42- أغلقي عينيك وٱحلمي بالغيوم

26.8K 2.2K 1.8K
                                    

"لماذا الناس سيئون أمي؟" تحركت ناحيتها إلى السرير أجلس في حضنها، وهي نظرت إليّ تبتسم وتبعد غرّتي عن عيناي، بهدوء وتمرر أصابعها في خصلاتي الطويلة، بينما أرمش وأطالع إبتسامتها الجميلة، عينيها بلون العسل تلمعان بشيء قويّ في داخلهما، كانت تلك الإبتسامة واسعة ورقيقة، تضع يدها خلف عنقي وتجذبني إليها تطبع قبلة على جبيني جعلتني أبتسم على ذلك.

"ليسوا كلهم سيئون آدم، ستلتقي بأشخاص طيبين في حياتك" قالت بصوت ناعم ما تزال تتلمس خصلاتي الطويلة وابتسمت أغمض عيناي على الشعور المريح، أرحتُ رأسي للخلف إلى صدرها وتحركت شفاهي اتمتم بخفوت "حقا؟ متى؟"

"يوما ما" ضحكت تنحني وتقبّل وجنتي من الخلف، تابعت بنفس النبرة الناعمة "أنت شخص طيب، ستلتقي بالأشخاص الذين يشبهونك"

"وماذا لو أصبحتُ سيئا؟" مددت شفاهي بتفكير أرى ذراعيها تحيطانني وتهمس "لن تكون شخصا سيئا آدم، أنت شخص جيد"

كنتُ على وشك قول شيء ما حين رنّ صوت الهاتف وإلتفتّ أنظر إليها، هي ابتسمت بإتساع تحرك رأسها للجانب "احدهم يتصل"

استمر رنين الهاتف وكنت أنظر إلى أمي لكنها ظلت مكانها فقط تبتسم وترمش من حين لآخر، عيناي تجولتا تبحثان عن الهاتف لكن لا أثر له وصوت الرنين ارتفع وارتفع وارتفع.

أين هو واللعنة؟

"أحدهم يتصل" كررت تبتسم لي وأنا عقدت حاجباي لا أفهم أين هذا الهاتف.

ثم أخيرا فتحتُ عيناي وشعاع الشمس سلّط على وجهي يجعلني أدرك أني كنتُ نائما على السرير وأن الهاتف يرنّ بجانبي، اغمضتُ عيناي قليلا أعتدل في جلستي حينما شعرتُ بثقل بجانبي، تأملتُ المكان حولي أدرك للتو أني كنتُ بجانب جاك وكلانا في السرير، رمشت بضع لحظات قبل أن تعود ذاكرتي لأحداث الليلة الماضية وما حصل حينها.

لقد حصل، اوه اللعنة.

كانت نائمة وذراعها العارية تحيط بخصري بينما وجهها مدفون في صدري العاري، حاجبيها انعقدا بسبب صوت الهاتف لذا لم أتردد في إلتقاطه من جانبي وقبل أن أرد كان قد توقف عن الرنين بالفعل.

مكالمة فائتة من دايف

اوه دايف.

رميتُ بصري أتفقد الساعة حينما وجدتها السابعة صباحا، لماذا يتصل في هذا الوقت؟ ليس من عادته.

عدتُ للوراء أرمي جسدي على السرير وأطلق تنهيدة ثقيلة، كل شيء حصل دون سابق إنذار أو تخطيط، ثم عيناي تحركتا إلى جاك المستلقية بجانبي، نائمة بهدوء، كانت تبدو فقط مثل....حمل وديع لا يؤذي أي أحد.

تذكرتُ نظراتها الليلة الماضية وحركاتها والطريقة التي تشبثت فيها بي.

كانت تراني كل شيء حينها.

آدمWhere stories live. Discover now