مِذياع توماس.✓

Oleh Zpaintrogrammer

18.3K 2.6K 2.4K

مقدم برامج بالمذياع، كان لديه سر خاص يمكنه من قراءة الرسائل على نحو مميز، حيث يستطيع التعرف على ماضي الأشخاص... Lebih Banyak

°•○● إهداء ●○•°
١-《حوار مع توماس》
٢-《صفعة ومعجزة》
٣-《خطوة 》
٤-《 سوء فهم》
٥_ 《قطع مفاجئ》
٦_ 《إشاعة كاذبة》
٧_《ضيف وسؤال》
٩ - 《أوليفيا والسيدة ليلي》
١٠-《صداقات متناقضة》
١١ - 《المراهقة.》
١٢ - 《المراهقة》جزء ثان
١٣ - 《تخطي》
١٤_ 《أزواج متطابقة》
١٥ _ 《نهاية الحفل الخيري》
١٦ - 《عقدة وحل.》
١٧ - 《شاركيني》
١٨- 《أصدقاء ولكن...》
١٩- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء أول.
٢٠- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء ثاني.
٢١- 《الفارس والأميرة》
٢٢- 《وداعًا أيها العم》
٢٣ - 《خبايا الرسائل》
٢٤ -《 خبايا الرسائل 》جزء ثان.
٢٥- 《إحتفالات لبداية النهاية》
٢٦- 《وعد أم وداع؟》
٢٧ - 《عاصفة الألم》
٢٨- 《عشر سنين إلى الوراء》
٢٩-《الخاتمة》

٨- 《ذكرى لفقدان》

566 109 55
Oleh Zpaintrogrammer

وفي المساء بعد إنهاء توماس هذا اليوم الطويل، وفي طريقه إلى المنزل، تلقى مكالمة من ويل، يخبره فيها أنه يريد مقابلته الآن، فأخبره توماس إنه يريد أن يسترخي ولا يريد التحدث فقط، يريد أن ينام من شدة الإرهاق، أغلق ويل المكالمة بعد أن أنتبه داخله، عن سبب صوت صديقه الحزين وكلماته التي كانت تخرج بالكد، ثم لام نفسه أنه نسي ذكرى وفاة أم صديقه العزيز، فهذا هو اليوم الذي يسبق ذكرى وفاة والدة، توماس.

بقلب متعب وعقل مرهق، دلف إلى شقته وارتمى إلى فراشه، متوهمًا أن يخلد وينعم بنوم هادئ، أخرج مجلداً أزرق اللون، كان يحوي على العديد من صوره مع والدته وأبيه بمختلف أعماره، يقلب الصفحات ولم يتمالك نفسه إلا وهو يجهش بالبكاء.

غريب المرء منا، مهما كبر في العمر، تظل ذكرياته مع أهله محفورة بداخله ويتألم بفقدانهم وبكل مرة يشعر كأنها أول مرة، نفس الحزن الصامت مثل كسر جناح طائر وحيد.
أحتضن المجلد وأخذ وضعية الجنين في نومه ثم أستسلم لوحش الذكريات، الذي هز حصونه المنيعة وجعله يعود مجددًا يحدث أمه كطفل مازال بالعاشرة، يقلد غناءها له وتمر عليه ذكرياته مع والدته كشريط حتى وصل إلى نهايته، يوم وفاة أمه، لتعلن آخر دمعة سقوطها قبل أن يغلب عليه النوم، قهرًا.

◇◇◇

باليوم التالي، استيقظت أوليفيا بفتور، بالرغم من تحمسها لمقابلتها المنتظرة، ولكنها كانت تنهض بأعين متثاقلة ومن يراها سيدرك حتمًا، أنها لم تستطع النوم البارحة، فكانت هناك ظلال قوية تستقر بجفونها ووجهها مظلماً قليلاً، بعد أن نهضت إلى الفراش، وقفت أمام المرآة تنظر إلى نفسها، ووقعت عيناها على التقويم، لتنظر إلى تاريخ اليوم والذي وضعت عليه علامة مخصصة لكي تتذكره، ألقت اللوم على نفسها، كيف لها أن تنسى هذا التاريخ، حتى وإن كانت منشغلة بالأحداث حولها، ثم سقطت دمعة هاربة، وأردفت تخبر نفسها، قائلة:
_

تماسكي يا أوليفيا، حتى لا تشاهدك، عزيزتك بهذه الهيئة.

ثم شرعت بأخذ استحمام دافئ وسريع، ومن بعد ذلك، أيقظت إيميلي، وشرعت بتحضير الفطور، وبينما يجلس الاثنان للاستعداد لتناول الطعام، لاحظت إيميلي أن أوليفيا، لم تعمل على عملها الأول والناجح، فاستفسرت، قائلة:
- لم أركِ تعملين على القصص المصورة، البارحة... هل توقفتِ بالفعل؟!.

لتجيبها أوليفيا وهي ناظرة للصحن أمامها، قائلة بنبرة هادئة:
- الحقيقة يا إيميلي، أفكر في تغيير مسارها، بالأصل أنا كنت أخرج غضبي بالرسم، كما أنني جاءني الفضول، عندما رأيت وجه ذاك المدعو، توماس!

ثم تابعت، قائلة:
- أني قد أصبت بالمرض منذ أعوام طويلة، فبالفعل ملامح الأوجه كانت تتلاشى بعقلي، بالكد أتعرف على مواضعهم فقط، وهذا ما لفت انتباهي، وأثار حيرتي بالوقت ذاته؟! ولكن بعدما نجح الفصل الأول، كنت سأواصل بنفس شخصيتي أي أن البطلة التي رسمتها كانت أنا بالأصل، ولكن وجود الصحفيين والمراسلين وهذه الضجة، يجعلني أفكر بالتراجع.

ليفغر فاه إيميلي من الدهشة، قائلة بنبرة مستنكرة:
- ما الذي تخبرينني به يا أوليفيا، هل أنتِ بخير!.

تجبر أوليفيا نفسها على رسم ابتسامة باهتة على ثغرها، وقالت بنبرة جادة:
- حسنًا، كنت أعرف أن هذا ما ستقولينه، ولكن دعيني أخبرك يا إيميلي، بالرغم من أنه أخطأ بحقي حينها، فأنا أيضًا أخطأت بحقه، فهو أصبح في ورطة بسببي أنا، ربما الأمر ضايقني؛ لأنه كان حديثه أمام بضعة من الموظفين، ولكننا وضعناه بورطة أمام الجميع! وأرى أنني إن واصلت في هذا العمل، ربما قد يصل إلى أي من ذباب الإعلام...

لتقاطعها إيميلي، قائلة:
- حسنا، أنتِ تستخدمين، هوية غير حقيقة على الموقع، أليس كذلك؟

تنهدت أوليفيا وأردفت:
- بالحقيقة كان هذا المعتاد، إلى أن احتل عملي المركز الأول، طلب مني الموقع توثيقا رسميًا، وإلا سيتم حذف عملي، ولكن بالأحوال كلها حتى وإن لم يكن هناك هوية رسمية، فأنتِ أيضا تعرفتي إليه بمجرد رؤيتك للعمل! وهو رجل مشهور، ولديه الكثير من المعجبين مثلك!.

فهزت إيميلي رأسها إيجابا، فهي بالفعل تعرفت عليه؛ لأنها تلاحق مواعيد ظهوره بالمحطات والتلفاز، فتابعت أوليفيا:
- ينتابني القلق، حقًا عندما أفكر بهذا الأمر، أنا طوال حياتي لا أحب أي شيء يخص الإعلام، حتى إن صوت التقاط الكاميرات يصيبني بالصداع والغثيان، تعرفين أني لا أتابع الإعلاميين ولا المشاهير.

لتردف إيميلي، قائلة:
-أجل، هذا صحيح... أعرف، بالرغم من أنكِ لم تفتحي قلبك لي أبدا بخصوص عدم حبك للمذياع خاصة، ولكن لا بد أن الأمر جدي معكن أيضا، لما سمعتكِ تبكين البارحة يا أوليفيا!.

تضببت عيون أوليفيا بالدمع، وهناك ألم اجتاح قلبها، ثم لاحظت إيميلي، أنها ليست على ما يرام بعد سؤالها لها، لتخبرها قائلة بحماس، لكي تخرجها من هذه الحالة:
- هيا، لقد انتقت لكِ "الفاشينيستا إيميلي" الملابس، لقد اخترتها لكِ بعناية.

دومًا ما كانت أوليفيا لا تهتم بالمظهر الخارجي، الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لها أن ترتدي شيئا مريحا وعمليًا، لذا عانت معها إيميلي، مساء أمس، لكي تقنعها بارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، واستخدام عدسات لاصقة عوضا عن النظارات الطبية الكبيرة، وأن ترتدي بذلة نسائية مكونة من ثلاث قطع، سترة زمردية وبنطال عصري طويل وضيق الخصر، يماثل لون السترة والقطعة العلوية أسفل السترة، كان قميصا حريريًا عاجي اللون، وقامت بتصفيف شعرها القصير المجعد لجعله مستقيماً قليلا، ثم أرجعته إلى الوراء، مما جعل أوليفيا غير مرتاحة، لهذا الأسلوب، بدءا من حذائها، حتى تصفيفة شعرها، التي أبرزت عينيها وهذا شيء لم تحبه أبدا، فشعرها الكثيف المجعد تم ترويضه، وأصبح لا يُخفي عينيها، ولا توجد نظارات طبية حتى!.

صمتت أوليفيا قليلا وكأنها لم تخرج عن الحالة الدرامية، لتخبرها إيميلي:
- ماذا بكِ؟ هناك شيء تريدين قوله لي ولكنك محرجة! أليس كذلك؟.

فتحاول أوليفيا، أن تلملم شتات نفسها، ولكن لم تفلح حيث تغيرت نبرة صوتها لشبه باكية، وقالت:
- بالحقيقة يا إيميلي، أنا لدي أمر ما أريد قضاءه، قبل أن أذهب إلى المقابلة مع شركة ويلستر، لذا سأرتدي الملابس عندما أعود أولا.

لتردف إليها إيميلي بنظرة مفادها أن تتابع قولها، فلم تلق ردًا من أوليفيا، لذا فتحت هاتفها، لتتأكد من التقويم، لتردف قائلة بنبرة خافتة:
- هل هي السيدة ذاتها؟!

هزت أوليفيا رأسها إيجابًا، فأردفت إيميلي بنبرة عطوفة، قائلة:
- ألن تخبريني عن تلك السيدة وما علاقتك بها؟

لتردف لها أوليفيا، بعين دامعة، قائلة:
- لا أعرف يا إيميلي، متى يمكنني الحديث عنها، لا أزل، لا أقدر على المواجهة، ما زالت الكلمات تقف حائرة بحنجرتي، وما زال عقلي يتوقف عند هذه اللحظة، اللحظة التي...

فباغتتها إيميلي سريعًا، وربتت ظهرها، وقامت بمسح دموعها التي هبطت ورفعت رأسها، لتنظر إليها، قائلة:
- هوني عليك يا أوليفيا، هيا لتذهبي الآن، حتى تلحقي بمقابلتك اليوم!، فقط هاتفيني قبل أن تأتي للمنزل، فاليوم أنا سآخذه عطلة، سأقوم ببعض الأمور هنا من أجلك، وسوف أقوم بتحضير حاجياتك لحضور المقابلة، كما أنني سأقود سيارة مؤجرة حتى لا تفسد المواصلات العامة، مظهرك العام.

تنظر إليها أوليفيا، بامتنان، قائلة:
- أشكرك يا إيميلي، على كل شيء.

لتردف قائلة لأوليفيا بمزاح وبابتسامة مشرقة، قالت:
- لا تشكريني، أنا أفعل هذا فقط لتملقك، فستصبحين موظفة بمجموعة شركات ويلستر وهذا يعني أنك ستكونين صاحبة اليد العليا.

ابتسمت لها أوليفيا بامتنان واضح، وأيقنت بداخلها أنه على الرغم من المآسي التي تعرضت لها، ولكنها دومًا عندما يغادرها شخص تقدره، يأت لها شخص آخر يقدرها.

◇◇◇

كان صباح توماس لا يختلف كثيرا عن صباح أوليفيا، نهض وجسده لا يقوى على النهوض، ودموعه التي جفت على وجنتيه، عيناه منتفخة من البكاء وقلة النوم، حتى إنه نهض قبل أن يرن المنبه، اغتسل ثم قام بارتداء بذلة كاملة، سوداء اللون، حتى ربطة عنقه وحذائه كانوا بنفس درجة الأسود، وصفف شعره الكستنائي لطيف التجعد، ثم رن جرس باب منزله، ليستلم باقة من زهور الزنابق البيضاء، أعطى التكلفة للعامل ومن ثم أمسك جيدًا بباقة الزهور، ودلف إلى سيارته، ليقود حيث الجهة المقصودة.

تسير أوليفيا بأرجل متثاقلة على الحشائش الخضراء، وتتمسك بباقة ورد من زهور الأقحوان البيضاء، ترتدي الأسود من رأسها حتى أخمص قدميها، فكانت تعد الخطوات التي تحفظها جيدًا، إلى أن وصلت أمام قبرٍ، قد وُضِعَت عليه صورة فوتوغرافية، لسيدة مسنة، وعلى القبر نفسه، منحوت تاريخ يوم مغادرتها الحياة، وأسفله كان اسمها منقوشًا، "ليلي".

قامت أوليفيا بخلع نظارتها السوداء، ووضعت باقة الزهور على القبر وأردفت، قائلة بصوت مختلط من الحنين والحزن:
- كيف حالكِ عزيزتي، ها هو عام آخر قد مضى وأنا آتي هنا إليكِ ومعي زهور الأقحوان.

لتبدأ دموعها تتساقط دون إرادة منها، وبصوتها الباكي، تابعت هي قائلة:
-أتتذكرين عندما كنتِ تخبرينني أني أشبه زهور الأقحوان؟ حينها لم أفهم ونظرت إليكِ شزراً؛ لأن الوقت حينها لم يكن مناسبا، لتهدئة هذه الفتاة صعبة المراس،والتي فقدت والدتها للتو، حينها باغتيني بحركة مفاجئة، حيث أمسكتِ بمعصمي، وسألتني عن اسمي، وبصوت جذاب، له تأثير بالغ، لتهدئتي في الحال، أردفتِ وأنتِ تمدين يديكِ التي تحمل باقة زهور من الأقحوان.
ثم أخبرتني أن أمسك بباقة الزهور، وأضعها على قبر والدتي، واصلتِ تخبرينني بأن أخاطبها قائلة، أني جلبت زهورًا تشبهني تمامًا، وأن أخبرها بثقة ووجه شامخ، ألا تخاف علي بمواصلة الحياة وحدي وكيف لا؟ وأنا قوية، متجددة، كزهور الأقحوان المعمرة تلك التي لا تموت في الشتاء البارد، تماما كما سأتغلب على أيامي القاسية والباردة. شددت علي أن أطمئنها بأنّي سأزهر في الربيع مجددًا، لأنعم بالأيام المشرقة، فلن أكون أبدًا، زهرة محرومة من الشمس وذابلة... فاطمئني يا أمي وراقبيني.

■○•◇•○■

أهلا يا نسائم

أعتذر عن الفصل الذي غلب عليه الطابع الحزين ولكني أردته، ينتهي عند هذه الفقرة، لذا سامحوني لأن دموعي سقطت بعفوية مني، ولم أستطع أن أكمل مراجعة الفقرات التي تلي هذا المقطع، اليوم.

دمتم بخير، وسأستغل هذه المناسبة، وأخبر كل فراشة، أجبرت على المضي قدمًا بأن تعيش دون أي من جناحيها، سواء أم أو أب.
كونوا أقوياء، لهم قبل أن يكون لكم.

كونوا مدعاة فخر لهم، ولتسيروا على ما رسخوه بكم، وبكل مرة احتجتم إلى التحدث إليهم، اخرجوا أوراقكم واكتبوا لهم ما أردتم إخبارهم به، أخبروهم عن صعابكم ونجاحاتكم وأهدافكم.

لا تكتموا داخلكم، فمهما ظهرتم جانبكم الضعيف، ستظلون أبطالاً لي ولغيري.

يا أقوياء... يا زهور الأقحوان.

_نَسيم مرجان🕊

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

331K 15.9K 23
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
2.6M 53.1K 75
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
979 182 13
لم أَتخيل يَوماً فعلِي هذَا أو وصُولِي إلى هُنا. ولكنني هنا الان وفعلت كل هذا بدون ان يرف لي جفن وغالباً يراودني احد الاسأله المزعجة. هَل أنا شِرير...
4.1M 61.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...