مملكة أفابيل

الأطفال

_غيث، لا أ. أستطيع التحمل

ألتقط القنينة و جعلها تتجرع القليل، فسرعان ما هدأت، أخذها سريعًا ل {نادر}، طرق باب منزله، ففتح {نادر} بتعجب و كاد أن يصيح بالطارق ظنًا منه أنه أحد الهسوديم، لكنه تعجب من وجود {غيث}، فسأل بقلق :
_سمو الأميرة ب...

صمت عندما رأى الشعاع الخارج من مرفق {حور}، فقال بلهفة :
_هيا سريعًا للداخل

دلف الأثنان و أغلق {نادر} الباب و الستائر و أشعل نارًا و ثبتها في الحائط، بدأ بتفحص مرفق {حور} بحذر، ثم قال بدهشة :
_مستحيل!

نظر {غيث} له و قال بتعجب :
_ما هو بضبط؟

أبتسم {نادر} بفرحة عارمة و قال :
_تعلم الماسة ذات الشكل السداسي، صحيح؟

هز {غيث} رأسه إيجابًا ،فأكمل {نادر} :
_لقد تحطمت بشكل مجهول و فقد الجميع قواه ، لكن كان هناك البعض متيقن أنها مازالت موجودة، و هم من كانت قواهم ما تزال موجودة، و بالفعل الماسة موجودة

نظر له {غيث} بأنتباه و قال :
_أين إذًا ؟

أشار {نادر} لمرفق {حور} و قال :
_إنها هنا

توسعت عيني {غيث} و نظر ل {حور} التى لم تفقه شيئًا مما يحدث، و لكن سرعان ما أعاد بصره ل {نادر} و قال :
_لكن كيف؟
_سمو الأميرة من نسل الأمير إلياس، و عندما وُلدت الأميرة حور، كان والدي من قام بعملية التوليد، و علم بوجود قطعة من الماسة بداخل مرفقها، لكن سمو الأمير إلياس أمر بالتكتم على الخبر، من أجل سلامة الأميرة، حتى لا يتم أغتيالها، لكن..

صمت فجأة ، و أكمل بحزن :
_لا يمكننا الإفصاح عن ذلك، جواسيس الهسوديم في كل مكان، و إذا علم أحدهم الأمر..

صمت سريعًا و بدت على وجهه علامات الألم، ففهم {غيث} الأمر ،فحاول تغير محور الحديث و سأل :
_كيف يمكن إخفاء الشعاع النابع من مرفق الأميرة؟

نهض {نادر} و جلب قنينة صغيرة و أعطاها ل {غيث} و هو يقول :
_ستتجرع هذا الشراب، سيجعل الجرح يلتئم و سيغلق فتحتة الماسة

شكر {غيث} {نادر} و أنصرف، بينما أستند {نادر} على الحائط و هو يقول :
_الأميرة هي أملنا الوحيد

ثم أبتسم عندما سمع صوت صهيل {بحر} الخافت..

                                     ~~~

أغلق {غيث} باب المنزل، و نظر ل {حور} التى مسدت على {ريكو} الذي تحول لقط صغير، أبتسمت و قالت :
_أنا بخير، أذهب أنت

قفز {ريكو} من فوقها و جذب حقيبة من أسفل فراشها، فتسائل {غيث} :
_من أين أتى بتلك الحقيبة؟

أجابته بتعجب من تصرف {ريكو} :
_لقد خبئت ريكو بها عندما طُلب مني الذهاب للجناح الملكي الخاص بأميرة الهسوديم

لمح {غيث} العلامة التى كانت فوق الحقيبة، فجذب الحقيبة و هتف :
_إنها حقيبة الأميرة رحيق!

ثم نظر داخلها و أخرج كتابًا قديمًا، جلس جار {حور} و قال :
_أنه كتاب تعريف النسل الملكي
_غيث وضح حديثك
_الكتاب يوضح أصول أمراء مملكة أفابيل يا حور ، أي أن به تفاصيل إنشاء المملكة، و بتالي به تفاصيل عن الماسة ذات الشكل السداسي!

أخذت {حور} الكتاب و بدأت تقرأ ،فقال {غيث} :
_حور ، تحتاجين لراحة، أتركي ما بيدك و ل..

صمت عندما رأى أنها لم تستمع إليه، فتمتم بقلة حيلة :
_عنيدة

                                    ~~~

أستيقظ الأمير {كرم} من سباته بعد شروق الشمس، و كالعادة لم يجد زوجته جاره، نظر حوله، لكن لم يكن لها أثر، نهض و خرج للشرفة لكنها لم تكن موجودة، قرر الخروج و البحث عنها في القصر، فبدل ملابسه، و خرج من جناحه، قابل أحدى وصيفات الأميرة {خلود}، فأوقفها و سألها :
_أين هي الأميرة خلود؟

أخبرته أنها بالحديقة، شكرها فأنصرفت، هبط الدرج و وجد أطفاله يلعبون على مائدة الطعام، لكنهم أعتدلوا عندما لمحوه، كبت ضحكة كادت أن تتمرد و تخرج و قال :
_صباح الخير أنس، إلين، كنان

رد الجميع :
_صباح الخير

نظر {كرم} لأكبر أطفاله "أنس" و قال :
_لديك اليوم درس الرماية

ثم نظر لطفله الصغير "كنان" و أكمل :
_لديك درس ركوب الخيل

ثم نظر لطفلته المدللة "إلين" و أكمل :
_أما أنتِ، فلديكِ درس في أصول تناول الطعام

ثم أنصرف بعدما قبلهم، فنظرت {إلين} لشقيقاها و قالت :
-ما رأيكم بالهروب اليوم بدلاً من نهاية الأسبوع؟

نعم عزيزي القارئ، أطفال أمير ديڤيڤ يهربون كل نهاية أسبوع من القصر، و يتجولون بين الشعب و يلعبون دون إعلام الأمير و الأميرة

أبتسم {طه} بحماس و قال :
_موافق

لكن {أنس} قال بقلق :
_لا يمكننا، ألم تسمعي أبي؟
لدى ثلاثتنا دروس

أبتسمت {إلين} بخبث و قالت :
_و من قال أننا سنهرب الأن؟

قفزت من فوق مقعدها و قالت :
_موعدنا في غرفتي بعدما ينام الجميع ، أستعملوا الدرج الخلفي للوصول

ثم أنصرفت..

                                     ~~~

_ما بالك هذه الأيام يا عزيزتي؟

قال {كرم} هذه العبارة عندما رأى {خلود} شاردة كعادتها، و للعجب ، فزعت عندما نطق زوجها تلك العبارة، رغم جلوسه لما يقارب العشر دقائق جارها، إلا أنها لم تنتبه، أعاد سؤاله مرة أخرى، فقالت و هي تضع كف يدها أسفل خدها و قالت :
_الأمر ليس...

قاطعها {كرم} عندما قال :
_الأمر له علاقة بمملكة أفابيل؟

نهضت {خلود} و قالت :
_لا أستطيع تصديق أن شعب أفابيل قد يقوم بحملات هجومية!
أنه شعب مخلص و جميل، أنه شعب يحب السلم و السلام
كيف له أن يشن هجوم يا كرم!

أنفعلت في نهاية حديثها، فقال {كرم} محاولاً تهدئتها :
_أعلم أن الأمر لا يروق لكِ، لكن ما تفسيرك إذًا لما يحدث؟

تنهدت بضيق و قالت :
_عن إذن سموك، أحتاج لراحة

ثم أنصرفت قبل أن يردف هو شئ ، أما هو، فتطلع إلى السماء، و ظلت عبارتها تتردد في عقله :
"أنه شعب مخلص و جميل، أنه شعب يحب السلم و السلام"

تنهد و قام بأستدعاء قائد الحرس و أخبره أنه بحاجة لحراس  معه للذهاب لأفابيل الليلة!

                                       ~~~

أشارت الساعة للثامنة مساءً، و كانت الأميرة الصغيرة {إلين} تتظاهر بالنوم، و عندما أنفتح باب غرفتها و سمعت صوت شقيقها {كنان} يقول :
_إلين أنه نحن

قفزت من فوق فراشها و وضعت يدها فوق خصرها و قالت بمضض :
_مالذي أخركما؟

تحدث {أنس} و هو يلهث :
_ألم تسمعي الأخبار؟

ضمت حاجبيها و قالت :
_أي أخبار؟
_سيسافر أبي و أمي لمملكة أفابيل
_أنها تلك المملكة التى تروى أمي عنها الكثير!
ألن يأخذونا معهم؟
_كلا

مطت شفتيها بغضب طفولي، لكنها سألت مجددًا :
_لكن لما تأخرتما؟

وضع {أنس} كف يده على وجهه، بينما أوضح {كنان} :
_أبي و أمي لم يناموا، و الخدم يحضرون حقائبهم للسفر، و الجميع مستيقظ، فكان من العسير أن نأتي إلى هنا دون أن يرانا أحد

سألت مرة أخرى :
_مالمشكلة في الأمر؟

ساد الصمت دقيقة، ثم صاح {أنس} :
_كنا سننكشف يا..

وضع {كنان} يده فوق فم شقيقه، و أستمع لصوت ما، ثم قال :
_أبي قادم!

نظرت له {إلين} بعدم فهم و قالت :
_و ماذا في ذلك ؟

لم يجبها أحدهما، و إنما ركضا نحو الخزانة، و قفزا داخلها، وقال {أنس} :
_تظاهري بالنوم حالاً!
و بدون أسئلة!

نفذت {إلين} الأمر، و مرت دقيقة، حتى دلف {كرم} لغرفتها ،و أبتسم بحنان عندما رأها و هي نائمة فوق فراشها، لكنه ضحك فجأة، فقلق {أنس} و {طه} من أن يكون قد تم كشفهما!

لكنهم سمعا صوت غلق الباب، ففتح الخزانة و هبطا، و سأل {كنان} :
_لما ضحك أبي؟

قفزت {إلين} من فوق فراشها و قالت :
_لا أعلم، لكن أعتقد أنه يعلم أنني مستيقظة، لكنه لم يقل شئ

تدخل {أنس} بالحديث و هو يقول :
_دعكما من أبي الأن، سنقوم بعمل الأتي

و بدأ بشرح تفاصيل الخطة..

    
                                      ~~~

كانت القافلة تسير ليلاً و {خلود} تذرف الدموع بصمت، و عندما لاحظ {كرم} ذلك ،سألها :
_ما بكِ؟

أغمضت عينينها و تنهدت ،ثم ألتفتت إليه و قالت :
_سوف أشتاق للأطفال
_أخبرتك أن تذهبي لتودعيهم
_تعلم أنني لو رأيت أحدهم لن أستطيع الذهاب من هنا
_على كل حال هم سويًا بخير
_ماذا تعني بسويًا؟
_أنهم مجتمعون بغرفة إلين
_كيف علمت؟
_لم تكن إلين نائمة من الأساس، و كان باب الخزانة مفتوحًا و أنفاسهم عالية، إلى جوار أن باب الغرفة لم يكن مغلقًا من الأساس، نسوا أنني أمير المملكة بأكملها

أبتسمت على مشاغبة أطفالها و قالت :
_الأطفال هم الأطفال، في أي مكان، و في أي زمان

هز {كرم} رأسه و أعاده للخلف و هو يتذكر دخول خادمه عليه و هو يقول :
_سمو الأمير، هناك رسول من الهسوديم يريد رؤيتك!

قالها بأنفعال واضح، و قد. حاول إخفاء نبرة الأستنكار التى أحتوت العبارة ،لكنه فوجئ بالأمير يقول :
_دعه يدلف

توسعت عيون الخادم، ثم قال بمضض :
_كما تأمر

ثم أنصرف، و مرت دقيقتان حتى دلف الرسول الهسوديمي و هو يحمل الرسالة، أعطاها للأمير الذي فضها بضيق و قرأ ما بها :
"تحيات طيبة و بعد، تستنجد بك الأميرة {صابرين} من خطر الأفابيلين، و من هجومهم عليها، رغم أنني ٱُحاول المساعدة و مد يد العون، لكنهم يرفضون، لم أحكم تلك المملكة قهرًا و غصبًا سمو الأمير، حكمتها لأنهض بها بعدما سقطت و كادت أن تختفي من الوجود، لكن أهلها لم يقدروا ذلك، و أبو أن يساعدوني بعد كل ما قدمت إليهم من مساعدة و كرم، أبو أن يعطوني دواءً يشفي الملك المبجل، أهذا هو العدل؟، أستنجد بك سيدي الأمير"

عاد من شروده على صوت {خلود} و هي تسأله :
_أحقًا تصدق تلك الرسالة يا سمو الأمير؟

نظر للخارج و همس لها :
_كلا

ألتفتت إليه بتفاجئ و رددت ما قال :
_كلا ؟

أبتسم {كرم} بسخرية و قال بصوت خافت حتى لا يسمعه الحرس من حول العربة :
_أتظنني حقًا بهذه البساطة؟
كلا يا خلود، أعلم أن كل كلمة مكتوبة في الرسالة كذب، ليس منطقيًا أن أساعد من كان يريد غزو مملكتنا!

رفعت {خلود} حاجبيها و قالت :
_ما سبب تلبيتك لتلك الزيارة إذًا ؟
_أريد أن أرى أهل أفابيل
_لِما؟
_لا أصدق أنهم قد يهجموا على مملكة ديڤيڤ في يوم من الأيام، لكن ما حدث من حملات هجومية لا يفسر سوى ذلك!

هزت رأسها و هي تتمتم :
_ولا أنا أصدق، ولا أنا..

                                    ~~~

أشرقت الشمس في يوم وصول قافلة الأمير {كرم} للقصر، توقفت في ساحة القصر، و هبط منها {كرم} و {خلود}، أستقبلتهما {صابرين} و هي تقول :
_أهلاً بكما في قصري المتواضع

أحنقت كلمة "قصري" {خلود}، و أمسكت لسانها حتى لا تصيح بها، بينما أجاب {كرم} بهدوء :
_أهلاً بك
_تفضلا

دلف الجميع للقصر، و نظرت {صابرين} لأحد الخدم و قالت :
_أصطحب سمو الأمير و الأميرة للجناح الخاص بهما

أنحنى الخادم و أرشدهما للجناح الخاص بهما، كان متوترًا، مما أثار ريبة {كرم} ،لكنه لم يعلق، و عندما أنصرف الخادم، نظر {كرم} ل {خلود} و قال :
_ألا تعتقدين أن ذلك الخادم كان متوترًا؟

أجابته {خلود} :
_بلى، جميع الخدم كذلك، يبدو أنهم يخفون شيئًا

نظر {كرم} لباب الجناح و قال :
_متأكد من هذا

                                     ~~~

قبل ذلك الحدث بأيام، كانت {حور} تتحدث مع {فاطمة} التى أنفعلت و نهضت و هي تقول :
_كلا!
لن أسمح لكِ بفعل ما يدور بعقلك!

هدأتها {حور} و هي تقول :
_أهدئي يا فاطمة و اسمعيني
_أسمع ماذا!
أنتِ تلقين بنفسك في نار ملتهبة يا حور!

دلف {غيث} على أرتفاع صوتيهما و قال :
_مالأمر ؟ لقد قطعت التدريب بسبب أرتفاع صوتكما!

أدركت {فاطمة} للتو علو صوتها، فتداركت نفسها، و قالت :
_أخبريه بما قولته لي!

نظرت {حور} ل {غيث} و قالت و كأن ما تقوله هو مجرد قول بريئ و ليست كارثة :
_تعلم أن القصر هو موقع وجود صابرين، صحيح؟

أجابها بتعجب و ترقب :
_بالطبع، من لا يعلم ذلك؟
_كل ما أريده هو العودة للقصر و..

قاطعها بستنكار و قال :
_العودة ؟
حور أنتِ جادة؟
لقد تدهورت حالتي أنا و فاطمة بعد أختفاءك!
ثم من سيلقي بالأوامر لأهل القرية؟
_هلا سمعتما ما أريد قوله!

صمت الأثنان على مضض، فأكملت :
_أولاً سأكون بأمان، و سيحرصون على حمايتي أكثر مني، حتى يثبتو صدق نيتهم أتجاهي، ثانيًا، نحتاج المزيد من المعلومات حتى نضع خطة محكمة لإنقاذ المملكة!
ثالثًا و الأهم ،لقد مر شهر بالفعل على تدريب شباب القرية، لذلك ستقترب مهمتهم عما قريب، فيجب معرفة نقاط الضعف و القوى

صمتت، فأشاح الأثنان وجههما عنها، فأبتسمت بقلة حيلة و قالت :
_سأكون بمأمن

نظر لها {غيث} بطرف عينه و قال بضيق :
_سأتي كل ليلة للٱطمئنان عليكِ، إن تأخرتي سأقوم بخطفك، فعلتها مرة و سأفعلها مرة أخرى

هزت {حور} رأسها و نهضت و هي تقول :
_فاطمة، هلا جئتِ معي؟

نظرت {فاطمة} لها بتعجب، بينما أنصرف {غيث} ،دلفت {حور} لغرفة ما و أخرجت حقيبتها التى أخذتهها من القصر و قالت :
_ما هذه العلامة؟

نظرت {فاطمة} لها، و توسعت عينيها و هي تقول :
_أ. أ. أنها ملك للأميرة رحيق!
_أعلم، لكن ما سر هذه العلامة؟
_أنظري، عندما وُلدتِ أنتِ، ظهرت تلك العلامة على ظهر يد الأميرة رحيق و أنت أيضًا ، كانت تربطكِ بها، و تشع نورًا عندما كنتِ قريبة منها

نظرت {حور} للعلامة و تمتمت :
_تربطني بها...

نفضت أفكارها و قالت :
_سأستعد للذهاب الأن

نظرت لها {فاطمة} بقلق و تمتمت :
_عنيدة كالعادة

                                     ~~~

دعونا نعود لأطفالنا الصغار، لقد مر أسبوع على غياب الأم و الأب، و يعني هذا بالنسبة للأطفال الإنفلات!
فبدلاً من الهروب كل سبع أيام مرة، أصبح ثلاثتهم يهربون كل 3 أيام مرة!

و في يوم ،كان ثلاثتهم مجتمعين بغرفة {إلين}، و كانوا يرتدون حقائبهم الصغيرة التى تختزن مياه و طعام حتى طلوع الشمس، زحف {أنس} أسفل الخزانة، و جذب السجادة الموجودة لإخفاء المخرج، منذ زمن، كانت غرفة {إلين} غرفة سرية، يستخدمها الجنود في مفاجئت العدو، فيحيط العدو القصر من الداخل، و يتفاجئ العدو بإحاطت الجنود القصر من الخارج، لكنه أُغلق بسبب مرور الزمن، فأصبح غير أمن، لكن الأطفال أكتشفوه!
هو ممر أسفل الأرض، يمتدد لخارج القصر
خرج أطفالنا الثلاث من القصر بنجاح، ثم هرولوا بعيدًا، حتى أصبحوا في قلب ديڤيڤ، حيث المناطق التى يقنط بها الشعب، كانوا يتجولون و يشاهدون ما يحدث حولهم، وجدت {إلين} قطة جريحة قابعة حار أحدى المنازل بالطُرق الجانبية، تكاد تموت جوعًا ولا تقوى على الحراك، و رغم ظُلمة الطريق، إلا أنها لم تتردد في الذهاب إليها، فأنفصلت سريعًا عن شقيقيها ،كاد {أنس} أن يتبعها، إلا أن {كنان} أمسك مرفقه، و قال بقلق :
_أنا خائف، المكان مظلم

أبتسم {أنس} و ربّت على كتفه، ثم قال :
_أنا معك، لا تقلق

أتجه الأثنان نحوها، لاحظ {أنس} أن {إلين} قد ضمدت جرح القطة و أطعمتها، مسدت عليها برفق و قالت :
_هي بخير، كانت تحتاج أن يضمد أحد جرحها فقط

هم الثلاثة بالإنصراف، لولا سماع {أنس} صوت هامس يقول :
_كلا لقد أمرت الأميرة صابرين بشن الحملة على ديڤيڤ و نحن نرتدي ملابس الأفابيلين، ملابسهم ليست كملابسنا نحن الهسوديم ،لكن حتى يعتقد ذلك الأمير أن من يشن الحرب عليهم هم الأفابيليون

همس {أنس} :
_تحركا!

ركض هو و {كنان} سريعًا بسبب تدريباتهم، لكن {إلين} لم تتحرك!
كاد أن يذهب {أنس} ليجذبها، لكنه تصنم عندما رأى أحدهم يخرج من المنزل!
و عندما وجد {إلين} تلعب مع الهرة، صاح بها :
_ماذا تفعلين هنا يا فتاة ؟!

يتابع