" و عَـيـنَـاكَ يَـا زِيُـوس .. إتَّـخَـذتُـهَـا مَـوطِـن لِـي "
-
" زيوس "
عبرنا اراضي اثينا بعد ساعات طوال .. اثينا العاصمه ، لطالما تمنيت زيارتها و لكنني لم افعل ، و لم اتخيل يوما ان اول زياره لي اليها ستكون بغرض القتل .
سرنا نتجول في الطرقات و ورائنا الاحصنه التي استأجرناها ، لا نعرف اين نسير بالظبط ولكننا نسير بلا وجهه محدده ، في البدايه كنا نشعر بالتعب و الأرق من قله النوم ، و لكن عندما بدأنا في السير شعرنا ببعض النشاط ، و في الواقع البيئه المحيطه بنا هي من ساعدتنا علي ذلك .
كنا نسير في سوق من اسواق اثينا الكبري ، نري الباعه ينتشرون في الطرقات و الزبائن تتجول بأريحيه ، الفتيات تسير و شعورهن تتطاير خلفهن بسلاسه ، و الشباب تسير و علي وجوههم ابتسامه و هم يتحدثون بعضا الي بعض ، كنت اري الابتسامه الواسعه المرتسمه علي شفاههم ببرود ظاهري و لكني كنت منكسر من الداخل ، اشعر ببعض الحقد داخلي تجاههم .. لما لم اسير يوما و انا ابتسم بسعاده مثلهم ؟ ، اينما اسير رأسي دائما يكون منشغل بالهموم المتزاحمه علي صدري ، لما حُرمت من السعاده التي استحقها ، هل انا سيئ لهذه الدرجه ؟ ، ما السيئ الذي فعلته حتي أُقاضي هكذا ؟ ، في البدايه أُولد لأجد نفسي رهينه لأسياد يبيعونني و يشترونني و كأنني سلعه لديهم ، حتي أبي و أمي لم اراهم يوما ، و الوحيده التي تحمل دمي .. شقيقتي الينا ، ذهبت و تركتني بمفردي ، حتي الفتاه الوحيده التي احببتها بصدق ، من المستحيل ان نتزوج .. الي متي سأظل اراها في الخفاء دون ان يعلم احد ؟ ، في كل مره اراها اري كيف تحاول اخفاء حزنها بسبب اخفائها بسرنا علي والدها ، هي تعلم اننا لن نصبح في يوم معا ، و انا لا استطيع اثبات لها عكس ذلك ، فـ كيف لشخ ..
_ بربك هلا صفيت لي ذهنك الآن ؟ اريد الذهاب للمنزل اشعر بالتعب .
كان هذا صوت فيليكس الذي قاطع حبل افكاري ، اومئت له برأسي متفهما ثم صعدت علي حصاني ليصعد بعدي كلا من فيليكس و آريس ، ثم سرنا في طريقنا الي المنزل الذي كان ينتمي لاحدي ممتلكات والد فيليكس .. الملك ديلان .
-
" مارسيا "
_ ثم تركني و ذهب مع فيليكس .
انتهيت من الحديث و انا انظر الي ثيورا ، فقد كنت اروي لها ما حدث في اخر لقاء لي مع زيوس ، ثيورا ليست خادمتي و حسب ، بل هي اقرب شخص لي في القصر ، تماما مثل فيليكس و ربما أكثر .
_ الم يخبرك متي سيعود ؟
سألتني ثيورا و هي متعجبه من رحيل زيوس المفاجئ ، نفيت برأسي و انا انظر للارض بحزن ، وضعت يديها تربت علي كتفي و هي تحاول بث الامان بداخلي ، ابتسمت لها و انا اومئ برأسي متفهمه محاولاتها لاطمئناني ، و لكنها كانت تريد من يطمئنها ، بالنهايه زيوس أخذ معه قطعه من قلب ثيورا ، نظرت الي و هي تحاول الحديث و لكن الخجل كان يطغو ملامحها :
_ ماذا عن .. شقيقك ، اقصد الأمير فيليكس .. يعني بصراحه لا افهم لماذا ذهب مع زيوس ، ثم انه لم يودع ..
توقفت عن الحديث و هي تستمع لباب غرفتي يفتح بقوه ، التفتت ثيورا بسرعه ناحيه الباب ثم انتفضت و هي تنظر من قام بفتحه و لكنني اعرف من هي الوحيده التي تتجرأ علي فتحه بتلك الطريقه .. "كاسيا" ، زوجه اخي اورانوس ، نظرت كاسيا الي ثيورا بقرف ثم تحدثت الي ثيورا التي كانت تنظر ارضا :
_ الم اخبركِ الا تصعدي الي جناح مارسيا مره اخري؟ ماذا سيقول عنا الناس عندما يرون خادمه مثلك تجلس في جناح الاميره؟
ابتلعت ثيورا ريقها و هي تقول :
_ اعتذر منكِ سمو الاميره لن تتكرر مره اخري .
اشتعلت الدماء في عروقي و انا انظر الي العبرات تتجمع في عيون ثيورا من الاهانه التي تعرضت لها للتو ، اقسم لو ان فيليكس كان هنا لكان نزع رأس كاسيا عن جسدها ، ربتت علي كتف ثيورا بينما انظر لـ كاسيا بغضب ظاهر :
_ لا عليكِ ثيورا ، لا احد يستطيع منعك من الصعود الي جناحنا ، هذا الجناح ملكي و ملكك ايضا بكل شيئ فيه .
ابتسمت ثيورا بامتنان بينما كاسيا كانت تبتسم ايضا ، و لكن بسخريه ، ابتعدت قليلا لتقف امام باب الجناح و هي تستدعي رئيسه الخدم ، ابتسمت في داخلي و انا ادري ما هي علي وشك فعله ، و الآن انا متحمسه لرؤيه ملامح الصدمه علي وجهها !
_ داميانا .. داميانا !
كانت كاسيا تنادي رئيسه الخدم " داميانا " بأعلي صوتها ، أتت داميانا بعد ثواني مهروله الي جناحي و هي تنظر ارضا :
_ نعم سمو الأميره .
_ ألم أخبرك من قبل أنه محرم علي أي فرد من الخدم خاصه ثيورا الصعود لطابق الأجنحه الملكيه ؟ هلا أخبرتيني كيف صعدت تلك الغبيه الي هنا ؟
اقتربت من اذني ثيورا اهمس لها محاوله اضحاكها :
_ اقسم ان اعلم فيليكس بأمر تلك الشمطاء ، ليقتلها و ليرتاح العالم من شرها الذي أخذته كله لها .
ضحكت ثيورا من بين دموعها في خفوت ، عدنا بنظرنا الي كاسيا التي كانت تنتظر الجواب من الخادمه ، بدي التوتر علي وجه الخادمه و هي تقول :
_ أعتذر منكِ سمو الأميره ، و لكن جلاله الملك ديلان أخبرني ان ادع ثيورا تدخل الي جناح الاميره مارسيا حينما تريد ، و ان لا اتدخل انا و اي شخص بالقصر في هذا الموضوع .
و لثانيه من الزمن ظهرت ملامح الغضب علي وجه ثيورا ، و لكنها ابتلعت غضبها داخلها و هي تبتسم مدركه انها المقصوده بهذا الكلام ، خرجت الخادمه بعدما استأذنت من رأس الافعي تلك ، ثم التفتت الي ثيورا و ما زالت محتفظه بعلامات القرف علي وجهها :
_ اخرجي .. اريد الحديث مع مارسيا .
خرجت ثيورا من الغرفه و انا ادري ما هو الموضوع الذي تريد الحديث معي بشأنه ، و يبدو أننا لن ننتهي من هذا الموضوع !
اخذت كاسيا بالاقتراب مني و هي ترسم ابتسامه علي وجهها حاولت بقدر الامكان جعلها لطيفه ، وقفت امامي ثم سحبت خصله من شعري و هي تبرمها حول اصبعها ، نظرت الي اصبعها الممسك بشعري بقرف ، تحدثت و هي تنظر الي مباشره :
_ مارسيا حبيبتي !
اتمني الموت علي ان اكون حبيبه تلك البقره ، اشتد القرف علي وجههي و انا انتظر منها ان تكمل كلامها :
_ أتعلمين أنكِ المفضله لي في هذا المنزل ؟ لا اخفي عنكِ سرا و لكن سبب من الاسباب التي جعلتني اتزوج اورانوس هو انتِ .
ابعدت يديها عن شعري و انا اسير ناحيه خزانتي اخرج فستان للنوم :
_ بربك كاسيا ، الجميع يعلم انكِ تزوجتي أورانوس لكي ينقذ مملكتكم من الغرق في الديون بنفوذه ، فلا تظني ان تلك الحركات الرخيصه ستمرئ علي .
تصنعت الحزن و كم كانت فاشله في التمثيل :
_ أوتظنين انني من هذا النوع ؟
اغلقت الخزانه بغضب و انا انظر لها و قد انتهي صبري :
_ كاسيا قولي ما عندك و اخرجي اريد النوم .
_ آريز .
_ لا .
قلتها قبل حتي ان ادعها تكمل كلامها ، تركتها و انا اتوجه ناحيه الحمام و لكنها سحبت يدي و هي تقول :
_ لما لا ؟ مارسيا فكري بالموضوع ، آريز يحبك للغايه و منذ ان كنتم اطفال تتعلمون القوس و السهام .
_ و ما شأني ؟ هل أنا من أخبرته أن يحبني ؟ هو يعلم انني من المستحيل أن اكون معه .
_ فقط اعطيه فرصه ليثبت حبه لكِ .
ابتسمت لها ابتسامه لم تصل لعيناي :
_ للجحيم انتِ و اخيكِ .
ثم استدرت لأذهب للحمام ، فجأه صرخت بألم و انا اشعر بها تسحب شعري بقوه ناحيتها ، ضربتها عده ضربات متتاليه في يدها و انا اصرخ بها :
_ ماذا تفعلين هل جننتِ ؟ اتركيني و شأني .
سحبت شعري بقوه اكبر بينما انا اصرخ و انا اشعر ان خصلات شعري ستقتلع من جذورها ، و من شده مقاومتي لها دفعتني بقوه لأصطدم بالحائط ، و من الصدمه تجمدت مكاني لتسرع هي ناحيتي و هي تقيد يدي خلف ظهري و يدها الاخري تقبض علي فكي ، نظرت لها بصدمه و انا اري شراره الحقد تتطاير من عينيها :
_ اسمعي ايتها الغبيه ، اخي و اللعنه يحبك ، لا اعلم ماذا احب بفتاه سافله مثلك ، ولكن لا بأس دعينا نتسلي قليلا ، اليكِ ما سيحدث .. اخي سيتحدث مع والدك بشأن زواجكما و بالطبع سيأتي والدك ليأخذ برأيك ، و انتِ مثلك مثل اي فتاه مطيعه ستوافقي ، افهمتي ؟
_ضحكت باستهزار و انا انظر لها بغباء ، حاولت تحرير يدي منها و لكنها كانت اقوي مني بكثير :
_ هل تظنين انني سأوافق عما تقولي ؟ اقسم لأن اخبر والدي و اخواي بكل ما تفعليه ، ابتعدي عني !
ضغطت بيدها الممسكه علي فكي بقوه أكبر حتي صرخت من فرط المي :
_ ستقبلين ، و ان لم تفعلي اقسم ان اخبر ابيكِ و اخيك أورانوس بشأن زيوس ، عشيقك الذي تقابليه سرا .
فتحت عيناي علي مصراعيهما و انا انظر لها بصدمه ، كيف علمت ؟ لا أحد يعلم سوي فيليكس و ثيورا ، كدت اكذِّب ما تقول و لكنها عادت لتتفوه مره أخري :
_ ليس هذا و حسب ، بل أعلم أيضا بشأن الحب المحرم الذي يجمع بين ثيورا و فيليكس شقيقك ، اعلم كم تحبينهم و تهتمي لأمرهم عزيزتي .
هنا و فاقت صدمتي حدودها ، حسنا فلنفترض انها رأتني اقابل زيوس ، لكن ماذا عن ثيورا و فيليكس ؟ هم لا يتقابلان خارج المنزل و حتي عندما يتحدثا ادعهم يجلسا في شرفتي و اقف انا عند باب الجناح حرصا الا يأتي احدا و يراهم ، كيف لها ان تعلم بكل هذه الأشياء ؟
سلتت يدها الممسكه بفكي ثم اخذت تنزل سبابتها بهدوء علي رقبتي ، سارت رعشه بجسدي و انا خائفه مما هو قادم ، قبضت علي رقبتي فجأه ثم تحدثت بجانب اذني بفحيح كالأفعي :
_ و الآن انتِ بيدك حياه ثلاثه اشخاص ، زيوس ، فيليكس ، و ثيورا ، ناهيكِ عن حياتك انتِ ف هذا شيئ لا يحتسب .
كانت تتحدث بينما يديها تعتصر رقبتي و كأنها خرقه باليه ، ظللت احاول دفعها عني و انا اجاهد لالتقاط انفاسي ، ولكن كل هذا بلا جدوي ، شعرت و كأن العالم يظلم من حولي .. لا أستطيع انا اري جيدا و فقدت توازني ، و عندما تبقي لي القليل فقط من الأنفاس ، دفعتني ارضا ثم سقطت بقوه و انا اسعل احاول التقاط انفاسي ، نظرت لها و انا امسح دموعي التي فرت من شده اختناقي :
_ و الآن لديكِ يومين لتفكري ، يومين لتأخذي قرارك حول حياه حبيبك و شقيقك و صديقتك اللعينه .
ثم التفتت لتغادر غرفتي و هي تقول :
_ مدلله أبيها .
انهرت و انا لا استطيع كبح شهقاتي التي تخرج متألمه ، ليت زيوس كان هنا ، يا ليتك كنت هنا زيوس !
-
" فيليكس "
وقفنا امام الجهه الخلفيه لقصر كبير يقع فوق احدي تلال اثينا ، و بجانبي يقف كل من زيوس و آريس ، تأكد زيوس من موضع السيف بداخل حزامه و أمرنا أن نتأكد من وجود خناجرنا في أمكنتها .
صعد زيوس أولا من فوق البوابه القصيره التي كانت خاليه من الحراس بعد أن نجح آريس في استدراجهم بعيدا ، ساعدني زيوس بالصعود ثم رفعت آريس الذي اتي للتو بعد ان فر من الحراس ، سرنا في الطرقه الضيقه و نحن نتلفت خلفنا خشيه من وجود ايه حراس حولنا ، و لكن تلك المهمه كانت اسهل مما اعتقدت .. او أنني مخطئ !
فجأه و بدون إنذار شعرت بشخص يدفعني ناحيته ليلتصق ظهري بصدره و يسقط خنجري من اثر الصدمه ، التفت زيوس و آريس فجأه علي صوت سقوط الخنجر بينما الرجل الذي كان يقيدني وضع خنجره هو علي رقبتي كعلامه تهديد :
_ ضعو اسلحتكم جانبا .
القي آريس السكين الذي كان يحمله أرضا ، لا ادري حتي ما هذا السكين الغبي الذي كان يحمله ، بينما زيوس كان ينزل ببطئ ناحيه الأرض لكي يضع خنجره ، و بالفعل وضعه و لكنني ادركت ما الذي يريد فعله ، استقام ببطئ بينما استغليت انا فرصه ان الرجل يتابعه بعينيه ، لم اكن اراه بالطبع ولكنه بالتأكيد كان يراقبه ، و بحركه سريعه مني لكمت يد الرجل بعيدا عني ثم انبطحت ارضا ليلقي زيوس الحجاره الكبيره التي كان يحملها في رأس الرجل ، أخذت خنجري الذي سقط مني لأغرزه بمعده الرجل و انا اكمم فمه بيدي كي لا يصرخ و يقوم بفضحنا ، وقع الرجل بعدها ارضا و هو فاقد الوعي ، او ربما مات من يعلم ؟
ابتسم زيوس ابتسامه جانبيه و هو يأخذ خنجره :
_ لا داعي لشكري .
بادلته الابتسام و انا اسير خلفه :
_ لم أكن لأفعل أصلا .
اكملنا طريقنا في السير حتي وصلنا لحديقه القصر و لم نواجه اي حراس بها ، فـ لماذا سيحرسها حراس هل يخافون من سرقه الفاكهه التي يزرعونها ؟ اكملنا سيرنا حتي وصلنا الي بوابه القصر ، التفتت انا و زيوس لآريس لينظر لنا بتعجب :
_ ماذا ؟
حككت رأسي و انا انظر الي زيوس اترك له مهمه الحديث ، تحمحم و هو يقول :
_ في الواقع يوجد جزء بالخطه لم نخبرك به .
انتشر التوتر سريعا علي وجه آريس و هو يعلم ان القادم مصيبه ، نظر له زيوس بلا تعبيرات و هو يلقي كلامته في وجهه :
_ ستطرق الباب حتي يفتح لك ديمون ، ثم ستخبره أن إحدي الحراس هو من أرسلك الي هنا لكي تكون حارس بدلا منه ، و ستسأله ان كان يحتاج شيئ لتجلبه له .
التفتت الي زيوس انظر له و عيناي مفتوحتان بدهشه ، فلم نكن ندري ماذا سيخبر آريس ديمون عندما يطرق الباب ، و لكن تلك الحجه هي افشل ما سمعت :
_ خطه غبيه ، هل يبدو لك كحارس ؟ انه بعمر أولادي .
قلتها و انا انظر الي آريس ، يستحيل ان يصدق تلك الكذبه ، آريس جسده هزيل للغايه و من المستحيل ان يكون حارس ، ثم أن ديمون يعرف آريس ، فـ آريس كان خادمه و حبيب إلينا أيضا ، نظر آريس الي بغضب مكتوم ليقول زيوس بغضب ايضا :
_ لا يهمنا ان يقتنع او لا ، المهم ان يفتح الباب ، و ان رآني انا او انت سيهرب بسرعه و نحن نريد ان نمسك به قبل ان يفكر حتي بالهرب .
هززت رأسي يمينا و يسارا غير مقتنع بما يقول :
_ لست موافق علي تلك الخطه ، دعنا نفكر بعقلانيه لكي نستطيع خداعه ، ديمون يعرف آريس جيدا ، ناهيك عن ذلك فـ هو لا يصلح لأن يكون حارس ، بل هو لا يصلح لأي شيئ بالحياه .
قلتها من شده غضبي من ذلك الطفل ، فـ هو السبب في كل ما يحصل معنا و انقلاب حياتنا الآن رأسا علي عقب ، هنا و انفجر آريس بي :
_ انت ماذا تريد مني ؟ توقف عن السخريه مني ، و لا تدع كونك أمير ينسيك انك انسان لا تفرق عني او حتي عن ذلك الحقير ديمون بالداخل .
دفعته بعيدا عني و انا اصرخ به ايضا و قد نسيت اننا نقف امام بوابه القصر مباشره :
_ و ان لم افعل ؟ هاا ؟ أخبرني ماذا ستفعل ؟
إحمر وجه آريس من شده غضبه ثم ركض نحوي يحاول أن يلكمني ، أستطعت تفادي لكمته و أمسكت به لنبدأ في الشجار و أصواتنا ترتفع شيئا فـ شيئا ، بينما زيوس كان يحاول تفريقنا ، فُتح الباب فجأه ، ليكون المشهد كـ التالي :
أنا أقف أمام الباب مباشره أمسك آريس من تلابيب ملابسه بينما آريس يده موضوعه علي شعري ، لا أعلم ما الذي كان يفعله بحق الجحيم و لكن من الظاهر أنه كان يحاول سحبي من شعري الطويل ، أما عن زيوس .. فـ كان يقف خلفنا و يده موضوعه علي صدري و هو يبعدني و الأخري علي خاصه آريس ، تجمدنا و نحن ننظر إلي ديمون الذي كان ينظر إلينا فاغرا فاهه ، حسنا علي الأقل .. لم ننفذ خطه زيوس الغبيه !
تراجع ديمون عده خطوات للخلف و نظره مثبت علي زيوس ، اخذ زيوس يقترب منه ببطئ حتي أعاره ديمون ظهره و أخذ بالركض داخل القصر ، ركض زيوس وراءه بسرعه حتي صعد فوق السلم الداخلي للقصر ، ركض زيوس خلفه و أسرعت أنا أقف تحت السلم ، فجأه استطاع الوصول اليه ثم دفعه ليسقط من علي السلم ، أخذ يتدحرج علي السلم حتي انقلب علي بطنه ثم وصل عند قدمي ، و ضعت قدمي أعلي وجهه الصقه بالأرض أكثر ، نزل زيوس من علي السلم بتأهب و هو يمسح حبات العرق القليله المنسدله علي جبينه ، نزل علي الأرض ليصل الي مستواه ثم سحب كلتا يديه يكبلهما خلف ظهره ، أشار زيوس الي آريس الذي ركض ناحيته و أعطاه الحبل ، ربط زيوس يد ديمون بالحبل جيدا ثم أمسكه من ذراعه و هو يسحبه ليقف أمامه ، احضرت احدي الكراسي ذات الظهر الخشبي و اجلسنا ديمون عليه ، اقترب زيوس من ديمون ثم تحدث و هو ينظر لعينيه تماما :
_ ما الذي فعلته بـ إلينا ؟
تحدث ديمون و علامات الهلع محتله وجهه :
_ لم أفعل شيئ اق..
لم يستطع ديمون إكمال حديثه بسبب اللكمه الذي تلقاها علي وجنتيه لتطيح برأسه يمينا ، تحدث زيوس بهدوء مقيت :
_ القاعده الأولي ، لا كذب .
أعاد ديمون النظر الي زيوس و عيناه تشع بالغضب و الكراهيه ، أعاد زيوس الحديث :
_ لماذا هربت كـ الجبان ؟
أطلق ديمون سبه لزيوس بصوت منخفض استطعت أنا وحدي سماعها ، لذا لكمت معدته بقدمي ليصرخ متأوها ، أمسك زيوس فك ديمون بينما وجه ديمون متشبع بالألم :
_ أنا متأكد أنك لم تقتلها لأنك أردت قتلها و حسب ، من الذي أمرك بقتلها ؟
_ما هذا الهراء الذي تتفوه به ؟ أتركني أنا لم أفعل شيئ !
لكمه زيوس مره أخري ثم أعاد إمساكه ولكن من عنقه هذه المره :
_ من أمرك بقتلها ؟
_ لا أحد ، و أنا لم أقتلها !
_ يبدو أنك لن تجيب .
ابتعد زيوس ثم أخرج خنجره الموضوع تحت حزامه ثم وضعه اسفل عنق ديمون :
_ ان لم تتحدث أقسم أن أتركك هنا جثه هامده ، من الذي يحميك ؟
فجأه تغيرت معالم وجه ديمون من الخوف الي سعاده برقت بداخل عينيه ، ابتسم ابتسامه جانبيه و هو ينظر خلف زيوس :
_ أنظر خلفك و ستعلم .
نظر زيوس خلفه بسرعه ليري الكثير من الرجال يحاوطونه من الخلف مشهرين أسلحتهم تجاهه ، و واحد من هؤلاء الرجال كان يمسك بـ شخص ما واضعا سيفه علي عنق ذلك الشخص كـ نوع من التهديد لزيوس ، و هذا الشخص الذي وضعوا السيف علي رقبته .. كان أنا !
-
" مارسيا "
وضعت عصير الليمون بجانبي ثم أسندت رأسي علي يداي الموضوعه علي سور الشرفه مره أخري ، منذ أن ذهبت كاسيا و أنا أجلس هكذا ، لم تتوقف دموعي عن الهطول ، لما تسوء الأوضاع كلما تحسنت دائما ؟ الآن تلك الغبيه ستجعلني أتزوج من أخيها الغبي آريز ، و ان لم أفعل ستخبر أبي بشأني و زيوس .. و أيضا ستقوم بفضح فيليكس و ثيورا ، ماذا عساي أن أفعل ؟ لا يمكنني الزواج من وجه البرص هذا ، و في نفس الوقت لا أستطيع التضحبه بـ زيوس و فيليكس و ثيورا ، هم كل ما أملك !
أثناء شرودي في حديقه القصر ، رأيت ظلا .. لا أحد يمكنه الدخول الي الحديقه تلك لأنها حديقه خاصه بـ سكان القصر فقط ، أبي في رحله عمل و أورانوس أتي بالفعل و كاسيا معه بالغرفه ، اذا من في الخارج ؟
وقفت مكاني و اقتربت أكثر أحاول أن أري من صاحب الظل ، فجأه اقترب الظل ليصبح أسفل شرفتي مباشره ، شعرت ببعض من الخوف يسري بداخلي بسبب حركه الظل السريعه ، و دون سابق انذار ظهر لي جسد شاب ربما أكبر مني بـ عام أو اثنين ، لم أكن لأصرخ بالطبع ، أشار الشاب علي فمه يمنعني من الحديث :
_ سمو الأميره .. أدعي آريس .
عندما قال اسمه ، تذكرت آريز الضفدع ، اساميهم متشابهه مع اختلاف الحرف الأخير فقط :
_ ماذا تريد ؟
تحدث الشاب و هو يمسح العرق المتساقط علي جبينه :
_ الأمير فيليكس ، تم اعتقاله ، و زيوس .. سيعدمونه !
-