◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀

Por itsjanaamr

2.7K 229 17

_ خُلقتِ مني كما خُلِقت حواء من أدم ، و الآن أعادنا التاريخ لتكتمل قصتنا .. ربما تجمعنا بعض الإختلافات ، فأنت... Más

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 00
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 01
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 02
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 03
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 04
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 05
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 06
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 07
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 09
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 10
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 11
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 12
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 13
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 14
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 15
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 16
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 17
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 18
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 19
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 20
◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 21

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 08

124 11 4
Por itsjanaamr

"فِـي سَمـاء مـلِـيـئَـه بِـالـنـجُـوم .. أعـتـقِد أنـنـي رأَيـتُـكِ .. "

-

" زيوس "

وقفت امام الصندوق الخشبي المتوسط الحجم اتأكد أنني وضعت به كل ما قد أحتاجه ، و بالنهايه كان الأهم به هو سيفي .. جلست علي فراشي بعدما أغلقت الصندوق أنتظر وصول " آريس " ، ذلك الشاب الذي تعرفت عليه منذ يومين ، عند مقبره شقيقتي إلينا !
منذ يومين ..
كنت أسير في طريقي متجها ناحيه قبر إلينا ، فمنذ توفيت و أنا أذهب إليها كل يوم فجرا و أبيت بجانبها حتي طلوع النهار ، فمنذ كانت صغيره و هي تخاف الظلام .. فلم أستطع ولا مره تركها نائمه بقبرها بمفردها ، فكنت أقضي الليل معها .
و أثناء مشيي في المكان كنت أستمع لصوت غريب .. كأنه بكاء .. بكاء لرجل !
في البدايه لم أهتم للأمر كثيرا ، ولكنني لاحظت أنني كلما إقتربت من القبر ، إقترب صوت البكاء أيضا ، و كأنه آتي من عند القبر ، و عندما أصبح القبر علي مرمي بصري ، إستطعت أن أتبين جسد ناحيه القبر ، إقتربت بخطوات حذره أكثر ناحيه القبر ، كنت أستطيع أن أراه جالسا مطأطأ الرأس و يبكي ، كان فقط يبكي بهستيريه كطفل صغير ، كان يتفوه بكلمات لم أفهم منها شيئ ، ولكني أستطعت أن أفهم أنه يعتذر ، يعتذر مرارا و تكرارا ، أخرجت الخنجر الصغير الذي أحمله معي دائما و أنا أقترب منه من الخلف بخطوات تكاد تسمع ، استغللت عدم رؤيته لي ثم باغتته و أنا أدفعه أرضا ثم جلست فوقه واضعا خنجري علي رقبته ، و في الحقيقه كان هذا سهلا أكثر مما توقعت نظرا لجسده الهزيل :
_ من أنت و ماذا تفعل هنا؟
نظر إلي و الصدمه تملأ ملامحه ، بالرغم من الظلام إلي أني كنت أستطيع رؤيه الذعر في وجهه ، ولم يخفي عليي تورم عينيه أثر البكاء :
_ زيوس ؟
_من أين تعرف إسمي؟
و بالحقيقه كان هذا سؤال غبي للغايه ، فمن هنا لا يعرفني؟ ليس غرورا أو ما شابه ، و لكنني حقا معروف للغايه هنا :
_ هل يمكنك أن تبعد الخنجر عني؟
تحدث و هو يحاول دفع يدي برفق ، ولكني نفضت يده بقوه و أنا آمره أن يتحدث :
_ ليس قبل أن تخبرني من أنت ، و ماذا تفعل عند قبر شقيقتي؟
_ سأخبرك .. ولكن أرجوك أبعد هذا السكين عني .
لم أجيبه و أنا أحدق في عينيه ، تحدث مره أخري بسرعه :
_ أنا أعلم من هو قاتل إلينا .
عقدت حاجباي بشيئ من الغباء ، ثواني حتي فلتت مني ضحكه ساخره و أنا أنظر له بإستهزاء ، بينما هو لم يظهر علي وجهه أي تعبير يذكر ، توقفت عن الضحك و أنا أحدثه بسخريه :
_ قاتل إلينا الآن تحت الأرض مثلها تماما .
إبتسم هو إبتسامه جانبيه هذه المره و هو يقول :
_ أنت مخطئ .. قاتل إلينا حي يرزق .
نظرت له بشيئ من الغباء و انا لا أفهم ما يقول ، أنا متأكد مئه بالمئه أنه مات ، فقد فصلت رأسه عن جسده بالكامل ، فكيف يمكن أن يكون حي؟
قربت يدي الممسكه بالخنجر بقوه من رقبته حتي بدأت الدماء تسيل منها ، صرخ صرخه عاليه و هو يرجوني أن أبتعد عنه ، الجرح الذي أجرحه له ليس جرح عميق .. ولكنني أردت تلقينه درس صغير ، فكان يخيل له أنني سأقتله أو ما شابه ..
_ من تظن نفسك لتلعب معي؟
أجاب و وجهه مليئ بالذعر :
_ أنا لا ألعب معك .. أقسم أنني لا أكذب ، لقد قتلت الشخص الخاطئ !
نظرت لعينه أبحث عن أي مكر بهما ، ولكنني لم أجد بهما سوي الصدق .
إبتعدت عنه بهدوء و أنا أقف حائرا .. بينما هو قام من مكانه و هو يلتقط أنفاسه بصعوبه ، وضع يده يتلمس جرح رقبته :
_ ليس بجرح خطير .. ولكنني أقسم لك إن كنت تكذب لن تشعر بنفسك إلا و أنت جثه هامده .
_ أنا لا أكذب .. صدقني أنا أعرف الكثير !
جلس علي الأرض ثم دعاني للجلوس بجانبه ، جلست و أنا أنظر إليه بشك و لم يفارق الخنجر يداي ، تحدث بهدوء بينما ينظر إلي الأرض :
_ أنا أدعي " آريس" ، لقد كنت أعمل خادم في قصر "ليونيد" .. سيدي ، و سيد إلينا !
توقف عن الحديث و هو يلتقط أنفاسه ، نظرت إليه أحثه علي إكمال حديثه :
_ لقد كنت أعمل هناك قبل أن يشتريها سيدنا ، و عندما أتت إلينا و مع مرور الأيام .. وقعت بحبها ، و بعد مرور سنه إعترفت لها ، فأعترفت لي أنها تبادلني شعوري ، كان هذا اليوم من الأفضل الأيام التي مرت علينا في حياتنا .. ظللنا مع بعضنا هكذا لفتره طويله حتي علم كل من بالقصر ، وبالحقيقه لم يعارض أحدا منهم ولا حتي ليونيد ، هو حتي لم يهتم ، فقد كان هناك شخص واحد فقط لم يقبل بعلاقتنا .
سألته متعجبا :
_ من؟
أجاب و عيونه تكاد تصرخ بمدي كرهه له :
_"ديمون" ، إبن ليونيد ، ذلك الحقير .. لقد كان يهيم عشقا بإلينا ، ولكنني أعلم أن نواياه لم تكن حسنه تجاهها البته ، لقد كان يتعرض لها كثيرا و كانت تحاول تجاهله ، و بالطبع لم تخبرني بأي شيئ ، حتي أتي ذلك اليوم ..
_ ماذا حدث؟
تجمعت العبرات في عينيه مره أخري ، فلتت إحداهم و لكنه مسحها بسرعه و أقسم انني أستطيع ان أري نارا تشتعل بعينيه :
_ إستيقظت من النوم و أنا أستمع لصوت إيلينا المرتفع في المطبخ ، و قد كانت غرفتي بجانب المطبخ لذا استطعت ان استمع لها بسهوله ، قمت مفزوعا و أنا اتوجه ناحيه المطبخ و حملت معي سكين صغير كان بغرفتي ، كدت أدخل حتي رأيت ديمون واقفا بجانبها و الحديث مشتعل بينهم ، إشتعلت الدماء في عروقي و انا أضغط بقوه علي السكين بيدي ، إختبئت وراء الحائط أحاول أن أسمع ما يقول :
_ هل أنتِ مجنونه؟ هل تتركيني من أجل هذا الحثاله؟
أجابته إلينا بعصبيه و بصوت حاولت جعله منخفض :
_ أنت الحثاله ديمون ، صدقني أنا لا أكره بحياتي مثلك ، و من تكون أنت حتي تقارن نفسك بـ آريس؟
أمسك ديمون بفك إلينا بقوه ف فلت منها تأوه خفيف ، لم أري وجهه و لكنني أقسم أن وجهه كان مصطبغ بلون الغضب ، تحدث و هو يجز علي أسنانه :
_ أفيقي لنفسك إلينا ، ذلك آريس مجرد عبد حقير أتي به أبي شفقه عليه لا أكثر ، إنه خادمي إلينا .. خادمي ، إن قبلتي الزواج مني أقسم أن أجعلك ملكه ، سأمنحك كل ما تشتهين ، سأتخلي عن مُلكي لأجلك .
توقف آريس عن الحديث بشأن ديمون ، أنا متأكد ان ما حدث بعد ذلك ليس مطمئنا بالمره .. ولكنني طلبت منه أن يكمل ، فأكمل حديثه :
_ بصقت إلينا في وجه ديمون و هي تبتسم بسخريه :
_ للجحيم أنت و مُلكك .
كدت أدخل الي المطبخ و لكن أوقفتني صفعه .. صفعه مدويه ارتطمت بوجنتي إلينا ، و كان ديمون بالطبع هو من قام بذلك .
وقتها دخلت الي المطبخ سريعا و أنا أصرخ بإسمها ، إلتفت ديمون علي صوتي ثم سحب إلينا ليلصق ظهرها بصدره و بحركه سريعه أخذ سكين كبير كان موضوع بجانبه و وضعه علي رقبتها ، صرخت إلينا برعب بينما أنا توقفت مكاني من الصدمه .. كنت أعلم أن ديمون مريض بحب إلينا ، ولكن ليس لهذه الدرجه ، طلب مني أن أعود الي الخلف فعدت ثم رميت السكين أرضا و أنا أرفع يدي بإستسلام ، أنزل رأسه ناحيه أذني إلينا يسألها :
_ للمره الأخيره إلينا .. هل ستتزوجينني أم لا؟
بكت إلينا بقوه و هي تنظر لعيناي ، تنظر إلي و كأنها تودعني ، أجابته :
_ أفضل الموت علي أن أكون معك .
إبتسم ديمون بعصبيه ثم نظر إلي بكره ، أعاد نظره إلي إلينا و هو يقول :
_ لكِ ذلك .
هكذا و مرر السكين بقوه علي رقبتها ، لتسقط أرضا و شلالات دماء تنحدر من عنقها .
الصمت .. الصمت كان سيد الموقف .. الصمت هو من خيم علي أنا و آريس ، كانت دموعه تنسدل بسلاسه علي وجنتيه ، و كنت أنا أنظر إلي قبرها لا أصدق ما سمعت .. لا أصدق ما عانته في غيابي .
قمت من مكاني و أنا أنفض ثيابي ثم توجهت ناحيه آريس و جلست أمامه ، كاد يرتمي بحضني يبكي ، ولكنني لكمته بقوه ، لكمه سقط إثرها ارضا .. قام من مكانه و هو ينظر إلي بحقد :
_ لماذا؟
لكمته لكمه أخري أقوي مما ذي قبل :
_ لأنك لم تأتي لتخبرني الحقيقه .
لكمه أخري علي عينيه و انا أصيح به :
_ لما إنتظرت كل هذا الوقت؟ لما لم تخبرني؟ هل كان من السهل عليك أن تري الينا هنا عباره عن جثه ، و قاتلها يتجول بحريه؟
قام من مكانه و هو يصيح بي و قد فاض به الكيل :
_ لأنني لم أكن أعلم أين هو .. لم يكن لدي دليل ، لقد فر هاربا بعدما قتلت والده ، والده ضحي بحياته وأقنعك انه من قام بقتلها لكي يحافظ علي حياه إبنه المدلل ، ولكنني الآن أعلم أين هو.
_ أين؟
_ في أحد قصور أبيه في أثينا .
وقفت أنظر إليه و قد حسمت أمري ، سأذهب لأثينا ، و سأقتل ذلك القذر .

-

"فيليكس"

طرقت الباب و أنا أقف بملل بعدما طلبت مني مارسيا الذهاب لإحضاره للمهرجان ، لا أعلم إن كان طفل صغير لا يستطيع أن يأتي بمفرده .. ولكن لا بأس ، لم أرد أن أفسد سعاده مارسيا ، ثواني حتي فتح لي الباب ، عندما رأيت هيئته تلك كنت أحارب كي أمنع نفسي من قتله ، دفعته و أنا أدخل لبيته و انا أصيح به :
_ لما لم ترتدي ثياب الحفل؟ هل تنتظر مني أن ألبسك إياها ام ماذا؟
جلست علي فراشه أنظر له بغضب ، لم يكن بحال جيد .. انا أعلمه جيدا ، كدت اسأله عن سبب حزنه ولكن وقعت عياني علي الصندوق الذي كان بجانبي علي الفراش ، القيت نظره خاطفه لأري سيف زيوس يتوسط الصندوق ، و تحته بعض الثياب له ، نظرت له و هو يجلس أمامي دون أن يجيبني ، كدت أن أتحدث و لكن قاطعني صوت طرق علي الباب ، قام زيوس سريعا تحت نظراتي المشدوهه ، فتح الباب ليتبين لي جسد شاب ربما يصغرنا ببعض الأعوام ، دعاه زيوس للدخول ليدخل و يحييني برأسه ، بينما انا ظللت أنظر له نظرات مليئه بالشك ، دخل زيوس ليقول لذلك الشاب و هو يشير علي :
_ هذا فيليكس صديقي .
هز الشاب رأسه و منحني إبتسامه صغيره ، إنحني لي و وهو يقول :
_ و من لا يعرف الأمير فيليكس؟
نظرت لزيوس أطلب منه تفسير ، تنهد و هو يجلس بجانبي ثم تحدث :
_ هذا آريس .. كان صديق إلينا .
نظرت له بعدم فهم :
_ ثم ..؟
_ من قتلته ليس قاتل إلينا ، إبنه هو من قتلها ، و آريس أعلمني بالحقيقه ، الآن سأذهب إلي أثينا لأنه يقطن هناك ، و سأقتله .
نظرت له لا أدري إن كان قد أصيب بالجنون أو ربما يمزح ، ولكن عيونه لم تكن تمزح بالمره ، ولكن لا أدري كيف ، لقد كنت معه حينما قتل ذلك الملك ليونيد ، و قد إعترف انه من فعل ذلك ، إذا هل كان يفعل هذا ليحمي إبنه؟ أنا حقا لا أفهم شيئ !
_ زيوس .. هل يمكننا التحدث في الخارج بمفردنا؟
أومأ برأسه بينما انا سبقته للخارج و أنا أقاوم لكبح غضبي ، خرج زيوس بعدما إستأذن من آريس ، وقف امامي يسألني عما أريد :
_ ماذا ؟
_ ماذا ماذا ؟ هل جننت زيوس ؟
نظر لي بعدم فهم و كأنني لا أتحدث معه ، عضضت علي لساني محاولا الهدوء :
_ زيوس هل انت مجنون ؟ لما علينا ان نصدق هذا الرجل ؟ لم اعهدك هكذا !
_ ماذا تقصد ؟
_ أقصد أنك لم تكن لتصدق اي شخص بسهوله ، ثم نحن قتلنا سيد إلينا ، أنت نحرت عنقه بيديك .. الا تتذكر؟ لقد كنت معك ، ما الدليل علي صدق كلامه؟
جلس زيوس علي صخره كبيره موضوعه علي الأرض بينما نظره موجه ارضا ، كنت أستطيع ان آراه يعتصر يديه بقوه ، تحدث بعد صمت طويل :
_ لا شيئ .. لا يوجد أي دليل ، ولكنني أشعر أنه علي صواب ، متأكد أنه لا يكذب .
_ ماذا و إن خاب ظنك؟
_ أقسم وقتها أنني سأقتله !
أطلقت ضحكه ساخره من فمي و أنا أنظر له بعدم تصديق :
_ ستقتله؟ هكذا؟ لما أشعر و كأن القتل أصبح بالشيئ الهين بالنسبه إليك ؟
قام زيوس من مكانه و هو يصرخ بي :
_ ليس هين بالنسبه إلي .. و لكنني لا أسمح لأحد أن يتلاعب بأعصابي ، و ذلك الفتي بالداخل بالفعل يلعب علي أوتار أعصابي ، لذا إن كان كاذب لن أتهاون في قتله .
صرخت به أنا الآخر و قد فاض بي الكيل من تصرفاته الحمقاء :
_ إذا إذهب إلي أثينا .. هيا إذهب و أقتل قاتل شقيقتك ، ولكن أقسم إن كان ذاك الفتي بالداخل مجرد كاذب لعين ، سألقي بك في السجن ، لقد دافعت عنك عندما قمت بقتل جميع أسيادك و سيد إلينا ، بل و ساعدتك في قتلهم ، ولكنني هذه المره لن أدافع عنك مجددا ، بل أنا من سيرميك بين جدران السجن للتعفن جثتك هناك ، فإن كان لأحد الفضل بأنك حر طليق فهو انا ، خاصه أن جميع سكان أرغوس يعلمون الحقيقه ، ولكنني خاطرت بكل شيئ .. وقفت أعترض أبي و أخي أورانوس و جميع حكام المدينه ، فقط لإنقاذك ، و صدقني لن أفعل ذلك مجددا حتي ولو عدت لي زاحفا علي قدميك .
فلتت من عيني زيوس دمعه و هو ينظر إلي ببرود .. أعلم أن ما قلته كلام مهين ، مهين للغايه ، ولكنه صديقي و أخي منذ أن كنا في العاشره .. لا أستطيع التخلي عنه مهما حدث ، فعلت هذا فقط ليعود لرشده ، ليعلم أن لا سبيل لنجاته ، و لكن محاولاتي بائت بالفشل :
_ لم أطلب منك في المره الأولي أن تنقذني .. و لن أطلب منك في المره الثانيه ، ولن أجثو أبدا علي قدمي لأي أحد حتي ولو كان لك .. سمو الأمير فيليكس .
هكذا و تركني وذهب للداخل ، مسحت علي وجههي محاولا تهدئه نفسي ، لا يمكنني أن أخسره ، ليس هو !
عدت للداخل لأراه يحمل أشيائه متجها للخارج و خلفه آريس :
_ سآتي معك .
_ لا .
هكذا .. بكل بساطه ، ولكني تظاهرت بالبرود و أنا أتوجه ناحيه الصندوق الكبير الذي يضع به ثيابه و أخرجت منه عده قطع من ثيابه ، وتوجهت إليه أضعهم بالصندوق الذي يحمله ، ثم قلت و أنا اتوجه للخارج :
_ هيا بنا ، ليس لدي وقت لأحضر ثياب لي من القصر ، لذا سأرتدي من ثيابك .
_ لن تأتي معي .
أومئت بالموافقه و أنا أدعي الحزن :
_ حسنا لا بأس .. لن آتي ، و لكنني سأتحدث لحراس أمن المدينه ، و سآمرهم بغلق جميع البوابات ، و الآن أريني كيف ستغادر من هنا .
تتفس بغضب و هو ينظر إلي بعينيه المحمرتين :
_ تبا لك فيليكس ، لنذهب .
إبتسمت برضا ، ثم تحدثت فجأه بعدما تذكرت شيئ هام للغايه :
_ جيد .. والآن ينقص شيئ واحد .
تحدث بنفاذ صبر :
_ ماذا ؟
_ يوجد شخص يجب علينا توديعه !

-

" مارسيا "

وقفت عند الشاطئ بعيدا عن ضوضاء المهرجان أنتظر وصول فيليكس و زيوس ، لا أعرف لما تأخرا هكذا .. نفخت بقله صبر و كدت أعود أدراجي ، ولكنني لمحتهم قادمين من بعيد ، إرتسمت علي شفتي بسمه لا إراديه و أنا أري جسد زيوس علي مرمي بصري .. صحيح أنهما كانا بعيدان للغايه ، ولكنني أستطيع تمييز جسد زيوس من بين ألف رجل ، فهو صاحب هيئه ضخمه و طويل للغايه ، عكسي أنا قصيره .. جسده متناسق بشكل يجعل الفتيات يزحفن خلفه ، ناهيك أيضا عن وسامته .. شعره الفحمي و عيونه الخضاء و انفه المدبب و شفتاه الغليظه .. عنقه الطويل و تفاحه أدم البارزه من عنقه ، حقا يمتلك صفات يستحقها كمحارب !
عندما أقتربوا مني أستطعت ان أري جسد لشخص ثالث معهم ، عقدت حاجباي محاوله معرفه هويته ، ولكن لم يسبق لي أن رأيته من قبل ، وقفوا امامي لينحني إلي ذلك الشاب الغريب :
_ مرحبا سمو الأميره .
إنحنيت له انا أيضا :
_ مرحبا .. لا داعي للإنحناء .
نظر لي بإستغراب كوني إنحنيت له ، نظرت لزيوس و فيليكس أطلب منهما تفسير ، وكل ما بدر من فيليكس هو أن سعل ثم تحدث للشاب :
_ آريس تعالَ معي أريد الحديث معك .
أخذ الشاب المدعو آريس و توجهو بعيدا ، نظرت لزيوس ثم نظرت للصندوق الذي كان يضعه بجانبه .. قلبي ليس مطمئن .. اشعر أن شيئا ما يحدث :
_ ما هذا الصندوق زيوس؟ و لما تأخرت؟ و ما بال عينيك لما لونها أحمر؟ ثم من هذا الشاب؟
ألقيت أسألتي دفعه واحده و أنا منتظره تفسير مقنع :
_ سأسافر .. لبعض الوقت .
_ إلي أين ؟
_ إلي أثينا .
_ لما ؟
_ يوجد بعض من التجار يقومون بعمل رحله تجاريه في هيلاس بأكملها ، و سأذهب معهم للعمل في أثينا ، لقد وعدوني بمبلغ مالي جيد .
عقدت حاجباي بعدم فهم .. أشعر انه يكذب علي :
_ و ما شأنك بالتجاره ؟
_ هم يحتاجون لأشخاص يحرسون قوافلهم أثناء الليل ، لذا أرسل إلي أحد التجار حارسه يدعوني للذهاب معه مقابل مبلغ مادي جيد ، فوافقت .
نظرت للشاب الواقف بعيدا و الذي كان يتحدث مع فيليكس :
_ و من هذا الشاب؟
_ هذا الحارس الذي أرسله إلي التاجر .
نظرت للشاب مره أخري بإستغراب ، أستطيع ان أري ضعف جسده ، إنني حتي أزن أكثر منه ، ضحكت بسخريه حتي ملأت ضحكاتي المكان :
_ حارس؟ أي حارس؟ هذا؟ أنه حتي لا يستطيع أن يحرس حظيره دجاج !
هز زيوس كتفيه بلا مبالاه فتوقفت عن الضحك ، اقتربت منه ثم قربت عيني من عيناه بسرعه حتي تراجع هو للخلف بدهشه ، ولكنني اقتربت انظر لعينيه مباشره و حاجباي معقودان :
_ أنظر إلي عيناي جيدا .. منذ متي و أنت تكذب علي؟
إبتعد زيوس للخلف و هو ينظر لي بغباء :
_ ما بك مارسيا هل جننتِ؟
_ بل أنت من جننت عندما خيل لك عقلك انك تستطيع الكذب علي .
_ انا لا أكذب .
حسنا .. لا أشعر بالراحه نهائيا ، انا متأكده تماما أنه يخفي شيئ عني ، و ذلك الشاب آريس .. لم أرتح له أبدا ، ولكنه كان يبدو منزعج ، ولم أريد أن أزيد من الطين بله ..
_ إذا .. متي ستعود؟
_ لا أدري .. ربما بعد أسبوعين .
أومأت برأسي بتفهم ، ولكنني ما زلت قلقه :
_ مارسي .
نظرت له بعدما سمعت ذلك الإسم المحبب لقلبي ، ذلك الإسم الذي يجعلني أشعر و كأنني مميزه ، و دون شعور مني إرتسمت إبتسامه صغيره علي وجهي ، إبتسامه كانت كافيه لإخباره بمدي حبي له ..
_ أنا أُحبك للغايه .
إبتسمت بخجل جراء سماعي لجملته تلك ، أجبته و أنا أنظر للأرض بحياء :
_ أنا أيضا أحبك .
_ لا .. صدقيني أنا أحبك أكثر مما تتخيلي .. مارسيا قبل ان نتقابل لم يكن هناك اي سبب يدفعني للعيش ، حاولت التخلص من حياتي أكثر من مره ولكنني فشلت ، أنتِ الشخص الوحيد الذي أعيش لأجله .
رفعت نظري له و قد تأكدت من شكوكي .. زيوس يخفي شيئا عني !
إن كنا بوقت آخر لكنت أقول انه يتغزل بي ، ولكن كلامه ذاك و في ذلك الوقت .. و الحزن المرتسم بعينيه يخبرانني بمدي كذبه !
_ زيوس أرجوك أخبرني بالحقيقه ، ما الذي يحدث؟
تحدثت و قد بدأت الدموع بالتجمع في عيني ، أجابني و هو يحمل الصندوق مستعدا للرحيل بعدما ناداه فيليكس :
_ لا أكذب عليكِ مارسيا .
_ حسنا .. ولكن فقط عدني بشيئ .
_ ماذا؟
_ عدني أن تكون بخير .. لأجلي !
منحني بسمه يطمئني بها ، ثم مسح علي شعري يعيد خصلاته الي الخلف :
_ أعدك .. لأجلك فقط !
ابتسم لي ابتسامه مرحه و كأنه أراد أن يخفف الأجواء :
_ أنظري لشقيقك الغبي ، عندما علم انني ذاهب لأثينا هددني إن لم آخذه معه سيأمر الحراس بغلق أبواب المدينه ، و كأنني ذاهب للتنزه !
ضحكت من بين دموعي علي سخافه فيليكس ، و هذه المره أتي فيليكس إلي بنفسه و هو ينظر بغضب لزيوس ، تقدم مني ثم إحتضنني :
_ أخبري أبي ان يسامحني لأنني لم أستطع توديعه .
ربتت علي ظهره بهدوء ثم قبل رأسي و أخذ زيوس من يديه ليذهبو معا ، إلتف إلي زيوس ليلوح لي و هو يضحك ، إبتسمت له في المقابل و انا ألوح له .
حسنا .. أنا لست بخير ، زيوس و فيليكس يكذبون علي ، ولكن ذلك الشعور بقلبي .. وكأن شيئا سيئا علي وشك الحدوث !

-

Seguir leyendo

También te gustarán

16.3M 347K 57
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
4.2M 62.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
152K 7.8K 65
كِذبته كانت أنانية، لكنها صنعت لها قدرًا عظيمًا ❥❥❥❥❥ ✗ ❥❥❥❥❥ تستفيق من غيبوبتها على واقعٍ غر...
I Loved Her Por Reta

Historia Corta

7.7K 306 30
[مكتمله] هل يمكن للطبيب ان يقع في حب مريضته؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــ (بارتات قصيره) ــــــــــــــــــــــــــــــ تاريخ النشر كامله: 8/5/2...