آدم

Autorstwa itsmaribanks

2M 136K 105K

"نحن ننتمي لبعضنا فحسب، لا حاجة ليحتوينا العالم" __________________ انقلبت حياة آدم بين ليلة وضحاها عندما انت... Więcej

مدخل
1- صفقة جيدة
2- اليوم الأول
3- اليوم الثاني
4- أمسية غنائية
5- هذه طريقتي
6- ليلة صاخبة
7- في شقة آدم
8- أول جلسة
9- زيارة
10- إنه يتحداكَ
11- ليلة السباق
12- جيدة
13- جولة
14- معاهدة سلام؟
15- تحت التأثير
16- أصدقاء للأبد
17- خطأ
18- إنتحاري
19- سرعة وغضب
20- لا يؤذي
21- لستُ آسف
22- إصلاح الأمور
23- أمواج متكسرة
24- لننجو
25- لحظة الإنهيار
26- حين يكون الرحيل مؤلما
بارت خاص | لا دموع
27- لا بأس بالفشل
28- أجيبيني
29- ماركوس؟
30- دفع الثمن
31- نقطة ضعف
32- أنتِ حرة
33- الحقيقة التي لا تتغير
35- سأعود لأجلك
36- تراجيدية
37- انتظر شروق شمس الغد
38- أنت مشكلتي
39- إجابة قاسية
بارت خاص | ظهور غير متوقع
40- شخص مثله
41- الليلة
42- أغلقي عينيك وٱحلمي بالغيوم
43- ضياع تحت السطح
44- ٱكتبي
45- اختاريني
46- خسارة
47- إن كان للجحيم طعم فسأجعلهم يتذوقونه
48- الفوضى والسلام
49- أين أنتمي
50- جزء من اللحظة
51- زيارة الأهل
52- غيرة
ملف الماضي
53- مذاق الجحيم
54- أسرق لحظات من الحياة
النهاية | النجوم تستمر باللمعان
الفصل الإضافي

34- لأجل فين

30.2K 2.1K 2.6K
Autorstwa itsmaribanks

"جاهزة للعودة إلى المنزل؟" تحدث ماركوس يسير بجانبي في الشارع، كانت الثامنة وقد انتهيتُ للتو من عملي.

وها قد مرّ يومان آخران دون ظهور آدم أو أحد الرفاق.

أطلقتُ تنهيدة أخفض بصري وأراقب خطواتي بينما أتحرك، هززتُ رأسي بخفة "لا أريد العودة للمنزل"

"لماذا؟" أسرع في خطواته يميل قليلا للأمام ويطالعني، أدرت عنقي له أرى أحد حاجبيه مرفوع للأعلى بعدم فهم، خصلاته كانت متدلية على جبينه بشكل فوضوي، وهو رمش ينتظر إجابتي، وبهدوء حركت كتفاي بعدم معرفة، ألوي شفاهي وأدحرج عيناي "أنا لا أريد فحسب، أشعر بالملل"

"اذا كان الأمر كذلك–" توقف يرفع بصره للأعلى مفكرا، إبتسم يضيف ويغمزني بعدما حول أنظاره إليّ "ربما لديّ فكرة"

"فكرة؟" رمشتُ ونبرتي كانت متسائلة أنتظر منه الإجابة لذلك هو هزّ رأسه في إيماءة مؤكدة "أجل عزيزتي، تريدين القيام بجولة مملوءة بالأدرينالين؟"

"ماذا؟" عقدتُ حاجباي وقد بدأت تتكون لدي فكرة عمّ يتحدث عنه، تعابير منزعجة ظهرت على وجهي ورمقته بنظرة حادة "إن كنتَ ستصطحبني إلى تلك الأماكن التي تذهب إليها مع أولئك الأشخاص فشكرا، لا اريد" كتفت ذراعاي أدير وجهي للجانب، سمعتُ ضحكته الخفيفة يقف أمامي ويطالعني، نظراته كانت بريئة ولطيفة لأقصى درجة، أمال رأسه للجانب يتحدث "لا تقلقي أنا لستُ مثل ريدكاي"

"ماركوس" ارسلت له نظرة محذرة وهو زفر يقلب عينيه "أجل أجل أعلم، آسف"

"إذا ماذا؟" سألتُ أعود للموضوع أسمعه بينما يجيب، يقوم ببعثرة خصلاته ويبتسم "حسنا إنها فقط––جولة بسيطة على الدراجة؟" غمزني يبتسم بطفولية وهذا جعلني أتنهد، أميل رأسي وأحرك شفاهي للجانب.

لا بأس بذلك، صحيح؟

"حسنا" قلتُ بإبتسامة غير ظاهرة وهو رمش كأنه لم يتوقع أن تكون تلك إجابتي، "حقا؟" سألني وقلبتُ عيناي بضجر أحرك يدي في الهواء "لا تجعلني أغير رأيي"

"حسنا ليكن، هيا بنا" ضحك بخفة يشير بعينيه للأمام وهززتُ أسير قبله دون أن ألتفت للوراء، أرفع بصري للأعلى وألعب بحاجباي، أسحب خداي للداخل وأميل رأسي "هل تتذكر حتى أين ركنتها؟ أم أنه تمت سرقتها فعلا هذه المرة؟" أنهيتُ جملتي بضحكة تسللت مني أنتظر إجابته لكنه لم يتحدث.

"هل قررت السكوت فجأة؟" عقدتُ حاجباي وهو لم يجب هذه المرة أيضا، توقفتُ عن السير ألتفت للوراء حيث كان ما يزال واقفا، عيونه متسعة وحمرة ظهرت على وجنتيه بينما يطالعني.

"هل هناك مشكلة؟" تقدمتُ منه بخطوات حذرة أضيّق عيناي بشك وعقدة قد تشكلت بين حاجباي، ماركوس حمحم يخلع سترته وينظر إليّ "حسنا إنه فقط––" هو توقف عن الحديث وهذا جعل إستغرابي يزيد، أبدل بصري بين وجهه والسترة في يده.

"ماركوس؟" نطقتُ ببطئ اسمه لكنه ابتسم بتوتر وهزّ رأسه يحمحم مرة أخرى، ودون تضييع أي ثانية هو فقط لفّ السترة حول خصري وعقدها عند بطني بطريقة مفاجئة.

"إنه فقط––أعتقد أنكِ––" توقف ينظف حلقه ويبعد عينيه عني "دورتكِ"

بمجرد سماع تلك الكلمة شعرتُ كأن النار تشتعل في وجهي بأكمله، أردتُ لحظتها من الأرض أن تنشق وتبتلعني من شدة الإحراج، تسارعت ضربات قلبي ولم أجد أي سبيل للهرب، أدرتُ وجهي للجانب أتجنب النظر إليه، تبا!

هذا محرج أكثر حتى من تلك المرة التي فتح فيها أوليفر باب الحمام عليّ.

ماركوس للتو رآني!

لعنتُ نفسي آلاف المرات لأني لم أنتبه، كيف لم أنتبه واللعنة؟ دورتي الشهرية منتظمة دائما وأعرف مواعيدها جيدا، لماذا لم أفكر بهذا؟ سحقا!

سحقا لكِ جاك!

"لا بأس" صوته انتشلني من عذابي الداخلي ولم أتجرأ على النظر إليه، بصري كان على الأرض أتمنى لو افقد وعيي الآن فحسب، زممتُ شفاهي بقوة عندما اقترب مني ماركوس يضع يده على كتفي ويضغط بخفة بينما يردف بنبرة ليّنة "ليس شيئا كبيرا حقا جاك، هذا طبيعي، لا داعي للتفكير الزائد" كلماته جعلتني اومئ له بخفة وما أزال أنظر للأرض.

"هيا بنا لنشتري بعض المستلزمات التي تحتاجينها إذا" اقترح عليّ يسحبني وراءه برفق وشعرتُ فجأة بشيء في صدري، كأنه يتوسع–––كأن دفئ عظيم يحتله ويملؤني حتى النخاع....ثم هناك ماركوس يسير بجانبي ولا يترك يدي.

"هل تشعرين بألم؟" إلتفت يسألني من فوق كتفه، هززتُ رأسي نافية أنطق بخفوت "كلا"

"إن لم تكوني قادرة على السير يمكنني إيقاف سيارة––" قاطعته أشعر بإزدياد حرارة وجهي وأعقد حاجباي "أنا بخير مارك، كما أن المحلّ قريب"

"معذرة، أنا فقط حذر بشأن أمور الفتيات" قال بصوت متوتر يدير وجهه كي لا ينظر إليّ، الإحمرار على وجنتيه كان واضحا، لذا لم اشعر سوى بالغرابة أكثر والإحراج.

هل كان يجب على هذا أن يحصل أمام ماركوس؟ لماذا الحظ سافل لهذه الدرجة؟

__

"تفضلي" ماركوس تقدم من سريري حيث كنتُ مستلقية وبيده قرص مخفف للألم وكأس ماء زجاجي، جلس بجانبي واعتدلتُ في جلستي آخذ كلاهما منه، بهدوء وضعتُ القرص في فمي وأخذتُ رشفة سريعة ريثما أعود للوراء إلى السرير.

"زال الألم؟" سألني برفق يأخذ الكأس ويضعه على المنضدة القريبة، هززتُ رأسي له بإيماءة خفيفة، أوجه له إبتسامة صغيرة "قليلا، شكرا لك"

كنتُ قد بدأت أشعر بالألم الفظيع في كل أنحاء جسدي ولحسن حظي كنا قد وصلنا إلى الشقة، بالإضافة إلى أن ماركوس لم يتردد في مساعدتي بكل الطرق التي يعرفها؛ من بينها ذهابه لأقرب صيدلية وشراء الأقراص بعدما نفذت خاصتي.

أشعر بالإمتنان لهذا.

"تريدين أن آتي لكِ بشيء آخر؟ فقط أخبريني أنا هنا" هو تحدث مصرّا وضحكتُ بخفة أندثر تحت الأغطية، أهزّ رأسي له "لا شيء حتى الآن، لكن شكرا جزيلا لكَ، أنا أعني هذا"

"لا داعي" قال يقف ويتثاءب بكسل، رمشتُ أطالعه ولم أستطع منع سؤالي من التسرب مني "إلى أين أنت ذاهب؟" أنهيتُ كلماتي وعينيه انخفضتا إليّ يرمي لي بنظرات ليّنة "لأنام على الأريكة في الخارج، سأقضي الليلة هنا إن لم يكن لديكِ مانع" ابتسم يميل رأسه ببراءة أطفال تليق على وجهه، ولم يكن أمامي سوى هزّ رأسي برفق "لا مانع لديّ إطلاقا، لكن––"

"لكن ماذا؟" رفع أحد حاجبيه بإستفسار واستغرقتُ بضع لحظات أفكر بينما أطالعه.

"هل هناك مشكلة؟" كرر يخرجني من شرودي، لذلك بسرعة هززت رأسي أبتسم له وأسحب الأغطية لي أقرب "لا شيء، طابت ليلتك" قلتُ ذلك ودفنتُ وجهي في وسادتي أحاول ألا أنظر إليه، لأنه في كل مرة يأتي ذلك الشعور الغريب.

الحنين إلى الماضي؛ وأعلم أن هذا لا يجب أن يحدث.

ما مضى قد مضى، أعرف هذا جيدا.

"حسنا إذا، تصبحين على خير، فلاب جاك" صوته كان خافتا ولطيفا جعل إبتسامة ترتسم على شفاهي، لكني لم أرد عليه، رمشتُ أسمع خطواته ريثما يتجه للخارج، هو أطفأ النور ثم فتح الباب ليغادر.

اوه هو يغادر.

خفق قلبي بطريقة لم أتحكم بها، وبسرعة نطقت بصوت مرتفع "ماركوس!" أخذتُ نفسا أملأ به رئتاي أشعر بشيء في معدتي يمغصني ويسبب لي شعورا مزعجا ومؤلما، لم أعلم إن كان من أعراض الدورة أم أنه شيء آخر.

شيء له علاقة بالأفكار.

"نعم" نبرته كانت مؤكدة أكثر منها متسائلة مما يعني أن ما يدور في ذهنه هو نفس ما أفكر به، ابتلعت أعتدل في جلستي حينما شغّل النور ينظر إليّ من حيث كان يقف، وابتسمتُ أنطق بخفوت "ما رأيكَ أن تبقى قليلا بعد؟" عيناي ارتفعتا لأرى ردة فعله ولم يكن أمامي سوى إبتسامة صافية، أمال رأسه للجانب يغمزني، أغلق الباب وتحرك للامام ناحيتي، جلس على طرف السرير ينظر إليّ ونطق بصوت مسترخي "تريدين الحديث عن شيء ما؟"

"كيف حال والدكَ؟" لم أعلم حتى كيف خرج ذلك السؤال من فمي، لكن ذلك كل ما كنتُ أفكر به حينها؛ رمشتُ أدرك خطئي لكن لا يبدو أنه إنزعج، لأنه فقط أخذ نفسا وأطلقه بكل هدوء واريحية، ابعد خصلاته عن جبينه ونطق يجيبني كأي سؤال عادي "لم أتصل به منذ شهر، لكن آخر مرة تحدثنا بها كانت حينما تناولنا العشاء معا في الخارج مع روز"

روز كانت زوجة والده. وجدتُ هذا جيدا كونه لا ينبذ هذه المرأة.

"إذا الأمور بخير؟" الابتسامة حرصتُ على ألا تغادر شفاهي وأنا أتحدث عن هذا الموضوع؛ ماركوس اومأ لي يعود للوراء ويستلقي بطريقة أفقية على السرير، يجعلني أثني ساقاي كي لا أزعجه، وهو ابتسم يطالع السقف بشرود وتتحرك شفاهه ينطق "كل شيء بخير"

"جيد" لم تأتِ في ذهني أي كلمة أخرى غير تلك، كنتُ على وشك التفوه بشيء آخر عندما سبقني ماركوس يتحدث "لقد رأيتكِ ذلك اليوم في المقبرة" اتسعت عيناي حينما نطق بتلك الكلمات، ولكنه لم يمنحني وقتا للتساؤل فقد أضاف مباشرة "أمام قبر أوليفر؛ لقد كنتُ هناك، خلفك مباشرة بجانب قبر والدتي"

"كنت هناك؟" كررتُ أحاول العودة بذاكرتي للوراء، أتذكر أني كنت على الأرض وأبكي لكن لم ألمح مارك على الإطلاق، ربما لأني كنتُ غارقة داخل أفكاري.

"أجل" أكّد لي يبتسم بهدوء، مد ذراعه للأعلى يمسك بيدي وتابع "أحببتُ الوردة البيضاء" توردت وجنتاي على تلك الكلمات ولم يسعني سوى الإبتسام، أراقبه بينما يدفع بجذعه للأمام كي يعتدل في جلسته، نظر إليّ يرمش وتحدث مرة أخرى "ماذا عنكِ؟ هل أنتِ بخير؟"

هل أنا بخير؟ سؤال وجيه...سؤال لا أملك إجابته.

"لا أعلم" قلتُ أحرك كتفاي أسمع قهقهاته الخافتة؛ أمال رأسه ما يزال يبتسم "كيف تجري أمورك مع ريدكاي؟ سمعتُ ما حصل مؤخرا بشأن صديقه" بدى جادا، كلماته كلها كانت تحمل الجدية، لذا أطلقتُ تنهيدة خافتة أحرك رأسي وأعود للوراء لأستلقي على السرير "لا أعلم أيضا"

لم أكن أعلم، ليست لدي أية فكرة ولم أعد أفهم أيا مما يحصل حولي، معي ومع الأشخاص.

"ما زلتِ قلقة عليه؟" حاجبه ارتفع وكلماته جلبت لي ثقل كل الأفكار السوداء التي روادتني طوال هذا الأسبوع، والتي حاولتُ تجاهلها قدر الإمكان بعدم الحديث عنه.

"لا أعلم اين هو" قلتُ وقد ومضت صورته في ذهني، تابعت بخفوت "هذا كل ما في الأمر"

"هل أنتِ معجبة به؟" رمى كلماته مثل قنبلة واتسعت عيناي أشعر بإنضغاط الهواء حولي، لوهلة توقفتُ عن التنفس واحمر خداي أطالعه، ملامحه هادئة، إنه فقط يرفع أحد حاجبيه وينتظر إجابتي، هززتُ رأسي "ماذا؟ الأمر ليس كذلك، إنه فقط أنا––" قاطعني يرمي لي نظرة ثاقبة تصدر من خضراوتيه، تحدث يرفع طرف شفاهه "سؤالي بسيط وإجابته نعم أم لا، هل أنتِ معجبة بآدم ريدكاي؟"

"لماذا تسألني هذا السؤال الآن؟" نفختُ خداي بإنزعاج وهو حرك كتفيه لا يفصل التواصل البصري بيننا، "لقد رأيتكما تتبادلان القبل"

"ماذا؟" صوتي كان أشبه بالصراخ وشعرتُ بمعدتي تؤلمني أكثر بسبب التقلصات التي تحصل لي، ماركوس لوهلة قفز في مكانه فزعا، يزفر بضيق ثم يبتسم "لقد أفزعتني"

"أنت––" لم يدعني أكمل كلامي ودحرج عينيه يتحدث "أجل لقد رأيتكما تلك الليلة قبل الحادث بدقائق، كنتما بقرب سيارته"

"هل أنت تترصدني؟" ضغطتُ على حروفي أشعر بإحتراق ليس وجهي فحسب وإنما جسدي بأكمله.

اليوم حطمتُ الرقم القياسي في مسابقة 'أحرجي نفسك أمام ماركوس'

"الهي! هذا سيكون مخيفا حتى بالنسبة إلي" ضحك بخفة بين أنفاسه، يضيف بلا مبالاة "كل ما في الأمر أني كنتُ في الجوار، جئتُ لشراء بعض الماريجوانا من لينتو، تعرفينه؟ إنه شاب مكسيكي قصير القامة ولديه شعر أشعث كثيف!" مرر أصابعه في خصلاته ووقف من فوق السرير يتجه إلى حيث الطاولة الموضوعة بجانب الخزانة، تابع "رأيتُ كلاكما وكان ريدكاي يرفعك واوه–––أزعجني ما رأيته" يده إمتدت يلتقط أحد الأقلام ودفتر عشوائي، إلتفت ينظر إليّ من فوق كتفه ويغمزني "شعرتُ بالغيرة"

لساني كان عاجزا عن التفوه بأية كلمة، اوه تبا! لا أعلم حتى ما عليّ قوله. أنا حتى لا أفهم ما هذا الذي بيني وبين آدم.

"لذا أسألكِ، هل أنتِ معجبة به؟" عاد إلى حيث كان يجلس وفتح الدفتر في صفحة فارغة يرسم أحد شخصيات الأنمي.

منذ صغرنا، ماركوس كان يحبّ رسم الأنمي وهذه هي موهبته المتفردة؛ أتذكر أنه كان يرسم فتيات الأنمي لأجلي عندما كنا صغارا.

تحركت شفاهه يضيف بينما عينيه مركزتان على الصفحة، القلم، والخطوط. "أعتقد أني حصلتُ على الإجابة"

"بحقك! توقف عن هذا" زفرت أرتمي على السرير وأستلقي على جانبي أحاول ألا أعطي أي إهتمام لكلماته؛ تمتمت تحت أنفاسي بضجر "ربما يجب عليّ مراقبة نفسي في الخطوة التالية"

"ليس وكأنكِ سترتكبين جريمة" ضحك بخفة لا يبعد عينيه عن صفحته، تابع يرمي لي نظرة خاطفة "تقبيله ليس جريمة"

"المجرم الوحيد بيننا هنا هو أنت" علقتُ ساخرة ثم إعتدلتُ في جلستي اراه ما يزال يركز على رسمته فحسب، نفختُ خداي أقرر أن أزعجه أيضا، لذا بدون سابق إنذار سحبتُ الدفتر منه أجعل عقدة تتشكل بين حاجبيه "مالذي ترسمه على أية حال؟" ابتسمت بمكر أرقص بحاجباي وأطالع الرسمة، وأوه–––

"إيتاشي أوتشيها؟" طالعتُ الرسمة الغير مكتملة بإعجاب شديد وماركوس هزّ رأسه بفخر، ينطق "شخصيتي المفضلة"

من لا يحب إيتاشي أوتشيها على أية حال؟

"هذا––فن حقيقي" لم أمنع نبرة الإعجاب في صوتي، أعني–ماركوس حقا فنان حينما يتعلق الأمر بشخصيات الأنمي، سيرسم أي شيء.

هذا اللعين الأحمر.

"شكرا" حمحم بفخر يبتسم لي، يجعلني أبتسم أنا الأخرى وأعيد له الدفتر وفي اللحظة التي حاولت الحديث فيها وقول شيء ما، رنّ الهاتف فجأة بجانبي، إلتقطته بإستغراب ارمي بصري على الشاشة، وفي تلك اللحظة بالذات خفق قلبي بقوة حين رأيتُ إسم آدم يضيء الشاشة، ابتلعت ولم أتردد في فتح الخط أهتف بصوت قوي وإبتسامة واسعة "آدم"

"كيف حالكِ حلوتي؟"

__


آدم

المكان في الخارج كان يخيّم عليه جوّ من الصمت والهدوء، ظلام الليل طغى عليه فلم يكن يظهر من الطريق أي شيء ما عدا الجزء الذي تضيئه أعمدة الإنارة.

"أطفئ الأضواء الأمامية دايف" دايتو تحدث يخاطبه بصوت هادئ ريثما يقوم دايف بإيقاف السيارة وإطفاء الأضواء.

الأمر لم يكن مختلفا بالنسبة لنا، التوتر والقلق كان يطغى على كل منا؛ دايتو الذي كان يجلس في المقعد بجوار دايف الذي يقود، إلتفت يتحدث إلي "نحن هنا"

"متأكد أن هذا هو المكان؟" مايسون نطق بقلق واضح في نبرته يرمي بصره من النافذة ويمسح المكان بناظريه، إبتلع بقوة وتحركت تفاحة آدم خاصته، أطلق نفسا مضطربا يخلل أصابعه في خصلاته على شكل ظفائر.

"إنه هو، أنا متأكد" كان ذلك دايتو يتحدث بجمود بينما عينيه على شاشة هاتفه يطالع الموقع المسجل هناك، ابتلع يرمي لي نظرة ذات مغزى وتحدث "نحن في المكان تماما"

"لماذا عليكم فعل هذا يا رفاق؟ هذا خطير" بدى مايسون مضطربا أكثر مما توقعت، أفلت منه نفس مرتجف وادار وجهه في الأرجاء بقلق.

كلنا كنا نشعر بالقلق.

لكنه أكثر منا.

"اسمع" تحدثتُ بخفوت أضع يدي على كتفه وأضغط بخفة، أرى بصره يتوجه ناحيتي، نظراته كأنه يريد مني أن أوقف كل شيء، أن ألغي كل شيء ثم نقود مبتعدين.

ليس بعد كل ما فعلناه.

"نحن نفعل هذا لأجل فين، اتفقنا؟" منحته نظرة ثاقبة جعلته يبعد وجهه عني، ينفض يدي ويزفر بقوة "ٱتركوا الأمر للشرطة"

"أي جزء من الشرطة لا تفعل أي شيء لا تفهمه؟" دايتو خاطبه ببرود يعود برأسه للوراء دون أن يدير عنقه لينظر إليه، يتابع بصوت جامد "إذا كنتَ خائفا يمكنك الذهاب"

"من الذي تحدث معك؟" مايسون عقد حاجبيه بغضب يصرّ على أسنانه وسمعتُ زفير دايف الساخط، رميتُ نظرة حادّة إتجاه دايتو الذي اكتفى بدحرجة عينيه والإلتفات للنظر أمامه بشرود.

احتلّنا جوّ من الصمت فجأة ولم يكن لدي أي منا شيء ليقوله؛ السيارة كانت متوقفة في طريق على مرتفع تلّي، وأمامنا مجموعة من المنازل، أحدها كان يخصّ باركر؛ الوغد الذي نحن لأجله هنا الليلة.

"حسنا يا رفاق" دايف تحدث يقطع الصمت؛ "خمس دقائق وسندخل" انهى كلماته ومايسون أصدر تكّة بلسانه يفتح النافذة ويهمهم تحت أنفاسه، "أجل أجل، نستعد للموت"

"جبان" كان ذلك دايتو الذي قالها بسخرية ومباشرة تلقى ضربة على كتفه من طرف دايف يجعله يصدر آهة متألمة.

"اذهب الى الجحيم تاكاهاشي" مايسون تحدث يجذب كيسا بلاستيكيا صغيرا به مسحوق أبيض، ابتسم لي بخفوت يسكب قليلا منه على ظهر كفّه ثم يعيده إلى جيبه، أغلق احدى فتحتيّ أنفه بيده الأخرى وإستنشق المسحوق يغمض عينيه بنشوة؛ كنتُ أحدق به بجدية لكن لم يهتم، هو فقط قلب عينيه يستمتع بالشعور "لا تنظر إليّ هكذا آدم، عليّ أن أكون يقظا أثناء اقتحامنا هذا القصر"

"لا أمل فيكَ البتة" قلتُ بإستسلام افتح باب السيارة وأستعد للنزول.

"إلى أين؟" دايف سألني وهززتُ رأسي أجيبه بهدوء "سأجري مكالمة فحسب" بكلماتي هذه هو اكتفى بإيماءة، عندها ترجلتُ أسير إلى مكان بعيد قليلا في طرف الطريق؛ الظلام كان شديدا وتعثرتُ أكثر من مرة؛ عندما وصلتُ إلى مسافة معينة فتحتُ هاتفي أضغط على رقم جاك.

تلقيتُ العديد من رسائلها اليوم الماضي، لذا فكرتُ أنه عليّ الحديث معها.

عضضتُ شفتي أدخل يدي في جيب سترتي الجلدية بينما الأخرى أضغط بها على زر الإتصال، رنّ مرة واحدة وفُتح الخط يأتيني صوتها المندفع من الطرف الآخر "آدم!"

"مرحبا حلوتي" أغمضتُ عيناي ألعن نفسي داخليا على تفوهي بتلك الكلمة، قبل أن اقوم بتصحيح أي شيء هي تحدثت بصوت قويّ "أين أنت واللعنة؟ لقد أقلقتني بشدة، هل حصل لكَ مكروه؟"

هذا كمّ كبير من القلق––––والإهتمام.

فتحت شفاهي لأقول شيئا ما لكني توقفت أعجز عن التفوه بأية كلمة؛ رمشتُ أبتسم بخفوت وأطلق نفسا صغيرا "أنا بخير جاك"

"أين أنت؟" قالت بصوت منخفض ولم يسعني سوى التنهد بثقل أركل حصى صغيرة مما جعل حذائي الثقيل يصدر صوتا مسموعا؛ "سأعود قريبا"

"هل أخذ عطلة او ما شابه؟" الصوت الساخر في الخلفية جعل حاجباي ينعقدان وقبل أن أسأل حتى، جاك تحدثت تخاطبه بإنزعاج "أطبق فمك مارك، أطبقه ودعني أحدثه"

مارك؟ ماركوس؟ هو معها في هذا الوقت؟

"مالذي يفعله عندكِ؟" لا أعلم ماذا دهاني حتى بدوتُ مثل الحبيب الغيور، عضضتُ لساني بقوة بعدما انسلت الكلمات من شفاهي، أطلقتُ نفسا حادا وجاك ردت بهدوء وبنبرة ودودة "أشعر بالمرض ومارك يهتم بي"

اذا هو يهتم بها؟

بدأتُ أشعر بالندم لأني سامحته بتلك السهولة.

"أين أنتَ آدم؟" هي سألت بنبرة مترجية، وزفرتُ بخفة، أتجاهل ذلك وأوجه لها سؤالا آخر "مريضة؟"

"أنا بخير" هتفت بإنزعاج، "لماذا تتجاهلني؟ مالذي يحصل معك؟"

"أنا بخير أيضا جاك" مررت أصابعي في خصلاتي، أحاول إيجاد الكلمات المناسبة لأقول أي شيء، لكن لا شيء يخطر ببالي؛ أردتُ فقط أن ننتهي من هذه اللعنة وأن نعود إلى منازلنا.

"هل الرفاق بخير؟ نايومي؟" ضحكة تسللت من بين شفتاي أجيبها بصوت هادئ "هم بخير، جميعنا بخير"

"لماذا رحلتم إذا؟" رمشتُ أتبيّن سؤالها، "نحن لم نرحل، إنه فقط أمر–" بترتُ جملتي لا أريد إخبارها بالمزيد، خاصة مع وجود ذلك ––الأحمر معها.

"فهمت" قالت بهدوء وهززتُ رأسي "نعم" ابتسمتُ أضيف "كوني بخير، إلى اللقاء" لم أنتظر حتى ثانية لسماع ردّها، أنا فقط أقفلتُ الخط أزلق الهاتف في جيب بنطالي بعدما أغلقته.

أغمضتُ عيناي أشعر ببرودة النسائم الخفيفة التي تهبّ وتلامس وجهي، أطلقتُ تنهيدة قوية أحاول أن أنظم الفوضى في ذهني؛ كان ذلك قبل أن يأتيني صوت دايتو "خائف؟" أصدرتُ تكة ساخرة بلساني أهزّ رأسي دون النظر إليه، أسمع خطواته بينما يقترب مني "لماذا أخاف؟"

"لا أعلم، لكل منا أسبابه" وقف بجانبي يضحك بخفة، يضع يده على كتفي ويضيف بصوت أكثر هدوءا "أنت بخير؟"

"أنا من يجدر به طرح هذا السؤال؛ مالذي يحصل معك هذه الأيام؟" عقدتُ حاجباي لا أرى سوى القليل من ملامحه بسبب الظلام، ابتسم يميل رأسه ويحرك كتفيه لأعلى وأسفل "أنا بخير؛ إذا إستثنينا جدّي الوغد"

"اتصل بك مجددا؟" رفعت حاجبي أحدجه بنظرة مستفسرة، أراه بينما يومئ لي مؤكدا "إتصل بي أكثر من مرة وتجاهلته، هذه المرة هددني وهو يعني كل كلمة"

"بالقتل؟" ابتسمتُ له أبعثر خصلاته لكنه ضحك بخفة يبعدني عنه "بأسوء من ذلك، لا أريد أن أجرب حظي وأكتشف ما هو أسوأ من الموت"

"اذا سترحل" ابعدت يده عن كتفي وثبتّ خاصتي عليه، أراه يومئ لي بإنزعاج، غير متقبل للأمر "فقط لأرى ما يحصل" عيناه ثبتتا بصره بخاصتي يحدجني بنظرة ثاقبة وقوية، ينطق بإصرار "لا يمكن له إجباري على شيء لا أريده، سأعود"

"أثق بكَ داي" ابتسمتُ له وقبل أن يضيف أي منا أية كلمة، سمعنا صوت دايف الذي ينادينا بنبرة منخفضة.

"قادمان" دايتو ردّ، ونظر إلي يشير للأمام حيث السيارة "هيا بنا"

"توقف عن إزعاج مايس بسبب مشاكلك" قلتُ ريثما أسير بجواره وهو أطلق نفسا منخفضا يومئ لي.

علمتُ منذ البداية بأن لديه أمر ما، وهذا هو.

"مستعدون؟" دايف تحدث يترجل من السيارة التي كانت مفتوحة من أبوابها الأربعة، يحمل بيديه أربعة أقنعة قماشية سوداء قام برمي واحد لكل منا.

"اتصلتُ قبل قليل بفابيان والكر، هو في طريقه إلينا" علّق بينما يرتدي قناعه الذي غطى وجهه ولم يظهر سوى عينيه وفمه، أومأت له أرتدي خاصتي "جيد"

"الجميع جيد؟" سألتُ أنظر إلى ثلاثتهم، دايتو أدخل يده في جيب سترته الجلدية يرتدي خواتم الملاكمة في كلا يديه، يبتسم لي ويحرك رأسه "جاهز"

"جاهز" دايف تحدث وأدرتُ عنقي إلى مايسون، هو حرك رأسه للجانب بعدم إرتياح ينطق "كان عليّ تدخين سيجارة أيضا، لكن جاهز" كلماته جعلتنا نبتسم، ثم تحدث دايف "هيا إذا"

تحركنا معا بعدما أغلقنا أبواب السيارة، كنا قد ركناها في مكان بعيد نسبيا عن المنزل فقط كي لا ينتبه أي أحد لوجودها.

باركر لديه هذا المنزل الذي يقوم فيه بمختلف صفقاته وأعماله القذرة، استغرق الأمر منا أيام كي نستطيع إيجاد هذا الموقع، وأخيرا حينما فعلنا بمساعدة فابيان، قررنا أن نقتحم المكان ونكشف كل قذارته.

اذا كانت الشرطة لن تفعل أي شيء وسيخدعها بكل سهولة، اذا قررنا القيام بالأمر بمفردنا.

كنا نسير أربعتنا حينما ظهر أمامنا المنزل المطلية جدرانه بالأسود والرمادي، البوابة الأمامية كانت مغلقة ودايتو طالعنا يردف بهدوء وبصوت منخفض "لديه كلب"

"هذه الليلة تصبح اسوء وأسوء" مايسون تحدث يشتم تحت أنفاسه يجعلنا نضحك بخفة؛ أصبح لديه هذا الخوف من الكلاب عندما كان في السابعة من عمره بعدما قام كلب بعضّه وتمزيق قميصه.

"أنا لن أدخل يا رجل، سأتحمل أي شيء عدى الكلاب" أضاف يحرك رأسه بنبرة زنجية حادّة، يجعلني أبتسم وأتبادل النظرات مع دايتو الذي لم يقاوم ضحكته هو الآخر، تحدث بهدوء "سنأخذ الجهة الخلفية" قبض على أصابعه يسير للأمام "هيا بنا"

"هيا" دايف ربّت على كتفي يتبع دايتو ونظرتُ إلى مايسون الذي زفر بضيق "أتمنى ألا يكون لديه كلب آخر"

"سأحميك" ضحكتُ أضرب مؤخرة رأسه وأتخطاه متقدما للأمام، أسمعه يتبعني أيضا.

عندما أصبحنا في الجهة الخلفية توقفنا تحت شجرة كبيرة وجميعنا نظرنا الى دايتو ننتظر تعليمته التالية حينما تحدث يدرس بعينيه المكان جيدا "هناك كاميرات، يمكننا تجنبها لكن هذا سيستغرق بعض الوقت" بلل شفاهه ولمعت عيناه التي تظهر من القناع الأسود، يمرر بصره علينا ويثبته عليّ "سنقفز إلى الداخل عبر الشرفة، لكن لا أعتقد أنك ستستطيع فعل ذلك آدم"

"فهمت" أومأتُ له بنظرة جادة؛ بالطبع لن أستطيع القفز وجرحي لم يشفى بعد، بل بالعكس أصبح يؤلمني أكثر مؤخرا. تابعتُ "ستذهبون أنتم وسأحاول إيجاد مدخل آخر"

"إذا استطعت تخطي الكلب" دايتو تحدث يبتسم بسخرية ومرة أخرى تنفس مايسون بعمق، "ليس الكلاب"

"هيا اذا" دايف أومأ يرفع رأسه للأعلى إلى الشجرة المرتفعة، عدل سترته ثم بدأ بتسلقها يجعلنا نرفع رؤوسنا لمشاهدته.

عندما أصبح في الأعلى سار بجسم منخفض على أحد الأغصان يرمي لنا نظرة من الأعلى، أشار بذراعه بمعنى 'كل شيء بخير' ثم عاد يركز على الشرفة أمامه والتي كانت تحتاج إلى دفعة قوية وجسم خفيف ومثالي ليقفز فيها.

"سأقفز" قال دايف بصوت منخفض يجعلنا نبتلع جميعنا، دايتو تحدث بحماس "هيا يا رجل"

"إياكَ أن تقع" مايسون تحدث بقلق وفي اللحظة إرتفع جسد دايف في الأعلى بعدما أخذ قفزته دون تردد، انحبست أنفاسي وخفق قلبي بقوة، اهتزت يداي أتخيل جسده مرمي على الأرض في بركة من الدماء، خالي من الحياة.

قبضتُ على أصابعي أرى سيناريو فين يتكرر في ذهني وعندما سمعنا صوت الإرتطام أطلقتُ نفسا مرتاحا لأن دايف كان في الشرفة بالضبط، نظر إلينا يلوح بذراعه في الهواء "هيا" هتف بصوت منخفض ودايتو أومأ له يدير عنقه وينظر إلى مايسون "دورك"

"تبا" شتم يسير ليتسلق الشجرة بنفس الطريقة التي فعلها دايف، كان مرتددا قليلا وهذا سبّب التوتر لي، إن كان دايف قد فعلها، فلستُ متأكدا من أن مايسون يقدر.

لم تكن قلة ثقة، لكني خائف بشدة، لا أستطيع تخيل ردة فعلي إن وقع جسده وهوى على الأرض جثة هامدة

"هل سأستطيع فعلها؟" هو نطق ينظر إلينا بقلق ولم أتردد في الإيماء له مؤكدا "أنا أثق بك مايسون، هيا"

"حسنا يا رفاق أنا ذاهب، أخبرا أمي أني أحبها" قال ذلك وانقبض قلبي، وفي اللحظة التي رمى بجسده في الهواء سمعتُ ضرباتي تدقّ في أذني، دايتو وضع يده على كتفي ومايسون سقط في الشرفة مباشرة بعدما أحكم دايف إمساكه.

"هو بخير" قال دايتو ينظر إليّ ولم يكن يسعني سوى إغلاق عيناي وإطلاق زفرة مرتاحة؛ دايتو جعله يمضي قبله لأنه يشعر بالقلق عليه أيضا.

"سأذهب أنا الآن، اهتم بنفسك" قال بإبتسامة يعدل من وضع قناعه وفي اللحظة التالية أضيء المكان بأكمله بالأنوار في مختلف الأركان، تبادلنا النظرات بقلق ومباشرة انخفض كلانا للأسفل خلف الشجرة، رفعت ذراعي أشير إلى مايسون ودايف اللذان بديا مصدومان هما الآخران.

"تبا! أخبرهما أن يتقدما" تمتمت بهمس ألكز دايتو الذي كان بجانبي وهو أومأ يفتح هاتفه ويراسل دايف، مباشرة جاءه الرد منه بأنهما سيدخلان.

"هل يعقل أنه يعرف؟" دايتو سألني بصدر يعلو ويهبط ننخفض قدر الإمكان لأن الأضواء كانت قوية وتتحرك في كل مكان، كأنه يعلم بأن هناك شخص متخفي.

"لا يعرف، علينا الإختباء داي، هل لديك مكان؟" همستُ أضغط على أسناني، أدير عنقي ممررا عيناي في الأرجاء، "دعني أرى" هو قال ينظر في شاشة هاتفه، وفي اللحظة التالية لمحتُ باركر يقف في الشرفة، ابتسامة خبيثة على شفتيه بينما عينيه تمرّان في المكان.

"تبا!" قلتُ بغضب مختلط بقلق ودايتو أدار عنقه ناحيتي "ماذا هناك؟" إنحنى قليلا إلى جسدي يراقب حيث كنتُ أنظر، ولسانه انزلق يشتم هو الآخر باليابانية.

"أتمنى ألا يكون قد أمسك بهما" قال تحت أنفاسه، ضغطتُ على أسناني بقوة وكذلك أصابعي أشكل قبضتاي، أحاول ألا أفقد السيطرة على نفسي، صدري بدأ يضيق ويداي ارتجفتا، علمتُ حينها أني بحاجة لواحدة،–––واحدة من الأمفيتامينات.

"اللعنة" كان ذلك لأني مضطر لتناول واحدة، لم يكن لديّ أي خيار، يجب عليّ إيقاظ نفسي وتنبيهها.

فتحت جيبي أجذب العلبة الصغيرة تحت أنظار دايتو الذي كان يراقبني بصمت، سكبتُ حبتين وابتلعتهما مباشرة، أزفر بقوة وأشعر بتعرق وجهي تحت القناع، أعدت رمي العلبة في جيبي ورفعت القناع أتلقى بعض الهواء المنعش الذي ساعد في تبريد بشرتي.

" أعتقد أننا علقنا يا رجل" دايتو تحدث ينظر إليّ ويضع يده على كتفي، أطلقتُ نفسا أعيد جذب القناع للأسفل، افترقت شفاهي وكنت على وشك قول شيء ما حينما أطفأت الأنواع جميعها فجأة ودون سابق إنذار.

بإستغراب تبادلتُ النظرات مع دايتو وأومأتُ له تزامنا مع فعله لنفس الشيء "هيا بنا" وقف يستند على ركبته ويدفع بجسده للأعلى وكذلك فعلتُ أقف معه، ثم بسرعة ركضنا للجهة الأمامية من المنزل، دايتو مثل قطّ رشيق قفز على السور الحجري ودفع بجسده للأعلى يقف على قمته، تحدث بصوت سريع بين أنفاسه "هيا آدم، لا وقت أمامنا، سيشم رائحتنا الكلب"

"ثانية فحسب صديقي" تراجعتُ للوراء أستعد للألم الذي سيحلّ بخصري، ثم بسرعة ركضتُ أرفع ذراعاي وأقفز على السور أنا أيضا، دفعتُ بجسدي وشعرتُ بلحمي يتقطع بسبب قوة الدفعة، دايتو مدّ يده يمسك بذراعي ويساعدني على الصعود، لذا عندما أصبحتُ في الأعلى إستلقيتُ على سطح السور أطلق أنفاس مضطربة وأضغط على خصري بقوة، تبا! الألم كان لا يحتمل.

"أنت بخير؟" انحنى إلي يرفع قميصي، ومباشرة أطلق هسيس حينما وقعت عينيه على خصري، دفعتُ بجذعي أنظر أنا أيضا على جرحي و تبا!

لقد انفتح مرة أخرى.

"آدم أنت تنزف" قال بقلق لكني دفعنه أنزل قميصي وأناظره بحدة "أنا بخير، هيا بنا"

"متأكد؟" دايتو رفع أحد حاجبيه لكني زفرتُ بقوة حينها غير الموضوع ينظر للأسفل "حسنا، علينا أن نقفز للداخل ولكن لا يبدو–––" قاطعته أقف بجانبه وتحدثت أشير بعيناي للداخل "فقط تأكد أن الكلب اللعين لن يرانا"

"هنا المشكلة، أنا لا أراه في أي مكان" زفر بضيق يمرر بصره في الأرجاء، حينها أطلقتُ نفسا أضع يدي على كتفه "لا وقت لنضيعه داي، مايس ودايف في الداخل،  هيا لنهدر فرصنا"

"كما تشاء" ابتسم لي ثم برشاقة قفز للأسفل يحكم جسده المنحني بذراعيه كي لا يقع، استقام بعد ذلك يرفع رأسه إليّ "أسرع آدم، الكلب ليس هنا"

"قادم" ضحكتُ آخذ نفسا وأستعد لتلقّي موجة ألم حارقة، دايتو فتح ذراعيه لي يبتسم "ارمي نفسك عليّ صديقي، سألتقطك"

"اذهب الى الجحيم" قلبت عيناي بإبتسامة ساخرة ثم حبستُ أنفاسي أقفز للأسفل، ارتطم جسدي بقوة بفعل الجاذبية ودايتو كان موجودا لذلك بدلا من الإصطدام بالأرض، ذراعه أسندتني كي لا أقع على الأرض.

"بخير؟" نبرته المرحة جعلتني أرفع بصري لأرى إبتسامته المتسعة من الأذن للأذن، ضحكتُ بخفة أصفع وجهه بخفة وأستقيم بظهري "شكرا لك"

"في أي وق––" توقف عن الحديث وكلانا تجمد حينما رأينا الكلب الضخم الرمادي يقف على مقربة منا ويزأر بصوت خشن، ابتلعت أتبادل النظرات مع دايتو "ٱركض فحسب" هو قال بخفوت ودون تضييع أي ثانية ركضنا بأقصى سرعة امتلكناها إلى حيث الباب الزجاجي المفتوح.

"ٱركض يا رجل ٱركض" صرخ دايتو وارتفع نباح الكلب الذي يلاحقنا، شتمتُ آلاف المرات في داخلي، لم يكن ينقصني سوى هذا الكلب اللعين لكي يستنزف ما تبقى لدي من طاقة وجهد.

الأضواء أنيرت مرة أخرى وأصبحنا مكشوفان بكل وضوح، أمام الكاميرات وأمام أي أحد سيلقي نظرة من أي نافذة قريبة.

"سندخل السجن" دايتو هتف مجددا يجذبني وراءه ودفع الباب يدخل وأنا بعده، بسرعة أغلقناه نمنع الكلب من الدخول وهو استمر في النباح للحظات قبل أن يصمت ويأخذ طريقا آخر.

"سيدخل من جهة أخرى، أعرف الكلاب جيدا" دايتو تحدث بأنفاس مضطربة يشير لي للحاق به نصعد السلالم وقبل أن نفعل حتى، كان هناك باركر يقف في ثياب نومه، ذراعيه على جزئه السفلي من جسده يشكل بهما علامة اكس، ابتسم يرفع أحد حاجبيه لنا "لدي ضيوف غير مدعوين"

توقفت مكاني أرمي له نظرة حادة وكذلك فعل دايتو يقبض على أصابعه، نراه بينما يبتسم حينما اقترب الكلب منه، هو وضع يده على رأسه يفرك فروه بخفة، "من أنتما يا ترى؟"

"أوغاد مثلك" ردّ دايتو بقوة وهذا لم يجعل باركر سوى يضحك بقوة، "أوغاد مثلي؟ هذا الشرف لا يليق بكما"

شرف؟ هل يقول شرف؟

تبادلنا أنا ودايتو النظرات وكلانا أومأ للآخر في حركة مفهومة، الفكرة كانت أن دايف ومايسون في الداخل وهو لم يكتشف أمرهما بعد.

أم أنه فعل ويتظاهر بالعكس؟

"لا وقت لدينا، سأعد ثلاثة وستخلعان الأقنعة وإلا––" توقف يشير بذقنه للخلف يجعل كلينا يلتفت حينما لمحنا الرجلين في الخلف بأسلحتهم، ثم كان هناك الثالث–––صاحب السترة الزرقاء، نفسه الذي طعنني.

"ثلاثة" قال يضحك بخفة بقذارة، أردتُ بشدة تهشيم وجهه وأسنانه تلك؛ يضحك كأن إبنه لم يمت بسببه، كأنه لم يفعل أي شيء.

"إثنان" عقد ذراعيه على صدره يرفع حاجبه بإتجاهي "أعتقد أنك أثرت فضولي يا فتى" عينيه انخفضتا الى خصري، وانتبهت أخيرا أني كنتُ أنزف.

لقد عرف، عرف من أكون.

لا يمكن أن أخلع القناع، الكاميرات ستلتقط وجوهنا وسنقع في مشكلة كبيرة لاحقا، مستحيل!

دايتو طالعني وكان يفكر في نفس الشيء.

"أنت لم تتعلم درسك إذا" تقدم ناحيتي يبتسم بإتساع وهذا فقط زاد من حدة تعابيري التي لم يرها بالطبع، إلا أن حرارة غضبي كانت تصله من خلال عيناي، اشتد فكي أردف ببرود "لا أتلقى دروسا من أوغاد مثلك"

"لا مشكلة لدي في تعليمك المزيد" وقف أمامي مباشرة ولم يكن يفصل بيننا سوى مسافة قليلة، ابتسم أكثر يرمي لي نظرة مستفزة "هل تعلم أني داعبتُ فيرونيكا في يوم ما؟"

"وغد" صرختُ بها أهوي بلكمة قوية على وجهه جعلته يتراجع للوراء، شعرتُ بتكسر عظمة أنفه ضد أصابعي وهسهستُ بسبب الألم الذي حلّ بمفاصلي، رجاله استعدوا خلفي ودايتو كذلك فعل ينظر إليهم.

ضحكة باركر استمرت بالإرتفاع أكثر يمسح الدماء من شفته، ينظر إلي بإستمتاع "لم أعرفك في البداية لكن الآن تذكرتك، كنت أعلم أن الإسم مرّ من قبل في ذاكرتي، ريدكاي!" قهقه يحرك كتفه وما يزال يمسح الدماء، يتابع بينما يتفصحني من أعلى لأسفل "كنتَ طفلا صغيرا حينها، هل تتذكر أني أعطيتكَ بقشيشا؟ بينما تقودني فيرونيكا لغرفة النوم؟ أتذكر أنها كانت––"

"اخرس" انقضضتُ عليه مجددا أسحب خواتم الملاكمة من يد دايتو ولم أتردد في توجيه قبضتي إلى وجهه.

أحد رجاله أمسك بكتفي يسحبني ولكن دايتو وقف يركل بطنه بقوة ويصرخ بصوت حاد "دعه وشأنه"

"سأقتلك الليلة، أنت لن تهرب مني" أصررت على اسناني أجثو فوق جسده الواقع على الأرض، الكلب نبح بقوة وانقضّ عليّ يرجعني للوراء لأسقط أنا هذه المرة، قرب فمه مني واستطعت صدّ ذلك بذاعاي أحمي نفسي منه.

"داي" هتفت إسمه وهو اندفع يركله بعيدا يجعله يزمجر في وجهه بغضب حقيقي ويستعد للإنقضاض عليه.

باركر فقط وقف يطالعنا بإبتسامة واسعة، كأنه يرى مهزلة أمامه.

أكره هذه النظرة الشامتة في عينيه؛ وقفتُ أتجه ناحيته حينما شعرتُ بضربة على عمودي الفقري جعلتني أنحني وأجثو على ركبتاي.

"تخلصا من القذارة" أمر رجاله ثم سار يسحب كلبه بعيدا بهدوء.

"إلى أين أنت ذاهب؟ عد إلى هنا يا جبان" صرختُ به بين أسناني أقف بصعوبة وأركض بإتجاهه حينما شعرتُ باليد القوية تسقطني أرضا تزامنا مع إرتطام جسد دايتو بالأرض، كل منا كان يلهث بقوة.

"أي كلمة أخرى؟" الحقير الثاني صاحب السترة الزرقاء وقف أمامنا بإبتسامة ماكرة يوجه فوهة مسدسه ناحيتنا.

"أنت ابن عاهرة" بصق دايتو كلماته وتلقى ركلة قوية في معدته جعلته يخرس مباشرة، ضحك الحقير بخفة "بمن أبدأ أولا؟ ربما صاحب اللسان الطويل" انهى كلماته وانحنى يمسك به من مقدمة قميصه يسدد له لكمة قوية، تلاها بأخرى وأخرى وأخرى، حاولتُ مساعدته لكن الآخرين أمسكا بي يمنعاني من الحركة.

"لا أحد يؤذي صديقي" الصراخ الصادر من المطبخ جعل أنظار الجميع تتجه ناحيته ثم تلاه بعد ذلك المقلاة المندفعة في الهواء مباشرة بإتجاه صاحب السترة الزرقاء، أصدرت صوتا قويا حينما ارتطمت برأسه، واندفع مايسون يحمل واحدة أخرى يضرب بها رأسه "سأقتل كل من يؤذي أصدقائي" ضربه مرات متتالية دون توقف وكان يصرخ.

"أجهزوا عليهم" صرخ باركر بذهول مما يراه أمامه وفي اللحظة التالية توالت الرصاصات موجهة ناحية مايسون، سحبتُ ساق أحد الرجلين أجعله يقع على الأرض والثاني قبل أن ندرك حتى، اندفع دايف من اللامكان يوقعه أرضا ويسحب منه سلاحه.

دايتو وقف يمسك بمايسون ويبعده عن الرجل الذي فقد وعيه بالفعل، "هذا يكفي، مايس"

"سأقتله، سأقتله" عيونه كانت محمرة وتشع بالغضب والكره الشديدين، لكن دايتو لم يمنحه فرصة وسحب المقلاة الثقيلة يرميها أرضا، ينظر إليه ويسحبه بعيدا "إهدأ جميعنا بخير"

صوت صافرات سيارات الشرطة ارتفع في المكان وتبادلنا النظرات بطريقة تحمل معنى.

"أوغاد، سفلة" صرخ باركر يطلق الكلب، وتلك كانت اللحظة التي ركض فيها مباشرة ناحية مايسون الذي تجمد مكانه بهلع، وقبل أن يصل إليه حتى، وقف دايتو يتصدى له ويبعده عنه بقوة.

"ارفعوا أيديكم جميعا" صدح صوت فابيان الذي كان يرتدي زيا أسودا يوجه مسدسه بينما يقتحم المكان مع رجاله، حرك رأسه يشير لهم واندفع رجال الشرطة يمسكون بكل منا

"مكانك" هتف بي أحدهم ولسوء حظي كانت شرطية، تدير جسدي لأواجه الأرض وتضغط بركبتها على ظهري تسبب لي ألما في خصري، لوت ذراعاي تضع الأصفاد حول معصميّ وتشدد من تقييدي، هسهستُ بغضب بينما وجهي على الأرض.

تم تصفيد الجميع وإبعاد الكلب عن دايتو.

"من الجيد أنكم أتيتم في الوقت المناسب، هؤلاء الأوغاد اقتحموا منزلي وحاولوا––" هتف باركر بغضب عارم قبل أن يقاطعه فابيان بإبتسامة ساخرة يرفع الأصفاد أمامه "ليس بهذه السهولة باركر، لن تفلت هذه المرة"

"ماللعنة––" توقف يشتم ويلعن بصوت صاخب حينما قام فابيان بتقييده وشدد عليه.

"وجدتم ما كنتم تبحثون عنه؟" فابيان وجه أنظاره ناحيتنا بجدية وافترقت شفاهي بصدمة وذهول حينما أومأ له دايف يشير له بالتقدم "الوثائق معي"

"أية وثائق أيها الوغد؟" صرخ باركر في اللحظة التي تقدم فيها فابيان من دايف يسحب الأوراق من تحت سترة دايف، تبادلتُ النظرات مع الجميع ودايف اومأ لي يجعلني أبتسم بإتساع وبشماتة.

"انتهى أمرك باركر" تحدث فابيان يرمي له نظرة ساخرة يحرك الأوراق في الهواء، علامات الصدمة غزت ملامح باركر الذي ضغط على أسنانه يرمي بصره لي "تعلم جيدا أني سأخرج قريبا، وحينما أفعل ستكون أول شخص أقتله، صدقني ستتذوق الموت بأبشع طريقة عرفتها البشرية"

لم اضيع ثانية ووقفت أتملص من قبضة الشرطية أركض ناحيته وأصدم وجهه برأسي بقوة جعلتني أترنح للحظات لكني شعرتُ بالرضا حينما رأيتُ الدماء تسيل من فمه، صرختُ به بنبرة شامتة "لأجل فين، وأمي، ولأجل أصدقائي ونفسي"

"أنت في عداد الموتى ريدكاي" هتف بأقصى صوت يمتلكه بينما يقوم رجال الشرطة بإجتراره للخارج، ابتسمتُ في وجهه ببرود أحاول ألا أسقط على الأرض عندما شعرتُ بالقبضة التي تشدد إمساكها بذراعي، إلتفتّ أرى الشرطية ذات الملامح الصينية ترمي لي نظرة حادة، زفرتُ بإستسلام أردف "هل يجب عليّ دائما التعرض للقبض من طرف الشرطيات؟"

"أنت بخير ريدكاي؟" فابيان اقترب مني يطالعني بإبتسامة بادلته إياها بأخرى ساخرة أحرك رأسي "كيف أبدو لك؟"

"ربما قضاء ليلتين أو ثلاث في السجن سيحسن مزاجك" ابتسم يضرب كتفي وقلبت عيناي لا أمحو تعابير السخرية عن وجهي "بالطبع سيفعل"

"دعني وشأني، أستطيع المشي بمفردي" هتف دايتو يحاول التملص من الشرطي الذي كان يجذبه للخارج وهذا جعلني أبتسم، لكن سرعان ما زالت إبتسامتي حين رأيتُ النظرة المترجية الصادرة عن عيون مايسون والمملوءة بالقلق والخوف؛ هززتُ رأسي في إيماءة مطمئنة أطالعه بينما يتم سحبنا من طرف الشرطة.

"لا تقلق، لن يكتشفوا" همستُ له حينما رمونا جميعا في سيارة واحدة وهو زفر يعود للوراء إلى ظهر الكرسي، دايتو رمش يبادل بصره بيننا وقال بصوت منخفض "لن يعرف أي أحد" انهى كلماته وسمعنا ضحكات دايف الذي كان يرخي رأسه إلى الزجاج، نظرنا إليه جميعا وهو ونطق يهز رأسه بغير تصديق "هذه أكثر ليلة جنونية في حياتي، لا أصدق أننا أحياء"

"هذه معجزة، لا تتحدث حتى" مايسون نطق يغمض عينيه لذا ابتسمت أطالع دايتو الذي كان يبتسم هو الآخر ثم كلانا رجع للوراء نرتاح ونلتقط أنفاسنا.

شعرتُ بالحرارة تملئ وجهي ولم يكن لدي أي طريقة لأسحب القناع بسبب يداي المقيدتان، اكتفيتُ بإطلاق تنهيدة وإغماض عيناي.

"ثلاث ليالي أم إثنان؟" مزح دايتو بضحكة مسموعة حينما ركب فابيان السيارة يستعد للقيادة، رد بصوت هادئ "ثلاثة"

"تبا" شتم مايسون وابتسمت ألكزه بمرفقي.

أخيرا.

أشعر أني فعلتُ شيئا لأجل فين.

__

يتبع...

أتمنى يكون عجبكم. ^^

عيد حب سعيد ❤️

رغم أنو ميصحش بس يلا عاوزة أقول أني أحبكم 🤭❤️

°°

رايكم؟

جاك وماركوس؟

تصرفات ماركوس معها؟ اهتمامه؟ اي توقعات حول نيته؟

آدم يتصل بها؟

باركر؟ مين توقع أن سبب الإختفاء هو باركر؟

الليلة المجنونة؟

مايسون وخوفه من الكلاب؟ 😂

دايتو وآدم؟ اخخخ

مايسون ينقذ دايتو ودايتو ينقذ مايسون من الكلب؟ :) حبااايت

تدخل فابيان في اللحظة الأخيرة؟

°°

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

4.8M 211K 42
-قَيد التعدِيل- كَـان كَلوحةٍ مُبهِرةٍ بتفاصِيلِها ،و كَـانت رسّامةً تجْذِبهـا التّفاصِيل إقْتربَ منها بِبُرود، و عيْناه كجليدٍ ديسمبرَ مُردفًا "أنت...
1.9M 8.5K 1
إليزا غارفاني كانت كل سنة تفوز بلقبين..الإيطالية المفضلة في مواقع التواصل الإجتماعي و كأس سباقات الأحصنة.. لهذا إهتمامها في الحياة كان لا يتعدى الأمر...
2.9K 166 6
كانت مثل البركان تائر في أعماق البحر ،، أليس يحترق ولا تطفوا ناره أعلى الماء أجل كانت كذلك تهمه بعدم إهتمامها به وهي بين كل سجدة وحديث مع الله تخبره...
5.1M 152K 103
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣