حتى نلتِقي مجدداََ

* البارت الاول *

~¶حتى نلتقي مجدداََ¶~
.
.
.
.

" الو"

الطرف الآخر بصوت هادئ

" ايوة يا بحريه الساعه معاكي كام دلوقتي"

ابعدت الهاتف قليلا لترى الوقت ثم قالت

"

الساعه 6 وربع"

ردت الأخرى بنفاذ صبر

" ايوه يعني قومتي ولبستي ولا لسه مكانك مش ناقصه برود ع الصبح"

ردت عليها بعصبيه

" تؤ  'مروة' متعصبنيش انا مش فايقالك انا كده كده بلبس بسرعه "

" طب انجزي عشان منتاخرش"

ردت 'بحريه ' بابتسامه خفيفه مع نبرة سخريه

" ده على اساس اننا بنحضر الطابور وكده سلام سلام"

اغلقت معها الهاتف ثم قامت لتذهب إلى المرحاض وبعدها تذهب إلى الغرفه لارتداء الزي المدرسي مع حذرها ان لا تحدث ضوضاء ف والدتها وأخواتها الصغار نائمان وبعد الانتهاء تخرج من باب الشقه ثم من البنايه باكملها وهي في طريقها لمحطة القطار او ما يسمى ب ( المترو) لتصل من خلاله إلى المدرسه ف مدرستها تبعد الكثير من منطقتها الاصليه
.
.
.

" ايوه يا مروة انا قدام المحطه هطلع السلم وجايه اهو"

" ماشي سلام"

.
.
بعد قليل وقفت هي و صديقتها على رصيف المحطه تحت يافطة السيدات ينتظرون قطار فارغ قليلا من المرء ف منذ وصولها الى المحطه وهما واقفان وتخطو قطارين وكل واحد منهم ممتلئ وهم قد تاخرو على ميعاد المدرسه قليلا
.
.

' مروة ' :" طب ايه ما نركب وخلاص كدا هنتاخر "
 
' بحريه ' : " انا مش فاهمه ايه الزحمه دي ده احنا لسه الساعه سابعه انا بجد بتخنق من ام الزحمه دي ده طابور العيش مش كده ده الواحد بيفطس جوه مع اننا ف الشتا"

' مروة ' بضحكة خفيفه :" ما انتي عارفه ان بعد ما الساعه تعدي سته ونص الناس بتبدي تهل.... في مترو جاي اهو "

وقفو عن الحديث ينتظرو وقوف المترو ولاكن ك من سبقه مزدحم وبالاخص عند عربات السيدات
.
.
 
قالت ' بحريه' وهي تتأفف بنرفزه وترجع  للخلف قليلا وهي تخبط ازرعها على فخذيها من الأعلى :" ييي
زحمه برضو والوقت بيعدي والزفت المترو بياخد وقت على ما يجي "

'مروة' وهي تنظر للمترو الذي اخذ يغلق أبوابه ويذهب في طريقه إلى المحطات الأخرى  :" لسه الساعه 7 وربع..
تيجي نركب عند أول المترو عربيات الرجاله فاضيه شويه"

'بحريه' :" انا اخدت بالي برضو يلا تعالي "

جرو أقدامهم إلى مقدمة المحطه ووقفو اخذو يتحدثا قليلا في أنتظار القطار الاخر...

وأتى القطار ولاكن... نعم بالظبط مزدحم هو الاخر
.
.

'بحريه' وهي تنظر للمترو وصديقتها :" لالالا مش هينفع احنا كده مش هينفع هنتاخر كده لازم نركب احنا فوتنا تلاته قبلو يلا نركب واهو العربيه فيها مكان عن العربيات التانيه يلا"

تقدمو الفتاتان وصعدو إلى المترو المزدحم ك باقي القطارات الأخرى..
.
.
'بحريه' وهي توجه حديثها إلى 'مروة' :" انا كل يوم بتاكد اننا عيال نحس والنحس لازمنا طول حياتنا يعني بعد كل ده وبعد ما كذا واحد عدى العربيات ال قدام فاضيه ونيجي نركب قدام بقى على حظنا زحمه استغفر الله العظيم يوم مبشر من أوله ده انا حتى من ساعه ما صحيت وانا اعصابي سايبه وقلبي بيدق جامد اكيد هيحصل حاجه "

' مروة' :" اهو ركبنا و لاقيين مكان نقف فيه احسن من المعجنه ال كنا هنبقى فيها "

' بحريه' :" ايوة شوفتي الباب قفل على شنطة الوليه ازاي هههه"

  اخذو يتحدثون قليلا عن أمور حدثت معهم وعن اشياء لن تعجبهم ويتكلمون في موضوع ثم يتحدثون عن موضوع اخر إلى أن صمتو قليلا و عند هذا فتح باب المترو لينزل ركاب ويصعد غيرهم ويقفل بعدها مره اخرى لتجر عجلاته باقيه العربات ليكمل طريقه
ف أصبحت العربه بدل من ان تخف من الركاب بل ازدحمت اكثر وهم مازالو صامتين....

بحريه' وهي واقفه واضعه يد على أخرى في محاوله منها ان تفسح مسافه حتى لا تلمس الرجال اخذت تتجول بأعينها في أركان العربه وفي وجوه الركاب الى ان استقرت عيناها فوق عند اللاصق المكتوب فيه أسماء المحطات وهي متسعة الأعين تنظر إلى شئ أذهلها قليلا وايضا لفت انظارها...
.
.

" بسسس بسس مروة بسس بصي فوق كده"
همست
بها 'بحريه' وهي توجه انظارها بين ' مروة' والى سقف المترو
وصديقتها في استغراب لماذا تنظر إلى الأعلى هكذا ف نظرت هي الأخرى إلى أن اتسعت أعينها في ذهول ما هذا الرجل الطويل
نظرت ل 'بحريه' واخذا يضحكون ف هو طويل جدا وايضا اكتافه عريضه ( هذا اذا من يطلق عليه الأمهات رجل طول بعرض)
ولاكن لم يرا وجه لانه كان يعطي لهم ظهره ويلبس ستره لها غطاء راس يضعه على راسه

بعد لحظات تفرغ مساحه قليله خلف ' بحريه ' ف رجعت إلى الوراء وأخذت معها ' مروة ' تقف أمامها

تحدثت ' مروة ' مبتسمه بسعاده قائله  :" مش انا و عماد امبارح خرجنا "

نطرت لها 'بحريه' باستغراب :" خرجتو ازاي وابوكي وافق انتو اه مخطوبين بس ابوكي مش بيرضى ابدا يخليكو لوحدكو او عماد يخرجك"

'مروة' :" لا يا بنتي ده انا كنت قايله لبابا اننا عايزين نخرج وكده بس الكلام ده من بدري من اول الترم ف هو كان قايلي انه لما يفضى هيخرجنا عشان عندو حوارات ف الشغل وكده "
توقفت قليلا لتأخذ نفس وأخذت 'بحريه'
نظرة سريعه على هذا الشخص الطويل ورجعت بنظرها لصديقتها..

اكملت 'مروة' قائله :" جه بقى امبارح وقال قومو البسو عشان اخرجكو روحت انا واختي فزينا من مكانا وروحنا لبسنا وخرجنا ف نزلنا تحت ووقفنا وامي بتسأله بتقوله احنا مستنين ايه راح قالها هنستنى ' شهاب'
عشان هايجي معانا هو ومراته و 'عماد' برضو معاه عربيه نروح بيها كلنا بدل ما نتمرمط بالمكنة وكده انا سمعت الكلام من هنا  وفرحت من هنا وكنت مذهوله اصلا... بقى اخيرا هيخرج معايا وبس بقي قضينا اليوم مع بعض وكده بس كنت مبسوطه أوي "

كانت 'بحريه ' أثناء الحديث في كل لحظه والأخرى تنظر لهذا الشخص  الذي يقف أمام الباب نظرا لان العربه مازالت مذدحمه ولا يوجد مكان للوقوف فيه
تريد رؤية وجه تمنت  ان يلتف براسه الى الوراء وان تكون المحطه الذي سينزل فيها تكون بعيده ف بداخلها فضول شديد لمعرفه وجه هذا الشخص يا ترى كيف شكله هل وسيم ام عادي او انه قبيح الشكل في لحظات قليله استحوذ على تفكيرها

'بحريه' :" ياترى الواد ده شكله ايه هموت واعرف شكله حاسه ان شكله ممكن يكون حلو او لالا ده تلاقيه عادي اصلا واحد بدقن مثلا واسمر كده واصلع من قدام ههههه بس مش ممكن يكون حلو مثلا ولا إيه يا خربيت كده انا عايزه اشوفه بقى ده لو المحطه بتاعته قربت كده مش هعرف اشوفه بقى هو ماله واقف ع الباب كده ليه بس هههه الرجاله التانيين كلهم جمبو قصرين بجد المنظر مضحك "

كل هذا كان يدور في عقلها إلى أن التفت لصديقتها تقول :" بس انا مش فاهمه ليه ابوكي خلاكي تتخط..... "

توقفت عن الكلام فجاءه وهي تنظر خلف' مروة '
ب فم مفتوح قليلا واعين مذهوله وب اللحظه الأخرى اخذت تتضحك وتبتسم قليلا

لتنظر لها' مروة ' وتقول :' في ايه يا مجنونه انتي "

لتنظر خلفها لم تجد شئ لترجع نظرها
مره اخرى تستفسر ماذا حدث
عندما  كانت تتحدث' بحريه'  رأت ان هذا الطويل.....

<يتبع>