مِذياع توماس.✓

By Zpaintrogrammer

18.3K 2.6K 2.4K

مقدم برامج بالمذياع، كان لديه سر خاص يمكنه من قراءة الرسائل على نحو مميز، حيث يستطيع التعرف على ماضي الأشخاص... More

°•○● إهداء ●○•°
١-《حوار مع توماس》
٢-《صفعة ومعجزة》
٣-《خطوة 》
٤-《 سوء فهم》
٥_ 《قطع مفاجئ》
٦_ 《إشاعة كاذبة》
٧_《ضيف وسؤال》
٨- 《ذكرى لفقدان》
٩ - 《أوليفيا والسيدة ليلي》
١١ - 《المراهقة.》
١٢ - 《المراهقة》جزء ثان
١٣ - 《تخطي》
١٤_ 《أزواج متطابقة》
١٥ _ 《نهاية الحفل الخيري》
١٦ - 《عقدة وحل.》
١٧ - 《شاركيني》
١٨- 《أصدقاء ولكن...》
١٩- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء أول.
٢٠- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء ثاني.
٢١- 《الفارس والأميرة》
٢٢- 《وداعًا أيها العم》
٢٣ - 《خبايا الرسائل》
٢٤ -《 خبايا الرسائل 》جزء ثان.
٢٥- 《إحتفالات لبداية النهاية》
٢٦- 《وعد أم وداع؟》
٢٧ - 《عاصفة الألم》
٢٨- 《عشر سنين إلى الوراء》
٢٩-《الخاتمة》

١٠-《صداقات متناقضة》

537 95 81
By Zpaintrogrammer

- لن يخرج أحد من هنا، حتى يتم حل الأمر، لقد قامت الصحافة بنشر صورة أوليفيا بالمكان نفسه الذي ذهب إليه توماس اليوم، ولقد جعل الأوغاد، الصور تبدوان كأنكم أحباء حقيقيون....

أردف ويل عبارته بعدما أخبرته السكرتيرة بمتابعة المواقع الإلكترونية، فتوماس يعمل بمحطة المذياع التي تقع تحت إدارته، بل أن كل أعمال توماس تنشر عن طريق مجموعة شركات ويلستر، لذا هذا الأمر يخص ويل كما يخص توماس أيضًا.

نظر ثلاثتهم باتجاه ويل، فكانت أوليفيا فاغرة الفم، بينما إيميلي تنظر بقلق تجاه أوليفيا، بينما توماس كان هادئًا جدا، وساد الصمت لحظات، ثم جلس ويل على مكتبه، وقام بتشغيل شاشة العرض عن بعد، والتي تعرض ما نشرته المواقع الصحفية، فبدا الأمر جنونيا، وكأنها دراما مبتذلة، بداية من الجزء المقتطع الخاص لإيميلي حيث قاموا بتضليل الصوت قليلا، ولكن ما زالت العبارات صحيحية، وبينما تقول جملتها "أنت كاذب يا سيد توماس" حمحمت وابتسمت باتجاه أوليفيا، والتي كانت لا تزال مندهشة، من فعل صديقتها، بالرغم من معرفتها به مسبقًا، ثم جاءوا بصور مظللة لأوليفيا وإيميلي بمنزلهم المشترك، وحتى إنهم تحدثوا مع جيرانهم ليتعرفوا إلى أي خيط، ثم جاءت دور توماس والذي آتي بزهور وطعام وبالصباح وأخيرا كانت صورة أوليفيا اليوم، وهي ترتدي الأسود وصورة لتوماس أيضًا.

وبينما تعرض الصورة الأخيرة، كانت أوليفيا وتوماس كلاهما متحيراً في أمره، كل منهم يتساءل داخله إن كان يزور الشخص نفسه، ثم قام ويل بغلق الشاشة وأردف قائلا:
- برأيكم ما هي الحلول المتاحة؟

لتردف إيميلي قائلة:
- لحظة، أليست المواقع كلها التي نشرت هذا الأمر، تقع تحت رعايتك... أقصد عائلتك! لم لا تقوم بحذف هذه المقالات؟ 

ثم توسعت عيناها، وأردفت بعجالة تقول كالطالب النجيب، قائلة:
- ماذا عن مهاتفة السيد توماس مجددا بحلقته القادمة وتوضيح الأمر، أقصد نفي الإشاعات التي توهم بها المتابعون والمراسلون وهكذا...

وبهذه اللحظة، انتبه ويل لوجود إيميلي، فأردف بابتسامة مشرقة، قائلًا:
- أعتذر، لم أرحب بك، آنسة...

لتجيبه إيميلي بابتسامة عفوية هي الأخرى، قائلة:
- أنا بداية هذه المشكلة، إيميلي...

ليقاطعها قائلا:
- أها آنسة إيميلي، مرحباً بك.

ارتسمت ابتسامة على وجه إيميلي، وبداخلها كان انطباعها الأول عنه، جيداً فهو من الأثرياء، وهي تكون من تسببت له بالورطة الواقعين بها، وبالرغم من ذلك، كان لطيفًا مهذبا معها.

ثم نظر ويل باتجاه أوليفيا وأردف:
- هل لديك يا آنسة أوليفيا، أي اقتراحات؟

لتجيب هي دون اكتراث واضح على ملامحها، قائلة:
- أي اقتراح أنا معه، ولكن الشيء الأهم، لا أحب أن أكون تحت الأضواء، على كل حال بدأ الأمر بمصادفات غريبة ومتتالية، وأنا أعي جيدًا أن لم يقصد السيد توماس أن يصل الأمر هكذا فهو لم يخطئ غير بأمر وحيد عندما أخبرني أني كاذبة...

فحمحم توماس من الإحراج، وأردف قائلا نبرة آسفة:
- سأعتذر لك مجددا يا آنسة أوليفيا، لكن هناك قصة وراء ذلك ولم أكن...

لتقاطعه أوليفيا قائلة بحزم:
 - قبلت الاعتذار، لا عليك.

ثم نظر ويل تجاه صديقه وأردف:
- ما هو رأيك يا توماس؟ 

نظر له توماس نظرة مؤنبة لم تفهمها الآنسات ثم حمحم ويل، وبدا للإنسان أن الرجلين يتحدثان بلغة التخاطر، فأرف توماس بنبرة جادة وعميقة: 
- أتريد أن تعرف رأيي؟ بكل صدق!.

فهز ويل رأسه إيجابا في إماءة بموافقته، وتابع توماس بنبرة عميقة:
- أولا: يمكنك أن تلغي نشر أي مقالات قد نشرت بداية هذا الأمر وحجتك في أنك لا تتحكم في هذا الأمر، لهو شيء يدعو إلى السخرية 

- ثانيا: السماح للمراسلين بمراقبتنا وهذا أمر غير منطقي بالنسبة لسلطتك، تستطيع أن توقفهم أنت أو المجموعة. 

- ثالثا: ما المشكلة إن كنا أنا والسيدة أحباء بالفعل، ما الذي يهم العالم في أمر كهذا؟

عبارته جعلت أوليفيا منزعجة، وقالت بنبرة جادة:
- لا يهم العالم، ولكن يهمني أنا! لما يرتبط اسمي بك أو بغيرك! من الأساس. 

لينظر لها توماس موجها الحديث إليها:
- سيدة أوليفيا، أرجوك ِ عليك أن تعي أني أتحدث في المجمل هنا، ولا أفهم لما من أول مقابلة تحاولين بشتى الطرق أن تخبريني أني شخص سيئ! أو أني منحرف يسعى وراؤك!.

قال كلمته الأخيرة باندفاع؛ مما جعل إيميلي تتدخل، سريعًا في وسط هذا الجو المشحون ونظرات صديقتها الغاضبة وقالت: 
- لا عليك سيد توماس، هي لم تقل أي شيء بخصوص ذلك، كل ما في الأمر أنها صادقة وبحق الرب من السيدة التي تحب أن يرتبط اسمها بشخص ليست على علاقة به! أرجوكم استوعبوا أسبابها ودوافعها هي الأخرى. 

لينظر لها ويل بإعجاب وأردف:
- رائع يا آنسة إيميلي، أنا ممتن لوجودك هنا اليوم.

لينظر له توماس نظرة غاضبة قليلا ويردف قائلا:
- لا تخلط الأمور... سيد ويل آشتون، لنعود للنقطة ذاتها مجددا، سأخبركم بها مرة واحدة، أنت من تسعى لتضخيم الأمور من قبل سلطتك الإعلامية، كان من الممكن أن ينتهي الأمر منذ محادثة الآنسة إيميلي، لكنك أردت، حدوث تلك الضجة وذلك يرجع إلى سبب واحد فقط، ارتفاع نسب الأسهم، فأنت تعي جيدا أن أي قضية تخص الرأي العام ستؤدي بدورها إلى ارتفاع أسهم المجموعة بجنون.

وبعدما أنهى توماس عباراته، قد صفق له توماس، وابتسم وأردف بنبرة خبيثة:
- لطالما كنت ذكيا، وتفهمني سريعًا.

أصبح إيميلي وأوليفيا فارغي الفم مما يسمعانه، ثم يردف توماس بنبرة جادة:
- أتبتسم؟ 

ليقوم الآخر بوضع يده على ذقنه، وأردف بابتسامة خبيثة ونبرة استفزازية:
- أجل، ابتسم لأنك كشفتني كعادتك، ولكن لا تنكر أني أستطيع التمثيل بوجهي البريء الودود هذا.

 ثم نظر للآنسات، لتمتم أوليفيا بنبرة خافتة، لم تسمعها إلا إيميلي الجالسة جانبها، حيث قالت:
- والآن اللحظة التي أكون شاكرة فيها لمرضي.

لتنطلق ضحكة من إيميلي صاخبة، فينظر لها ويل بإحراج قليل ثم أردف:
-  ضحكتك مميزة يا آنسة إيميلي.

 لتردف هي بابتسامة مشرقة قائلة: 
- دعنا من الألقاب، سأناديكم جميعكم دون لقب ونادوني بإيميلي فقط.

ثم قالت أوليفيا بنبرة جادة:
- إذن بقدر ما فهمت، فإنك استغليت شهرة صديقك لزيادة الأسهم وعرضته... 

يقاطعها ويل وعيناه متوسعة من صراحتها، وأردف على نحو مستنكر: 
- أوه، جادة بل حادة بحديثك هذا  يا أوليفيا.

ليردف توماس قائلا:
- بل صريحة ومباشرة، فبالأخير لم تقل شيئاً لم يحدث!.

شعر ويل إنها قد تكون لحظة فارقة بعلاقتهم، وأردف بنبرة آسفة وبصوت متزن على غير عادته:
- توماس، أنت تعرف أني شخص يفصل بين مهنيته وصداقته، وحين أعمل معك، أنا أنظر للأمر، كصفقة عمل! بينما إن كنا نجلس بمطعم بالخارج أو منزلك، أنت تعرف أن تصرفي لن يكون كذلك! كما أنك لم تكن تهتم بأمور مثل ذلك، بل دعني أقول إنها ليست المرة الأولى لوجود مقالات تتهكم بعلاقاتك، ولكنك كنت غير مهتم للحد الذي جعلك لم تتعرف إلى ذلك إلى هذه اللحظة! وحتى الآن، ما المعضلة كونكم أحباء؟ أليس ذلك أفضل من اتهامك بأشياء خبيثة أخرى؟ 

تنهد ثم أردف:
- لقد قمت بحذف العديد من المقالات، والتي كانت تتهكم بأشياء مخيفة، قبل أن تخرج للنور حتى! لن أكذب في دفعي للمراسلين من جهتي بهدف ارتفاع أسهم المجموعة ولكني أيضًا أردت أن أوجه العامة والرأي العام على أنك رجل طبيعي يعيش حالة عاطفية وهنا لا توجد أي معضلة!، فلتعلم يا صديقي لن يرمي عليك أحدهم حجرا إن كنت تحب، ولكن بالتأكيد سيحدث إن كنت خسيسا، أو أنك كنت سببا في انتحار أحدهم، أو كنت سيئ في استخدام سلطتك وشهرتك، كل تلك الأمور مرعبة قد تم تداولها بالفعل، فلقد تعاملت مع الأمر حتى يخرج كلانا فائزين، مبدأ (Win-Win).

أنهى عبارته لتردف أوليفيا، قائلة:
- أتمنى أن مجيئي اليوم، لا يندرج ضمن تخطيطك هذا! لأنه لو كان فأنا لن أوقع أية عقود.

تنهد ويل، وقام بسمح وجهه بكلتا كفيه، وظهر على محياه ملامح الانزعاج، ثم مسد شعره بكلتا كفيه وأردف:
- لم يكن، بالحقيقة أنا أستمتع بقراءة الكتب والقصص المصورة، واستفيد من هذا الأمر بصفقات عملي أيضًا، ولقد رأيت عملك، والذي نجح على نحو مبهر، وأعجبني أسلوب رسمك والقصة... كما أني أردت أن أسألك إن كنتِ تعرفين أي شخص يعاني من المرض ذاته؟ 

لتردف أوليفيا، قائلة:
- حسناً، سماع الثناء على عملي هذا شيء أمتن له، ولكن أردت أن أتعرف إلى تفاصيل العقد وبخصوص أمر المرض، هل لي أن أعرف لما تريد أن تتعرف إلى الأشخاص الذين يعانون من مرض عمى الوجوه؟ 

ليردف ويل قائلا:
- أخطط أن يكون حدث التبرعات القادم، أن يختص بالأشخاص الذين يعانون منه، سواء كان توفير فرص جيدة لهم أو توعية الجمهور به.

لتنظر له أوليفيا أخيرا بشيء من الاحترام، وتردف قائلة بنبرة ودودة قليلاً:
- هذا شيء رائع، حسنًا أخبرني إن أردت أي شيء، سأساعد بغض النظر لقبولي العقد، فأنا مصابة بهذا المرض.

لتتوسع أعين كل من ويل وتوماس، من الاندهاش وليسألها ويل بنبرة متحمسة، قائلا:
- وكيف ترسمين بهذه الدقة؟! أعني بالرغم من أن القصة لم تكن تحوي الكثير من الأوجه، ولكن وجه البطل كان مرسوماً بدقة بالغة، وهذا ما لفت نظري من الأساس، لم يكن رسم بأسلوب القصص المصورة، بل رسمك كان متقناً لدرجة شعرت أنني أرى أدق التفاصيل! 

هذا كان اندهاش ويل، بينما توماس كان مندهشًا بسبب أنها تعرفت إليه بكل مرة دون أي مشكلة، وعندما يتحدث إليها، أو ينظر إلى عينيها، يعي تماما إنها تراه جيدا حتى بأول مقابلة لهم كانت تتفرس بملامحه! كيف لشخص لم يستطع التعرف إلى الوجه من تذكره بكل مرة يراه فيها؟!.

ارتسمت ابتسامة على ثغر أوليفيا وقالت: 
-  على كل حال سأكون في الخدمة.

ابتسم ويل، ثم وجه نظره ناحية إيميلي وأردف: 
- هناك حفل للتبرعات، سيتم إقامته الأسبوع المقبل، ما رأيك أن تحضري مع أوليفيا؟ 

لتنظرإيميلي إلى أوليفيا أولا، وبدا لإيميلي أن أوليفيا ستتحمس أكثر لوجودها، كما أن أجواء الحفلات هذه تروق لإيميلي بشدة على عكس أوليفيا، فأردفت بنبرة متحمسة:
- حسنًا، ولكني سأتأكد من جدول المهام الخاص بفريقي وإن لم يحتاجني أحد في العطلة، سأحضر بالتأكيد.

اعتدل توماس بجلسته حتى يكون مقابلاً لمقعد ويل، وأردف قائلا بجدية:
- حسنا، الآن بالنسبة لموضوع الصحافة، ابتعد عن الأمر، ولا تجعل مراسلينك يتدخلون، يمكنني أن أركز على نفي التهم الموجهة إلي مهما كانت حقارتها و...

ليقاطعه ويل، قائلا:
- جيد يمكنك النفي ماذا عن الإدلاء بتصريح عن السبب! هل تمتلك من الشجاعة ما يكفي لتخرج إلى جمهورك، وتخبرهم كواليس السبب وراء ردة فعل إيميلي؟! وهنا أتحدث على خوفي على أموالي التي استثمرها وهذا ليس عيبًا!.

ثم تابع بجدية:
-  أعرف يا توماس أنك فريد من نوعك، وأعرف شهرتك الواسعة، وأنه يمكنك أن تنضم إلى شركات أخرى، ولكن تخيل معي، هل نجح أي من المشاهير الذين قاموا بفعل هذا؟ أن يتركوا مكان شهرتهم، ويذهبوا لآخر في وقت انتشرت فيه الاتهامات ضدهم!

لتردف أوليفيا وهي في حالة تحير من أمرها، قائلة:
- لحظة توقف هنا! هل ما تتفوه به الآن، يعني أن نتعامل مع الظرف على أنه أمر واقع؟ لقد أخبرتك قبلا يا سيد ويل، أني لا أحب حياة المشاهير بل أمقتها، كما أني قد وضحت أنا أكره فكرة ربط اسمي بأي شخص ليس على علاقة بي! 

ليردف ويل، قائلا:
- إلهي، لم أتفوه بهذا تماما، لا أطلب منكم مؤتمراً أو لقاءات صحفية أو هكذا، فقط أريد ألا تفعلوا أي شيء، ولا تبرروا شيئا واتركوا الأمور كما هي وأنا لدي فريق هائل من الصحافة والقانونين والإبداعين يمكنه تولي الأمر، هل هذا أمر صعب!.
ليصمت توماس، منتظرا لإجابة أوليفيا بالنسبة له، كان رأيه التجاهل كعادته، ولكنه قرر أن يدعم قرار أوليفيا فهي الشخص الذي سيتأذى بالنهاية.

فنظرت أوليفيا تجاه إيميلي، لتهمس إيميلي بأذنها قائلة:
- حسنًا، أعتقد أنه ليس لديك مشكلة، فاتركي الأمر كما هو، فأنتِ أخبرتني في أثناء فطورنا، أنك مستاءة أننا كنا سببا في تشكيل صدع بحياته المهنية، فليكن الأمر كذلك... اتركي الأمور كما هي، ولكن عليك التدقيق في العقد وتأكدي أنه ليس هناك أي بندا يجبرك على اتخاذ قرار تبعا للمجموعة وليس قرارك، أنتِ.

بينما كانت أوليفيا تتهامس مع إيميلي كان توماس ينظر له بنظرة الأم الغاضبة، والتي تؤنب طفلها على فعلته أمام الغرباء، فابتسم ويل، ابتسامة خبيثة وأردف:
- تعرف أني شخص لا يتنازل... فلتتأكد يا صديقي بقدر ما أنا لن أتخلى عن ازدياد أموالي في أرصدتي وترسيخ نفوذي بهذه العائلة المادية، بقدر تمسكي بك! وصدقا لقد حدث هذا كثيرا، الفارق الوحيد هو أنك تشعر تجاه الطرف الثاني بشيء هذه المرة،!

عقد توماس حاجبيه، ورفع نظارته بكلا أصبعيه، وأردف يهز رأسه مستنكرا، حيث قال:
- لا أفهمك أي شعور تتحدث عنه؟!

ليبتسم ويل، ويردف بنبرة خبيثة:
- ما الأمر، لما ارتبكت؟ أقصد شعوراً قليلاً بالذنب أو ربما...

تقاطعه أوليفيا، قائلة:
- حسنا، أتفق لن يقوم أي منا باتخاذ أي خطوة أنا أو السيد توماس، ولا إيميلي ولكن بالنسبة للعقد الخاص بي، هل لي أن أطلع عليه؟ 

فتح خزانة مكتبه، وأخرج الملف الذي يحوي العقد وأعطاه لها، قائلا:
- يمكنكِ القراءة كما تشائين ويمكنك أن تأخذي وقتك في قراءته حتى الغد.

فابتسمت قائلة بتحمس لفكرته الأخيرة:
- حسنا، سآخذه معي الليلة، وسآتي بالغد بعد الانتهاء من تفحصي لكل بند.

هز ويل رأسه إيجابًا في إيماءة منه للموافقة؛ ومن ثم اتجه ناحية إيميلي، قائلا:
- إن وافقت أوليفيا على إمضاء العقد، فسأدعوكم جميعًا إلى العشاء بأحد المطاعم، فأنتم تسكنون بالقرب من بعضكم، لذا لن نجد معضلة في تحديد المكان المناسب.

تحمست إيميلي، بينما أوليفيا كانت تتنهد؛ لأنها تكره التجمعات، ولم ترتح للرجلين الجالسين أمامها، توماس أو ويل، ولكنها تجد توماس أفضل، فبدا لها أنه شخص مهذب، وربما يطالعها ويركز على ملامحها، بسبب أنها قد تشبه شخصاً قد تعرفه، وبعد أن أنهى ويل عباراته، اعتدل توماس لينهض من المقعد، وأمسك بسترة بذلته السوداء وقال: 
- سأستأذنكم، أعتقد لا يوجد لدي أي عمل هنا.

وباللحظة ذاتها، كانت أوليفيا تعتدل لتنهض هي الأخرى، بينما الوضع كان مختلفاً بالنسبة لإيميلي، وويل على ما يبدوا، أنهم أرادوا أن يتحدثوا أطول على عكس أوليفيا وتوماس، ولكن بالنهاية كانت إيميلي تفكر بحال صديقتها التي بدا عليها الإرهاق وأيضا توماس كان هو الآخر يزور إحدى معارفه بالقبر، وبدا على وجهه أنه ليس مرتاحا، فقامت بمصافحة لويل وأردفت بابتسامة، قائلة:
- فرصة سعيدة يا ويل.

ثم نظرت إلى توماس وأردفت:
- عليك أن ترتاح يا سيد توماس، لأجل متابعينك فأنا أخبرتك أني كنت وما زلت من أشد معجبينك، وأتمنى ألا تكرهني بسبب فعلتي، ولكن أوليفيا هي حقا تمثل لي العائلة أو ربما أكثر، فلن تكون أقل من ذلك.

ارتسمت على شفاه توماس ابتسامة خافتة، وأردف بنبرة ممتنة:
- لا أبدًا يا آنسة إيميلي... بل

لتقاطعه بابتسامة، قائلة:
- لا داعي للألقاب 

فانطلقت ضحكة خافتة منه وأردف:
- حسناً يا إيميلي، أنا لم أنزعج منك، بل من الظرف نفسه الذي وضعنا به، وبما أني أنا من اتهم صديقتك من البداية، فأنا السبب الأساسي ولست أنتِ، ولكن حقا كنت أستند إلى حقيقة، والتي كانت صحيحة دائمًا إلا مع أوليفيا باركر.

قال عبارته المبهمة، والتي جعلت كلا من أوليفيا وإيميلي متحيرين من مقصده، ثم دلف إلى الخارج، وأخبره ويل سريعا قبل أن تخرج الآنسات، قائلا:
- لحظة، سأقوم بتوصيلكم إلى منزلكم.

لتردف أوليفيا سريعا، قبل أن تترك مجالا للرد من صديقتها اللطيفة وأردفت:
- لا عليك، سيد ويل، فالسيارة متاحة وإيميلي سائقة ماهرة.

ابتلع ويل الكلمات بحنجرته، وارتسمت ابتسامة باهتة وأردف بخاطره، قائلا:
- كيف يمكن لشخصيتين مختلفتين تماما أن يكونوا أصدقاء فإيميلي كتلة من اللطافة والمراعاة بينما أوليفيا، حقا كما قال توماس، هناك شيء مهيب بها يجعلها دائما، آخر من يتحدث ولن يستطيع أحد مجاراتها في الحديث!.

ثم تابع قائلا بخاطره:
- لما أُدهش فأنا، وتوماس أيضا مختلفان تماما، فقط ما يجمعنا هو الوسامة والذكاء!.

***

وصل كل منهم إلى منزله، فكانت إيميلي تتحدث طوال الوقت عن ويل وتوماس، بينما أوليفيا كانت تفكر بتوماس في خاطرها غير منتبهة لإيميلي وحديثها، كانت بأقصى مراحل الحيرة والتخبط، فكانت تتساءل لما يمكنها التعرف إلى وجهه بكل مرة تراه فيها، وهذا أمر مستحيل علميًا في حالتها؟ ربما تم تشخيصها خطأ؟ ولكن مهلا، هذا يحدث معه هو فقط وأيضًا تتساءل داخلها، لما كل مرة يسألها بإصرار إن كان قابلها مسبقا؟ بالرغم من أنه كان يبدوا مبتذلًا بعض الشيء، ولكن بداخلها كانت مدركة أنه شخص مهذب ومستقيم، ربما هناك ماض أليم يخص أخرى تشبهها؟ وماذا عن كل تلك المصادفات؟ كل هذه التساؤلات عصفت بذهنها، لذا قررت أن تعيد تركيزها، وأن تقوم بإعداد قهوتها، وتجلس بشرفتها وتقرأ العقد الخاص بها، لكي تعطي إجابتها لويل بالغد.

بينما توماس، كان يفكر هو الآخر عن أوليفيا، لا يمكن بالأحوال كلها أن تكون مصابة بعمى الأوجه، فهي تتعرف إلى وجهه دون أدنى مشكلة، ولما يشعر كأنه رآها من قبل في مكان ما.

وأما عن ويل، كان يجلس على مقعد أمام شرفته الزجاجية، ويضع يديه متشابكة خلف رأسه وممدد لساقيه، يفكر في أحداث اليوم، ثم ابتسم عندما تذكر إيميلي، ثم اعتدل في جلسته، وقال بصوت مسموع: -توماس، رقم هاتفها مع توماس.

أمسك بهاتفه، وحاول الاتصال بتوماس، وهو يردد داخله:
- هيا أجبني... أجبني

وبالفعل استجاب توماس للمكالمة وأردف:
- ماذا تريد يا رجل الأعمال الذي يتغذى على إرهاق عامليه؟

يبتسم ويل رادفا:
- لما تعطي للموضوع أكبر من حجمه يا صديقي، كل ما طلبته هو ألا تفعل شيئًا، ليس إلا!.

فقال توماس:
- على كل حال، ما دام هذا كان رأي الآنسة أوليفيا، فأنا ليس لدي أي مشكلة!، أخبرني ماذا تريد!

حل الصمت لثوان، ثم باغته توماس وقال:
- تريد رقم هاتف الآنسة إيميلي؟!

لتنطلق ضحكة من ويل ويردف قائلا:
- قلت وسأقولها لك دائمًا، أنت تكشفني دومًا، هذا صحيح فلترسلها لي.

ليرد عليه توماس بنبرة مستفزة: لا

صاح ويل على توماس وقال:
_ لا تستفزني، أريد أن أتحدث إليها.

انطلقت ضحكة عفوية من توماس وأردف: لم؟

ليجيبه ويل، قائلا:
_حسنا، أنت تعلم جيدا أني أكن الضغينة، ولن يهدأ لي بال إلا، وأن أرد الصاع صاعين، على كل حال أنا سأتصل بفريق الإعداد، وسأطلب منهم الرقم ذاته!

لتنطلق ضحكة صاخبة من توماس ويردف:
_ يا ليتني أرى وجهك البريء ذا الملامح الودودة، لطالما تخدع الناس أنت بوجهك هذا، فلن يتخيلوا كم أنت ثعلب ماكر، بعد.

ثم تابع بنبرة جادة:
_ لا يمكنني إعطاؤك رقم هاتف امرأة، خذه أنت بنفسك ها، بنفسك لا تأخذه باستخدام نفوذك!.

ومن بعد ذلك أغلق الهاتف، فابتسم ويل وأردف:
_ الآن، أطمئن  قلبي، أنه لم يعد منزعجاً مني.

في اليوم التالي، استيقظ توماس من حلم آخر، حيث كان يرى فتاة، ترتدي زياً مدرسياً، وهي تبكي على فراش والدته بالمشفى، كانت الفتاة شعرها مجعداً ذهبياً، ولكن وجهها كله كان مخفيًا وراء جسد والدته، كان صوت بكاء الفتاة يتعالى، ورأى نفسه يقترب من الفتاة ليرى وجهها، ثم استيقظ فجأة على المنبه الخاص به.

قام بفرك شعره، ثم التقط نظارته الطبية من على خزانته وأردف قائلا:
- ماذا يحدث معي هذه الأيام! فتاة أخرى بشعر ذهبي، مجددا، هل لدي مشكلة خطيرة بذوات هذا الشعر!.

وبالساعة الثامنة، دلف إلى الخارج ليلحق بمحاضراته، وصل مرتديًا ملابس ليست رسمية كعادته، وحيا الطلاب ووضع حقيبته على المنضدة الخاصة بالمعلمين وأردف بابتسامة:
- صباح مشرق يا أبطال، لقد رأيت أن هناك عشرة طلاب، أرسلوا، إجاباتهم على السؤال بالفعل، لذا دعوني أخبركم بأني فخور بكم، بالرغم من أن الإجابات كانت مثالية ولكني شعرت بروح محبتكم تجاهي، بل وجدت منكم يعتبرني قدوته، وهذا كان واضحا جدا بشكل لا يحتمل التردد، لذا أشكركم من كل قلبي وأحبكم.

فابتسم الطلاب، ثم أردفت الطالبة كلوي، قائلة:
- هل رأيت إجابتي، أستاذ توماس؟

فابتسم توماس، وأردف بنبرة فخورة:
- الحقيقة يا كلوي لم تخيبي ظني ولو لمرة، كانت إجابتك الأكثر عقلانية

ثم نقر زر لعرض إجابتها على الحائط وتابع:
- ها هي إجابتها، من فضلك يا كلوي، أخبرينا بصوت عال.

فقالت الطالبة بصوت واضح، وهي تقرأ المعروض على الحائط:
- ما يثبت ويعف حجة السيد توماس الآتي:
- المحادثة التي اقتطعت بحلقة البرنامج (ضعف)
- صورته وهو يحمل الزهور ومعه طعام (قوة -ضعف) ستكون نقطة قوة لدعم فكرة أن السيد توماس على علاقة بالسيدة، ويجلب لها الزهور والفطور أيضا، نسبة إلى رجل أكاديمي ومشهور هذا أمر لا نراه كل يوم! بينما ستكون نقطة ضعف إن اعتقد الجمهور، أنك قد قمت بشيء خطير تخاف أن يخرج للعامة، لذا كنت تريد أن تحمي ظهرك، وتظهر في بنايتها بهذا الشكل المحبب!.

- صورته هو والسيدة بنفس محيط المقابر (قوة) لا شك في أن هذه الصورة ستدعم فكرة أنكم أحباء، وجاءت لتزور الشخص ذاته، وهذا يعني أنك لست شخصاً حقيراً، بل العكس لكس تأتي حبيبتك هذا يعني أن علاقتكم جيدة ومراعية جدًا.

- الخاتمة: إنما أؤمن بالتمسك بنقط القوة وإظهارها ودحض النقاط الضعيفة، يمكنك الاستفادة من النقطة الأخيرة لكي يتم دحض فكرة أنك رجل خسيس، فسيظهر الأمر وكأن السيدة إيميلي هي فقط صديقة كانت مستاءة لصديقتها وسط شجار الأحباء، وهذا أمر عادي يحدث للجميع، فقط اترك الأمر كما هو عليه، وإن وجه لك أحد سؤال، باغته بقول مبهم "وهل هي جريمة أن تحب، لا أفهم انزعاج الجمهور من أشياء كتلك!" ولا تبوح بأكثر من ذلك.

بعد أن انتهت من عباراتها، قام الطلاب بالتصفيق لها، فقاطعها توماس يسألها:
- إذا هل تعتقدين أني على علاقة بها؟

لتردف كلوي قائلة بثقة:
- لا، أعتقد أن هناك سوء فهم كبيراً تم تضخيمه لسبب ما، ربما الشركة المسؤولة عن نشر أعمالك، أعتقد هذا أول شيء يجب أن تفعله وهو أن تشاور وكالتك.

انطلقت ضحكة قوية منه، وصفق لها هو بشخصه وأردف:
- ويل آشتون، سيعجب بكِ، إن سمع إجابتك سيقوم بتعيينك في الحال!.

وبعد انتهاء محاضرته، تلقى رسالة على هاتفه من ويل مفادها:
- لقد وافقت أوليفيا على إمضاء العقد، تجهز لعشاء العمل اليوم، قبل حلقتك الإذاعية مباشرة، فربما سيكون اليوم لأوليفيا معك بالمحطة، هو اليوم... بالمساء.

***

دمتم بخير يا نسائم 🕊🤍













Continue Reading

You'll Also Like

809 104 4
كانت تحتاج فقط من يحتضنها و يخبرها ان كل شئ سيمر لكنها للأسف لم تجد احد ليقولها .......
5K 710 22
المرأة إلى الأفق الذي تشرق منه شمس السعادة على هذا الكون فتنير ظلمته، والبريد الذي يحمل على يده نعمة الخالق إلى المخلوق، والهواء المتردد الذي يهب الإ...
334K 16K 23
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
2.5K 365 31
دعني أخبرك سرا، انا احب الكتابة جدا،و افكر كثيرا، هذا الخليط ينتج لنا خواطر. و من باب احترام العراب الراحل ، د.أحمد خالد توفيق و من باب التواضع أصبحت...