مِذياع توماس.✓

Zpaintrogrammer द्वारा

18.3K 2.6K 2.4K

مقدم برامج بالمذياع، كان لديه سر خاص يمكنه من قراءة الرسائل على نحو مميز، حيث يستطيع التعرف على ماضي الأشخاص... अधिक

°•○● إهداء ●○•°
١-《حوار مع توماس》
٢-《صفعة ومعجزة》
٣-《خطوة 》
٤-《 سوء فهم》
٥_ 《قطع مفاجئ》
٦_ 《إشاعة كاذبة》
٧_《ضيف وسؤال》
٨- 《ذكرى لفقدان》
٩ - 《أوليفيا والسيدة ليلي》
١٠-《صداقات متناقضة》
١٢ - 《المراهقة》جزء ثان
١٣ - 《تخطي》
١٤_ 《أزواج متطابقة》
١٥ _ 《نهاية الحفل الخيري》
١٦ - 《عقدة وحل.》
١٧ - 《شاركيني》
١٨- 《أصدقاء ولكن...》
١٩- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء أول.
٢٠- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء ثاني.
٢١- 《الفارس والأميرة》
٢٢- 《وداعًا أيها العم》
٢٣ - 《خبايا الرسائل》
٢٤ -《 خبايا الرسائل 》جزء ثان.
٢٥- 《إحتفالات لبداية النهاية》
٢٦- 《وعد أم وداع؟》
٢٧ - 《عاصفة الألم》
٢٨- 《عشر سنين إلى الوراء》
٢٩-《الخاتمة》

١١ - 《المراهقة.》

471 78 65
Zpaintrogrammer द्वारा

استيقظت أوليفيا وهي متعبة؛ لأن جسدها كان مرهقًا من التفكير ليلا في مسألة العقد، ولكن كان لديها أسباب كثيرة، لكي تعطي موافقتها مثل مكانة وحجم الشركة، كما أنها ستحقق حلمها وتحلق بعيدًا، فمجموعة شركات ويلستر هي حلم كل مواطن، كما أنه لا يوجد أي بند في العقد به شروط قسرية، أو قد تعرضها لأي نوع من الإجبار، البند الوحيد الذي لم يعجبها، ولكنها وافقت بغضاضة هو الخاص بحضورها لفاعليات الموظفين كالتنزه أو الرحلات القصيرة أو التطوع... وهذا ما جعل إيميلي تغبطها، فلطالما أحبت وجود هذا الأمر فهي شخصية اجتماعية مشرقة، بينما أوليفيا مظلمة وغامضة.

أرسلت الوثيقة الخاصة بالعقد عن طريق البريد الإلكتروني مع وضوح إمضائها عليها، لإدارة الموارد البشرية وما إن تم إعلام ويل بالأمر، ارتسمت ابتسامة على ثغره وأردف قائلا:
- حسنًا... الخطوة الأولى من الهدف، تقترب.

ثم أمسك بهاتفه كان ليتصل مباشرة بتوماس، لكنه أدرك أنه بهذا الوقت، ربما يكون يؤدي محاضراته، لذا قرر أن يعلمه بالأمر خلال رسالة نصية؛ ومن ثم أمسك هاتفه ليتحدث إلى أوليفيا: 
- مرحبا، أوليفيا 

تجيب أوليفيا ،قائلة:
- مرحبا، سيد ويل 

- أرجوكِ، لا أحب الألقاب، فقط ناديني... ويل.

- حسنًا، سأحاول الاعتياد على الأمر.

- أولا، أشكرك على الموافقة، وأعيد تذكرتك بأنه لدينا عشاء عمل بالسابعة مساء، لا تقلقي سيكون المكان قريباً جدا منكم.

- حسنًا سأحاول أن أحضر بالميعاد، فقط أحضر لي الموقع الخاص بالمطعم.

أراد أن يذكرها أن تحضر صديقتها معها، ولكنه شعر بأنه مبالغ، فباغتته هي بسؤالها، قائلة:
- هل إيميلي.....

ليقاطعها قائلا بنبرة متحمسة:
- بالطبع، فهي مدعوة على العشاء أيضًا، بما أنها كانت طرفا في هذا الأمر من البداية، إلا علينا أن نحتفل جميعا ببدايتنا الجديدة...

شعرت أوليفيا بغرابته قليلا، ولكنها نفضت الفكرة سريعًا وأردفت:
- حسنا، سنحاول أن نحضر بالميعاد.

ثم قبل أن يغلق المكالمة، تذكر شيئًا هامًا وأردف: 
- استعدي فأنتِ من ستكتبين حلقة افتتاحية اليوم، لأول مرة ككاتبة برامج إذاعية.

تتوسع عيني أوليفيا وتردف:
- ماذا، أنا كاتبة روائية وبأوقات تمكنت من كتابة السيناريوهات، ولكن برامج إذاعية!... أنا أكره الإذاعة، لذا لا أستطيع أن أكتب بطريقة تلائم البرنامج...

يقاطعها ويل، قائلا:
- عذرًا أوليفيا، هذا بند في العقد، لديكِ تدريب ثلاثة أشهر وخلال الثلاثة أشهر يتم اختبارك... هوني عليكِ، فأنتِ لست كاتبة فقط بل مؤلفة! لذا من الطبيعي أن يكون لديك القدرة على التفكير والتعبير عن الأفكار، ويجب أن تكون كتاباتك قادرة على فهم وإيصال الفكرة بشكل صحيح إلى القرّاء، ولا أريد أكثر من ذلك!.

ثم تابع، قائلا: 
- توماس من سينقل ما تكتبينه للمستمعين، وهذا شيء قد اقترحه فريق العمل بالاجتماع الأخير حتى قبل أن نتقابل، لقد اقترحوا هذا لمدة ثلاثة أشهر، كما أنهم وجدوا أن استماع الكاتب إلى مشاكل البشر حوله والاستماع إلى ظروفهم ودوافعهم، تنوع الشخصيات والواقعية هذه، ستفيدك ككاتبة ولتغذية دماغك بكل هذه المؤثرات.

تتنهد أوليفيا وتردف: 
- لما أشعر أني أتورط شيئا في شيءٍ...

ارتسمت ابتسامة بسيطة على ثغر ويل، وأردف: 
- أوليفيا، أنا أيضًا أجدها فكرة رائعة أن تقومي أنت بهذا العمل، لفترة ثلاثة أشهر فقط، يمكنك الكتابة والاستماع إلى الناس ومشاكلهم التي قد تكون بسيطة أو صعبة الاحتمال، فهذا شيء قد يعزز لديك أفكارًا لكتاباتك، مما سيعود علي أنا بالنفع، بالنهاية أنا يهمني الأرباح التي سأجنيها من ورائكِ...

لتقاطعه، هي قائلة:
- أليس لديكِ أي تعليق، أفضل من ذلك!.

ابتسم ثم أردف: 
- حسنا، أعتذر ولكنك يا أوليفيا تحبين دومًا أن تكوني صاحبة الكلمة الأخيرة، أليس كذلك!.

شعرت بالإحراج قليلا، فويل قام بفعل مشابه لها، وهذا لأنه شخص لا يقوم بتجاهل أي حركة أو أي فعل، يمكنه أن يتقبله، ولكن في المقابل سيرد الصاع صاعين، مهما كان الأمر تافها، لذا أردفت أوليفيا، قائلة: 
- حسنًا، سأحاول أن أفكر بالأمر بصورة إيجابية وأيضا الحق يقال، إن هناك بندًا يتعلق بأمور فترة التدريب، فقط أنا لم أتخيل أن يكون تدريبي ككاتبة إذاعية!، ولكن أليس الوقت غير كاف؟

- ما زال لديك ست ساعات، وسأسال فريق الإعداد؛ لأن توماس مشغول بمحاضراته الآن، وسيرسل إليكِ كل تفاصيل الحلقة، فالأمر لن يأخذ وقتاً طويلاً منك، فقط الافتتاحية خاتمة الحلقة، وبمجرد أن تكتبيها، أرسلي الملف لفريق الإعداد، حتى تتم مراجعتها وتدقيقيها لغويًا.

- حسنًا، لقد فهمت... إلى اللقاء سيد ويل.

- إلهي... فقط ويل 

انطلقت ضحكة من أوليفيا ثم أردفت: 
- حسنًا، إلى اللقاء ويل.

بمجرد إغلاقها المكالمة، نقرت بأصابعها على الهاتف لتخبر إيميلي بكل ما حدث وتشدد عليها ألا تتأخر، بسبب عشاء العمل وما هي إلا بضع دقائق، حتى أرسل إليها فريق الإعداد موضوع الحلقة وهو "المراهقة".

بمجرد قراءاتها الكلمة، إعادتها إلى الوراء للحقبة الزمنية التي بدأت فيها أوليفيا مراهقتها، حيث أوليفيا بها فتاة تبلغ الحادية عشرة من عمرها، كانت طفلة بعيون حزينة، من يراها يدرك أن هناك حزنا بأعماقها ومن يتحدث إليها، يدرك في الحال نضجها المبكر، فكما يقولون إن الأزمات والآلام تزيد من عمرنا، وكانت هذه الحقيقة تكبر يومًا بعد يوم حتى وصلت إلى أربعة عشر عامًا، حينما توفيت والدتها. فتعشش الحزن بداخلها حتى أصبح وحشًا مفترسًا ينهش بها بكل لحظة تتذكر فيها والدتها، وفقط من استطاع أن يقلل من حدته، هي السيدة ليلي.

أمسكت بورقة وقلم تحاول أن تخط بأيديها، شيء قد يعبر عن فترة المراهقة، ولكن انطلقت ضحكة، على نحو ساخر مع سقوط دمعة على خدها، أوليفيا لم تعش مراهقتها كباقي الفتيات في عمرها، بل لطالما شعرت بأنها عجوز بالية بلا أمل ولا روح، لذا قد كفكفت دموعها البسيطة، وأردفت تحفز نفسها، قائلة:
- هيا يا أوليفيا، فلتكتبي شيئا يعبر عن هذه المرحلة، شيئا طبيعيا، قياسا عليها وليس عليكِ، لا تضعي بصمتك؛ لأنها ستصبح سوداوية بشكل لا يصدق.

مرت ساعة، ثم أرسلت إلى فريق الإعداد، النص كما أخبرها ويل تماما.
وعند الساعة السابعة، وصل توماس للمطعم الفاخر، أردف اسمه لموظف الاستقبال، والذي شاور له على الطاولة التي يجلس عليها، ويل بالفعل، ليقوم بتلويح يديه عن بعد، رآها توماس ودلف باتجاه الطاولة وجذب المقعد، ليجلس مقابلا لويل، فأردف الآخر، قائلا:
- عار عليك، لما تجلس أمامي، أترك مجالا للفتيات.

انطلقت ضحكة من توماس، لأنه يفهم صديقه جيدا، وأردف قائلا بسخرية:
- بالطبع، لا تريد أن تنظر إلى وجهي، بل إلى وجه الفاتنة السمراء.

لتنطلق ضحكة من ويل، قائلًا: 
- جيد، أنك فهمت.

ليردف توماس، قائلا:
- لأنه من الجلي، إدراك ذلك! 

ليمارس ويل عادته بالرد، قائلًا: 
- أجل، مثلك... تمامًا!

مما جعل توماس يقوس حاجبيه، وأمسك نظارته بكلا أصبعيه، كعادته وقال:
- ماذا تقصد؟! أوليفيا؟ أنا فقط فضولي بشأن عدم معرفتي لماضيها، فقط لا أكثر! بينما أنت، تحاول أن تظهر بكل قول وفعل ولمحة أنك معجب بالآنسة إيميلي ويجب أن تتحمل مسئولية أفعالك!.

ليزيح ويل مقعده قليلا حتى ينظر إلى عين توماس مباشرة، يتحرى صدقه ويردف: 
- تعرف جيدا، أن الأمر يبدأ بالفضول، تتساءل... إلهي... لما عيناها حزينة، تعرف السبب وتدرك بعدها أن ذلك لم  يشبع فضولك، لتريد أن تعرف أكثر عنها،  ثم ترى وجهاً آخر ، مشرق منها، وتفتنك ضحكتها، لتجد نفسك تبتسم دون إرادة منك، فتقرر أن تكون سببًا لفرحها، ثم يحدث أن ترى عينيها تدمع، فتشعر بحزنها، وتقرر أن لن يهدأ بالك حتى تخرج عن حالتها، ثم بلحظة معينة، تشعر أن يومك كله يدور حولها.

ثم تابع: 
 - بالأخير، تعترف بأنه يجب أن تعيش باقي أيامك مع هذا الشخص!.

لتنطلق ضحكة من توماس ويردف: 
- القصص المصورة والروائيات، التي تقرأها، قد جعلت منك شخصا دراميا.

ليردف ويل قائلا، بتنهد:
- لا، بل أنا شخص منطقي وعملي؛ ولذا أنا كنت واضحًا مع ذاتي، ولا أريد أن أضع احترازات أو احتراسات، فأنا أعي جيدا أني فضولي نحوها، ليس لمظهرها، فالكثير من فتيات هذا العالم جمالها خارق، بل لأنها شخصية مشرقة، واضحة تعتذر دون ضغوط، ترحب بالاقتراح التي تحبه وتنزعج عندما لا تريد! غضبت عندما شعرت أن صديقتها مظلومة، وقالتها بصوت مسموع أمام العالم وبلقبها الحقيقي، ولم تهتم لأحد وحتى هذه اللحظة لم تهتم إلا تجاه صديقتها.

تنهد قائلا:
_ شخص مخلص وواضح ومشرق مثلها، بالطبع ستثير فضولي، أنا من ينبش وراء الكلمات، ليفهم ويحلل، أنا من يقول الكلمة والمغزى ورائها، يكون ألفًا منها، لذا أشعر أني سوف أقضي وقتا معها، براحةٍ دون ضغوط.

تنهد ثم قال بنبرة مرهقة:
- يا صديقي، فأنا منذ نعومة أظافري، أعيش وأنا أركض نحو الكمال، ولم يهدأ لي بال حتى حفرت لنفسي مكانًا بهذه العائلة الثعبانية.

ليخبرها توماس بجدية، قائلا:
- لم أكن أعرف بجديتك حيال الآنسة إيميلي! ولكن يا صديقي، انتبه! إن سارت الأمور كما تريد وكانت إيميلي أيضا مرتاحة لارتباطها بشخص مثلك، هل تعي جيدا أنه عليها أن تتعامل مع عائلتك؟ بينما أنا وأنت نتحدث الآن، يمكنهم أن يعقدوا خطبتك دون سؤالك من الأساس! فهي فتاة قد تكون بسيطة وأحلامها كذلك.

ليقع نظر ويل على الآنسات، وهم يدلفون إلى الداخل، فيقول بنبرة خافتة، وهو يضغط على أسنانه: 
- وهل حديثك هذا يشجعني؟ ما بك، تُصَدِّر الطاقة الإيجابية فقط لمستمعينك وطلابك؟!

ثم قام بهندام بدلته الرمادية وقال: 

- على كلٍ، أعرف كل ما يقلقك، ولكني أملك خطة جيدة لذلك الأمر، لا تقلق على صديقك، أنتبه ... هم هنا.

ثم قام الشابان في الاعتدال بجلستهم، حتى وصلت إيميلي إلى الطاولة، كانت مرتدية ملابس تتناسب مع المكان كما الحال مع الشابين بينما أوليفيا، ترتدي ملابس عصرية مريحة، فملابسها لا تناسب كلاسيكية المكان إطلاقا، بنطال فضفاض أسود يعلوه قميص فضفاض أزرق وشعرها ترفعه معقودا لأعلى، فكان ينظر لها زوار المطعم بدهشة ويشاركهم ويل، فما ترتديه لا يتناسب إلا في الجلوس بالحديقة الخلفية للمنزل. 

أما توماس، فلقد ارتسمت ابتسامة على ثغره، ليقع نظرها عليه في الحال، فتتحول ملامحه للدهشة أيضًا، كيف تكون مصابة بعمى الأوجه وقادرة على تتبعه بهذا الشكل؟ 

لاحظت أوليفيا ذلك، فحركت رأسها ناحية صديقتها، ونزعت نظارتها الشمسية السوداء، لتمد يديها وتمسك بقائمة الطعام، ليسبقها الشابان في فعل ذلك، وقاموا بإعطاء واحدة لأوليفيا والأخرى لإيميلي، أما الشابان يعرفون جيدا ما سوف يتناولونه، بعدما أخبروا النادل بالوجبات المرادة، قام ويل ببدء المحادثة، فقال:
- كيف هو المكان، جيد؟ أعتذر أني لم أبحث حول الأفضل، بل كان هدفي أن أختار مطعماً مقبولاً وبجانب الاستديو الإذاعي.

تبتسم إيميلي وتردف قائلة، وهي تهز رأسها، نافية:
- لا لا أبدًا،  بل على العكس فهو ربما أفضل مطعماً قد وطأته قدماي... 

انطلقت ضحكة من كلاهما، لتنظر لهما أوليفيا بتأفف، فلا يوجد أي شيء مضحك هنا، ولكنها تعرف أن صديقتها غير مستاءة في الحديث معه، لذا تحملت وأخذت تركز في طعامها، أما توماس كان يراقب حركات عينيها، داخله إحساس قوي بأنها تراه جيدا كوضوح الشمس والرسمات كذلك، وعندما نهضت إيميلي للذهاب إلى المرحاض،  وويل، نهض ليقوم بمكالمة تليفونية عاجلة، شعر أنها اللحظة المناسبة، وأردف:
- عذرا...

فنظرت أوليفيا، تجاهه وأردف:
- هل أنتِ متيقنة من عدم تعرفك للأوجه؟ أي أنني أشعر كأنك تتعرفين على ملامحي بكل سهولة، أليس كذلك؟ حتى المرة الفائتة عندما كنتِ تتذمرين من تحديقي بعينيكِ، وقتما...

تنهدت وقالت بنبرة جادة وملامح مستفزة:
- ولم على إجابتك؟ لقد أخبرتكم قبلا، بأني مريضة بهذا المرض منذ أكثر من عشر سنين، فالأمر ليس مزحة ولا أني أتمارض! 

ليهز رأسه نافيا، ويحرك نظارته بكلا أصبعيه ويردف:
- لم أقصد ذلك، في المجمل بل...

تدلف إيميلي ناحيتهم، فيحمحم توماس ويتراجع، وبعدها أتى ويل، وجلس أربعتهم مجددا وبعدما أنهوا طعامهم وطلبوا المشروبات، أردف ويل، قائلا:
-  لقد تحدثت إلى أوليفيا، قبل مجيئنا وأخبرتها بأنها ستبدأ الليلة، معك بالحلقة، حتى إنها كتبت الافتتاحية، وأرسلتها إلى فريق الإعداد.

ليردف توماس قائلا بجدية:
- ألا يجب إطلاعي عليها، ففي النهاية أنا من سيتفوه بها!.

لترتسم ابتسامة خبيثة على شفاه ويل، ويردف:
- بالطبع، ألا يمكنك يا أوليفيا، إرسالها إليه؟

فتقول إيميلي بنبرة متحمسة:
- لحظة، أنا معي رقم السيد توماس، سأرسلها إليه.

ليردف ويل بتحمس، وهو يمد يديه:
- لا عليك يا إيميلي، أعطيني الهاتف، وتوماس سيقرأ الملف من شاشة الهاتف.

يأخذ ويل الهاتف من إيميلي، ثم يسجل رقمه، ويضع بخانة الاسم "ويل الوسيم"، ثم أعطي لتوماس الهاتف، لكي يقرأ ما كتبته، أوليفيا ليجد نفسه مجددا، لم يستطع قراءة أي من ماضيها، مما زاده حيرة فهذه المرة هو متأكد بنسبة 100% ولكنه باغته صداع قوي، وكل كوابيسه التي يراها في أحلامه، ظهرت متداخلة، مما جعله يمسك رأسه من الألم، فنهض ويل سريعا، من مقعده وسأله إن كان بخير، بعد ثلاث دقائق، عاد توماس إلى حالته وأردف:
- لا تقلق يا ويل، أنا بخير فقط كان ألمًا برأسي مريع لهنيهة ولكني الآن لا أعاني منه.

كان ثلاثتهم ينظرون إليه بقلق، يتفرسون بملامحه لتحري حالته من كثب، بينما كانت عيناه معلقة على أوليفيا، فقام بأخذ الهاتف مجددا، وقرأ ما خطته أوليفيا وأردف قائلا:
- أعجبتني ولكن هل كنتِ هكذا يا آنسة أوليفيا بمراهقتك؟ هل كنتِ بالفعل كطائر يحلق خارج الأسوار ويفقد السيطرة.

ارتسمت ابتسامة  باهتة على ثغرها، وأردفت متجاهلة الحقيقة:
- ومن منا لم يكن كذلك بمراهقته؟ 

نظر لها توماس، لقد شعر داخله إنها تكذب، ولكنه سايرها، وأردف قائلا:
- هذا صحيح، حتى أنا قمت بشيء أحمق مع ويل، ألا تتذكر ذلك اليوم؟...

ثم أخذ يقص ثلاثتهم عن أيام مراهقتهم وجميع تورطاتهم التي وقعوا بها، بينما أوليفيا كانت تستمع إليهم خارجيا، لكن داخليا كانت تفكر بأيام مراهقتها، كم عانت من والدها الذي كان يضرب والدتها يوما بعد يوم، يرجع ليلا وهو مخمور، ثم يفتش في أرجاء المنزل، باحثا عن أموال وإن لم يجد يبدأ وصلة ضربه وإهاناته للأم، يهددها أن يطردها هي وابنتها دون مأوى،  وبعدما تعدت أوليفيا الحادية عشرة، ودلفت إلى مرحلة المراهقة الأولى، فأصبحت قادرة على تمييز العديد من الأمور ومع أول مرة وقفت في وجه والدها، أصبح لها نصيب يومي من الإهانة والجسد النفسي والجسدي تشاركه مع والدتها، تفكرت في كم مرة حاولت أن تهرب، ولكنها تنفض الفكرة بسبب والدتها، والدتها كانت تصر على أن وجود الأب، حتى إن كان رمزياً أفضل من عدم وجوده، خاصة أنها لا حول لها ولا قوة، لا مال ولا عائلة، حتى إن والدتها كانت من المهاجرين، وليس من سكان البلد الأصليين، بينما والدها العكس، لذا كانت تعرف أنه لن ينصفها أحد، فتعتبر العنصرية وكراهية الأجانب مشكلة هيكلية في أستراليا. يعاني من ذلك في الدرجة الأولى السكان الأصليين وأشخاص من أصول آسيوية أو مسلمين.

تنهدت مع سقوط دمعة دون إرادة منها، لتعلن ارتياحها منذ ذلك اليوم، والذي اعتبرته يوم ميلادها عوضا عن يوم ميلادها الحقيقي، إنه اليوم الذي تخلصت منه، فلقد تم ضبطه وهو يقود سيارة وهو مخمور، وقام بدهس أحد المارة؛ مما أدى إلى وفاة الضحية، حتى إنها لم تعرف إن كان ما زال على قيد الحياة أم توفي، فمنذ ذلك اليوم، وهي وعدت نفسها بأن تمحيه من حياتها، لقد كان يمثل لها الذل والمهانة والغضب، كل شيء كان يفعله كان كريهاً بالنسبة لها، ويشعرها بمرارة لا تُنسى.

■□◇□■






पढ़ना जारी रखें

आपको ये भी पसंदे आएँगी

ظلال القلب Hana ahmed द्वारा

रहस्य / थ्रिलर

809 104 4
كانت تحتاج فقط من يحتضنها و يخبرها ان كل شئ سيمر لكنها للأسف لم تجد احد ليقولها .......
31.7K 3.8K 26
هويتُ بثنايا الألمِ مُستسلِماً،حتّى أتيتِ أنتِ،فإنتشلتينى مُعيدةً إيّاى للحياه قبل أن تُعانقى روحى طويلاً،جاعِلةً مِنها تستكينُ بين طيّاتِ حُبّكِ.
397 57 6
لم أكن اؤمن بالصدف ....اعني لن يتغير قدري عن طريق الصدفة أليس كذلك؟!.......... آريانا كارتر ....تكاد تتخرج من جامعة الطب القسم النفسي ....تعاني من ا...
333K 16K 23
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود