THE HORIZON.|| الافق

By Delphi16_12

147K 10.6K 1.8K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص
فصل خاص.

Part 32

2.2K 168 46
By Delphi16_12


كانت إيڤا هي الشخص الوحيد الذي احبه.. و احبها هو ايضا، ربما.. في بعض الاحيان ينتهي بهما الامر بالشجار او الانفصال.. إلا انه لطالما لاحقها في كل مكان!.. لقد كانت كل ما يملك في الماضي.. و في الحاضر، هي بدت كـ طوق نجاه اخرجه من غرق محتم!.. بشكل مفاجئ ظهرت امامه و بثت به رغبة الحياة مره اخرى!

و ربما، كانت إيڤا هي محور حياته الذي رغب بالتركيز عليه.. إلا ان هذا لا يعني انها الشخص الوحيد الذي تواجد في حياته المبعثره المليئه بالصعاب!

لقد امتلك جوليان.. اشقاء من ذات الام فقط!.. شقيقه الاحمق الذي يدعي دائما انه لا يحبه!.. لقد كان يعامله بجفاء و في بعض الاحيان يعامله بحب!.. و هو الذي كان يدرك حقيقه اخيه صعب المراس كان دائما يستغل ذلك للسخريه منه.. لم يكره جوليان ابدا، بل كان عائلته الوحيده بعد إيڤا.. مع ان جوليان عاده سينكر ذلك!

لقد اعتقد ان حياته ستكون مظلمه و تعيسه عندما كان طفلا!.. إلا انه امتلك صديق عزيز عليه نفى ذلك الاعتقاد تماما، صديق كان دائما يقف في صفه و يستمر في الدفاع عنه حتى ان بدى إيڤان مزعجا دائما!.. ولكن ماسيو، الذي تغير فجأه دمر تلك الصداقه و كأن ما عاشاه معا في السابق لم يكن مهما ابدا!

العلاقه بينهما لم تكن ابدا كـ علاقته مع جوليان!.. ماسيو كان صديقه الذي اعتقد انه سيبقى معه للأبد!.. الصديق الذي سيحمي ظهره و حتى رفيقته ان كانت بخطر.. يده اليمني التي لم تنقطع ابدا!.. ولكن كل ذلك كان مجرد هراء لا اكثر!

لقد توهم بشده، و عندما تغير ماسيو و لاحظ نظراته المليئه بالحقد.. حزن بشده، و انتظر ليعود لصوابه.. ربما، مع الوقت.. سيدرك ان العالم و القوة المطلقه ليست بأهميه امتلاك شخص يقف بجانبك!

إلا ان ماسيو كان معمي تماما! و لم يخنه فقط، إلا انه دمر حياته بأكملها بعد اخذه لروح إيڤا و طفله الذي تطلع للمسه و رؤيته.. صديقه،الذي تغير عليه فجأه اخذ اعز ما يملك.. و لم يكن هناك طريقه له لمسامحه ذلك!.. و تسائل حينها اين بدأ كل شيء بالأنجراف بعيدا على نحو خاطئ!...

و في النهايه، لم يخسر رفيقته و طفله فقط.. بل صديقه الذي ابتسم بسخريه قبل موته! و لم يقل الكثير ابدا...لم يشرح و لم يبرر فعلته.. ولكن كان كل شيء واضح بالنسبه لإيڤان الذي رأى جسد ماسيو بجانب جسد رفيقته المشوه!.. وجهه ماسيو و يده الملطخه بالدماء كانت سبب كافي له لأدراك الحقيقه المره.. و مع ذلك، هو طلب تفسيرا بنبره مرتجفه!.. ربما خدعته عينه العمياء!.. إلا ان ماسيو وافق و سخر بشده قائلا انه من فعلها.. انه اخيرا سيتخلص منه!

و بعد موت ماسيو و رفيقته.. اصيب بتعاسه مخيفه، و شعر ان الموت قريب جدا له.. لقد ارهق و لم يعد هناك شيء له في هذا العالم بعد الان!.. حتى مع قدوم جوليان و إيزابيلا للتخفيف عنه.. إلا انه لم يستطع اكمال حياته.. بل اختفي عن الانظار و زيف موته.. ربما، كان يمكنه اللحاق بإيڤا و طفله بهدوء و سلام اخيرا!. مع انه لم يفعل ذلك في النهايه!

كان الممر رطب و متهالك كـ المعتاد.. الحشرات في كل مكان و الطحالب قد تكاثرت بشكل غريب اكثر عن السابق!

هذه المره، ماريبث تقدمت بسرعه و بخطوات مستعجله.. و كل ما تفكر به هو كيف ستطعم القابع في الزنزانه السم الذي صنعته!

في منزلها المنهالك، فكرت بالكثير من الطرق لأنهاء حياته و التخلص من ألم إيزابيلا بسرعه.. و الطريقه الوحيده التي وجدتها ملائمه لرجل يمتلك جسد ضعيف هي بأعطائه جرعه مليئه بسم قاتل ليس له ترياق!.. و حينها، ستصبح العمليه اسرع و اكثر نجاحا!

" بعد موته مباشره.. علي استدعاء روح قبل ان يعم الجنون وحوشه!!"

تمتمت بتوتر شديد بينما تقضم اظافرها و هي تتجه بخطات اكثر سرعه عن السابق.. ما تفعله، كان خطيرا بشده و لم تكن متأكده من نجاح خطتها ابدا.. إلا انه طالما تنجح في استدعاء الروح سيكون كل شيء بخير! و لن تحدث فوضي عارمه كما تعتقد..

قلبها اخذ ينبض بتوتر شديد للقادم و لم تعرف ان كان سينجح الامر ام لا!.. ان فشلت، و اصبح جسد ملك الوحوش فارغ من الداخل.. حينها، لن يكون هناك من يوقف الوحوش عن تدمير العالم.. و هي التي لم ترغب بالموت ستموت في النهايه!

رؤيتها للقضبان الحديده جعلها تبتسم بأتساع و شعرت بالراحه فجأه.. و مع كل خطوه، كانت تضع المزيد من الحلول و الفرضيات التي قد تحدث.. و مع ذلك، طالما انها تمتلك الجسد.. يمكنها تكرار العمليه ختى ينجح الامر اخيرا!

إلا ان ابتسامه ماريبث التي ظهرت قد اختفت شيئا فـ شيئا عند وصولها للزنزانه الفارغه.. ارتجف جسدها فجأه و اتسعت عينها بعدم تصديق بينما ترى الفجوه الضخم التي تزين الارض

اضطربت انفاسها و ارتجف فكها بهلع و رفعت كلتا يديها لتشد شعرها بشكل هستيري بينما تصرخ بصوت عالي مرتعب

" م. مستحيل، لا يجب ان يحصل هذا!!.. م. ما الذي سيحصل لي الان!!.. ل، لا! ت. تجاربي و دراساتي!!"

فزعها و صراخها قد تفاقم بشده و لم تستطع تحمل ما تراه عينيها.. مما جعلها تتجه بأرجل مترنحه للزنزانه لفتحها بسرعه حتى تدخل ناكره للوضع الحالي.. توجهت نحو الفجوه الضخمه و نظرت بعين مجنونه مليئه بالدموع و نبست بعدم تصديق للظلام الذي تنظر له من الداخل

" م. مستحل، يجب ان يموت لأجل التجارب!!.. ل. لا احد يعرف هذا المكان ابدا.. انه بعيد جدا و، و.. ا. انا اعرف لابد انها خدعه حمقاء!!.. اعرف انه هنا.. لابد ان يكون هنا!!!.. اخرج فورا من مخبأك! ضعيف مثلك لن يستطيع خداعي ابدا!"

صرخت بهستيريه في انحاء الزنزانه بينما تدور بكعبها العالي حول نفسها لعلها تجده.. و نظرت بدموع غزيره و بضياع شديد!.. ان فشلت، ان اكتشفت إيزابيلا هروبه!.. حينها سيتم قتلها على يد الكائن الذي رغبت تعلم السحر الاسود منه!

حياتها ستنتهي بطريقه مأساويه و لن تستطيع فعل شيء سوى الصراخ و الترجي للنجاه.. و هي لم ترد ذلك!.. عليها فعل شيء ما لإعادته.. لابد ان هناك طريقه لفعل ذلك! اذا استمرت بمراقبه غابته و ملاحظه ما يفعل يمكنها حينها خطفه عند تعرضه لنوبه اخرى مجددا.. تماما كما فعلت في السابق!

"و. ولكن، ماذا عن قطيع الضوء!!"

شدت شعرها بقوه.. حتى ان خصلات كثيرا قد سقطت على الارض السوداء.. لقد اضطرت لمراقبته في الماضي، و استمرت بفعل هذا لمجرد ادراك إيزابيلا لخروجه من غابته.. و مع ان توقعات إيزابيلا كانت مجرد افتراضات إلا ان ماريبث قد استمعت لها و استطاعت إيجاد ملك الوحوش اخيرا.. الملك الذي كان يتجه من حين لآخر لأرض الضوء! المكان الوحيد الذي لم تستطع دخوله ابدا!

إلا انها و بشكل مفاجئ وجدته يتجه للغابه بصعوبه و هو يتعرض لأحد النوبات منذ اسبوعين! و حينها، استغلت الفرصه لأختطافه!..و ملك الوحوش الذي لم يقاوم كثيرا انصاع ببساطه شديده تعجبت منها!

" لا داعي للقلق بشأن قطيع الضوء كثيرا!.. يمكنكِ مناداتي فقط و سآتي مثل الشبح لكِ!"

الصوت المغري المليء بالسعاده اجفلها و استدارت بسرعه للنظر ناحيه بوابه الزنزانه بخوف شديد.. تراجعت للخلف بينما اخذت تنظر للرجل الطويل الذي يدخل بكل بساطه من بوابه الزنزانه و ابتسامه خافته على شفتيه!

عينه البيضاء قد تقوست بسعاده و بدى وكأن وحشا تم ادخاله عليها لقتلها!.. مع ان الامر لم يكن هكذا حقا.. فقد اراد ان يلهو قليلا معها! و استخراج بعض المعلومات لا اكثر.. لماذا يجب ان يقتلها عندما يمكنها ان تكون مفيده جدا!

تقدم نحوها بخطوات بطئيه و نظر بصمت للمرأه التي تكاد تلتصق بالجدار و هي تبكي بصمت.. و كم كان هذا مثيرا للسخريه!.. لقد وقفت بشموخ امامه عندما كان مسجونا و لم ترغب ان تظهر الضعف ابدا.. ابتسم فجأه بشده مما اظهر انيابه الحاده ليقول حينها بنبره متسائله بينما ينظر للمرأه التي يكاد يغمي عليها!

" ماريبث.. لقد مر وقت طويل، هل تعرفين ان جسدي كان ضعيف بشده بعد ما فعلته بي.. غافا استمرت بحثي على شرب الكثير من الجرعات لدرجه رغبتي في الموت!.. اتسائل الان كيف يجب ان اعاقبك؟"

ارتجف فكها، و اتسعت عينها بهلع بعد سماع حديثه الاخير.. و نظرت حينها لبره للباب المفتوح خلفه.. ابتلعت ريقها قبل ان تحرك قدمها بسرعه لتتجه بخطوات مليئه بالرعب نحو الباب لعلها تخرج من هنا.. إلا ان إيڤان الذي استدار امسك بشعرها يشده بقوه قبل ان تكمل جريها.. صرخت بصوت عالي و وضعت يدها على يده لعله يتركها في حين ان الاخر استمر بجرها حتى اصبح ظهرها قريبا من صدره..

" سيكون من السيء الخروج من هناك.. انه ليس الباب الذي سينقذكِ مني.. عليكِ ان تعرفي انني انقذت حياتكِ الان!"

همس قرب اذنها بصوت بارد لم يحمل مشاعر الشفقه! صوت لم يبدو وكأنه يرغب بأنقاذها ابدا.. إلا ان ماريبث التي نظرت بعين دامعه مليئه بالحقد نحو الباب قد اتسعت عينها فجأه بهلع، و توقفت دموعها عن الهطول بعد تجمدها

يد طويله ظهرت بجانب طرف الجدار القديم، و ظهرت ببطئ شديد حتى خرج رأس مخيف من الجانب خالي من الشعر لينظر لها بعين جاحظه غريبه!.. انتفض جسدها عند رؤيتها للكائن الطويل المرعب.. و اصبح صوت تنفسها عالي بشده بعد رؤيتها للكائن الغريب يتحرك على اربع بينما ينظر لها بنظرات جائعه.. كائن مصنوع من الجلد الجاف، الرأس البشريه التي تنظر لها برغبه مخيفه و اللعاب الذي يسيل ببطئ شديد من الفم الذي لم يمتلك شفاه كان فقط ينظر لها كـ وجبه طعام.. طعام الليله!

" انتِ لا تعرفين مقدار كرههم لكِ.. جميعهم هنا، يخبرونني بأستمرار بقتلكِ و تعذيبكِ..!"

صوته البالي وصل لمسامعها مجددا و لم تفهم مقصده جيدا.. ليس إلا عند رؤيتها لكائن ضخم غريب يخرج من الفجوه يشبه الدوده العملاه ذات وجه قبيح!.. و بعض النمل الضخم اخذ يظهر ببطئ شديد من الفوه لدرجه صراخها بهلع و هي تتلوى بين يديه لعله يتركها

و قد فعل! تركها فجأه، و هربت هي بسرعه لمكان بعيد تحشر نفسها في الزاويه بفزع بينما دموعها اخذت تنجرف بسرعه خارج مقلتيها.. وضعت يدها على الجرعه تستشعر علبه السم الذي بجيبها و تسائلت ان كان يجب عليها رميه على وجهه و الفرار بعد ذلك!!.. إلا انها تدرك ان هذه خطه سيئه، حتى ان قتلت ملك للوحوش.. هذه الكائنات القبيحه لن تتركها على قيد الحياة ابدا!

اغلقت عينيها و بكت بصمت شديد.. و لم تعرف ما العمل بعد الان، هل ستموت حقا!.. هل سيقتلها و يطعمها لهولاء الوحوش!.. لقد كانت سيئه! هي تعترف بذلك بالفعل..ولكنها لم تقتل احدا بعد!.. لقد ارادت فقط اكمال دراستها و الفرار بعد ذلك من خطط اميره مصاصي الدماء.. إلا انها و بطريقه ما، ستموت حتى قبل ان تعاقب تلك المرأه الشريره!

" اذا قتلتها.. سأقتلك ايضا،بوكر!"

صوت إيڤان الجامد قد شل حركتها.. و فتحت عينها بسرعه بخوف شديد، نظرت بعين جاحظر للكائن الذي يزحف حولها على اربع ببطئ شديد وكأنه يريد قتلها!..إلا ان سماع صوت سيده جعله يتجمد في المنتصف و ينظر بأحباط واضح للأرض..

ماريبث شعرت بالراحه فجأه.. و ابتسمت بأتساع، ربما.. هذا الشخص لن يقتلها حقا! ربما هو يحتاجها و لن يقتلها ابدا.. مع ذلك، و مع انها شعرت بالراحه فجأه إلا ان صوت إيڤان الباهت السعيد و هو يحدث بوكر مجددا اجفلها

" ولكن.. انتَ تعرف، يمكنكَ قطع بعض الاطراف.. انا لا امانع هذا ابدا!"

ابتسم بخفوت بينما يعيد رأسه للخلف.. في حين ان ماريبث التي اعتقد انه لن يقتلها قد انتفض جسدها لتركع على الارض بسرعه و بشكل مفاجئ و هي تصرخ يترجي شديد

" ا. اعفو عني سيدي!!.. انا اسفه!!، لقد فعلت شيء قبيح لك!! ارجوك اعفو عن هذه المرأه الحمقاء التي لم تدرك مكانتها!!"

شعرها الطويل احتضن الارض و تناثر عليه.. بينما دموعها و شهقاتها العاليه كانت الصوت الوحيد الذي تواجد في الارجاء بعد هدوء المكان.. و نظر لها بعين بيضاء باليه خاليه من المشاعر، ابتسامته الخافته قد اختفت ليحال محلها الجمود لا اكثر.. و مع كل ثانيه تمر.. فكر بالكثير من الطرق لتعذيبها! على ايحال، لم يكن احمق لمسامحه شخص عذبه ابدا!.. كما انها الشخص الذي دمر مخططاته لمقابله إيزابيلا!.. إلا ان مايك الذي يراقب اعلمه بقدومها مما جعله يغير مخططاته!

" بوكر.. ارفعها للأعلى!"

تحدث فجأه بجمود في حين ان وحشه الاخر قد تقدم بسرعه شديده نحوها بينما يمشي على اربع.. لعابه قد سال بشده حتى لطخ المكان الذي مشي عليه.. في حين ان الاخرى قد رفعت جزئها العلوى تصرخ برعب شديد و هي تنظر لكائن مخيف يتقدم نحوها بسرعه جنونيه!

تم امساك كلتا يديها و اخذت تصرخ بصوت عالي بينما تتلوي لعلها تتحرر.. إلا ان ذلك الكائن قد وقف على قدمين و رفع جسدها الذي يحمله للأعلى..شعرت ان يديها المقيده على وشك ان تخلع.. و صوتها العالي كان على وشك الاختفاء بسبب نحيبها الذي اخذ يشتد كل دقيقه!

بينما، وقف إيڤان من مسافه بعيده ينظر بصمت للمرأه المعلقه في الهواء.. و مسح على شفتيه برقه بينما اخذ ينظر بعين بيضاء لامعه و هو يفكر بطريقه ما لحثها على التحدث.. كان ذلك حين امر بوكر بتقدم ناحيه الحفره التي خلفها مايك في السابق و ينزل جسدها ببطئ شديد نحو فم الدوده العملاقه

في حين ان الاخرى استمرت بالصراخ و النحيب و هي ترفع رجلها للأعلى حتى لا يتم اكل جزئها السفلي من قبل بعض الحشرات.. و مع انها اعتقدت انها تستطيع الصمود قليلا.. إلا ان النمل العملاق الذي قفز فجأه نحو قدمها قد جعلها تصرخ بأستنجاد هذه المره.. إلا ان لا احد هنا لمساعدتها!

كعبها العالي قد سقط.. و اكلته الدوده العملاقه، في حين ان النمل الضخم استمر بالقفز للوصول لها.. و بوكر الذي رأى رفاقه يحاولون ألتهامها انزلها للأسفل قليلا.. مسافه كافيه جعلت وحوش النمل ترفع اجسادها لتلتهم انيابها اصابع قدمها!

صياحها قد اشتد، و دموعها تفاقمت لدرجه اعتقادها ان عينها على وشك الخروج.. رائحه دمائها قد ملئت المكان وحثت الوحوش اكثر على ألتهامها.. و في النهايه، صرخت هي بهستيريه شديده بينما تنظر للرجل الوحيد الذي يقف في الزاويه بترجي لعله يرحمها

" ا. ارجوكَ، سأخبركَ بل ما ترغب به!!.. كل شيء ارجوكَ اوقفهم!! انهم يأكلون قدمي!!"

نظر إيڤان لها للحظات و اخذ يفكر، هل يفعل ذلك!؟..من الممتع رؤيتها تصرخ و تتلوي بألم شديد.. صوت تحطم عظامها و لحمها المشوه كان مثاليا بشده.. ايضا، وحوشه لم يحصلو على وجبه مغريه منذ مده!

مع ذلك، رؤيته لبوكر الذي فتح فمه على وسعه حتى انفسم رأسه لنصفيت مقررا ابتلاع رأسها جعله يأمرهم بالتوقف.. ربما لم يحبها، ولكنه مازال يحتاجها!

النمل الضخم الذي كان يلتهم اصابع قدمها قد توقف و ابتعد عنها..بوكر الذي كاد يبتلع رأسها اغلق فمه و استدار بجسده الطويل ليرميه على الارض بقوه شديده.. زحفت الاخرى و خلفت خلفها دماء كثيره.. في حين ان دموعها و صوت نحيبها استمر بالظهور.. و لم تستطع النهوض ابدا من مكانها! بينما تقدم إيڤان نحوها من دون ان تنتبه

وصلت للزاويه، و نظرت لقدمها و اصابعها المفقوده.. عقدت حاجبيها بألم و قضمت شفتيها.. مدت يدها المرتجفه لمحاوله منها استخدام بعض سحر الشفاء.. إلا ان يدها قد توقفت في الهواء.. و لن تستطع تحريكها ابدا.. تماما كـ باقي جسدها الذي تجمد فجأه!

جلس امامها تماما.. و نظر للشعر الاشعث و العين المنتفخه الجاحظه بصمت.. شفتيها الصغيره ترتجف بجنون شديد بينما تنظر للشيطان الذي يطالعها!.. رفع يده ليمسك مقدمه شعر رأسها بقوه.. و رفع وجهها للأعلى و تحدث بحده شديده امام وجهها المجعد بخوف

" انتِ تعرفين.. لا سحر شفاء حتى تخبريني الحقيقه.. و ان حاولتي قول كذبه واحده صغيره.. ستموتين بطريقه بشعه!!.. سأجعلكِ لعبه حيه لوحوشي و صدقيني الامر لن يكون لطيفا بالنسبه لكِ"

ارتجفت عينها.. و لم تستطه التحرك ابدا، إلا ان ردود فعلها كانت كافيه لجعله يفهم انها لن تلعب لعبه حمقاء معه.. ترك شعرها بعنف و وقف امامها.. كان ذلك حين فك سحر التحكم من جسدها لتتحرك مجددا بحريه.. نظر لها بجمود قبل ان يسأل بنبره باهته

" ما هو الهدف من احضاري إلى هنا و رسم دائره استدعاء؟"

كان يمكنه توقع ما ترغب بفعله بجسده الضعيف.. إلا ان هذا لا يعني ان جميع توقعاته قد تكون صحيحه.. احتاج لسماع توضح، و معرفه ما الذي تفكر به هذه المرأه و لمن تعمل حقا!

" ل. لقد كانت اوامر من س. سيدتي! قالت انه يجب قتلكَ و. و استبدال روحكَ بـ روح اخرى حتى تحل محلكَ!.."

صوتها المرتجف كان بالكاد يمكن سماعه بسبب صراخها العالي السابق.. تحرك جسدها لتلتصق بزاويه الجدار القديم و نظرت لعينه كـ فأر صغير مبلول على وشك الموت.. بينما إيڤان الذي نظر لها بصمت اردف بجمود سائلا مجددا

" هل سيدتكِ هي ايضا من اخبركٌ بكل شيء عني؟"

" ن. نعم، ه. هي من قالت كل شيء!! ا. انا لا اكذب ابدا!"

ضاقت عينيه و شعر بعدم الارتياح للخوض اكثر في هذه المحادثه!! ولكن لم يستطع تجاهل الامر ايضا! كانت هذه المرأه المرتجفه تعرف معلومات قديمه جدا يفترض انها قد نسيت مع مرور الزمن.. و لم يتذكرها احد سوى المقربين منه.. صديقه الذي خانه و شقيقه و إيزابيلا.. المرأه الوحيده بينهم.. كما انها المرأه الوحيده التي عرف عنها معلومات غريبه مؤخرا!

ابتلع ريقه بينما ينظر بحده للمرأة التي تهذي بخوف.. سؤال واحد فقط! سوال واحد قد يريحه او يدمره تماما.. و هو كان بالفعل قد سأم من الخيبات!

" و من هي تلك المرأه؟ "

سأل فجأه بصوت قوي.. و مع ذلك، كان هناك نظره مرتجفه و متوتره قد تكونت داخل عينيه البيضاء.. و كل ما آمل به حينها هي ان تكون تلك المرأه هي امرأه اخرى غير شقيقته... سيدفع اي شي تريده ماريبث!! ربما سيتركها على قيد الحياة و لن يلمسها ابدا.. لم يمانع حتى بتقديم هديه!! لقد رغب و تمني فقط ان الشكوك التي تساوره عن شقيقته تختفي بطريقه ما!.. مع ذلك، ليس جميع الرغبات يمكن تحقيقها.. و هو يدرك ذلك جيدا!

" ا. انها شقيقتكَ، اميرة مصاصي الدماء.. إيزابيلا!! "

قبض على يده فجأه.. و ارتجف جسده بغضب، لم يحب ما يسمعه و لم يحب سماع اسم شقيقته اللطيفه يخرج مجددا في هذا الحوار المظلم.. نظر لماريبث التي تبكي بصمت و عقد حاجبيه بغضب بينما اخذ يتحدث بحده شديده

" توقفي عن الكذب!!"

صوته اخذ في العلو! و رفض تصديق هذا! ربما.. كانت خدعه من طرف شخص ثالث!.. ربما هناك شخص ما يحاول الاطاحه بـ إيزابيلا لا اكثر!

إيزابيلا لم تؤذي كائن واحد منذ ان عرفها!..ابتسمت بحب للجميع و تصرفت بلطف مع كل من ظهر امامها!.. لقد كانت كـ الملاك تماما، لذي كيف يجب ان يصدق مثل هذا الامر التافه!.. ليس هناك سبب سيجعلها ترغب بقتله او حتى الانخراط في السحر الاسود للحصول على كائن من العالم السفلي!.. كان كل ما سمعه مجرد هراء لا اكثر!

مع ذلك، ماريبث التي رأت غضبه شعرت بالخوف على حياتها و صرخت بصوت عالي لعله يشفع عنها و يتركها

" ا. انا لا اكذب صدقني!!... لم اكذب ابدا انا اعنيها ل. لقد كانت هي ايضا من قتل رفيقتكَ.. و. و طفليكَ!! "

لقد قالت الحقيقه.. لم تكذب ابدا، لم ترغب بالموت في المقام الاول! ان كان امر نجاتها يتعلق بخيانتها لإيزابيلا.. إذا هي مستعده لفعل ذلك!

إلا ان إيڤان لم يصدقها ابدا.. بل رص على اسنانه بقوه و تقدم ناحيتها ليمسك وجهها بيده الضخمه و يدفع برأسها للجدار بقوه حتى تشوش العالم بعينها..

" هل تخدعيني الان!!."

همس بجمود بقرب اذنها.. و ضعط بقوه على وجهها لدرجه انها لم تستطع النطق او التنفس.. في حين ان الاخر ابعد رأسها على الجدار قليلا حتى دفعه مجددا بقوه ليصرخ فجأه بغضب شديد و هو ينظر لها بعين بيضاء تكاد تصبح حمراء!

" لقد رأيته!! رأيت دماء رفيقتي على يد ماسيو.. لماذا تحاولين قول كذبه واضحه؟ هل تريدين الموت بهذه السرعه حقا!!"

استمر بضرب رأسها بالجدار.. و صراخه هو الشيء الوحيد الذي يدوي بين الحين و الاخر في الزنزانه.. بينما ماريبث قد وضعت يدها المرتجفه على يده لعلها تستطيع ابعاده.. و تحدثت بهستيريه عندما سمحت لها الفرصه

" ل. لم يكن هو،.. لم يكن هو! ل. لقد خدعته إيزابيلا! و ولكن.. ماسيو لم يلمس رفيقتكَ ابدا! "

دموعها تساقطت بغزاره و ارتجف جسدها.. و مع انها لم تبدو كاذبه، إلا ان إيڤان لم يصدقها.. بل نظر لها بجمود شديد قبل ان يترك وجهها و يقف قائلا بنبره باليه و هو ينظر لبوكر

" ألتهمها. "

لا يهم ما الذي تقوله هذه المرأه! لقد قرر بالفعل انه لن يصدقها!.. لقد مرت عشرة آلاف سنه! عشره آلاف سنه استمر بها بلوم ماسيو و حتى انه قتله!

لقد رآى بعينه ماسيو الملطخ بدماء إيڤا و طفله!.. إيزابيلا اخبرته بكل شيء في الماضي! اخبرته ان ماسيو قتل إيڤا! و لم يكن ليصدقها إلا حين نظر لهذا بعينه و حتى ان ماسيو اعترف بذلك بنفسه!

ماريبث كانت كاذبه تريد النجاه فقط!.. مع ذلك، هذا فقط ما كان يريد تصديقه! تغير حقيقه صدقها بالفعل كان امرا مخيفا!.. و تصحيح الاخطاء التي ارتكبها كانت فقط ترعبه!.. الخوف من خساره فرد اخر من عائلته قتله بشده.. و اعتقد انه لا بأس في المضي قدما و تجاهل ما تقوله ماريبث!

استدار للرحيل من هنا بسرعه! و لم يرغب بسماع المزيد اكثر.. البقاء هنا سيجعله يصاب بالجنون فقط.. و قد سأم من هذا!.. مع ذلك صوت ماريبث العالي و الصارخ اوقفه في المنتصف و تجمدت اطرافه و لم يستطع التحرك

" كلا!!... ارجوكَ صدقني لقد كنت مع إيزابيلا منذ فتره طويله!! هي مهوسه جدا بكَ.. لقد كانت دائما متورطه بقتل رفيقتك،!! في كل مره تعيد احيائها.. كان لابد ان يكون سبب موتها هو إيزابيلا.. كانت دائما متورطه بطريقه غير مباشره... انا لا امتلك سبب واحد يجعلني اكذب!!.. ارجوك صدقني! "

صوتها الصارخ الجنوني و دموعها الغزيره اشتدت في كل مره يتقدم بها بوكر الذي عاد ليمشي على اربع.. و اعتقد انها قد تموت اخيرا! إلا ان بوكر قد توقف فجأه و استدار إيڤان ناحيتها ليتحدث بهدوء ناظرا لها بعين تعيسه بيضاء لمعت في الظلام

" تحدثي.. "

ابتسامه واسعه مخيفه ارتسمت على شفتيها الصغيره.. و شعرت انها ستنجو اخيرا و لن تموت ابدا.. ابتلعت ريقها بينما اخذت تنظر للأعلى ناحيه الرجل الذي يطالعها من الاسفل بجمود.. و تحدثت بتوتر بنبره مرتجفه

"ن. نعم!.. ماسيو، لقد كان مغرما بـ إيزابيلا!.. ل. لقد احبها بشده حقا!!.. هو اراد الحصول عليها.. ولكنها لم تفعل! لم تحبه قط.. و ،و لكن بعد حمل رفيقتكَ هي لم تستطع تحمل الامر ابدا.. و قررت استغلال ماسيو!! "

ان كان هناك شيء واحد متأكده منه، هو حب ملك اللاموتي الغريب لإيزابيلا! و إيزابيلا التي كانت تدرك هذا جيدا اقتربت منه فجأه بحب و ابتعد ايضا بكره!.. لقد تلاعبت به و استغلت الحب الصادق الذي يكنه لها.. بل هي حتى طلبت منه ان تكون علاقتهم سريه حتى لا يدرك إيڤان هذا! و ماسيو الذي كان يدرك هذه الحقيقه تجاهل الامر!.. ربما، لقد اعتقد انها قد تتوقف عن النظر لرجل لن يرها اكثر من شقيقه.. إلا ان إيزابيلا لم تفهم الامر ابدا و لم تحاول حقا!

و مع مرور الوقت، رؤيته ماسيو للمراه التي يحبها تنظر لرجل اخر زرع الحقد في قلبه.. و كره إيڤان ببطئ شديد

ماريبث التي نظرت للرجل الهادئ الذي يطالعها بجمود استرسلت بتردد شديد.. و دعكت يديها بألم من اصابع قدمها المقطوعه

" اخبرته.. انه اذا اختطف إيڤا و وضعها في المستودع.. ستكون حبيبته للأبد!، "

اغلقت عينيها بقوه حين القت كلماتها.. و شعرت ان الاخر لن يحب هذا ابدا! لن يحب سماع الاكاذيب التي عاش معها طوال حياته.. و الحقيقه التي اخفيت عنه طوال هذه السنوات

" هل تعتقدين انني سأصدق هذا الهراء؟ "

احتدت عينه و عقد حاجبيه بغضب شديد.. قبض على يده بقوه حتى ارتجف معصمه و جسده.. و ارتفعت غصه إلى حلقه جعلته يرغب بنحر عنقه!..

هراء! كان ما يسمعه هو مجرد هراء و كذب ينافي الحقيقه التي يعرفها!.. ماسيو لم يحب إيزابيلا ابدا.. هو لم يخبره بهذه الحقيقه ابدا من قبل!.. و ان فعل و امتلك ماسيو مشاعر لإيزابيلا، كانت سيكون اسعد شخص لحصول شقيقته على شخص مثل ماسيو!..

إلا ان الامر كان مجرد كذب!.. هذه المرأه تخدعه فقط.. ربما، تفعل ذلك للنجاة! او لمحاوله توفير الوقت للهرب بطريقه ما!

مع ذلك، هو الذي قضم شفيته بقوه من دون ان يشعر نظر للأرض بصمت شديد.. و واجه صعوبه في سماع المزيد.. إلا ان ماريبث لم ترحمه بل صرخت بصوت عالي مجددا قائله بنبره مرتجفه

" ا. انا لا اكذب ابدا صدقني!.. هي حقا فعلت! لقد اخبرتني هذا بنفسها!! "

" و هل وافق ماسيو.. "

تحدث فجأه بجمود و لم يستطع النظر للأعلى.. كان سؤال سخيفا، كان يعرف ان ماسيو قد فعل! لأن هكذا كيف جرت الامور و انتهي الامر بموته!..

" ل. لم يفعل في البدايه!.. ر. رفض بشده لأنها كانت رفيقتكَ التي انتظرتها دائما!.. ا. ايضا كانت امرأه حامل قد نتجب في اي وقت..ه ه. هو اعترض و قال انه قد يفعل اي شيء غير هذا!!.. و ولكن إيزابيلا قالت له ان الامر لم يستغرق اكثر من اسبوع و سيعيدونها إلى جانبكَ بعد ذلك! "

و مع استمرار الحوار.. تسائل من ظلم حقا؟، من هو الشخص الشرير هنا؟ من هو الذي يجب ان يكرهه بالضبط!.. شقيقته التي خطط لكل شيء؟ ام ماسيو الذي لم يهتم و ختطف إيڤا في النهايه!!..

اشتدت عقده حاجيبه و لمعت عينه بألم شديد.. و مع قضمه القوي لشفاهه سال خط رفيع من الدماء على ذقنه و تذوق طعمه.. في حين ان رغبه في الاختفاء ساورته.. و همس لنفسه بعدم تصديق

" هراء! "

" ا. انها الحقيقه صدقني!.. انا. انا..."

هل اخطئ؟! هل قتل شخص بريئ و ترك القاتل يلهو طوال هذا الوقت!.. هل أذي صديقه من دون ان يدرك الامر؟!.. هل عذب الشخص الذي كان بمثابه شقيق له في حين انه لم يفعل شيء خاطئ طوال هذه السنوات!

' هذا لا يغير حقيقه خيانته لي!..'

حدث نفسه بينما غصه تصاعدت لحلقه! و حاول إيجاد مبرر جيد يمكن ان يحرره من هذا الذنب القاسي.. لم يمانع ذلك ابدا! كان يجب ان يجد سبب يجعله يلوم ماسيو!.. لقد اخطئ! لقد كان ماسيو اكثر شخص يدرك مدى شوقه لإيڤا! كان هو الشخص الوحيد الذي يدرك كم تطلع لرؤيتها و ابقائها بجانبه!

سمع صوت ماريبث الهامس الذي بالكاد يمكن فهمه و هي تحاول توضيح المزيد و رفع عينه الباليه ينظر لها بنظره مليئه بالألم لم تدرك تواجدها.. سال دمه بشده و سقط على الارض القديمه كـ قطره مياه تسقط في دلو فارغ..

" هل تقولين ان موت إيڤا و طفلي كان فقط بسبب لعبه لعينه بين اثنين احبو بعضهم!! "

تحدث بهدوء شديد.. و احمرت عينه في الظلام، في حين ان ماريبث قد اومئت بتوتر و خوف قبل ان تسمع صراخ عالي اجفلها و اجلف جميع الوحوش التي تواجد في الزنزانه

" لقد تم تعذيبها!! لم اسمع كلمتها الاخيره حتى.. طفلي ايضا!! لقد شوهتم جسده و حرمتموني منه! و الان انتِ تقولين ان ما حصل كان مجرد اتفاق لعين بين اثنين اعتقد انهم عائلتي!! "

تراجعت الوحوش للخلف و شعرو بالقلق.. في حين ان هاله مرعبه صدرت منه خنقت ماريبث حتى اخذت تبكي مجددا بصوت عالي و هي تغطي وجهها بكلتا يديها بينما همست بخوف شديد

" ا. انا اسفه!.. ان..انا اسفه لم يكن خطأي! "

" قلتي ان ماسيو لم يقتلها!.. اخبريني بالتفاصيل!! "

تحدث فجأه بجمود.. الهدوء الذي عم المكان اخاف ماريبث و لم تستطع فعل شيء سوى البكاء بصمت و التحدث مجددا بنبره مرتجفه و هي تنظر له بترجي

" إ. إيزابيلا فعلت! هي من قت...!"

" اخبرني كيف حصل هذا الهراء اللعين!!"

صرخ فجأه بصوت عالي اجفلها.. و شعرت ان جسده قد تضخم كما لو يوشك على الهجوم مما جعلها تتحدث بسرعه شديده محاوله شرح كل شي دفعه واحده

"ل.لم يوافق ماسيو ابدا، لذلك هي خدعته قائله ان الامر لن يستغرق اكثر من اسبوع.. ا. اخبرته ان إيڤا ستكون في مأمن و لن يحصل لها شيء! سيختطفونها لأسبوع فقط و بعدها ستعود لكَ.. كان يجب ان تخرج إيڤا من المستودع بعد اسبوع!!.. ولكن إيزابيلا اخلفت بذلك الوعد.. بل كانت تعذبها من حين لآخر!، ماسيو غضب بشده و لم يتقبل ما يحصل.. ه. هو حاول اخباركَ بالامر.. "

لازالت تتذكر جيدا.. قدومه الهمجي نحو إيزابيلا التي زارتها في منزلها!.. دمر و تحدث بغضب شديد مع إيزابيلا بعد اكتشافه لأمر تعذيبها لإيڤا.. و ترجاها ان تتوقف! اخبرها انه سيفعل اي شيء اخر ولكن إيزابيلا التي كانت ترتشف الشاي ببرود قالت ان هذا هو شرطها الوحيد ان كان يريد البقاء معها!.. و حينها، ركع ماسيو امامها بترجي و اخبرها بينما يبكي ان تتوقف!

ماريبث رأت الندم و الحزن في عينه الارجوانه الباكيه.. و كانت المره الاولى التي ترى هجين قوي يركع امام احدهم!. مع ذلك، إيزابيلا لم تمتلك شفقه له.. او لإيڤا ابدا..!. بل عاملتهم جميعا كـ قطع تتحرك يمكنها ان توصلها لمبتغاها.. اضافت بعد مده و هي تنظر بخوف للرجل الذي ينظر لها بنظرات بيضاء مميته

" و. ولكن إيزابيلا تلاعبت بعقله! اخبرته ان خروج إيڤا على قيد الحياة يعني موتهما!.. و انكَ لن تسامحهما ابدا.. لذلك، ه. هو فقط استمر بمداواتها و احضار الطعام لها!!"

لطالما كانت مع إيزابيلا، لقد عملت في الظل طوال الوقت و لم تشئ إيزابيلا اخبار احد عنها بسبب اتقانها للسحر الاسود المحرم.. إلا ان ماسيو فعل و اكتشف امرها، و لأنها داعبته قليلا و اخبرته ببعض الكلمات المعسوله قرر عدم الافصاح بهذه الحقيقه لأحد.. كما فعل عندما تلاعبت معه بشأن خطفه لإيڤا!

" مع ذلك، إيزابيلا عرفت انه لن يتحمل الامر و سيدمر الخطه.. لذلك هي عذبت إيڤا و قتلتها.. و لم تكتفي بل اصيبت بالجنون حين وجدت انها تحمل توئم في رحمها!.. بعد ذلك هي شوهت الطفلين!.. ماسيو الذي كان يأتي بين الحين و الاخر ببعض الطعام و الادويه وجدها ميته في المسودع.. و كانت تلك اللحظه التي تصرفت إيزابيلا بها مثل البريئه و اخبرتك بمكان تواجد إيڤا.. "

سيدتها خططت لكل شيء! لمجرد إيجاد ماسيو لإيڤا ذهبت مسرعه لتعلم إيڤان بكل شيء.. و الاخر الذي لم يصدق الامر إلا عند رؤيته بعينه قد رأت مشهدا لصديقه و هو يمسك رفيقته الميته على ارض المستودع القديم.. و جثه احد اطفاله بعيده عنها منفصله في مكان ما في المستودع..

" ا. انها الحقيقه!!..انا لم اكذب ابدا! "

همست ماريبث ببكاء مجددا.. و لم تستطع تحمل المزيد من ألم قدمها التي تنزف!.. في حين ان الاخر سمع لكل شيء من دون نطق كلمه واحد.. شعر بأن هناك من ربط جسده و قيده بسلاسل ملتهبه!

' هراء!! كل هذا مجرد هراء!..'

نظر للأرض بصمت شديد و تسائل اين كان الخطئ!؟ لقد خسر الكثير دفعه واحده من دون ان يدرك!.. خسر الجميع من دون ان يعرف حقا!.. و ماذا عن جوليان؟ هل هو ايضا يعرف بشأن هذه الخطه؟! هل كان يتمني ان يعيش بتعاسه هو الاخر!!.. افراد عائلته، كان جميعهم ينفصلون عنه و يتركونه وحيدا في الخلف..!

" الطفل الاخر...اين هو؟"

صوته بالكاد قد خرج.. و شعر ان جسده القوي قد يتهاوي على الارض فجأه.. الضعف و الوهن.. الالم و حتى الذنب مشاعر تداخلت لقلبه و لم يعرف كيف يخرجها!

و تسائل حينها اين هو الطفل الاخر الذي تتحدث عنه! في الماضي، و بعيدا عن جسد إيڤا المقتول كان هناك جسد طفل واحد فقط! و لأنها كانت على مشارف الولاده فقد كان طفلا مكتمل النمو تماما مما جعل من تأكيد كونه فتى وليس فتاة امرا سهلا!.. مع ذلك، هو لم يمتلك ادني فكره عن وجود طفل اخر ابدا! لم يكن هناك سوى جسدين ملقيان على مرقد إيڤا الاخير!

" ا.. انا لا امتلك ادنى فكره!.. ولكن كان هناك طفلين بالتأكيد!"

تحدثت ماريبث بنبره باكيه بينما تتلوى بألم شديد.. في حين ان الاخر استمر بالنظر للأرض بصمت.. ان كان يمكنه العوده للماضي، كان سيكون سعيدا جدا.. سيكون سعيدا جدا لأدراكه انه سيصبح اب لطفلين و ليس لطفل واحد..و ان إيزل كان قد يمتلك شقيقه او شقيق اخر! ولكن عائلته، لقد دمرت كل شيء.. و انتهي به الامر بإيجاد جسد طفل واحد مشوه.. اما الاخر، فهو لم يعرف اين اختفي!

"انتِ.. اذا اخبرتي إيزابيلا بما جرى الان.. لن اتردد بقتلكِ و اطعامكِ للوحوش.."

تحدث بجمود شديد قبل ان يستدير متجه للخارج بسرعه.. في حين ان الوحوش التي تواجدت في الداخل خرجت معه للخارج.. و مشي بخطوات سريعه داخل الغابه الخضراء التي تضيئها الشمس الساطعه.. لهث و شعر انه على وشك التعرض لنوبه اخرى.. إلا انه اكمل من دون اهتمام نحو الغابه، تحديدا نحو قصر ماسيو!


اراد معرفه الحقيقه!! اراد التأكد مما سمعه! كان يعرف ماسيو جيدا!..ربما كان رجلا فاسق و حقير إلا انه لم يكن ليكذب ابدا! سيقول الحقيقه و يمكنه حينها التأكد من حديث تلك المرأه الغريبه!. إلا انه توقف فجأه في منتصف الطريق و نظر بصمت للأمام..

و تسائل حينها، ما الذي سيفعله ان كان ذلك صحيحا! ان كان ماسيو لم يقتل ايڤا ما الذي كان سيفعله؟!.. كيف سيواجهه! لقد قتل صديقه البريئ و حتى انه عذبه!..عامله بقسوه و في النهايه مات شخص لم يرتكب ذنب حتى!..

ارتجفت انفاسه و رفع يده ليضغط على جانب صدره بقوه.. و شعر بألم حاد يساوره تصاعد حتى صدره و خرج من جوفه على شكل دماء متناثره على الارض العشبيه!

و ارتجف جسده بخوف و لم يستطع مواجه الحقيقه ابدا.. لم يعرف ما الذي يجب فعله و شعر بالضياع يجتاح عقله.. احتاج بعض الراحه! اراد التخلص من هذا الالم بسرعه و التفكير بشكل جيد!..

" إيڤا.. اريد رؤيه إيڤا بشده.."

بالكاد تحدث بصوت هامس متألم و هو ينظر بعين بيضاء حزينه للأرض.. شفتيه امتلات بدماء غزيره وكأنه اكل جثه.. و بدلا من التوجه لماسيو، غير مساره نحو المشفي الذي ترقد به إيڤا.. ربما، لعلها تستطيع إراحه عقله و جسده قليلا!

.
.
.
.

" متى سينتهي هذا بجديه.."

تذمرت بشده بينما تضع يدها برفق على مكان الابره و هي تنظر للممرضه التي خرجت بعد اخذها لعينه من دمائها.. لقد سأمت من هذه الفحوصات و سأمت من البقاء في هذه الغرفه التعيسه! لم تكن مريضه او حتى مصابه بعد الان لذي لماذا مازالت تجلس على سرير المشفي!!

اراحت جسدها على السرير لتغلق عينيها بقوه بعد اخراجها لتنهيده طويله من جوفها.. تشعر انها ستصاب بالجنون اذا بقيت اكثر في هذه الغرفه!.. لم تشعر بالراحه عند بقائها في المشفي.. و ارادت الفرار بسرعه! و لأن إلين تأخرت بالقدوم على غير العاده فقد ساورتها هذه الفكره بشده و أخذت تفكر بخطه جيده.. في النهايه، و عندما حركت قدمها لمحاوله الهرب! ظهرت سارة امامها و امسكتها قبل محاولتها حتى!.. حينها كان عليها إيجاد حل للخروج من هنا بسرعه قبل ظهور إلين التي لن تتوقف عن حثها على البقاء في المشفي لأجل سلامتها!

فتحت عينها ببطئ.. و نظرت ليدها بصمت شديد، لازالت تتذكر الألم الساحق لذوبان جلدها القمحي! لقد كانت متأكده ان الألم و الجروح لن يزولا ابدا إلا بعد سنوات من الاهتمام و الرعايه.. و مع ذلك، رؤيتها لهذه اليد الصافيه و الجميله الملساء كان امرا لم تتوقعه ابدا.. غريبا و محيرا بشده!

" اعني انا ايضا اعرف انه امر غريب.. ولكن لست مضطره ابدا ان ابقي في المشفى بعد ان شفيت!"

تذمرت مجددا و هي تقبض على يدها بقوه بعد ان اسقطت رأسها على السرير ناظره للسقف الابيض.. كان يمكنها تفهم قلق سارة و إلين!.. بالطبع الشفاء بطريقه سحريه كان امرا مريبا و مقلق بشده.. إلا انها لم تكن مصابه بعد الان! بل كان يمكنها الركض بسرعه شديده إذا ارادت!.. من يهتم بالطريقه التي تشفى بها عندما اعتقدت انها لن تشفي ابدا!

كوابيسها و احلامها عن إيڤان.. رؤيتها لنفسها و هي تموت بشكل شنيع و حتى إيزل الذي تهمس بأسمه بين الحين و الاخر وكأنه كان شخصا حقيقيا..كل تلك الامور كانت غريبه بشده حتى اعتادت على كل شيء مريب و غريب في حياتها.. و ظهور إيڤان الحقيقي امامها فقط يجعل كل شيء غير منطقي و معقد!. لذى، شفائها العجيب لم يدهشها بشده حقا!..

صوت فتح الباب المفاجئ جعلها ترفع رأسها ببطئ عن السرير.. و نظرت بتململ ناحيه الباب معتقده انها إلين التي ستدمر خطتها للهرب المدمره بالفعل!.. إلا ان رؤيتها للشعر الابيض الناعم و العين البيضاء التعيسه التي تنظر للأرض جعلها ترفع جسدها بأكمله من السرير منتفضه بفزع!

رؤيتها للدماء التي تغطي شفتيه و ملابسه جعل جسدها يتحرك بشكل سريع لتجلس على السرير مبعده البطانيه عن قدميها للتوجه نحوه.. إلا انها و حتى قبل ان تلمس قدمها الارض تقدم نحوها ليلقي بجسده بين يديها محتضنا خصرها بقوه.. و غطي وجهه بين رقبتها لعلها لا تنظر لملامحه المثيره للشفقه

في حين ان الاخرى.. التي لم تفهم شيئا قد رفعت يدها بتوتر شديد قبل ان تنطق بصوت مليئ بالقلق و الخوف عليه

" هل انت بخير! ما الذي حصل لك؟!.. لا هذا غير مهم الان!! هناك دماء!..ا.اعني يجب ان تأتي معي سأخذكَ لسارة حتى تعالجك!"

حاولت التحرك للتحرر من بين يديه و الاتجاه بسرعه نحو ساره.. إلا ان يده التي تحتضن خصرها قيدتها اكثر من السابق و ربطتها في مكانها على السرير بين يديه!

شعرت بالقلق! و لم تعرف ما الذي يجب فعله! و تسائلت ان كانت اصابته خطيره بشده! بالنسبه لها.. التي لم تعرف شيئا.. كانت تدرك انها ستصاب بالجنون ان حصل امر سيء له! كان يجب عليها اخذه لرؤيه الطبيب بسرعه!..

جسده المرتجف كان غريبا و ارسل لجسدها رغبه شديده في البكاء.. لم تتذكره مرتجفا! و لم تحب الشعور بتلك الرجفه ابدا.. حاولت ابعاده مره اخرى.. ربما هذه المره يبتعد لتتجه لأحضار اقرب طبيب هنا.. إلا انه لم يفعل، و بدلا من ذلك شعرت به و هو يحرك رأسه بين رقبتها بينما يزفر هواء مرتجف بارد

و لم تعرف ما الذي يجب فعله حينها.. بل اغلقت عينيها بقوه بينما تشعر بنبضات قلبها العاليه و هي تضرب بصخب.. و حينها، كل ما امكنها فعله هو احتضانه و التربيت على ظهره.. همست في النهايه بصوت رقيق حاولت قدر المستطاع جعله متزن و هادئ

" سيكون كل شيء بخير إيڤان!.. لذلك، هل يمكننا الذهاب معا لرؤيه الطبيب؟"

مع كل دقيقه.. كان جسده يرتجف بشده، و لم يبدو طبيعيا ابدا مما زاد من قلقها و اضطرابها من القادم! و حتى مع انها تحدثت برفق لعلها تحثه على الابتعاد لتفقد حالته إلا انه لم يبتعد.. بل اقترب اكثر من جانب رقبتها يستنشق رائحتها لعلها تهدئه.. و همس بجانب اذنها بصوت باهت لم تسمعه من قبل

" اعتقد انني ارتكتب خطئ.. ولكني لست متأكد ايضا ان فعلت.."

هل اخطئ حقا!!؟.. هل اذي ماسيو ام ماسيو من فعل!..لماذا تغيرت القصه التي عرفها لسنوات طويله!! لماذا لم يخبره ماسيو بشيء!.. كان عليه فقط قول الحقيقه! اذا فعل، اذا كان ماسيو يمتلك الجرائه لفعل ذلك لم يكن ليخسر الكثير قي الماضي!.. ولكن صديقه كان جبانا مليئا بالخوف و العجز!. يشعر بالغضب و الحزن! شعر بأنه كان مجرد شخص احمق تم التلاعب به من قبل شخصين اعتقد انهما عائلته!.. لقد قتل و عذب الشخص الذي تربى معه بيده!.. و شقيقته التي كانت بالنسبه له ضوء ساطع لطيف.. كانت مجرد شيطان خبيث يلهو في الارجاء!

ارتفع صدرها فجأه للأعلى و امكنه الشعور بنبضات قلبها الصاخبه.. و مع ذلك، يدها التي تربت على ظهره برقه و حنان جعلتها تبدو كـ شخص هادئ متزن.. صوتها الرقيق الهامس بث بعض الطمأنينه لقلبه.. و تنفس هو الاخر بعمق بينما يغلق عينيه بشده

" إيڤان.. صغيري، كل شيء سيكون بخير. لذلك الان.. لنذهب للطبيب انت تحتاج الرعايه طبيه فورا!"

هدئ ارتجاف جسده بعد سماعه لكلمه مألوفه اعتقد انها لا تلائم إيڤا ابدا، صغيري! كانت كلمه لم تقلها ابدا من قبل إلا في احلام اليقظه الخاصه به!.. مع ذلك، فقد احب سماعها بشده.. و شعر انه وصل للمنزل اخيرا!. اراح رأسه اكثر على رقبتها قبل ان يتمتم بهدوء قائلا بعد ان خفف قبضته حول خصرها

" انا بخير.. لا احتاج لطبيب، هذا يحدث عاده بين الحين و الاخر"

عقدت حاجبيها بشده.. و لم يعجبها ماتسمعه ابدا، حينها تسائلت ما الذي يعنيه بين الحين و الاخر! لم يكن مريضا صحيح؟!.. لقد بدى دائما رجل صحي يزعج الاخرين!.. فتحت فمها، و بدى وكأنها على وشك الاندفاع لمعرفه المزيد عن حالته الصحيه.. إلا ان يده التي ابتعدت عنها فجأه جعلتها تشعر بالوحده.. ابعد جسده ببطئ و قابل عينها السوداء بصمت شديد.. في حين ان الاخرى عقدت حاجبيها بألم و زمت شفتيها بعبوس.. ابتعدت عنه بسرعه و وقفت متجه لمرحاض الغرفه لأحضار منشفه او قطعه قماش لمسح الدماء التي تلوث وجهه

في حين ان إيڤان قد جلس على السرير بصمت ينظر للأرض بهدوء.. عينه البيضاء الحاده بدت ضائعه و بعيده عن الواقع.. وكأنه لا يبصر ابدا! تماما كرجل لا ينظر لأي شيء ولكن للأمام فقط!

خرجت إيڤا فجأه من المرحاض و بيدها منشفه بيضاء مبلوله وجدتها بالداخل.. تقدمت ناحيته بسرعه شديده و رفعت وجهه بيدها لتبدأ بمسح الدماء ببطئ، و تمتمت بهدوء و هي تنظر للوجه الحزين الجامد

" انت تعرف.. انا امتلك الكثير من الاسأله التي اود طرحها الان! ولكن لنأجل هذا لوقت آخر حتى ترتاح!"

تحدثت بجديه بينما تنظف وجهه.. و نظرت لشفتيه الداميه حينها.. بدى وكأنها تلتأم ببطئ شديد إلا ان علامات قضمه لشفتيه بقوه كان واضحا بشده.. و امكنها ادراك ذلك حينها، لابد ان شيء ما حصل معه جعله بحاله مزريه تعيسه!

" انا.. لقد ارتكبت خطئ.. "

تمتم بجمود شديد.. و لم ينظر لها ابدا، بل اعاد النظر للأرض بينما يخدش لحم اظافره بين الحين و الاخر بقوه شديده.. نظرت ليده لبره قبل ان تأخذ نفسا عميقا سائله بهدوء و هي تنظر لوجهه الذي اصبح نظيفا

" الجميع يرتكب الاخطاء إيڤان.."

لم تعرف ما الذي حصل معه! إلا انها تدرك جيدا ان ماحدث معه قد اثر على شخصيته الصبيانيه المزعجه!.. و هي لم تحب ذلك!.. من يتجرأ على ازعاج حبيبها على ايحال!! هي لن تسمح لأحدهم بمسه بسوء! حتى ان كانت بشريه خائره القوي!.. مع ذلك، ما تعتقده إيڤا كان مختلفا قليلا عن مايقصده إيڤان!

" لقد قتلت صديقي.. لقد عذبته."

تحدث بنبره باليه تعيسه.. و احتدت عينه البيضاء بينما ينظر للأرض، و اخذ يخدش لحمه بقوه شديده لدرجه عدم ادراكه للأمر ابدا.. في حين ان المنشفه التي كانت تمسح وجهه بها قد توقف فجأه، و تجمدت هي بينما تنظر له بصمت

" هو كذب، و انا صدقت ذلك! شقيقتي.. التي وقفت دائما بجانبي، كانت تتلاعب بي من دون ان ادرك.. لقد ارتكبت خطئ و قتلت شخص بريئ.."

اضاف بجمود و اخذ يخدش جانب اظافره بشده حتى تقطع لحمه و سال دمه.. و تسائل ان اخطئ حقا! ان كان ما تقوله ماريبث صحيحا..ربما كان ليغضب من ماسيو! سيغضب و حتى قد ينتهي الامر به بضربه بشده، و سيتخلي عن تلك الصداقه القديمه التي كونها معها لسنوات طويله إلا انه لم يكن ليقتل ماسيو ابدا!! ليس عندما لم يؤذي إيڤا!.. لم يكن يريد خساره صديقه الوحيد عندما خسر رفيقته و طفليه!

عقد حاجبيه بينما ينظر للأرض و شعر بالعار لمحاوله النظر للأعلى نحوها!.. بالنسبه له في الماضي، كان ماسيو اهم من إيزابيلا! و كانت إيڤا اهم من كليهما!.. و كان يجب ان يقرر حينها من الملام في ذلك الوقت!.. إلا ان الامر انتهي بطريقه خاطئه! و ماسيو لم يحاول التبرير و إيزابيلا كانت سعيده بالنتيجه!

وضعت يدها على يده و اوقفت خدشه المستمر لجلده في حين ان اللمسه اللطيفه المحببه لقلبه جعلته يغلق عينيه بألم شديد بينما يقضم شفتيه بقوه.. و تصاعد غصه اخرى خانقه لحلقه

في حين ان الاخرى رفعت يدها الاخرى لتضعها على شفتيه حتى تبعد انيابه عن شفاهه التي يكاد يشوهها.. و رفعت وجهه نحوها لتنظر له بعين سوداء واسعه مليئه بالدفئ

" إيڤان،هل تعرف... انت احمق كبير!!"

النبره اللطيفه الهادئه قد تحولت لصراخ مفاجئ لتضرب جانب رأسه بقوه شديده حتى اهتز جسد الاخر و سمح صوت صفع رأسه بيدها.. رفع عينه ينظر لها بأتساع شديد يينما يضع يده مكان ضربه الرأسه ناظرا لها بدهشه بينما فتح فمه بأتساع قائلا بنبره مهزوزه باكيه

" ل. لماذا تجعلين حزني مثيرا للسخريه!!"

" لأنك احمق! تتصرف وكأنه اخر يوم لك في حياتك!"

لم تحب ذلك! لقد اتي بشكل مفاجئ مليئ بالدماء و رفض الذهاب للطبيب هو حتى قال ان الامر يحدث من حين لأخر! و بشكل مفاجئ يتحدث عن قتله لصديقه الذي تسمع عنه للمره الاولى!.. بالنسبه لها، التي تراه بهذه الحاله المفاجئه اظهر لها رغبه غريبه بالموت.. بل استمر بخدش نفسه من دون ان يدرك حتى نزف مجددا!

" إيذاء نفسك ليس الحل إيڤان!.. هل تعتقد انه يمكنك حل مشاكلك بهذه الطريقه حقا! انظر لنفسك.. انت حتى لم تدرك ما فعلته ليدك!!"

صرخت مجددا بغضب شديد.. و اشارت ليده النازفه التي شوهها من دون ان يدرك.. ربما،كانت تدرك ان الامر صعب بشده بالنسبه له.. إلا انه بالنسبه لها، كان إيذاء نفسه لن يغير حقيقه الذي حصل ابدا!..

رأت ينظر للأسفل بصمت و تساقط شعره الابيض على وجهه حتى غطي عينيه.. و بدى وكأنها تأنب طفلا صغيرا على وشك البكاء... للحظات، شعرت انها بالغت برد فعلها.. و تنهدت بصوت عالي لتتقدم نحوه محتضنه رأسه إلى صدرها و ربتت على ظهره مجددا قائله بنبره حنونه

" انا اعرف ان الامر صعب، اعني لا يمكنني تخيل ما تشعر به الان.. ولكن، يمكن حل كل شيء دائما بطريقه ما!.. طالما تمتلك قلبا طيبا يمكنك تصحيح كل شيء.. لذلك، لا تحل مشاكلك بإيذاء نفسك مجددا ! "

شعرت بيده تلتف حول حصرها لتقربها نحوه اكثر و استغل اقترابها لدفن رأسه اكثر بصدرها.. و لم تمانع هي الامر! طالما ان لا احد بجانبهما!.. رفعت يدها الاخرى نحو شعره و تخللت اناملها الطويله خصلات شعره البيضاء الناعمه في حين انها سمعت تذمره التعيس بعد ضربها له

" حسنا.. مع ذلك، لم يكن عليك ضربي.. كان ذلك مؤلما قليلا "

كان يدرك انها قلقه عليه.. مع ذلك، لم يتوقع قط انه قد يحصل على ضربه في الرأس!.. مشاعره المبعثره و حزنه قد طارا تماما لمكان بعيد لدرجه انه تسائل للحظات لماذا حتى اتي إلى هنا!

إيڤا التي شعرت بتأنيب الضمير قد دفعت رأسه اكثر إليها و رمشت بتوتر قبل ان تهمس بنبره معتذره

" ح. حسنا، انا اسفه اعتقد انني بالغت قليلا"

تشابكت رموشه الطويله البيضاء معا لعده مرات.. و شعر بالراحه فجأه عند سماعه لنبض قلبها العالي..السكون و الهدوء حولها كان فقط يجعله يرغب بالبقاء حولها اكثر و اكثر!.. مع ذلك، إيڤان لم يكن من النوع الذي قد يعيش في مكان هادئ ابدا.. بل كان رجلا يرغب دائما في المزيد من رفيقته!

انزل يده عن خصرها و شعورها بذلك جعلها توترها يزداد، ابعد رأسه عن صدرها و بالمقابل انزلت يديها لجانبها بينما تنظر لعين الرجل البيضاء الحاده التي تطالعها بصمت شديد.. ذلك قبل ان يدمر هذا الصمت المفاجئ قائلا بنبره هادئه مليئه بالرغبه

" انت تعرفين.. سيذهب الالم بسرعه اذا قبلتني عـ..! "

توقف عن التحدث فجأه عندما رفعت يدها مجددا لضرب كتفه بقوه شديده.. و تجهمت معالم وجهها حين امكنها توقع ما يود قوله...في النهايه نظرت له بحنق شديد مما جعل الاخر يقلب عينيه ناظرا لجه اخرى بينما يضع يده على مكان الضربه قائلا بعبوس

" حسنا، هذا لم يكن لطيفه ابدا.."

سمع صوت زفيرها العالي و قد بدى للحظات وكأنها سأمت من متطلباته المفاجأه!..و مع انه حصل على ضربتين هذا اليوم.. إلا ان شعور منعش قد تغلغل لقلبه!.. شعر بالراحه و كأن صوتها ازاح هم مخيف لن يزول ابدا.. ربما، اذا تحدث مع ماسيو قد يتغير كل شيء للأفضل.. ففي النهايه، كلاهما قد اخطئ على ايحال!

" ما الذي يجب ان افعله الان؟.. "

سأل فجأه بصوت هادئ، و نظر لها بعين بيضاء باهته لم تعرف محتواها ابدا.. إلا ان استشعارها لنبره الحزن و الضياع التي تملئ صوته الغليض جعلها موقنه تماما ان هذا الرجل يتعذب في الداخل من دون صوت..

لابد انه امر مؤلم، ان يخسر صديقه و شقيقته في آن واحد.. المقربين منه كانو بالفعل يرحلون من دون ان يدرك ما حوله... و تستمر الخيانات التي تحطمه اكثر و تشوه قلبه الحزين!

"حسنا، انا لا اعرف ولكن لماذا لا تذهب لقبره و تضع بعض الورود عليه معتذرا؟ "

تحدثت بهدوء.. و شعرت برغبه غريبه بلمس الشعر الابيض الناعم.. تحريكه و بعثرته بعشوائيه، و ربما تحتضن جسده الضخم العريض بين يدها لتدفئته قليلا! حينها.. قد يختفي حزنه الدفين المفاجئ الذي دمر يومه!.. و تمنت حينها ان ورودا ستكون كافيه للجسد الذي تعذب و تألم، الجسد البريئ الذي رحل من دون ارتكاب ذنب معين..

إلا ان إيڤان الذي بادلها النظرات للحظات قد انزل عينه ينظر ليده الداميه التي تلتئم ببطئ شديد و تمتم بخفوت

" انه على قيد الحياة.. لذلك لا حاجه لهذه حقا"

في الماضي، لطالما اخبره ماسيو انه رجل محظوظ!.. قال دائما ان كل شيء يحتاجه بجانبه!.. رفيقه و عائله!.. مع انها كانت عائله مدمره بعض الشيء!.. إلا ان معرفته بهويات والديه كانت بالفعل نعمه بالنسبه لماسيو الذي لا يتذكر شكل والدته التي رمته منذ ان كان طفلا!

قال دائما انه طفل محظوظ اهتمت به الوحوش بعكسه.. و مع ان حديث ماسيو حمل نوع من الغيره.. إلا ان لإيڤان تفهم هذا دائما! العيش مشردا و وحيدا من دون وجود احد يحتويه.. كان قد جرب هذه المشاعر ايضا! و بعكس ماسيو الذي شعر بالغيره منه كان هو يشعر بالغيره من الاشخاص الطبيعين.. الاشخاص الذي ولدو بشكل طبيعي من دون تجربه عذاب التخلي و التشرد! كانا متشابعين.. متشابهين بشده ولكن هناك من انتهي بسلك طريق خاطئ مظلم.. و الاخر سلك طريقا لتحقيق سعادته المستحيله.. السعاده التي سيدمر العالم لأجلها!

نظرت له إيڤا للحظات و رفعت حاجبيها بحيره.. و تسائلت ان كان هناك خطب ما بأذنها! لقد كانت متأكده انه تحدث بتعاسه عن قتله لصديقه الثمين!.. رأت يرفع انظاره ليقابلها فجأه و بدى اكثر كئابه من السابق و ذلك حين همست بصوت رقيق خافت و هي تنظر للوجه التعيس للرجل الوسيم الذي جعلها ترغب بالاقتراب منه اكثر راغبه في احتضانه و مواساته

" ولكنك انت قلت من قبل... "

قاطه حديثها فجأه حين امسك بيديها يجرها لتجلس على قدمه.. في حين ان الاخرى اتسعت عينها بدهشه للحركه المفاجئه.. شعرت بيده على خصرها تثبتها اما الاخر قد لمس بها اصابع يدها ببطئ شديد جمد اطرافا..قرب رأسه من شعرها يستنشقه و همس بصوت خافت قرب اذنها جعل جسدها يرتجف بتوتر شديد

" هذا صحيح.. لقد قتلته في الماضي، ولكن تم اعاده احياء ماسيو لذلك ليس هناك قبر حقا! "

تجمد جسدها بين يديه.. و ابتعد ببطئ ناظرا بصمت لوجهها الذي اصفر فجأه.. ابتلعت ريقها و لم يتعرف كيف يجب ان تستجيب معه حين تكتشف ان الصديق الذي تحدث عنه هو الرجل الذي دمر عالمها و عالم البشر!.. الرجل الذي تتذكر اسمه بشكل جيد، تتذكر وحوشه القبيحه التي التهمت الكثير و فرقت الكثير ايضا.. و لم تعرف بالضبط كيف يمكن لذلك النوع من الاشخاص ان يكون صديق إيڤان!

" هل انتِ غاضبه؟ هل تكرهين ان صديقي هو شخص سيء اباد البشر؟ "

وضع ذقنه على كتفها و قرب نفسه من رقبتها مغلقا عينيه بينما يهدئ نفسه برائحتها العذبه.. ضعط على جانب خصرها و حركها اكثر حتى التصق كتفها بصدره.. في حين ان الاخرى التي تركت جسدها له اخذت تفكر بصمت

و لدهشتها، فـ كل ما شعرت بالفضول بشأنه هو عمر إيڤان الحقيقي!.. كانت تعرف ان ملك اللاموتي شخص مات و اعيد احيائه.. رجل وصف بالتدمير في ماضي سحيق لم تولد به ابدا.. ولكن إيڤان كان صديقه بالفعل!!؟ المعلومات الجديده جعلتها تشعر بالحيره و الغرابه

مع ذلك، هي التي لن تستطيع مسامحه ماسيو لتعذيبه البشر و تشريدهم لم تمتلك الحق للتدخل في علاقته مع إيڤان ابدا! و كما بدى لها.. فهما صديقين مقربين.. بغض النظر عن المشكله التي تجهلها!

استدارت ناحيته و ادركت حينها قربهما الشديد.. نطرت لعينه البيضاء لدقائق و لشفاهه التي ألتأمت و تعافت.. و مع انها لم ترغب بالتحدث بشكل جيد عن ماسيو إلا انها ابتسمت بخفوت شديد قائله بنبره رقيقه بعيده عن الكره او الغضب

" لا.. ولكن الست محظوظا؟ انت يمكنك ان تعتذر لصديقك بنفسك.. و ربما، تعودان صديقين جيدين"

رمش للحظات بينما ينظر للشفاه الحمراء الممتلئه المبتسمه.. و تسائل ان كان محطوظا كفايه لتقبيلها الان!..اذا حصل هذا، كان بالتأكيد سيكون محظوظا بشده!.. محظوظا اكثر من اي شخص اخر..

اقترب فجأه منها مما جعلها تبتعد عنه بحيره و تلبك.. إلا ان الاخر الذي قربها نحوه قائل بهدوء شديد بينما ينظر للشفاه الممتليئه التي تجذبه لأخذها بطريقه ما

" ما زالت اعتقد انه يجب ان تقبليني انتِ تعرفين.. "

انكمشت ملامحها و عقدت حاجبيها بأنزعاج قبل ان تقلب عينيها بضيق.. ها هو مجددا، يدخل مواضيع مهمه مع اخرى تافه في وقت خاطئ!.. وضعت يدها على صدره و حاولت ابعاده عنها بينما نظرت للجهه الاخرى قائله بنبره متملمه

" ابتعد عني إيڤان!! "

و ربما، هو لم يكن محظوظا بالقدر الذي كان يعتقده ابدا.. و ذلك جعله يعبس بشده، في النهايه، ما الذي كلن يتوقعه من هراء ماسيو على ايحال!.. امسك بمعصمها و جرها نحوه اكثر حتى ضرب وجهها صدره بقوه في حين ان الاخر تذمر بعبوس شديد قائلا بتجهم

" لما لا؟! لقد ضربتني.. انتِ يجب ان تعوضيني، و انا رجل بريئ لا يحب التعقيد لذلك عليك تنفيذ طلبي البسيط "

ابعدت جسدها عنه.. و تنهدت بصوت عالي منزعج على تصرفاته الصبيانيه و شعرت انها تتعامل مع طفل صغير يتذمر لعدم حصوله على مكافأته!..

حاولت الابتعاد، ربما مسافه مناسبه تجعلها تنفصل عن جسده الذي يحتكرها.. إلا ان الاخر لم يسمح بهذا ابدا.. بل بدأ ينظر لعينها بأصرار شديد جعلها تستسلم في النهايه له.. و اخذت تفكر، هل سيتوقف حقا إذا قبلته!

تلك الافكار تداخلت لعقلها.. و قد بدى وكأن إيڤان يتلاعب بها لتفعل ما يرغب به.. و بسبب نظراته المثابره.. اقتربت بتردد، ببطئ شديد بينما عينها السوداء قد امتلئت بالأضطراب و التوتر.. رفعت يدها اليمنى و لمست خده بلمسه مرتجفه جعلته يسترخي و يغلق عينيه.. منتظرا مكافأته التي وافقت عليها بسرعه

و عند اقترابها منه، عندما شعر بأنفاسها قرب شفاهه الجائعه.. فتح الباب فجأه على وسعه!.. و سمع صراخ الكائن الذي يكرهه يتحدث بصوت عالي قلق

" إيڤا!! اسفه لتأخري لقد حصل امر طارئ..!"

توقفت إلين عن التحدث و تجمدت امام الباب بعد رؤيتها لإيڤا التي تجلس على قدم إيڤان.. وجوههم المتقابله الموشكه على التقبيل جعل من خديها يتزين بلون احمر.. و اعتقدت انها دخلت مجددا قي وقت خاطئ!.. إلا ان ادريان الذي صاحبها لم يهتم بل تقدم للأمام قليلا قائلا بهدوء شديد بينما ينظر لإيڤان الذي تجمدت ملامحه بطريقه غريبه و هو ينظر لهما بحده مخيفه

" لقد افترضت ذلك.. ولكن انت حقا هنا"

كان بالفعل يبحث عنه في كل مكان.. لقد امر جميع مساعديه بالبحث عن هذا الرجل.. و لم يتم إيجاده ابدا في اي مكان، إلا انه في النهايه.. كان المشفى هو المكان الوحيد الذي بقي للبحث فيه.. و قد خمن، ان المكان الذي تتواجد به إيڤا سيتواجد به إيڤان ايضا.. و كان تخمين صحيح!..

حاولت إيڤا الفرار من بين يديه.. و امتلئ وجهها بلون احمر قاتم و شعرت بالاحراج للوضع الذي تتواجد به.. إلا ان الرجل الذي تجلس بين احضانه لم يسمح لها بالرحيل ابدا.. بل احتضنها اكثر لنفسه حتى لا تبتعد عنه متجاهل الضيوف غير المرغوب فيهم.. مما جعلها تصرخ بصوت هامس شديد حين احتضن خصرها بقوه و جرها نحوه واضع رأسه على صدره بضيق شديد

" لهذا السبب اخبرتكَ ان تبتعد ايها الاحمق!! "

إلا ان إيڤان لم يبتعد ابدا.. بل اشتد حصاره حولها حتى سأمت الاخرى منه و ضربت رأسه بقوه شديده.. في حين ان إلين التي رأت اختها تحاول الفرار بأستماته لم يعجبها ما حصل حقا.. و تسائلت ان حاول إيڤان اجبارها على امر لا ترغب به!

عند الضربه العنيفه.. ترك إيڤان خصرها و حررها من بين قبضته في حين ان الاخرى قد قفزت بعيدا عنه وهي تنظر له بحده شديده.. ربما لم تكن لتمانع لمساته ولكن ليس عندما يكون هناك من يشاهد ابدا!

نظر لها إيڤان بصمت للحظات و رفع يده ليحرك خصلات شعره البيضاء خلف اذنه قائلا بنبره هادئه متزنه بينما ابتسامه قاسيه منزعجه ارتسمت على شفتيه

" يتم ضربي كثيرا.. ولكنني لا زلت وسيما على ايحال! "

لقد كان الاقوى! ولكنه بالفعل يتعرض للضرب بشده من قبل رفيقته!.. صورته القويه، بالتأكيد قد تدمرت بسبب رفيقته الغاليه! مع ذلك، هو لم يكن يعترض كثيرا على الضرب الذي يحصل عليه!.. طالما تلمسه إيڤا فهو بخير!

إلين التي لم تحب مايجري تقدمت بسرعه نحو إيڤا و احتضن يدها تجرها نحوها و تحدثت بحنق شديد و هي تنظر للرجل الذي ازعج شقيقتها يجلس على السرير براحه شديده

" انت مجددا لقد اخبرتك من قبل ان لا تقترب من إيڤا ألم افعل!!.. هل تعتقد انني سأسمح لك بالحصول عليها ببساطه!! لقد تخلصت من جميع الفضلات من قبل و لست مختلفا عن البقيه! "

ربما وافقت إيڤا على هذا الرجل!.. ولكن بصفتها الفرد الوحيد المتبقي من عائله إيڤا فهي لن تسمح لأحدهم بالحصول على شقيقتها حتى توافق هي عليه ايضا!.. كان هذا الرجل يجب ان يتجاوزها قبل ان يفكر حتى بوضع اصبع واحده على إيڤا..!

إيڤان الذي سمع الصوت العالي الحاد عقد حاجبيه بأنزعاج شديد و ود لو يخرسها بطريقه ما.. و تسائل كيف يمكن لأدريان احتمال ألم الرئس هذا!.. على ايحال، نعته بالفضلات امرا لم يتقبله.. مع انه كان سعيدا لتخلصها من الفضلات الاضافيه!

عقد حاجبيه بأنزعاج و حرك رأسه للخلف متحدثا بنبره مستفزه اغضبت الجميع بينما يشير لنفسه بتعالي شديد

" فضلات! ألا ترين امامكِ؟ انا هو الملاك الوحيد الذي يتواجد في هذه الغرفه.. "

عم صمت غريب الغرفه.. و بدى للحظات وكأن هناك شيء خاطئ تم سماعه في حين ان إيڤا ضربت وجهها بيأس من الرجل المتفاخر بوجهه.. و تمنت لو يصمت قليلا، إلا ان إيڤان استرسل قائلا بنبره واثقه و هو يتلمس وجهه

" و إيڤا تحب وجهي بالفعل! "

" لا، هي لا تفعل!."

اعترضت إلين بحده و لم يعجبها هذا الرجب كـ شريك لصديقتها.. في حين ان الاخر رفع حاجبيه قبل ان يتحدث مجددا بثقه عمياء بينما ينظر لإلين بحده

" نعم تفعل! حتى ادريان يحبني بشده!! "

اتسعن عين إلين بصدمه و نظرت بسرعه لأدريان مع فم مفتوح صارخه بعدم تصديق

" مستحيل!! "

أدريان الذي وقف بجانب الباب اغلق عينيه و دلكهما برفق شديد.. و شعر بالغباء لسماعه للحوار التافه القائم.. تنهد بصوت عالي و فتح عينيه لرؤيه الثنائي الاحمق قبل ان ينظر لإيڤا التي تبادبه النظرات.. و قد بدى وكأنها تعاني مثله ايضا..

" انا لا افعل و لن افعل! توقف عن حماقاتكَ هذه و تعال معي للخارج! "

تحدث ادريان فجأه بجمود و استدار للخارج بعد اعطائه نظرات قاتله لإيڤان الذي قلب عينيه قبل ان يتبعه بتذمر شديد.. في حين ان إلين اخرجت لسانها له قبل ان يخرج مما جعل الاخر يرفع اصبعه الاوسط لها تحت صدمتها.. و انتهي جدالهم الصامت بعد اغلاق الباب..

إلا ان ملامح إيڤان المتجهمه لم تزول ابدا.. بل اخذ يمشي بجانب ادريان بيدين معقوده بغضب شديد.. مما جعل أدريان يتحدث بهدوء و هو يمشي في الممر الفارغ


" تبدو منزعجا بشده.. "

" الم اخبرك بالفعل ان تغلق فمها.. انها تستمر بأزعاجي بالفعل!! إيڤا كانت على وشك تقبيلي!! "

تحدث بغضب شديد.. نبرته الحاده القاتمه كانت بالفعل تخبر ادريان انه لم يكن يمزح في السابق.. و ذلك جعله يتسائل ما الخطب مع هذا الرجل! هو بالطبع لا يمكنه فعل ذلك لأنه يريد هذا.. كما ان إلين حتى و ان كانت مزعجه فهي رفيقته التي انتظرها طوال حياته و لم يكن ليخرسها بتلك الطريقه!

قلب ادريان عينيه و اعتقد ان إيڤان سيهدئ مع مرور الوقت.. و تحدث حينها بصوت ساخر ناظرا للطريق الذي بدأ يعج بالممرضين فجأه

" لا اصدق انك تقول هذا ببساطه! على ايحال هناك شخص قد ترغب بلقائه "

صوته الساخر تحول لنبره جاده فجأه.. و تذكر سبب بحثه الرئيسي عن إيڤان.. بشكل مفاجئ، حضر شخص غير متوقع إلى قطيعه.. و هو الذي لم الذي لم يعتقد ابدا ظهور ذلك الشخص امامه قد دهش بشده.. و شعر بالغضب و العداء.. إلا انه في النهايه لم يفعل شيء سوى البحث عن إيڤان.. الذي لا يبدو مهتما حقا لشيء آخر في الوقت الحالي!

" شخص! لا اعتقد انه بقدر اهميه إيڤا!! "

" ماسيو يتواجد على ارضي.. اعتقد انك سترغب بتحدث معه "

توقف إيڤان في منتصف الطريق و نظر بعين متسعه نحو ادريان الذي توقف هو الاخر.. و لم يتوقع سماع اسم ماسيو ابدل هنا! ليس عندما كان هو العدو الاولى الذي يكرهه ادريان!..

" ماسيو.. بشحمه و لحمه؟ "

تحدث بعدم تصديق و ارتفع حاجبيه بحيره.. هل كان ماسيو حقا؟! ولكن ما الذي سيجعله يأتي إلى هنا من دون قتال!؟ هل يتطلع للموت على يد ادريان؟.. مع ذلك، إيڤان لم يكن ليسمح لأحدهم بلمس ماسيو!.. مع انه لم يعرف بعد كيف يفترض ان يواجه صديقه.. إلا ان لمس ماسيو بمثابه اعلان حرب عليه ايضا!..

لم يكن ليسمح لأحدهم بوضع اصبح واحد على صديقه الذي لطالما تمني عودته إلى جانبه في الماضي.. حتى ان كان ادريان هو العدو هنا لم يمانع الهجوم ابدا.. إلا ان ادريان كان هادئ على غير العاده.. بل اضاف بنبره غير مباليه و هو يطالع الاخر

" مع اعضائه و عظامه ايضا.. انه يتواجد في منزلي الان"

لقد ادخله بشكل سري لمنزله حتى لا ينتبه البرج السحري له و اضطر لأخذ إلين لإيڤا حين اعتقد انه قد يلتقي ملك الوحوش.. و ربما الملكين الذين يعرفان بعضهما يستطيعان التعامل بشكل جيد معا.. بالضافه لذلك.. اراد ادريان وجود ملك اخر حوله حتى لا يهجم على ماسيو و يقتله.. و اعتقد ان إيڤان هو الحل الوحيد

" ولماذا انت لست غاصبا؟ "

سأل إيڤان فجأه و شعر بالحيره عند رؤيه الرجل الهادئ الذي سيلتقي اخيرا بالقاتل الذي قتل بعضا من رجاله و ارهق شعبه و العالم هادئ من دون احداث فوضي في المكان.. بل هو حتى اخذه لمنزله الخاص من دوم تذمر ابدا!

" كنت على على وشك قتله! ولكن هناك امرأه من قطيع تابع لي معه.. لقد قالت ان هناك شيء مهما يجب مناقشته يتعلق بسلامه القطيع "

تحدث بجمود و اكمل المشي نحو الخارج في حين ان إيڤان تبعه بصمت شديد و لم يسأل المزيد.. و بدلا من ذلك، تسائل كيف يفترض ان يواجه ماسيو الان؟!.. ماسيو الذي ظهر بشكل مفاجئ امامه جعله اعصابه تتوتر.. و تسائل ان كان سيغضب عند رؤيته مجددا بعد مده! ام ربما سيضربه لأخفاء الحقيقه!.. لم يكن ليعرف ذلك.. إلا عند رؤيته لصديقه الاحمق الذي قدم الى هنا وحده من دون حمايه!

يتبع..

Continue Reading

You'll Also Like

412K 24.8K 37
Highest ranking #1 رفيق #2الفا عندما تبلغ الثامنه عشر من عمرك ، من المفترض ان تجد رفيقكَ الأبدي ، والمقدر لك هذا ان كنتَ من المستذئبين ، ولكن ما الذ...
597K 48.3K 63
-Romance حلمي... ماهو حلمي...؟ أهو العيش بسلام..؟ كيف سأتمكن من فعل ذلك وأنا جعلت من أسوء الوحوش ألد اعدائي؟ "لما قمتِ بفتح أبواب الجحيم على نفسك...
1.9M 40.8K 45
_مينفعش تنامي معها يا حبيبي علشان هو راجل وانتي بت وعد ببراء: مش انا هبقا مراته لما اكبر يبقا عادي ضحك وشالها: خلاص خليه يا مرات عمي وبعدين دا اخر يل...
95K 6.8K 16
أخشى بأنه ستقوم حرباً ظروس ستؤدي بكبريائكِ الذي تعتزين به طريحاً