Triple commandment ، الوص...

By soskam455

2.1M 128K 49.9K

تفرقو منذ كانو صغار ، لم يعرف أحدًا منهم أنه لديه اخوه من الأصل ، حدث كل هذا بسبب قسوه الوالدين، وبعد فراق سن... More

المقدمه
اقتباس
الفصل الاول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
مهم
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
مهم
الفصل السابع
توضيح مهم
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
اعتذار
مهم
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
مهم جدا جدا
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اقتباس من الفصل القادم
رجاءًا
مهم
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
مهم والي هيطنش قلبي ووش رجلي غضبانين عليه
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
وكأن الوداع قد اقترب
مهم
الفصل الثامن والعشرون
الخاتمة
تنويه هام للحلقة الخاصة
مشهد اضافي مهم قرائته
الحلقة الخاصة نزلت
الحلقة الخاصة |خيبتنا في عيدنا|
مفاجأة
توضيح مهم للي قرأ والي لسة هيقرأ
بداية رواية جديدة
حلقة خاصة لعيد الاضحى
الحلقة نزلت
ميعاد بداية الرواية الجديدة
حلقة خاصة جديدة
مهم
اقتباس للرواية الجديدة
ننزل بالرواية المنتظرة؟
حلقة خاصة للوصية الثلاثية

الفصل الخامس والعشرون

40.5K 3.2K 1.7K
By soskam455


اخر تفاعل حقيقي ابهرني بارتين ورا بعض الكومنتات توصل لالف حقيقي مش مصدقة والرقم مخليني طايرة وبجد اتمنى الاقي نفس العدد على البارت ده هكون أكثر من سعيدة حقيقي والله بتحسسوني اني قدرت اعمل حاجة
آسفه على التاخير انا والله بعد اخر بارت بيومين بدأت في كتابة البارت ده ولكن للأسف حصلت مشكلة واكونت الفيس اتقفل واكونت الواتباد كمان اتقفل لانه مربوط بالفيس ومكنتش هقدر افتحه أو اكتب تاني واستغرقت يومين علشان اقدر احل المشكلة والحمدلله قدرت

______________________________

مر اسبوع كامل لم يحدث به أي جديد سوى اخذ إسراء جرعة جديدة من الدواء فميعاده لها كل ثلاث أيام، ولم يتم ذهابهم لموعد الغداء في بيت جميلة بسبب بعض الظروف التي حدثت لخالتها فتأجلت العزومة لمساء اليوم

التطور الذي حدث هو أن ياسر كان يجلس على مكتبه الجديد في عمل جديد بعدما أصرت عليه أروى أن يبحث عن عمل بشهادته ولا يلجأ لهذا المتجر الذي يخصه هو ووالدته في حارتهم

كان ينظر للورق أمامه بملل وينظر بتذمر لتلك الملابس الرسمية المكونة من بذله سوداء يخلع معطف البذله يجلس فقط بهذا القميص الابيض ليتأفف بملل وهو يخلع ربطة العنق تمامًا ينظر لهذا العامل الذي كان يجلس أمامه ينظر له بريبة

نظر له ياسر بتعجب من تلك الريبة التي تبدو على وجه الرجل ليرفع إحدى حاجبيه بتعجب وهو يسأله "في ايه انا بعض ولا ايه؟" نفى الرجل سريعًا وهو ينظر له برعب ليعطيه ياسر أوراقه بملل وهو يقول "اطلع عند مدام عفاف في الدور الرابع هي هتخلصلك الحوار ده"

"مدام عفاف ايه؟ هو انا في شؤون قانونية!" قالها الرجل بصدمة ليقول ياسر بغضب "حضرتك انا هنا مسؤول عن الحسابات بتاعة الشركة، مالي انا بقى ومال المشروع الي حضرتك حلمك تحققه اطلع فوق وهما يحققولك حلمك انا ياسر مش مصباح علاء الدين"

اخذ الرجل اوراقه وهو يتافف بغضب يذهب نحو المكتب الذي أشار له ياسر ولكنه تنهد براحة أنه تخلص من نظرات وغضب هذا الشاب

بينما ياسر نظر لهاتفه الذي يعلن عن مكالمة أروى ليبتسم بحماس وهو يجيبها ولكنه قلب عينه بملل عندما استمع لتذمرها "هو انت مش قولتلي اقفلي وساعة وهكلمك؟ مكلمتنيش ليه؟"

"بصي يا حبيبي، لما الراجل يقول لواحدة اقفلي وشوية وهكلمك، ده مش معناه أنه شوية وهيكلمها فعلا! ده معناه أنه بيحاول يقفل المكالمة بس بطريقة شيك" أنهى ياسر حديثه لتستمع أروى لصراحته تلك بصدمة بينما هو ابتسم وهو يعلم كيف يمتص غضبها "المهم وحشتيني في الساعة دي والله"

"ياسر أنا فخورة بيك أن الشغل ده انت فيه بقالك يومين، بجد يا ياسر لازم تركز ومش كل شغل تفضل تعمل فيه مشكلة وتسيبه، لازم نبني بيت مستقر ماشي؟" أنهت أروى حديثها ليقول ياسر ببراءة معتادة من هذا الوجه اللطيف للغاية لا يخرج منه أي سوء أو اي تصرف غير لائق فدائمًا كان مسالم وهادئ

"أروى انا والله مليش في المشاكل ومتخافيش الشغل ده خلاص بقى على اسمي" أنهى حديثه ليستمع لصوت يصرخ بحدة "هو انا مش قولت التليفونات هنا ممنوعة ولا هي زريبة؟"

نظر ياسر للخلف ليقول بابتسامة هادئة وهو يمرر لسانه على أسنانه قائلًا "طب هكلمك بعدين يا أروى، وده مش معناه اني هكلمك بعدين فعلًا سلام"

التفت ياسر للخلف ليقول بملل "معلش يا فندم كانت مكالمة مهمة" نظر له الآخر بغضب وهو يصرخ به "مفيش حاجة اسمها مهمة هنا غير الشغل بس"

رفع ياسر حاجبيه بصدمة من صراخه ليكمل الآخر بغضب "وبعدين قالع جاكيت البدلة والجرافته ليه؟؟ انت فاكر لما تقعد بقميص لازق على جسمك وفاتحلي اول زرارين وعضلاتك باينة كدة انت هتغري العاملات والزميلات؟"

فتح ياسر عينه بصدمة وهو ينظر لمظهره فهو لا يقصد كل هذا هو لا يهتم بالفتيات من الأساس فقط لا يرتاح في تلك الملابس ليقول بغضب مكبوت بداخله "ما قولت آسف ايه اسجلهالك كول تون!"

كان ياسر يشعر بغضب كبير فهو لم يعتاد أن يتحكم شخص به فدائمًا كان هو كبير حارته والجميع يفعل له ألف حساب يحترمونه ويوقرونه رغم صغر سنه فتربى هذا الشعور بداخله أنه فقط ياسر الخواجة من يجب أن يوقره ويحترمه الجميع ليس غرور أو تكبر، ولكنه احترام للذات، يجب كما يحترم الجميع أن يحترمه الجميع كذلك

بينما مديره صرخ بحدة "انت كمان هتبجح معايا انا الي أقوله يتنفذ من غير نقاش، ومخصوملك تلت أيام" ابتسم ياسر وهو يشبك أصابعه في بعضها يقوم بثنيها للأمام ليصدر صوت من عظامه يحرك رقبته يمينًا ويسارًا ينظر لمديره بوعيد وهو يغمز له قائلًا "خليهم شهر"

_________________________________

دخل للغرفة ليفتح الضوء ينظر لها وهي تنام على فراشها بعمق الشحوب يظهر على وجهها وجسدها لتهبط دمعة من عينيه ازاحها سريعًا وهو يقترب منها بتلك الصينية يضعها فوق الفراش يجلس بجانبها وهو ينظر لها بحنان يمرر يده على وجهها يبتسم لها بحب ليقبل رأسها وهو يدعي من داخله أن تصبح بخير ويطمأن قلبه عليها ففي كل جلسة علاج لها هو من يفقد اعصابة، يشعر أنه عاجز وهو لا يستطع أن يخفف آلامها يكتفي فقط بأخذها داخل أحضانه ويخبرها أنه بجانبها ولن يتركها، ولكن من داخله يشعل بنيران تحرق قلبه وجسده وهو يرى كل صرخه ودمعة تخرج منها

تنهد آسر بحزن وهو يوقظها لتفتح عينيها بتعب لتبتسم عندما تبصر وجهه المبتسم لها وهو يقول "قومي يلا نايمة بقالك كتير" اومأت له بهدوء وهي تحاول أن تعتدل في جلستها ليساعدها هو في ذلك وبدلًا من أن تستند على الفراش اسندها هو على صدره تضع راسها على كتفه وهي تنظر أمامها بضعف وإرهاق

بينما هو ابتسم بحماس وهو يقول "كلي بقى علشان تشدي حيلك شوية في الي جاي، عاملك شوربة خضار بايدي، وتخيلي بقى المفاجأة فيفي لقيتها جيبالك فرختين بلدي علشان تاكليهم، انتي غيرتي في جدتي كتير على فكرة أنا عايز فيفي بتاعتنا"

ابتسمت بخجل وهي تنظر أمامها تقول بخوف "انت الي عامل الاكل يا آسر؟ انت بتعرف تطبخ اصلا؟" نظر لها بتشنج وهو يقول بسخرية "لا يا بت اسم الله انا قاعد جنب نجلاء الشرشابي كل حاجة في المطبخ على قد الايد"

ضحكت رغم تعبها وارهاقها وهي تنظر له بتذمر ليقرب هو الصينية منهما وهو يبدأ في جلب الطعام بالملعقة وهو يضعها أمام فمها قائلًا بفخر "انا لما كنت بسافر مع بابا الله يرحمه في شغل كنت أنا الي بطبخ وبعمله احلى اكل علشان علاجه وكان غلط عليه ياكل اكل من برة كتير"

تناولت الطعام من يده وهي تنظر له بحنان تراه وهو يحاوط كتفها بيده يضمها نحو صدره يطعمها بحنان وحب لتقول بسعادة "عارف انا بشكر ربنا كل يوم أنه رزقني بيك، حتى لو دي آخر لحظات ليا في الدنيا فهتبقى اسعد اللحظات علشان بعيشها معاك وجنبك يا آسر"

تنهد بحزن وهو يضع الطعام جانبًا ينظر لها بغضب وهو يقول "بطلي تفكري بسلبية يا إسراء، هتخفي وهتبقي كويسة وهنكمل حياة هادية مع بعض أن شاء الله"

"كل شئ وارد يا آسر، بس في كل الحالات عيزاك تعرف اني بحبك"

قالتها وهي تنظر له بحزن من أن تتركه وحيدًا بينما هو ضمها بحنان وهو يتنهد بهدوء بدون أن يتحدث يكمل اطعامها حتى انتهى منه أخيرًا ليراها تحاول الهبوط من فوق الفراش ولكن جسدها بأكمله محطم لا تستطع الوقوف حتى، تشعر وكأن قد أصابها شلل في أنحاء جسدها

بينما هو نظر لها بغضب وهو يقول "في ايه عايزة تقومي ليه؟" اجابته بهدوء وهي تستند على الفراش بتعب "عايزة اقوم اتوضى"

"ياستي ربنا غفور رحيم انتي تعبانة دلوقتي ومش قادرة نامي" قالها آسر وهو ينظر لها بخوف لترفض تمامًا وهي تقول "حرام انا لو مشلولة ومش قادرة اتحرك اصلي بقلبي وانا نايمة، وانا مش مشلولة يا آسر هحاول اصلي وانا قاعدة على الكرسي حتى بس ساعدني اقوم اتوضى"

تنهد بحزن وهو يحاول إسنادها كي تقف ولكن من أن لمست قدمها الأرض حتى شعرت أن جسدها بالكامل يرتجف وكادت أن تقع ولكن امسكها آسر سريعًا وهو ينظر لجسدها الذي قل وزنه كثيرًا في اسبوع واحد فقط ليقول سريعًا "اقعدي يا إسراء اقعدي"

جلست فوق الفراش وهي تحاول اخفاء دموعها التي هبطت بحزن وهي تشعر بالعجز والضعف لا تستطع حتى أن تقف وتصل للمرحاض تساعد نفسها بنفسها، المرض كان بها كان فقط يشعرها بالتعب والاعياء، ولكن العلاج اقوى من المرض، علاج المرض ارهقها جعلها غير قادرة على فتح عينيها حتى، هذا وهي عقاقير طبية تعالج السرطان بدون تدخل إشعاعي أو كيميائي، ماذا لو كانت عادت لهذا العلاج الكيميائي مرة أخرى؟ ماذا سيحدث لها؟ هي لن تنسى أبدًا عندما تقدمت لجلستان بالعلاج الكيميائي كانت تصرخ من الوجع ليلًا ونهارًا ليس فقط لبضع دقائق ثم تذهب في النوم، ولكن أملها الوحيد بعد الله أن هذا العلاج يقضي على الورم تمامًا، عكس العلاج الكيميائي فقط يوقف انتشار الورم ولكن لا يقضي عليه

خرجت من تفكيرها وهي تنظر لآسر الذي اقترب منها وهو يحمل دلو مليء بالمياة يجلس بجانبها وهو يبدأ في إبعاد كمها عن ذراعها يساعدها على الوضوء لتنظر له بخجل وهي تقول "لا يا آسر انا هحاول اقوم"

نظر لها بتعجب من خجلها وهو يقول "في ايه يا إسراء ما انا هساعدك تتوضي وانتي قاعدة اهو، متخافيش" نظرت له باحراج ليبتسم لها بتفهم وهو يقول "إسراء انا جوزك، يمكن لسة بالاسم بس، بس انتي بردو بقيتي مراتي ومسؤولة مني مش بس واحدة بحبها، يعني لو هتتكسفي من اي حد متتكسفيش مني انا، مش عيب ولا حرام اني اساعدك علشان انتي مش قادرة ما انا لو جرالي حاجة مش انتي بردو هتساعديني كدة؟"

اومأت له بتأكيد ليقول هو ببساطة " بس كدة، دورك نحوي هو هو دوري نحوك، يلا هاتي ايدك" ابتسمت له بسعادة وهي تمد يدها تبدأ في الوضوء ليساعدها هو وهو يصب لها المياة يبتسم لها بتشجيع الا تستسلم لهذا الضعف وان تقف وتحاول

ليبدأ هو الآخر في الوضوء وعندما انتهى جعلها تجلس على مقعد خلفه وبدأ أن يأم بها في تلك الصلاة وما كان دعائه سوى أن يتم شفاها على خير وان يرحمها الله من هذا الألم من المرض اللعين، وما كان دعائها سوى ألا يدخل الله الحزن في قلب آسر وان يريحه دائمًا دنيا وآخره.

____________________________________

وفي الاسفل كان يتأفف بملل من غضب الاثنين فكانت منة تنظر نحو جاك بغضب غير مرحبة بهذا الشخص الوقح

بينما هو ينظر لها بريبة لا يعلم لما لا تطيقه تلك الفتاة، ماذا فعل كل هذا لأجل أنه أخبر صديقه أن الأفضل أن يتزوج تلك الفتاة السورية! هو لم يخطأ فبالفعل زواجه من الفتاة السورية سيكون أفضل بكثير

تاففت منة بغضب وهي تهمس لجاسر بتذمر "مش مرتحاله، يا جاسر ده جاي يظبطلك جوازة تانية غيري عايزني ارتحاله ازاي بس؟" تافف بملل بحق الله هو يريد أن يضع كامل تركيزه في عمله وهما يقومان بتشتيته

ولكن ابتسم لمنة بصدق وهو يقول "فكك منه انا مش عايز حد غيرك يا منة"

عاد لعمله بينما هي ابتسمت بثقة وفخر لينظر جاك لبسمتها بغضب يهمس لصديقه "تلك الفتاة احببتها أكثر من صديقك جاسر؟ كنا في الروضة سويًا ولولا تلك الجامعة العفنة التي فرقت بيننا بسبب التخصصات لكنت صديقي حتى الجامعة أيضًا"

نظر له جاسر بتشنج ليراه يقف وهو يضم ذراعية نحو صدره ينظر نحو منة بسخرية وهو يقول "ولكن تلك راحتك، اللعنة عليكما أنتما الاثنان"

نظرت له منة بصدمة ثم نظرت لجاسر بغضب وهي تقول "لعنة فراعنة أما تصيبه يا قادر يا كريم، انا نفسي افهم مين الشيء ده هو انا اخلص من اخواتك الاقي صاحبك"

نظر لها جاسر بصدمة ليبتسم بعدم تصديق عندما يجدها تجلس على المقعد تقول بحماس "انا نفسي ابعد اي حد بيحبك عنك، وانا أنانية فعلا انت مكدبتش مش هخلي حد يحبك ولا قريب منك غيري، تيجي لما نتجوز نهرب على كوكب آخر؟"

"حاضر هخلص الي في أيدي ونهرب انا وانتي وبابا وناهد وكلنا" أنهى جاسر حديثه لتنظر له بتذمر من سخريته ولكن لاحظت نظرات جاك الذي قال بغضب "انتي يا فتاة"

"ماذا؟" قالتها بغضب ليعطيها هاتفه وهو يقول بسخرية "خذي الهاتف انتهي من هذا الدور لانه صعب للغاية وابتعدي عنه اريد صديقي في كلمة"

تأوه جاك بألم عندما شعر بذراع جاسر تصطدم بمعدته وجاسر يصرخ به بتحذير "لا تقترب منها يا احمق والا اقسم أن اقتلك بإحدى العقاقير السامة"

شهق جاك بصوت عالي افزعهما وهو يضع يده على فمه ينظر لصديقه بصدمة قائلًا "يا ويلي! اسحرت لك تلك المشعوذة؟ تغار عليها مني ولا تغار عليّ منها؟"

"ولما اغار عليك منها يا غبي؟" قالها جاسر بتعجب بينما منة قالت بغضب "ده متخلف وانا خلقي ضيق"

"وانتي ايه الي مقعدك هنا معاه يا بومة؟ انتي ملكيش كلام مع راجل اصلا لا يحلو ولا بوحش قومي من هنا"

صرخ بها جاسر بغضب ولكنه تدارك الأمر سريعًا وخاف أن تحزن ولكنه نظر لها بصدمة عندما وجدها تبتسم بسعادة تهز راسها بفرحة تقف وهي تقول قبل أن ترحل "خد قلبي"

راقب جاسر رحيلها وهي تبتسم بسعادة من أجل غيرته تلك ليقول بعدم تصديق "يابنت العبيطة"

"لا تليق بك صدقني، تلك الفتاة السورية اجمل، جاسر إن لم تتزوج تلك السورية ساتزوجها انا" صرخ به جاك ليقول جاسر بملل "احبها"

"السورية!" قالها جاك وهو يبتسم بحماس ولكن تلاشت ابتسامته وتحولت لتشنج عندما قال جاسر "لا بل احب منة ولا اريد اي فتاة غيرها، انتبه اعملك واصمت"

"حسنًا فلتذهبان إلى الجحيم سويًا" قالها جاك بملل وهو ينظر في هاتفه ثم نظر لجاسر مرة أخرى وهو يقول بجدية "يجب أن نعيد التحاليل لزوجة آسر لنرى أن كان هناك جديد حسنًا"

اغلق جاسر حاسوبه وهو ينظر لصديقه يقول بقلق "وان لم تقل نسبة الورم؟" تنهد جاك بحيرة وهو يقول "لن نفعل شئ سنعطيها جلسة ثالثة ورابعة إلى أن يتم تقليل نسبة الورم ثم ننتقل للمرحلة الثانية من العقاقير، ولكن بعد خمس جلسات إن لم يتم تقليل نسبة الورم..."

بتر حديثه وهو ينظر لصديقه بحزن ليقول جاسر بتوتر "فهذا يعني أن البحث فشل بعد تطويره، ولكن إن لم اعمل على تطويره كانت أعراضه الجانبية لكانت الضعف الآن" نظر له جاك بتوتر وهو يقول بسرعة "لالا جاسر لا تكن متشائم يا رجل، أن حدث هذا فهذا يعني أنه يجب أن تبذل جهد أكبر في تطوير بحثك ها، لا تيأس جاسر لا افضل أن أراك هكذا صديقي نحن بدأنا سويًا وسينتهي بنا المطاف وانا احمل هاتفي اقوم بالتقاط الصور لكن بعد أن يتم مكافأتك"

ابتسم جاسر بحزن وهو يقول "اتمنى من الله أن يحدث ذلك" نظر له جاك بمرح وهو يقول "إذًا يا خبيث، اين تخفي تلك الذاكرة الصغيرة الذي يوجد بها بحثك؟"

عدل جاسر من وضع نظارته وهو يبتسم بخبث قائلًا "مكان لن يخطر على بال أحد، ليريني هيثم ماذا سيفعل أقسم أن بعث المحقق كونان والمفتش كرومبو إلى البيت لن يجده"

"احبك عندما تفكر بطريقة شيطانية جاسر" قالها جاك بحماس ليبتسم جاسر بثقة وهو يقول "حسنًا هيا نكمل ما كنا نفعله"

_____________________________

صعدت أروى نحو غرفة جميلة لتوقظها وعندما طرقت الباب لم تجد رد لذلك قامت بفتح الباب وهي تدخل للغرفة تبحث عنها "جميلة انتي هنا؟"

"أيوة يا أروى انا صحيت" قالتها جميلة وهي تخرج من الشرفة تخلع تلك العباءة التي كانت ترتديها وهي تؤدي فرضها لتبتسم لها أروى وهي تقول "طيب يلا علشان نتغ..."

توقفت أروى فجأة عن إكمال حديثها وهي تنظر لجميلة بصدمة ثم أخفت توترها سريعًا وهي تقول "طب..طب احنا مستنييك على الغداء تحت متتاخريش المغرب قرب يأذن"

نظرت جميلة في أثرها بتعجب ثم لم تبالي وهي تغلق باب الغرفة عقب خروج أروى ثم جلست أمام المرآة وهي تتنهد بحزن مر اسبوع كامل لم يهاتفها أو حتى يحاول أن يراسلها أو اي شيء، تشعر أن كل حديثه كان خداع بالفعل هو لا يحبها

بينما هي استنزفت كامل طاقتها في حبه حتى باتت تعشقه وهو؟ فقط ثبات وهدوء لا يظهر أي شيء عما بداخله، ولكن تقسم بداخلها أن كان ما فعله لمجرد أنه يريد الأموال لن تسامحه ولن تعود له مهما فعل وستحارب في نزاع حبه من قلبها

انتبهت جميلة لرنين هاتفها لتبتسم وهي تقول بحماس "صادق عامل ايه في فريقك الجديد؟" ابتسمت بحماس عندما استمعت لحديثه "مش هتصدقي، القائد قدر يرجعني الفريق معاكم من تاني، وانهاردة أول عملية جديدة لينا كلنا بس للاسف من غير إسحاق علشان جاسر بس هيبقى معانا عضو جديد"

"عملية ايه؟" قالتها جميلة بتعجب ليقول صادق بصدمة "هو منذر باشا مكلمكيش؟ ده حصل مصايب في الاسبوع ده بس مش هينفع نتكلم في التلفون المفروض أن احنا نتجمع انهاردة"

تاففت جميلة بغضب حتى لم يتصل بها يخبرها بعملهم؟ أنهت حديثها مع صادق ثم قامت بالاتصال على والدها وما أن أتاها الرد حتى صرخت بغضب "مش معنى أن في مشاكل شخصية يبقى يقولي على شغلنا بعد الهنا بسنة يا بابا"

"انا الي منعته يكلمك يا جميلة" انهى جمال حديثه لتقول جميلة بعدم تصديق "بابا ده شغل، انا مش عيلة علشان ادخل مشاكلي الشخصية في الشغل"

"انا قولت يبقى احسن انا الي ابلغك، وكنت لسة هكلمك على فكرة" استمعت لحديث والدها لتتنهد بغضب هي تنتظره أن يكلمها يبرر لها أي شيء أن يكون ما فعله بعائلته أيضًا من أجل شيئًا ما فتغفر له، ولكن والدها قطع الامل تمامًا ولكن رغم ذلك لم تعترض ولكنها قالت بتذمر "بس يا بابا خالتو جاية بليل والمفروض اجيب جاسر وعيلته ونيجي زي ما قولتلك"

"انا مش فاهم انتي ليه تعملي حاجة زي دي؟ انا علشان الاحراج وافقت لكن انتي هناك في شغل يا جميلة مش علشان تصاحبيهم وتعزميهم في بيتك، ده كان تجمع عائلي لينا احنا واصلا خالتك هتيجي متأخر علشان عارفة انك هتبقي في شغل"

أنهى جمال حديثه الذي خرج من وهو يشعر بالغضب من تصرفات ابنته بينما هي نظرت أمامها باحراج وهي تقول "انا آسفه يا بابا، بس انا حتى لو خلصت مهمتي معاهم مش هسيبهم انا صاحبتهم وحبيتهم وكان نفسي اعرفهم على العيلة كلها علشان فريدة وامل يبقوا معانا بردو انت فاهمني؟"

تنهد جمال بيأس من ود ابنته واجتماعيتها تلك ليقول باستسلام"ماشي يا جميلة، وكدة كدة خالتك هتيجي على تسعة بليل تكونوا باذن الله خلصتوا على خير، خلي بالك من نفسك واول ما تخلصوا طمنوني"

"طب انا مش فاهمة شغل ايه الي هنروحه؟" قالتها جميلة بتعجب كبير ليقول جمال "ساعة وتبقي في المقر ومنذر هيفهمكم كل حاجة"

أغلقت الهاتف وهي تبتسم بسخرية تردد جملة والدها "منذر اه" تنهدت بتعب من كثرة التفكير ثم وقفت لترتدي ملابسها

هبطت جميلة للاسفل لتجد فيفي تقول بابتسامة هادئة "روحي الجنينة أروى ومنة حاطين الاكل هناك" ابتسمت لها جميلة بحب وهي تقول "طب وانتي يا فيفي مش هتيجي تتغدي معانا؟"

هنا أتت يسرا وهي تمسك بفيفي تبتسم لجميلة بلطف وهي تقول "لا اتغدوا انتم مع بعض انا وفيفي هنتغدى في النادي، يلا يا فيفي علشان منتاخرش"

ابتسمت لهما جميلة ثم خرجت للحديقة في نفس وقت دخول ياسر الذي ابتسم باتساع وهو يقول "يا مساء الجمال والكريستال على قلبكم"

نظرت له أروى بريبة وهي تقول "ايه الي رجعك بدري؟" ابتسم ياسر وهو يجلس بجانبها يقول ببراءة "حسيت بهبوط حاد في الكبد فاستاذنت وروحت"

"ياسر عملت ايه في الشغل؟" قالتها أروى وهي تنظر له بشك ليبتسم ياسر وهو يقول "سيبته"

هنا صرخ به جاسر بغضب وهو يقول بعدم تصديق "يابني في ايه؟ ارحم نفس ده تالت شغل في نفس الاسبوع الي تسيبه، مبتكملش ساعتين؟" تافف ياسر بغضب وهو يقول "انا مبحبش يبقى حد مديري، انا متعود اكون انا المدير في كل حتة"

"ده غرور؟" قالها آسر الذي هبط للتو وهو يسند إسراء يساعدها على السير ثم ساعدها على الجلوس بهدوء وجلس بجانبها وهو ينظر لياسر الذي قال بفخر "لا مرقعة"

نظر له الجميع بتشنج ليقول ياسر بغضب "انا مبحبش حد يؤمرني ويعمل عليا كبير، زي ما بحترمك تحترمني، لو كان قالي اني اركز في الشغل باحترام والله ما كنت هعمل حاجة"

نظر له آسر بفزع وهو يقول "يخربيتك وهو انت عملت ايه؟" ابتسم ياسر ببراءة وهو يقول "والله ما عملت حاجة انا يدوب شديت معاه في الكلام وآخري مسكته من تلابيبه قولتله ميزعقش فيا كدة وسيبت الشغل ومشيت"

"صادق يا اخويا صادق" قالها جاسر وهو ينظر له بيأس بينما أروى قالت بغضب "مش هيأس يا ياسر، وبعدين انت مش هتبقى مدير مرة واحدة لازم تتعب وتشقى علشان توصل، وانا مش هسيبك غير وانت مستقر في شغلانة"

استند برأسه على يده وهو ينظر لها يهمس لها بصوت خافض "هو في شغلانه احلى من البص في عيونك؟" أخفت ابتسامتها وهي تقول بغضب "مش هتثبت يا ياسر، ووالله لو ما نزلت دورت على شغل تاني وبطلت مشاكل لمليش كلام معاك"

نظر لها بغضب وهو يعض على شفتيه السفلية بغضب قائلًا "نفسي ادوس على وشك" نظرت له بصدمة ليبتسم سريعًا وهو يقول "علشان ابقى اول واحد داس على القمر"

ابتسمت بيأس ثم بدأت في تناول الطعام ليقول جاك بغضب "انا نباتي، لا أحب اكل صدور الدجاج" نظرت له جميلة بغضب وهي تقول "انت عارف البانيه الي انت متبطر عليه ده بكام؟"

نظر لها جاك بعدم فهم لتقول جميلة بملل "غيرك لا يجد الطعام من الأساس تناول وضع لسانك داخل فمك فصدور الدجاج تلك سعرها ليس بالهين"

نظر لها جاك بريبة ثم نظر نحو جاسر وهو يقول بغضب "انتم حقيرون في معاملة الضيوف جاسر" ابتسم له جاسر بتأكيد وهو يقول "حبيبي والله، كُل كُل"

كانت إسراء تتناول الطعام بالاجبار هي لا تتحمل كم هذا الطعام في معدتها يكفيها ما تناولته بصحبة زوجها في غرفتها ولاحظ هذا جاك ليقول بغضب "انتي يا فتاة، أن لم تتناولي الطعام الكثير كي يقوي من مناعتك سيحدث لكي مضاعفات خطيرة ولن تتحملي العلاج وستزيدين الطينة بلة"

نظرت إسراء لآسر بتعجب وهي تقول "هو بيكلمني؟ انا مش فاهمة!" وضع آسر الطعام في فمه وهي ينظر نحو جاك بوعيد ثم قال سريعًا "بيقولك كلي كويس علشان مناعتك"

كانت أروى تنظر نحو ياسر وهي تقول بتوتر "على فكرة، انا بمجرد ما أنزل الشغل هثبت في ثواني يعني انت كمان تعمل كدة علشان نبص للي جاي مش نقعد ندور على شغل من غير مشاكل" نظر لها بتحذير لتقول سريعًا "يا ياسر انا خايفة عليك"

تنهد ياسر بغضب وهو يقول "انا عارف ان الي بعمله في الشغل ده غلط، بس بعيدًا عن المشاكل انا ببقى مش مرتاح اصلا يا أروى" نظرت له بغضب وهي تقول "وهنفضل مش مرتاحين لامتى يا ياسر؟ انا مش عايزانا نعتمد على فلوس ابهاتنا، انا قاعدة مستنية ورث ابويا الي عمو رحيم معرفش ليه حطه في وصيته وهي فلوسي انا ومنة اصلا، وانا قاعد مستني تلاقي اختك علشان تاخد فلوس ابوك الي الله اعلم هناخدها امتى ولا هنلاقي فريدة امتى!"

تنهد ياسر بحزن وهو يقول "خلاص يا أروى هشوف شغل تاني وربنا ييسر، بس مش هينفع أنزل الشغل ده تاني انا دشملت المدير"

ضحكت بيأس وكان حديثهما بصوت خافض ولكن فجأة انتبه الجميع لصوت ياسر العالي وهو يقول بتشنج "ثواني! انتي قولتي هتشتغلي؟"

تحفز جسد أروى لمشاجرة جديدة وهي تضع الطعام جانبًا وتنظر له بتحذير وهي تقول "وانت عندك مانع اني اشتغل ولا ايه؟"

هنا نظر آسر لشقيقته بتحفيز وهو يقول "متخلهوش يمنعك عن مستقبلك أو يفرض سيطرته عليكي" تنهد ياسر وهو يحاول الا يغضب فهو بات يعلم عنادها وتفكيرها

لذلك ابتسم وهو يقول بصدق ليس مجرد حديث لامتصاص غضبها "لا يا أروى انا عمري ما امنعك عن مستقبلك وشغلك انتي مقعدتيش تدرس سنين علشان في الاخر اقعدك في بيتك، انا اديتك وجهه نظري والي هي افضل بالنسبالي انك ترتاحي في البيت وانا مش هخليكي محتاجة حاجة تستدعي للشغل، لكن لو انتي عايزة تشتغلي علشان تحققي ذاتك فانا اول حد هيشجعك"

ابتسمت برضا فقد ارضاها حديثه كثيرًا لذلك قالت بسعادة "وانا هطبق وجهه نظرك بس لو حسيت اني زهقانه اول محتاجة أنزل الشغل خلاص" اومأ لها بتأكيد وهو يبتسم لها بسعادة بينما آسر نظر لهما بتشنج ثم وجه أنظاره لمنة وهو يقول "والفاشلة بتاعتنا الي عايدة السنة"

نظرت له منة بصدمة ما دخلها بحديثهم الآن بينما جاسر قال بغضب "منة مش فاشلة، هي بس مرهقة السنة دي لكن هي مش فاشلة" ابتسمت له منة بسعادة لأجل دفاعه عنها ثم انتبهت لسؤال آسر"هتحققي ذاتك بعد التخرج وتشتغلي زي أروى؟"

ضحكت منة بسخرية وهي تنظر لجاسر تقول بثقة "وانا اتعب نفسي ليه؟ هقعد في بيتي متستتة بحضر لقمه حلوة علشان جاسر لما يرجع من الشغل يلاقي المحمر والمشمر والبيت هادي ومتروق وراشة معطر لاڤندر، مش احسن ما ارجع انا وهو هلكانين من الشغل نتقلب في النوم ونصحى تاني يوم نعيد نفس التيت والشريط"

"انا خايف أحسد نفسي عليها والله" قالها جاسر وهو ينظر لها بفخر بينما هي ابتسمت له وهي تشكل يدها على هيئة قلب له

نظرت جميلة نحو إسراء وكادت أن تسألها نفس السؤال ولكن أوقفها آسر وهو يضم إسراء سريعًا قائلًا "شغل ايه؟ إسراء مش هتعمل حاجة لا بيت ولا شغل، هي هتركز في دراستها وبس خلاص الترم قرب يبدأ"

نظرت لها جميلة بشفقة وهي تقول بمزاح "يا عيني ده انتي هيطلع عينك دراسة وشغل مع بعض" ابتسمت إسراء وهي تقول "لا ما انا اصلا فاشلة في عمايل البيت بردو"

ابتسم آسر لها بحماس وهو يقول "مش كله هيبقى عليها يعني، هنساعد بعض" نظرت له إسراء بصدمة وهي تقول "تساعدني في ايه؟"

"في شغل البيت" قالها ببساطة لتقول أروى بتعجب "بجد هو في راجل بيساعد في شغل البيت؟"

نظر لها آسر بعدم تصديق وهو يقول "وليه لا؟ ما انا لو مش متجوز وعايش لوحدي مثلا هعفن في بيتي يعني ولا ايه؟ طبيعي هعمل كل حاجة في البيت، فلو ساعدت مراتي في ترويق أو حتى مواعين فيها ايه؟ ده هيقل من رجولتي في ايه يعني؟ الجواز مش مشاركة في فلوس بس على فكرة هو مشاركه وتعاون في كل حاجة، تربية فلوس مساعدة في البيت اي حاجة"

نظرت له إسراء بفخر وهي تقول "انت رجل والرجال قليل والله" نظرت أروى نحو ياسر بتساؤل ليقول ياسر سريعًا "في ايه؟ لو عيزاني اساعدك هساعد يا ستي عادي"

ابتسمت له أروى فهي كانت تمزح ليس إلا وهو يعلم هذا؛ انتبهت جميلة لهاتفها لتقول سريعًا "انا ورايا شغل مهم، هروح وهرجع بسرعة ونروح كلنا البيت خالتو جاية انهاردة"

اومأو لها بحماس وما أن رحلت حتى نظر الثلاثة ببعضهم بحماس ليقول آسر "انتم متأكدين من الي قولتوه ده؟" ابتسم ياسر وهو يقول بسخرية "اسمها فريدة امها اسمها زينة الاسيوطي، يعني هنستنى ايه اكتر من كدة، ولو على زينة دي يمكن بيقوللها زينة بدل زينات عادي يعني"

ابتسم جاسر بحماس وامل وهو يقول "وبعدين هنخسر ايه يعني احنا مش كل يوم بنلاقي واحدة اسمها زينة الاسيوطي وبنتها فريدة كمان، يمكن هي دي فعلا اختنا"

ابتسمت منة وهي تقول بأمل "أن شاء الله هتكون هي ونخلص بقى ونلاقيها متحمسة اوي اشوف اختكم"

انتبه الجميع لجاك الذي قال "حسنًا ارجوا قبل الذهاب لاي مكان أن تذهب زوجة آسر إلى معمل التحاليل للقيام ببعض التحاليل والأشاعات الجديدة كي نرى التطور"

تنهدت إسراء بخوف ليمسك آسر يدها بقوة وهو يسحبها خلفه يبتسم لها باطمئنان ليقف جاك أيضًا وهو يقول "ساصعد لتبديل ثيابي والذهاب معهما"

اومأ له جاسر بينما ياسر وقف وهو يشير لأروى بأن تلحقه لتلحقه بالفعل حتى وقفت أمامه وهي تقول بغضب "بص يا ياسر انا بجد عمري ما هبقى مبسوطة طول ما انت كل شوية مش معمر في شغلانة دي حاجة انا مش حباها لانك بالفعل شاطر انت متخرج بجيد جدًا يعني انت فعلا تقدر تعمل حاجة كبيرة ليه معاند وسايب الدنيا تضرب تقلب ومش همك حاجة كدة؟"

كانت تتحدث بغضب بينما هو ينظر لعينيها التي تأسره داخل حصونها، يعشق عيناها رغم بساطتها ولكن النظر بداخلها حياة أخرى له

لاحظت شروده وابتسامته لتصرخ بغضب "يا ياسر انا بتكلم انت سرحان في ايه؟" هنا ابتسم وهو يقول بعدم تصديق لشروده الغير طبيعي هذا "في عيونك الي مليانة جمال ملخبط قلبي ده"

سحبت حجابها للخلف قليلًا وتحمحمت باحراج وخجل وهي تبتسم ثم قالت بمحاولة تغيير الموضوع "ياسر انا دلوقتي بتكلم في مصيرك" اقترب منها أكثر وهو يقول بصدق وكأنه سُحر بواسطة نظراتها "مصيري في سواد عيونك الفتّان ده والله يا أروى"

نظرت له بخجل وهي تبتسم بسعادة لتنظر نحو السماء وهي تتلاشى النظر نحوه بينما هو ابتسم لها بحب يعلم أنها تخاف عليه وتريده أن يبني لهما مستقبل مستقر لذلك قال بلا شعور "عارفة اول حاجة وقعتي فيكي عنيكي لما اول مرة شوفتك فيها ورميت المطوة ناحيتك وقلعتي النضارة عينيكي شدتني، بحبك وبحب عينيكي"

"خلاص يا ياسر والله هخزقهم" قالتها بتوتر وخجل ليضحك هو بشدة وهو يغمز لها قائلًا بمشاغبة "مكسوفة؟ حلو ده"

ابتسمت أروى بسعادة وخجل ثم انتبهت لرنين هاتفه الذي اغلقه سريعًا لتسأله بفضول "مين؟" نظر لها ياسر وهو يقول بملل "ابو كرم الي عايز يأجر المحل، مش عايز ارد عليه خلي امي تتصرف ده بتاعها في الآخر مش عايز ادخل نفسي"

"اه افتكرتها شيماء ولا حاجة" قالتها بتذمر لينظر لها بتعجب وهو يقول "يا شيخه فال ولا فالك"

نظرت له بتعجب وهي تسأله "على فكرة أنا اه حاسة ان حبها اهبل وان هي معجبة بيك مش اكتر، بس ليه يعني مفكرتش ترتبط بيها؟" رفع كتفيه ببساطة قائلًا "علشان مش بحبها"

"وليه مديتش نفسك فرصة تحبها!" قالتها بفضول ليقول هو بسخرية "وادي نفسي فرصة ليه وانا اصلا مش قابلها بعقلي هتعب قلبي في المحاولة ليه؟ وبعدين يا ستي صلي على النبي دي عليها واحدة سي ياسر بتخليني عايز اقتل نفسي"

ابتسمت أروى بخبث وهي تقول برقة "ماشي يا سي ياسر" ابتلع ريقه بتوتر وهو يحك رقبته بيده يقول بعدم تصديق "مالي حبيت الكلمة فجأة كدة ليه؟"

ضحكت أروى بصخب ثم نظرت لهاتفها وهي تقول "تيجي نلعب لودو؟" أخرج هاتفه هو الآخر وهو يقول بحماس "يلا يا ستي نلعب"

"بس يا ستي وبكدة ابقى قدرت اعمل الي في دماغي، فهمتي؟" أنهى جاسر حديثه لتومأ منة بفهم فهو كان يشرح لها كيف أتت له افكار العقاقير من خلال دراسته وكيف جلس سنتين او ثلاث سنين يحاول مرارًا وتكرارًا بمساعدة جاك لان معالجة الأورام تخصصه حتى استطاع فعل ما تمناه

ابتسمت له منة بتشجيع وهي تقول "انت عبقري يا جاسر، ورغم انك قعدت تلت سنين تحاول بس ميأستش ودي حاجة كبيرة وباذن الله ربنا هيوفقك وهتنجح"

تنهد جاسر وهو يتمنى أن يحدث هذا ثم نظر لها سريعًا وهو يقول بعدم تصديق لما يشعر به "عارفة يا منة لما الطفل يقعد يستنى اسبوع الدراسة ده يخلص بقى ويوم الخميس ييجي علشان يروح للحاجة الي بتريحه وتنسيه كل الشقى والتعب ده؟"

اومأت له بتعجب لتفتح عينيها بصدمة وخجل عندما قال "اهو انتي الحاجة الي بستناها تيجي علشان انسى كل حاجة تعباني معاها"

ابتسمت منة بسعادة وعدم تصديق لحديثه لتقول "ده من امتى الرومانسية دي؟" ابتسم جاسر بعدم معرفة وهو يقول "معرفش هي بتيجي مرة واحدة بلا شعور كدة"

ابتسمت له منة بحب وهي تقول "ربنا يقدرني وافضل انسيك اي هم كدة" نظر لها جاسر بتأكيد وهو يقول "متاكد من ده والله"

وقفت منة بحماس وهي تذهب نحو الطاولة تخرج من أسفلها الكشكول الخاص برسوماتها لتجلس بجانبه وهي تقول بلهفة "افرجك على اخر الحاجات الي رسمتها؟"

وافقها بحماس وهو ينظر لرسوماتها الرائعة ليراها قامت برسم جميلة عندما كانت تتدرب في الحديقة ليضحك بعدم تصديق وهو يقول "جميلة عارفة الي انتي عملتيه ده؟"

نفت برأسها وهي تقول "لا هي افتكرتني برسم السماء، عايزة ابقى اوريهالها" قامت بقلب الصفحة لينظر جاسر للرسمة بصدمة عندما وجدها قامت برسمه هو وإخوته

كانت الرسمة عبارة عن وجوه الثلاثة وكان الوجوه مندمجة في بعضها يفصلها فقط أنها رسمت وجهه يعلوه نظارته وعلى يمينه وجه آسر وكأنه مندمج بوجهه ولكن كان الاختلاف أنها رسمت وجه آسر يعلوه ابتسامته المعتادة وبجانب آسر وجه ياسر وايضًا كأنه يخرج من وجه آسر ولكن الاختلاف أن ملامح ياسر كان حادة وكأنها يعلوها الهيبة والثقة

نظر لها جاسر بعدم تصديق وهو يقول بانبهار "روعة يا منة" ابتسمت منة بسعادة وهي تقول "انتم شبه بعض كشكل فولة واتقسمت تلت تنصاص، لكن الشخصية مختلفة ونظرة كل واحد في الرسمة بتعبر عن الشخصية"

"انتي يا بنتي خسارة في البلد دي والله" قالها بفخر لتبتسم له منة بثقة وهي تقول "بس مش خسارة فيك"

"الله الوكيل انتي عسل" قالها جاسر وهو يضحك بشدة لتغمز له منة بحماس وهي تقول "تعالى انت بقى أما ارسمك تاني"

_____________________________

كانت تقف وهي تنظر له ينتظر أن يبدأ في شرح ما سيتم فعله بينما هو كان ينظر لها بشرود وحزن لم يراها لاسبوع كامل ولم يسمع حتى لصوتها يشتاق لها اشتايق الغائب عن أرض الوطن كما يخبرها دائمًا

انتبه نبيل لحديث صادق الذي قال "ما بك يا قائد شارد هكذا؟ الن نبدأ؟" كانوا يقفون في شارع مظلم وكان هو يجمعهم عند سيارته الضخمة ليقول سريعًا "حسنًا دعونا نتحدث بالانجليزية كعادتنا، اول شيء هو أننا بعدما فعلنا فكرة جميلة وهي أن نوقع ادوارد في هيثم وجيمِيس للاسف قد حل هيثم الموضوع بشكل ودي واليوم سيتم تبديل شحنة مخدرات كبيرة بواسطة ادوارد لرجال هيثم ولكن هيثم لن يأتي بنفسه بل سيقوم رجالة بالأمر"

"بالتأكيد نبيل السويسي هو من سيقوم بهذه العملية لحساب هيثم" قالها صادق بلهفة وهو يشعر بالفخر لتفكيره العبقري ولكن صُدم عندما استمع لضحكات جميلة الصاخبة والتي كانت تضحك بشدة ضحكة سلبت عقل هذا المسكين ولكنه عندما أدرك سبب ضحكاتها رفع إحدى حاجبيه وهو يسألها بتحذير "خير يا جميلة في حاجة؟"

توقفت جميلة عن الضحك سريعًا وهي تقول بسخرية "لالا يا منذر باشا اصل بيقولك نبيل هو الي هيتمم العملية، غلبان ميعرفش أن نبيل ده..."

بترت عبارتها وهي تنظر له بخبث لينظر لها هو بتحذير ونظرة بالفعل ارعبتها ولكن لم تظهر هذا وهي تكمل بسخرية "مسافر، نبيل مسافر يا صادق اليومين دول تقريبًا بيتمم عملية لحساب هيثم بس برة مصر"

وفي ثواني كان يصرخ بصوت عالي ارعبهم جميعًا "دعنا من نبيل الآن وضعوا تركيزكم على حماية جاسر والقبض على هيثم نبيل السويسي يخصني انا واخبرتكم مئات المرات الا يتدخل أحد بهذا الأمر"

اومأ صادق والفرد الجديد والذي يدعى صلاح برعب وخوف بينما جميلة ابتسمت بسخرية وهي تقول بخبث "حسنًا اكمل يا منذر.... أو دعنا نقول يا قائد فمنذر تلك أشعر وكأنها خدعة" نظر لها بغضب قد أثارت استفزازه بالفعل لتقول هي سريعًا "أعني أن هذا الاسم نادر قليلًا لهذا أشعر وكأنه خدعة غير موجود اتفهمني يا قائد؟ حسنًا فلتكمل وكأنني لم اتحدث"

تنهد نبيل بغضب وهو يحاول أن يجمع شتات عقله ثم نظر للثلاثة وبدأ في شرح خططهم بكل جدية ومهارة حتى أضاف في آخر حديثه "لا يوجد قوات تلك المرة فما علمته أن عددهم قليل للغاية يمكنني أن اتخلص منهم بمفردي ولكن يجب أن تكونوا معي لذلك لن نحتاج لقوات، هيا فلنتحرك"

وقفت جميلة ثم بدأت في تجميع شعرها بربطة الشعر ثم ارتداء معطفها الاسود وتعمير سلاحها لينظر هو لهيأتها بهيام ثم سريعًا تنهد بصوت عالي وهو يخرج زفيرًا كبير من فمه يحاول أن يحكم عقله الآن

ولكنه انتبه لذهابها نحو سيارة صادق ليوقفها سريعًا وهو يقول بتشنج "انتظري جميلة، إلى اين ستذهبين؟" نظرت له بتعجب وهي تقول "ساصعد لسيارة صادق"

"لا، صلاح هو من سيصطحب صادق، اما انتي ستأتي معي" قالها نبيل وهو ينظر لها بهدوء لتقول بغضب "وما الفرق؟"

"اهو كيفي كدة" قالها وهو يبتسم لها ببرود لتتأفف بغضب وهي تذهب لسيارته الغريبة والتي لأول مرة تراها فالسيارة كانت ضخمة تسمح بركوب فردين فقط في الامام وباقي السيارة عبارة عن صندوق كبير مغلق بباب من الخلف

صعدت للسيارة وصعد هو بجانبها ليخرج بعض الأسلحة وهو يمنحها إياها وكاد أن يتحرك ولكن شعرت فجأة جميلة برعب وهي تستمع لصوت غريبة لتنظر حولها وهي تقول بخوف "ايه الصوت ده؟"

ابتسم نبيل بهدوء وهو يقول "متشغليش بالك" تحرك بسيارته ونظرت هي أمامها بهدوء ومرت ساعة تقريبًا حتى وصلوا للمكان المقصود

توقف بعيدًا وهو ينظر حوله بتركيز ثم أخرج اللاسلكي من جيبه وهو يتحدث من خلاله قائلًا "صادق لا تتحركان حتى اعطيكما إشارة"

خلع معطفه وبقى بسترة صيفية وقام بتعمير سلاحه وهو ينظر أمامه بهدوء قائلًا "سننتظر حتى يتحرك من في الداخل ثم نقوم بالهجوم"

اومأت بهدوء لينظر لها نبيل بغضب وفي ثواني كان يصرخ بها "في ايه يا جميلة، عدى ساعة هتفضلي ساكته كدة كتير؟" نظرت له جميلة بسخرية وهي تقول"وانت عايزني اقول ايه؟"

"قولي اي حاجة، هيبقى احسن من سكوتك ده" قالها بغضب وهو ينظر أمامه بتافف لتلتفت هي له وهي تقول "وهو مين فينا الي المفروض يتكلم مين الي مهانش عليه حتى يفهمني الي بيحصل حواليا؟"

كان نبيل يفتح عينه بصدمة ولكن ليس من حديثها بل مما يراه أمامه لتضحك هي بسخرية وهي تظنه لا يستطيع الرد على حديثها بينما هو ابتلع ريقه وهو يقول بهدوء "جميلة ممكن ننسى اي حاجة حصلت بينا الايام الي فاتت؟"

"ليه علشان انت انسان كداب وواطي وندل وعمال تخدع في ده وده وطماع صح؟" صرخت به بغضب لينظر هو لها وهو يبتسم ببرود قائلًا "لا يا روحي علشان هنموت"

أنهى حديثه وفي ثواني كانت جميلة تصرخ بصدمة ورعب عندما وجدت أمامها ليس حارسان أو ثلاثة مثلما أخبرها بل وجدت وكان جيش كامل من الحراس يقفون أمامهم يوجهون أسلحتهم نحوهم

__________________________________

كانت فيفي تجلس على الطاولة في إحدى النوادي الشهيرة وامامها يسرا التي كانت تتناول الطعام وهي تنظر لها بتعجب تسألها "في ايه يا ماما مالك مش بتاكلي ليه؟"

"احنا ايه الي جابنا هنا؟ ما كنا كلنا في بيتنا" قالتها فيفي بغضب لتقول يسرا بحزن "انا بس كنت عايزة اغير جو وقولت اخليكي تغيري جو معايا انتي ايه الي مضايقك بس ما احنا من زمان بنيجي هنا"

ضحكت فيفي بسخرية وهي تقول "زمان! زمان كنا بنيجي هنا فعلا وكان احلى وقت بنيجي فيه هو زمان، كانت كل عيلة تجمع نفسها وتجمع اكلها وتُرمس الشاي ويروحوا النادي علشان يقضوا وقت مع بعض وقت عائلي مليان ضحك وقاعدة حلوة"

أنهت حديثها وهي تنظر حولها بعدم رضا تشير بعكازها نحو الناس تقول بغضب "بصي دلوقتي كل عيلة عاملين ازاي، شايفة الترابيزة الي هناك، الام ماسكة التلفون والاب ماسك التلفون حتى الاطفال الي بييجوا النادي علشان يلعبوا قاعدين جنب اهلهم ماسكين تلفوناتهم، الاطفال بيدربوا على السباحة هناك وبدل ما المدرب ينتبه ليهم قاعد باصص في تلفونه، البنات ماشية تتصور وماسكة التليفونات والولاد كل واحد رأسه هو وصاحبه مدفوسة جوا شاشة التلفون، فين تغيير الجو الي انتي جيباني فيه ده؟ كله ماسك تلفون ولو قدامهم حفرة هيمشوا ورا بعض ويقعوا واحد ورا التاني ومحدش واخد باله من الحفرة علشان عينيهم جوا التلفون"

نظرت لها يسرا بحزن لتقول فيفي بعدم تصديق لما يحدث حولها "اتفضلي واحدة عمالة ترقص في نص النادي قدام الشباب علشان تصور زفت تيك توك وتروح تشيره تفرج الناس على وسطها وهي بتهزه على اغنية تريند، عيل عمال يعيط ووقع على الأرض وشكله اتعور وأمه الي عليها تقوله معلش يا حمادة وهي باصة في التلفون ومش باصة حتى لابنها، يا شيخة ده وانا داخلة الرجالة ماسكين بعض ضرب وواحد عور التاني وشوية وحد فيهم يقتل التاني وبدل ما الرجالة الي حواليهم يهدوا الخناقة ويفصلوا بينهم، كل واحد ماسكلي تلفون وعمال يصور الخناقة علشان لو حد مات يلحق يروح ينزل الفيديو علشان يلحق التفاعل والكومنتات الكتير، انتي لو قاصدة تقهريني مش هتنزليني الشارع اشوف الاشكال دي، انا عايزة افضل جوا بيتي مشوفش كل ده، بحاول وبحارب اجمعكم ونقعد مع بعض من غير المخروب الي اسمه تلفون ده، بحاول نبقى عيلة مش كل واحد قاعد جوا ركن في اوضته وعينه راشقه في تلفونه"

هبطت دمعة من عين فيفي على ما تراه يحدث أمامها وهي تقول بقهر "الواحد دلوقتي معندوش مانع يهزق نفسه وينزل من كرامته علشان يطلع تريند، الاب القدوة مبقاش عنده مانع يعرض مراته وعياله قدام الكاميرا مشاهده للكل علشان فلوس وتريند، بدل ما اقوم اوضب بيتي الجديد وسط عيالي وجوزي ونفرح ونختار الوان العفش مع بعض، لا اطلع واصور واعرض واوري الناس ازاي بفرش بيتي الجديد واخليهم يختاروا معايا، الخاص بقى عام والفضيحة بقت تريند وقلة الكرامة بقت ميمز وروشنه، العالم بقى مريض والدنيا بتخرب، عارفة لو دلوقتي حصل كارثة كونية ولا نيزك هجم على الأرض يخلصنا من البشرية، دول مش هيجروا وهما بيقولوا الله اكبر ويذكروا ربهم ويخافوا تؤ لا، هيجروا وهما بيصوروا الي بيحصل علشان يلحقوا ينزلوا ويفرجوا الناس الي حصل، بقينا في زمن لو لقينا عيلة مترابطة ولا حد محترم نقول ياااه سبحان الله، لو الشاب محافظ على صلاته ودينه نقول لبنتنا يابت ده بيصلي وعارف ربنا، والمشكلة أننا بننبهر واو بيصلي؟!!!! ايه الي يبهر طب ما ده العادي؟ بس للاسف العادي مبقاش عادي، المسلم الي بجد بقوا يتعدوا على الصوابع"

أنهت فيفي حديثها وهي تقف تضرب بعكازها الأرض تقول بغضب "قومي نروح الواحد مش ناقص حرقة دم، لو العالم الي برة بايظ خلينا في العالم الي جوا وهو بيتنا يمكن نلحق نحافظ على اي حاجة من حاجات زمان الطبيعية، يلا يا يسرا"

وقفت يسرا وهي تتنهد بحزن بالفعل فيفي محقه في كل كلمة خرجت منها، نحن في زمن غريب نشعر أنه نهاية الزمان ولكن العلم عند الله، ولكن يدور في ذهننا هذة الكلمة تعجبًا من أنه لو لم يكن نهاية الزمان، أيعقل أن العالم سيستمر أكثر من الآن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ اهناك اسوأ مما تعيشه الامه والعالم! اهناك اسوأ من الغربة التي أصبحت بداخل كل شخص! أصبح الهاتف هو العائلة، عندما نشعر بالضيق والاختناق بالعقل والاعتياد نذهب الى الصلاة نقف بين يدي الله عله يفك كربتنا ويزيح همنا ويلهمنا الصبر والسلوان

ولكن الآن لا نفعل هذا، بل بمجرد أن نشعر بالضيق والاختناق نركض سريعًا لإحدى حالات البرامج الشهيرة نخبر اصدقائنا أن يقوموا بترشيح فيلم او مسلسل او حتى رواية تعدل من هذا المزاج وتنهي الشعور بالضيق

نلجأ للهاتف حتى ننتهي مما يضيق به صدرنا، ولكن ما لا نعلمه أننا نوهم أنفسنا باننا تخطينا بمجرد الجلوس على الهاتف والاستمتاع، ولكن هذا التخطي محدود غير مستمر، فقط لبضع دقائق وسيعود الضيق لقلبك من جديد لانك لم تلجأ للحل الاساسي، لم تلجأ إلى الله

_________________________________

كانت جميلة تنظر أمامها بصدمة وهي تبتلع ريقها برعب تنظر لنبيل بريبة بينما هو شعر بانك هناك خطأ ما، أكان يعلم هيثم بعددهم وخدعه لانه شك به، ام ادوارد هو من خدع هيثم وكان يريد أن يوقعه في شر أعماله؟

لم يستطع التفكير عندما وجد إحدى الحراس يقترب من السيارة وهو يصرخ بالانجليزية "هيا للخارج انت وتلك الفتاة هيا" أشار نبيل لجميلة أن تخرج لتخرج بتوتر ويقترب حارسان منهما ليأخذ جميع الأسلحة منهما بينما نبيل كان مستسلم تمامًا فاي حركة هجوم مع هذا العدد بالتأكيد سيتم قتلهم

خرج صادق وصالح أيضًا وصرخ إحدى الحراس بهم "ارفعوا ايديكم للأعلى هيا" رفع الأربعة يديهم للأعلى باشارة من قائدهم وابتعد نبيل للخلف ليقف بجانب ظهر سيارته وبجانبه جميلة

وفي ثواني كان يأتي ادوارد وهو ينظر لهم بسخرية قائلًا "كنت اعلم أن هيثم سيبعث لي حفنة من الاوغاد للتخلص مني ولكنه غبي لا يدرك مع من يتعامل" هنا ضحك نبيل بصدمة الآن قد تعرف ادوارد على هيئته ليقول بصوت عالي وصدمة " يا نهار اسود"

"جاسر قالي سب الدهر حرام" قالتها جميلة وهي تنظر له بخوف لينظر لها نبيل بغضب لما تشغل ذهنها بجاسر هذا؟ لذلك صرخ بها بغضب "يا شيخة الهي تولعي انتي وجاسر في ليلة واحدة"

"تحدثان بلغة افهمها" قالها ادوارد بتحذير لينظر نبيل لباب سيارته ثم ينظر لجميلة التي كانت تقف امام هذا الباب ليشير لها بعيناه أن تبتعد عن الباب للخلف بينما هي تنظر له بعدم فهم وهو يشير بعينيه بغضب وهي تهز راسها بعدم فهم

لاحظ نظراتهما إحدى الحراس وكاد أن يقترب منهم ليصرخ نبيل بغضب "ابعدي عن هنا يا متخلفة" أنهى حديثه وفي ثواني كان يدفعها بعيدًا بكل سرعة ومهارة عقب فتحه للباب لتصرخ جميلة برعب مما تراه

وفي ثواني كان يركض الأسد الخاص بنبيل خارج السيارة وهو يهجم على الجميع ليهرب بعض الحراس برعب والبعض الآخر قد هجم عليهم الأسد بكل شراسة

انتبه نبيل لإحدى الحراس الذي أخرج سلاحه للقضاء على هذا الحيوان ليقترب منه نبيل برعب على اسده وفي ثواني كان يلكمه بمهارة وهو يثني رقبته بقوة لتنكسر تمامًا ويقع الحارس فاقدًا لروحه

اخذ نبيل بعض الأسلحة من الأرض وفي ثواني كان يصرخ بفريقه "هجوم ايها الاغبياء لما الشرود" بينما الثلاثة كانوا ينظرون لهذا الحيوان برعب وصدمة وبالأخص جميلة التي كانت تصفع خديها وهي تقول بعدم تصديق "اسد؟ اسد يا منذر يا نهار ازرق"

هرب العديد من الحراس وادوارد الذي ركض لسيارته بخوف بينما صلاح وصادق بدآن في المشاركة مع قائدهما للقضاء على الباقي من هذا العدد الكبير

بينما جميلة كانت تقتل من يقترب منها وكانه دفاع وتخلت عن الهجوم خوفًا من ملك الغابة الذي يحتل الساحة بجانب صديقه الآن

تخلص نبيل من العديد من الرجال بكل سهولة بمساعدة صديقه القوي ليقترب نبيل من الأسد وهو يقول بسعادة "اقترب منك بكل ثقة فأظن انك اكتفيت من الطعام حتى الآن سيمبا أليس كذلك؟"

"لا اله الا الله" قالها صادق وهو ينظر نحو قائده بفزع ليقول صلاح برعب "هما قالولي هروح فريق القائد بتاعه ماهر في شغله وهيدينا من خبرته، مش دموي ومريض نفسي بالقتل ده مصاحب اسد يا عم"

كانت جميلة فارغة الفاه أثر صدمتها وهي ترى نبيل يصتحب الأسد نحو السيارة ليقفز الأسد داخل الصندوق ليبتسم له نبيل وهو يقول بفخر "اعز الاصدقاء واوفاهم بالفعل، بدأت أفكر في إحضار زوجة لك سيمبا حتى لا تصبح وحيدًا في بيتي"

"بيتك! يالهوي" همست بها جميلة لنفسها وهي على وشك الانهيار مما راته منذ قليل، نعم قد اعتادت القتل والدماء ولكن لم تعتاد أبدًا إفراغ الاعضاء فهذا المنظر الذي تسبب به الأسد كان يشعرها بالرعب والرغبة في التقيؤ

نظر نبيل لفريقه وهو يقول بحزن "قد فشلت العملية بسبب خطة ادوارد، ولكن بفضل الله استطعنا النجاة بأنفسنا، ارحلان الآن وإن كان هناك جديد سابلغكما" التفت نبيل نحو جميلة وهو يقول بهدوء "اركبي"

لم تجيبه بل ذهبت نحو سيارة صادق بكل هدوء هي انتهت من مهمتها لما تصطحبه مرة أخرى؟ وايضًا من رعبها من وجود هذا الحيوان الشرس داخل سيارته

انتفض جسد جميلة عندما شعرت بنبيل يجذبها من يدها نحوه بقوة وهو يقول بغضب "انا قولت اركبي" نظرت له جميلة بتحدي وهي تقول "وانا مش هركب يا منذر، اظن المهمة انتهت وطريقي هو طريق صادق"

"اركبي يا جميلة" قالها وهو ينظر لها بتحذير يدفعها نحو السيارة بهدوء وكادت أن تتركه ولكن فتحت عينيها بصدمة عندما وجدت سيارة صادق قد اختفت ليبتسم نبيل ببرود وهو يقول "اركبي ولا اسيبك في الصحراء هنا وسط الجثث؟"

تنهدت بغضب وهي تذهب للسيارة تصعد بجانبه وصعد هو الآخر وانطلق بالسيارة

مرت دقائق ولاحظت جميلة تغيير مسار الطريق لتنظر له بغضب وهي تقول "انت رايح فين؟ اقف يا منذر ونزلني بعد اذنك" لم يجيبها بل قام بإغلاق قفل بابها حتى لا تستطيع فتحه ولاحظت هي هذا لتصرخ بغضب "بلاش الطريقة دي معايا انا بقولك نزلني"

لم يجيبها بل ابتسم ببرود وهو ينظر للطريق أمامه لتنظر له بغضب تنتظر أن يقف حتى فعل ما تريده وتوقف في مكان مظلم خالي من اي شخص وقام بفتح قفل بابها وهو يقول ببرود "انزلي"

أنهى حديثه وهو يهبط من السيارة لتتنهد بغضب وهي تهبط هي الأخرى لتلاحظ أنها الآن في طريق فارغ من الأشخاص يعمه الهدوء والصمت وهناك سيارة موجودة في إحدى الأركان ولكنها فارغة نظرت نحوه تراه يقف ينظر أمامه للسماء لتقف صامتة هي الأخرى

مرت دقيقتان حتى استمعت لصوته أخيرًا وهو يقترب منها قائلًا "طبعا جمال باشا حكالك كل حاجة" نظرت له بسخرية ولم تشعر بدموعها التي هبطت من عينيها وهي تقول بعدم تصديق "اه حكالي انك برئ من حوار الاتجار بالمخدرات والسلاح والآثار ومحاولة قتل جاسر"

كانت تتحدث وهي تنظر أمامها ثم التفتت له بسخرية وهي تقول "بس هو للاسف مش لاقي مبرر تاني الي عملته في بنت عمك وعيلتك، وللفلوس الي بتاخدها من ورا الحكومة، يا ترى يا نبيل باشا انت عندك مبرر لده؟"

صمت ولم يجيب لانه لا يوجد إجابة ولا مبرر لسؤالها لتقول هي بخزي "للاسف يا منذر مفيش اي حاجة تغفرلك، اصل انت لسة ظابط زي ما انت مع ظهور بعض الحاجات بس الي مكنتش اعرفها، لكن الي عرفته جديد والي انت مش لاقي ليه مبرر مش هقدر اقول ليه غير انك انسان اناني وطماع"

"هو انت اصلا بتبررلي ليه؟" سألته بتعجب وغضب لينظر لها بضعف لأول مرة يشعر به وهو يقول "علشان انا لو قابل اني وحش في عيون الناس كلها، مش هقبل ابقى وحش في عيونك انتي"

"انت وحش فعلا يا منذر، أو لا خليني اقول إن الي وحش هو نبيل، ولا الأتنين نفس الشخص انت ايه اصلا؟" سألته وهي تضحك بعدم تصديق ولكنها صدمت من صراخه وهو يقول "انا مش عارف انا ايه؟ انا معرفتش انا ايه غير وانا معاكي يا جميلة"

نظرت له بحزن وعدم تصديق لحديثه ليكمل هو بغضب ولأول مرة يفقد ثباته ويصرخ بجنون "انا واحد اتولد لقى أمه مقهورة وكل يوم تنام معيطة، واحد لقى أبوه تصرفاته مع عيلته غريبة وانا مبقيتش عارف هو وحش ولا حلو، انا لما بعدت عن طريق ابويا وامي وكنت طول عمري في حضن جدي واقوله انا لما اكبر هبقى ظابط وهو الي كان بيشجعني وكنت بحس اني عايش بحس جدي، كان جدي هو اول واحد ظلمني"

نظرت له بعدم فهم ليصرخ هو بها "ظلمني لما رجعت من اليونان انا وابويا وامي بعد ما عرفت أنه مات وكنت مقهور أن الوحيد الي عايش بحسه مات، بس في ثواني لقيته ظلمني بعد ما المحامي بتاعه قال إنه قبل ما يموت كتب كل حاجة باسم عمي يونس، وابويا طلع من المولد بلا حمص، انا مكانش هاممني الفلوس كنت لسة عيل في ابتدائي، انا الي هاممني اني كنت حفيده الوحيد ازاي مفكرش فيا؟ ظلم ابويا وهو عارف اني هتظلم معاه وانا مليش ذنب، عمي خد مراته وبناته ومشي وبقيت قاعد كل يوم امي تقولي أن جدي مفتري وظالم أدى كل حاجة ليونس وبناته ومعملش حساب اني المفروض الحفيد الولد الي كان مستنيه من زمان"

توقف وهو يعيد شعره للخلف بقوة يتذكر تلك الأحداث التي تؤلمه وهو يقول "امي الي قالتلي يسرا قهرتني ويونس قهر ابوك، قالتلي أن يسرا هي الي فضلت تزن على جدي لحد ما اقنعته يكتب كل حاجة باسم جوزها وبناتها، امي ماتت بقهرتها وفضلت عايش مع ابويا عمال يتبهدل في كل شغل شوية علشان يعرف يدفع مصاريف مدرستي ويأكلني، لا وعمي الي فيه الخير لما حس أنه هيموت كتب أن انا وابويا الواصيين على فلوس بناته لحد ما كل واحدة تتم ستة وعشرين سنة لا بجد كريم وفيه الخير"

نظرت له بغضب هذا ليس مبرر لما يفعله ليفهم نظرتها وهو يكمل حديثه "انا حلفت لارجع حقي من عمي ومراته الي عملوا في امي وابويا كدة، مفيش حد ثعبان في الليلة دي كلها غير يسرا، هتقوليلي ومال بناتها هقولك هي الي جنت على نفسها وعلى بناتها بشري والي هعمله فيهم، انا حاربت من وانا عيل في أولى جامعة، اول ما شوفت رحيم خد فلوس عمي بحجة أنه يحميهم لبنات يسرا واصلا هو و آسر ابنه عمالين يتنغنغوا في فلوس نصها مش فلوسهم، ساب شركة جدي تضرب تقلب وكانت بتقع وانا مش فاهم فيها حاجة وجيه عمرو صاحبي هو الي ساعدني أننا نحاول نوقفها على رجليها من تاني، الحرمان خلاني احلف أن مفيش قرش اشوفه غير ويبقى بتاعي واعوض كل لحظة اتظلمت فيها بسبب يسرا وبناتها، بقيت اجمع فلوس من اي حتة ميهمنيش حلال ولا حرام ولسة هاخد فلوس عمي وبناته ومش هسكت غير وحقي معايا"

أنهى حديثه لتضحك هي بشدة وهي تقول "المفروض بقى أن انا اخدك بالحضن واقول يا حبيبي ده اتظلم من أهله وضحية مش كدة؟ لا يا منذر انت غلط وكل الي عملته غلط ولا هيبقى فيه مبرر واحد يغفرلك الي انت بتعمله"

"انا عارف ان كل ده غلط، وعارف أن خلاص آخرتي جهنم وعارف أن مفيش حاجة عملتها عدلة في حياتي تخلي ربنا يغفرلي، مادام آخرتي جهنم مش هيبقى جهنم دنيا وآخرة يا جميلة خليني في جنة الدنيا" قالها نبيل بتفكير خاص به وبشيطانه

نظر لها وهو يقترب منها مكملًا لحديثه "انا حياتي كلها غلط، مفيهاش حاجة صح غيرك، انتي الجنة الي عيشتها وسط نار حابس نفسي فيها، انا مبقيتش عارف انا صح ولا غلط، انا انسان كويس ولا انسان حقير ووحش، انا مش ببقى انسان كويس غير معاكي، انا اصلا مش ببقى بخير غير وانتي جنبي علشان بحبك"

كانت تتمنى سماع تلك الكلمة منذ زمن ولكن الآن شعرت بنفور عندما استمعت لها، ولكنها ارضت ضميرها وهي تبتعد عنه قائلة "انت مش شيطان، ومش ملاك، انت بشر"

نظر لها بعدم فهم لتكمل حديثها "مفيش حد مش بيغلط خالص غير الملايكة، ومفيش حد مش بيعمل اي حاجة صح غير الشياطين، احنا البشر الي في النص احنا الي ربنا خلقنا بقلب ابيض وفي نقطة سودة، وبنبدأ نكبر وندرك الدنيا والناس وبيبقى بأيدينا نخلي النقطة السودة دي زي ما هي ولا نفضل نكبرها لحد ما تحتل قلبنا كله ويبقى اسود"

اقتربت منه وهو ينظر لها بحزن وألم لتكمل حديثها "انت للاسف خليت النقطة السودة دي تحتل قلبك كله، بس لسة في نقطة بيضة موجودة عند كل البشر اصلها مش هتروح لانك مش شيطان، بايدك زي ما خليت السواد يحتل قلبك تخلي النور يرجع فيه من تاني، قدامك من اللحظة دي لحد آخر لحظة في عمرك، ربنا مش زي ما انت فاكر مش هيغفرلك، ربنا بيغفر اي حاجة ماعادا بس الشرك بيه، عارف من كام يوم مرات آسر قالتلي حاجة مهمة اوي، قالتلي ربنا لما بيحس بالعبد جواه حاجة كويسة مش عارف يطلعها بيبعتله الي ينبهه وكأن ربنا هو الي بيناديك علشان ترجعله من تاني، اعتبرني انا الي ربنا بعتها ليك، واديني خلصت رسالتي الي ربنا عايز يقولهالك يا منذر"

أنهت حديثها رغم انهيارها ولكنها جمعت شتات نفسها وكادت أن ترحل ولكن وجدته يتمسك بها وهو يقول "هتسيبيني؟" سحبت يدها من يده بهدوء وهي تقول "مش هقضي عمري مع واحد ظالم نفسه وظالم الناس"

"بس انا بحبك يا جميلة، انتي كمان بتحبيني" قالها بأمل لتبتسم هي بسخرية وهي تقول "لما تخلع ضرس وتحس مكانه بفراغ...افتكر أنه كان بيوجعك"

كتمت شهقاتها وهي تقول بخزي "وانت وجعتني اوي يا منذر ومفيش حاجة هتغفرلك الي عملته، لو قعدت تبررلي للصبح هتفضل ظالم، ظالم نفسك قبل ما تكون ظالم الناس، سيبك من مقولة ده ربنا بيغفر احنا مش هنغفر، لا المقولة دي مش صح خالص، ربنا كبير اكبر مما تتخيل، لكن احنا ضعاف اوي ربنا خلقلنا طاقة، وانا خلصت كل طاقتي معاك واكتفيت"

تركته وكادت أن ترحل ولكن نظرت خلفها بعجز كيف ترحل لتجده يمد يده بمفتاح سيارته لتنظر له برعب من الأسد ليقول لهو بألم وسخرية "متخافيش ده مفتاح عربية تانية هتلاقيها مركونة هناك بتاعة صاحبي روحي بيها"

اخذت المفتاح من يده ونظرت له نظرة أخيرة مليئة بالغضب والخزي مما فعله ليراقب هو رحيلها بألم وفي ثواني كان يمر أمامه شريط أفعاله ما فعله بابنة عمه وزوجة عمه ما نهبه من أموال الدولة بحجة أنه أحق بتلك الأموال

نظر لدخان السيارة التي انطلقت بها جميلة ليضحك بعدم تصديق لما يحدث له، فجأة انقلب حياته راسًا على عقب، لا يدري ما الفرق بين الصواب والخطأ، لا يعلم ما الذي يجب فعله

ولكن عندما عاد حديث جميلة في رأسه شعر بشيء غريب بداخله لا يستطع تحديده، يشعر وكأنه في دوامة ابتلعته بداخلها

نظر في أثرها مرة أخرى وهبطت دموعه بلا شعور لأول مرة في حياته وهو يقول بألك "بس انا مش عايز اتعاقب بيها، انا مستهلهاش بس مش قادر اسيبها" تنهد بحزن وهو يجلس على الأرض يسند ظهره على سيارته ينظر للسماء بشرود وألم ما الذي يجب فعله في تلك الدنيا؟ لما لا تفنى سريعًا أو يأتي ميعاد موته وينتهي من كل هذا التفكير!

ولكن السؤال الأهم هنا هل إن أتى ميعاد موته سريعًا وانتهى من أخطاء الدنيا، سيرتاح في آخرته؟ ولكن هو لا يعلم ما هو مصيره في الآخرة كل ما يعلمه هو.... ان هذا العالم سيء

__________________________________

وبعد مرور ثلاث ساعات تقريبًا وإتمام الساعة العاشرة مساءًا نظر الثلاثة للفتيات ليقول آسر بتحذير "إسراء لو تعبانه خلاص هما يروحوا وانا وانتي نقعد هنا" ابتسمت له إسراء وهي تضع يدها في يده قائلة "لا انا كويسة الحمدلله هروح معاكم"

نظر ياسر للجميع وهو يقول "خلاص كلكم جهزتوا؟ اطلع انادي جميلة" أنهى حديثه ليجد فجأة جاك يعدل من وضعية قميصه وهو يقول بسعادة "هيا قد انتهيت"

"ذكر التوك توك ده هييجي معانا!" قالتها منة بغضب لينظر لها جاسر بيأس لتقول سريعًا "خلاص وربنا ما هنطق تاني"

هنا نظر جاك للجميع بتعجب وهو يقول "لما تنظرون لي هكذا؟ لن اجلس في هذا البيت بمفردي خصوصًا بصحبة تلك العجوز جدة جاسر، رايتها صباحًا وهي تكسر إحدى الفخارات فوق راس عفيفي البستاني لولا هروبه منها سريعًا ولم يلحقه أذى اقسم أنها مخيفة"

نظر له ياسر بعدم تصديق وهو يقول "فيفي! هو في الطف من فيفي ولا فيه في جمال فيفي دي بلسم" أنهى حديثه تزامنًا مع استماعهم لصراخ فيفي من الأعلى "يا بهايم سايبين التلفزيون شغال من الصبح يالي منكم لله، تحية تعالي اطفي التلفزيون واطفي الست لمبات كلهم لحد ما يبقوا يرجعوا من برة"

ابتسم ياسر بفخر وهو يقول "مش بقولك بلسم، تتحط على الجرح يطيب والله" تافف جاسر بملل وهو يقول "حد يطلع ينادي جميلة يا جدعان"

نظرت لهم أروى بلهفة وهي تقول "انا شوفتها راجعة معيطه اكيد قابلت نبيل ومكسورة تعالوا نطلع نهون عليها شوية ونشجعها تقوم تلبس كدة" نظر الجميع لبعضهم بتشتت ثم اومأوا بحماس والجميع يصعد نحو غرفة جميلة

اوقفتهم إسراء وهي تقول "اكيد منهارة دلوقتي احنا هنخش ونحايلها بكلمتين" فتحت إسراء الباب فتحة صغيرة تدخل رأسها لترى جميلة

فتحت إسراء عينيها بصدمة عندما وجدت جميلة تبكي بانهيار ورغم حزنها الظاهر وبكائها الغزير كانت تجلس أمام المرآة وهي تغني مع الأغنية التي تصعد موسيقاها من هاتفها

خليه يدور عليا كل شوية وميلاقنيش
خليه يتعب شوية يحلم بيا وميشوفنيش
ومش هجري تاني وراه
علشان غُلبت معاه
وعن نفسي هعود نفسي من دلوقتي ميوحشنيش

كانت تبكي بانهيار بالفعل رغم انها تغني مع تلك المطربة المشهورة ولكنها كانت تشعر بالقهر لتخرج إسراء رأسها بهدوء وهي تغلق الباب مرة أخرى تقول بحزن "مقطعة نفسها هي وشيرين يا حبة عيني"

نظر لها آسر بيأس وهو يطرق الباب لتغلق جميلة الاغاني سريعًا وهي تسمح لهم بالدخول تزيح دموعها سريعًا وهي تبتسم رغم حزنها قائلة "انا لبست خلاص اهو، ثواني بس هغسل وشي وهجيلكم"

لم يتحمل الثلاثة مظهرها هكذا وحتى الفتيات دخل الجميع لغرفتها ليقول آسر بغضب "هو نبيل ده هيفضل ناططلنا في حياتنا بالحزن كدة دايمًا، يا بنتي ولا يشغل بالك اصلا"

تافف ياسر بغضب وهو يقول "انا والله ماسك نفسي عنه بالعافية ممكن اجيبلك وشه نصين لو عايزة والله ما هيفرقلي ظابط ولا وزير حتى"

نظر لها جاسر بغضب وهو يقول "وبعدين يتحزن عليه في ايه ده؟ يعني لا شخصية عدلة ولا لسان عدل، ده تكسري وراه قُله ده"

اومأت منة بتأكيد وهي تقول "ده احنا لما بيتجاب سيرته بنستعيذ من الشيطان الرجيم يا بنتي والله" ابتسمت جميلة بحزن وهي تقول "يلا الحمدلله على كل حاجة، ثواني هغسل وشي واجيلكم"

خرج الجميع وصعدوا لسيارة جاسر وصعد الباقي لسيارة دسوقي التي استلفها آسر منه وانتظروا جميلة حتى خرجت بالفعل وصعدت لسيارة جاسر وهي تشرح له الطريق لبيتها

توقفت السيارتان أسفل العمارة التي يوجد بها شقة جميلة ليهبطوا جميعًا وتسحب جميلة الفتيات بحماس خلفها بينما ياسر اوقف إخوته وجاك أيضًا الذي كان يتحدث في هاتفه

نظر جاسر لياسر بتعجب وهو يقول "في ايه يابني ما يلا نطلع" نظر لهما ياسر بتوتر وهو يقول "انا عايز اقولكم حاجة قبل ما نطلع"

نظر له الاثنان بتعجب ليتنهد ياسر بتوتر ثم قال مسرعًا "انا بحب جميلة" وفي ثواني كان يمسكه آسر من تلباب قميصه يصرخ به بغضب "نعم يا اخويا؟"

أبعده ياسر عنه سريعًا وهو يقول بغضب "مش الي في دماغك يا غبي، اكيد يعني عمري ما هحب حد غير أروى، انا قصدي يعني اني بخاف عليها كدة وبحس اني مسؤول عنها مش عارف بس بحزن لحزنها فجأة مش فاهم مالي، بس هو الاكيد أنه حب صداقة أو كدة يعني اكيد مش زي أروى"

نظر له جاسر ثم ابتسم ببلاهة وهو يقول "وانا كمان" نظر له آسر بصدمة بينما ياسر ابتسم بلهفة وهو يقول "يعني مش لوحدي اهو والله"

ابتسم جاسر وهو يقول بعدم معرفة "انا اكيد حبي ليها غير حبي لمنة، زي ما قال ياسر حب صداقة بس انا فعلا بردو بحس اني مسؤول ناحيتها ولما عرفت الي بيعمله معاها منذر من قبل حتى ما اعرف انه نبيل حسيت اني عايزة اقتله"

نظر لهما آسر بصدمة وهو يقول "انتم اكيد بتستعبطوا والله" تافف بغضب وتنهد بهدوء وهو يقول بتوتر "وانا كمان زيكم"

ضحك الاثنان بعدم تصديق ليقول آسر بغضب "وطب ده من ايه بقى؟" نظر الثلاثة لبعضهم بعدم فهم لما يحدث ليقول ياسر بملل "جاسر هات صاحبك ويلا نطلع"

وفي الاعلى كان الفتيات يجلسن في بهو المنزل تقدم لهن والدة جميلة المشروبات وهي ترحب بهن بسعادة

وفي الغرفة من الداخل كانت جميلة تقف خلف الأريكة وهي تخرج رأسها بتوتر تقول بغضب "متتهورش يا جمال وبلاش عصبية خليك متحضر شوية"

خلع جمال حزامه الجلدي وهو يركض خلفها يحاول الامساك بها صارخًا "متحضر؟ ده انا هحضر على وشك خريطة مصر يا جميلة، يخربيت نفوخك قولتلهم أن نبيل هو منذر"

"يا بابا كنت عايزة افضفض وانا برتاحلهم" قالتها جميلة بحزن لتصرخ بألم عندما شعرت بضربة والدها لها لتركض من أمامه سريعًا ترفع الكرسي أمام وجهها وكأنه دِرع تقول بتحذير "اهدى يا جيمي علشان وشك بدأ يحمر"

"بتفضفضي في اسرار الشغل يا متخلفة، اعمل فيكي ايه؟ انتي يا بنتي عبيطة اي حد ترتاحيله تحكيله قصة حياتك؟" صرخ بها جمال بغضب لتقول هي بحزن "كنت مجروحة يا بابا ومكسورة"

"وحياة امي لاكسر عضمك كله يا جميلة"

وفي الخارج كان الجميع يستمع لصراخ يحدث في الداخل ليقول جاسر بتعجب "هي جميلة بتتعرض للعنف الأسري ولا ايه؟"

انتبه الجميع لصوت جمال ليفتحوا أعينهم بصدمة عندما استمعوا لحديثه بصوت عالي وهو لا يدري أنهم في الخارج "طبعا قيلالهم انك ستة وعشرين سنة وحضرتك تمانية وعشرين وداخلة في التسعة وعشرين، ما انتي ناوية تجلطي امي"

"يا بابا مش احسن ما يفتكروني داخلة على التلاتين وانا لسة في عز شبابي ومش باين عليا حاجة"

نظروا لبعضهم بصدمة مما استمعوا له ليقول آسر بعدم تصديق "ايه الي وداني شيفاه ده؟" نظر ياسر لاخوته بصدمة وهو يقول "جميلة طلعت تمانية وعشرين سنة!"

بينما أروى كانت تنظر أمامها بشرود وهي تفتح عينيها بصدمة مما استمعت له ومما رأته صباحًا

بينما والدة جميلة ابتسمت باحراج وهي تقول "اهي اختي وبناتها جوم ثواني هقوم افتح الباب" نظر الجميع نحو الباب بلهفة وانتظار ليقف الثلاثة فجأة بصدمة عقب دخول العائلة

دخلت والدة جميلة وهي تقول بلطف "دي اختي ودول فريدة وامل بناتها" نظر الثلاثة نحو الفتاة التي تشير لها باسم فريدة ليقول ياسر بغضب "لالا الي بيحصل ده هزار بقى وربنا"

نظر الجميع لياسر بتعجب ليقول جاسر بسعادة "يارب تبقى دي اختي قادر يا كريم" فكانت الفتاة التي أشارت إليها السيدة وعرفتها بأنها فريدة كانت فتاة منتقبة لينظر آسر ليديها التي كانت تخفيها بقفازات ليصرخ بغضب "بعد اذنك تخلعي gloves ايدك الشمال كدة وريني في وحمة ولالا"

نظرت لهم فريدة بصدمة وهي تقول بغضب "ايه الهبل وقلة الذوق دي؟" نظر لها ياسر بغضب وهو يقول "احنا طلع عينينا لحد ما زهقنا والله، هنعمل ايه بايدك احنا يعني بعد اذنك ورينا ايدك الشمال"

وأثناء حديثهم كانت أروى تنظر للفتاتان وهي تقول بعدم تصديق "جماعة انا في حاجة غريبة شوفتها الصبح" نظرت لها إسراء بفضول لتقول أروى بصدمة "انا شوفت في ايد جميلة وحمة وشوفتها وهي واقفه قدام المرايا بتداريها بكنتور (خافي لعيوب الجسد) و....." قاطع حديثها صوت والدة جميلة العالي لينتبه الجميع لها

نظرت لهم والدة جميلة بغضب وهي تقول "في ايه يابني مش كدة!" كاد جاسر أن يتحدث ولكن قاطعهم خروج جميلة التي ركضت لأحضان خالتها ثم قامت بضم فريدة وامل بحب واشتياق

بينما جمال قام بترحيب الجميع بكل ذوق ولطف حتى وقفت جميلة بحماس وهي تقول "طبعا بابا غني عن التعريف اللواء جمال الراوي"

ابتسموا له بترحيب ولطف لتقول جميلة بسعادة "ودي خالتوا ميس زينة الاسيوطي" ضيق جاسر عينه بشك وهو يقول بغضب "عارفها"

"ده انا حافظها صم" قالها آسر وهو يضيق عينيه ينظر نحوها الآخر ليأخذ ياسر نفس تعبيرات الوجه وهو يقول "هتروحي من ربنا فين؟"

كانت تنظر لهم زينة بريبة وعدم فهم بينما انتبه الجميع لجميلة التي ضمت والدتها بحنان وهي تقول بسعادة "ودي بقى ماما الدكتورة زينات الاسيوطي"

وقف الثلاثة بصدمة وهم يصرخون معًا "نعم ياختي؟ زينات مين؟"

____________________________

حلقات الدنيا كبيرة ولكن في النهاية نستطع تجميعها بتسهيل الإله، ونتقابل في نقطة واحدة ورغم أنها تكون مؤلمة بسبب حقيقتها، الا أنها اراحت الجميع بعد إرهاق دام لشهور

وفي النهاية دعوني أخبركم
"ان المغامرة لم تنتهي بعد.."🤍🫀

Continue Reading

You'll Also Like

5.2K 221 13
عندما يحيط الخطر من نحب وتعجز أجسامنا عن حمايتهم ستفعل ارواحنا المعلقة حتى تتلاشى بهدوء مع الخطر لانتهاء واكتمال غايتها. السرد فصحى والحوار عامي بدأت...
903K 32.7K 40
روايتي الرابعة " مستمرة " كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎
93.8K 4.4K 46
يُقال القدر هو المنعطف الأخير لحياتنا و أننا نُميل نحوه في النهاية .. و لكن هل لأختياراتنا ثمنًا ندفعه قبل الخضوع لإختيار القدر ؟ . . فتاة حطّمها الق...
249K 11.2K 36
قصه حقيقيه حدثت في عام ٢٠١٧ فتاهً مسيحيه في احداى الايام تقع بيد رجل مجرم هل ياترى ماذا سيحدث معا الابطال مختلفين...!!!