تظهر مشاعره المنزعجه رفع يده و امسك بنظارته السوداء ليرتديها مجددا.. على ايحال، لم يأتي هنا لخلق جدال و حرب..

كانت الكائنات السفليه خطيره و خبيثه.. و حالته الجسديه ليست جيده ابدا!.. ان كان هناك طريقه لجعل هذا الرجل الي جانبه.. كان يمكنه قتل إيزابيلا بسهوله!.. من دون ارهاق جسده او حتى التضحيه بأحد!

الصمت الغريب الذي لاح في الافق.. لم يعجب إيڤان كثيرا.. اراد انهاء كل شيء هنا و العوده لإيڤا بسرعه شديده.. إلا انه كان خائفا ايضا و لم يشعر بالراحه بشده حول روث فجأه.. نعته الليكان بالملك.. و قدسوه بعدها حتى انهم تجاهلو الالفا الخاص بهم و اتبعو هجين لم يكن حقا ألفا في الاصل.. إلا انه امتلك القوى لقتل كل ألفا يظهر امامهم! و روث نعته بالملك!.. بدى، و كأن الزمن يحاول اعاده نفسه!.. و ذلك جعله يتذكر الحقيقه المره، ان إيڤا لن تكن معه ابدا في كل مره اعاد الزمن نفسه!

ملامح إيڤان الجامده كان من الصعب قرائتها بالنسبه لروث و خاصه.. انه اعاد ارتداء نظاراته السوداء.. إلا انه اعتقد ان الصمت الطويل دليل على فضول إيڤان!..ربما اراد معرفه من هو الشخص الذي يشبهه بشده!.. مع ان إيڤان لم يكن يهتم حقا!.. تحدث روث حينها بهدوء وكأنه عاد لنفسه الطبيعيه بينما ينظر بتفحص للرجل الذي ظهر امامه فجأه

" هناك كائن عاش في العالم السفلي.. انت تشبهه بشده.. لقد اعتقدت انك هو لوهله.. ولكن يشاع دائما انه يمتلك شامتين تحت عينه اليمني"

و كان عدم وجود الشامتين هو احد اسباب اراحه قلب روث!.. ربما، أمتلك إيڤان جميع المواصفات.. إلا انه لم يمتلك اي شامه على وجهه.. و بدلا من ذلك، كانت بشرته بيضاء شاحيه صافيه من اي علامه.. مع ان حقيقه الشبه لاتزال مخيفه بطريقه ما.. إلا ان روث حاول ان يطمأن نفسه ان هذا الرجل ولد بمرض معين بدلا من ذلك!

الحديث المفاجئ عن رجل يشبهه اثار اهتمامه فجأه.. و شعر بالفضول اكثر يأكله حين سمع بوجود شخص اخر يشبهه!!.. هو الذي عاش لفتره طويله لم يلتقي قط بشخص يشبهه.. ولكن الان، هناك رجل من العالم السفلي يخبره ان هناك رجلا يشبهه في الواقع!

" يشاع؟ ألم تلتقي به؟ "

سأل إيڤان بفضول.. و تجاهل سبب وجوده الحقيقي، رغباته كانت ستتغير دائما.. اعتمادا على الموضوع المطروح على ايحال!

روث الذي لم يتوقع السؤال المفاجئ رفع يده و حك جانب شفتيه لعده مرات وكأنه يفكر.. ثم اجاب بهدوء موضحا الامر

" كلا.. حسنا، لقد مات منذ فتره طويله.. حتى قبل ان اولد، ولكن بقيت بعض الاثار التي تخصه و سجنت جميع وحوشه في بُعد مظلم بعد موته.."

ان كان يجب عليه القول متى حل السلام في العوالم.. كان سيختار حدث موت ملك الظلام!.. الملك المهيمن.. الملك الذي امتلك القدره على محو وجود قاره كامله.. و منذ موته نفيت وحوشه و اختفي الدمار و العذاب.. عاش الجميع في سعاده.. إلا ان السعاده المؤقته كان دائما قاتله! و من يعلم متى ستنتهي..

همهم إيڤان بتفهم.. ثم تصاعد فضوله اكثر و اكثر مما جعله يتحرك بشكل مفاجئ افزع روث الذي نظر بحذر له.. إلا ان الاخر الذي لم يهتم لما حوله اخذ يدور حوله على شكل دوائر بينما ينظر للأرض.. و رغب بمعرفه المزيد اكثر!.. ربما يمكنه اكتشاف سبب ولادته بهذا الشكل الغريب.. إلا ان ڤين لم يعجبه ابدا ما يحصل.. و تحدث بعبوس مذكرا رفيقه عن سبب قدومه إلى هنا

' انت.. نحن لسنا هنا للتحدث عن حياة كائن آخر!! يجب ان نجعل هذا الرجل يقف إلى جانبنا! '

'ولكن ألا تشعر بالفضول!! لقد قال ان هناك من يشبهني!! ربما يمكننا اكتشاف سبب شكلي القبيح!'

اعترض إيڤان و تمني لو يستفيق ڤيتال من نومه للوقوف إلى جانبه قليلا.. لقد سأم من انضباط ڤين المزعج!.. مع ذلك، ڤين كان هو العقل السليم الذي يمتلكه إيڤان!

' لقد ولدنا هكذا!'

صرخ ڤين في رأسه بأنزعاج.. و تسائل لماذا كان يجب ان يكون هذا الرجل المزعج هو المرآه المتطابقه له!!.. لم يتشابها في التصرفات ابدا و لم يكن صبيانيا ابدا بعكس ڤيتال و إيڤان.. كان دائما يشعر انه يجب ان يلحق طفلين لمراقبتهما.. و تدمرت خلايا عقله و هو يعيش برفقه الحمقي!

إيڤان الذي يسمع نحيب ڤين لم يهتم كثيرا.. و قلب عينه بأنزعاج قبل ان يتوقف مكانه فجأه.. ثم استدار للنظر نحو روث الذي يشعر بالحيره من ما يجري كان ذلك حين سأل إيڤان مجددا بفضول

" ان مات قبل ان تراه اذا كيف تعرف انه يشبهني بشده؟ "

ان كان كائن مات منذ فتره طويله.. اذا كان من المستحيل لهذا الرجل ان يراه.. إلا ان كان في مكان ما على قيد الحياة!.. و تسائل حينها إيڤان ان امكنه مقابله كائن من العالم السفلي من دون استخدام السحر الاسود! فقد سأم من ذلك بشده!..

نظرات روث له تغيرت.. و شعر بالحيره ناحيه هذا الرجل اكثر.. من قد يرغب بسماع المزيد عن ذلك الكائن الخطير!.. الكائن الذي دمر الكثير في الماضي.. و مازال خطر ظهوره مجددا قائما.. ليس هذا العالم فقط.. و لكن حتى العالم السفلي قد يتم ابادته ان اراد ذلك الوحش هذا!.. مع ذلك، اجاب روث بهدوء.. ربما لأن الشبه المخيف كان يحثه على ذلك.. ربما، قد يكون هناك امر مرتبط مع شبهه المريب بملك الظلام!

" حسنا.. جميع سكان العالم السفلي يعرفون وصفا دقيقا لشكله.. اي كائن يولد مع شعر ابيض و عين بيضاء لا تبصر.. مع شامتين اسفل عينه اليمني يجب قتله و التخلص منه عندما يولد مباشره!.. لذلك انا اعرف"

اللافتات.. و الصور و حتى كتابات لوصف شكله، الجميع في العالم السفلي يعرف شكله الكائن غير المرغوب.. الاطفال و المسنين، لقد حرص الجميع على معرفه شكله و قتله بعد انتشار نبوئه عودته منذ عشره آلاف سنه!.. و لازال البحث قائما عنه، لقتله و نحره قبل ان يعود لتدمير العوالم..

همهم إيڤان مجددا.. و من دون ان يدرك اخذ يخدش جانب اصابعه.. و فكر، بستثناء الشامتين كان كل شيء ينطبق عليه.. لقد ولد في الاصل اعمي و امتلك القوه لأخافه و تدمير قاره بأكملها!..بالطبع كان ذلك قبل ان يفقد جزء كبير من طاقته.. مع ذلك، كل ما يسمعه كان فقط يجعل تحالفه مع هذا الرجل مستحيلا!..ان كرهه حتى قبل عرض عرضه فقط لأنه يشبه رجل مسن عاش قديما هو امرا مزعج بالتأكيد!

" على ايحال، حتى مع مرور آلاف السنين لم يظهر ابدا شخص بتلك المواصفات في العالم السفلي.. ولكن ان التقي بكائن يشبه ملك الظلام في هذا العالم هو امر اكثر اخافه! "

اردف روث بهدوء و اخذ يتمعن بالنظر مجددا لإيڤان.. بحث الكثير عن ملك الظلام ولكن لم يكن هناك حتى دليل واحد على تواجده في العالم السفلي.. موطنه الاصلي، إلا انه فجأه.. و عندما تم استدعائه للحضور لهذا العالم من دون رغبه منه يجد رجلا يمتلك وصفا مشابها للرجل الذي ارعب الجميع!.. كان ذلك، فقط نذير شؤم لا اكثر!.. و تسائل ان كانت النبؤه كانت خاطئه بطريقه ما!

" ملك الظلام؟ هل هو هجين؟ "

سأل إيڤان بحيره فجأه حين لفت اهتمامه وصف الملك.. عاده، وصف الهجناء بالملوك لأمتلاكهم لقوى استثنائيه!.. قوه اخافت الجميع.. و ذلك ما كان يجعلهم اول من يتم قتله بعد الولاده مباشره لتقليل اعدادهم و محو خطرهم.. مع ان روث نفى ذلك قائلا

" ليس حقا.. ولد من والدين من العالم السفلي من ذات الفصيله.. ولكنه مع ذلك ولد هجينا و وصف بعد مده بالملك.. قيل، انه كان مجرد طفره جينيه دمرت تكوينه الطبيعي! "

رفض العالم السفلي الهجناء.. و لم يحبهم احد، ربما بسبب كرههم لمن هو اقوى من رؤسائهم.. إلا ان ملك الوحوش لم يولد من فصيلتين مختلفتين.. والديه كانا طبيعين.. و عائله طبيعيه بشده إلا ان ولادته كانت صاخبه.. و في النهايه، ظهر طفل ابيض لا يبصر.. إلا ان لا احد قتله! اعتقدو، انه مجرد طفل مريض سيموت قريبا.. كان ذلك قبل ان تظهر وحوش الظلام حوله!

" وحوش الظلام تتبعه في كل مكان انها كائنات سوداء مرعبه، تحميه بجنون حتى و ان كان نائما.. خطير بشده لدرجه ان التلاعب بالزمن بالنسبه له امر بسيط جدا.. لقد كنت في مهمه للبحث عنه و قتله! ولكن.. بسبب هولاء الحمقي احتجزت هنا مع عقد لعين!! "

اضاف روث و تغيرت نبرته للأنزعاج اكثر حين تذكر من يعيقه.. إلا ان ما قاله جمد جسد إيڤان فجأه.. و نظر للأرض للحظات بينما يتذكر شيئا قاله أدريان.. عن كائنات سوداء مظلمه احاطت إيڤا من قبل!

لعق شفاهه بتوتر.. قبل ان يرفع نظره نحو روث الذي يشتم إيزابيلا و جورج في سره.. ثم سأل بصوت مليئ بالجديه و هو ينظر له

" هل يمكنك اخباري بالمزيد عن تلك الكائنات السوداء.. اعني، كيف تبدو.. "

تم اعاده ولاده إيڤا لأكثر من مئه مره حتى الان.. و في كل مره، كان لابد ان يكون هناك مخاطر في فشل الولاده.. و مخاطر باحضار كائن آخر معها!.. كائن من عالم آخر!

" انها فقط سوداء.. وحوش تشبه الظلال السوداء، اينما تواجدت تواجد الملك ايضا.. "

اجاب روث، لم يعرف ايضا كيف تبدو.. ولكن، تم وصفها على انها ظلال.. او وحوش سوداء في جميع النصوص القديمه.. و حديثه لم يزد إيڤان سوى فضول.. و توتر ايضا! و تمني حينها ان غافا لم تستدعي روح ملك من العالم السفلي عن طريق الخطئ برفقه إيڤا!.. كان ذلك فقط سيكون ألم في الرأس!

" اخبرني.. كيف يمكن استفزاز تلك الوحوش؟ "

سأل إيڤان فجأه.. و ذلك جعل روث يرفع حاجبيه بأستغراب.. بدى، وكأن هذا الرجل يعرف شيئا ما.. إلا انه لم يعترض ايضا.. كان في الاصل رجلا لطيفا لم يرغب سوى بالعوده لموطنه.. و سيفعل اي شيء لفعل ذلك!

" انها كائنات تكره ان يقترب احدهم من سيدها.. افترض انهم سيثورون غضبا اذا تعرض لتهديد خطير "

همهم إيڤان بتفهم بينما اخذ يخدش جانب اظافره بقوه.. حتى تقطع لحم يده.. و سال القليل من الدماء لداخل اظافره.. لعق شفاهه مجددا، و تسائل ان كان عليه استفزار تلك الكائنات.. هل هي حقا ما يفكر به!!.. هل هناك حقا كائن يحوم حول رفيقته من دون ان يدرك هذا!..

الافكار تدفقت لعقله.. و شعر بالخوف اكثر من فقدان إيڤا هذه المره! تملك الخوف من ان يتم إيذائها و اخذها من قبل كائن لا يمكن رؤيته حتى!

إلا انه كان يعرف ايضا افكاره و شكوكه السوداويه لن تغير شيء!.. ان كان عليه حمايه إيڤا اذا كان يجب ان يتأكد من شكوكه، و البدايه كانت بمحو وجود إيزابيلا!

رفع يده لأزاله نظارته السوداء.. و حينها اتضحت العين البيضاء الزجاجيه لروث الذي نظر بتركيز نحوه.. ينظر لكائن مشابه للكائن الذي تم تحذيره دائما بعدم الاقتراب منه...

إيڤان الذي ازال نظاراته قد وضعها في جيب معطفه ثم رفع كلتا يديه قبل ان يصفع خديه بقوه افزعت روث مما جعله ينتفض فجأه.. رفع حاجبيه بأستغراب مما يحصل.. و تسائل ان اصيب الرجل بالجنون.. إلا ان الاخر امسك نظاراته مجددا ليعيد ارتدائها قائلا مع ابتسامه واسعه اظهرت انيابه بعد ازاله افكاره السوداويه

" حسنا.. روث، هل تريد العوده لعالمك؟"

رمش روث.. ثم ضاقت عينيه و هو ينظر للرجل الذي ابتسم فجأه.. و تسائل مجددا ان اصيب بالجنون!.. هل يمتلك انفصام ما!.. او ربما كان فقط مجنون حقا!.. على ايحال، لم يكن هناك طريقه للعوده لعالمه مالم توافق إيزابيلا على عودته و انتهاء عقده!

" و هل هناك طريقه!.. لا يمكنني العوده طالما ان العقد قائم! "

اتسعت ابتسامه إيڤان فجأه ثم اقترب اكثر من الرجل ضاربا كتفه بقوه.. ثم ضغط على كتف روث بيده ناظرا لعينيه السوداء من خلف نظارته قائلا بصوت سعيد.

" هناك طريقتين لفسخ هذه العقد!.. إما ان ينتهي العقد بعد الالتزام بقواعده و شروطه.. او ان ينهي المستدعي العقد بنفسه! "

" لا اعتقد ان إيزابيلا قد توافق على هذا.."

اجاب روث بأنزعاج بعد ان قلب عينيه.. كان يعرف بالفعل هذه الحقيقه.. إلا ان إيزابيلا لم تكن لتسمح ابدا ان يتم تحريره بهذه السهوله.. ليس قبل ان تتأكد من استخدامه بشكل جيد!.. إلا ان إيڤان لم يهتم لتلك الحقيقه.. و بدى وكأنه يمتلك فكره ما في عقله.. كان ذلك حين ضرب كتف روث مجددا بقوه قبل ان يبتعد قائلا بنبره عاليه مليئه بالسعاده وكأنه لم يكن الرجل الذي يمتلك ما يقلق بشأنه!

" يمكننا اجبارها.. افعل ما تأمرك به، و اترك الباقي لي!! "

استدار حينها للرحيل.. و قرر العوده لجانب إيڤا لتفقد حالتها.. إلا انه توفق فجأه، ثم استدار نحو روث عائدا لجانبه.. و سأل مجددا مع ابتسامه بدت باهته للحظات!

" اوه.. شيء آخر!... لنفترض انك رأت وحوش الظلام تلك.. ولكنهم لا يظهرون سوى في اوقات محدده جدا.. ما الذي يعنيه هذا عاده؟ "

ان كان ما يحيط إيڤا هي وحوش الظلام اذا عليه ايجاد طريقه لمعرفه متى يخرجون و متى لا يفعلون.. السؤال المفاجئ حير روث.. و صمت للحظات ناظرا بشكل مطول للرجل الذي يبتسم امامه.. بدى وكأنه يعرف شيئا ما لا يعرفه هو عن ملك الظلام!.. شيئا خطيرا يجب التخلص منه بسرعه!

".. انهم يظهرون اذا كان الملك قريبا فقط.. طالما ان الملك بعيد، هذا يعني ان ظهورهم هو امر مستحيل! "

و بالرغم من شكوك روث..إلا انه اجاب بهدوء في حين ان إيڤان ضرب كتفه مجددا ليبتعد قائلا بصوت عالي من مسافه بعيده و هو يرسل قبلات عبر الهواء

" شكرا.. هذا ساعدني بشده!! انت صديقي الان!! "

نظر روث لشبح الرجل الذي ظهر و رحل فجأه.. و لم يفكر حينها سوى بشيء واحد

" ما الامر مع هذا الرجل.. "

الهيئه الطويله الضخمه لإيڤان قد اختفت.. و اخذ روث ينظر لظله حتى اصبح من المستحيل ملاحظته.. ثم عم صمت غريب الاجواء.. و عاد الهدوء لما كان عليه.. كان ذلك قبل ان تتغير ملامح روث الهادئه لأخرى مستغربه مليئه بالريبه

' انتظر.. ساعده؟ ما الذي يعنيه هذا؟! '

كان لابد ان هناك شيء خاطئ مع ذلك الرجل.. لقد كان يعتقد انه ملك الظلام.. ولكن، ملك الظلام لم يكن ابدا رجلا قد يرسل القبلات لأحدهم ابدا!

.
.
.
.

" اين اختفي فجأه.."

تمتمت لنفسها بحنق بينما تمسك كأس من النبيذ الاحمر بيدها.. و اخذت تبحث عنه بين الحشد بيأس.. لقد اندفع فجأه لرجل غريب و منذها اختفي وكأنه لم يتواجد!

كان الحفل على وشك ان يبدأ و إلين ستدخل قريبا في ايت لحظه للوقوف على المسرح الضخم الذي تم تخصيصه للحفلات.. مع ان إيڤا لم تعرف ان كان هذا زفاف ام طقوس يتبعها المستذئبين!

توقفت في مكانها.. و نظرت للكأس بين يديها بهدوء.. شعرها الاسود تساقط حول كتفها و غطي جانب وجهها.. ملامحها بهتت و شعرت بالانزعاج و الحزن لتركه لها في هذا الوقت!.. بحثت كثيرا عنه.. ولكن لم يكن يبدو وكأنه يتواجد في الحفله ابدا بعد الان!

الشراب الاحمر القاتم كان راكدا بشده.. و بدى للحظات لها وكأنه يعكس وجهها، إلا ان ذلك لم يلفت نظرها كثيرا.. اللون الاحمر القاتم، ذكرها فجأه بتلك المرأه الجميله.. المرأه الشقراء ذات العين القرمزيه!.. المرأه الجميله التي كان إيڤان يقف بقربها.. قبل ان تهرول هاربه بعيدا عنه!

وجهها.. بدى مألوفا، وكأنها رأتها من قبل.. مع ذلك،لم تحمل مشاعر ساره ابدا عند النظر لها.. قلبها، لم يرتح لتلك المرأه!..و قلب المرأه لا يخطئ ابدا!

اخذت نفسا عميقا لصدرها.. و رفعت رأسها باحثه عن إيڤان لعلها تحده.. لعلها تبعد افكارها الغريبه التي تضغط عقلها من دون تفكير.. وضعت الكأس على احد الطاولات البيضاء.. و تقدمت بكعبها تمشي بينما تنظر في الانحاء لعلها تجد إيڤان.. ولكن فجأه،.. شعرت برغبه للنظر لجانبها.. لرغبه غريبه تحثها على الاستداره وكأن هناك جاذبيه غريبه تشدها..

استدارت بفستانها الازرق الجميل نحو جانبها الايمن.. و ذلك حين رأت الاشجار القريبه الكثيفه التي تفصل الحفله عن الغابه.. و بينهما، لمحت ظل اسود طويل لم تتعرف عليه .. اختفي فجأه وكأنه يختبئ خلف الشجره!

رمشت للحظات و لعقت شفتيها قبل ان تأخذها قدمها نحو الغابه.. ببطئ شديد نحو اطراف الغابه حتى لامس كعبها التربه.. و ابتعدت قليلا عن تجمهر السكان.. اكملت الطريق.. و لم تزح عينها السوداء ابدا.. عينها السوداء الشاحبه بدت مسحوره للحظات و بدى وكأنها تحولت للون ابيض مفاجئ! و من بين الشجره الطويل الذي خلفه امرا غريبا.. امرا يجذبها وكأنها لم تمتلك الاختيار ابدا!

و بين خطواتها و من دون ان تدرك.. اصطدمت بجسد شخص ما، كادت تسقط.. إلا ان يده امسكت برسغها تمنعها من ذلك.. ثم عادت لوعيها و رمشت لعده مرات قبل ان ترفع عينها ناظره بضياع للرجل الذي امسكها.. للرجل ذاته الذي احتضنه إيڤان من قبل!

العين الحمراء التي تنظر لها بحيره قد اجفلتها و اعادتها لوعيها..  الوجه الوسيم للرجل المألوف كان مريبا، وكأنها عرفته من قبل.. إلا انها لم تسأل عن هويته... و بدلا من ذلك ابعدت يدها ببطئ عنه ثم ابتسمت بخفوت بينما تنظر له

" شكرا لك سيدي.."

رمش للحظات.. و بدى وكأنه ليس معتادا على ان يتم شكره كثيرا.. رفع يده ليحك شعره لبني، و تحدث بهدوء مغيرا الموضوع

" هل انتِ بخير؟.. كنتِ على وشك التوجه للغابه"

عاده.. لم يكن ليهتم بأحد ابدا! ولكن هذه المرأه.. كانت رفيقه شقيقه المجنون.. حدوث امر سيئ لها قد يحول هذا المكان لفوضي عارمه.. و هو لم يرغب ان يعيد شقيقه الاحمق اخطاء قد تأخذه للهاويه مجددا!.. إيڤا كانت المهدئ و المتحكم في ملك الوحوش الاحمق.. و من دونها، قد تحدث الفوضى و الدمار لا اكثر!

رمشت إيڤا لبره حين سمعت كلامه.. و بدى وكأنها لم تفهم ما يقوله حقا.. استدارت ثم نظرت حولها و وجدت انها ابتعدت كثيرا عن الحفله.. مالت برأسها، و اشارت لنفسها بأستغراب قبل ان تنطق بهمس شديد و كأنها تحدث نفسها

" انا؟.. هل كنت سأفعل هذا!!.. هذا غريب.."

ضاقت عينها.. و تسائلت لماذا ابتعدت فجأه، كانت متأكده انها ذهبت للبحث عن إيڤان.. ولكن هناك ما اوقفها!.. ولكن ما الذي اوقفها؟!.. كان هناك شيء ما؟ ولكن ماذا كان؟! هي حقا لم تتذكر او حتى نعرف ما الذي جعلها تغير طريقها!

جوليان الذي شعر بوجود امر خاطئ يجري نظر لها بصمت.. و تسائل ان كانت بخير! في الاصل، ماتت هذه المرأه منذ زمن طويل.. طويل جدا! و تم اعادتها دائما من عالم الموتي.. و العوده من العالم الموتي بأمان من دون مشاكل هو امر مستحيل تماما!

عين إيڤا السوداء نظرت له فجأه حين ادركت الصمت المحرج الذي حصل.. ثم رمشت ببطئ قبل ان تضحك بتوتر بينما تحك كتفها قائله بصوت محرج

" انا حقا لا اتذكر كيف وصلت الى هنا حتى!!.. ولكن شكرا لك سيدي.."

عينها السوداء اللامعه بدت متعبه.. و كأنها لم تحصل على وقت كافي للراحه.. و مع ذلك، ابتسمت بأتزان و كأنها تركل تعبها المفاجئ!.. ابتلعت ريقها، و اعتقدت انه الوقت المناسب للتحرك و الابتعاد من هنا.. ولكن، شعره بشيء لزج يتدفق من انفها!.. و امتد حتى وصل لشفتيها، الطعم المعدني للدماء جعل ملامحها تشحب.. ثم اتسعت عينها بصدمه قبل ان ترفع يدها المرتجفه ببطئ شديد تلمس شفتيها.. و كل ما رأته حين ابعدت يدها لتراها هو لون قرمزي قاتم افزعها.

' هل.. هل هذه دماء..؟'

رمشت بتشوش.. و فتحت فمها بعدم تصديق، ذلك قبل ان تنظر للرجل الذي يقف امامها بوجه شاحب.. و كل ما رأت حينها هو شخص مندهش مما يحصل امامه!!.. غطت انفها بيديها ثم همست بصوت مرتجف مرتبك

" ا. اعذرني قليلا..!!"

استدارت مبتعده بسرعه عن هذا المكان.. و كل ما فكرت حينها به هو إيجاد شيء ما لمسح الدماء به!.. ارتجف جسدها، و توتر قلبها اكثر في كل مره ترى دمائها الدماء.. لم تحب الدماء و كرهت رؤيتها، و لكن هذه المره.. لم تكن خائفه بقدر قلقها!.. تسائلت ان كان هناك خطب ما بها!.. كانت المره الثانيه بالفعل!.. المره الثانيه التي يحصل بها شيء مشابه!ماذا يحصل لي.. هل انا بخير؟ لماذا انزف!.. كلها افكار راودتها.. و ارتجفت اوصالها اكثر في كل مره تتخيل احتمال حصول شيء مفاجئ خطير لها.. كان يجب ان تفعل شيء.. يجب ان تفعل شيء.. ولكن ليس الان! عليها انهاء هذه الحفله.. عليها الصمود حتى انتهاء حفله شقيقتها.. و بعدها، ستتوجه للمشفي بشكل سري من دون معرفه احد!

في المقابل، جوليان الذي نظر لظلها يختفي وقف في مكانه.. و تسائل ان كان يجب ان يلحق بها!.. كانت تنزف و لم يبدو انها في صحه جيده!

تنهد بصوت عالي ثم رفع يده لبعثره شعره بعشوائيه قبل ان يعيد النظر بصمت للطريق الذي سلكته.. كان يعرف إيڤا ايضا! و لم يكرها ابدا من قبل.. ربما، لأنها كانت المرأه الوحيده التي تستطيع التحكم في جنون شقيقه الاصغر!..لقد احترمها لأجل تحملها لتصرفات إيڤان و حتى طباعه.. و حتى مع انه لم يظهر هذا كثيرا.. إلا انه كان سعيدا بشده عند خبر حملها! و فكر كثيرا كيف يجب ان يتصرف كـ عم جيد لطفل شقيقه!

إلا انه دهش و صدم بشده عند سماع خبر موتها على يد ماسيو.. و لم يتوقع ان هذا قد يحصل ابدا! ليس حين كان كل شيء مسالما حولها هي و إيڤان!.. لم يفعل شيء حينها، لم يستطع فعل شيء سوى بمواساه شقيقه.. الذي اختفي فجأه من العالم و نشرت اخبار عن موته!.. إلا انه حتى مع قلقه لم يذهب لتفقد شقيقه.. اعتقد ان موت إيڤان هو امر جيد له!!.. لقد تعذب كثيرا، و تألم بشده.. و هذه المره، قد يكون الموت هو السلام الذي يحتاجه!.. مع انه كان حيا يرزق في النهايه!

" ما الذي تفعله هنا؟ "

انتفض جسد جوليان فجأه.. و استدار بسرعه للخلف حين سمع الصوت الباهت الذي تحدث.. نظر لوجه شقيقه الاصغر حينها بأنزعاج ثم وضع يده على قلبه قائلا بحنق شديد

" من اين تظهر انت بجديه!.. لقد اخفتني! "

قهقه إيڤان.. و بدى وكأنه احب ما فعله بـ جوليان.. مع انه لم يقصد هذا! لقد كان يبحث عن إيڤا ولكن لم يجدها.. و كل ما استطاع ملاحظته هو جوليان الذي يقف بمسافه بعيده عن الحفله مما لفت انظاره

" هل رأيت إيڤا؟ "

اختفت قهقهاته.. و كل ما تبقي هو ابتسامه خافه على الوجه الوسيم الشاحب، الشعر الابيض الناعم كان يلمع دائما.. و ان ابعد نظاراته الشمسيه تلك.. كان سيكون هو الحدث الرئيسي في هذا الحفل! النظر لوجه إيڤان كان دائما يصيبه بالحيره.. و تسائل كيف يمكن لوالدته ان تنجب هذا الرجل!.. لم يشبه احدا ابدا من اسره مصاصي الدماء.. و ليس حتى اي شخص من السلاله القديمه للعائله.. كان فقد فريدا من نوعه بطريقه غريبه!

" كانت هنا قبل لحظات.. مع انها ذهب الان!"

اجاب جوليان بهدوء مما جعل إيڤان يتقدم للأمام متجاوزا إياه للبحث عن إيڤا مجددا.. إلا انه توقف فجأه، و استدار في منتصف الطريق قبل ان يسأل بنبره جامده خاليه من التعاطف افزعت جوليان لوهله

" بالمناسبه.. هل رأت إيزابيلا إيڤا؟"

ابتلع جوليان ريقه.. و لم يحب سماع نبره إيڤان الخاليه من الرحمه.. كان يفضل كونه احمق و صبياني على اظهار شخصيه مخيفه!.. اخذ نفسا عميقا قبل ان يحرك رأسه نافيا

" كلا، لا اعتقد ذلك.. ولكن.. هل إيڤا مريضه مجددا هذه المره؟"

" مريضه؟ إيڤا ليست مريضه ابدا"

سأل بفضول و اجاب إيڤان بأنفعال مليئ بالانزعاج.. و تسائل حينها ان كان إيڤان على درايه بحاله جسد رفيقته.. إلا ان جسد إيڤان الذي تجمد فجاه لم يظهر ابدا انه كان يدرك ما يحصل.. قبض على يده بقوه.. ثم نظر بعين بيضاء مليه بالجديه نحو جوليان قبل ان يتحدث بنبره جامده

" ما الذي حصل جوليان؟"

" لا اعرف.. كنت اراقبها كما رغبت، لم افهم شيئا ابدا.. كانت طبيعيه ولكن فجأه تقدمت نحو الغابه بدى وكأنها في عالم اخر.. عندما تحدثت معها لم يبدو وكأنها تدرك ما تفعله.."

سماع هذا الحديث جعل من إيڤان يستدير متحركا بسرعه شديده للبحث عن إيڤا و لم يشعر بالارتياح لسماع ما حصل.. كان فقط نذير شؤم لم يحبه!

" انا لم انهي كلامي حتى!"

همس جوليان و هو ينظر لظهر شقيقه.. و تسائل ان كان من الجيد اخفاء امر نزيفها ذلك!.. هل سيكون كل شيء بخير؟.. بدى و كأنها البدايه لنهايه سيئه فقط!.. البدايه التي ستنتهي بطريقه فضيعه.. و لم يكن هناك طريقه لمعرفه المستقبل القريب.. حينها، كل ما يمكن فعله هو حمايتها من موت محتمل!

خطواته كانت سريعه بين الحشد.. و بدى وكأن اقتراب ظهور إلين جمع الكثير من المستذئبين بشكل كبير.. إلا انه لم يهتم كثيرا، استمر بالبحث عنها في كل مكان.. ملامح القلق و التوتر قد ارتسمت على وجهه.. و لولا نظاراته الشمسيه لكانت عينه البيضاء محتده بطريقه مخيفه.. وكأنه على وشك افتعال حرب ما بينما يبحث بقلق عن رفيقته..

تطاير شعره الابيض للخلف مع كل خطوه تبعثر شعره ليصبح فوضويا اكثر من السابق.. اخذ يحك جانب اظافره بقوه مظهرا توترا من دون ادراكه.. ثم نزف دمه مجددا و استمر بتقطيع لحمه الشاحب بينما ينظر للأنحاء بضياع.. محاولا قدر استطاعته ايجاد رفيقته او رائحتها الجميله

ولكن في نسيم الهواء.. شم رائحتها.. رائحه دمائها الخفيفه و ذلك جعل جسده يتجمد فجأه.. ثم تنفش بسرعه مبتلعا ريقه بصعوبه مكملا بحثه عنها... إيڤا كانت بخير!! لم تكن مريضه ابدا في هذه الحياة!!.. كانت بخير طوال الوقت..

في منتصف الطريق..بعيدا عن الحفله و عن الجميع قليلا.. لاحظ فستانها الازرق الجميل بينما تختبئ خلف احد الاشجار.. نظر لخصرها المنحوت بصمت و تقدم بسرعه نحوها بينما يحاول تجاهل كلمات جوليان التي اقلقته.. كانت إيڤا تقف امامه بأستقامه و لم يبدو انها متعبه ابدا.. إيڤا ستكون بخير، ولن تكون هناك طريقه اخرى قد تبتعد بها عنه!.. ليس هذه المره..

إلا ان رائحه الدماء القويه جعلته يتنفس بسرعه.. و ارتجفت اطراف اصابعه في كل مره اخذ يتقدم منها ببطئ.. بينما ينظر لها من خلف نظاراته بعين بيضاء باهته تعيسه.. و تداخل حديث جوليان مع روث.. ثم تسائل ان حدث خطئ ما هذه المره حقا!

تقدم نحوها.. ثم اقترب اكثر حتى ناداها بصوت باهت بالكاد يمكن سماعه.. و نظر بعين بيضاء ذابله نحوها

" إيڤا.. "

انتفض جسدها عند سماع صوته..  مسحت وجهها بيدها بعنف قبل ان تستدير نحوه بسرعه مع ابتسامه مضطربه متوتره..ثم تحدثت بسرعه محاوله اخفاء ما يقلقها من دون ان يتم كشفها

" إيڤان!!.. اوه، ياإلاهي ما الذي تفعله هنا فجأه.. لا، اعني اين كنت طوال هذا الوقت! "

و مع انها حاولت اخفاء آثار الدماء.. إلا ان القليل تبقي.. و استطاع شم رائحه دمائها الحلوه.. وجهها الجميل كان يحتوي على بعض من آثار حمراء.. اسفل انفها و يديها حملت قليل من دمائها التي تناثرت منذ مده.. رائحتها الحلوه التي تثيره دائما..تماما كما أثارته قبل يومين.. عندما لمسها للمره الاولى.. قبض على يده بقوه.. و شعر بالعجز مجددا يحيط به.. انعقد لسانه و لم يكن هناك ما يمكن قوله.. و بدلا من ذلك، تصاعد القلق و الخوف من القادم.. و تشكلت احداث جديده في نفسه من احتمال فقدانها مجددا!

الصمت الذي دام وترها، رويه جسده الضخم الساكن امامها اخافها.. و لم تعرف ما الذي يجب فعله سوى انزال رأسها للأسفل بقلق... و تسائلت ان تم كشف امرها!.. ان فعل و تم اكتشاف دمائها.. كانت ستذهب للمشفي مجددا! و ربما لم تكن لتحضر حدث مهم مثل هذا.. حدث مهم في حياة شقيقتها!

يدها لفتت انظارها فجأه.. و حينها شعرت ببروده تتجمع في اطرافها.. الدماء المتناثره على يدها كانت واضحه بشده.. و بدى للحظات و كأنها جرحت يدها بشيء حاد.. حينها، اخذت نفسا عميقا.. و ادركت انه من المستحيل ان لا يدرك إيڤان ما يحصل.. رفعت رأسها ببطئ و نظرت لعينه المخفيه خلف نظاراته لثواني قبل ان تنطق بنبره ضعيفه

" ا. انا بخير.. حقا، لست مريضه انا فقط لا اعرف لماذا حصل هذا فجأه! "

إلا ان إيڤان لم يبدو وكأنه حاول تصديق حديثها.. بل رفع حاجبيه بألم شديد قبل ان يمسك بمعصمها بقوه جارا إياها لمكان ما

" سنذهب للمشفى! "

نطق بصوت بارد اجفلها.. صوت مخيف تسمعه للمره الاولى، لطالما كان لطيف معها.. او ساخر او حتى وقح، كان هناك دائما ابتسامه مزيفه على وجهه.. ابتسامه لم تكن سعيده عاده ولكنه يظهرها لسبب ما.. او ربما، هي لم تستطع فهمه جيدا فقط!

لوهله.. و بينما تنظر لظهره العريض.. شعرت برغبه بالبكاء! و ارتجفت شفتيها بعدم رضي.. ثم انكمش حاجبيها بحزن.. إلا انها لم تبكي ابدا، بل حاولت الحفاظ على اعصابها و التحدث بنبره متزنه بينما تنظر لشعره الابيض الذي يتحرك بسهوله مع كل حركه يفعلها

" استمع.. انا لن اذهب لأي مكان إيڤان! انها ليله إلين الخاصه.. يجب ان اكون حاضره لأجلها!! "

حاولت انتشال يدها من بين يديه.. إلا انها لم تستطع ابدا، بل كان يقبض على يديها بقوه في كل مره تحرك يدها.. بدى.. و من دون ان ترى وجهه غاضبا بشده غاضبا و ليس سعيدا ابدا معها.. و ذلك جعل رغبتها في البكاء تشتد اكثر.. و تسائلت، متى اصبحت ضعيفه إلى هذا الحد.. ضعيفه لدرجه رغبتها في البكاء بعد تغير نبره صوته معها!

" انتِ تنزفين دما!.. هل ليله إلين اللعينه مهما لهذا الحد! "

تحدث فجأه..و حتى مع ان نبره صوته كانت بارده و خاليه من العاطفه.. إلا انها بدت حاده ايضا! حاده و مليئه بالغضب و كأنه يحاول اخماد بركان يوشك على الثوران.. و مع ان إيڤا امكنها الشعور بغضبه، إلا انها لم تهتم ابدا.. بل تصاعد حزنها اكثر حين سمعت نبره صوته و تحولت لغضب شديد ممزوج و انزعاج عندما سمعت حديثه عن إلين.. مما جعلها تنطق بحده بينما تتجاهل عينها السوداء المليئه بالدموع المكبوته

" نعم انها كذلك!.. إلين عائلتي الوحيده! يجب ان اكون معها في جميع اوقاتها الجيده و السيئه!! "

لم تكن حمقاء ابدا.. كانت تدرك ان الدماء التي نزفتها لم تكن اشاره جيده.. كانت بخير طوال الوقت.. و لم تشعر حتى بالتعب ابدا! إلا ان نزيفها للمره الثانيه كانت اشاره سيئه.. و هي لم تكن لتضحي بصحتها ابدا! كانت ستذهب للمشفي بالفعل.. ولكن ليس الان! عليها اكمال هذه الليله بسلام و حضور حفله إلين اولا.. لم تكن تشعر بالتعب على ايحال، و كان يمكنها المضي قدما حتى لأيام من دون الذهاب للمشفي!

إلا ان ذلك لم يرضي إيڤان كثيرا!.. بل تفاقمت اعصابه اكثر حين سمع حديثها.. و لم يفهم منطقها ابدا، شعر بالخوف من فقدانها مجددا و لم يعرف ما الذي يجب فعله!.. كانت بخير طوال الوقت.. و اعتقد انها اقوى حتى من السابق!.. إلا انه قد اخطئ، و عادت افكار سوداويه عن فقدانها مجددا و عيشه وحيدا مره اخرى!

شعر بها تحاول نزع يدها عنه.. و كأنها تحاول الانفصال عنه مره اخرى للأبد.. و ذلك جعله يقضم شفتيه بقوه شديده.. و لم يتحمل ضعفه و عجزه عندما يحيط بها خطر مجهول لا يعرفه!.. توقف فجأه،  و استدار نحوها من دون ان يترك يدها.. ثم نظر لهيئتها الصغيره الضعيفه بنظره متألمه تعيسه فاض منها غضبه و انزعاجه

" تلك المرأه مجرد اضافه لعينه!!.. انا العائله الوحيده التي تمتلكينها.. انا و التوئم فقط!!! "

صرخ بصوت اجفلها.. و انقبض قلبها بهلع منه، انكمش جسدها بفزع و نظرت له بعين سوداء محمره مليئه بالضعف و الحيره من تصرفه المفاجئ.. و حينها لم تناديه سوى بأسمه.. لعله يهدئ و يعود لطبيعته المعتاده!

" ا. إيڤان.. "

جسدها المرتجف اعاده لصوابه و وجهها الفزع المرتعب منه جعله يزم شفتيه بتعاسه.. ابتلع ريقه بصعوبه... ثم رفع احدى يديه ليزيل نظارته ليضعها في جيبه ثم مسح وجهه بيده لعله يهدئ قليلا.. إلا انه لم يترك يدها بل قبض بقوه عليها ليجرها مجددا قائلا بنبره باهته حاول جعلها هادئه

" سنذهب للمشفى.. صحتكِ اهم!! "

إلا ان إيڤا التي سمعت حديثه لم تستطع نسيان ما قاله ابدا.. بل اصبح عقلبها في فوضها و تراكمت افكارها حول نفسها و حول إيڤان اكثر.. جرت يدها من بين يديه و ارادت الابتعاد لمواجهته إلا انها لم تستطع الفرار من قبضته القويه.. مما جعلها تنطق بصوت حزين مليئ بالضيق

" انتظر قلت انني بخير!!.. لماذا لا تستمع لما اقوله ولو لمره واحده إيڤان! "

" انتَ لا تخبرني ابدا بشيء... تعاملي دائما مثل الجاهله!!.. ظهرت فجأه امامي بينما تعاملني مثل الحمقاء.. اخفيت هويتكَ عني مع انكَ تدرك جيدا انني ابحث عنكَ!.. انت تعرف بشان ايزل! و التوئم؟ ما الذي تخفيه اكثر إيڤان.. انتَ.. تعرف كل شيء عني ولكن كل ما اعرفه عنكَ هو مجرد اسم لا اكثر! "

كان كل شيء غامض حوله.. لم تفهمه كثيرا حتى مع انه ظهر في احلامها دائما.. كان رجلا يحبها و لم يتخلي عنها، ولكنه منعها من معرفه الحقيقه.. معرفه ما يحق لها ان تعرفه!.. لم تفهم اسبابه و لم تعرف ما الذي يعاني منه! كان رجلا كتوما يكره قول الحقيقه.. رجل مع ابتسامه مزيفه خاليه من السعاده!

ان قال الحقيقه، ستتفهم الامر! يمكنها تفهم اسبابه ان تحدث معها قليلا.. إلا ان إيڤان لم يفعل! كان يدرك جيدا.. ليس الجميع سيحب ان يتم التلاعب بحياته! ليس الجميع سيكون سعيدا بانتشال روحهم و منعها من الرحيل للأعلى بسلام.. عودتها، كانت بمثابه سعاده بالنسبه له.. ولكن ليس بالنسبه لها!

لم يشيء سماع المزيد.. و لم يحب التحدث اكثر عن الماضي! مما جعله يتوقف فجأه.. و استدار نحوها مقتربا منها ثم تحدث بصوت غاضب مليئ بالحده بينما ينظر لعينه السوداء بنظره مجنونه اخافتها

" اللعنه عليكِ توقفي عن التحدث معي قبل ان احول هذا الحفل الى مجزره انهي بها ليله شقيقتكِ اللعينه! "

رفع يديه و قبض على كتفيها بقوه ثم قرب جسدها منه و تحدث بغضب شديد بينما ينظر لعينها السوداء التي امتلئه بالدموع المكبوته.. إلا انه لم يهتم و تغلب غضبه عليه بل استمر بالصراخ عليها و لم يتحمل قلبها الضعيف هذا!

" انتِ لا تعرفين شيئا!!.. لن تفهمي ابدا قلقي عليكِ.. انتِ فقط لا تدركين ما الذي توجب علي خوضه لأجلكِ دائما.. لذلك هذه المره، انتِ يجب ان تنفذي ما اقوله!! "

كان قلق من فقدانها مجددا.. خائفا من تكرار تلك المشاعر و مرتعبا من العيش وحيدا من دونها مجددا.. لقد عادت له مثل المعجزه و عاد هو للحياة مجددا بشكل عجيب.. التفكير في رحيلها يصيبه بالجنون.. و كل الحلول التي يفكر بها لحمايتها حينها هو احتجازها و احتكارها في مكان ما.. وضعها في سجن لن تستطيع الفرار منه.. سجن يحتوي على كل شيء ستحتاجه في حياتها.. و لكن هو الذي جرب كل شيء في السابق ادرك ان احتجازها هو امر مستحيل!

إيڤا كانت حره! ولكن كان هو الشخص الذي تم سجنه في الماضي.. الشخص الوحيد الذي مات و هو على قيد الحياة عند رحيلها دائما..

دموعها التي هطلت على خديها بصمت جعلته يخرس.. عينه البيضاء قد اتسعت بدهشه و تسائل ما الذي يفعله الان! الصراخ لن يغير ما يحدث الان و لن يزيل قلقه ابدا!..  فتح فمه محاولا مواساتها و الاعتذار لها.. إلا انه لم يستطع فعل ذلك، شعر بالعجز.. تملكه الخوف من رفضها لأعتذاره.. و حينها.. ابعد يديه عن كتفها و انزل احدى يديه ليمسك يدها برفق شديد.. لعلها تدرك اعتذاره المبتذل، نظر للأرض بصمت و عقد حاجبيه بحزن عند سماعه لصوتها الغاضب و الحزين

" اتركني.. قلت اتركني لا اريد رؤيتكَ ابدا!.. ابتعد عني فورا! "

صوت إيڤا الصارخ و الغاضب قد اجفله.. التهديد الذي القته آلم قلبه و شعر برغبه في البكاء.. التراجع عن غضبه و الاعتذار لها لعلها تسامحه على غضبه.. لطالما كان ضعيفا امامها، و سريع الاستسلام لها.. إلا انه و هذه المره، لم يستطع فعل ما طلبته.. تذكر تلك الدماء التي تغطي وجهها جعله ينظر للأرض بجمود و تسائل ان كان يجب عليه ترك هذه اليد.. اليد التي لا يحب رحيل دفئها عنه.. إلا ان إيڤا لم تفهم حديثه او مشاعره و وجدت ان ما قاله كان مجرد حديث قاسي.. نفضت يده عنها و ابتعدت مسافه ما ثم وجهت حديثا قاسيء مليئ بالغضب نحو الرجل الذي نظر للأرض من دون حديث

" سأعود للحفله.. و لن تمنعني من ذلك، ان حاولت حتى فعل شيء احمق.. عليكَ ان تدرك انها ستكون اللحظه الاخيره بيننا!! "

استدارت و ابتعدت عنه.. و هو الذي نظر للأرض لم يحاول رفع عينه لها.. كان يدرك.. ان توجه نحوها، و منعها من ما ترغب به.. إيڤا لن تسامحه، و لن يخلق سوى المشاكل بينهما..تنهد بصوت عالي، و رفع يده ليبعثر شعره الابيض بعشوائيه قبل ان يتقدم هو الاخر نحو الحفله.. ربما، اذا تحدث معها مجددا بعد هذه الحفله يمكنه اقناعها للتوجه للمشفي.. اذا اعتذر منها يمكنه العوده لعلاقتهم السابقه ايضا!

بعد مده.. و عند وصوله للحفله اخيرا.. رأى تجمع المستذئبين و الحضور حول المسرح.. إلين و ادريان كانا بالفعل قد دخلا منذ فتره.. و حتى مع ان اللونا المستقبليه كانت بشريه، إلا ان جميع المستذئبين احبوها بطريقه ما.. و لم يبدو ان هناك من اعرض ابدا على وجودها.. على المنصه.. وقف ادريان بشموخ و كأنه الملك.. ارتدى حينها بدله سوداء مع قميص ابيض.. أما إلين التي تقدمت نحوه قد ارتدت فستان ابيض حريري عاري الكتفين اظهر انحنائات جسدها.. شعرها الاشقر القصير تم رفعه للاعلى بطريقه مثاليه..

و هو الذي نظر لهم للحظات اعاد ارتداء نظاراته قبل التوجه للتجمع.. ثم تقدم بخطوات واسعه نحو إيڤا التي كانت تقف بجانب جوليان.. بدى وكأنها لم تكن تدرك مع من تقف حتى.. وجهها متجهم، و عينها السوداء محمره وكأنها كانت تبكي بحرقه قبل ان تتوجه للحفل.. لعق شفتيه ثم عقد حاجبيه بانزعاج.. ربما، سيكون من الافضل الابتعاد عن إيڤا لبعض الوقت حتى لا يفقد اعصابه مجددا!

تجازو الجميع.. و تقدم نحو جوليان ليقف بجانبه.. و حينها انتبه جوليان لحضور شقيقه الطاغي.. شقيقه الذي بدى غاضبا بطريقه ما و كأنه تعرض لصفعه قويه على وجهه.. رفع حاجبيه بحيره.. و استدار للنظر نحو إيڤا التي تقف على جانبه الاخر.. كان ذلك حين تسائل ما الذي حدث بالضبط!

بهتت ملامحه.. و شعر ان عليه الفرار من هنا بسرعه... على ايحال، لم يكن يرد ان يكون الوسيط بين حبيبين قد تشاجراه.. و خاصه عندما يكون الطرف الاخر هو إيڤان!. كان شقيقه يصبح مجنونا عندما يتشاجر مع إيڤا.. و عاده، ان كان يعرفه بشكل جيد.. سيدمر امر ما.. او حتى يحدث مصيبه في مكان ما!.. مع ذلك، غضب إيڤان كان امر يجب منعه.. امر لم يحب الجميع حدوثه!

' ما الامر معه فجأه؟ انه يدرك جيدا ان الغضب بشده قد يثير جنون الوحوش.. هل يحاول افتعال المشاكل في حفله الالفا الملك هذا الاحمق!'

في الماضي و حتى الان.. كانت الوحوش تتحرك وفق لأوامر و مزاج سيدهم!.. لطالما بدو كـ حراس شخصين سيقتلون كل شخص يحاول ازعاج ملكهم.. و بسبب اعدادهم الهائله، اصبح امر اغضابه هو امر مخيف.. لم يحب الجميع ان تتحرك مجموعه هائله من الوحوش لأجل رجل واحد.. في النهايه تم معامله إيڤان على انه خطر عالمي و يجب التحكم به.. مع ان الشخص الوحيد الذي يستطيع التحكم به هي إيڤا!

" اين هي إيزابيلا؟"

صوت إيڤان الباهت اجفله.. و استدار للنظر له للحظات ثم اعاد النظر للمنصه التي يقام بها بعض التقوس..

" كانت هنا منذ قليل.. و قبل ان تسأل.. نعم، لقد رأت إيڤا ولكنها اختفت بعد ذلك.. ولكن هذا ليس مهم بالنسبه لي.. لماذا تبدو حذر نحو إيزابيلا فجأه؟ "

اعاد النظر لإيڤان و شعر بالفضول اكثر.. بدى و كأن هناك شيء ما يجري لم يدركه بعد..و ذلك يزعجه! تصرفات إيڤان الغريبه كان دائما خلفها امر ما.. و لم يكن ابدا قد يحاول مراقبه ما تفعل إيزابيلا من قبل.. كانت شقيقتهما المحبوبه!

" نحن عائله غريبه.. والدتنا كانت امرأه عاهره لا فائده منها.. شريره حقيره استحقت الموت.. ولكن، كلانا سلك طريق مختلف عنها.. اعتقدت ان إيزابيلا ستكون مثلنا.. ولكن، انها فقط دميه جميله مسكونه بروح شريره"

اجاب بجمود.. بنبره باهته خاليه من العاطفه بينما ينظر لأدريان و إلين اللذان تقدما نحو كأس ذهبي تم وضعه في منتصف المنصه.. امسك بسكين ذهبيه و رفع يده فوق الكأس و قطع كف يده بخط رفيع افقي.. ثم سال دم قرمزي في الكأس الذهبي

جوليان الذي سمع حديث شقيقه عقد حاجبيه.. و رمش للحظات قبل ان يبعد نظره عن الحدث المهم لينظر لوجه شقيقه الباهت.. و تمتم بنبره مليئه بالأستنكار

" ما الذي تقوله الان؟"

لم يحب جوليان والدته.. و لم يحب والده إيزابيلا ايضا.. إلا ان شقيقته كانت مختلفه، كانت امرأه جميله و لطيفه احبها الجميع.. امرأه يتمني الجميع ان تعيش بسعاده و هو كانت كذلك.. لقد تمني ان تكون سعيده.. و إيڤان فعل المثل! حتى مع ان إيزابيلا لم تكن شقيقته الحقيقيه إلا انه احبها و احترمها طوال حياته..

" ما اقوله يا شقيقي انه سيكون من الافضل ان تحذر منها.. قد يكون حديثي غريبا.. ولكن، ان الامر راجع لك في تصديقه ام لا.. على ايحال، سيكون من الافضل ان لا تخبرها بأي شيء ذكرته الان.."

اجاب.. و اخذ ينظر لإلين التي بدى عليها الارتعاب من الطقوس الغريبه التي تحدث.. إلا انها في النهايه فعلتها مع مساعده من ادريان الذي هدئها قليلا.. ثم في النهايه شربا من الكأس المليئ بالدماء.. و تعالت اصوات الصفقات و التهنئه من الحضور في الارجاء..

استدار حينها نحو جوليان الذي ينظر له بعدم تصديق و القي نظره خافته عليه قبل ان ينظر لإيڤا التي تصفق بيديها بينما تنظر لشقيقتها التي انتهت مراسمها الرئيسيه بسلام..

قلب عينيه و اعاد النظر للمنصه بعبوس و تسائل ما الامر مع تعلقها بهذه المرأه!!.. من الواضح انه كان اهم منها بكثير!.. ولكن يبدو ان إيڤا لم تفهم الامر بعد!

" على ايحال، كن حذرا منها.. راقب تحركاتها و ستدرك حينها ما الذي اعنيه"

اردف إيڤان بعدم اهتمام و اعاد النظر للمنصه.. كان ذلك حين تقدم سام نحو إلين مع باقه من الورود و امسكتها بيدها التي تم لفها بضماضه.. في النهايه، استدارت ليقابل ظهرها الجمهور.. و مع ان بعض المستذئبين لم يفهمو ما تحاول فعله إلا انه استطاع ادراك ما ترغب بفعله.. عاده رمي الورود للجمهور تحسبا للشخص الذي سيتزوج قريبا..! عاده كان يفعلها البشر و مصاصي الدماء فقط، يبدو ان إلين التي تدرك انها لن تكون بشريه بعد الان قررت توديع عزوبيتها بطريقه كان يفعلها البشر فقط!

إلين التي رفعت يدها للأعلى قد ألقت الباقه الحمراء في السماء.. و من فهم رمز الورود حاول ألتقاطها بطريقه ما.. إلا ان هذا الحدث لم يهم جوليان كثيرا.. بل تصاعدت حيرته و استنكاره عند سماع ما قاله إيڤان.. و شعر بالغضب من الاعتقاد ان هناك من يعتقد ان شقيقته اللطيفه امرأه شريره.. نظر لإيڤان بحده و كاد يتحدث بأعتراض شديد.. إلا ان الباقه التي سقطت فجأه بين يدي إيڤان اخرسته.. و رمش للحظات

عم صمت غريب الاجواء.. و إلين التي استدارت لتنظر لسعيده الحظ قد رأت باقتها بين يدي رجل تعرفه جيده.. كان ذلك حين نظرت لإيڤا بسرعه.. و تسائلت ان كانت هذه اشاره على اقترابهما من بعض اكثر

اتسعت ابتسامتها بطريقه ما.. و كادت ترفع يدها لتصفق للشخص الذي سيتزوج قريبا.. إلا ان إيڤان الذي نظر للورود بجمود من خلف نظاراته قد تمتم ببضع كلمات غريبه.. و حينها تم اضرام النار في الورود و ظهرت كتله من النيران وسط الحشد مما جعل الجميع يصرخ بخوف..

في حين ان إيڤان الذي نظر للنار بصمت ابتسم بسخريه قبل ان ينطق

" انا متزوج بالفعل.."

إلا ان لا احد سمع حديثه.. و حاول الجميع اطفاء النار التي القاها على الارض من دون اهتمام.. و منذها، لم يظهر امام احد.. و اختفي بعد حرقه لحفل الالفا الملك!

يتبع..

Continue Reading

You'll Also Like

29.3K 1.2K 25
عندما تجتمع الرجوله مع القوه أضافة ً إلى الهيمنه فيصبح أنساناً مكتمل ولاكن ينقصه شيء وهو رفيقته تلك منذ أكثر من ألفِي عام ينتظر رفيقته بشوق للقياها و...
132K 10.5K 52
"أنا وأنتِ نعلم أن أي فتاة ستقتل لتكون في وضعك معي الآن." يبتسم وهو يعلم أن ما قاله صحيح تمامًا . ليا ويلسون وريفر باركر لا يختلطان. لا يحبون نفس الأ...
2K 164 3
"حيِن عُدت أقسَمتُ إنَ جميع الأسبابِ ألتي تدفَعُوني للحياةِ ماتتْ معها وحينَ رأيتُ إبتِسامتكِ طلبتُ مِن الرب أن يغفِرَ لي قَسمي ألكاذب" Kim taehyung ...
12.5K 950 50
بيني و بينكَ ما بين البينِ بينٌ ، شيءٌ من اللاشيء ، كقاف بعد الشين و ما قبل الشينٌ عينٌ هو فقط ذكرى جملية