◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀

By itsjanaamr

4.4K 302 26

_ خُلقتِ مني كما خُلِقت حواء من أدم ، و الآن أعادنا التاريخ لتكتمل قصتنا .. ربما تجمعنا بعض الإختلافات ، فأنت... More

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 00
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 01
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 02
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 03
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 04
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 05
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 06
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 07
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 08
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 09
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 11
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 12
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 13
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 14
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 15
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 16
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 17
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 18
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 19
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 20
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 21
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 22
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 23
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 24
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 25

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 10

139 13 2
By itsjanaamr

" لَـم أُحَـب الـغَـابَـات يَـومَـا إَلا عِـنـدَمَـا رَأيَـتُـهَـا فًِي عَـيـنَـيكَ "

-

_ فاليريو هل أنت بخير ؟
قالها إيريك لـ فاليريو الذي كان يقود السياره و بيده الأخري سيجارته و نظره مشخص للطريق ، أومئ فاليريو برأسه دون أن يجيب ، سحب إيريك السيجاره من يد فاليريو ثم وضعها في فمه و هو يقول :
_ لا تدع كلام ذلك الأحمق يؤثر عليك .
لم يجيبه فاليريو مره أخري ، ادار إيريك رأسه ناحيه فاليريو ليري لما لا يجيبه هذا ، فـ وجده ينظر إليه متجاهلا الطريق و عيناه تشع بغضب بالغ ، نظر إيريك له بدهشه لا يعرف ماذا فعل حتي غضب هكذا ، ولكنه أدرك ماذا فعل سريعا ، ابتسم بخوف و هو يضع السيجاره بين شفتي فاليريو :
_ اعتذر يا زعيم أردت ان اتذوقها فقط .
أدار فاليريو رأسه ببطئ ناحيه زجاج السياره الأمامي و هو يعود ليركز في الطريق مره أخري .
_ ماذا علمت عن راسيل ؟
سأله فاليريو بعدما طلب منه أن يكفل أحد رجاله بالبحث عن معلومات عن راسيل ، تنهد إيريك و هو يعود لجديته :
_ أسمها راسيل يلماز ، عمرها أربعه و عشرون ، أي تصغرك بـ تسع سنوات ، ان كنت تزوجت انت في سن صغير لكنت انجبت طفله بعمرها .
قالها بمزاح ولكن جديه فاليريو جعلته يتحمحم ثم يعود مره أخري للحديث :
_ تعيش مع والدها في إزمير ، والدتها متوفيه منذ أن كانت في الخامسه ، لا أشقاء ، كان لها شقيق واحد يسمي ادم و لكنه مات في حادث سير منذ سنوات ، و شقيقه اخري تدعي " ديلارا " و الغريب أنه لا يوجد لها أي أثر ، فقط وثيقه ميلادها ، ثم لا شيئ أخر ، لا شهاده مدرسيه ولا اي شهاده اخري ، حتي لا يوجد لها تاريخ وفاه مما يثبت أنها لازالت علي قيد الحياه .. غالبا .
قبض فاليريو حاجبيه بدهشه ، أي شقيقه هذه ؟ والد راسيل كان صديق سيلينو و لم يكن يسمع عنه بشأن أي حادثه لإختفاء أو شيئ كهذا .
_ ألم يقم برفع قواضي ؟ مثلا بشأن اختفاء او اختطاف او مما شابه .
نفي إيريك برأسه و هو يقول :
_ لا لم أجد أي شيئ يدل علي أنها قد أصيبت بسوء ، لا يهم أين ذهبت و ما شأننا بها ؟
حاول فاليريو التغاضي عن الموضوع و عدم تكبيره ، صفق إيريك بيده و هو يجذب إنتباه فاليريو :
_ لدي مفاجأه لك .
أطفئ فاليريو سيجارته في المطفئه الخاصه بالسجائر الموضوعه بسيارته ثم اجابه بملل :
_ ماذا ؟
_ سآتي للمبيت عندك اليوم .
_ لا .
اختفت ابتسامه إيريك و هو يقول بضيق مصتنع :
_ و أنا من ظننت أنك ستقول تعالي و امكث معي يا اخي الحبيب .
_ افضل مكوثك في منزلك يا اخي الحبيب .
ربع إيريك يديه و هو يتصنع الحزن بسبب كلامه الجارح - كما يري إيريك - و هو ينظر لنافذه السياره ، فجأه توقف فاليريو بسيارته ، تعجب إيريك من وقفته المفاجأه :
_ ماذا ؟ لم توقفت ؟
_هيا اخرج من السياره .
فتح إيريك عينيه بصدمه ثم وضع يديه علي فمه بحركه دراميه و هو يقول :
_ هل تطردني من السياره ؟
مد فاليريو يده ليفتح باب السياره ثم دفع إيريك خارجها :
_ هيا اذهب لبيتي ، ساعه و سآتِ لك .. لا تعبث بشيئ .
_ إلي اين انت ذاهب ؟
_ يوجد شخص علي زيارته .

-

_ ماذا تعني ؟ هل سنعمل في شركه ذلك القاتل ؟
سألت آيلا راسيل التي كانت تمسك زجاجه المياه بيدها :
_ لا أعلم ، لم آخذ قراري بعد .
ضحكت آيلا بتعجب و هي تنظر إلي كتله الغباء الواقفه امامها :
_ لا مجال للتفكير ، نحن لن نعمل في تلك الشركه ابدا ، سنبحث عن شركه أخري و سنبتعد عن هذا الشخص .
_ ألا تتذكري كم أُرهقنا حتي نستطيع التقديم علي تلك الوظيفه ؟ أتذكرين كم من الوقت أخذنا كي نستطيع حجز دور لنا لكي نقوم بالمقابله ، أتريدين إضاعه تعبنا بالأيام هباءا ؟
نظرت لها آيلا بعدم تصديق ، تلك ليست صديقتها ، هذه ليست حتي طريقه تفكيرها ، لطالمه كان تفكيرها عقلاني و لا تنجرف وراء قلبها و هذه الأشياء السخيفه :
_ ماذا فعل بكِ ذلك الرجل ؟ هذا ليس كلامك انا متأكده ، هل قام بتهديدك ؟
وضعت راسيل زجاجه المياه علي الطاوله ولم تجيب آيلا ثم توجهت الي الحقائب تفتحها لتخرج ملابسها ، بينما آيلا سارت ورائها ثم سحبتها من يدها بحده حتي أن اظافر يدها جرحت يد راسيل ، تألمت راسيل جراء الجرح الذي أحدثته لها آيلا ثم نظرت لها بغضب :
_ ما الذي تفعلينه ؟
_ بل ما الذي تفعلينه انتِ ؟ هل انتِ غبيه ؟ تجعلينا نعمل عند قاتل ؟ الم تري كيف قتل الرجل أمامنا دون رحمه ؟
التفتت راسيل لتخرج ثيابها و هي تتحاشي نظراتها ، تعلم أن ما تقوله صحيح ، تعلم انه قاتل و جميع الحجج الذي اخبرها بها بالمكتب كانت كاذبه ، و لكنها تود ان تعرف ما نهايه رؤياها تلك :
_ أخبرتك أنني لم أفكر بعد .
_ لن تفكري حتي بالموضوع ، أقسم إن لم تتراجعي عن تفكيرك الغبي هذا لأخبرن والدك بكل شيئ ، و سنعود علي أول طائره متجهه لتركيا .
فتحت راسيل عيناها بعدم تصديق ، هل هددتها للتو ؟ التفتت لها و هي تحمل ثيابها بيدها :
_ أفعلي ما شئتِ ، و لكن لا أنتِ أو أبي ستجعلوني أعود عن قراري ، و تهديدك الغبي هذا لا يهمني .
ثم دفعتها جانبا و توجهت الي الحمام لتبدل ثيابها ، جلست آيلا علي الأريكه التي خلفها بعدما احتشدت الدموع في عينيها ، هي لم تقصد تهديدها ، هي فقط تخشي عليها ، تخشي أن يؤذيها ذلك المجرم ، بالتأكيد هذا ليس زيوس ، انها مجرد صدفه لا أكثر هي واثقه من هذا .
بعد دقيقتين خرجت راسيل بعدما بدلت ثيابها ثم سحبت هاتفها و هي تتوجه الي خارج الغرفه ، ركضت آيلا ورائها و هي تستوقفها :
_ إلي أين أنتِ ذاهبه ؟ انتِ لا تعرفين أحدا هنا .
ابعدتها راسيل عنها و هي تفتح الباب :
_ لا شأن لكِ .
_ ستذهبين اليه صحيح ؟
توقفت راسيل بعدما كانت قد خطت عده خطوات خارج الغرفه ، عادت مره أخري ثم توقفت امام آيلا :
_ لست صغيره لتحاسبيني عما أفعل ، أنا اعلم الصواب و الخطأ فلا أحتاج لتعليماتك .
دفعتها لداخل الغرفه و هي تتحدث بعصبيه :
_ هيا اذهبي الي ابي و اخبريه ان ابنته السافله ذاهبه لرؤيه القاتل .
ثم اغلقت الباب علي آيلا ، ركضت آيلا تبحث عن هاتفها و هي تبكي ، فجأه أتاها إتصال منه لتفتح المكالمه و هي تقول :
_ سام .. احتاج لمساعدتك !

-

أشعل سيجارته ثم سحب منها دفعه من النيكوتين ، و سرعان ما تكثف الدخان حول محياها ، فرد ظهره بأريحيه ثم رفع رأسه و نظره مشخص لأعلي ، نفث الدخان من فمه و هو ينظر الي بقاياه التي تتطاير امامه ، تزاحمت الأفكار بعقله و سرعان ما تاه في خضم تلك الذكريات ، لا يعلم من أين يبدأ حتي ، و لكن كل فكره تنتهي بـ " لما حدث هكذا ؟ " ، و الآن تفكيره يقف عند لما أصبح هكذا ؟ هو لم يولد قاتل أو يحمل بيديه مسدس ، هو من آل بنفسه الي قبره ، و لكنه ليس المذنب ، من يقومون بإتهامه بأنه قام بقتله ، والده .. هو المذنب في تكون شخصيته القاسيه تلك ، نزع منه احلام طفولته و دمر مراهقته ، منذ ان كان في الثامنه و هو يحاول تعليمه كيفيه التصويب ، طفل في الثامنه اصدقائه أكبر همهم هو ان ينهو واجباتهم سريعا كي يستطيعو اللعب ، و هو يتعلم كيفيه التصويب بالمسدس ، يري الرجال الضخام يدخلون بيتهم كل ليله و كل واحد منهم يحمل سلاحه بجيبه ، منعه والده عن ممارسه هواياته بحجه انه رجل ، و تلك الهوايات التافهه لا تلائم من هم في جنسه ، كان يحب الطيارات و الدراجات الناريه للغايه ، مهووس بهم كان ، يجلس يلعب بالطيارات البلاستيكيه علي الارض و والدته بجانبه تلاعبه ، ثم يأتيه والده و يراه و هو يلعب ، و كيف لفتي مثل ابن سيلينو موروني ان يلعب بألعاب الأطفال ؟ هذا لا يجوز .
فقط يصرخ بهم ، ثم يذهب ناحيته سريعا بينما " إيلاريا " تحاول اخفائه خلف ظهرها ، يدفعها بعيدا عنه ثم يسحب ابنه الي الداخل غير مبالي بصرخاته العاليه ، ثم يدخله الي غرفته و يغلق الباب عليهما ، و إيلاريا تصرخ بالخارج و تطرق الباب بقوه و هي تستمع الي صوت حزام سيلينو يهبط بقوه علي جسد ابنها ، تصرخ اكثر و هي تستمع الي صرخات ابنها التي تكاد تهدم المنزل ، بالإضافه لتوسلاته التي قابلها سيلينو بالسباب له و كم هو شخص ضعيف للغايه ، ماذا يتوقع من طفل في العاشره من عمره و يجلد بالحزام؟
ظل هكذا يُجلد كل ليله و يحبسه والده لساعات طوال في غرفته وحيدا كـ نوع من العقاب ، ظل هكذا لسنين طوال حتي بلغ الثانيه عشر ، مل تصرفات والده ، لم يعد يهمه ضرب والده له ، تعلم الرمايه و اصبح ابرع من المتدربين البالغين الذين يتدربون معه ، احب الأسلحه حبا كبيرا و اصبحت الرمايه هوايته الوحيده ، و بعدما وصل لمرحله النضج علم ان والده ليس رجل اعمال كما يزعم ، و انما هو زعيم لأكبر مافيا في إيطاليا ، علم ان كل الشده التي كان يتعامل بها معه كان ورائها غرض واحد ، كان يريد منه ان يتولي هو منصبه بعد موته ، ففي تلك المافيا عندما يموت الزعيم يتولي ابنه الكبير او احد اقاربه الزعامه بدلا عنه ، فلم يكن يوجد في العائله سوي ثلاثه اولاد ، ابنائه الإثنين و ابن اخيه ، لم يفكر بـ ابنه الثاني لأنه صغير ، فقط كان يولي كامل اهتمامه علي " فاليريو " ، كان حريصا ان يضع به كل الصفات التي تجعل منه الزعيم المقبل ، فـ ابن اخيه كان يكبر فاليريو بعامين ، و شقيق سيلينو له مركز ثقيل ايضا في المافيا ، لذا من الممكن ان يقع الإختيار علي ابن اخيه و ليس ابنه هو ، بدأ فاليريو يتمرد علي رغبات والده ، لا يهتم بشيئ في الحياه سوي والدته و أخيه الصغير ، والدته .. اكثر شخص كان يؤمن بأحلامه ، اكثر شخص كان يبعث بقلبه الطمئنينه !
عندما انتهي من المرحله الثانويه ، كان حلمه الوحيد هو ان يصبح طيارا ، و لكن حتي ذلك الحلم منعه والده منه ، بحجه ان جميع العائله رجال اعمال و يجب عليه ان لا يخرج من المسار هذا ، رجال اعمال في العلن ، و في الخفاء مجرمين ، بالنهايه استسلم لرغبه والده ليس لإرضائه ، استسلم فقط لاجل والدته ، والدته التي بدأ المرض يزحف الي جسدها و يسيطر عليها ، كانت والدته تدعمه بشأن قراره بأن يصبح طيارا ، لذا كانت تخوض نقاشات طويله مع سيلينو محاوله اقناعه ، و لكن تلك النقاشات دائما كانت تنتهي بالمشاجرات العنيفه ثم يضربها حتي تفقد وعيها ، بالنهايه وافق بدخول تلك الجامعه علي مضض ، خوفا علي صحه والدته .
بعد عامين توفيت والدته من شده المرض ، و الغريب هو موت والده في نفس اليوم ، و السبب حد الآن مجهول و لكن ما قيل أنه توفي بنوبه قلبيه أثر حزنه علي موت زوجته ، ثم تولي فاليريو الزعامه بعد موت والده ، ترك فاليريو بعدها ذلك المنزل بكل ما يحمله من ذكريات سيئه ، و أخري جميله تتمحور حول والدته فقط ، ثم اشتري منزل له بعيدا عن اضواء مدينه روما ، و لم يتبقي له أحدا سوي صديقه الوحيد إيريك ، حتي أخيه الصغير لا يعرف عنه شيئ ، غريب .. و كأننا نروي قصه خياليه بطلها مصاص دماء !
وقعت السيجاره من يده و كأنه حتي لا يقوي علي حملها ، رفع عيناه المليئتان بالدموع إلي القبر يقرأ المكتوب عليه .. " إيلاريا بنتيفوليو " كان ينقل عينيه بين اسمها و بين التراب الذي يغطي القبر ، لم يعد يستطيع منع بكائه من الخروج ، بالنهايه اطلق العنان لدموعه و جلس يبكي كـ طفل صغير فقد امه ، يبكي كل لحظه اضاعها دون أن يكون بجانب والدته فيها ، لقد كان قريب منها للغايه عكس اخيه الصغير الذي كان حاد الطباع مثل سيلينو والده ، بكي كل شيئ حدث له ، بكي خسارته لعائلته ، بكي كونه وحيد ، بكي بسبب ما هو عليه ، يكره نفسه و يكره ما وصل إليه ، اصبح نسخه طبق الأصل من والده و حتي اسوء منه ، يكره الجحود و الظلم الذي يحمله في قلبه ، و يعد قبر والدته هو المكان الوحيد الذي يطهر ما في قلبه من دنس ، بكي بحرقه و هو لا يري من شده دموعه ، تحدث من وسط شهقاته :
_ لا أستطيع أمي .. لقد مللتُ الحياه بدونك ، صدقيني لا أريد شيئ سوي رؤيتك ، اريدك ان تضميني إلي مثلما اعتدتِ ان تفعلي ، افتقدت للحظات التي كنت اعود منها من جامعتي و تأتين الي ركضا فقط كي تحتضنيني ، لقد كنت أموت ألما بسبب وجود جامعتي في ميلانو و ليس معكِ في روما ، فـ ما بالك و انتِ هنا تحت التراب ، لم تعدِ حتي موجوده في عالمي ، اكره كوني اتنفس انفاس لا تتنفسينها ، لقد مللت من الحياه أمي ، اصبحت شخص سيئ للغايه ، اصبحت اسوء من سيلينو ، لو كنتِ موجوده لم يكن ليحدث كل هذا ، ليتني متت معك ذلك اليوم ، اعلم انكِ غاضبه مني ، و لكنني لا استطيع التوقف عن طباعي الدنيئه تلك ، لم أعد افعل شيئ في حياتي سوي شرب السجائر و الخمور و القتل ، لا استطيع التوقف عن القتل .. في كل مره اقتل شخص بها اشعر بتلك اللذه تسري بداخلي ، و كأنني انتقم من العالم كله لموتك ، كل شخص اقوم بقتله اري سيلينو بدلا منه ، لست سعيدا بما افعل ، و لكنني لا استطيع التوقف عن حمل مسدسي معي في كل مكان ، الجميع يتآمر لقتلي و منذ أن كنت طفلا صغيرا ، فقط لكي لا أرث ذلك المنصب الغبي بعد موت سيلينو ، و الآن كل من يعرفني يود قتلي ، منهم من يحاول اغتيالي و سرقتي ، و منهم من يود قتلي انتقاما لقتلي لاحد افراد عائلته ، و منهم من يود قتلي طمعا في منصبي ، اتعرض لمحاولات القتل حتي و انا آكل طعامي بعيدا عن الناس ، لم اعد اثق بأحد سوي إيريك يا أمي ، بالمناسبه أود إعلامك بشيئ !
مسح دموعه بعدما هدأ قليلا ، ثم اعتدل في جلسته و هو يستعد للحديث :
_ أتذكرين مارسيا ؟ مارسيا التي كانت تظهر لي في أحلامي ، لقد رأيتها هل يمكنكِ التخيل ؟ ، انها جميله للغايه ، اجمل بكثير من مارسيا التي كنت أراها في رؤياي ، تعرفت عليها و تدعي راسيل ، أتت لتعمل في شركتي و لكن بعدما رأتني أقتل شخصا ، لربما ترفض العمل مع شخص مثلي ، و معها كامل الحق ، و لكنني لن أتركها .. حتي لو اضطررت لخطفها و حبسها فقط لكي تبقي أمام عيناي ، فـ هي من تسببت في تلك المشاعر الغريبه التي اشعر بها ، لقد كنت اودع النوم لأيام فقط بسببها ، لذا لن أتهاون في اختطافها ، لن أدعها تفلت من بين يداي حتي أعرف قصتها .
صمت قليلا ، ثم بدأ يشعر براحه تسير بداخله ، تلك الراحه التي يشعر بها كلما اتي و تحدث معها هنا ، استقام و استعد للذهاب و هو يمسك بهاتفه و علبه سجائره ، تأكد من وضعيه المسدس في حزامه ثم سار ناحيه بوابه الخروج من المقابر .
نظر الي هاتفه ينظر لمحتوي الرساله التي وصلته من إيريك ، و أثناء انشغاله بقرائتها لفت انتباهه صوت ضحكه انثويه خافته ، توقف مكانه و كأنه يشعر بالشلل و هو يعرف صاحبه تلك الضحكه تماما ، ظل نظره محدق بالهاتف و لكنه لم يكن يقرأ الرساله ، كان عقله منشغل بما سمع للتو ، انزل عينيه من علي الهاتف الي الارض ببطئ و عينيه تسير علي الأرض حتي رفعها ليري رجلين يسيرون نحوه و بينهم تسير فتاه في العشرينات من عمرها ، بهت وجهه و هو ينظر الي ثلاثتهم ، خاصه الرجل و الفتاه اللذان كانا يسيران بجانب بعضهما البعض ، وقف ينظر اليهم و هو يردد اسمائهم بصوت يكاد يسمع .. " أريان " و " إيليت " و " إيدن " ، ظل ينظر اليهم و هم يتجهون نحوه ، كان نظره معلق بـ أريان و إيليت و لم يلقِ بالا لـ إيدن ، ظل هكذا متجمدا مكانه حتي توقفو فجأه عن السير و كأنهم رأوه للتو ، ارتسمت ملامح الصدمه علي وجوههم خاصه إيليت التي عادت بسرعه تختبئ خلف ظهر أريان و هي تتشبث بقميصه ، قطع هذا الصمت أريان الذي تقدم نحوه و هو يمسك يد إيليت التي كانت تسير و هي تتخفي خلف ظهره ، سار إيدن ورائهم و علي وجهه ابتسامه مستمتعه حتي توقف أريان امامه تماما و إيليت خلفه و إيدن بجانبه ، ظل فاليريو و أريان يتبادلون النظرات البارده هكذا دون حديث ، حتي كسر الصمت صوت إيدن :
_ كيف حالك يا ابن العم ؟ لقد أتينا لزياره أبي و عمي .
لم يكن فاليريو يستمع حتي لكلماته ، و علي ذكر ابن العم ، فـ ايدن هو ابن عم فاليريو الذي كان سيلينو يخشي توليته منصب الزعيم ، لاحظ إيدن تجاهل فاليريو له لذا تحدث مره أخري و كأنه يريد إشعال الاجواء أكثر :
_ ألن ترحب بـ أخيكَ الصغير ؟ لقد أتي اليوم من بريطانيا و معه إيليت و سيستقرو هنا في روما .
مره أخري لم يجيبه فاليريو و نظره مركز علي أريان ، كان بينهما تواصل بصري من يراه من بعيد يظن أنه خالي من المشاعر ، و لكن بالحقيقه كانو و كأنهم يتبارزون بعينيهم ، فـ ان كانت العيون تقتل لـ كان أريان ميت بالحال ، سحب ايدن ايليت التي كانت تسب شقيقها الغبي من خلف ظهر اريان ، اوقفها امام فاليريو مباشره و هو يقول :
_ ماذا عن ابنه عمك الن ترحب بها أيضا ؟ هل نسيتها ؟
ابتسم فاليريو ابتسامه جانبيه ثم انزل عيناه من علي أريان لتنتقل إلي إيليت و عيناه تشتعل بالبرود ، ثم انخفض بجزءه العلوي فقط ناحيه ايليت ليقترب منها حتي اختلطت انفاسهما ، شعرت برعشه تسير في كامل اوصالها ، ظل ينظر اليها بينما هي تتحاشي النظر الي عينيه التي كانت تحاصرانها ، تحدث فاليريو بصوته الرخيم و هو محافظ علي ابتسامته :
_ انا لا أنسي اي شيئ ، خاصه وعودي .
ضغط علي كلمته الاخيره و كأنه يذكرها بوعده ، اعتدل في وقفته و هو ينقل نظره بين أريان و إيليت :
_ أتيتما إلي برجولكما ؟ مرحبا بكما في أرضي .

-

_ أريان ، إلي اين ستذهب ؟ نحن لا نمتلك احدا سوي بعضنا البعض !
ضغط أريان علي ضروسه و هو يحاول الا ينفجر بوجه اخيه بينما يضع ثيابه بالحقيبه ، لم يعيره اهتمام و هو يكمل طي ثيابه ، رفع فاليريو صوته و هو يحادثه :
_ انا اتحدث معك جاوبني !
دفع أريان الحقيبه بعيدا عنه ثم صرخ و دموعه تنهمر علي وجهه :
_ ماذا تريد مني واللعنه ، لقد اخذت مني كل ما أملك ، أخذت مني امي و ابي !
اقترب منه فاليريو يحاول تهدأته بعدما تجمعت العبرات في عينيه و هو يري انهيار شقيقه الصغير :
_ لم أقصد .. لم أكن اريد ان يحدث هذا .
اقترب منه اريان بوجهه المحتقن من شده الغضب ثم بدأ يلكمه في صدره :
_ لقد حظيت علي اهتمام امي منذ الصغر ، لطالما كانت تهملني و تهتم بك انت ، و أبي كذلك ، كل ما يهمه هو كيفيه جعلك رجل قوي لتتولي منصبه ، ماذا عني ؟ ألم اكن ابنهم ايضا ؟ لما اهملوني هكذا ؟ لقد احبوك اكثر مني !
_ امسك فاليريو يد أريان التي كانت تلكمه و هو يضغط عليها بقوه :
_ والدنا لم يحب أحدا منا ، و لم تفرق امي بالمعامله بيننا ، كانت توزع علينا اهتمامها و حبها بالتساوي ، انت من كنت تميل الي والدنا ، انت من اردت الاقتراب منه لتستطيع الدخول في تلك المافيا الغبيه و تترأسها بدلا عني ، حتي أنك الآن في الثامنه عشر من عمرك ولكنك قتلت أُناس اكثر من الكثير من المجرمون ، ركضت وراء طيش مراهقتك الغبيه تلك و انغمست في هذا العالم القذر ، حللت لنفسك القتل و السرقه و التعدي ، و كل هذا و انت لم تتعدي الثامنه عشر ، ماذا ستفعل بعد سنتين اخرتين ؟ ستصفي ايطاليا من سكانها ام ماذا ؟ انت تعلم انني لا اريد ذلك المنصب الغبي الذي تسعون ورائه ، كل ما أردته ان تبتعد انت عن تلك المنظمه القذره .
ابعد أريان يد فاليريو عنه و هو يمسح دموعه التي لا تتوقف :
_ انت السبب ، ماذا كنت تريد مني و انا اراك تأخذ كل هذا الاهتمام لك وحدك ، الجميع يهتم بك و يعاملونني و كأنني مزهريه في هذا القصر ، جميعكم ترونني مراهق غبي ، و يرونك انت الرجل العاقل الحكيم ، بالرغم من انك لا تكبرني سوي بعامين ، حتي الفتاه الوحيده التي احببتها .. الفتاه الوحيده التي احببتها اخذتها انت مني !
_ اقسم لك انني لم اكن اعلم بمشاعرك تجاهها ، ان كنت اعلم لكنت ابتعدت عنها لأجلك ، انت لا تعرف ماذا تعني لي ، أريان انت اخي و بني و صديقي ، لم أعد امتلك احدا في الحياه سواك !
ضرب أريان زجاج المرآه التي بجانبه لينفجر الدم منها و هو يصرخ من بين شهقاته :
_ كفاك كذبا انت لا تحبني ، لا تحب احدا سوي نفسك و الاموال فقط ، انت السبب بموت والدانا ، لقد دمرتني ، لا تعلم مدي الكره الذي احمله في قلبي تجاهك ، في كل ليله كنت أراك نائما في فراشك ، كنت اتمني لو انني استطيع ان اسحب مسدسي و افرغ خزانته في رأسك ، اتمني من كل قلبي ان تموت و تحترق جثتك في الجحيم ، و قتها سآتي و سأبصق علي قبرك و انا ارقص فرحا .
اغمض أريان عيناه و هو يحاول محو تلك الذكريات العالقه في رأسه ، لم يندم علي كل كلمه قالها الي فاليريو منذ ذلك الحين ، مرت اثني عشره سنه علي اخر مره رآه فيها ، لم يشعر بأي شوق داخله تجاهه ، بل كان كرهه و حقده ينمو أكثر ، و لكن عندما رآه اليوم .. ذلك الشيئ الغبي الذي تحرك بداخله ، و كأنه .. و كأنه حنين !
فرك عينيه و هو يستبعد تلك الفكره ، بالطبع ليس حنين ، ربما تذكر والده فقط ، فاليريو كان طبق الأصل من والده ، يشبهه في جميع تفاصيل ملامحه ، فقط ورث عن أمه لون عينيها ، كان يشبه والده في الملامح فقط .. و لكن الآن يبدو و كأنه النسخه الأصغر من سيلينو موروني ، و ربما أكثر. قذاره منه .
فاق من شروده علي صوت إيدن و هو يدعوه لشرب القهوه معه ، اخذ أريان كوب القهوه بينما إيدن يجلس امامه :
_ و الآن ماذا ستفعل ؟
وضع أريان كوب القهوه علي الطاوله ثم استلقي علي الأريكه كي يمدد ظهره :
_ بشأن ماذا ؟
_ هل ستعود لشركه ابيك و تأخذ نصيبك ؟
وضع أريان يده فوق جبينه و نظره مصوب للسقف :
_ و هل تظن ان فاليريو سيعطيني نصيبي من الشركات بتلك السهوله ؟
_ نعم .
أدار أريان رأسه ناحيه إيدن الذي كان يبدو واثقا من كلامه ، جلس نصف جلسه و هو ينظر له بأعين شبه مغلقه :
_ و لما انت واثق لهذا الحد ؟
_ يبدو انك لا تعرف عن من نتحدث .
_ ماذا تقصد ؟
وضع إيدن كوب القهوه علي الطاوله ثم اعتدل في جلسته و هو يشرح لـ أريان ما حدث في غيابه :
_ شقيقك الثلاثيني فعل كل ما عجز الرجال الشُيَّاب عن فعله ، فعل ما كان يسعي والدك اليه .
تحدث أريان بنفاذ صبر :
_ هل ستخبرني ماذا فعل اليوم أم اذهب للنوم ؟
_ كان أبي و أبيك يسعون لشيئ واحد فقط ، و بوجه الخصوص أبيك ، كانو يريدون السيطره علي كامل مداخل و مخارج ايطاليا ، لا يستطيع أي تاجر مهما كانت نوع السلعه التي يتاجر بها أن يدخل أي شيئ من خارج البلاد أو يصدره دون علمهم ، كانو يحلمون بالسيطره علي إيطاليا بأكملها ، و أخيك الكارثه ما فعله كان أكبر من هذا ، استطاع جعل أوروبا بأكملها تخضع لسيطرته ، أتري اوروبا في ضخامتها و مدي قوتها ، تخضع كل دولها إلي فاليريو ، وصلت سلطه فاليريو الي جميع المافيا بالعالم ، الكل يعرف من هو فاليريو موروني ، الرجل الوحيد الذي استطاع اخضاع أوروبا لها ، أما عن ثروته ، فـ دعنا لا نخوض هذا الحديث ، سله القمامه الموجوده في منزل اخيك تقدر بألاف الدولارات ، الورث الذي تركه والده لكما يعد قروش أمام ما جمعه فاليريو في فتره زعامته للمافيا ، أتدري سبب تفوق فاليريو علي والدك ؟ والدك كان يعمل بجهد ، أما فاليريو كان يعمل و يخطط بذكاء ، يشتري القصور و الشركات و المنتجعات و هو جالس علي كرسيه في مكتبه ، له أعين في جميع عصابات المافيا الكبري ، لكل مافيا زعيم خاص بها ، و كل الزعماء يعملون لدي فاليريو و يسيرون بأوامره ، فاليريو في خلال اثنتي عشره سنه فعل ما عجز والدك عن فعله في الثلاثين عاما الذي ترأس فيهم زعامه المافيا ، و الآن هل أدركت مدي خطوره و نفوذ شقيقك الذي تستهين به أم أخبرك أكثر ؟
كان فم أريان ما زال مفتوح من صدمته ، صحيح انه شقيقه و لكنه كان حريص علي ان يكون بعيدا عنه ولا يستمع لأي أخبار عنه ، و بعد كل ما سمعه أي ورث هذا الذي سيطلبه منه ؟ أيكون أمامه كل تلك الميليارت ، ثم يذهب ليطلب بعض الملايين ؟ لا ، هو يطمح لأكثر من ذلك ، أراح أريان رأسه للخلف و علي وجهه إبتسامه جانبيه و في رأسه مئات المخططات !

-

كانت تسير بالطرقات لا تعرف أين تذهب ، ما زالت لا تعرف الأماكن هنا جيدا ، تلك ليست اول زياره لها لروما ، لقد أتت هنا كثيرا في صغرها و لكنها لا تتذكر الأماكن جيدا ، لذا كانت تسير بلا وجهه محدده ، و عقلها يدور به الكثير من الأفكار .
لا أحد يفهمها ، حتي آيلا التي ظنت انها الوحيده التي تفهمها ، هي لم تقتنع بكلام فاليريو أبدا ، و تعلم أنها مخطئه و أنها تسير ورا قلبها و لم تفكر حتي بالمخاطر التي قد تواجهها ، و لكنها لا تهتم حقا ، لا تهتم بـ شيئ سوي معرفه نهايه هذا الطريق ، لقد بدي فاليريو و كأنه يعرفها ، و لكن ربما صدفه .. فـ هي لن تذهب إليه و تسأله هل أنت زيوس الذي تأتي في أحلامي ، أقل ما سيقوله عنها انها مجنونه فاقده عقلها ، لذا الحل الوحيد لكي تنتهي من تلك التساؤلات هو أن تكمل في طريقها كما هي ، تذكرت ملامحه التي توقفت أمامها تشعر بالعجز .. عيناه الخضراء التي تشبه الغابات بعد ليله مطيره ، شعره الفحمي شديد السواد الممشط للخلف ، حاجبيه الكثيفين مرسومين كالسيف بالإضافه لأنف مدبب و شفتين غليظتين ، عضلات جسده و طوله الفارع الذي جعلها تبدو أمامه قصيره للغايه ، كانت تشعر و كأنها تقف أمام إحدي أبطال الروايات التي تقرأهم ، و كأن ملامحه تقسم بأنه بطل من أبطال الأساطير اليونانيه !
توقفت و هي تشعر بمعدتها تصرخ من الجوع ، و قد سارت إلي شارع لا تعلم متي حتي دخلته ، استدارت لتعود و في طريقها رأت مجموعه من الرجال يبدون مشبوهين في جلستهم و السجائر التي يشربونها ، تجاهلتهم و أكملت طريقها للأمام ، رأت ظلا ضخما ورائها و قد شعرت بالفعل بشخص يراقبها و يسير خلفها ، سرعت من خطواتها حتي أصبحت تركض بسرعه و هي تري مجموعه من الرجال يركضون خلفها ، صرخت تطلب المساعده و هي تبكي حتي توقفت و هي تري مجموعه من الرجال ضخام البنيه يقفون امامها ، توقفت و هي تشعر بأنها أصبحت محاصره ، و قبل أن يمسكو بها الرجال من خلفها شعرت بيد تسحبها بسرعه لتدخلها إلي شارع جانبي ، أطلقت صرخه عاليه ليكمم الشخص الذي سحبها فمها :
_ إهدأي ، أنا هنا لمساعدتك .
صمتت و هي تنظر بدهشه للفتاه التي تكمم فمها ، ثم نظرت الي الرجال الذين كانو يقفون امامها لتجدهم يقاتلون الرجال الذين كانو يلاحقونها ، ابعدت الفتاه يدها عن فمها معطيه راسيل حريه الحديث :
_ أنا لا أفهم ، أنتِ كيف ..؟
سحبتها الفتاه الي خارج الشارع تماما و هي تقول :
_ دعينا نخرج من هنا أولا و رجالي سيتولون الأمر ، انتِ ماذا تفعلين في شارع مثل هذا ؟ هنا يجلس لاعبين القمار و السارقين أي المجرمين بشكل عام .
تحدثت راسيل و هي تسير بجانبها و تمسك بيد الفتاه :
_ لا أعلم الأماكن هنا ، أنا لست إيطاليه .
ابتسمت لها الفتاه و هي تسير معها بعدما خرجو الي شارع عام :
_ علمت هذا من لغتك الإنجليزيه .
أومئت راسيل و مازال جسدها يرتعش أثر الصدمه :
_ أستطيع الحديث بالإيطاليه مثلكِ تماما .
نظرت لها الفتاه بدهشه عندما حولت لغتها من الإنجليزيه الي الإيطاليه :
_ رائع ، من أين أنتِ ؟
تنهدت راسيل و قد زال عنها التوتر :
_ تركيا .
_ حقا ؟
_ نعم .
فجأه انتبهت راسيل لملامح تلك الفتاه التي تتحدث معها ، كان أقل ما يقال عنها انها مكتمله الأنوثه ، لا يوجد بها غلطه حرفيا ، شعرها البني الطويل و بشرتها البيضاء الناصعه ، حاجبيها الثقيلين و عينيها الزرقاوتان التي تجعلك تغرق في محيطيهما ، شفتاها المكتنزتان و جسدها المنحوت ببراعه ، فتحت فمها ببلاهه و هي تنظر اليها بإعجاب واضح :
_ أنا أحدثك ، هل تسمعينني ؟
خرجت من دوامه اعجابها التي دخلت بها و هي تومئ برأسها بإحراج :
_ اعتذر شردت قليلا .. ماذا كنتِ تقولي ؟
_ كنت أقول أنني أحب تركيا للغايه و لطالما رغبت في زيارتها ، عندما أفعل ستصبحين أنتِ مرشدتي السياحيه إتفقنا ؟
ضحكت راسيل و هي تقول :
_ إتفقنا .
_ حسنا ، الي أين كنتِ تودين الذهاب ؟
_ كنت أود الذهاب إلي المتجر لشراء الغذاء لي و لـ صديقتي .
_ حسنا أنا ايضا أشعر ببعض الجوع ، ما رأيك أن ننتظر حرسي لينتهوا من هؤلاء الخرفان ثم نذهب سويا ؟
ضحكت راسيل لوصفها لهؤلاء الرجال بالخرفان ثم أومئت بالموافقه ، فجأه ضربت الفتاه جبينها و كانها تذكرت شيئا هام :
_ رباه .. و كأننا نسينا أن نتعرف .
ثم مدت يدها لتصافحها و كذلك فعلت راسيل :
_ أنا أدعي راسيل ، و أنتِ ؟
_ إيليت .. و يمكنكِ مناداتي إيلي .

-

Continue Reading

You'll Also Like

30.8K 1.5K 20
كانت بريئة...صارت باردة كانت حساسةً تُبكيها أتفه الأسباب، صارت سفاحةً يُضحكها سفك الدماء كانت رهينة، صارت زعيمة كانت عذراء، و مازلت عذراء، أجل، هي عذ...
17.1K 859 24
تٌعٌيَشُ حًيَآتٌهّآ آلَبًآئسِةّ بًآنِتٌظُآر مًوٌتٌهّآ بًفُآرغُ آلَصّبًر لَمً تٌکْنِ تٌظُنِ آنِ سِنِتٌهّۍ بًهّآ آلَمًطِآفُ بًجّآنِبًهّ....... ****** ...
161K 8K 65
كِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غر...
1.7K 158 22
『القارئ الـجيد أهـم بكثير من الكـاتب الجـيد'』 ╗🃏 سِريالية دِماءْ 🃏╔ تأليف : ايمان قادري [الروا...