THE HORIZON.|| الافق

By Delphi16_12

111K 8.7K 1.5K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص
فصل خاص.

Part 33

1.3K 139 54
By Delphi16_12

" ألن تدخل؟"

صوت ادريان الجامد وصل لمسامعه و نظر لجانبه بطرف عينه لإيڤان الذي يقف بصمت.. و مع انه بدى هادئ للوقت الحالي.. إلا ان إيڤان لم يكن حقا على طبيعته الاعتياديه!

نظر ادريان للرجل الطويل الذي يقف امام باب منزله من دون حراك بهدوء.. و تسائل ما الامر معه فجأه، اذا كان يتذكر إيڤان جيدا.. كان سيفعل ما يرغب به من دون اهتمام او حتى اعتبار لأي شخص اخر.. إلا ان هذه المره بدت مختلفه!.. لقد كان فقط يقف امام الباب من دون رغبه لفتحه.. ينظر بصمت للقفل الذي لم يحاول حتى رفعه ابدا..

و قد مره بضع دقائق.. بضع دقائق كان فقط ينظر بها للباب بصمت بينما ينزل رأسه للأسفل.. و ادريان الذي لاحظ هذا تجاهله و ذهب لتفقد المنطقه القريبه من كوخه.. تحسبا لوجود احد من السحره او حتى شخص قد ينشر خبر تواجد ملك اللاموتي على ارضه

و مع انه ذهب لفتره ليست بقصيره لتفقد الاجواء حوله إلا ان إيڤان لم يتحرك طوال هذا الوقت.. بل عاد ووجده متجمد على نفس الوضع حتى تحدث اخيرا

" انا افكر.. افكر بمقدار جمال منزلك"

تحدث إيڤان فجأه مع ابتسامه ساخره على وجهه الابيض.. ابتسامه ساخره لم تعجب ادريان حقا.. بل قلب عينيه الذهبيه قبل ان يبعد الطرف الاخر الذي لم يبدو وكأنه يحاول التحرك.. ثم فتح الباب و دخل للداخل تاركا إيڤان في الخارج

بينما، ملك الوحوش الذي نظر بصمت لظهر ادريان العريض اغلق عينيه بقوه قبل ان يتنهد بصوت عالي.. وكأنه يحضر نفسه لمقابله شخص ما.. و بعد ان ابتلع ريقه، تقدم مع ادريان للداخل.. و بعد مرور لحظات معدوده.. لحظات قصيره جدا.. عند دخوله لغرفه المعيشه التي تحتوي على اربع ارائك مقابله لبعضها ذات لون اسود..

ظهر ظل ماسيو الطويل فجأه.. يقف بجانب اريكه تجلس عليها امرأه غريبه ذات شعر قصير لم يرها إيڤان من قبل.. و قد بدى ماسيو لوهله كـ حارس شخصي يحرس شخص ما..

عين ماسيو الارجوانيه كانت باهته بشده بينما ينظر للأرض.. و عند شعوره بحضور الألفا الملك رفع رأسه ببطئ و نظر بصمت للرجل القادم.. إلا ان عينه الارجوانيه الحاده قد اتسعت فجأه بصدمه و فتح فمه بخفوت عند رؤيته للشعر الابيض و العين البيضاء الغريبه!

ارتجف جسده ثم نظر بسرعه لميا و قرر الفرار من هنا بأسرع طريقه ممكنه رامياً كل مخططاته خلف الحائط!.. إذا اكتشف إيڤان امر ميا! اذا اصبح إيڤان على معرفه بحصوله على رفيقه لن يتردد بقتلها و تعذيبه على ما فعله بـ إيڤا.. لن يتردد بأخذ ميا منه و جعله يجرب شعور الفقدان!

مع ذلك، إيڤان الذي نظر بصمت لملامحه الفزعه لم يفعل شيئا.. بل ابتسم كـ عادته و تقدم للجلوس على الأريكه المقابله قائلا بسعاده بينما ينظر لماسيو بعين بيضاء مقوسه بطريقه مخيفه

" لقد مر وقت طويل ماسيو.. طويل جدا، على ايحال.. انت لم تخبر صديقك العزيز انك تمتلك رفيقه بالفعل!!"

نظر لميا التي ارتجفت من الرجل المخيف.. ثم نظرت للأرض، في حين ان ادريان تقدم للجلوس بجانبه و هو ينظر للضيفين الغريبين.. كان من المستحيل عدم ادراك حقيقه كونها رفيقه لملك اللاموتي حين تحوم رائحته حولها.. و علامته التي تزين رقبتها كانت واضحه للملئ، وكأن ماسيو يتعمد اخبار الجميع بأنها ملكه بالفعل و لا يمكن لأحد الاقتراب

" لا تدخل ميا بما حصل في السابق إيڤان!.. لا علاقة لها بأخطائي!"

تحدث ماسيو بأندفاع و احتدت عينه بغضب شديد.. شعر بالتهديد فجأه.. و لم يعتقد قط ان احضار ميا إلى هنا امر سليم!.. إذا حصل لها شيء ما.. كان سيموت ببطئ، تماما كما مات صديقه ببطئ ايضا!.. اذا حاول إيڤان لمسها او حتى وضع اصبع واحد عليها، كان بالتأكيد سيصاب بالجنون!

و مع ان ماسيو كان متأكدا من ان إيڤان سيملك ضغينه نحوه لقتل ميا.. إلا ان رؤيه الاخر الذي رفع كتفه بعدم مبالاه كان قد اصابه بالحيره و الغرابه.. ثم التوتر و القلق!.. بالرغم من ظهور إيڤان المفاجئ في هذا المكان.. إلا ان طباعه لا تزال كما هي، ولن تتغير ابدا.. كان لابد ان تكون خدعه من خدعه الكثيره!

" انا لن أأذي احد.. اجلس اولا ماسيو.. لقد اتيت للتحدث صحيح؟"

اجاب إيڤان فجأه و توتر ماسيو اكثر.. و تسائل ما الخطب معه! لم يكن هكذا من قبل ابدا.. اذا كان يعرف إيڤان جيدا كان سيتقدم نحوه مع ابتسامه خبيثه لقتله او حتى لقتل ميا!.. ولكن ما فعله هو فقط تحذيره عند لقائه للمره الاولى.. اما الان، فهو تجاهل امر تحذيره و بدلا من ذلك اراد التحدث معه.. و على ايحال، تسائل ما الذي يفعله إيڤان في ارض الضوء!؟

لم يكن شخص يحب التورط بمشاكل الاخرين.. مع انه كان يحب ازعاج الاخرين في بعض الاحيان! إلا ان القدوم إلى الالفا الملك و البقاء بجانبه كان مريبا إلى حد ما بالنسبه للشخص الذي احتجز نفسه في ضريح و قرر الموت بسلام

و مع تسائلات ماسيو، إلا انه لم يسأل كثيرا!.. كان يدرك وضعه جيدا! و هو لم يأتي حتى للقتال!.. ابتلع ريقه ثم نظره بعين ارجوانيه حاده مليئه بالحذر ناحيه إيڤان الذي يجلس بأريحيه على الاريكه واضعا قدما فوق الاخرى.. و بجانبه أدريان الذي يجلس بصمت وكأنه الملك!

اعلق عينيه لبرهه و لم يملك خيار سوى الجلوس كما طلب منه.. تقدم نحو ميا و جلس بجانبها، نظر للأمام بصمت.. ناحيه إيڤان الذي ينظر له بوجه ابيض جامد خالي من الملامح و تسائل ما هو الاتفاق الذي يمتلكه ما أدريان حتى يضطر للخروج من غابته للبقاء هنا!

و بينما ماسيو يفكر.. بادله إيڤان النظرات و لم يبدو وكأنه يحاول رسم نوع من الملامح على وجهه الابيض مما جعل ماسيو يواجه صعوبه في فهم نوايا الكائن الذي يجلس امامه.. إلا ان إيڤان الذي كان ينظر له، ابتسم فجأه بخفوت ثم ارجع رأسه للخلف بتفاخر و هو ينظر بعين بيضاء مقوسه

" هل وجهي جميل؟"

نظر ادريان لجانبه عند سماعه للصوت المتفاخر العالي و عقد حاجبيه بأنزعاج، تسائل حينها ان كان احضار هذا الاحمق حقا امر جيد!!؟ على ايحال..لم يكن هناك شخص آخر في هذا القطيع يمكنه إيقافه اذا اراد الهجوم على ماسيو غير إيڤان الاحمق المغرور!

تجاهل امر إيڤان و نظر للأمام.. نحو المرأه التي بدت حائره حين سمعت حديث إيڤان الاحمق.. الوسم على رقبتها كان يجعله يوقن انها نقطه ضعف ماسيو.. تنهد فجأه، تقم رفع يده ليدعك جبينه سائلا المرأه الجالسه بتوتر

" ما هو الامر المهم؟"

في الاصل، كان يريد قتل ماسيو لمجرد حضوره الى القطيع.. ولكن، المرأه التي تواجدت معه اندفعت فجأه قائلا ان هناك امر مهم يتعلق بسلامه القطيع يجب على الألفا معرفته!.. و هو الذي يضع الاولويه دائما لقطيعه لم يستطع فقط الهجوم و قتل ماسيو الذي تحميه!

مع ذلك، المرأه التي اتت بكل شجاعه للتحدث انتفضت بخوف بعد سماع صوت ادريان و لم تخرج سوى كلمات متقطعه غير مفهومه من جوفها و هي تنظر للأرض بتلبك

" ه. ه. هذا!!.. في الواقع انا.."

" سأوقف الحرب.."

قاطعها ماسيو فجأه.. صوته الهادئ و نبرته القويه كانت خاليه من الكذب.. و لم يبدو انه يمتلك نوايا اخرى سيئه.

عقد أدريان حاجبيه بحيره و رمش للحظات وكأنه سمع شيئا خاطئ.. في حين ان إيڤان نظر بصمت لوجه ماسيو و لم يعلق

" هل تمزح معي..؟"

تحدث ادريان فجأه بعد صمت.. و ابتسم بسخريه وكأنه سمع نكته سخيفه مفاجئه!.. إلا ان ماسيو الذي اردف بهدوء بينما ينظر نحو ادريان لم يبدو وكأنه يمزح

" سأوقف الحرب..لقد سحبت بالفعل جميع جنودي.."

انكمش وجه ادريان بغضب فجأه.. و قبض على يده بقوه شديده بعد سماعه للحديث الهادئ!.. التوقف عن الحرب!! بالنسبه له.. كان هذا بالفعل هراء لن يتحقق ابدا.. ليس عندما مات الكثير من شعبه لأجل تحقيق السلام!.. الكثير من القتلي و العائلات الحزينه التي تركت تعيسه و بائسه!.. فقط لأن هناك رجل جشع اراد السيطره على العالم!

ولكن بعد كل هذه السنوات و بعد كل القتلى و التضحيات.. مسبب الحرب اتي بكل بساطه قائلا بهدوء انه يرغب بالاستسلام! كان مجرد هراء لن يتقبله احد ابدا.. ليس بعد كل هذه السنوات!

رص على انيابه و لمعت عينه الذهبيه بلون احمر مفاجئ.. و للحظات،اراد احد هجيناه الظهور و قتل الدخيل.. غضبه و اشمئزازه تراكم فجأه و لم يستطع التحمل اكثر.. كان ذلك حين وقف فجأه من مقعده و تقدم ممسكا ياقه ماسيو يجره بغضب بينما ينظر له بعين حمراء مشتعله

" جنوك!!.. لقد قتلت هولاء الاشخاص!! هل تعرف ما الذي حصل طوال هذه السنوات بسبب جشعك!! و الان تأتي فجأه قائلا بكل بساطه انك تريد التوقف!! "

بدى وكأنه على وشك الهجوم.. الهجوم لقتل ماسيو الذي ظل صامت ولم يحاول الدفاع عن نفسه.. بل ترك يديه ملقيه على جانبه و نظر بهدوء للعين الذهبيه المشتعله بحقد.. في حين، ان ميا التي تجلس بجواره شعرت بالخوف على رفيقها و تملكها الرعب من فكره رحيل ماسيو عنها! ..

حاولت التدخل لأنقاذ رفيقها.. إلا انها و حتى قبل ان تنطق سبقها صوت رجل جميل عميق ذو بحه مغريه.. هادئ و لطيف لوهله بشكل مفاجئ!.. مع ذلك، الهاله المرعبه التي اطلقها فجأه اجفلت جسدها و اخرست حواسها

" ايها الفتى الصغير.. تعالي إلى هنا و اجلس مكانك "

تحدث إيڤان فجأه بينما ينظر بعين بيضاء باهته للكتل الضخمه التي توشك على القتال، الهاله المرعبه التي دبت فجأه في الافق ارجفت الاجساد و لم يستطع احد الاعتراض، ترك ادريان ياقه ماسيو بعنف و استدار للنظر لإيڤان الذي ابتسم بوجهه بلطف شديد.. ثم اشار للكرسي الذي جلس عليه بيده و هو يحثه على العوده لمكانه

و بشكل مفاجئ..ذهب ادريان للجلوس بجانبه و لم يحاول الاعتراض ابدا.. بل انصاع ببساطه وكأنه لم يكن الملك الذي يخافه الجميع.. ألقي بثقل جسده على الاريكه و نظر بحده لماسيو الذي اخذ يعدل ياقته بهدوء ثم سمع صوت إيڤان و هو يتحدث

" حسنا.. انا حقا لا اهتم بمن مات او قتل، ولكن من التفاهه قول انك ستتوقف بعد كل ما فعلته.. اعني انت لا تأكل الاكل و تتقيأه لأكلمه مجددا صحيح.. "

عم صمت غريب الارجاء فجأه.. و لم يفهم احدهم ما الذي يحاول إيصاله بالضبط!.. في حين، ان ادريان شعر ان الرجل الجالس بجانبه يتحدث بالتفاهه لا اكثر.. مما جعله ينظر له بأنزعاج شديد ناطقا بحده!

" ما هذه الحماقه التي تقولها الان! "

استدار إيڤان للنظر له و عند رؤيته للعين الذهبيه المليئه بالانزعاج و العضب ادرك ان حكمته لم تكن مثاليه!.. كان ذلك حين حمحم بعدم ارتياح قبل ان يقول بعد ان نظر لمكان بعيد

" حسنا.. اعتقدت ان الامر مضحك قليلا "

لم يكن يهتم حقا لمن يموت او لمن يعيش، بالطبع بستثناء إيڤا! إلا ان المشكله التي تسبب بها ماسيو لم تكن تهمه بقدر اهميتها لأدريان الغاضب.. على ايحال، كان بالطبع ماسيو احمق لقدومه إلى هنا لتحدث بهذا الهراء! اذا شعر بتأنيب الضمير بعد هذه السنوات كان عليه فقط ان يختفي للأبد و لا يظهر وجهه مجددا! طلب الصفح و المسامحه مستحيل بعد المجزره التي نسبب بها!

" اريد العيش بهدوء فقط.. اعترف انني اخطأت و انا على استعتاد تام لتعويضك بالطريقه التي تريدها..! "

تحدث ماسيو فجأه بينما ينظر للأرض.. و كان حقا يعني كل حرف خرج منه!.. لقد اخطئ كان اكبر خطئ في حياته بعد قتله لإيڤا و الطفلين!.. بالنسبه له، الذي سلك طريقا مظلمه اعتقد ان عليه التكفير عن اخطائه.. حتى و ان كان عليه العمل تحت رحمه ادريان للأبد!.

إلا ان عرضه لم يعجب ادريان! بل تصاعد غضبه مجددا و وقف من مقعده قائلا بحده شديده

" تعويضي بماذا بالضبط!!؟ ما الذي سأقوله لأهالي القتلى! اوه.. تهانينا! اخيرا استرددنا اجساد ابنائكم!!.. لا تضحكني، قتلك هو الشيء الوحيد الذي سيعوضني عن الخسائر!! "

وقع كلمه قتل بدى حادا بشده لإيڤان الذي احتدت عينه البيضاء بجمود.. و لم يحب سماع المزيد عن امور تتعلق بالموت ابدا..في النهايه، نظر لأدريان بجمود و نبس بنبره بارده اجفلت الجميع

" أدريان.. لقد قلت اجلس"

نظر له ادريان بغضب.. و لم يرغب ابدا بالطاعه هذه المره!.. إلا ان الهيمنه المنبعثه من الرجل الذي يتلاعب بهالته كانت أقوى منه بكثير.. و شعر للحظات انه كائن صغير لن يفوز ابدا.. قبض على يده و جلس بأنزعاج شديد.. في حين ان إيڤان الذي تأكد من عدم انفعال الألفا استدار للنظر لماسيو الذي رفع رأسه يطالع بصمت..

" انت... لقد عدت لصوابك بطريقه ما، أليس كذلك؟.. هل كان بسبب رفيقتك؟ ربما ضربتك على رأسك بقوه حتى تعود لعقلك الاحمق.. تماما كما تفعل إيڤا معي! "

انكمشت معالم وجه ماسيو، و لم يبدو وكأنه احب سماع اسم إيڤا مره اخرى.. سماع اسم المرأه البريئه التي قتلها بيده.. المرأه التي دمر مستقبلها و عائلتها فقط لأنه كان يكره إيڤان!

نظر للأرض مجددا.. و عقد حاجبيه بألم ، لقد كان يدرك افعاله.. لقد اخطئ في الماضي.. ولكنه فقد كل شيء و اعتقد ان الغوص في الظلام لن يضره ابدا.. الظلام لن يؤثر على اشخاص خسرو كل شيء بالفعل!

" مع ذلك، هناك اخطاء لا يمكن محوها ببساطه فقط لأنك بطريقه ما ادركت حماقاتك"

صوت إيڤان الباهت قد اجفله.. و للحظات،بدى وكأنه يخبره ان الصفح و الغفران امران لن يحصل عليهما ابدا.. ليس بعد اخطائه العنيفه!.. إلا ان ماسيو لن يستسلم ابدا، بل قبض على يده و آمل الحصول على بعض الراحه

" سأعيد جميع جثث المستذئبين.. يمكنكم دفنهم بطريقه ملائمه، يمكنني جعلهم يتحدثون مع عائلاتهم حتى قبل دفنهم.."

اعتقد انها طريقه مثاليه! طريقه مثاليه لأراحه الاشخاص الحزينين و ربما طريقه للتكفير عن ذنوبه المتراكمه!.. إلا ان الامر لن يكن سهلا ابدا.. ليس حين لم يحب أدريان سماع المزيد!..

اندفع فجأه من مقعده مجددا.. و هذه المره امسك بياقه قميص ماسيو صارخا بوجهه بغضب شديد.. و تداخل صوت هجينيه معها.. ثم انتشرت هالته في الاجواء حتى خنقت إيما التي نبض قلبها بخوف على رفيقها

" هل تمزح معي الان!! هل تدرك حتى مقدار المشاكل التي تسببت بها!! و الان فجأه انت تريد التصرف كـ شخص بريئ! "

" ادريان.. سأقولها لمره واحده اخرى، اجلس! "

كشر ادريان عن انيابه ثم نفض ماسيو من بيده بقوه شديده بعد سماعه لنبره إيڤان الحاده.. و هذه المره، ذهب للجلوس على الاركيه مع مشاعر متضاربه لن تحل ابدا إلا عن طريق ضرب ماسيو و قتله!

و اعتقد ان قتل ماسيو كان هو الحل الامثل! و فكر بغضب.. بعد انتهاء الحديث السخيف كان عليه فقط الاندفاع و قتل ماسيو لأنهاء العذاب الذي عاش الجميع عليه!..

العضب الدفين و الكره الواضح كان بالفعل امر لاحظه إيڤان.. و لم يكن وكأنه سيسمح لأحدهم بقتل ماسيو!..مع ذلك، لم يستطع لوم ادريان الذي يفعل الكثير لأجل شعبه و ارضه.. تنهد بخفوت.. ثم نظر لماسيو الذي ينظى للأرض وكأنه تعرض لصدمه ما..

هل عاد حقا لوعيه!.. في الماضي، كان ماسيو شخصا طبيعيا.. كان يطمع ان يصبح الاقوى للدفاع عن نفسه... و لم يكن مهووسا بأن يصبح الاقوى او حتى ان يكون فوق الجميع!.. لقد تغير فجأه، وكأنه اراد تحقيق امر لا يمكنه الوصول له..

رغم ذلك، حتى ان عاد ماسيو لوعيه اخيرا.. كانت اخطائه ستلاحقه في كل مكان، و لن يكون هناك طريقه لتصحيح تلك الاخطاء بسهوله!

فجأه، شعر بهاله ساخنه قادمه من ادريان.. هاله حارقه مليئه بالنار و نيه للقتل.. كان ذلك حين تذكر كون هذا الطفل هجين عنقاء و مستذئب! على ايحال، ان لم يوقف غضب هذا الملك الصغير.. كان ماسيو سيموت ابكر مما يجب!.. اغلق عينيه فجأه و اراح رأسه على الاريكه ثم اخذ يستشعر الحراره المنبعثه من ادريان بصمت.. كان ذلك حين تحدث بهدوء مفاجئ

" التصرف كـ الفا يريد حمايه قطيه هو امر جيد بالطبع.. و لكن، التصرف كـ احمق ينفعل دائما هو امر لن يفعله سوى ابله مجنون.. حافظ على اعصابك قليلا.. ليس وكأنك الشخص الوحيد هنا الذي يريد ضرب ماسيو "

صوت الباهت لفت انظار ادريان.. و مع مرور الوقت، هاله ادريان الساخنه قد تبخرت و هدئ جسده.. ثم رفع يده المرتجفه ليبعثر شعره الاسود بعشوائيه.. في حين ان ماسيو قد قبض على يده بعض سماع الحديث الاخير.. و لم يعرف ما الذي يجب فعله اكثر!

كان يدرك ان الاعتذار لن يفعل شيئا! ولكن لم يستطع تقديم الكثير!. لقد تأخر بالفعل على الندم و لم يعد هناك ما يستطيع فعله سوى تمنى امنيه و للأنتظار حتى تتحقق

" اذا ماذا، انت ستوقف الحرب اخيرا و ماذا بعد؟ اعني لماذا تأتي إلى هنا فجأه.. لاتخبرني انت هنا للأستسلام فقط؟! "

اردف إيڤان فجأه و ذلك حين رفع ماسيو رأسه ينظر للعين البيضاء الصافيه بصمت.. و لم يقوى على التحدث اكثر.. ليس حين يرى الرجل الذي دمر حياته بأكملها بسبب انانيته!.. صديقه الذي عرف بتغيره ولكنه تمني ان يعود لصوابه.. إلا ان ما اعطاه لإيڤان هو موت رفيقته و طفليه!

ميا التي لاحظت عجز رفيقها اقتربت منه مشده ثم احتضنت يده بين يديها بقوه و نظرت بعين بنيه مليئه بالاصرار للأمام

" في الواقع.. الامر يتعلق بي، قطيع المخلب الابيض.. لقد تعرضنا لهجوم من مجهول.. مات عدد كبير منا و لم نستطع فعل شيء سوى الخروج لمقابله الألفا الملك "

حديثها لفت انظار ادريان.. و تسائل ما هو الهراء الذي تتحدث عنه!.. كان قطيع المخلب الابيض قطيع بعيد بقرب مملكه مصاصي الدماء.. و لم يكن هناك حتى قدرا ضخم من اللاموتي ليهجمو عليهم!!.. إلا ان ميا التي قرأت افكاره تمتمت بتردد و هي تنظر لعين الالفا بتوتر

" افترض انك تعرف.. اللاموتي لم يستهدفو سوى قطيع الضوء.. لذلك..! "

" الكثير من الموتي؟ "

قاطعها إيڤان فجأه بحيره و تذكر امر كائن العالم السفلي.. كان لابد ان يحصلو على الكثير من الدماء النقيه لأستدعائه.. كميه وافره من الدماء حتى يستدعو كائن خبيث.. و رئيس البرج السحري مازال حتى يحاول الحصول على واحد آخر!، اومئت ميا بسرعه ثم استرسلت ناظره للرجل الابيض

" ن. نعم، هناك الكثير منهم.. بدى وكأنهم يعانون من نزيف حاد حتى مع انه لم يكن هناك الكثير من الجروح "

وصفها، كان غريبا.. و لم يبدو مشابها ابدا لطريقه انتشار اللاموتي في الارجاء.. ادريان، الذي شعر بأهماله ناحيه شعبه قرر الصمت و السماع بدلا من ذلك.. في حين ان إيڤان تحدث بفضول و هو ينظر لها

" اخبريني المزيد.. "

انظار ماسيو الارجوانيه قد ارتفعت.. و نظر لصديقه بصمت ثم تسائل فجأه ان كان يعرف شيئا ما.. هذه المشكله، كان حلها فقط بين يدي إيڤان.. ولكن لم يكن يعرف ان كان سيوافق على المساعده!.. ليس عندما يكون رجلا باردا لا يهتم لأحد بستثناء رفيقته!.. إلا ان فضوله المفاجئ كان غريبا، و لم يعرف ان كان هناك احتمال لموافقته.. لموافقته على حقيقيه كون شقيقته شيطان قبيح!.. و على ذكر إيزابيلا، اظلمت عيني ماسيو.. ثم نظر للأرض مجددا و هو يحمل حقد دفين نحوها!.. الحب الذي كنه لها اصبح فقط غضب و كره لن يمحو ابدا مهما فعلت!

" في الواقع.. كان هناك الكثير من حالات الاختطاف منذ بدايه الحرب.. و لم نعرف الفاعل، ولكننا وجدنا اجساد القتلا ملقاه في اماكل عشوائيه و جميعهم يعانون من نزيف حاد.. بشره بيضاء شاحبه و كأن هناك من جففها من الداخل.. و جسد بارد متجمد مع بعض الجروح الطفيفه"

شرحت بسرعه ثم عم صمت غريب الاجواء.. و اخذ إيڤان يفكر ببعض الأسباب!.. ثم استدار فجأه للنظر نحو ادريان و سأل بسرعه بعين بيضاء واسعه

" ادريان.. هل ذهبت من قبل لأرض مصاصي الدماء؟ "

" نعم،.. لقد التقيت بالملك و شقيقته"

" و كيف كان الوضع هناك؟ "

" ليس جيدا..الكثير من الفوضى و الانقلابات الداخليه.. مجاعه و فقر شديد، افترض ان السكان لا يحبون ملكهم لسبب اخر مع ذلك! "

اجاب بهدوء، و لم يعرف حقا ما هو الخلل في تلك الارض.. في احد المرات، ذهب لزياره اعتياديه.. و رأى كم ان ملكهم شخص يفعل ما بوسعه لتحقيق السعاده لشعبه.. إلا ان الشعب الذي كرهه، كان ضعيفا و مليئ بالحقد و البغض.. وكأن هناك ما يحثهم على كرهه اكثر حتى و ان بذل الكثير من الجهد لأجلهم!

' هل كان الوضع بهذا السوء قبل اختفائنا؟'

تحدث ڤين فجأه بحيره، و تسائل ما الذي حصل في الماضي.. كان مصاصي الدماء في عهد الملك السابق في وضع ممتاز.. و حتى بعد موته، كان جوليان يدير كل شيء بطريقه مثاليه.. و لم يسمع ابدا بأنقلابات داخليه او حتى فقر و مجاعه!

' لا.. ولكن يبدوا ان شقيقي احمق لا يمكنه التصرف.. ام ربما إيزابيلا لها يد في ما يحصل'

اجاب فجأه بجمود ثم شعر بحزن ڤين الذي لم يتأقلم على حقيقه إيزابيلا المظلمه.. و تمتم سائلا بصوت ضعيف

' هل تعتقد انها حقا شخص سيء؟ شقيقتنا اللطيفه؟'

' حسنا.. سنعرف قريبا جدا'

اجاب بينما ينظر لماسيو الذي يطالع الارض بسرحان.. و كأنه توهم ان النظر للأسفل هو افضل اعتذار يمكنه تقديمه للأشخاص الذين عذبهم!.. كان يجب ان يسمع توضيحا من ماسيو،.. ماريبث لم تكن شخص موثوق ابدا بعكس ماسيو!.. كان هناك بالفعل الكثير من التسائلات يود طرحها و سماع اجابتها من ماسيو الذي كذب في الماضي لسبب ما!

" ما الذي تعتقده؟ "

سأل ادريان فجأه بينما ينظر لإيڤان الذي بدى وكأنه يعرف شيئا ما.. في حين ان الاخر الذي خرج من افكاره رفع كتفيه بعدم اهتمام قبل ان يقول

" حسنا.. هناك الكثير، مثلا.. مصاصو الدماء الجائعين الذين سيهجمون على اي كائن لأجل الدم... او بعض الحمقى الذي يفكرون بشيء ما"

لم يكن متأكدا بعد، ليس حين يكون هناك الكثير من الاشخاص المثيرين للشبه!.. مع ذلك.. كان لابد ان إيزابيلا متورطه بطريقه ما! شقيقته الحمقاء التي تلاعبت بالجميع.. كان لابد ان هناك امرا خلفها!

نظر فجأه لميا التي تحتضن يد ماسيو.. و رمش للحظات حين رأى وسم ماسيو عليها.. شعر بأنزعاج مفاجئ.. و بالخساره حين سبقه صديقه بوسم رفيقته!.. و تسائل متى يمكنه وسم إيڤا مجددا!..

مع ذلك، بعيدا عن الغيره الغريبه.. تسائل ان كانت هذه المرأه جيده لماسيو؟ هل ستأخذه لطريقه مظلم كما فعلت إيزابيلا ام ستصبح المرأه التي ستنقذ صديقه!

" انتِ.. ما هو اسمكِ؟"

شعر بالفضول فجأه.. و رغب بالتعرف عليها للتأكد من كونها ملائمه لصديقه.. إلا ان نواياه البريئه لم تعجب ماسيو ابدا.. بل نظر بعداء ناحيه إيڤان و قرب رفيقته من جسده و هو ينظر بحذر لملك الوحوش...رمش الاخر، ثم رفع كلتا يديه بأستلام قائلا بنبره ساخره

" لا داعي للقلق ماسيو.. ألا تريد لصديقك ان يتعرف على رفيقتك.. اعني انت تعرف إيڤا جيدا! "

انتفض جسد ماسيو فجأه عند ذكر اسم إيڤا و استشعرت ميا توتره.. في حين ان ماسيو نبس بنبره ضعيفه متألمه بينما ينظر ناحيه إيڤان

" لقد اخبرتك.. لا علاقه لها بما حصل في الماضي، ان اردت الانتقام مـ..! "

" لقد سألتها عن اسمها.. ألم افعل؟ "

تحدث بجمود شديد اجفل ماسيو.. في حين ان العين البيضاء التي نظرت لوجهه قد اخافته اكثر معتقدا ان ميا قد تبتعد عنه.. كان ذلك حين تدخلت ميا بسرعه قائلا اسمها لعل هذا الجدال الصامت ينتهي

" م.. ميا.. "

وجه إيڤان الجامد قد تبخر فجأه و حل محله ابتسامه خافته جميله بينما ينظر لميا التي اقتربت اكثر من جسد رفيقها تحتمي به من الرجل المختل.. تحدث بسعاده غريبه

" جيد ميا.. اسمكِ ليس اجمل من اسمي مع ذلك! "

ادريان الذي كان هادئا لبعض الوقت قلب عينيه فجأه و تحدث بأنزعاج شديد حين لاحظ غرور الاخر الذي لن ينتهي ابدا

" ارجوك اوقف هذه التفاهه.. نحن بالفعل في منتصف حديث جاد! "

" ما الامر معك بجديه!.. انت ممل جدا! "

اجاب إيڤان فجأه بعبوس ثم وقف حتى يمد جسده العضلي قليلا.. كان ذلك حين تحدث ادريان و هو ينظر للرجل الابيض

" انت تعرف شيئا ما، صحيح؟ "

" حسنا.. امتلك بعض الافكار، ربما.. البرج السحري او انه بسبب افتقار مصاصي الدماء للطعام.. او، حتى.. أميره مصاصي الدماء إيزابيلا.. على ايحال، سيكون عليك فعل شيء بغض النظر عن السبب "

اسم إيزابيلا لفت انظار ماسيو فجأه.. ثم ارتفع رأسه ناظرا بعين متسعه لإيڤان.. و تسائل ان كان حقا يعرف بشأن امر شقيقته!..

تقدم إيڤان للخروج و اثناء مشيه ناحيه الباب..اردف بجمود من دون ان يستدير

" تعال للخارج.. لنتحدث ماسيو "

.
.
.

كانت الغابه القريبه من كوخ الألفا قريبه من الحدود.. ارض خاليه لم تحتوى سوى على كوخ واحد صغير يخص ادريان.. كان فقط مكان مثاليا للتحدث به.. مكان ملائم للحصول به على بعض الاجوبه!

مشي إيڤان للغابه بخطوات بطئيه هادئه بينما تبعه ماسيو بصمت و لن يعرف ما الذي سيحصل منذ هذه اللحظه! هل سيقتله إيڤان اخيرا! هل سينتقم من موت إيڤا مجددا!..

و مع ان ماسيو اعتقد ان نهايته حتميه.. إلا ان صوت إيڤان السعيد الذي صدر فجأه قد اجفله..

" اذا.. هل يجب ان اقول، تهانينا على ايجاد رفيقتك.. "

في الماضي، لم يحصل ماسيو على رفيقه ابدا.. و مع مرور السنوات، كان بالفعل قد آمن انه لم يمتلك رفيقه ابدا!.. ربما هذا ما جعله رجلا يلهو كثيرا بين النساء ايضا!.. إلا ان ماسيو لم يرغب بالتحدث اكثر عن ميا مع إيڤان.. شعر بالخوف عليها و لم يرغب باخبار صديقه بأي امرا عنها.. معتقدا انها طريقه ما لحمايتها

" انت.. هل تعرف بشأن إيزابيلا؟ "

حديثه السابق في الكوخ عن إيزابيلا كان غريبا.. و بدى للحظات وكأن يعرف شيئا ما.. شيئا لم يعرفه من قبل!! توقف إيڤان فجأه في منتصف الطريق ثم استدار للنظر لماسيو الذي توقف هو الاخر.. ابتسم بخفوت و تقوست عينه البيضاء بسعاده مزيفه و تحدث بنبره غريبه باهته

" مؤخرا فقط.. اعرف انك احببتها مثل الاحمق ايضا "

تجهمت معالم وجه ماسيو فجأه و لم يحب سماع الحقيقه القبيحه! اشاح بنظره لمكان آخر ثم نبس بجمود شديد

" كان ذلك في الماضي.."

لقد احب تلك المرأه بصدق عندما اعتقد انه لا يمتلك رفيقه.. لقد اعتقد، انه اخيرا يمكنه تكوين اسره تماما كـ صديقه!.. إلا ان إيزابيلا لم تنظر للأمر بمنظور مشابه له!.. بل تلاعبت به و عاملته كـ الحثاله تماما!

" نعم.. في الماضي، و انا اعرف انك من اختطف إيڤا فقط لأرضائها "

انتفض جسد ماسيو حين تحدث إيڤان.. و ارتجف جسده بعد ذلك، ثم تسائل ما الذي يجب ان يفعله بعد ادراك إيڤان للحقيقه!.. للماضي الذي تم اخفائه عنه و الاخطاء التي تم ارتكابها بحقه و حق عائلته!

شعر بأقتراب جسد إيڤان منه إلا انه استمر بالنظر للأرض بعجز شديد.. و شعر لوهله انه يريد العوده لأحضان ميا للحصول على بعض الراحه.. للهرب من الحقيقه التي لن تتغير ابدا!

توقف إيڤان عن التقدم بعد وصوله لمسافه مناسبه.... و اخذ ينظر لماسيو الذي ينظر للأرض بحسره و حزن.. حزين جدا وكأن اكمال هذا الحديث سيدخله بنوبه من الصياح!.. إلا ان إيڤان لم يهتم ابدا لمشاعر صديقه.. بل تحدث بجمود مفاجئ بينما ينظر بحده

" أخبرني ماسيو.. لماذا لم تقل الحقيقه؟.. لماذا كذبت و اخبرتني انك من قتل إيڤا! "

عم صمت مفاجئ المكان.. و لم يجب ماسيو ابدا على السوال الذي سمعه.. بل قبض على يده بقوه حتى ارتجفت قبضته، و تسائل كيف يجب ان يجيب؟! بالنسبه له.. لقد كان حقا هو الشخص الذي قتل إيڤا!! لقد قتلها بسبب حماقاته و انانيته.. إلا ان ماسيو يدرك جيدا ان افكاره لم تكن لترضي إيڤان ابدا.. مما جعله يتحدث بسخريه شديده بينما ينظر بعين متألمه نحو إيڤان بعد رفعه لرأسه

" و ما الذي كنت ستفعله ان قلت الحقيقه؟ هل ستسامحني! "

انكمشت معالم وجه إيڤان و عقد حاجبيه بألم.. كان ذلك حين تقوست عينه البيضاء بحزن بعد ان تمتم بصوت منكسر حزين

" لماذا تغيرت فجأه؟ "

لم يكن ماسيو شخصا شريرا من قبل.. و لم يكن شخص قد يؤذي الاخرين ابدا!. لقد كانا دائما معا..و حتى انهما تربيا معها!. و طوال هذا الوقت.. كان ماسيو شخص هادئ و لطيف يدعي الغضب في بعض الاحيان.. إلا انه، و بطريقه مفاجئه تغير و كره كل شيء.. اصبح همه الوحيد هو القوة و كيف يحصل عليها.. شخص قبيح يمكنه قتل و تعذيب الاخرين لأهدافه المظلمه!.. لقد سلك طريقه خاطئ و مظلم و لم يستطع صديقه انقاذه ابدا!

" لم اتغير، كنت دائما هكذا.. "

نبس ماسيو فجاه بهدوء و اخذ ينظر لصديقه التي ابتسم بسخريه.. ابتلع ريقه ثم تحدث مجددا بنبره باهته و هو ينظر لماسيو الذي يطالعه

" يبدو انك لم تفهم الامر جيدا ماسيو.. انا اعطيك فرصه الان، فرصه اخرى لقول الحقيقه لذي توقف عن الكذب!.. "

عم صمت مفاجئ آخر الأجواء.. و اتسعت عين ماسيو الارجواميه بدهشه بعد سماعه للحديث المفاجئ! بالنسبه له.. هو الذي ارتكب الكثير من الاخطاء لم يعتقد قط انه قد يمتلك فرصه ثانيه.. ليس بعد ان مات على يد إيڤان الذي كرهه بشده لقتله لإيڤا و طفليه!

اخرج زفيرا مرتجفا.. و تنظر للأرض مجددا بضياع، تسائل حينها.. هل يجب ان يخبره الحقيقه؟! هل سيتحمل إيڤان حقيقه شقيقته الوضيعه.. شقيقته التي دمرت كل شيء!.. و مع مرور الدقائق، و بين الصمت المخيف... قرر ماسيو قول الحقيقه، ربما.. يمكن لإيڤان الحذر من تلك المرأه و حتى انقاذ شقيقه جوليان منها.. اخذ نفسا عميقا، اغلق عينيه بقوه قبل ان يفتحها ليرفع رأسه ناظرا لإيڤان الذي ينتظر بصمت

" لقد احببتها حقا.. اردت دائما البقاء معها، ولكن منذ ان كنا اطفالا.. هي نظرت لك فقط..."

كانت حقيقه مؤلمه! لكونه احب امرأه احبت اخيها غير الشقيق.. ولكن، لقد تمني دائما ان تنظر له.. عينها الحمراء الجميله تلك.. لقد تمني دائما ان تنظر له بحب.. ولكنها لم تفعل ابدا، كانت فقط تحوم حول شخص واحد مع قناع لطيف مزيف!

" بالطبع، لم اهتم في البدايه.. اعتقد ان مشاعرها مشاعر عابره ستتغير مع الوقت.. ولكن، إيزابيلا لم تتغير لقد علقتني بها و جعلتني شحصا لا يمكنه العيش من دونها"

في الماضي، لقد استغلته بشده!.. كان تدرك حقيقه فقده للحنان.. لرغبته بالحصول على من يحتويه و يهتم لأمره!.. و هي التي كانت تخبره بأنها تحبه احتوته و احتضنه بحب و حنان.. ولكن فجأه، تتركه وحيدا في الخلف ثم تخبره انها لم تكن تنظر له بتلك الطريقه!.. تلاعبت به وكأنه مجرد دميه تحتضنها حين تريد و ترميها حين تسأم منه!

" رؤيتها تنظر إليك بعين مليئه بالحب امر لم احبه ابدا..و انت الذي لم يدرك شيئا بسبب تركيزك على إيڤا ازعجتني اكثر!.. و تمنيت ان اكون مكانك! "

اردف فجأه بصوت باهت.. و تسائل كيف وصل لكل تلك المشاعر في الماضي! نعم، لقد احب إيزابيلا.. ولكن إيزابيلا لم تفعل.. و حينها،تدمرت علاقته مع صديقه حين شعر بالغيره و الحقد.. و تسائل كيف يمكنه الحصول على حنان و دفئ إيزابيلا مجددا!..

إيڤان كان يمتلك إيڤا! ولكنه لم يمتلك سوى إيزابيلا و لم تكن هناك طريقه قد تجعله يتخلى عنها بسهوله! و اعتقد ان كل ما عليه فعله هو تقليد إيڤان بطريقه ما!! ان يصبح الاقوى!

" اعتقد انها تحبك بسبب قوتك!.. اردت ان اصبح الاقوى لأجل لفت انتباهها، ولكن لم انجح في الفوز ضدك ابدا.. منذ ذلك الوقت، لقد كرهتك بشده! كرهت كونك تمتلك كل شيء و انا لم افعل! "

عينه الارجوانيه لمعت ببريق حزين.. و لم يستطع النظر اكثر لإيڤان الذي استمع بصمت له.. لقد غاص في الظلام، و ادرك اخطائه فقط بعد موت إيڤا.. إلا انه الذي دمر كل شيء في الماضي..في النهايه، اعتقد ان العيش على أمنياته التعيسه هو اخر ما يمكنه فعله!.. اراد القوى لأن إيزابيلا قد تنظر له.. و استمر بمحاوله الحصول عليها لأنه تأقلم مع رغباته و اصبح هو الهدف الذي يعيش لأجله.. حتى بعد كرهه لإيزابيلا!.. مع ذلك، و مع انه حاول اجبار نفسه على كره إيڤان إلا انه لم يستطيع.. و بدلا من ذلك تألم بشده عندما تذكر كونه السبب الوحيد الذي دمر سعادته صديقه و اعتقد ان الحل الوحيد هو ارتداء قناع مزيف تماما كما فعلت إيزابيلا

" ولكن.. لقد كرهت نفسي ايضا، كرهت نفسي بشده.."

همس بصوت متحشرج مفاجئ.. رفع يده ليمسك بقدمه شعره الاسود بقوه و نظر بعين لامعه محمره للعشب الاخضر.. مهما حاول اقناع نفسه بكرهه لإيڤان.. كان بالفعل يدرك انه لم يفعل! لقد كان صديقه!!.. صديقه الذي احتواه عندما كان مشرد في الطرقات!.. الطفل الذي امسك بيده و جره ليعيش في الغابه برفقه الوحوش!.. ولكن.. كان ما قدمه هو العذاب و الالم لذلك الطفل!

عم صمت غريب الاجواء.. و لم يتحدث احد بعد ذلك.. اكتفي ماسيو بمحاوله التحكم بدموعه لعلها لا تسقط في حين ان إيڤان نظر بصمت للرجل الذي يقاوم دموعه...تنفس بصعوبه، ثم نطق بصوت باهت و هو ينظر للرجل الذي يقف امامه

" و ما هو ذنب إيڤا؟ لماذا اخذت طفلاي مني و رفيقتي!!.. ان كنت تريد قتلي إلى هذا الحد كان يمكنك فعل هذا دائما!.. كنت تستطيع قتلي دائما!.. لماذا كان يجب ان تكون عائلتي هي من تبتعد!! "

همس ماسيو بكلمات الاسف...همسات بالكاد يمكن سماعها، و لم يمتلك الجرائه للنظر للأعلى ابدا.. في حين ان الاخر قد تكونت عقده متألمه بين حاجبيه و تحدث بغضب مفاجئ دوى في ارجاء الغابه الشاسعه

" لقد تُركتُ وحيدا!! خانني صديقي و قُتلت رفيقتي و حتى انني فقدت جسد احد طفلاي.. شقيقتي التي اعتقد انها دائما ستكون بجواري حين احتاج إليها كانت مجرد امرأه خبيثه!.. و شقيقي! انا حتى لا اعرف ان كان يكن ضغينه لي!! "

خيبات كثيرا!.. لقد استيقظ على واقع مؤلم لا اساس له! محاولاته لأنقاذ رفيقته كانت فقط عديمه الفائده حين امتلك عائلته.. عائلته، المتسبب الاساسي لرحيل المرأه التي احبها.. عائلته التي اعتقد ان الوثوق بها هو مفتاح نجاته من هذا البؤس الشديد..مع انهم كانو البؤس بعينه!

اقترب من ماسيو فجأه ثم رفع قبضته و ضرب وجه ماسيو بقوه شديده.. و قبل ان يسقط امسك بياقته ليجره نحوه متحدث بغضب عارم و صراخ استشعرته الوحوش

" انت.. لم تفهم مقدار ما احاول لاجله للنجاة! كان يجب ان ابتسم دائما كـ الاحمق لأجل وعد قطعته.. ثم تألمت بجنون لإعاده إيڤا إلى جانبي لمئه مره!.. فقدت ابي امام عيناي و حتى طفلاي!! صديقي و شقيقتي.. لقد فقدت الكثير بالفعل!!... ما هو الذي جعلك تعتقد انني امتلكت كل شيء!! "

تساقطت دموع من عين ماسيو الذي ارتجف و نزف فمه.. في حين ان الاخر الذي رأى عدم مقاومته نفضه من بين يديه ليسقط الاخر على الارض وكأنه رجل ضعيف خائر القوى..

نظر له إيڤان بعين بيضاء محمره.. و تسائل كيف انتهي بهما الامر عدوين!.. ابتلع ريقه بصعوبه.. و شعر بألم حاد يفتك بصدره!.. كان ذلك حين امسك بقلبه معتقدا ان احد نوباته قد تصيبه!.. ادرك ان عليه ان يهدأ بطريقه ما!.. كان يجب ان يهدئ حتى لا يتقيئ الكثير من الدماء كـ كل مره ينفعل بها!.. إلا انه لم يهتم ابدا.. بل اكمل بنبره باهته متألمه و هو ينظر للرجل الجالس على الارض بضعف

" لقد رأيت ذلك!!.. كم انك تغيرت فجأه، كم نظرت إلي بكره!.. و مع ذلك، حتى ان تغيرت.. لم اعتقد قط انك ستأخذ إيڤا مني!.."

رفع ماسيو رأسه فجأه و نظر بعين حمراء مليئه بالدموع ناحيته ثم تحدث بنبره متحشرجه و هو ينظر للأعلى

" ا. انا.. حاولت اعادتها إليك.. في ذلك الوقت، ولكن إيزابيلا.. "

" لماذا كذبت؟! لماذا لم تخبرني بالحقيقه!! "

قاطعه إيڤان فجأه بجمود و لم يرغب بسماع المزيد من الحقيقه التي يعرفها.. ان كان هناك امر واحد يجب ان يعرفه.. هو سبب كذب ماسيو، كذبه و عدم قوله للحقيقه حتى مع انه لم يقتل إيڤا او يمسها بسوء!

ماسيو الذي نظر لإيڤان بعين حمراء قد عقد حاجبيه بغضب فجأه و شعر بأنزعاج يتصاعد لصدره!.. الحقيقه! لم يكن هناك حقيقه هنا!! لقد قتل حقا إيڤا.. بالنسبه له!! هو من تسبب بموتها و ليس إيزابيلا!.. عقد حاجبيه.. و تحدث بصوت عالي غاضب

" ان فعلت.. هل كنت ستصدقني حتى! لقد رأيت بعينيك.. جثه إيڤا كانت بين يدي! هل كنت حتى سوف تصدقني ان اخبرتك ان إيزابيلا خلف كل ما حصل!؟ "

كان إيڤان يحب شقيقيه!.. لقد احب عائلته بشده، و لم يكن سيصدق اي خبر سيء عنهما!.. حتى ان قال الحقيقه، كان متأكدا ان إيڤان لن يصدق ان شقيقته اللطيفه من قتلت إيڤا!! ليس حين تكون جثه إيڤا بين يديه!.. إلا ان إيڤان كان مستعدا لتصديق تلك الحقيقه!.. كان مستعدا لتصديق حقيقه مؤلمه حتى لا يفقد صديقه!.. إلا ان ماسيو لم يفهم الامر ابدا.. لم يفهم ان إيزابيلا التي لم ترتبط به لم تكن ذات أهمية بقدره!

" كنت سأفعل!.. ان فتحت فمك الجبان كنت سأفعل!.. ولكنك قررت قول كذبه سيئه! "

صرخ إيڤان في المقابل.. و احتدت عينه بغضب شديد بينما ينظر للرجل الذي اتسعن عينه بصدمه قبل ان يبعدها عنه!.. عينه البيضاء حملت لمعه حزينه.. و لم يستطع تحمل ألم قلبه المتفاقم، ابتلع ريقه بصعوبه ثم رفع يده ليبعد شعره عن وجهه قائلا بنبره متألم غير مصدقه!

" لم اعتقد قط ان عائلتي هي من ستدمرني!"

ماسيو الذي شعر بتأنيب الضمير قد وقف فجأه ببطئ.. و لم يستطع البقاء هنا اكثير من هذا.. كان فقط يتحطم اكثر، و يدرك اخطائه الكثيره.. يدرك كم انه لم يكن صديقا جيدا لصديقه الذي انتظره دائما ليعود لصوابه!

اراد ميا بسرعه.. اراد البكاء بين احضانها و ابعاد هذا الالم الذي يفتك بصدره.. و حينها، استدار عائدا للكوخ.. و قرر عدم الظهور مجددا امام احد.. إلا ان صوت إيڤان قد اوقفه

" كلمات إيڤا الاخير.. هل تتذكر ما قالته؟ "

قبل موتها.. لطالما سمع كلماتها الاخيره!... لطالما تواجد لأجل سماعها، تلك الكلمات.. كانت السبب الوحيد الذي يجعله يكمل حياته التعيسه الباهته.. ولكن إيزابيلا حرمت منه ذلك.. و ماسيو لم يختلف عنها ابدا!

ماسيو الذي توقف، نظر للسماء فجأه.. و اغلق عينيه المتعبه بينما يتذكر صوتها المتألم الباهت.. كلماتها الحزينه و ابتسامتها البريئه

" ارادت مني اخبارك بأنها اسفه.. انها تحبك ايضا.. "

اخبرته انها تسامحه ايضا! ان موتها لم يكن خطأه بأي طريقه كانت.. ان موت طفليها لم يكن بسبب اختطافه لها.. بل بسبب إيزابيلا، اخبرته ان لا يلوم نفسه ابدا بل يجب عليه اكمال حياته بشكل جيد.. مع انه لم يفعل، و انعطف منعطف مظلم بعد ادراكه لدمار عالمه!

تحركت قدمه للأمام... و اكمل طريقه نحو رفيقته و اعتقد ان كل شيء قد انتهى اخيرا.. و لن يكون هناك طريقه له او حتى لإيڤان للعوده كـ السابق.. إلا ان إيڤان قد استوقفه مجددا.. و تحدث بنبره متألمه حزينه

" كيف يجب ان اسامحك الان!!؟ لقد دمرت سعادتي! "

ماسيو الذي لم يعتقد قط انه قد سمع كلمه السماح من إيڤان استدار فجأه نحوه.. و رأى الوجه الابيض الباهت و الحزين.. ثم تحدث بنبره متأسفه مليئه بالصديق.

".. اعرف ان هذا متأخر بشده، ولكن.. انا اسف، لقد اذيتك.. استيطع تفهم الامر ان اردت قتلي مجددا.. ولكن، لا تؤذي ميا.. انها كل ما املك الان! "

بدى وكأنه يترجي في النهايه.. يترجي بحزن شديد عدم لمس رفيقته او حتى إيذائها.. في حين إيڤان الذي نظر له بعين باهته بيضاء.. ابتسم فجأه بسخريه و تحدث بتعاسه شديده

" لايبدو انك تدرك الامر ولكن موتك يعني موتها.. إلا ان كانت ذات حظ تعيس مثلي لتعيش وحيده! "

صمت ماسيو فجأه.. ثم قبض على يده بقوه شديده..لم يكن يريد ان تتعذب ميا بأي طريقه كانت.. ليس هي من بين الجميع!.. لقد ارتكب الكثير من الاخطاء في حياته و لم يكن يمانع ان يحاسب عليها.. ولكن ان كان معاقبته قد تؤذي ميا فهو لن يسمح بذلك!.. كان لابد ان تكون هناك طريقه ما اخرى للتكفير عن ذنوبه المتراكمه!.. طريقه اخرى لتجعل يبدأ من جديد!

" حسنا.. لنبدأ من جديد! "

صوت إيڤان المفاجئه قد اخرس افكاره.. و اتسعت عينه الارجوانيه حين سمع حديث غريب لم يتوقع سماعه.. رفع رأسه و نظر بسرعه بعين مندهشه للرجل الذي ينظر بصمت ناحيته ثم همس بعدم تصديق

" ماذا؟"

رمش لإيڤان ببطئ بينما ينظى لملامح وجه ماسيو المندهشه.. في حين انه اكمل بهدوء شديد بعد ادراكه للحقيقه.. على ايحال، ماسيو لم يكن الشخص الوحيد الذي اخطئ هنا!

" ليس كأصدقاء او اشقاء.. بل كـ غرباء! عش حياتك برفقه رفيقتك و لا تتسبب بالكثير من المشاكل.. و تعال لزيارتي في بعض الاحيان!.. مره واحده في الشهر فقط! "

" انت تمرح صحيح؟.. "

اجاب ماسيو بعدم تصديق.. و شعر لوهله انه يتوهم، ربما الضربه التي حصل عليها اثرت بعقله!!.. لم تكن هناك طريقه واحده لجعل إيڤان يسامحه!.. ليس بعد تسببه برحيل رفيقته.. إلا ان إيڤان الذي نظر له لبرهه تحدث بجمود شديد

" حسنا.. تجاهل ما قلته فقط! "

ماسيو الذي اتسعت عينيه بفزع انتفض جسده فجأه و تحدث بسرعه مفاجئه بينما ينظر لصديقه بتوتر شديد.. مخافه فقدانه مجددا!

" كلا!..ا.اعني، مره واحده في الشهر لقد فهمت هذا!! "

كانت فرصه لم يتوقع حصولها!.. فرصه للبدء من جديد! و هذه المره سيحرص على عدم ارتكاب الاخطاء!.. ربما العوده كـ السابق هو امر مستحيل! ولكن يمكن للوقت ان يحل الكثير من المشاكل.. الاخطاء و حتى اخماد الاحزان!!.. و اعتقد ان إيڤان اعطاه فرصه لن تتكرر ابدا!

" انت تتصرف كـ امرأه ستقابل حبيبها بعد سنوات! "
سخر إيڤان فجأه.. و تقدم للأمام متوجها نحو الكوخ مره اخرى.. في حين ان ماسيو الذي تبعه سأل مجددا السؤال الذي لم يجب عليه إيڤان بعد

" كيف اكتشفت امر إيزابيلا؟ "

تلك المرأه كانت حذره دائما في ما تفعله! و لم تكن لتترك خطأ صغير خلفها.. و ربما كان هذا هو السبب في ان إيڤان لم يدرك حقيقتها لفتره طويله.. امرأه خبيثه مليئه بجنون داخلي مرعب!

" حصل و فعلت.. هناك ساحره خطفتني، و عندما عاملتها بلطف اخبرتني الحقيقه! "

اجاب إيڤان بهدوء..و رفع ماسيو حاجبيه بحيره! معاملتها بلطف؟ هذا الرجل كان سيفعل كل شيء عدى معامله شخص خطفه بلطف!! و مع ذلك.. كيف انتهى الامر بشخص مثله مخطوفا في المقام الاول!! الكثير من التسائلات ضربت عقله.. و لم يعرف ما الذي يجب السؤال عنه اولا.. إلا ان إيڤان الذي استرسل بهدوء اخرسه

" اخبرتني انني كنت سأصبح أب لطفلين ايضا.. اخمن ان إيڤا كانت لتكون سعيده عند سماع هذا الخبر"

عم صمت غريب الاجواء.. و لم يستطع ماسيو نطق كلمه واحده بعدها.. ربما، لأنه مازال يحمل نفسه خطأ موت الطفلين و إيڤا.. الهدوء المفاجئ كان قاتلا.. و شعر ماسيو بالتوتر اكثر.. كان ذلك حين حاول تغير الاجواء

" الطفلين.. كان احدهم غريبا.. "

لم يكن التحدث عن الطفلين هو امر جيدا الان! ليس حين يكون إيڤان تعيسا عند ذكرهما.. إلا ان ماسيو اعتقد ان ذكر ما حصل في الماضي قد يهم إيڤان.. رفع الاخر حاجبيه فجأه، ثم توقف في منتصف الطريق و نظر لماسيو بحاجب معقود حين سمع الحديث المريب و همس بحيره شديده

" غريبا؟"

" اعني.. بعد موت إيڤا.. احد الطفلين قد اختفي.. "

لقد كان اخر شخص قد رأى إيڤا قبل موتها.. و تحدث معها قليلا، ثم رأى الاجساد الصغيره الملقيه على الارض.. و ذلك حين ادرك الامر! شعر بهاله مشئوه تحيط في الهواء.. خانقه و مظلمه مليئه بقبح غريب!.. و للحظات، اختفي احد الطفلين وكأنه لم يتواجد ابدا!

" اختفي؟ هل تعني ان رضيع لم يولد تحرك بنفسه و اختفي!! "

سخر إيڤان و ابتسامه ساخره ارتسمت على شفتيه.. كان ذلك حين اندفع ماسيو للتحدث قائلا بسرعه موضحا الامر

" لا.. اعني شعرت بوجود شيء مع الطفل!.. لقد ابعدت عيني لثانيه ولكن اختفي الجسد بأكمله"

الظلام الذي احاط ذلك المستودع كان غريبا.. و لم يرى شيئا لوهله، في النهايه.. عندما عاد الضوء، كانت روح إيڤا قد صعدت.. و اخفى جسد طفل صغير مشوه مليئ بالدماء!.. مع ذلك، حديث ماسيو المفاجئ.. جعله يعتقد ان هناك احتمال ما لنجاه احد طفليه!.. ربما، بطريقه ما.. لم يمت طفله الصغير في ذلك الوقت..مع ان ذلك كان احتمالا مستحيل!

" هل كان على قيد الحياة؟.. "

سأل.. و تمنى حقا ان يكون هناك علامه واحده هلى نجات طفله.. إلا ان ماسيو الذي نظر له للحظات نفى برأسه و اجاب بهدوء

" لا.. كان مشوه اكثر حتى من الطفل الاخر.. "

إيزابيلا لم تمتلك رحمه حتى لطفل صغير!.. لقد اصيبت بالجنون، و لم تحب حقيقه حمل إيڤا بتوئم.. عذبتهم و شوهت اجسادهم حتى قبل ولادتهم!..

هبطت معالم إيڤان بحزن.. و خاب أمله الوحيد لأجل الحصول على طفله الاخير!.. طفله الذي لم يدرك وجوده كان بالفعل قد مات ايضا.. و لم يكن هناك طريقه لدفنه حتى!!

رؤيه المعالم الحزيه على وجهه جعلت ماسيو يبعد انظاره للنظر لمكان اخر.. و لم يعرف كيف يواسي صديقه عندما يكون هو المتسبب الرئيسي لكل ما حصل!.. ان لم يختطف إيڤا كان سيعيش الجميع بسعاده!.. ان لم يحب إيزابيلا كانت علاقته بصديقه لن تتدمر ابدا!.. ولكن ما حصل قد حصل، و كل ما عليه فعله هو التأقلم لتصحيح كل تلك الاخطاء!

" على ايحال.. انا سأعيد طفلاي إلى جانبي!"

إن كانا إثنين.. إذا سيعيدهما له، سيعيد بناء اسرته الجميله مجددا.. و اعاده شمل طفليه مع والدتهما!

" إعادتهما؟.. انت لا تفكر بفعل امر احمق صحيح؟"

ماسيو الذي رفع حاجبيه تحدث بأنزعاج مفاجئ.. كان يدرك عواقب السحر الاسود.. و يدرك كم عاني إيڤان طوال فتره محاولته لإعاده إيڤا!.. و لم يكن جسده سيقوى على تحمل المزيد ابدا.. مع ذلك، إيڤان الذي ابتسم فجأه و تقدم للأمام بعيدا عن ماسيو تحدث بنبره واثقه

" لا.. لن افعل شيء احمق، انا بالفعل سأعيدهما إلي!!"

حتى ان انتظر لسنوات طويله.. كان سيحقق امنيته! امنيته للعوده لأحضان عائلته المفقوده.. و لن يسمح هذه المره بفقدان احد!.. ليس اي شخص من اقربائه!.. هذه المره، لن يسمح إيزابيلا بتدمير سعادته ابدا!

يتبع..

Continue Reading

You'll Also Like

2.2K 307 28
وكم رغبتُ في عودي لسابقِ عَيْشي ، لدفء الأهل ، لضحَكاتٍ تنبع من صميم الخافِق ، كم تمنيتُ عودَ قصّتي لِمَجراها ولكنْ .. أينَ المَفر ! . " لن أسْمحَ لأ...
732K 31.7K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...
4.1K 446 32
الثلاثون من ابريل عام 2090م بعد الإبلاغ عن حادث إختطاف من طرف مجهول عصر اليوم الحالى أسرعت الشرطه إلى المزعوم أنه موقع الإختطاف . . . . لم يتم العث...
2.5K 522 26
هايريس فتاة ذات قوى خارقة عاشت منذ طفولتها رفقة معلمها لتنصدم بحقيقة كونها مجرد سلاح بين يديه ليحقق إنتقامه فما الذي سيحدث بعد إنتقالها لمنزلها وسط ا...