مملكة أفابيل

By ShahdoaAssem

2.4K 77 16

لم تعلم مالذي ينتظرها، لم تعلم أن حياتها عن من حولها، كانت تظن أنها وحيدة، لا يعرفها أحد على هذا الكوكب، لكن... More

الأهداء
المقدمة
من أنا ؟
الملثم
قواعد و لوازم
الهسوديم
أثنين
الحقيقة
أنفجار
الأطفال
اعلنت الحرب عليكم!
سأقتلك كما قُتل أبي!
أفيقي!
صفعة
ڤايتم
كشفت الأوراق
متفجرات
طرف شرارة

عودة

66 4 0
By ShahdoaAssem

همس {أنس} :
_تحركا!

ركض هو و {كنان} سريعًا بسبب تدريباتهم، لكن {إلين} لم تتحرك!
كاد أن يذهب {أنس} ليجذبها، لكنه تصنم عندما رأى أحدهم يخرج من المنزل!
و عندما وجد {إلين} تلعب مع الهرة، صاح بها :
_ماذا تفعلين هنا يا فتاة ؟!

فزعت عندما سمعت صوت ذلك الرجل، رفعت رأسها له و قالت بتوبيخ :
_شش، أصمت، ستيقظ القطة!

برز رجل أخر من خلف الأول، و فزع و هو يقول :
_ منذ متى و هذه الفتاة هنا!

نظرت له {إلين} بغضب و قالت :
_أصمت! لقد ضمدت جرح القطة و أطعمتها، دعوها تنعم بنوم هادئ!
_ضمتي الجرح؟!
أطعمتيها؟
أنتِ هنا منذ فترة إذًا!

ثم أشار لرجل الأول و قال :
_أحضرها ولا تدعها تهرب

زاد الوضع سوءً!
و لم يعرف {أنس} ما يمكن فعله، ففي نهاية الأمر، ما هو إلا طفل صغير

و قبل أن يتخذ ردة فعل ، رأى أحد الرجال يحمل {إلين} و يصعد لقافلة، علم أنها متجهة لأفابيل عندما قال الرجل الثاني :
_تشبه ذلك الأمير المدعو كرم، لابد أنها ابنته، خذها معك لأفابيل، و أخبر الأميرة صابرين بأمرها، و قد نلفق تهمة خطفها للأفابيلين، كما لفقنا تهمة شن الحملات الهجومية على ديڤيڤ

و بدأت القافلة بتحرك، و دلف الرجل الثاني للمنزل، بينما ركض {أنس} خلف القافلة، و تشبث بها من الخلف هو و {كنان}، و سمع الأثنان {إلين} و هي تصيح :
_قولت أريد أنس و كنان و حلوى!

صاح بها الرجل :
_أصمتي!
أغلقي فمك هذا قليلاً

لكن {إلين} لم تخف أو تهتز لها شعرة، بل صاحت و هي تمسك أذنه :
_لا أحد يقول لي أصمتي سوى أشقائي، و أبي و أمي!

ثم عضت أذنه، فصاح الرجل و هو يلقي بها بعيدًا عنه :
_تبًا لكِ أيتها الطفلة!

                                  ~~~

مر الوقت ، و قد كانت {حور} جهزت نفسها للذهاب للقصر، لكن قبل ذهابها، قالت ل {فاطمة} :
_فاطمة، أحضرتي ما أريد؟

هزت {فاطمة} رأسها، و جلبت قنينة كانت موضوعة على أحد الرفوف و هي تسأل :
_لا أفهم، ماذا تريدين من مادة مخدرة؟

أخذت {حور} القنينة و دستها في حقيبتها و هي تقول :
_لا عليكِ ، ستفهمين لاحقًا

ثم خرجتا من منزل {فاطمة}، و قابلتا {غيث} الذي أمتطى خيله، نظر ل {حور} و قال :
_أحذري ،ولا تثقي بأحد

هزت رأسها بأبتسامة صغيرة، أمطت فهدها و قالت :
_تعلم دورك جيدًا يا غيث

تنهد بضيق و قال :
_نعم، مع أنني أكره رؤيتك تهربين مني حتى لو لم يكن حقيقة
_أعلم، لكن حتى يصدقوا، علينا تمثيل أنني أهرب منك و أنت تحاول اللحاق بي، سننفذ عند أقترابنا من القصر، ريكو، هيا

أنطلق {ريكو} بصاحبته ،بينما فعل {بحر} المثل مع صاحبه، مر الوقت حتى أصبحوا بالغابة، و تحديدًا في موطن السبيت!

نظر {غيث} حوله بحذر، و ما لبث أن جذب لجام خيله و هو يقول :
_حور، قفي

لم تنفذ {حور} الأمر ،فأعاد {غيث} أمره، لكنها لم تفعل، ضم حاجبيه بتعجب، ثم لكز خيله و أعترض طريق {حور} و هو يقول :
-حور، الأ تسمعيني؟

أوقفت {حور} {ريكو} و هي تقول :
_بل سمعتك، لكني أعلم ما يدور بعقلك

نظر لها بتعجب، فأكملت :
_أنا أريد السبيت

نظر لها بأندهاش، ثم قال بستنكار :
_تريدينهم؟حور تعلمين ما تقولين؟
_نعم

ثم أخرجت القنينة التى أعطتها {فاطمة} لها و قالت :
_أريد على الأقل عشرة منهم، سأسكب عليهم هذه المادة التى تخدر الجسد، فستخدر السبيت ليومين على الأقل

رفع {غيث} أحدى حاجبيه و قال :
_لما تريدينهم من الأساس؟

أجابته، و لأول مرة، تظهر معالم الخبث على وجهها و هي تقول :
_نحتاج لتنظيف القصر قليلاً

فهم مخزى حديثها، و قد أنتقلت معالم الخبث لوجهه هو الأخر، فقال و قد لكز خيله :
_إذًا تعالي، أعلم أين يتجمعون نهارًا

لكزت {ريكو} و أنطلقت خلف {غيث}

                                     ~~~

تنهدت {فاطمة} بضيق، عندما رأت قافلة من قوافل الهسوديم تمر بين مزارع القرية، لكنها أنتفضت عندما رأت طفلين يتشبثان بمؤخرتها، و قد بدى عليهما التعب و الإنهاك، و نهضت تخرج من منزلها عندما سقط الأثنان!

ركضت أتجههما و تفحصتهما، كانا بخير، لكن يبدو أنهما لم يأكلا أو يشربا شيئًا منذ أيام، أخذتهما لمنزلها، و مددت كلاهما على الفراش، شعرت بالقلق عليهما، كان يبدو أنهما لم يتعدا العاشرة من عمرهما، فتح الصغير عينيه بثقل و تعب و قال :
_أ. أ. أنس م. ماء

نهضت {فاطمة} سريعًا و جلبت له كوبًا من الماء، لكنه لم يقوى على شربه، فعاونته، و عندما أفاق ،فزع من {فاطمة} و نظر لها برعب، ثم نظر حوله، و عندنا رأى شقيقه نائم، أزداد خوفه و قال و قد أوشك على البكاء :
_أنس، أنس، أنس أستيقظ

فتح {أنس} عينيه بتثاقل و قال :
_ك.كن.ان

لكنه فتحهما على أخرهما، عندما رأى وجه {فاطمة} القلق، فنهض و قال بحدة :
_من أنتِ؟

أجابته علهما يهدأن :
_أنا فاطمة، سقطما من قافلة الهسوديم هنا، فأدخلتكما منزلي

أنتفض {أنس} فجأة و قال :
_هسوديم ؟ أين نحن؟
_بأحدى قرى أفابيل، من أنتما ؟

قفز {أنس} و جذب {كنان} و قال :
_علينا الرحيل، علينا أنقاذها

أعترضت {فاطمة} طريقهما و قالت :
_لا تبدوان من هنا، لن تعرفا وجهتكما

رفع {أنس} رأسه و قال برسمية :
_أنا الأمير أنس ، ابن الأمير كرم، أمير ديڤيڤ

توسعت عيني {فاطمة} و هي تنظر إليه، ثم نظرت لشقيقه و قالت :
_أنت الأمير كنان؟!

هز {كنان} رأسه برفق، فقالت بقلق :
_مالذي جاء بكم إلى هنا؟

قص {أنس} عليها ما حدث، و ما إن أنتهى، حتى رأها قد توحلت في هيئتها، و شددت من قبضة يدها، لكنها عادت لطبيعتها و هي تقول :
_لا عليكما، سأخبر أحدًا سيعيدها من الهسوديم

نظر لها {أنس} بشك و قال :
_و مالذي يجعلنا نثق بكِ؟

أبتسمت و هي تمسد على شعره، ثم قالت :
_صدقني، نريد إنقاذ المملكة من بطش الهسوديم

لا يعلم، لكنه شعر أنها صادقة، ملامحها، نبرة صوتها، حنينها في الحديث، أيمكن أن يستطيع إنسان تمثيل كل هذا ؟
لكنه أراد إنقاذ شقيقته بنفسه، و مع ذلك ،لم يقاوم النعاس الذي هاجمه فجأة، فشعرت به يترنح و قد بدأت عينيه بالإنغلاق، فحملته ، و وضعته على فراشها، بينما حضرت شئ سريع ل {كنان} الذي كان يتضور جوعًا، و ما إن أنتهت، حتى أنصرفت تبحث عن {غيث}، عله ينقذ الأميرة الصغيرة..

                                     ~~~

سمع حرس القصر الذي تقبع به {صابرين} صوت وقع أقدام يقترب سريعًا، فستعدو و أشهروا سيوفهم،لكنهم تفاجئو عندما وقع بصرهم على {حور} التى كانت تركض و هي تلهث بشدة نحوهم ، فأخفضوا سيوفهم سريعًا - يعلمون خطة {صابرين} - و عندما وصلت، قالت بأنفاس متقطعة :
_ساعدوني، أ. أ. أن.ه يرك.ض خلفي

نظر أحد الحرس خلفها، فوجد {غيث} - على هيئة الملثم - يمتطي {بحر}، و قد ركض بعيدًا عندما رأى الحارس ينظر إليه، عاد يسأل {حور} :
_سموك بخير؟

هزت رأسها بالإيجاب، ثم قالت :
_أحتاج رؤية الأميرة صابرين، لا أستطيع الوقوف ثانية واحدة

توتر الحرس و نظروا لبعضهم بقلق، فشعرت {حور} بالريبة،لكنها سمعت أحد الحرس يقول :
_أدخلوا سمو الأميرة، ماذا تنتظرون؟!

كان صاحب تلك الجملة قائد الحرس، و للعجب، كان رجلاً في منتصف العقد الثاني، لم يكن كبيرًا ،لكنه كان صارمًا ،و بسبب هذه الصرامة، نفذ الحراس الأمر دون النظر لعاقبته، فأدخلوها ،ثم أصطحبتها أحدى الخادمات ل {صابرين} التى كانت تجلس في جناحها الملكي، دلفت الخادمة لتُعلم {صابرين} بوجود {حور} ،و عندما علمت، أنتفضت من مكانها و قالت بغضب :
_تبًا!
مالذي أعادها ؟!
ستفسد كل شئ!

و سرعان ما حاولت التماسك و أمرت الخادمة بإدخالها، و عندما دلفت {حور} تفاجئت بها {صابرين} و هي تلهث و تقول :
_لقد عدت، لقد نجوت!

نظرت لها {صابرين} باستنكار و قالت :
_نجوتي ؟
_نعم، لقد جاء ملثم و أخذني من شرفة غرفتي، و أخذني لقرية ما و حاول أقناعي أنه لا يريد سوى الخير، و أنكم العدو و ليس هو

هزت {صابرين} رأسها بتفهم، لكن بدى الضيق على معالم وجهها، فسألتها {حور} :
_أيزعجك مجيئي ؟
_كلا عزيزتي، لكن لدي ضيوف و أفكر في ضيافتهم

ثم تمتمت بخفوت :
_و أفكر في التخلص منكِ.

أنتبهت {حور} عندما قالت {صابرين} ضيوف، إذًا فأمير مملكة ديڤيڤ هنا!
لم تبدو على ملامحها أي أنفعال من الأنفعالات الداخلية، و إنما قالت و هي تتظاهر بالتعب :
_حسنًا، سأتركك مع الضيوف الأن

أنصرفت {حور} مع الخادمة، و قد رأت الخادمة {كرم} و {خلود} قد أقتربا منها، فأشارت ل {حور} بدخول لأول غرفة قابلتها، فدلفت {حور} و أغلقت الباب خلفها،  بدى الجناح قديم، أثاثه مغطى، أخرجت {ريكو} من حقيبتها، و بدأت تتفحص الغرفة، كانت تبدو مألوفة، جذبت الغطاء من فوق الفراش فنتشرت الأتربة بالمكان،سعلت قليلاً، لكنها تصنمت عندما رأت الفراش، عاد ذلك التشوش مرة أخرى

حب، دفئ، أب، أم، ضحك، مداعبة، أبتسامة، حنين

أستنتدت على أقرب جدار لها، و بدأت صورة وهمية تتكون فوق الفراش
هي، و {إلياس} و {رحيق}،كانا يداعبانها بحب ،و كانت هي تضحك بصخب، كانت طفلة ، كان هناك طفل أخر، يتذمر، لكن سرعان ما حمله {إلياس} و وضعه جاره على الفراش و بدأ بمداعبته هو الأخر ،كان الأربعة يبتسمون،و كان هناك قط صغير جالس جار الطفلة، أقتربت من الفراش، و مدت يدها أتجاههم، لكن سرعان ما خفضتها عندما أختفوا..

أهتزت شفتيها ،و صارت الدموع تعرف أتجهها، كم هو مؤلم ذلك الشعور، متى ينتهي الأمر؟
متى ينتهي الظلم و الأستبداد من البلاد و تنتهي تلك الذكريات الأليمة

أفاقت على صوت {ريكو} الذي قفز فوق كتفها نظرت له و قالت :
_أنت من تبقى لي منهم

ثم حملته و أحتضنته برفق و تعب، جلست أرضًا،و بكت في صمت، و عندما هدأت، مسحت دموعها، و قالت بحسم :
_لقد أحتلوا مملكتي، و أخذو محاصيل، شقى مزارعيها حتى نضجت، و قتلوا أُناسًا أبرياء، و لن أغفر لهم ذلك البتى!

بدأت تزيل الأغطية من فوق الأثاث، و كانت تراودها ذكريات، جاهدت حتى لا تنتشلها من تركيزها، علمت أن الجناح ملك لوالديها، و بالتأكيد هناك ما يساعد، بدأت تفتش هنا و هناك، حتى وجدت بعض الأوراق الصغيرة المرتبة بأعلى المكتبة، جذبت مقعد و وقفت فوقه، ثم أمسكت الأوراق و أزالت التراب من فوقها، هبطت و جلست فوق الفراش و {ريكو} خلفها ،بدأت بقراءة أول ورقة :

"اليوم لقد أنجبت ولى العهد، أسميته {حمزة}، يشبهني لحد كبير، لكنه لا ينام و يقلقني، لكن لا يهم، فاليفعل ما شاء، فهو طفلي و مدللي إلى أن يكبر "

علمت أن والدتها من كتبت تلك الأوراق الصغير، فأمسكت الورقة الأخرى و بدأت تقرأ :

"اليوم، أكتشف {حمزة} قوته، و للعجب، يملك أكثر من قوتين، فهو يستطيع السباحة بسرعة فائقة، و التنفس تحت الماء، و يقرأ الأفكار، و يقفز لمسافات شاهقة، يبدو أن طفلي المدلل مميز "

تعجبت {حور} من تعدد قوى شقيقها، لكنها أمسكت الورقة التالية :

"اليوم، علمت أنني أحمل في معدتي طفل صغير لم يكمل تكونه بعد، سيصبح {حمزة} شقيق لطفل أو طفلة، أتمنى ألا يترك أحدهما الأخر ولا تفرق بينهم الحياة ولا الحروب"

مسحت {حور} دموعها سريعًا قبل أن تسقط من عينيها، تمنت والدتها أمنية، لم تحدث، فرقتهما الحياة بالفعل، حاولت {حور} التماسك و هي تقرأ الورقة التالية و التى شعرت بسعادة والدتها فيها و هي تكتب :

"أنها فتاة! و أنها تشبه إلياس كثيرًا في شعرها المائل للأشقر و عينيها العسليتين ،أنها جميلة!
أصبح هناك شقيقة ل {حمزة}!
تمنيت فتاة منذ زمن، و ها قد تحقق مرادي! "

أكملت القراءة و هي تبتسم بحب :
"لقد ظهرت قوى {حور}، و هي مثل شقيقها، تمتلك أكثر من قواتان، تستطيع النظر لنقات بعيدة ،قد تشاهد الغابة بأكملها و هي في شرفة القصر!
و تستطيع الأختفاء ،فقد أفزعتني عندما كنت أبحث عنها و ظهرت من العدم!
تستطيع الركض لمسافات طويلة و في سرعة دون تعب، و تتنفس تحت الماء و تسبح بسرعة مثل شقيقها، كما أنها تحرك الأشياء عن بعد، فقد حركت قطها الصغير "ڤايتم" "

كانت تلك أخر ورقة صغيرة موجودة، شعرت بدفئ كلمات والدتها، و حنينها و حبها لها و لشقيقها، دست الأوراق في حقيبتها، و نظرت لقطها الصغير و هي تقول :
_إذًا، فاسمك ڤايتم؟

هز القط رأسه و حرك ذيله و أذنه، فمسدت عليه و قالت :
_حسنًا يا ڤايتم ،ابحث معي عما يفيد

تحرك القط مطيعًا لها، ظلت تتأمله و هي واقفة، و لأول مرة تتعجب، فلتو، لاحظت أن الحيوانات هنا تفهم أسيادها، وتنفذ ما يقولون، نفضت أفكارها سريعًا و أقنعت نفسها بأن كل ما يحدث هنا طبيعي، لقد دخلت لمملكة و المفترض أنها أميرتها و تملك قوى و متزوجة قائد الحرس و وصيفتها هي العاملة التى كانت تعد الشاي لها، هل ستقف في تفكريها عند الحيوانات؟

فتشت الغرفة و لم تجد شئ أخر، كانت الحقيبة ممتلئة بالسبيت و كان من العسير أن يتحمل {ڤايتم} كل هذه المدة دون أن يشعر بالأختناق، فنظرت ل {ڤايتم} بحيرة، ثم سألته :
_ڤايتم، أتستطيع أتباعي دون أن يلاحظك أحد؟

هز {ڤايتم} رأسه و أتجه نحو النافذة، فتعجبت {حور}،لكنها فهمت أنه يردها أن تفتحها، فتحتها فقفز هو منها!
نظر خارج النافذة بسرعة للأسفل، لكنها لم تجده، سمعت صوته جانبها، فنظرت له، كانت أقدامه ملتصقة بالجدار، و يسير هو بهدوء!
لم تندهش في الواقع، لقد مر وقت الأندهاش، أغلقت النافذة، و أسرعت تخرج من الغرفة، فوجدت {صابرين} في وجهها و معها {راية} التى تصنمت عندما رأت {حور}، بينما قالت {حور} :
_يبدو أن الخادمة أدخلتني لغرفة خطأ، فهذه الغرفة مليئة بالتراب

هزت {صابرين} رأسها و شعرت ببعض التوتر من دخول {حور} لغرفة والديها، لكنها تذكرت أن عليها إخفائها، فنظرت ل {راية} و قالت :
_خذيها لجناحها

أطاعت {راية} الأمر، و أصطحبت {حور} لجناحها ،و قبل أن تغادر، سألتها {حور} أن تحضر كوبًا من الماء، فذهبت و تركت الباب مفتوحًا، بينما نظرت {حور} للخارج، و أنتبهت حواسها عندما سمعت صوت أنثوي تقول :
_أريد التجول في الأرجاء بالخارج، ماذا يمنع؟!

أجابتها {صابرين} بمراوغة :
_سمو الأميرة خلود، كيف لمقامك أن تتجولي وسط الشعب و العامة؟
_و ماذا في ذلك ؟
أليسوا بشر؟ بالإضافة أنني أحب التحرك بحرية دون قيود
_حسنًا سموك، يمكنكِ أخذ حراسنا و..

قاطعتها {خلود} و قد تمالكت أعصبها و كبتت تلك الرغبة الملحة التى تحثها على طرد {صابرين} :
_كلا، سأخذ من حراسي، أشكرك لخوفك علي

كان صوتها هادئ هذه المرة، فلم يصل ل {حور}، في الواقع، لقد كان بداية الحديث حادة و كان الصوت مرتفع، و أعتقد أن القصر بأكمله قد سمعه، دلفت {راية} بالماء و وضعته جانبًا، ثم قالت :
_تحتاجين شيئًا أخر سيدتي؟

هزت {حور} رأسها نافيًا، فأنصرفت {راية} و أغلقت الباب خلفها، أسرعت {حور} تفتح النافذة و أدخلت {ڤايتم} الذي كان ملتصق بالنافذة من الخارج، وضعته فوق الفراش و قالت :
_ڤايتم ،أعتقد أنني سأنشر السبيت ليلاً، و سأضع تلك المادة على باب جناح صابرين حتى تنجذب لها السبيت

ثم أبتسمت و هي تكمل :
_لا ضرر في وضع البعض بين الحرس أيضًا، صحيح؟

أنتبهت أنه قد نام فوق الفراش، فأبتسمت بحنين و مسدت عليه و هي تقول :
_كانت أيامًا شاقة عليك، أعلم

   
                                    ~~~

_دعيني أفهم، طفلين الأمير كرم عندك بالمنزل، و الطفلة تم خطفها؟

كان {غيث} صاحب تلك العبارة، كان يتحدث مع {فاطمة} بعدما قصت عليه ما حدث بشأن الطفلين، هزت رأسها بالإيجاب، فتنهد بضيق و قال :
_ألم يخبراكِ شيئًا أخر؟

أجابته سريعًا :
_أخبراني أن الهسوديم سيخبرون الأمير كرم بأننا من قام باختطاف الأميرة الصغيرة
_حسنًا، سأتولى الأمر

أنصرف {غيث} بخيله، بينما تنهدت {فاطمة} و قالت :
_ليتكما ترتحان من شقاء الأيام

ثم عادت لخيلها {أطلال} و مسدت على عنقه و هي تقول :
_تعلم؟ لا أعتقد أننا قمنا بعمل أي شئ مفيد منذ بداية المهمة

سمعت فجأة صوت منخفض لشئ ما، كان صوت عجيب بحق، فنظرت ل {أطلال} و قالت :
_أسمعت؟

هز الخيل رأسه، فعاد الصوت مجددًا، لكن مصدره كان أبعد ، فنظرت لمنزلها الذي يحوى الطفلان، ثم نظرت للغابة ،و حسمت أمرها، الطفلان بخير مداما في منزلها وسط أهل أفابيل، أمتطت خيلها و لكزته و هي تقول :
_خلف الصوت يا أطلال، أسرع

أنطلق {أطلال} نحو الغابة بسرعة ،و سرعان ما أختفى عن الأنظار

                                     ~~~

حل الليل ،و كان {غيث} يقف فوق أحدى الأشجار و ينظر للقصر، لا يعرف كيف سيدخل، أو حتى كيف سيجد الأميرة الصغيرة!

رأى فجأة أحد الحراس يشير له بالقدوم، فتعجب، لكن في نهاية الأمر هو مجرد حارس يحمل سيف، إذا تعرض {غيث} للخطر، بقفزة سينجو، قفز نحوه - علمًا أن الحارس يقف وحده - و نظر له بتعجب، فأعطاه الحارس ملابس الخدم، و أشار له بالدخول لأحد الغرف، تعجب {غيث} من فعله، فهمس :
_لما ؟

أبتسم الحارس ولم يجب، فتحرك {غيث} سريعًا نحو الغرفة، بدل ثيابه، لكن تبقت مشكلة، وجهه!
وجهه معروف ولا يمكنه إبقاء الوشاح فوق وجهه، تنهد بضيق، لكنه وجد نفس الحارس دلف للغرفة ، و أعطاه قنينة و قال :
_ستحول ملامحك مؤقتًا

ثم أنصرف سريعًا، تعجب {غيث} من فعل الحارس، لكنه ركز على نقطة محددة و لن يتراجع عنها، فنفض أفكاره، و سكب السائل على وجهه، فتحول وجهه في خلال ثواني لوجه رجل أخر، خرج من الغرفة و دلف للقصر من سلم الخدم، أسرع يخرج طعام العشاء مع الخدم، و عندما خرج، رأى {حور} جالسة مع {صابرين} على مائدة الطعام، و لاحظت {حور} نظراته المثبتة بها، فبادلته بنظرات حادة، أبتسم هو عل أثرها و وضع الطعام، و عاد للمطبخ و جلب ما تبقى منه، و عندما أنتهى ،وقف جار {حور} منتصب، بينما وقف أخر جار {صابرين}، فزاد ضيق {حور} منه، لكنها تناسته و سألت {صابرين} :
_أين الضيوف؟

أجابتها {صابرين} و هي تضع المنشفة الصغيرة فوق قدميها  :
_لقد أرادو التجوال بالمملكة

هزت {حور} رأسها، بينما ضم {غيث} حاجبيه ،ضيوف؟
عن أي ضيوف تتحدث؟ أتعني تلك القافلة التى أختطفت الأميرة الصغيرة، أم الأمير {كرم}، أفاق عندما صاحت به {صابرين} :
_ساعد الأميرة! ألا تسمعني!

عاون {حور} سريعًا لجلب ما طاب لها من الطعام، بينما قالت هي :
_لا بأس ،ربما شرد قليلاً

أبتسم {غيث} أبتسامة صغيرة ،أختفت سريعًا عندما وجه وجهه للأميراتان و قال متلعثمًا :
_أ. أعتذ. ر،ل. ل. قد شردت بالفعل

تصنمت يد {حور} قبل أن ترفع الملعقة لفمها عندما أستمعت لصوت {غيث} و هذا ما أراده، فقد علمت أنه هو و ليس أحد الخدم، عادت سريعًا لوضعها الطبيعي و قالت :
_لا عليك، الكل يخطئ

أنهى الأثنين الطعام، مرت ساعتين، قبل أن يخلد الجميع للنوم، فدق {غيث} باب غرفة {حور} بعدما رأها تدلف إليها، فتحت الباب، فدلف سريعًا و أغلق الباب بهدوء، نظر ل {حور} و سألها :
_فيما كنتِ تحتاجينني؟

أتجهت {حور} نحو ثوبها التى أتت به، و عندما عادت للقصر بدلته، أخرجت قنينة أعطتها لها {فاطمة} و قالت و هي تضعها في يد {غيث} :
_أنه نفس المخدر الذي خدرت به السبيت، أسكبه على باب الغرفة المتواجدة في نهاية الممر

دس القنينة في جيبه و قال :
_لما ؟
_ستعلم الأن، فقط دق بابي دقتين و أنصرف سريعًا قبل أن يلحظك أحد

هز رأسه و أنصرف بحذر و سرعة، كانت تلك الغرفة غرفة {كرم} و زوجته ،مرت بضع دقائق حتى سمعت {حور} الدقتين ،فجذبت حقيبتها ، خرجت بهدوء، ثم ألقت السبيت في أرجاء القصر، و دلفت للغرفة و ألقته على الحرس سريعًا و أغلقت النافذة، و أبتسمت عندما سمعت صرخة مداوية في القصر، خرجت من غرفتها و قالت :
_ماذا ؟! مالذي يحدث؟!

كبتت أبتسامة كادت أن تفلت منها عندما سمعت وصيفة {صابرين} تصرخ :
_سبيت! إنهم سبيت في القصر الملكي!

و حل الهرج و المرج، نظرت لغرفة {كرم} و {خلود}، لم يستيقظ أحدهما لأنهم منهكان بشدة، و لم يقترب السبيت من غرفتهما بسبب تلك المادة التى وضعها {غيث} على بابهما، تمتمت لنفسها :
_و مازال هناك ما يثير، صبرًا!

                                 
يتابع..

رأيكم في البارت ❤️❤️

Continue Reading

You'll Also Like

17.9K 1.4K 40
Rinata come cattiva dell'Otome game, l'unico modo per schivare permanentemente il bad end è sposare letteralmente chiunque al di fuori del gioco. Per...
19.7K 369 23
Idk first story so please be nice
22.2K 397 11
After being died because of his Differences, he was send to hell and luckily meet the princess of hell & others, together they will make sure everyon...
65K 3.3K 93
What if it wasn't Japan that teleported to another world, but the superpower country on Earth, America's Cold War rival that in our OTL is collapsed...