أسيرة الشيطان الجزء الأول + ا...

By DinaGamal634

19.5M 633K 58.2K

بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس والسادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر الجزء الثاني
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرين
الحادي والعشرين الجزء الثاني
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرين
الفصل الخامس والعشرين
الفصل السادس والعشرين
الفصل السابع والعشرين
الفصل الثامن والعشرون
الفصل الثامن والعشرون الجزء الثاني
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون( الأخير)
الفصل الرابع والثلاثون(الأخير)
الفصل الرابع والثلاثون( الأخير)
الفصل الأول( تمهيدي )
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الجزء الثالث / الفصل الأول
الجزء الثالث/ الفصل الثاني
الفصل الثاني الجزء الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الرابع الجزء الثاني
الفصل الخامس
الخامس / الجزء الثاني
الفصل السادس
الفصل السادس الجزء الثاني
الفصل السابع
الفصل السابع الجزء الثاني
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل التاسع الجزء التاني
العاشر الجزء الاول
الفصل العاشر / الجزء الثاني
الحادي عشر
الحادي عشر الجزء الثاني
الفصل الثاني عشر
الثاني عشر الجزء التاني
الفصل الثالث عشر
الثالث عشر الجزء الثاني
الفصل ال١٤
الفصل الرابع عشر الجزء الثاني
الرابع عشر الجزء الثالث
الفصل الخامس عشر الجزء الأول
الخامس عشر الجزء الثاني
الخامس عشر الجزء الثالث
السادس عشر الجزء الاول
السادس عشر الجزء الثاني
الفصل السادس عشر الجزء الثالث
السابع عشر الجزء الأول
الفصل السابع عشر الجزء الثاني
الفصل الثامن عشر الجزء الثاني
الفصل الثامن عشر الجزء الثالث
الفصل التاسع عشر
الفصل التاسع عشر الجزء الثاني
الفصل التاسع عشر الجزء الثالث
الفصل العشرون الجزء الأول
العشرون الجزء الثاني
الجزء العشرون الجزء الثالث
الحادي والعشرون الجزء الأول
الحادي والعشرون الجزء الثاني
الثاني والعشرون الجزء الأول
الثاني والعشرون الجزء الثاني
الفصل الثالث والعشرون الجزء الاول
الفصل الثالث والعشرون الجزء الثاني
الرابع والعشرون الجزء الاول
الرابع والعشرون الجزء الثاني
الرابع والعشرون الجزء الثالث
الخامس والعشرون الجزء الاول
الخامس والعشرون الجزء الثاني
الخامس والعشرون الجزء الثالث
السادس والعشرون الجزء الأول
السادس والعشرون الجزء الثاني
الفصل السابع والعشرون الجزء الأول
السابع والعشرون الجزء الثاني
الثامن والعشرون الجزء الاول
الثامن والعشرون الجزء الثاني
الفصل الثامن والعشرون الجزء الثالث
التاسع والعشرون الجزء الأول
التاسع والعشرون الجزء الثاني
الثلاثون الجزء الأول
الثلاثون الجزء الثاني
الثلاثون الجزء الثالث
الحادي والثلاثون ١
الحادي والثلاثون الجزء الثاني
الحادي والثلاثون الجزء الثالث
الثاني والثلاثون
الثاني والثلاثون الجزء التاني
الثاني والثلاثون الجزء الثالث
الثالث والثلاثون
الثالث والثلاثون الجزء الثاني
الثالث والثلاثون الجزء الثالث
الرابع والثلاثون الجزء الأول
الرابع والثلاثون الجزء الثاني
الرابع والثلاثون الجزء الثالث
ال35
الخامس والثلاثون الجزء الثاني
الخامس والثلاثون الجزء الثالث
السادس والثلاثون
السادس والثلاثون الجزء الثاني
السادس والثلاثون الجزء الثالث
السابع والثلاثون
السابع والثلاثون الجزء الثاني
السابع والثلاثون الجزء الثالث
الثامن والثلاثون
الثامن والثلاثون الجزء الثاني
الثامن والثلاثون الجزء الثالث
الفصل التاسع والثلاثون
التاسع والثلاثون الجزء الثاني
التاسع والثلاثون الجزء الثالث
الاربعون الجزء الأول
الاربعون الجزء الثاني
الفصل الحادي والاربعون الجزء الأول
الحادي والاربعون الجزء الثاني

الفصل الثامن عشر الجزء الأول

33.4K 2.2K 341
By DinaGamal634

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثامن
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
-----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
________
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل ❤
_____________
في الطريق تحاشت طرب بشتى الطرق النظر نحو جاسر ، فنظراته الحادة الثاقبة باتت أشد حدة من ذي قبل ، استندت برأسها إلى كتف رعد تغمض عينيها متعبة ، اجفلت خائفة حين سمعت رعد يحادث أبيه :
- صحيح يا بابا عرفت مين اللي عمل كدة
فتحت عينيها قلقة وجهها يشحب رمت نظرة خاطفة صوب جاسر لتراه ينظر إليها محتدا قبل أن يوجه حديثه لرعد :
- كوثر الخدامة ، بتقولي أنها غيرانة من أمك وعشان كدة كانت عاوزة تحرق قلبها عليك ، بس أنا حاسسها كذابة على العموم هي هتقول الحقيقة هتروح مني فين ولا ايه يا طرب
فرت الدماء من جسدها خوفا لتتمسك بذراع رعد تومأ برأسها مذعورة ، رفع رعد يده يمسح على رأسها بخفة يحادث والده :
- مالها طرب بس يا بابا ، دي ضحت بحياتها عشاني
ابتسم جاسر ابتسامة صفراء بها قدر ليس بهين من السخرية يردف ضاحكا :
- ايوة طبعا مين يشهد للعروسة ، مالهاش يا سيدي انا بشهدها بس على الكلام ، أصل كانت بتقولي أن كوثر مش هتقول الحقيقة أبدا ، بس هي ما تعرفش إن ليه زمان كانوا بيقولوا عليا شيطان !
وضحك من جديد تلك المرة ضحكاته ارعبتها ، علمت تمام الثقة أن كلماته تلك كان يقصدها بها هي ، يتوعدها بشكل مبطن ، لتخفي وجهها داخل صدر رعد .. مما جعله يقطب جبينه قلقا على حالها مال برأسه قليلا ناحية اذنها يهمس يسألها قلقا :
- مالك في اي
حركت رأسها للجانبين دون أن ترفع رأسها عن صدره ، ليربت على رأسها برفق حين رفع نظره رأى والده ينظر إليها نظرة حادة غاضبة ؛ ليتنهد حائرا ما به والده الآن ، أخيرا وصلت السيارة إلى الحديقة ... ابتهجت طرب حين رأت شقيقتها تجلس على مقعد يجاور طاولة تذاكر ، ملاك ما عادت تذاكر دروسها إلا قليلا والامتحانات اقتربت ، توقفت السيارة لينزل رعد أولا يمسك برفق يجذبها لخارج السيارة ، تهلل وجه ملاك فرحا ما أن رأتها لتدفع مقعدها صوبها تعانقها ، نزلت طرب لمستواها تعانقها برفق تمسح على رأسها تهدئها :
- أنا كويسة يا حبيبتي ، ما تخافيش يا حبيبتي ... أنا مبسوطة بجد إني شيفاكِ بتذاكري ، عشان خاطري يا ملاك لو بتحبيني ذاكري كويس مش عيزاكِ تسقطي يا حبيبتي
حركت ملاك رأسها بالإيجاب سريعا تغمغم متلهفة :
- حاضر ، أوعدك أني هذاكر كويس عشان خاطرك أنتِ بس
تدخل جاسر في تلك اللحظة يغمغم :
- صحيح كويس أنكوا فكرتوني أنا عايز الورق بتاع ملاك عشان انقلها للمدرسة اللي فيها يوسف ومريم
ارتبكت طرب ولم تعرف ما تقول ، ملاك ورقها في مدرسة قديمة قريبة من المنزل التي كانت تمكث فيه مع زوجة والدها الحية ، نظرت صوب جاسر تغمغم :
- ورق ملاك في مدرسة في **** بس أنا مقدمة ليها شهادة مرضي وهما عارفين حالتها وأنها ما بتروحش
ابتسم جاسر ساخرا قبل أن يردف متسألا :
- مش بعيدة المدرسة دي شويتين عن الشقة اللي كنتِ قاعدة فيها مع مرات أبوكِ ، لو ما تخونيش الذاكرة دي الشقة اللي رعد كان عندك وأنا روحتها مرة قبل كدة
هنا شحب وجهها تماما ولم تجد إجابة لسؤاله بحثت كثيرا داخل عقلها عن إجابة ولكن لا شئ لم ينقذها في تلك اللحظة سوى ملاك وهي تدافع عنها محتدة :
- أنا بجد مش فاهمة لو حضرتك مش طايقنا أوي كدة ما تسيبنا نمشي ، المدرسة بعيدة ولا قريبة تقدر تقول أنها المدرسة الوحيدة اللي قبلت بالبنت المشلولة
أدمعت عينيها تنظر لشقيقتها ألما ، ملاك دون أم تعلم انقذتها من سؤال جاسر الذي كاد يكشف كل شئ ، حمحم رعد ينظر لأبيه معاتبا يغمغم :
- بابا أرجوك كفاية بقى ، طرب واقفة بالعافية بجد كفاية أسئلة ، وسيب موضوع ملاك أنا اللي هنقلها
كاد جاسر أن ينفجر في وجهه ويخبره أن زوجته تخفي الكثير وأنه دوما ما يحول بينه وبين معرفته الحقيقة منها بسبب خوفه الشديد عليها منه ، زفر أنفاسه يحرك رأسه على مضض ... ربتت طرب على وجه ملاك تهمس تترجاها :
- كملي مذاكرة عشان خاطري يا ملاك واوعدك لو جبتي مجموع كبير هنمشي من هنا
ابتسمت ملاك سعيدة تومأ برأسها لشقيقتها لتدفع مقعدها تعود لطاولتها من جديد ، في حين مالت طرب على صدر تهمس متعبة :
- رعد أنا مش قادرة امشي ، جسمي واجعني أوي
نظر لها قلقا قبل أن يحملها بين ذراعيه لتستند برأسها إلى صدره تحرك بها إلى داخل منزله لتستقبله والدته تغمغم مشفقة :
- يا حبيبتي يا بنتي هتلاقيها تعبانة لسه ما كنش لازم تخرج من المستشفى دلوقتي ، اطلع يا ابني وأنا هجبلكوا الأكل
ابتسم لوالدته يشكرها يكمل طريقه صوب غرفته دفع الباب ليدخل وضعها على فراشه ، لتميل بجسدها تخلع الحذاء تلقيه أرضا ، ترتمي على الوسادة خلفها ... تتنفس بصعوبة تشعر بالألم يداهمها من جديد ... بسط رعد يده على جبينها ليزفر أنفاسه قلقا :
- جسمك بيسخن تاني يا طرب ، ما كنش لازم تخرجي من المستشفى دلوقتي دا مش دور برد ، هجبلك الأكل عشان تاخدي العلاج
تحرك ليخرج من الغرفة ليجد والدته تقترب من غرفته تحمل صينية الطعام ، شكرها يأخذها منها ليعد إليها وضع الطعام أمامها ، ليبسط يده على جبينها لتتسع حدقتيه قلقا :
- يا ربنا ، جسمك نار في لحظة ... في اي الدكتور قال حرارتك مش هتعلى تاني ، مالك يا طرب فيكِ أي
أغمضت عينيها لتنساب دموعها ألما حرارتها مرتفعة خوفا وليس ألما ، دُق الباب ليتحرك رعد سريعا يفتحه ، سمعته يغمغم متلهفا خائفا:
- بابا حرارتها نار ، مش الدكتور قال حرارتها مش هتعلى تاني
سمعت جاسر يهدأ رعد قبل أن تسمع خطوات تقترب ، في تلك الأثناء بدأت نظراتها تتشوش بالكاد تلمح ما يحدث أمامها ، انتفض جسدها حين حطت يد باردة على جبينها تلك ليست يد رعد ، بدأت تستمع إلى صوت جاسر وهو يحادث رعد:
- فعلا حرارتها عالية ، أنا هكلم الدكتور اسأله
وصمت حل بعد ذلك والرؤية تتلاشى أمام عينيها شيئا فشئ ، أعادها صوت جاسر إلى الواقع من جديد حين سمعت صوت جاسر يغمغم بنبرة حادة :
- اديك سمعت ، الدكتور بيقول أنها عدت مرحلة الخطر وأن مش من الطبيعي أن درجة حرارتها تعلى أصلا ، أنت مش ملاحظ أنها ما تعبتش غير لما أنا سألتها على ورق أختها ، البنت دي مخبية مصيبة وأنا واثق من كدة
انتفض جسدها أثر كلماته ليأتي صوت رعد يدافع عنها :
- يا بابا ارحمها بقى حرام عليك ، أنت مش شايف حالتها ... مخبية مصيبة مخبية كارثة أنا قابل مراتي وأنا حر ، بس أرجوك كفاية كدة .. بص جسمها بينتفض إزاي وأنت بتقول ايه ، أعمل ايه أنا ، اسيبها تموت عشان إنت مقتنع أنها مخبية مصيبة

خرجت شهقة باكية عالية من بين شفتيها أوقفت الشجار ونظر كلاهما لها ، زفر جاسر أنفاسه حانقا ربما رعد محق الفتاة حرفيا تحتضر .... جسدها ينتفض وجهها أصطبغ باللون الأحمر من شدة حرارته ... وجه حديثه لرعد يغمغم سريعا :
- مش وقته فعلا ، الحرارة غلط على المخ بسرعة ساعدني لازم الحرارة تنزل !!
____________
في تمام السادسة مساء ... في العيادة الخاصة بجاسر راضي .... دخل جاسر إلى العيادة بصحبة سامر يلقي التحية على الجميع والأخير يسير جواره واجما غاضبا يقبض جاسر على يده يجذبه معه للغرفة الخاصة به ، دخل جاسر إلى الغرفة يغلق الباب ليغمغم سامر محتدا :
-جاسر أنا عايز امشي ، وحقيقي حركة مش لطيفة تماما أنك تفصل الدش والراوتر عشان ما اشوفش الماتش إلا لو جيت معاك أم الجلسة ، مش أنت اللي كنت بتقولي إن أنا مش مريض نفسي خلاص رجعت في كلامك
تجاهله جاسر ليتحرك يجلس خلف طاولة مكتبه يفتح حقيبته الصغيرة يخرج منها مذكرة صغيرة وموس حاد وضعهم على المكتب أمامه ، ينظر لسامر ليرى وجهه أصفر يبدو أن عقله لم يتوقع تلك المفاجأة بتلك السرعة ، ابتسم جاسر يردف بهدوء :
- أنا عندي 29 سنة بشتغل في المجال دا من وأنا أولى جامعة كمتدرب تحت أيد والدي لحد ما بقيت دكتور ، بشوف في السنة الواحدة ما يزيد عن 100 حالة ... من ساعة ما خدتك من المستشفى يا سامر وأنا واثق أنك بتهاودني ، بتاخدني على قد عقلي زي ما بيقولوا العلاج بترميه كوباية العصير بتدلقها وأنا بعمل نفسي مش واخد بالي ... الموس دا جايبه معاك من المستشفى معرفش جبته منين المهم أنه معاك ،
أول ليلة سيبتك فيها في الأوضة وأنت عامل تعبان ومش قادر صحيت أول ما قفلت الباب تدور على الشنطة بتاعتك ولما لقتهاش بدأت تدور على أي حاجة حادة ولما لقتش كنت متغاظ وفضلت تخبط في الحيطان ، ودلوقتي المذكرات دي وأنت بتكلم شبح والدتك وبتوعدها أنك جاي ، ليه يا سامر ...ليه مش عايز تعيش حياتك تاني
أحمرت عيني سامر غضبا وشعوره بأنه كان مغفل يزيد غضبه ، تحرك صوب مكتب جاسر يصرخ فيه :
- أنت مش فاهم حاجة أنا لازم أموت ، هي مش هتسامحني غير لما أموت أنا كمان وأروحلها ، بتجيلي كل ليلة تعاتبني وتقولي إني السبب في موتها ، أنا مش عاوز أعيش أنا عايزها ، أنا عايز أمي
قام جاسر من مكانه يتحرك صوب سامر وقف على بعد خطوتين منه يحادثه :
- وبعدين بعد ما تنتحر وتقابل والدتك تفتكر هتبقى راضية عن اللي أنت عملته وتفتكر فعلا أن والدتك هي اللي بتجيلك كل ليلة تعاتبك ، الله يرحمها كانت بتحبك جداا يعني مستحيل بكل الأحوال تشيلك ذنب موتها يا سامر ، عايز تنتحر اتفضل الموس على المكتب أهو ، وانهي كل حاجة حياتك أحلامك حلم والدتك أنك تبقى دكتور ، حلم والدتك أنك تتجوز ويبقى عندك أولاد ، اقهر قلب والدك تفتكر هو كمان مش حزين أنا أعرف أن بينهم قصة حب كبيرة أوي ، بس هو متمسك بالدنيا عشانك .. بيتمنى اللحظة اللي هترجع فيها زي ما كنت ، لما تنتحر هيبقاله مين في الدنيا ، الحزن هيقتل قلبه ، فأنت كدة فعلا هتبقى قاتل ، قتلت نفسك ووالدك المسكين ، يلا اتفضل الموس قدامك اهو أنا مش همنعك
احتقنت عيني سامر بالدموع ينقل أنظاره بين الموس الحاد وجاسر الواقف أمامه وكلماته عن والده تصفع عقله بعنف ... انهمرت دموع عينيه يهمس بحرقة :
- أنا عايز أمي ، أنا بس عاوز أمي
تحرك جاسر من مكانه يفتح باب غرفة المكتب ليدخل  والد سامر منها ، ينظر لحال ولده حزينا .. جاسر اتصل به منذ دخولهم للغرفة واستمع إلى ما حدث بالكامل ، ومنعه جاسر من التدخل حتى يطلب منه ... اقترب من ولده وقف أمامه يردف بنبرة حانية :
- وحشتني يا سامر ، وحشتني يا ابني ... ليه يا سامر اللي أنت بتعمله في نفسك دا ، يا ابني دا أنا ما صدقت أن جاسر قالي أنك بتتحسن ،
عايز تسيبني زي ما هي سابتني دا أنت ابني الوحيد ، دا أنا عايش عشان اللحظة اللي هترجع فيها تاني لحضني ، نادية مش مشيلاك الذنب ، أنت ما تعرفش هي حزينة قد ايه على حالك دا كل ليلة بشوفها أنا بقى وهي بتبكي على حالك ، عشان خاطرها وخاطري يا ابني ما تحرقش قلبي عليك
انهمرت الدموع من عيني سامر ليرتمي بين أحضان والده يشهق في البكاء كالطفل الصغير يعانقه والده يبكي هو الآخر ، في حين يقف جاسر يبتسم صدقا اشتاق لوالديه وللبيت ولأريچ ، تلك الصغيرة الحائرة دائما يخشى عليها أن تقع في أي فخ في غيابه ... تنهد قلقا  حين تذكرها عليها أن يتواصل معها في أقرب وقت ممكن ليطمأن عليها ، تحرك إليهم يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يغمغم :
- اعتقد أن سامر هيروح مع حضرتك وهشوفه كل تلات الساعة 8 ونص بإذن الله
نظر سامر إليه مدهوشا لعدة لحظات قبل أن يومأ برأسه تحرك جاسر صوب مكتبه كتب عدة أدوية على سطح الورقة يعطيها لوالد سامر يغمغم مبتسما:
- اتفضل تخليه يمشي على الدوا بانتظام ، دي فيتامينات ومضادات اكتئاب هتبقى مفيدة ليه جداا .
شكرا الرجل جاسر مبتسما يتحرك بصحبة سامر إلى خارج ، ظل سامر ينظر إلى جاسر وكأنه ينتظره أن يطلب منه البقاء ولكنه لم يفعل ، جذبه والده للخارج يغلق الباب ليغمض جاسر حدقتيه متعبا قلقا على أريچ لسبب لا يعلمه يشعر بها على حافة فوهة ما ، مضت عدة دقائق حاول الاتصال بها فيهم ولكنها هاتفها مغلق ... وجد الباب يدق وقبل أن يسمح للطارق بالدخول فتح سامر الباب ودخل
يغلق الباب تحرك يجلس على المقعد المجاور لمكتبه ليرفع جاسر حاجبه الأيسر يغمغم ساخرا:
- نعم يا دكتور سامر ، مش جلسة حضرتك خلصت اتفضل في ناس كتير برة
زفر سامر أنفاسه حانقا متوترا يغمغم بعد عدة لحظات قبل أن يرفع رأسه إليه يسأله :
- أنا عايز أعرف أنت متضايق مني ليه ، أنت اللي طلعت مغفلني على فكرة وعارف كل حاجة ، بص أنا
قاطعه جاسر يردف بنبرة جافة باردة :
- أنت ضحكت عليا يا سامر وإحنا اتفقنا أننا نكون أصدقاء قبل ما أكون الدكتور اللي بيعالجك
زفر سامر أنفاسه حانقا قبل أن يلتقط تمثال  صغير موضوع على مكتب جاسر ينظر إليه يغمغم:
- على العموم أنا قولت لبابا يمشي وأن أنا هفضل الفترة الجاية معاك ، الكتب لسه ما لحقتش اخلصها
ابتسم جاسر ساخرا يكتف ذراعيه أمامه يردف متهكما :
- أنت كدة بتحطني قدام الأمر الواقع يعني ، تعرف يا سامر أنت لو أخويا كنت ولعت فيك بجاز ، قوم يلا
قام سامر من مكانه ليدفعه جاسر أمامه إلى باب غرفة داخلي فتحه جاسر لتتسع حدقتي سامر يغمغم مدهوشا :
- كل دي كتب ، أنت عاشق للكتب ... في مسلسل أجنبي أنا شوفته قبل كدة البطل بردوا كان عاشق للكتب وطلع في الآخر سريال كيلر ، أنت قتال قتلة زيه صح
لم يعيره جاسر انتباها تحرك صوب أحد رفوف المكتبة يلتقط منها كتابا يعطيه له يغمغم :
- اقرأ دا ، على ما اخلص الكشوفات اللي عندي وما تفتحش الباب أبدا على المكتب وأنا شغال عشان خصوصية المرضى عندك تلاجة فيها ماية وعصير والباب اللي قصادك دا ، باب حمام
أنا حاسس إن معايا ابن أختي والله ، صحيح قولي هتعمل  في السنة اللي قربت تخلص دي ، دي آخر سنة ليك هتهبب إيه ما تعرفش تدخل الامتحانات
حرك سامر رأسه للجانبين يغمغم ممتعضا :
- لاء لسه لأني ما حضرتش من أول السنة اصلا وشايل الترم الأول اصلا وامتحانات العملي خلصت والنظري بدأت خلاص ، هضطر استنى للسنة الجاية
ربت جاسر على كتفه يغمغم يشجعه :
- مش مهم خلاص ، المهم دلوقتي نركز على أنك تعدي آخر خطوة في المرحلة دي والسنة بإذن الله تجيب تقدير كويس ، هسيبك مع الكتاب
تحرك صوب الباب ليلتفت له قبل أن يغادر يغمغم ساخرا:
- ويكون في علمك ، أنت اللي هتغسل المواعين المتكومة في الحوض لما نروح
وتركه وغادر يتنهد بارتياح كان على أتم ثقة أن سامر سيعد ، حين دخل إلى مكتبه من جديد رأى مليكة وزينب داخل المكتب ، شعر بالغضب من مساعدته منذ متى والحالات تدلف لغرفته دون أن يخبرها ، رسم ابتسامة صغيرة على ثغره يغمغم مرحبا :
- يا اهلا وسهلا اتفضلوا
رفعت مليكة يدها تشير إلى الباب الذي خرج منه توا تحادثه بنبرة اتهام واضحة :
- هو ايه ورا الباب دا ؟
ضحك في نفسه ساخرا في تلك اللحظة شعر وكأنه الزوج الخائن الذي يقيم علاقات محرمة في غرفة جانبية في مكتبه ، كان بإمكانه أن يخبرها ما خلف الباب ولكنه لم يعجبه نبرة الإتهام في صوتها ليغمغم يحرجها :
- اعتقد دا شئ يخصني أنا بس
حمحمت محرجة تنظر بعيدا ، اقترب منهم يطلب منهم الجلوس ما أن فعلوا هبت زينب تغمغم :
- معلش يا دكتور جاسر أنا والدي على أول الشارع خمس دقايق وجاية عشان هو متلغبط في العمارة
ابتسم يومأ برأسه بالإيجاب لتخرج سريعا من الغرفة تاركة مليكة وجاسر في الغرفة بمفردهما ، التقط جاسر كوب الماء الذي أمامه يرتشف منه قبل أن يوجه حديثه لها :
- تعرفي إيه عن الألم يا مليكة
قطبت جبينها من سؤال العجيب المفاجئ لتحرك رأسها للجانبين كأنها تخبرها أنها لا تعلم ماذا يعني ، ليردف ساخرا يستفز عقلها :
- معقولة تبقي متعلمة ومثقفة وبتعملي ماجستير في الزراعة تقريبا وما عندكيش معلومات عامة
ونجح شعرت بالغضب ، شعرت بنبرة سخرية في صوته تخبرها أنه يستهزأ بها ، لتغمغم بنبرة حادة :
- أعرف كتير وما احبش استعرض معلوماتي قدامك ، بس لو عايز تعرف فالألم شعور كويس بيطهر ...
- بيطهر الجسم من الآثام والخطايا مين بقى المجنون السا..دي اللي حفظك الكلمتين دول !!
غمغم بها بنبرة حادة غاضبة ، ليرتجف جسدها ويمر في عقلها مشاهد كثيرة متعددة وصرخات من الألم تعلو وصوتها وهي تتوسل
( أرجوك ارحمني يا عمار !!)
هبت واقفة تريد المغادرة لتسمع صوته يغمغم ساخرا :
- بتهربي ليه ، هو اللي علمك تعوري نفسك كل ما تحسي بالذنب ، هو اللي علمك أن الألم شعور سامي بيخلص النفس من عذاب الضمير والندم حتى لو على ذنب عمله من غير قصد
أو ذنب اتعرض ليه بس هو شايف نفسه بردوا الغلطان ، وصلك لأنهي مرحلة يا مليكة الخضوع
صرخت بشراسة تقاطعه تصيح بعنف :
- لاء أنا ما خضعتش أنا قاومته ، قاومته وهربت ، هو ضحك عليا لعب على إحساسي بالندم ، قالي أن الألم هو سبيلي الوحيد ، بعدت عنه وهربت بس ما بقتش عارفة اخلص من العادة دي ، أنت مالك اصلا أنت فاكرني مريضة عندك ، زينب هي اللي مريضة مش أنا
وتحركت لتغادر ليلحق جاسر بها سريعا أمسك بيدها يغمغم سريعا :
- اللي كان عند زينب دا عرض مش مرض ، مجرد ما رجعت تحس بالأمان تاني واتفسخت خطوبتها على الشاب دا ، بدأت تعيش حياتها بشكل طبيعي والفضل يرجع لوالدها مش ليا
أنتِ بقى محتاجة مساعدة يا مليكة ، أرجوكِ اسمعيني أنا أقدر أساعدك أنتِ كدة بتدمري نفسك
التفتت له رأى الكثير من الصرخات داخل مقلتيها ، رأى فتاة صغيرة تصرخ من الألم ينهشها العذاب جذبت يدها من يده تحادثه محتدة :
- مالكش دعوة بيا ، روح شوفلك واحدة غيري تعمل عليها مصلحة
وتحركت للخارج ليرفع يده يشد على شعره غاضبا ، أليست تلك مليكة التي كان يبحث عنها في كل مكان لينتقم لوالدته منها أليست هي حفيدة صبري ، والآن ماذا يترجاها ليساعدها وهي ترفض ، عليه أن يعرف ما حل بها .. وسيعرف وأن كان ذلك يتضمن السفر إلى أهلها ليعلم كل شيء
_____________
السابعة والنصف مساء في مكتب الديكور الخاص بجواد .. على مكتبها تشعر ليان بالحزن الشديد فجواد لم يتحدث معها اليوم ولو بكلمة واحدة ، بالطبع بسبب شريف لولا ما فعله ما كان نبذها جواد بتلك الطريقة تكاد تبكي من تجاهله لها اليوم بأكمله ، تركت القلم من يدها تتحرك لخارج المكتب اصطدمت في طريقها بشهاب اعتذرت منه ولكنه لم يرد لم يعيرها انتباها تماما وأكمل طريقه لمكتبه وكأنه لم يرها ، شهاب لم يعد يتحدث معها منذ أن تشاجرت معه لأن جواد يغار منه ، هي محقة جواد يغار وعليها أن تحترم غيرته عليها من أي رجل آخر ، تحركت صوب مكتب جواد لم تجد مساعدته في مكتبها ، أين تلك الفتاة لما معظم الوقت لا تجدها مكانها ... تحركت صوب باب الغرفة وقبل أن تدق الباب سمعت صوت غريب يأتي من داخل الغرفة ، ذلك صوت مساعدة جواد تعاتبه :
- ليه العنف دا يا جواد من امتى وأنت بتعاملني كدة
قطبت جبينها لا تفهم ما تعني لتسمع صوته يغمغم حانقا :
- سوزي اخرجي عشان لو حد جه ، مش هتفضلي سايبة المكتب كل دا ... وأنا يا ستي آسف تمام كدة
ومن جديد لم تفهم ما يحدث أرادت أن تفتح الباب فجاءة وتدخل لكن لا حق لها ، رفعت يدها تدق الباب لحظات وظهرت مساعدته تبتسم لها نظرت ليان سريعا تبحث عن علامات ضرب على الظاهر من جسدها ولكن لا شيء ، قطبت جبينها حين غمغمت الأخيرة :
- آنسة ليان اتفضلي ، كنت لسه هكلمك باشمهندس جواد عاوزك
ابتسمت ليان لها مرتبكة ، لتتحرك لداخل الغرفة لم تجد جواد بالداخل قطبت جبينها تبحث عنه بعينيها إلى أن رأته يخرج من باب المرحاض ابتسمت له متوترة في حين اقترب هو منها رأت كدمة متورمة تعلو فكه أثر يد شريف أشار لها للاريكة لتجلس يغمغم مبتسما:
- اقعدي يا ليان واقفة ليه ، أنا كنت عاوز اكلمك في موضوع مهم
ابتسمت خجلة على الأريكة ليجذب مقعد يجلس أمامها مال بجسده يستند بمرفقيه إلى فخذيه يسألها :
- مين البنت اللي كانت قاعدة جنبك وشريف شالها هي رجلها مكسورة مش كدة
شعرت ليان بالضيق فأول محادثة تدور بينهما اليوم تكن عن نور ، تلك الفتاة الغريبة التي اقتحمت حياتهم مؤخرا ، زفرت أنفاسه تغمغم متضايقة :
- دي أخت واحد صاحب شريف ، شريف خبطها بالعربية من غير ما يقصد وأخوها مسافر عشان كدة هي قاعدة عندنا دا غير أنها خارسة ما بتتكلمش ، بتسأل عنها ليه يعني
شردت عينيه يتذكرها صوتها كان أنعم ما سمع يومها ، جسدها وهي تتحرك أمامه كفراشة ترفرف بنعومة بين الأزهار ، وجنتيها المتوردة من الخجل دوما أثر غزله الدائم ، نظر إليها يغمغم:
  - لاء أبدا أصلها شوفتها عندكوا مرة ولما جيتوا كانت معاكوا ، فافتكرها حد من القرايب وأنا ما اعرفوش ، المهم انا عايز اقابلك برة يوم أجازة وعارف أنك هتقولي ماما وشريف وبابا والأهل والجيران والصحاب مش هيوافقوا فأنتِ هتقوليلهم أنك عايزة تخرجي مع نور مثلا تشتروا هدوم وأنا هخلي تاكسي مخصوص يستناك تحت البيت يوم الجمعة الجاية تمام يا حبيبتي
رفرف قلبها فرحا أثر كلمته الأخيرة لتومأ برأسها سريعا مبتهجة سعيدة ،في حين ابتسم هو سعيدا نهاية الأسبوع ستكن الحبيبة بين يديه أخيرا ، أجفل حين غمغمت ليان  :
- جواد صحيح ، المساعدة بتاعتك دي على طول ما بتبقاش على مكتبها .. وبعدين سمعتها بتقول حاجة غريبة ليك
وقصت عليه ما سمعت ليبتسم هو ساخرا تلك الفتاة بلهاء أو تدعي ذلك اومأ برأسه يغمغم :
- أنا هخليها تترزع على مكتبها بعد كدة ما تقلقيش ، خلاص ما بقاش ليها لازمة ... ما بقاش لأي منهم لازمة بعد كدة
وللمرة السابعة لم تفهم ما يحدث ولكنها شعرت بالقلق من نبرة صوته المتوعدة لتبتسم متوترة تحرك رأسها
____________
الثامنة مساءً في منزل ياسر راضي ... جلست أريچ في غرفتها ترتجف لا تعرف ما تفعل أتوقع على ذلك العقد ، أم ترضخ لتهديدات مصطفى ضمت ركبتيها لصدرها تنهمر دموعها خوفا ، يتحرك جسدها للأمام والخلف هي أخطأت منذ البداية حين وقعت في عشق مقزز مع زوج شقيقتها هي أذنبت وعليها أن تدفع ثمن ذلك ، ربما الألم كما قال عمار سيخصلها من شعورها السام الحاد بالذنب ، قاطع أمواج تفكيرها الضحلة صوت جرس الباب انتفضت مفزوعة ولا تعرف لما ، جل ما تعرفه أن خوف والدتها الزائد عليها هو السبب فيما هي فيه ، هو السبب في كونها شخصية ضعيفة لا تقدر على إتخاذ قرار واحد بمفردها لا مقدرة لها على حل أبسط المشكلات ، سقطت فريسة مشاعر حمقاء لم تجربها قبلا ، انتفضت حين سمعت صوت والدتها تصيح باسمها :
- يا أريچ ، تعالي سما هنا ومعاها تميم وكيان
لم تقل والدتها اسم مصطفى إذا في الأغلب هو ليس بالخارج ، تحركت تجر قدميها إلى الخارج ألقت نظرة سريعة على محيط الصالة لم تجده لتتنفس الصعداء اقتربت تجلس جوار شقيقتها ، لتعانقها الأخيرة تغمغم سعيدة :
-  روچا وحشتيني ما لحقتش اقعد معاكِ خرجت من المطبخ لقيتك مشيتي ، ايه يا بنتي جريتي روحتي فين
ابتسمت متوترة تحرك رأسها للجانبين دون أن تنطق بحرف ، ليرتجف قلبها فزعا حين أردفت والدتها :
- اومال مصطفى ما طلعش معاكِ ليه ، هو لسه زعلان
ابتسمت سما تحرك رأسها للجانبين تغمغم:
- لا يا ماما أنتِ عارفة مصطفى طيب ، هو بس لما عرف أن بابا لسه ما جاش اتكسف يطلع ، قال يروح يزور والدته اصلها اتصلت بيه
ومن ثم تنهدت قلقة تردف :
- أنا قلقانة من اتصالتها بيه الكتير الفترة دي ، أنتِ عارفة أنها ما بتحبنيش ، تفتكري بتدبر لحاجة
قامت نرمين تجلس جوار ابنتها من الناحية الأخرى تحاول أن تطمأنها :
- هتخرب على ابنها يعني يا بنتي ، هي عارفة أن مصطفى بيحبك وعنده بيت وعيال ، ما فيش أم هتخرب حياة ابنها بعد السنين دي كلها .. ما تخليش الشيطان يلعب في دماغك  تصدقي بقى حماتك بتحبك ، عملالك طاجن البامية اللي بتحبيه وعاملة چيلي بالفواكه أنتِ عارفة تميم وكيان بيحبوه إزاي ، هقوم اجبلكوا
قامت نرمين متجهه صوب المطبخ ، وبقيت أريچ جوار شقيقتها .. نظرت سما لأريچ لتتنهد بقوة تهمس بصوت خفيض :
- أنا مش عايزة أقلق ماما ، بس مصطفى متغير يا أريچ مش عارفة ماله ، معظم الوقت برة البيت ، بيلمح بكلام غريب كدة عن تربية كيان وأنها لازم تتربى بطريقة شديدة لأنها بنت ، دا بيقولي لما تكبر سنة ولا اتنين هختنها أنتِ متخيلة ، أنا اتخانقت معاه وصوتنا جاب آخر العمارة ، وهو اعتذرلي عشان كدة قالي تعالي روحي عند مامتك شوية ... أنا بجد مش فاهمة في اي وعلى طول حاطط وشه في الموبايل
أنا قلقانة أوي يا أريچ
اضطربت حدقتيها تغشاها الدموع تنظر لكيان إبنة شقيقتها الصغيرة وهي تلعب أرضا بالمكعبات ، مصطفى يخشى أن تحاسب ابنته على مشروباته هو ...في اللحظة التالية عانقتها سما تبكي بحرقة لتنهمر دموعها هي الأخرى تعانق شقيقتها تعتذر لها مئات المرات داخل نفسها ، قلبها يتفتت إلى شطايا دامية وعقلها لا يتوقف عن لومها !!
___________
العاشرة مساءً في منزل عمرو وروان ... تحديدا في غرفة مرام تحركت مرام من فراشها بعد مكوث طال لساعات تعيد كلمات شريف الحادة القاسية في عقلها ، المضحك في الأمر أنها حين عادت لأنها نسيت نظارتها رأته يجلس مع تلك الفتاة المسماة أريچ ويتحدث بلباقة ولطف شديد ، شريف لا يعرف معنى القسوة سوى معها ، يريدها أن تكن الزوجة الضعيفة صاحبة الجناح المطوي المنكسر ليفرض هيمنته عليها ، قامت من مكانها تفتح جهاز الكمبيوتر المحمول الصغير لتجد مئات الرسائل التي تسأل عن سبب غيابها وآخرهم رسالة من إحدى الفتيات التي قابلتهم في المطعم وصورتهم معا وكانت تلك فرصتها اخذت الصورة وفتحت موقع ( الانستغرام ) تنشرها وتكتب بعض العبارات التي اقتبستها من صفحة أخرى ( بعد طول غياب أدركت أن الشيء الوحيد الذي يستحق أن أحارب من أجله هو أنتم ... اشتقت لكم ... مرام )
ما إن نشرت الصورة انهالت التعليقات السعيدة بعودتها من جديد ...
في تلك الأثناء كان شريف في طريقه لمنزل عمرو وصل إشعار لهاتفه فتحه ليضعط مكابح السيارة بعنف توقف على أحد جانبي الطريق ينظر لما فعلت غاضبة خاصة وقد رفعت صورة أخرى لهما معا وهما في المطعم ، أعاد تشغيل محرك السيارة يكمل طريقه غاضبا إلى منزل عمرو أوقف السيارة في حديقة المنزل ، يطرق الباب فتح له عمرو الباب ليندفع شريف للداخل يرفع الهاتف في وجه عمرو يصيح غاضبا :
- شايف يا خالي بنتك ما فيش فايدة فيها أبدا
بنتك طلعت بتنميني الفترة دي عشان اوافق اطلع معاها في البرنامج ولما رفضت راحت فتحت الحسابات تاني ونشرت صورة ليا أنا وهي في المطعم ... أنا مش فاهم بجد هو الكلام ما بيأثرش فيها

- لاء ما بيأثرش
التفت كلاهما لصوت مرام الذي يأتي من ناحية سلم البيت ، هناك تقف مرام تكتف ذراعيها أمامها تبتسم ساخرة ، نزلت الدرجات الفاصلة بينهما تجلس على آخر درجات السلم تغمغم ساخرة :
- لاء ما مش بيأثر ... أنا هعمل اللي أنا عوزاه ... عاوز تكمل في الخطوبة اهلا وسهلا مش عاوز دبلتك وشبكتك ومع ألف سلامة أنا لو عوزت اتخطب بكرة الصبح هيجيلي بدل العريس ألف
-مرااام
صاح بها عمرو غاضبا يرمي ابنته بنظرة حادة لتقف مرام اقتربت منهما نقلت انظارها بين أبيها وشريف لعدة لحظات قبل أن تصرخ فيهم :
- انتوا عايزين مني ايه ، ليه مش قادرين تفهموا أن أنا حرة وأن أنا مش عيلة صغيرة ، أنا من حقي اعمل اللي أنا عوزاها ... لكن اللي بيحصل أن عمرو باشا على طول بيهددني وشريف باشا على خطاه زعيق وتهديد ..أنا بجد قرفت منكوا
وصفعة قوية حطت من يد عمرو على وجه مرام اخرستها تماما ... انتفض شريف مدهوشا يتحرك إليها يغمغم محتدا :
- ليه يا خالي ، مرام أنتِ كويسة
نظر عمرو لها في تلك اللحظة لم يكن يرى سوى روان وهي في مثل عمرها حين كانت تصرخ في والدها ، مرام نسخة عنها في كل شيء ... دفعت مرام يد شريف بعيدا عنها تنظر لوالدها ابتسمت تغمغم ساخرة :
- كدة أنت بتربيني يعني ... طيب يكون في علمك يا عمرو بيه أنا هعمل بردوا اللي أنا عوزاه ... وأنت مش هتقدر تمنعني ، لا إنت ولا هو وأنا حقيقي بكرهك ، بكرهك من كل قلبي
ونظرت لشريف تغمغم تستفزه تلقيه كما فعل هو صباحا :
- وأنت يا شريف أنا ما انكرش إن أنا بحبك ، بس سوري أنا بحب حياتي اللي أنت عايز تمنعني عنها أكتر ، عايز تفضل في حياتي تفضل فيها زي ما هي ... مش عاوز دبلتك واتفضل ... أريچ حلوة ومطيعة روح اتجوزها
وتحركت لأعلى تاركا كل منهما في حال مختلف عن الآخر
______________
الساعة الآن ربما الخامسة فجرا حين فتحت عينيها من جديد المكان مظلم للغاية شعرت بنفسها يختنق ، مدت يدها إلى مصباح الإنارة تضئ المكان بضوء ضعيف رأت رعد ينام جوارها ورأت محلول ما موصل برسغ يدها كما رأت لاصقة طبية خافضة للحرارة ملتصقة بجبينها مدت يدها تنزعها ... نظرت جوارها رأت الكثير من علب الأدوية وبعض المحاقن الفارغة ملقاة في سلة المهملات ... كانت ترتدي جلباب بيتي خفيف لا تعرف ملك من ، مدت يدها تنزع المحلول عن يدها بعنف جعل قطرات الدماء تتساقط من جرح يدها ... أغمضت عينيها متألمة تضم ركبيتها لصدرها وعقلها يستعيد شريط حياتها ... منذ أن كانت طفلة صغيرة ومن ثم شابة مدللة تعشق الحياة ، إلى الحال التي هي عليه الآن مشتتة ضائعة لا تعلم ما تفعل خائفة من كل شيء وهي لم تكن ذلك يوما ... رعد طيب ونبيل تثق أتم الثقة أنه سيعتني بشقيقتها ، رعد لا يستحق الأذى أبدا ... مسحت على خصلات شعره بكفها برفق تنساب قطرات دموعها تهمس بصوت خفيض للغاية:
- سامحني يا رعد وأرجوك خلي بالك من ملاك بس أنا حقيقي مش لاقية حل تاني غير دا ، أنا مش هقدر ااذيك وأخاف أقول أي حاجة لباباك ملاك تتأذى ، لو أنه أكيد لو عرف أنا هنا ليه هو أول واحد هيأذيني أنا مش فارق معايا نفسي ، أنا خايفة أوي على ملاك
وقامت تترنح في خطاها تشعر بالدوار ... تحركت لخارج الغرفة تمشي بهدوء إلى السلم المتجه صوب السطح ... ولحسن حظها وربما العكس رآها جاسر حين خرج من غرفته ليصلي
تحرك خلفها بخفة يقطب متعجبا تبدو متعبة تترنح في خطاها إلى أين تذهب من الأساس ولما تتجه إلى سطح البيت ... صعد السلم خلفها تاركا مسافة حتى لا تراه ... أطل برأسه ينظر لما تفعل ليراها تحاول الصعود إلى سور السطح هنا فهم ما تريد فعله اندفع لداخل السطح سريعا يقبض على ذراعها يجذبها عن السور قبل أن تصعد ، شهقت مفزوعة خاصة حين رأته ليطحن أسنانه يهمس لها غاضبا :
- أنت رايحة تهببي ايه ، عايزة تنتحري ... أنت عاوزة ايه بالظبط أنا حقيقي مش فاهمك ... أنتِ عايزة ايه يا طرب وأنا أوعدك هنفذهولك
انهمرت الدموع من عينيها تهمس له بحرقة :
- عايزة أعيش حياتي من غير خوف ، عايزة ابص لنفسي من غير ما اقرف لنفسي كل ما افتكر شكلي ببدلة الرقص ، نفسي أنام ليلة من غير خوف ... عايزة اطمن على ملاك وما فيش حاجة تأذيها ، أنا عايزة بابا .... عايزة اشكيله اللي عملته فيا الدنيا ... أنت فاكر أن أنا وحشة وأنا فعلا وحشة بس اقسملك اني عمري ما اذيت رعد ولا فكرت ااذيه حتى ، أنا تعبت من الدنيا ... تعبت من حياتي ... أرجوك كل اللي بطلبه منك خلي بالك من ملاك ، ملاك مالهاش ذنب في أي حاجة وأنا استحملت كل حاجة حصلتلي عشانها ... تعرف أنا ما خوفتش من راجل ضخم كان عاوز يغتصبني وضربته وفتحت دماغه ، بس بخاف من نظرة القرف اللي بشوفها منك .... أنا والدي بردوا كان بيحبني أوي زي ما حضرتك بتحب رعد ، بس هو مشي وسابني ... وساب الدنيا تلطش فيا زي ما تحب ... أنا كل اللي عوزاه دلوقتي إني اروحله وابطل جري في الدنيا
شعر بالشفقة والحزن والألم في آن واحد وهو نادرا ما يشعر بتلك المشاعر ... يبدو أن رؤى قد أصابته بمشاعر طيبتها المفرطة ، ابتلع لعابه ينظر لحالها الحزين دموعها المتسابقة ليتنهد بقوة يربت على رأسها برفق يغمغم :
- طب اهدي وبطلي عياط ، أنتِ طلعتي عينينا على ما حرارتك نزلت ... اهدي طيب يا بنتي وكل حاجة هتبقى كويسة
اغمض عينيه للحظات يزفر أنفاسه بعنف يغمغم بنبرة هادئة :
- بصي يا طرب أنا هعتبرك من اللحظة دي مش مرات ابني بس ، لاء بنت من بناتي زي مريم وچوري هكون ليكِ سند وأمان الأب حتى لو ابني زعلك في يوم أنا اللي هخدلك حقك منه ، وهمحي كل الماضي بتاعك هنسفه كأنه ما كنش موجود ، هديلك الثقة والأمان مقابل دا مش عايزك تخبي عليا وأنا اقسملك بالله أن مهما كان اللي هتقوليه أو اللي عملتيه أنا هصحله بشرط أنتِ اللي تقولي مش أنا اللي أعرف ، وأنا مش عاوز أعرف حاجة دلوقتي ... أنا عايزك تنزلي ترتاحي بس وأنتِ مطمنة ومش خايفة من أي حاجة
اضطربت حدقتيها تنظر له مدهوشة لا تصدق ما تسمع منه ، والد رعد تقبل وجودها بينهم بل ويخبرها أنه سيكون لها أبا ... خافت من أن يكن يخدعها ولكن نظرات عينيه كانت هادئة صادقة ... انهمرت الدموع من عينيها بعنف تسأله بعينيها خائفة أن كان صادقا ، ليبتسم يائسا يحرك رأسه بالإيجاب ... شقت ابتسامة خائفة ثغرها قبل أن تتحرك قدميها صوبه وقفت أمامه تنظر إليه تتخيل وجه والدها مكان وجهه لترتمي بين أحضانه تشهق في البكاء بعنف تنتحب كطفلة في الخامسة ، تنهد مشفقا على حالها ليرفع يده يربت على رأسها برفق يهمس بحنو :
- بس يا بنتي اهدي ، صدقيني كل حاجة هتبقى كويسة !!
______________
دا انتوا عيلة خلل مصائب فوق مصائب
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 💖
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال

Continue Reading

You'll Also Like

4.1K 364 16
بَعيداً عن الكئابة... بَعيداً عن فلسفة الحزن... هُنا مسَاحة لقليل مِن الإيجَابية.. تجعلُك.. تَشِع إيجابية!! 💛☄
3.2K 64 12
قويه أنتي هشه من الخارج ولكن من داخلكي قويه كقطرات الندي رقيقه، هشه ولكن تنعش الزهر بسقوطها عليه هكذا أنتي فلا تنكسري
1M 50.9K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
5M 106K 58
داخل أعماقِ قصص الهويْ،،دائمآ ما تكون البداياتِ أفضل وألطف،،بعدها يبدأ الشغف بالتلاشي رويدآ رويداْ،،حتي يصبح الأمر عادي،،وبقصتي مع زوجي وحبيبي لم يكن...