My Pet Wolf ذئبي الأليف

By _Azlen_

721K 31.2K 3.1K

ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة... More

01
02
03
04
05
06
07
08
09
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43 والأخير
النهاية
رواية جديدة

29

14.7K 692 59
By _Azlen_

سارة...

.

.

.

ابتسمت دون أن أفتح عيني أستمتع بكم الدفء الذي يحاوطني ثم أحسست بحكة غريبة في رقبتي فرفعت يدي إليها:

-"أخيراً استيقظت جميلتي، ظننتني سأخسرك للأبد".

أحسستُ بشفتيه تلتصق بشفتي لكني لم أعطي انتباهًا له، كنت أتحسس الضمادة على رقبتي من الخلف:

-"ماذا حدث؟".

-"ألا تذكرين؟".

فتحتُ عيناي ورفعتهما إلى وجهه، هالات سوداء وشعر مبعثر وملامح قلقة، بدأت أتذكر ما حدث بالتدريج.

-"كان شيئا حاداً، لم يكن سكينا فهو أرفع من ذلك".

-"لقد كانت أنياب، لقد عضك أحدهم".

لم يتسنى لي التفكير والخوف بشأن العضة لأنني تذكرت سببها، شهقت لأقول بخوف:

-"جين".

-"لم يمسّها شيء، لا تقلقي".

-"كم نمت من الوقت".

-"حوالي أسبوع".

فتحت فمي لأسأل أكثر لكنه قاطعني:

-"أعدك أن أجيب على كل أسئلتكِ فيما بعد، أما الآن فيجب على إيف أن تفحصك".

خاطر لينكون الطبيبة إيف لتفحصني ودخل بعدها كل من ألبرت وأوكتيفيا، صحيح أننا متخاصمتان وأعرف أنها ليست متحجّرة القلب لدرجة ألا تزورني لكن لم أتوقع أن تنتظر في المشفى حتى أستفيق. فحصت الطبيبة موضع العضّة على رقبتي ثم أنزلت قميص المشفى من على كتفي فتنحنح ألبرت بإحراج وخرج، أو لأن لينكون كان يرمقه بعينيه البركانيّتين.

-"لا أذكر كيف تم عضّي هنا".

قلتُ بعدما كشفت الطبيبة عن كتفي الأيمن، تحركت أوكتيفيا بعدم ارتياح بينما وجدت الطبيبة أن لون الأرضية أصبح فجأةً مثيرا للاهتمام فلم ترفع عينها عنها، أما لينكون فهو كعادته ينظر نحوي بجمود، لمَ كل هذا الارتباك والتوتر، هل فقدتُ جزئا من ذاكرتي أم ماذا. هذا غير مريح... غير مريح لدرجة تجعلني أفكر أن الإجابة لن تعجبني.

-"لقد أصبحت اللونا بخير ألفا، جروحها لم تعد خطيرة، يمكنها الخروج شرط أن تغيّر ضماداتها كل يوم وتشرب أدويتها".

أوصلني لينكون بسيارته لبيت القطيع ولم أستطع أن أصمت في الطريق لذا سألته:

-"هل جايكوب بخير؟".

-"لما تسألين عنه".

-"لأنه من أنقذنا".

-"كدتِ تقتلين، أتسمين هذا إنقاذا؟".

هو يغار، ورغم أنه لم يظهر ذلك في تعابيره أو نبرة صوته إلا أن كلماته فضحته، لذلك أخرجتُ قرون الشيطان خاصتي:

-"كدت، لكن وبفضله لم أفعل".

-"لا تلعبي معي هذه اللعبة القذرة سارة، ليس معي".

لم أستطع منع ابتسامتي:

-"أنا لا ألعب، إنها الحقيقة".

-"أنا وأنتِ نعلم ما الذي تحاولين فعله، إن أردتِ حقا ألا يموت جايك بسببك توقفي عن هذا".

رمقته بشرّ واستنكار لكني لم أجبه ولهذا أكمل:

-"وتوقفي أيضا عن ارتداء ملابسه والتجوال معه".

فتحتُ فمي لأجيبه لكنه قاطعني:

-"وتوقفي عن نشر صوركِ بملابس عارية على ذاك الموقع اللعين، ألا يكفي ما تفعلينه على أرض الواقع".

-"ماذا أفعل إن كان رفيقي يعطي كل وقته لعاهراته ويتجاهلني".

رمقني بنظرته المرعبة لأكمل ما أردت قوله له بصوت منخفض وأنا أبعد وجهي عن مجال رؤيته:

-"أنت تجعلني أشعر كأنني كتاب قديم مبتذل تم وضعه في آخر رفٍّ في المكتبة... والكتب كثيرة".

-"اللعنة سارة، توقفي عن هذا".

صرخ فجأة فارتعش جسدي وأنا أنظر إليه ثم زفرت أنفاسي براحة وأنا أدعك كتفي الأيمن المصاب الذي التصق بباب السيارة من الخوف فآلمني، أبعدت انظاري ناحية النافذة لأنهي النقاش حتى سمعته يتمتم بشتائم عدّة:

-"سأنهي هذا النقاش هنا لكن لا تحسب أني أفعل ذلك خوفاً منك ألفا، أنا فقط أخشى الدخول في اكتئاب حاد في حال ما ناقشتك على أفعالك".

ما إن وصلنا لبيت القطيع حتى رأيت ليلي عند الباب تنتظرني والقلق يأكل عينيها، فتحت لي باب السيارة وعانقتني بشدة:

-"تباً ليلي أبعدي يدكِ عن كتفي".

-"آسفة، آسفة... هل أصبحتِ بخير الآن؟".

-"أحتاج لبعض الراحة فحسب".

ذهبت معها لغرفتي تاركة لينكون ينظر لي بجمود كعادته، وما إن أغلقت باب الغرفة حتى سألتها:

-"أين كنتِ يا فتاة، لم أراكِ منذ مدة".

-"لا يُسمح لي بزيارتك بما أنني لست قريبتك أو صديقتك".

-"ما هذا؟، أنتِ صديقتي الوحيدة".

أنزلت رأسها بفرح وإحراج في ذات الوقت:

-"يشرفني ذلك لونا، لكن علاقة كهذه بين الوصيفة وسيدتها غير معترفٍ بها".

-"لا تحاولي تغيير الموضوع ليلي، أين كنتِ قبل دخولي للمشفى... لم أراكِ منذ أيام قبلها".

ظهر على وجهها علامات الخوف والارتباك وأيضاً الإحراج في تصرفاتها، هي تفرك يدها اليسرى باليمنى، من الواضح أن الموضوع شخصيّ ولذلك شاكستها:

-"عليكِ أن تكوني كتاباً مفتوحاً معي كما أفعل معكِ إن أردتِ صداقتي".

-"كنت أبحث عن رفيقي".

-"وهل وجدته؟".

-"لا".

إنها حزينة لأنها لم تجد رفيقها بعد، لذلك حاولت جاهدة أن أواسيها ببعض الكلمات.

وصلني الغذاء حتى غرفتي فلم أقبل أن آكل إلا حين أكلت ليلي معي، بعدها قررت أن أغير ضماداتي بنفسي، لكن ما إن نزعت الضمادة القديمة عن كتفي حتى انتابني خليط من الدهشة والخوف. كانت كتفي سليمة تماماً مع أنها كانت تقطر دما في الصباح، نزعت ضمادة رقبتي ونظرت إلى موضع العضة باستخدام مرآة وكانت نفس الشيء، سليمة، بل وجرح رأسي اختفى أيضا... أحريٌّ بي أن أشعر بالامتنان او بالخوف؟.

اتجهتُ لمكتب لينكون بعدما عرفتُ من أحد الخدم أنه هناك، لكني توقفت على بعد خطوات من الباب حين سمعت حديثاً حادًا يخرج من مكتبه:

-"أنتِ لا تريدينني أن أضعكِ في نفس الكفّة مع أعداء المملكة يا امرأة، إن كان رفيقك روج عليك قول ذلك والآن".

الغريب في الأمر أن لينكون كان يتحدث بهمس لكني سمعته بوضوح، تعثلمت المرأة في حديثها وكان صوتها كفيلاً بمعرفة من تكون... أنجيلا. عرفت أنها لن تجيبه حين سمعتها تتلكّك في كلماتها لذا طرقت الباب أنهي ذلك النقاش العقيم.

فُتح الباب من طرف تلك الصفراء، سمعت لينكون يتمتم باسمي وقد بدا أنه التقط رائحتي. انحنت أنجيلا بعدما ألقت نظرة على لينكون بطرف عينها ثم قالت بصوتها العالي الحاد:

-"ما الذي أتى بكِ إلى هنا، ألم تكتفي من...".

لم تنهي كلماتها بسبب شد لينكون لشعرها يرجعها للخلف حتى التصق خدّه بجانب رأسها فقال:

-"لقد أتت من أجلي وليس من أجلك".

إنه يتصرف كأبله أحيانا... لا بل معظم الوقت، دفعها خارج الباب بعنف جعلني ألتصق بالحائط ثم أكمل موجها حديثه إليها:

-"نقاشنا لم ينتهي بعد، والآن... سيأخذكِ الحراس للمكان المناسب لتتعلمي آداب الحوار".

ما إن أنهى حديثه حتى اقترب حارسين من انجيلا يأخذانها بعيداً عنا، دخلتُ المكتب حين ابتعد عن الطريق كطلب منه للدخول، اكتفيت بالكشف عن كتفي الأيمن كإجابة على سؤاله حين سألني عن سبب قدومي له.

أجاب بجمود:

-"يبدوا أن العضة لم تكن بذلك العمق الكبير ولهذا أخرجتكِ إيف من المشفى، إضافة إلى أنها قد تكون حقنتكِ بدماء مستذئب ولذلك شفيتِ بتلك السرعة".

سكت قليلاً ثم أطلق ضحكة استهزاء ليكمل:

-"يجب عليكِ شكر الغاما لذلك".

ها هي غيرته تطفوا على السطح مجدداً، أيمكن أن يعني ذلك أن جايك تطوع لحقني بدمه؟:

-"بالطبع يجب عليّ ذلك، أرجوا ألا يفارق جانبي يوما".

استدرت راحلة لكني أحسست بأصابعه تكاد تخترق رقبتي من الخلف، أمسكني من رقبتي وأرجعني حتى قارب ما بين أذني وشفتيه بنفس الطريقة التي تعامل بها مع عشيقته:

-"لا تقوديني للجنون سارة".

-"وإلا؟".

-"وإلا سيكون هذا آخر يوم في حياته".

.

.

.

رجعت لغرفتي أدلّك رقبتي بيدي ليخف ألم أصابعه القاسية اللعينة، رأيتُ باب غرفتي مفتوحاً من بعيد على غير العادة وما إن خطوت للداخل حتى قفزت جين تعانقني.

-"اشتقت لكِ يا صغيرة".

-"وأنا أكثر".

أنزلت عينيها للأرض بندم لتكمل:

-"هل أنتِ بخير؟".

بدى الأمر وكأنها تنتظر توبيخًا مني لذا نزلت لمستوى طولها أمسح على شعرها:

-"أفضل بكثير، أنظري... لم يعد هناك أيّ خدش".

كشفتُ عن كتفي أحاول تقليل إحساسها بالذنب لكنني فشلت:

-"كل ما حدث بسببي... لقد كنت تافهة لدرجة المخاطرة بحياة الناس بسبب كرة".

أمسكتها من يدها فتبعتني نحو الأريكة لنجلس:

-"جين... أنتِ بعمر العاشرة يا صغيرة، من الطبيعي جداً أن تعطي اهتماما كبيراً بالألعاب، ليس عليكِ التصرف كراشدة كل الوقت".

فشلتُ في تغيير مزاجها للمرة الثانية فقررت طلب ما أرغب به منها علّها تتحسّن، وحدث ذلك فعلاً:

-"لننسى كل ذلك الآن، أخبريني... ما الذي حصل أثناء مرضي".

رفعت رأسها من على الأرض أخيرا لتنظر لي بعينين مفتوحتين تلمعان من شدة الحماس وقد اتسعت ابتسامتها بالتزامن مع الأمر، راحت تحكي لي كل ما حصل بالتفاصيل بحماس أطفال، كثيراً ما أنسى أنها طفلة بسبب تصرفاتها الناضجة. قالت ما جعل فكي يسقط أرضاً من الصدمة، قالت أنها قد شهدت بنفسها ولأول مرة تعابير الخوف على ملامح خالها... هي لا تقصد لينكون صحيح؟!، أعني... لينكون الذي أعرفه لا يضع عادة تعابير أصلاً أمام الناس فما بالك حين يتعلق الأمر بمن تعانده.

قالت أنه توعّد بقتل كل من كان السبب في محاولة الاختطاف حتى لو عنى ذلك أن يبيد المملكة بأكملها، عاقب كل مسؤول عن الأمن، لم تذكر من هم على وجه التحديد لكني أستطيع التخمين... لن يهدأ حتى يجعلني مكروهة حتى من قبل أقربائه.

لا يمكن أن يكون كلّ ذلك بسببي، قد يكون ذلك بسبب كبريائه فهو بالطبع لن يقبل أن يُختطف أحد أقربائه من بيته، أو ربما لأنه وعده بحمايتي في مملكة مصاصي الدماء، لا يمكن أن تكون ردة فعل قوية كهذه بسبب عضّة.

-"أتشعرين بالدوار؟".

قطعت جين تفكيري بسؤالها الغريب، حسنا أشعر بدوار خفيف قد يكون أحد أعراض الجروح أو الأدوية لكن لا يمكن أن يكون الأمر بادٍ عليّ هكذا.

عقدتُ حاجباي تبعجب من سؤالها:

-"لماذا تسألين عن ذلك بالتحديد؟".

أجابتني بضحكة حرجة:

-"أتوقع أن يكون ابن خالي يلعب في بطنك الآن، رأيت رفيقك يقبّلك في المشفى حين جئنا لزيارتك أنا وأمي".

وضعت يديها على فمها في آخر كلامها كأنها تقول شيئا خاطئاً، يا لبراءتها، هي لا تعرف أكثر من التقبيل والنوم على نفس السرير في العلاقة، تظن أنه بمجرد أن تشارك أحدا نفس الغرفة ونفس السرير فسيحدث الحمل دون أي شيء آخر... كيف يمكن للبراءة والحيلة أن يجتمعا في شخصية واحدة.

تورّدت وجنتاي من الخجل بسبب رؤيتها للمشهد، وقبل أن أجيبها دخلت أوكتيفيا للغرفة بعد أن طرقت الباب:

-"جين، أرجوا أن تتركيني مع سارة لبعض الوقت".

ماذا... ماذا الآن، ما الذي تريده، لست في مزاج يسمح لي بسماع توبيخاتها المختلة. خرجت جين بهدوء بعدها لتجلس أمها مكانها وعم الصمت لفترة طويلة مملة قبل أن تفتح فمها لتقول:

-"لقد رأيتُ ماضيكِ، ماتت الأم غرقا لإنقاذ ابنتها الصغيرة وبعد سنوات كثيرة مات الأب بعد عناء من الاكتئاب، ثم أخ ظالم يبيع أخته الوحيدة لينقذ نفسه من الموت".

هكذا ببساطة تفجر حقائقها... أعرف ماضيك.

-"وكيف عرفتِ ذلك؟".

أبعدت عينيها من وجهي لتنظر في الفراغ:

-"ورث لينكون قراءة الأفكار حين يلمس رقبة أحدهم أو مؤخرة رأسهم وورثت أنا قراءة الماضي حين ألمس اليد، حاولتُ معكِ من قبل لكني لاحظت شعورك بالدوار لذا توقفت لكن وأثناء مرضك أعدت المحاولة، لقد كنتِ بين الوعي والإغماء فكان من السهل قراءة ماضيك".

-"وماذا ورث آدم أيضاً، رؤية المستقبل حين يلمس مؤخرتي مثلا؟".

تجاهلت سخريتي لتجيب:

-"آدم لم يرث أيّا من هذا الهراء"، كلامها يثبت أن كاثرين ليست أمه كما توقعت.

-"تسرني معرفة حقيقة أنك كنتِ تزورينني للتجسس على حياتي لا أكثر".

لم أتلقى رداً منها فبدأت الدماء تغلي في جسدي:

-"لماذا؟".

-"حين عرف لينكون أنكِ كنت على علاقة مع بشري قبله أخبرني بكل ما قلته ولم يستطع جمع أيّة معلومات عنكِ لقلّة احتكاكنا بالبشر، فعلت ذلك من أجله رغم أنه وبخني بحدّة بعدها... ولأن الأمر أثار فضولي أيضاً".

-"وتعاقبين جين لفضولها؟".

سكتت لبعض الوقت ثم هبّت خارجة من المكان، توقّفت عند الباب للحظات دون أن تلتفت إليّ كأنها تقرّر فعل شيء ما ثم استدارت نحوي مسرعة لتباغتني بعناق:

-"أنا آسفة لصراخي عليكِ في ذاك اليوم، لم أركِ يوماً السبب فيما فعله لينكون بأصحابه، لقد كنت غاضبة فحسب".

أفلتتني لتخرج ما في داخلها وهي تنظر لداخل عيناي، أما أنا فلم أنطق حرفاً:

-"ما إن دخلت سيارتي حتى شعرت بأني ظلمتك بكل الاتهامات تلك لكن كبريائي منعني من الاعتذار".

أجبتها أخيراً دون أيّة تعابير في وجهي بعدما فكرتُ في الأمر:

-"لقد استغلّيت ثقتك لأهرب من المكان واستغليتِ مرضي لتروي فضولك، نحن متعادلتان حتى الآن. أظن أن الوقت قد حان لتعود الأمور لسابق عهدها بيننا، أريد أن أشعر أنني أملك أختا كما كنت أشعر من قبل".

قالت:

-"لن تكون بيننا أيّة أمور شخصية هذه المرة".

ضحكت ووافقتها بإيماءة، استلقيت على السرير بعدما خرجت لأريح جسدي بعد هذا اليوم الطويل متجاهلةً موعد العشاء، ذاك الدوار لا يسمح لي بالوقوف على أي حال.

استيقظت بفزع على صوت يشبه صوت الإطلاق الرصاص، المستذئبون لا يستخدمون الأسلحة النارية. قفزت من السرير أركض نحو الشرفة لأرى ما بالخارج، التفسير الوحيد لذلك هو أن البشر قد اقتحموا أرض المنبوذين بعدما خرج الروجز لمحاربتهم لكن الأمر غير معقول... متى حدث كل ذلك.

ألقيت نظرة للخارج ولم أرى أي منظر يدل على اقتحام أحدهم المكان، كل الحراس في مكانهم ولا يوجد حركات متوترة لكن الرصاص ما يزال يُضرب. قادتني حاسة السمع خاصتي لجين وهي تلعب بالكرة تضربها على الشجرة لترتدّ إليها، كان صوت إطلاق الرصاص متناغم جدا مع ارتطام كرة جين بالأرض.

تداخل ذاك الصوت مع صوت خطوات منتظمة تبدوا كخطوات فيلة تتقدم من المكان، بل كصوت خطوات جيش يتقدم بثبات وبطء. نظرت في الأفق لأبحث عن شيء يدلّ على ذلك لكن وكما توقّعت... لا شيء... ما الذي يحدث لي.

استدرت راحلة لكني توقفت مكاني برعب حين رأيت خطا طويلاً من النمل يمشي على حائط الشرفة، كان يمشي بثبات وبخطوات منتظمة أيضاً... لا يمكن، لقد اتفقنا على ذلك حين جئت، هو لن يخلف بوعده.

تشوش عقلي حين اختلطت كل تلك الأصوات مع صراخ وضحكات جين، ثرثرة الخدم وهمساتهم. خرجت من الغرفة وقد بدأ صوت نعالي يزعجني فجأة فنزعته لأمشي حافية... صوت التصاق قطعة قماش بسطح لوحة لتمسح بها الخادمة الغبار، صوت تمرير المكنسة على الأرض، الكثير والكثير من الخطوات، أحسست بطبلة أذني تتفرقع حين أغلق أحدهم باب غرفة ما.

فتحت باب مكتب لينكون ليصدح صوته في رأسي، ضغطتُ على رأسي بكلتا يداي أحاول تخفيف ألمه وأنا أنظر للينكون وراء مكتبه يمسك بقلم وأوراق، بدى محتارا من دخولي بهذه الطريقة. ترك القلم من أصابعه ليسقط على المكتب بقوة فانحنيت من كثرة الألم في رأسي، انتهى كل صبري في اللحظة التي بدأ لينكون يركض نحوي بخطوات تثقب الأرضية تحت أقدامه من قوتها، وكلما اقترب أكثر... زاد ألم رأسي أكثر.

-"ما كل هذا، أوقف ذلك، أوقف ذلك لينكون لم أعد أستطيع التحمل".

__«___{^_^}___»__

Continue Reading

You'll Also Like

169K 15.7K 14
...سألها بصوته المتحشرج "في أي سنة نحن؟" أجابت مع ابتسامتها الحمقاء الخائفة "أعتقد أنك تحتاج للعناية الطبية يا صاح" ابتسم بجانبية لتزداد أعينه توهجاً...
149K 5K 22
الكساندرا /الفا غامض بارد كالجحيم يهابه جميع المخلوقات ورغم ذلك هو مخلص لرفيقته بحث لسنين ولم يجدها وهذا جعله اكثر غضب وحده اوليفيا / شخصيه قويه ومت...
924K 41.7K 28
قد اكون من طبقة فقيرة و ضعيفة لكن هذه بلا شك مدرسة أحلامي تحركت قدماي دون ارادة مني.... رائحته كانت تغريني و تدفعني اليه........... "إياكي واخبار...
11.2M 460K 50
"انها ملكي حتى لو لم تكن رفيقتي " أردف ماكسميس ببرود وهو ينفث دخان السيجارة ، "ما الذي تتحدث عنه بحق الجحيم ؟! ماذا لو لم تكن علامتها ذئب اسود مثلك ؟...