My Pet Wolf ذئبي الأليف

By _Azlen_

720K 31.2K 3.1K

ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة... More

01
02
03
04
05
06
07
08
09
10
11
12
13
14
15
16
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43 والأخير
النهاية
رواية جديدة

17

24.1K 859 138
By _Azlen_

-"ماذا تفعلين هنا سارة، أحصل شيء ما لكِ؟".

-"لا شيء... لا شيء على الإطلاق".

استدرتُ بهدوء ومشيت بعيداً عنه تاركةً إياه ينظر لي باستغراب.

أتعرفون طنين الأذن الذي يتبع سماعك لصوت انفجار أو طلقة رصاص؟... هذا ما كنت أسمعه طول طريق عودتي لغرفة النوم. أغلقتُ باب الغرفة وجلست على الأرض أستند على السرير بظهري، لم ترمش عيني ولا مرة منذ رأيت ذاك المشهد. لم أكن أفكر في شيء، لم أفكر في أي شيء على الإطلاق، كل ما كان يدور في ذهني هو خروج تلك المرأة من الغرفة بعد خلوتها مع رفيقي... رفيقي الذي سألني إن حدث شيء لي.

وككل مرة أتلقى ألماً نفسياً يفوق قدرتي على التحمل... أكبته داخلي وأمنعه من الخروج للسطح، أمنع نفسي من التفكير فيه طمعاً في اختفائه. بقيتُ على ذلك الحال ساعات كثيرة لا أعرف عددها، لكني متأكدة أنني تأخرت على موعد العشاء بكثير، فُتح الباب لتدخل منه كومة ثياب تتقدم نحو السرير، فعرفت من كان وراءها فوراً.

وضعت ليلي الثياب فوق السرير وتنهدت بارتياح تميل بظهرها للوراء لتحرير تشنجاتها، ما إن رأتني حتى استقامت في وقفتها:

-"آسفة جلالتك، ظننت الغرفة فارغة... سيدتي، هل أنتِ بخير؟".

كانت خيبة أملي واضحة لهذه الدرجة... مجددا.

-"ليلي، منذ متى وأنتِ تعملين هنا؟".

مازلتُ أجلس على الأرض وأنظر للفراغ، انحنت إلى مستواي تتفحصني وتجيب في نفس الوقت:

-"منذ أربعة سنين تقريبا، هل أخاطر الطبيب لفحصكِ سيدتي؟، أنتِ لا تبدين بخير على الإطلاق".

أربعة سنين... أربعة سنين كافية ليعرف أي شخص كيف تجري الأمور في هذا المكان، إنها فرصتي لفهم ما يحدث لذا ركلتُ آلامي جانبا واستعملتُ عقلي:

-"دعكِ مني الآن لا أحتاج لأي طبيب، إذاً أربعة سنين؟".

-"أجل".

-"أتذكرين الشقراء التي كانت تتنمر عليكِ؟، ماذا تعرفين عنها".

أحتاج أن أعرف كيف يقوم الألفا بخيانة رفيقته على العلن في بيت القطيع ويضع حراس ليحرسوا غرفته.

-"أنجيلا، إنها هنا منذ سنتين أو ثلاث سنوات وعمرها ثمانية وعشرون سنة، يمكنكِ استنتاج شخصيتها من المرات القليلة التي التقيتِ فيها بها".

بالطبع، متكبرة مستبدة سادية، لا تستطيع التحدث بصوت خافت.

-"وماذا تفعل هنا في بيت القطيع، أقصد... ما عملها".

-"إنها من مميزات".

-"أشرحي أكثر ليلي، ألا ترينني أجهل ما يحصل هنا".

-"إنها المحظية المميزة للألفا".

كادت عيناي تخرج من محاجرهما:

-"م .... محظيات؟".

هذا يفسر كل شيء، هزت رأسها بالإيجاب بطريقة عرضية جداً كأنها تطلب فنجان قهوة قليل السكر.

-"محظيات؟، وهي أفضلهم عند الألفا؟".

-"أجل، رغم أن الكثير من أصحاب المال لهم أكثر من مميزة إلا أن الألفا الملكي له واحدة فقط، أما المحظيات فهن كثيرات ويعشن جميعا في الطابق الثاني... طابق المحظيات".

طابق بأكمله مليء بالعاهرات اللاتي ينتظرن كل ليلة لينكون لينام مع إحداهن، أنا لا أتعامل مع واحدة أو اثنين هنا، والأمر الأكبر من كل ذلك... هو يعرف ويريد هذا.

كسر تفكيري صوت فتح الباب ليظهر ضيف الشرف، ما إن دخل لينكون حتى استقامت ليلي تنحني له وتخرج مسرعة من الغرفة تاركة إياي وراءها مع ذاك الخائن.

لم يعرها أي لعنة، ضمّ يديه إلى صدره واتكأ على الحائط يقابلني، مرّت فترة من الوقت في صمت قبل أن يكسره قائلاً:

-"لا تبدين بخير".

-"أنا في أحسن أحوالي نظراً للظروف المحيطة بي".

-"ولم تنزلي للعشاء أيضاً".

-"ربما لأنني لا أريد ذلك".

-"ما رأيك أن نختصر الطريق على أنفسنا وتقولي لي ما الذي يزعجك لهذا الحد".

استدرتُ له أخيراً أنظر له بشرّ وبدأ صوتي يرتفع تدريجياً وأنا أجيبه بنفس طريقته:

-"ما رأيك أن تكف عن حشر نفسك في كل شيء يخصني".

-"لن أفعل، من حقي أن أعرف ما ينقصك فأنا رفيقك".

أجبته بتفاجئ واستهزاء بينما أقف من مكاني:

-"رفيقي؟! ههه، أتمزح؟".

تقدمت منه حتى لم يتبقى سوى خطوة واحدة كمسافة بيننا:

-"حسناً رفيقي، سأحشر نفسي في ما يخصك أيضاً... تملك عاهرات لينكون؟، أأصبحتُ مثيرة للملل حتى قررت مضاجعة العاهرات كنوع من التسلية؟ لما لم تخبرني بشأنهن ها؟".

-"أنا لم أضاجعها سارة، كنت هناك أحاول الابتعاد عنكِ قدر الإمكان وهي من ظنّت أنني هناك من أجلها، ولا تكذبي فأنا أخبرتك أن كل ألفا يملك محضيات و...".

قاطعته قائلة:

-"توقف توقف، توقف... أعد ما قلته، أقلتَ أنك تحاول الابتعاد عني؟".

-"أجل".

تصنعتُ الهدوء كي أفهم كل شيء بالتفصيل وقلت:

-"و لمَ ذلك؟".

-"رأيتكِ تأخذين فوطة صحية للحمام فابتعدتُ عنكِ كي لا تزيد شهوتي لكِ دون فعل شيء".

-"ولهذا قررت إفراغها في عاهرة؟".

بدأ يصرخ:

-"لم ألمسها".

صرخت أعانده:

-"ولما كانت مملوءة بالكدمات والخدوش إذاً؟، أكنت تعلمها أساسيات الدفاع عن النفس؟، وأيضا أعلم أنها المفضلة لديك فلا تراوغ".

-"أنا لا أراوغ".

زفر بعنف ثم مسح وجهه بكفه وتابع:

-"سارة... فلنجلس بهدوء ونتحدث، أنا لم أنم مع أي محظية منذ التقيتك، كنت أنام جواركِ كل يوم ألا تذكرين؟".

درتُ على نفسي أتنفس بعنف أرمي شعري للوراء بكلتا يداي، وجدته يجلس على السرير ويدعوني للجلوس أمامه فتحركت وجلست على الأرض أستند على الجدار وأقابله، لا شيء آخر لأفعله.

أنزل رأسه بقلة حيلة وأطلق ضحكة قصيرة ثم قال:

" بالطبع ستعاندين، المهم... ما رأيك أن تسألي بهدوء وأنا سأجيبك بهدوء أيضا، أي نتناقش كراشدين ".

-"لماذا لم تخبرني أنك تملك عاهرات ".

قال ليصحح حديثي:

-"بل محظيات ".

قلت بحدة أقاطعه:

" نفس الشيء بالنسبة لي... لا يهم لماذا لم تخبرني بشأنهن؟".

رفع حاجبيه يقول بهدوء:

-"لقد أخبرتك، كنا في غرفة المعيشة ندرس كتاب نظام الحكم عند المستذئبين وأخبرتك أن لكل ألفا وبيتا وغاما وأيضا أي أحد من المسؤولين لهم الحق في امتلاك محظيات".

دعكت جبهتي بقوة بباطن يدي أحاول كتم بكائي وإظهار ضعفي ثم قلت وأنا أضم قدماي إلى يداي

-"درسنا نظام الحكم وتاريخ المذؤوبين معاً لينكون، عندما قلتَ ذلك ظننتك تتحدث عن حقبة زمنية بعيدة، لم تقل على وجه التحديد أنك تملكهن".

قال يدافع عن نفسه:

-"فكرتُ أنكِ استنتجتِ ذلك".

-"اه لينكون، أنت تقودني للجنون. كيف يمكنني استنتاج ذلك، أنا لم أسمع كلمة محظية من قبل إلا في المسلسلات التاريخية، لا علينا. أعلم أن انجيلا تكون إحدى المميزات فكيف تكون واحدة وأنت لم تلمسها".

اعتدل في جلسته يشبك أصابعه ببعضها فبدا الأمر كأننا في جلسة تحقيق:

-"أولا أنا لم أقل أني لم ألمس أي محظية من قبل بل قلت أنني لم ألمسهن بعد أن وجدتك، ثانياً لستُ أنا من يعيّن المميزات، الخدم يرون من تدخل غرفتي فالطابق الثاني كثيراً ويعيّنوها دون مشورتي لأنني ببساطة لا أهتم وأخيراً لا أعلم من تكون أنجيلا".

فتحت عيناي على اتساعهما، هو لا يعرف اسمها أصلا، تم رفعها لمرتبة المميزات لكثرة نومه معها في حين أنه لم يتحدث إليها يوما. لا أعرف كيف فكرتُ في ذلك لكن لوهلة بدى لي الأمر جيداً ولستُ غبية لأقول له عن اسمها وأعرّفه بها .

-"كيف أتأكد أنك لم تلمس الشقراء التي خرجت من غرفة التي تستخدمها لمضاجعة العاهرات".

قال بحاجبين مرفوعين:

-"ألا تصدقينني؟".

رفعت حاجباي بوجه جامد لأجيب:

-"لا".

كانت تعابير وجهي المرتخية كفيلة بإيصال كم أنا لا أصدقه لكنني وضّحت موقفي بالآتي:

-"خرجت فتاة من الغرفة بصدر مكشوف وكدمات بمختلف الألوان وخدوش كثيرة، ثم خرجتَ منها أنت بشعر مبلل".

-"تلك الخدوش لم أكن أنا من تسبب... اه".

كان يتحدث باقتضاب ثم توقف فجأة وبدا كمن تم طعنه بسكين، أغمض عيناه في ألم فترة، انتفضت أقترب منه أحاول معرفة ما يجري له، تباً... هل يجب أن أطلب الطبيبة؟، كنت سأترجم أفكاري على شكل جُملة وأسأله إن كان بخير أو يحتاج طبيبا لكنه فاجأني بفتح عينيه.

ككل مرة يأخذ فيها ثيو السيطرة، توهجت عيناه باصفرار غريب وتوسع بؤبؤ عينه بشكل رهيب جعل قلبي يهتز هيبة ورعبا، هدأ قلبي تدريجياً حين رأيتُ لمعة الحب في عينيه.

-"مرحباً يا من لا يتنفس ثيو إلا قربها، يا من تملك عينان تجعل الناظر لهما يسكر حباً".

لست في مزاج لهذا... أبدا، تغيرت نظرته من عاشق إلى نظرة جدية وأكمل:

-"أقسم لكِ بأعزّ ما أملك أنني لم ألمس غيرك منذ أن التقت عيناي بك، أما بالنسبة للخدوش فأنا من تسبب بها لأنها أرادت فرض نفسها عليّ رغم أني طردتها ولهذا ضربتها وكنت سأقتلها لو لم أسمع صوتكِ المهدّئ لأعصابي".

أعلم أن ثيو يعشقني ولا يُقدم على فعل أي شيء يضرّني أو يؤذيني، لكنه يملك نفس جسد لينكون ونفس وجهه وهذا لا يساعد بتاتاً.

-"إذا لمَ تركت لينكون يمتلك محظيات، ألستم في نفس الجسد؟، خيانته لي تعني خيانتك لي أيضا".

هجم عليّ يقول بتفاجؤ ليدافع عن نفسه:

-"لا توجهي لي اتهاماً كهذا حبيبتي فأنا أفضّل الموت على التفكير في غيرك".

أنزل وجهه بأسف وأكمل:

-"الحقيقة هو لم يشتري أيا منهن بل تم إهداؤهم لنا حين تم تنصيبنا كألفا ملكي، ورغم أني لم أكن أحبذ نومه مع أخريات غيركِ إلا أنكِ لم تكوني موجودة لكي أقنعه بك لذا تركته يفعل ما يريد شرط أن يتوقف عن كل ذلك حين نلتقي، وفعل ذلك حقاً. هو لم يطلبها ورفضها لكنها عاندت فلم أستطع التحكم في غضبي وفعلتُ ما فعلت، أنا لستُ فخوراً بضرب أنثى لكني لم أندم على ذلك في نفس الوقت".

حقاً؟... وماذا تسمي ضربك لي حين علمت أنني امتلكت حبيباً قبلك؟، رفعتُ حاجباي له وكنت سأقول هذه الجملة لكني غيرتُ رأيي في آخر لحظة.

رفع رأسه لي بأمل يدرس ردة فعلي في تعابير وجهي والتي كانت جامدة كالحجر عكس ما يحدث في داخلي فقال محاولا إصلاح الوضع وهو يكوّب وجهي بيداه يقربني له:

-"يا روح ثيو، أعلم أنكِ تشعرين بالغيرة فأنا أملك منها الكثير، أنتِ تفكرين في أني أملك الكثير من الخيارات لكني أقسم لكِ أنّ من كلهن لا أريد إلاكِ".

-"إذا اطرد العاهرات، قم بإرسالهم لشخص ما كما تم إهداؤهن لك أو افعل أي شيء".

كان يحاول قول شيء بعدها عن أنه سيفعل كل ما يستطيع فعله لمنع شيء ما لكن لينكون أخذ السيطرة مجدداً وهو يبدو غاضباً، لم أترك الوقت له لقول أي شيء وأنا أقف من مكاني ألقي له قنبلة من الغضب والصراخ:

-"كنتُ أبكي لأيام أفكر أني حطمتُ قلبك واستغليتك لتضع ثقتك بي لأهرب، أمضيتُ ساعات أفكر فيما كنت تفعل وإن كنت تفكر بي كما أفعل أنا. حين رجعت ورأيتُ ألمك ظاهر على محياك أنّبني ضميري أكثر وأكثر. يا للهراء، لو علم ضميري أنك كنت تبكي فراقي في أحضان عاهراتك لطلب الصفح مني. كدت أودٌع الحياة تحت يدك حين علمت أنني أمتلك حبيبا سابقا في حين أنك تمتلك تشكيلة كاملةً من العاهرات... يا لك من منافق".

رغم هدوءه أثناء صراخي إلا أنه كان ساكنا، شعيراتٌ حمراء تملأ بياض عيناه وفكه المتصلب يؤكدان أنه في حالة غضب لكنه ما يزال صابرا. أعلم أنّ ما سأقوله سيكون القشة التي تكسر ظهر البعير لكني لا أهتم، لم أعد أهتم بعد الآن. ضربت كتفاه أحاول دفعه وكان يستجيب في كل دفعة بخطوة للوراء لكنه بقي ساكنا:

-"قل لي حبيبي... ها؟، أيٌّ منهن بكيت لفراقي في أحضانها؟... أهي تلك الشقراء اللعينة أخبرني؟، أشكوتني إليها قائلا أنني ظلمتك؟".

-"أفهم عدم ثقتكِ بي لكن ماذا عن ثيو؟، لقد أخبرناكِ أننا لم نلمس أي امرأة غيرك منذ أن عرفناكِ فلمَ تعاندين؟".

مسحت وجهي أجلس على طرف السرير بإرهاق وأقول بنبرة منخفضة ترجمت تعبي:

-"لينكون، مللتُ حقاً محاولة إفهامك أنك امتلاكك لعاهرات حتى دون لمسهم تعد خيانة لي".

رفع صوته قليلاً ليقول:

-"لكنها لا تعد كذلك، كل مستذئبة تعرف هذا...".

رفعت صوتي أكثر:

-"لكنني لست مستذئبة... أنا لستُ مستذئبة لينكون، أنا لا أفكر مثل نسائكم... يوجد ملايين الرجال في العالم لكني اخترت واحداً".

هدأت ملامحي وكذلك فعل صوتي لأقول بهدوء:

-"ومن حقي أن يكون ذلك الواحد لي وحدي، لا أستطيع البقاء معك وأنا أعلم أن هناك من تحتل بعدي أحضانك".

احتل الجمود معالم وجهه ليستقيم في وقفته ويتقدّم مني ببطء:

-"يؤسفني القول يا رفيقتي أنكِ مجبورة على البقاء معي... أتذكرين شروطكِ عند الجسر... أتذكرين شرطي الوحيد؟، لقد طلبتُ منكِ عدم التخلي عني مهما حدث... مهما حدث أتفهمين؟، وأنتِ بكل بساطة... وافقتِ على ذلك".

مرّت فترة من الصمت الذي كنتُ أحاول فيه استيعاب الموقف الذي وضعتُ نفسي فيه، كانت معالم وجهي توحي بالدهشة بينما معالمه تقطر بالاستخفاف والنصر، كاد قلبي يتمزق حزناً على نفسي وكنت أود البكاء كثيراً لكن ليس أمامه... لن يحدث ذلك بعد الآن.

في صباح الغد كنت أتوجه نحو مكتب لينكون ثم توقفتُ فجأة أمام باب علّق عليه لافتة مكتوب فيها مكتب اللونا، بقيت أحدقُ فيه فترة من الزمن ثم أكملت طريقي لكن للخارج، وقفت أمام الحراس لأطلب من أحدهم تحويل مكتبي الموجود في غرفة مكتب الألفا الملكي لغرفة مكتب اللونا لكنه قال أنه لن يحرّك شيئا من مكتب الألفا دون علمه. بعد فترة من الزمن أتى نفس الرجل وقال أن الألفا وافق على ذلك، رفض تحويل مكتبي من قبل كثيراً متعللاً أنه لم يشبع من رؤيتي، أضنه شبع وارتوى الآن .

كنت في مكتبي بعد ساعات من تحويله أدرس مشاكل جمعية نسائية أحاول تشتيت تفكيري في أي شيء غير الطابق الثاني وما يوجد فيه، دقّ الباب فأذنتُ فوراً للطارق بالدخول كون مساعدتي هي الوحيدة التي تزورني لكنني تفاجأت بتقدّم أوكتيفيا بكل وقار وهيبة وعزة نفس... تبا لجمالها وأناقتها. جرّت الكرسيّ المقابل لمكتبي للوراء وجلست بطريقة أنثوية عملية أتبعتها بشبك أصابع يديها ببعض فوق رجليها.

حدّقت بي في صمت وجمود فبادلتها بالمثل حتى نطقت:

-"كنتُ عند أخي قبل أن آتي إلى هنا وقد عاد لنفس المزاج الذي كان به أيام غيابك، وبالنظر إلى تفرّق مكاتبكم يمكن لأي أحد الاستنتاج أنكِ السبب. ما سبب شجاركم هذه المرة؟".

تقدمتُ بجذعي العلويّ أقول بحب وحزن مصطنع:

-"آسفة أختي أوكتيفيا... لكنني أنفذ طلبكِ الذي طلبته مني منذ شهور، لن أقحمكِ في أموري الشخصية".

رفعتُ أصابعي الوسطى والسبابة من كل يد أضمهم وأعاود فتحهم في آخر كلمتين من أجل تحديدهما، تحولت ملامح أوكتيفيا من الجمود للغضب ثم خرجت من المكتب تكاد تثقب الأرض بكعبها العالي، من السهل جداً إغضابها.

دعكتُ محاجر عيناي بتعب بعد أن خرجت وأنا أفكر فيما حصل بيني وبين ذاك الخائن ليلة البارحة...

-"يؤسفني القول يا رفيقتي أنكِ مجبورة على البقاء معي... أتذكرين شروطكِ عند الجسر؟... أتذكرين شرطي الوحيد؟، لقد طلبتُ منكِ عدم التخلي عني مهما حدث... مهما حدث أتفهمين؟، وأنتِ بكل بساطة... وافقتِ على ذلك".

-"حسناً إذا، سأبقى ... لكن لا تحلم أن يبقى كل شيء كما كان، لن أتحدث معك ولن ننام في نفس الغرفة حتى تطرد كل عاهرة موجودة في المكان".

تقدم بشكل مفاجئ و دفعني لأستلقي على السرير ليعتليني ويمسك فكي بقوة:

-"لم يسبق لأحد أن تجرأ وألقى الأوامر عليّ، أرى أنني أفسدتك بدلالي وصبري عنك. لكن لا بأس، يوجد حل لكل شيء... لا أرى أفضل من العاهرات نفسهن لكسر عنادكِ وغروركِ. أتعلمين ما كان يحاول ثيو قوله قبل استرجاعي للسيطرة؟، كان سيقول أنه لن ينفكّ عن الصراخ داخل رأسي حتى أطردهن وكنت سأفعل حقاً فأنا لستُ بحاجة لهن بعدك لكن الآن... الآن سأبقيهن تحت عينكِ حتى تتعلمي أن الأوامر لم تخلق لتوجّه إليّ".

أطلق سراح فكي أخيراً ووقف من فوقي ثم قال بهدوء عكس ما كان يقول قبلاً:

-"أما بالنسبة للغرفة فهذه غرفتي ولا يحق لكِ طردي منها، وللأسف لا يوجد غرفة لكِ لذا فأنتِ لا تملكين حلاً غير النوم معي رفيقتي".

-"أنتَ تملك غرفة أخرى في الطابق الثاني، هيا... أنتَ أكثر من يعلم أنني حين لا أريد النوم معك بإرادتي فأنا أفضّل التجمد من البرد في أرضية الحديقة على أن أفعل".

-"نظر لي بشر وقد تصلّب فكّه لينطق أخيراً بكلمة كأنه كان يحارب لحبسها داخله بعدما أدرك في قرارة نفسه أنني محقة وسأفعلها إن أردت:

-"حسناً".

دخل للخزانة يخرج بعض الثياب ثم رجع وألقى بعض الكلمات التي أخرجت كل المشاعر التي حاولت كتمها منذ رؤيته مع تلك الشقراء:

-"لكني أحتاج من تتوسط أحضاني فقد اعتدت على ذلك، سأطلب من مميزتي النوم بجانبي، أنا أعلم أنها ستكون أكثر من مرحّبة بذلك".

...

لم أعد أستطيع كبت دموعي أكثر فخرجت رغما عني في صمت، أكملتُ أوراق الجمعيات النسائية وكتبتُ التقرير الأسبوعي للألفا ثم طلبت من روز مساعدتي أخذهم له لتعود لي برسالة قالت أنها عاجلة، فتحتُ الرسالة لأجد أنها رسالة لحضور اجتماع عاجل بعد عشرون دقيقة. سارعتُ للاجتماع لأجد لينكون يترأس الطاولة كالعادة وأمامه أوكتيفيا وألبرت متقابلان وجايكوب بجانب ألبرت فجلست على المعقد المقابل له، مرّ الوقت في صمت قاتل غير محبب بالمرّة، دخل أربع ألفا قطعان يتبعهم عدد من المستشارين في الموعد المحدد ليبدأ الاجتماع الذي افتتحه أحد المستشارين موجها كلامه للينكون:

-"ما سبب الاجتماع العاجل جلالتك؟".

-"وصلني خبر أن الروجز قد تعاونوا مع مجموعة سحرة ونجحوا في فك تعويذتي حماية من الحاجز السحري للنهر".

____«___{^_^}___»____

Continue Reading

You'll Also Like

5.7K 336 15
" لقد أبعدونى عن المدينه خوفاً على من الحرب لكنهم لم يعلموا أنى سأواجه ما هو أصعب بكثير" "لا تحاول لكى لاتتأذي يافتاة فما تبحثي عنه سيوقعك بالمشاكل...
33K 2.4K 6
تشايكا، الطالبة المجتهدة التي تعشق الكتب، تقضي أوقاتها في المكتبة حيث تعمل كمسؤولة وتعيش تحت وطأة سخرية زملائها الذين يطلقون عليها لقب "عثة الكتب"، ك...
252K 20.6K 21
لا تعلموا أطفالكم ألا يلعبوا بالنار فهناك لعبة أخطر منها. السحر... لا تلعب بالسحر. 07/06/2022
56.8K 2.4K 26
عندما يتحول شعور الكره والبغض الذي كنت تحمله بقلبك اتجاه شخص معين إلى حب عظيم وتضحية لنفس الشخص الذي كنت تكرهه يصبح الامر مثل المعجزة صعب التصديق