My Pet Wolf ذئبي الأليف

De _Azlen_

726K 31.4K 3.1K

ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة... Mai multe

01
02
03
04
05
06
07
09
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43 والأخير
النهاية
رواية جديدة

08

20.9K 1K 117
De _Azlen_

أجفلت مرتين أخرج من شرودي حين ناداني لينكون مرتين بتساؤل وهو يهزني، أخيرا سألته عما كان يتحدث عنه.

إنها ليست محاكمة، هي مجرد استجواب فقط. يبدوا أنهم لم يقتنعوا بكون بشرية تستطيع قتل مصاصة دماء، فقط ابقي على الخطة افهمتِ؟".

هززت رأسي له بينما أحاول جمع أفكاري المتبعثرة قبل أن أسأل:

-"إنها اليوم... ألم يكن عليهم إرسال الرسالة مسبقا؟".

تنهد وعلى وجهه نظرات من لم يكن يتوقع ما حصل:

-"نعم، يبدوا أن لإدواردو يد في ذلك. إنه لا يضيع أية فرصة لمحاولة هز ثقة المجلس في المذؤوبين".

-"إدواردو؟".

-"الملك السابق لمصاصي الدماء، هو يكره المستذئبين بشكل خاص لكن لا تهتمي... إنه مجرد استجواب، يعني حتى فكرة حبسك مستبعدة لكن التزمي بالخطة على أية حال، تناولي فطوركِ وحضري نفسك فالطريق للمقر طويل".

لم أستطع تناول شيء، خلال ساعتين كنت أركب سيارة لينكون الرياضية الزرقاء في طريقنا للمقر، آثر كلانا الصمت بينما كانت سيارة أوكتيفيا تتبعنا مع زوجها... أو رفيقها كما يقولون.

-"كيف يمكن أن تكون هذه الجهة من النهر كبيرة إلى هذا الحد".

نحن داخل السيارة منذ أكثر من ساعة ونصف ولم نصل بعد، لا يمكن لهذه الجهة المخفية من المدينة أن تكون بهذا الحجم. والإجابة كانت كلمة واحدة... السحر.

أخيرا ظهرت البناية المنشودة بعد فترة طويلة، واللعنة كم كانت كبيرة، لقد كانت بأضعاف أضعاف القلعة التي قالت عنها اوكتيفيا أنها منزل القطيع. بناية بيضاء بأبواب ونوافذ لا حصر لها مع قبة تتوسط قمتها التي تم تعليق علم غريب عليها، علم أسود على يمينه آثار أقدام ذئب تليها نجمة خماسية تتوسط دائرة ترمز للسحر، ثم على اليسار نابين طويلين.

نزلتُ ولينكون ثم أوكتيفيا ورفيقها ألبرت إلى أرضية المجلس، شد لينكون يدي وتقدم يدخل البناية التي يبدوا أنه يحفظ طرقاتها عن ظهر قلب، أما أنا فشد انتباهي جمال المكان. كان الإضاءة تخترق المكان من كل جهة، حتى السقف، كل شيء يصرخ ثراءً بدئا بالثريا وحتى الأرضية. لم يدعني لينكون أستمتع بمنظر البناية من الداخل قائلا أنه من الأفضل لنا أن نحضر قبل الجميع.

دخلنا أروقة كثيرة والتففنا حتى أدركت أنه لو تركوني في المكان وحدي فلن أخرج منه أبداً، وقفنا أمام بابين خشبيين لا يتميزان عن البيبان الأخرى سوى بتلك اللافتة فوقهما والتي كتب عليها 'قاعة المحاكمة'، ألم يقل أنه مجرد استجواب؟.

كاد قلبي يقفز من صدري ويهرب عني من شدة الرعب الذي اجتاحني، طلب مني لينكون الدخول بينما هو سيتحدث من الملاك السابقين لمملكة المستذئبين قبل الاستجواب.

-"ما خطتكما؟".

نطقت اوكتيفيا أخيرا منذ أن بدأنا الرحلة.

-"إلصاق كل التهم به".

-"ماذا؟"، صاحت أوكتيفيا صيحة مكتومة كي لا تلفت النظر إلينا.

-"لا يمكنكِ فعل ذلك، سيقاضى هو مكانكِ"، قال ألبرت فأجبته بسرعة:

-"لقد قال أنهم سيسقطون كل التهم حين يعلم ن أنه أنقذ حياتي بسبب رابطة الرفيق".

رد ألبرت بنفس سرعة حديثي ونبرة صوتي المنخفضة:

-"هذا كان قبل أن تموت مصاصة دماء لونا، أما الآن فيمكنهم مقاضاته بشأن سوء استخدام السلطة".

-"يا إلهي"، لم أستطع حتى التحكم في رجفة شفتاي وأنا أنطق.

-"إسمعي لونا، المجلس ليس متفرغاً لدرجة أن يفتح قضاءً من أجل مصاصة دماء غبية حديثة التحول خرجت من حدود مملكتها وجنت ما تستحقه حين تعدت على أحد أفراد مملكة أخرى، كل ما في الأمر أنكِ رفيقة الألفا الملكي وهذا هو هدفهم الحقيقي".

أكملت أوكتيفيا من بعد زوجها حين لم يروا أي رد فعل مني:

-"إسمعي سارة، المجلس هذا هو الأكثر سلطة في أرض المنبوذين، لينكون هو الشخص الوحيد الذي استطاع انتزاع لقب الألفا من ابن الألفا نفسه. لم يحصل هذا منذ وقت طويل، يبدوا الأمر وكأنه يذكرهم بأن السلطة للأقوى وما دام هو حي إذن فهو يهدد مكانتهم".

-"لكن لقب الألفا ليس حكرا على أحد كما قرأت".

ألبرت:

-"أجل، لكن حين تكون ابن الألفا فأنت تحصل على تعليم مثالي من أفضل وأمهر المدرسين والمدربين، هذا سيسهل عليك أخذ منصب أبيك من بعده. هذا ما كان يحصل منذ وقت طويل مما جعل الناس تنسى قانون القوة ذاك حتى جاك لينكون وأخرجه الى السطح مجددا".

دعمت اوكتيفيا كلام رفيقها:

-"إنهم يخافونه، لن يتوانى المجلس لحظة في عقابه إن سنحت لهم الفرصة. رغم أن الجميع يعلم أن أخي كان في سن صغير جدا يوم المبارزة الملكية، شارك في النزال مجبوراً تحت قانون النزال هو وابن الألفا السابق".

قرأت سابقاً أن كل ابن ألفا من كل قطيع وابناء الألفا والبيتا والغاما الملكيين ليس لهم رفاهية رفض المشاركة في النزال، أما باقي المشاركين فهم من تقدموا بطلب للمجلس الذي بدوره يختار من يستحق النزال فقط... الأمر يبدوا كتصفيات كأس العالم لكرة القدم.

كانت أوكتيفيا تنظر في ملامحي بتركيز وجدية تحاول معرفة مشاعري أو ما أفكر فيه، لا أعلم ما قرأته من ملامحي لكنها أكملت حديثها بنفس النبرة السابقة بعد فترة قصيرة:

-"لقد كان عمره ستة عشرة سنة بينما كان ابن الألفا أصغر بكثير، لم يرد الاثنان شيئا غير أن يخرجوا أحياء من النزال، ثم حدث وخرج أخي منتصراً على الجميع رغم أنه لم يفكر في المنصب أصلا، وهذا يدل على قوته".

أكمل ألبرت ما تحكيه رفيقته بينما أنا أستمع إلى ما يقولون بفم مفتوح وعقل يعتصر:

-"كل ما نريد قوله هو أن مقاضاة الألفا ليست في صالح أي أحد، حتى القطيع لن يرحمك إن انتشر الخبر. إنهم يحبونه كثيرا فهم لا يحصلون على ألفا عادل ويوفر الحماية القصوى لهم في كل مرة".

كان حديثهم ينطح رأسي من كل جهة، لا أعرف ما يجب فعله. هو يريد إنقاذي حتى لو كلفه ذلك راحة قطيعه، كيف يمكنني اتخاذ قرار في وقت قصير كهذا.

-"ألم تدخلي بعد؟".

كان ذلك لينكون الذي يتجه لي من بعيد بخطوات واسعة وسريعة، وضع يديه على كتفاي ثم قال بقلق:

-"أنتِ بخير؟"، هززت رأسي كإجابة على سؤاله، أما الحقيقة فكانت عكس ذلك تماما.

-"أنت تعرفين مميزات مصاصي الدماء بالفعل صحيح؟، تستطيعين تمييزهم من بين الناس".

هززت له رأسي مجددا دون أي صوت:

حسنا إن ادواردو سيكون من بين ثلاثة مصاصي دماء، إنه رجل يبدوا في الستينات ويغلب الشيب شعر رأسه. سيحاول بشتى الطرق إغضابي وإغضابكِ، إياكِ والانصياع له".

-"حسناً لا تقلق فأنا أجيد أمور الابتزاز هذه".

حاولت قدر الإمكان جعل صوتي يبدوا طبيعياً لكن لا أعرف كيف خرج صراحةً، دفعني لينكون برفق للدخول معه داخل الغرفة... وتبخرت آخر ذرة شجاعة مني حين رأيت القاعة، يبدوا أنني سأتوسطها.

كانت عبارة عن كرسي بطاولة صغيرة وسط الغرفة يدور حولها تسع كراسٍ عالية يحتلها أشخاص يرتدون عباءات سوداء، وراءها وبعيدا عنها نسبيا رُتِبت دائرات كراسٍ أخرى عادية أضنها لأهل المعنيين لكن لم يكن بها سوى لينكون ورجل آخر بكاميرا وكمية كبيرة من الأوراق أمامه.

نادت امرأة ممن يرتدون العباءات:

-"سارة جيمز جينجز".

-"نعم".

-"فلتجلسي مكانكِ من فضلك ليبدأ الاستجواب".

تقدمت بخطى ثابتة تبدوا واثقة وجلست مكاني بشموخ، لن يظفروا بما يريدونه، لن أُذل أمام أحد وليكن ما يكون. اليوم أنا أمثل الرفيقة واللونا المستقبلية للألفا الملكي لمملكة المستذئبين وسأتصرف على ذاك النحو... حتى لو لم أعترف أو أؤمن يوما بذلك.

-"سارة جيمز جينجر، هل تعترفين أنكِ كنتِ في حدود الغابة الشرقية لقطيع الناب الأبيض يوم الواحد والعشرون من هذا الشهر؟".

من قال تلك الكلمات كان أحد شاحبي الوجه لكنه كان شابا إلى حد ما، لم يكن ادواردو ولم أتجرأ على التحديق في رفقائه من مصاصي الدماء لأتعرف عليه.

-"لقد كنت في الغابة المجاورة لمركز التدريب، لا أعلم أي جهة تقع فأنا مازلت جديدة هنا".

-"وهل تعترفين بهجومك وشجارك مع مصاصة دماء التقيتها هناك؟".

-"أعترف بشجاري مع مصاصة الدماء التي كانت هناك لكني لم أهجم على أحد، هي من كانت تريد عضي".

-"ثم قتلتها".

-"فعلت كل ما كان يجب عليّ فعله لأنجو".

وها أنا أقول عكس ما خطط له لينكون تماما، ألقيت نظرة خاطفة عليه فوجدته يجلس كعادته مرتاحاً مباعدا بين ساقيه بوجه لا يظهر أية مشاعر، كمن تمت خيانته للتو دون أن يتوقع ذلك، لا يمتلك تكذيبي ولا استيعاب الأمر.

-"لمَ قد تتعدى مصاصة دماء حدود مملكتها لو لم تشم رائحة الدماء، لقد أغريتها بشكل ما وهي تصرفت على حساب غريزتها".

إنه إدواردو دون شك... جسم نحيل وبشرة تكاد تكون شفافة وشفاه حمراء، بعض التجاعيد الصغيرة على وجهه ولحية بيضاء.

-"إن بشرية جديدة على أرض المذؤوبين لن تعرف طريقة جرِّ مصاصة دماء إليها ولا حتى إغراءها بل ولا تمتلك من الشجاعة ما يدفعها لفعل كذاك، اسمي لينكون بيتر بلاك وأنا هنا للدفاع عن رفيقتي... أنتم تعرفون ذلك".

بدأت رائحة التوتر تفوح في المكان، جال بنظره حول كل الجلوس إلاي.

-"إذا تقول أن بشرية قتلت مصاصة دماء؟".

قال إدواردو فرد لينكون قبل أن أفتح فمي:

-"أقول أن مصاصة الدماء تلك كانت أضعف من تحمل جراحها وجفافها من الدماء، ونعم البشرية دافعت عن نفسها ونتج على ذلك موت مصاصة الدماء في النهاية".

-"هذه سخافة، الجميع يعلم أنه لا يمكن قتل مصاص دماء بهذه السهولة ناهيك عن أن يكون قاتله بشرياً، لا بد أن رفيقتك حصلت على مساعدة بشكل ما".

-"أظننا هنا من أجل أسقاط التهم عن رفيقتي، إن كنت متأكدا أنها لم تقتل ضحيتك فأعطها براءتها وتابع القضية بعيدا عنها. وأيضا... إن كنت تملك دليلا على ما قلته فقدمه، غير ذلك أرجوا ألا تتفوه بأي اتهام دون سبب".

تفوه إدواردو ذلك بكلمات لم أسمعها بين أسنانه، لكنني متأكدة أنه كان يشتم لينكون وربما يشتمني معه. سكت الجميع لفترة قصيرة ثم نطقت امرأة تتوسط امرأتين ثانيتين، قال لينكون ذات مرة أن السحرة لا يمتلكن سوى قادة نساء.

-"لما لا نسمع القصة منها قبل أن نقفز لأيّة استنتاجات، آنسة جينجر ما الذي كنتِ تفعلينه وحدكِ في تلك الغابة".

-"أستنشق الهواء النقي، كنت قد خرجت من نزال بشق الأنفس وكنت متعبة".

نظرت تلك الساحرة للبقية بعدم تصديق وكنت أعرف ما تفكر به، كيف لي أن أكون متعبة وأقتل مصاصة دماء، هم لا يعلمون أنني أخرجت كل مكنوناتي وغضبي الدفين فيها دفعة واحدة.

-"إذا كنت متعبة بالفعل، ثم ما الذي حصل بالضبط".

قلت كل ما حصل دون أية زيادة أو نقصان وحاولت عدم النظر لإدواردو الذي كاد يخترقني بنظراته ولم أنظر صوب لينكون كي لا يزداد توتري أكثر، طلب المجلس منا الخروج لمدة من الزمن حتى يتم النطق بالحكم وما إن خرجت من الباب حتى أدارني لينكون إليه وعلامات الجدية واضحة على محياه:

-"اسمعي، إذا نطق الحكم ببراءتك سنخرج من هنا كما دخلنا وكأن شيئا لم يحصل. إذا تم الحكم عليك بأي شكل من الأشكال ستتبعين ألبرت، أفهمتِ... سيتحول لذئبه وستركبينه، سارة... ستركبين ذئبه لا تخافي. سيخرج بكِ من المكان على أية حال، لا تنتظريني".

قاطعني حين أردت الاعتراض، بدت علامات خيبة الأمل عليه بين آخر كلماته لكن ماذا أفعل... لم أكن لأضعه في موقف صعب من أجلي.

-"لا أريد سماع أي شيء سارة، فلتفعلي ما أقوله لمرة واحدة على الأقل".

مرت أكثر من نصف ساعة ونحن نقف أمام غرفة القضاء أنا ولينكون، ألبرت وأوكتيفيا. لم ينطق أي منا بأي كلمة طول الوقت حتى طُلب منا الرجوع للغرفة مجدداً، قالت نفس الساحرة التي طلبت مني أن أحكي لها عن كل شيء:

-"بما أن المتهمة بشرية جديدة على أرض المنبوذين، وتحت صدمة حقيقة وجودنا الذي يُعرف كأساطير في عالم البشر، ونظراً لعدم وجود أدلة تدين المتهمة بأي شيء ولعدم منطقية قتل بشرية لمخلوق أقوى وأسرع منها بكثير رغم تعبها بعد خروجها من نزال مع مخلوق آخر، وأيضا لتعدي الضحية البالغ حدود مملكته... تم رفع كل التهم الموجهة للمدعوة سارة جيمز جينجر".

وقف ادواردو بغضب جعل الكرسي الذي كان يجلس عليه يسقط أرضاً ثم خرج وتبعه الإثنين الآخرين من مصاصي الدماء، لم أكن أسمع أي شيء رغم الضوضاء التي تلحق خروج مجموعة كبيرة من الناس من غرفة واحدة في آن واحد. استفقت على يد أوكتيفيا تهزني وتسألني عن الحكم:

-"نطق الحكم ببراءتي".

لا أحس بأي شيء على الإطلاق، وكأنه تم تثبيط كل مشاعري فجأة، توقعت أن أفرح أو أرتاح على الأقل.

-"وأين لينكون؟".

-"لقد طلب المجلس بقاءه من أجل نقاش موضوع كون رفيقته بشرية، وأيضا عن إدخالي هنا قبل تحويلي".

ضربت أوكتيفيا جبينها براحة يدها بينما رفيقها يحاول تهدءتها، ألم يجدوا غير هذا الوقت... ثم ما العيب في كوني بشرية، ظهر إدواردو من زاوية معينة من الرواق يضرب الأرض بأقدامه ثم توقف حين وصل إليّ، نظر لي بتوعد وغضب ثم ذهب حين لاحظ وجود الآخرين معي. كنت أنظر في أثره حين سألت وأنا أنتظر جوابا من أوكتيفيا أو رفيقها:

-"ما باله، لما يكرهني رغم أنه لم يرني قبلاً؟".

أتت الإجابة من ألبرت:

-"إن عدد مصاصي الدماء قليل جداً وقتلك لواحدة منهم يعد محاولة إبادة، هم لا يستطيعون الإنجاب فهم ميتون بالفعل، لذا لا يوجد حل سوى تحويل البشر وهذا الأمر صعب جداً لقلة الإحتكاك بهم".

-"لقد قال لينكون نفس الشيء حول كونهم ميتون لكن كيف؟".

-"عند عض المذؤوب لبشري يدخل الحمض النووي في دماء البشري عبر لعاب الأخير فيتحول لمذؤوب، الأمر مختلف عند مصاصي الدماء، فعند عضهم لبشري على رقابهم يدخل مصلهم الذي يُعد سُمًّا للبشر للشريان السباتي الذي يأخذ الدماء للدماغ فيقتله قبل تحوله. هي الطريقة الوحيدة التي تجعل البشري يتحول لمصاص دماء، بعدها يكون عليه اقتناص فريسته بنفسه أول مرة حين يعطش وإلا يموت مجدداً من العطش، يكونون ضعفاء جداً في هذه المرحلة وهذا ما جعلك تخرجين من أنياب تلك المرأة سالمة".

أريد ضرب رأسي على الحائط لأرتاح من كل هذا الجنون، خرج لينكون بعد فترة تتبعه هالته المريبة، أخذني للسيارة ولم يقل شيئا طول الطريق ولم أجرؤ على قول أي شيء أنا الأخرى.

.

.

.

وها قد أُغلق عليّ في المنزل مجدداً، ثلاثة أسابيع مملة لم أرى فيها نور الشمس ولم أنعم بنوم هنيء حتى. قال لينكون أنني أحتاج للتواري عن الأنظار فترة من الزمن حتى يخفي شائعات كونه حصل على رفيقة بشرية قتلت مصاصة دماء.

لم يوبخني كما توقعت على المشاكل التي تسببت فيها في الشهر الماضي ولم يتحدث عنها أصلاً، أظنه أدرك أن لا جدوى من توبيخي على أي شيء. دخلت تربص مغلق مجدداً منذ ثلاثة أسابيع، تعلمني فتاة من قسم أعمال اللونا المكتبية اختارتها أوكتيفيا، لا أذكر اسمها حتى لأنها تنافس لينكون في جمودها، فقط تقوم بعملها وتجيب على الأسئلة العملية.

ثلاثة أسابيع لم أفعل فيها شيئا غير دراسة طلبات المؤسسات، نقص ميزانية الطعام في دار الأيتام... نقص العمال في دار المسنين... سوء أرضية الملعب في المدارس وغيرها الكثير. بالإضافة إلى قراءة كتب أخرى عن عالم المنبوذين التي لم تكن مملة كما توقعت، تعرفت فيها على الروجز، وهم الذئاب الضالة التي لا تنتمي لأي قطيع. الصيادون، وهو البشر الذين يعرفون بأمر المذؤوبين ومصاصي الدماء ويحاولون إبادتهم. لا يعرفون مكان تواجدهم بالضبط ولهذا يكتفون بصيد من تم نفيه الى عالم البشر بسبب خرقه لأحد القوانين.

لا أستطيع التعبير عن فرحتي حين قالت أوكتيفيا أنني سأخرج في اليوم الثالث من الشهر القادم لحضور أول اجتماع لي، أي أسبوعين من الآن. ظننت أنني سأُحبس في هذا المنزل للأبد، قالت أنني يجب أن أستقلّ سيارة أجرة وأذهب بنفسي لبيت القطيع والذي سيكون مكان الاجتماع ذاك ولن أفعل شيئا غير الاستماع والتعلم.

سألت لينكون عن الخبر حين عاد بعد غروب الشمس وأكد لي ذلك فكدت أطير من الفرحة لدرجة أنني تسلّقته وأنا أعانقه، لم أهتم له حتى حين كان يؤكد لي بجدية أنني خارجة للعمل لا أكثر وأنني يجب أن أكون مسؤولة عن عملي ولا أقصر فيه. كانت فرحتي عارمة وكبيرة... كبيرة لدرجة أنني تحطمت تماماً اليوم حين جاء لينكون اليوم وهو يستشيط غضبا ويبدوا أن ذلك بسببي، لكني لم أفعل شيئا.

أتى مسرعا بسيارته حتى أنني سمعت ضرب فراملها على الأرض من غرفة النوم في أعلى المنزل، صعد في دقيقة يقتحم الغرفة مسرعا نحوي ثم دون سابق إنذار... صفعني.

لم أفعل شيئا كأنني لا أصدق ما حدث رغم ارتفاع الحرارة في خدي، حتى الألم لم أشعر به في نفس اللحظة... كنت مصدومة فحسب.

-"ما الذي جعلكِ تغيبين عن أول اجتماع لكِ، ألم أقل لك أن تتصرفي كشخص مسؤول يستحق منصبه؟".

كان ثائرا، كان يدور حول نفسه ويحطم أي شيء تقع عليه عيناه.

-"لقد قالت أوكتيفيا أن الاجتماع في الثالث من الشهر القادم، اليوم هو الثالث والعشرون من فبراير، مازال لم يدخل شهر مارس حتى".

كانت نبرتي واضحة وهادئة عكس ما أشعر بداخلي، كنت أنظر للأرض بشرود رافضة النظر لأي شيء آخر. لا أعرف كيف استطعت إخراج صوتي بذلك الهدوء في ذلك الموقف، ربما لم يكن أثر الصدمة قد زال بعد.

-"ألم يقل لكِ أحد أننا نستخدم الشهور القمرية؟".

وهل أحدث غيرك وأختك في هذا المكان ليخبروني؟، رفعت عيناي له أخيراً، إخترقت نظراتي سوداويتاه بصدمة أخرى. لقد تلقيت صفعة بسبب خطئ لا دخل لي فيه، كان يراقبني بصدمة قد امتصت غضبه كله لكنه اجتاحني أنا... كأن غضبه كله انتقلي إليّ.

تحملت الضرب والإهانة من طرف أخي ظنا مني أنه يفرغ غضبه فيّ بعدما ماتت أمي بسببي ولحق أبي بها قهرا على موتها بعد سنوات قليلة، هربت بعد أن اكتشفت الحقيقة وأقسمت أني لن أتقبل الإهانة بعدها... واليوم أُصفع بعد سنوات من أجل اجتماع لعين من طرف ذئب تعرفت منذ أقل من ثلاثة أشهر.

وقفت من مكاني ولم أنزل عيناي من عيناه، تقدمت منه ببطء وعلامات التساؤل لا تزال بادية على وجهي ثم رديت له الصفعة باثنتين.

__«___{^_^}___»__




Continuă lectura

O să-ți placă și

545K 40.8K 37
أنتَ الآن في عام 2070 . حيث التطور الذي طرأ على المُجتمعات ، لتختلط الاجناس والمخلوقات فبعد إن كان شائع بأن البشر هم الحُكام الوحيدين على الأرض ،مُح...
927K 41.8K 28
قد اكون من طبقة فقيرة و ضعيفة لكن هذه بلا شك مدرسة أحلامي تحركت قدماي دون ارادة مني.... رائحته كانت تغريني و تدفعني اليه........... "إياكي واخبار...
253K 20.6K 21
لا تعلموا أطفالكم ألا يلعبوا بالنار فهناك لعبة أخطر منها. السحر... لا تلعب بالسحر. 07/06/2022