أسيرة الشيطان الجزء الأول + ا...

By DinaGamal634

19.5M 633K 58.2K

بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس والسادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر الجزء الثاني
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرين
الحادي والعشرين الجزء الثاني
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرين
الفصل الخامس والعشرين
الفصل السادس والعشرين
الفصل السابع والعشرين
الفصل الثامن والعشرون
الفصل الثامن والعشرون الجزء الثاني
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون( الأخير)
الفصل الرابع والثلاثون(الأخير)
الفصل الرابع والثلاثون( الأخير)
الفصل الأول( تمهيدي )
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الجزء الثالث / الفصل الأول
الجزء الثالث/ الفصل الثاني
الفصل الثاني الجزء الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الخامس / الجزء الثاني
الفصل السادس
الفصل السادس الجزء الثاني
الفصل السابع
الفصل السابع الجزء الثاني
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل التاسع الجزء التاني
العاشر الجزء الاول
الفصل العاشر / الجزء الثاني
الحادي عشر
الحادي عشر الجزء الثاني
الفصل الثاني عشر
الثاني عشر الجزء التاني
الفصل الثالث عشر
الثالث عشر الجزء الثاني
الفصل ال١٤
الفصل الرابع عشر الجزء الثاني
الرابع عشر الجزء الثالث
الفصل الخامس عشر الجزء الأول
الخامس عشر الجزء الثاني
الخامس عشر الجزء الثالث
السادس عشر الجزء الاول
السادس عشر الجزء الثاني
الفصل السادس عشر الجزء الثالث
السابع عشر الجزء الأول
الفصل السابع عشر الجزء الثاني
الفصل الثامن عشر الجزء الأول
الفصل الثامن عشر الجزء الثاني
الفصل الثامن عشر الجزء الثالث
الفصل التاسع عشر
الفصل التاسع عشر الجزء الثاني
الفصل التاسع عشر الجزء الثالث
الفصل العشرون الجزء الأول
العشرون الجزء الثاني
الجزء العشرون الجزء الثالث
الحادي والعشرون الجزء الأول
الحادي والعشرون الجزء الثاني
الثاني والعشرون الجزء الأول
الثاني والعشرون الجزء الثاني
الفصل الثالث والعشرون الجزء الاول
الفصل الثالث والعشرون الجزء الثاني
الرابع والعشرون الجزء الاول
الرابع والعشرون الجزء الثاني
الرابع والعشرون الجزء الثالث
الخامس والعشرون الجزء الاول
الخامس والعشرون الجزء الثاني
الخامس والعشرون الجزء الثالث
السادس والعشرون الجزء الأول
السادس والعشرون الجزء الثاني
الفصل السابع والعشرون الجزء الأول
السابع والعشرون الجزء الثاني
الثامن والعشرون الجزء الاول
الثامن والعشرون الجزء الثاني
الفصل الثامن والعشرون الجزء الثالث
التاسع والعشرون الجزء الأول
التاسع والعشرون الجزء الثاني
الثلاثون الجزء الأول
الثلاثون الجزء الثاني
الثلاثون الجزء الثالث
الحادي والثلاثون ١
الحادي والثلاثون الجزء الثاني
الحادي والثلاثون الجزء الثالث
الثاني والثلاثون
الثاني والثلاثون الجزء التاني
الثاني والثلاثون الجزء الثالث
الثالث والثلاثون
الثالث والثلاثون الجزء الثاني
الثالث والثلاثون الجزء الثالث
الرابع والثلاثون الجزء الأول
الرابع والثلاثون الجزء الثاني
الرابع والثلاثون الجزء الثالث
ال35
الخامس والثلاثون الجزء الثاني
الخامس والثلاثون الجزء الثالث
السادس والثلاثون
السادس والثلاثون الجزء الثاني
السادس والثلاثون الجزء الثالث
السابع والثلاثون
السابع والثلاثون الجزء الثاني
السابع والثلاثون الجزء الثالث
الثامن والثلاثون
الثامن والثلاثون الجزء الثاني
الثامن والثلاثون الجزء الثالث
الفصل التاسع والثلاثون
التاسع والثلاثون الجزء الثاني
التاسع والثلاثون الجزء الثالث
الاربعون الجزء الأول
الاربعون الجزء الثاني
الفصل الحادي والاربعون الجزء الأول
الحادي والاربعون الجزء الثاني

الفصل الرابع الجزء الثاني

40.6K 2.1K 342
By DinaGamal634

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الرابع
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤
أشرق الصباح ، سطعت الشمس تضئ الدنيا .. في منزل جاسر مهران داخل ذلك البيت يحدث الكثير والكثير من الأشياء الغريبة داخل كل غرفة ولا أحد يعلم
استيقظت رؤى صباحا لأول مرة تشعر بعدم رغبتها في مغادرة الفراش ما يحدث داخل بيتها الآن مرهق للغاية ، وكأن عائلتها تتفتت وهي تقف تشاهدها مكتوفة الأيدي عاجزة عن فعل شئ ما، حين استيقظت فجرا للصلاة لم تجد جاسر جوارها ، بحثت عنه لتجده في مكتبه يُصلي منذ متى جاسر يستيقظ دون أن يوقظها ، منذ متى وهو يذهب لمكتبه ليصلي ، عرفت السبب حين سمعته يبكي ففهمت لما فعل ذلك ، جاسر يبكي فقط وهو يصلي عدا ذلك يظل ثابتا يمنع دموعه بصلابة مدهشة ، نظرت جوارها تبحث عنه لتجد مكانه فارغا وصوت مياه المرحاض يخبرها أنه بالداخل ، انتصفت جالسة تلملم خصلات شعرها المبعثرة برباط شعر تضعه جوارها على الطاولة الصغيرة ، حين فُتح المرحاض ورأته يخرج منه يرتدي حلته الرسمية يعقد رابطة عنقه أو بمعني أصح يحاول ، وقف أمام المرآة ينظر لها من خلالها يغمغم بنبرة هادئة :
-مش من عادتك تفضلي نايمة كل دا ، دا أنتِ بتصحي قبلي
لم تجيبه التزمت الصمت كما بات يفعل هو كلما حادثته ، ليتنهد توجه إليها يجلس أمامها لتمد يدها تلقائيا تعقد له رابطة عنقه تحاول ألا تنظر لوجهه ، ليمد يده برفق أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه تنهد يردف :
-صحي رعد عشان يجي معايا الشغل ، وإن كان على اللي حصل ، أنا مستعد اعتذرله قدام موظفين الشركة كلهم ، أنا عارف اني اهنته جامد وحقه أن انا اعتذرله

هنا نظرت إليه اضطربت حدقتيها قبل أن تملأها الدموع تردف منفعلة :
-أنت بتحبه ، بتحبه أوي ، علي قال لايمان على حالك كان عامل إزاي امبارح لما روحت المستشفى ، ليه يا جاسر بتعمل كدة وما تقوليش عشان عايزه يبقى راجل لازم اشد عليه ، دا مش مبرر ... أنت فجاءة قلبت عليه بقيت بحس أنك بتستناله الغلطة ، حرام عليك دا رعد أطيب وأغلب منه ما فيش ، دا أنت ما خدتوش في حضنك إمبارح ما قولتلوش حتى حمد لله على سلامتك
وانفجرت تبكي حزينة على الحال الذي هم فيه ، ظل جاسر ينظر إليها لا يجد ما يقوله ، هي محقة ولكن الهاجس الذي ظل يحتل قلبه لسنوات يثير داخله الشك ، جعله يؤذي ولده لم يدرك ذلك إلا حين شعر أنه قد ضاع ولن يعود مرة أخرى حين ذهب للمستشفى ، عانق رؤى يهدئها يقرر أنه يكفي لهنا .. رعد لم يخطئ قبلا يكفي ظلما لهنا ... قام من مكانه متوجها إلى غرفة رعد ... دق الباب ربما للمرة الأولى في حياته يفعل دوما ما كان يفتح الباب بغتة يود دوما أن يمسكه بالجرم المشهود ، لم يأتي إليه ردا ... ففتح الباب بهدوء ليجد الغرفة تعم بالظلام ، رعد لازال نائما تحرك إلى شرفة الغرفة يزيح الستائر عنها لتدخل الشمس ، تأفف رعد يرفع الغطاء يخفي وجهه أسفل مفرش السرير يغمغم ناعسا :
-ماما اقفلي الستارة لو سمحتي
تحرك جاسر صوب الفراش جلس على حافته ، حمحم يتحدث بنبرة هادئة :
-رعد قوم أنا عايز اتكلم معاك
انتظر بضع لحظات قبل أن يزيح رعد الغطاء عن وجهه ينظر إليه ، كم كره الطريقة التي ينظر بها إليه وكأنه عدوا له وخاصة حين أردف بنبرة جافة باردة بها بعض السخرية :
-نعم خير يا جاسر باشا ، في إهانة حضرتك عاوز تقولها على الصبح ، أو كنت عايز تعرف أنا كنت سهران في أنهي كبارية ، ولا هتطردني من هنا عشان اتأخرت في النوم

ابتلع جاسر لعابه قلقا من الطريقة التي يىحدث بها رعد ، تنفس بعمق يحادثه بنبرة هادئة مترفقة :
-قوم يلا عشان نروح الشركة وإن كان على اللي حصل أنا هعتذرلك قدام الشركة كلها
وعلى عكس ما توقع أن يحدث ، ابتسم رعد في سخرية قام من الفراش ينفض الغطاء عنه يقف على الجانب الآخر منه يكتف ذراعيه أمام صدره يغمغم متهكما :
-لاء شكرا مش عايز منك إعتذار ، مش عايز منك حاجة خالص ، كفاية إهانة فيا أوي لحد كدة ، لولا بس ماما وأخواتي أنا ما كنتش رجعت بيتك تاني ، أنا خلاص اكتفيت من الذُل

ذل ؟!! كلمة سيئة وشعور قمئ للغاية لم يكن يتصور في أسوء الاحتمالات أن يشعر رعد بالذل بسببه ، هل أذاه لتلك الدرجة دون أن يشعر ؟! تحرك رعد صوب المرحاض ليقف جاسر سريعا وقف أمامه يمنعه من التحرك جعد جبينه يغمغم مدهوشا :
-  ذل ، أنت حاسس بالذل بسببي أنا ؟! ، ليه ؟!
عملتلك ايه؟!
هنا توسعت عيني رعد في دهشة قبل أن يضحك ساخرا يردد منفعلا :
-عملت ايه ؟! بجد بتسأل ، أنت ناقص ايه ما عملتوش عشان تهين وتذل فيا ، لحد هنا وكفاية أوي يا جاسر باشا أنا استحملت كتير مش مستعد ولا قادر اتحمل تاني ، أنا مستقيل من كل حاجة من شغلك ومن حياتك اعتبرني ميت ، أنت نفسك من زمان اني أموت وأنا بحققلك أمنيتك

شخصت عيني جاسر والغضب يتحرك يعثو في روحه فسادا يدفعه لأن يفعل ما سيندم عليه ، مد يده يقبض على ذراع رعد يصرخ فيه غاضبا:
-بطل هلفطة ، أنا هتمنى موتك ، هتمنى موت إبني ، مش عايز اسمع الهبل دا تاني
نزع رعد ذراعه من ذراع جاسر يعد خطوتين للخلف ابتسم يغمغم ساخرا بطريقة خافها جاسر كثيرا :
-لا تاني ولا تالت كل حاجة خلصت خلاص يا باشا ، كفاية عليا أوي كدة .. عن إذنك
وتجاوزه متوجها للمرحاض يغلق الباب خلفه بعنف ،وقف جاسر مكانه ينظر للاشئ تقريبا عينيه مضطربة نظراته قلقة ، لما بات رعد يتحدث بتلك الطريقة ؟! ، يبدو أن طريقته القاسية لم تنفع في الحفاظ عليه بل دفعته ليكون ما خاف طوال الوقت !! ابتلع لعابه يشعر بالخوف .. تحرك يخرج من غرفة رعد ليجد رؤى تقف بالخارج يبدو أنها استمعت لما حدث بالداخل اقتربت منه تربت على ذراعه تهمس بهدوء :
- سيبه يهدا وأنا هكلمه ، بس الأهم أنك ما ترجعش لطريقتك دي معاه تاني ، بالله عليك عوضه عن اللي فات
اومأ برأسه سريعا خائفا ما رآه في الداخل هو الخوف الذي حاول تجنبه طوال ستة عشر عاما ! ، نزل لأسفل ليجد أولاده جميعا بالأسفل ، اقترب يجلس معهم على طاولة الطعام يغمغم :
-صباح الخير ، ما بتاكلوش ليه ، يلا عشان كل واحد يشوف وراه
تبادلوا جميعا النظرات فصوت رعد كان حقا مرتفع ، عدا سليم وياسين الذي بدآ في الأكل منذ البداية يلطخون أيديهم ووجهوهم بالطعام ، بدأوا في تناول الطعام جميعا عدا يوسف الذي ظل شاردا ينظر للفراغ يبتلع لعابه قلقا بين الحين والآخر ، أجفل على صوت أبيه يحادثه :
-يوسف ما بتاكلش وسرحان في اي أنت كويس
حرك رأسه بالإيجاب سريعا يحمحم مرتبكا يحاول إيجاد كذبة مقنعة :
-أبدا يا بابا أنا بس تعبان من المذاكرة والدروس ، هاكل أهو
ربت جاسر على كتفه يحادثه مترفقا :
-ما تشدش على نفسك زيادة على اللزوم أنت ومريم اعملوا اللي عليكوا وسيبوها على الله وأنا واثق انكوا هتجيبوا مجاميع كبيرة

- ايوة مش هتبقوا زي الفاشل الكبير اخوكوا
التفت جميعهم على صوت رعد الذي دخل توا للغرفة ، نظر جاسر إليه ليراه يبتسم ساخرا يتحرك صوب باب المنزل ، وقف جاسر عن مقعده يوقفه عن طريقه :
-أنت رايح فين ؟
أمسك رعد بمقبض الباب التفت له ابتسم يغمغم ساخرا:
-رايح في داهية
وفتح الباب وغادر صافعا الباب خلفه تحت دهشة كل من كان جالسا من رد فعل رعد وطريقة حديثه التي لم يروها منه قبلا ، وقف جاسر مكانه يقبض كفيه قلقا ، شئ سئ يخبره بأن القادم سيكون أسوء بكثير مما توقع أن يكون ، التقط سترة حلته يتحرك هو الآخر خارجا ، لينظر يوسف إلى چوري يسألها مدهوشا :
-هو في أي ، أول مرة اشوف رعد بيتكلم بالطريقة دي
حركت رأسها تخبره بأنها لا تعلم ولكن داخلها تعلم ، رعد انفجر قرر فتح فوهة بركان أخمده لما يزيد عن خمسة عشر عاما ، يبدو أن إهانة والدهم له أمام جميع موظفي الشركة كانت القشة الأخيرة التي كسرت ظهر البعير وانفجر رعد ، تتمنى فقط أن تمر الأيام القادمة بأقل خسائر ممكنة ، يحثت عن والدتها لتجدها تقف هناك جوار باب الغرفة تبدو حزينة بالكاد تمنع دموعها لأجلهم ، قاطع كل ما يحدث دخول مراد بموجته المرحة كعادته :
-يا أهل الدار الأحرار طبعا ما استنتونيش على الفطار
اقترب منهم لتتعلق عيني مريم بها كعادتها كل مرة تراه بها ، دوما ما تحب طريقته في إختيار ملابسه على عكس يوسف الذي يفضل ارتداء ال( التيشرت ) بأشكاله المختلفة ، مراد يحب ارتداء القمصان ويحب الألوان الداكنة وليست السوداء فهي تكره اللون الأسود ، مراد وسيم بشكل يجعل جميع الفتيات حولها معجبن به ، مما يغص قلبها ألما ، بالطبع لن يترك كل تلك الجميلات وينظر إليها هي ، صاحبة أعين الزجاج ، دفعت نظراتها للخلف تنظر أرضا ... في حين جلس مراد مكان جاسر يغمغم متضايقا :
-ايه دا هو جوز عمتي خرج قبل ما أنا أجي ، ارخم على مين أنا دلوقتي ، ضاع المحتوى .. قوموا يلا نروح الدرس خلاص مش هفطر

ضحك يوسف ساخرا يصدمه على رأسه ليتحرك ثلاثتهم صوب الباب ليصدح صوت رؤى خلفهم :
-خلوا بالكوا من نفسكوا وتخلصوا وتيجوا على طول
أكمل ثلاثتهم طريقهم للخارج جلس يوسف جوار مريم على الأريكة الخلفية ومراد جوار السائق كما اعتادوا دائما ، تحركت السيارة بهم في صمت لأول مرة يوسف لم يتحدث مع مراد ، فقط ظل شاردا قلقا يفكر فيما سيحدث حين يصلوا هناك سيرى وليد لأول مرة يشعر بالقلق من رؤية صديقه . وصلت السيارة إلى وجهتها لينزل ثلاثتهم منها تحركوا إلى قاعة الدرس ، لم تكن الحصة قد بدأت بعد المدرس لم يأتي إلى الآن ، تحركت مريم صوب مقاعد الفتيات وتحرك يوسف ومراد إلى الجهة الأخرى ، جلست مريم كعادتها وحيدة تنظر للكتب أمامها ، لا صديق لها جميع الفتيات ينبذنها ربما لأنها أقلهن جمالا كما تظن ، رفعت نظارتها تمسحها بمنديل صغير ، لتصطدم عينيها في تلك اللحظة بمراد وربما هو فقط تأثير الرؤية المشوشة بدون نظراتها ولكنها شعرت وكأنه ينظر إليها ، وضعت نظراتها سريعا لتراه ينظر إلى يوسف يتحدثان إذا لم يكن ينظر إليها وهي فقط كانت تتوهم ، أنزلت رأسها أرضا تبتسم ساخرة لما قد ينظر إليها من الأساس
دخل المدرس وعم الصمت وبدأت الحصة التي زادت عن الساعتين والنصف والجميع منتبه عدا يوسف الذي ينظر صوب وليد الجالس بالقرب منه في نفس الصف ليجده ينظر إليه هو الآخر يبتسم له ابتسامة سخيفة واسعة ، تنهد قلقا يحاول التركيز دون فائدة .. أخيرا انتهت الحصة ليكن هو أول من هب واقفا وجه حديثه لمراد يغمغم مرتبكا :
-مراد أنا حاسس إني تعبان يلا نروح
نظر مراد له متعجبا من حاله منذ الصباح ، بدأت الفتيات تخرج أولا كما يحدث دوما ، تحركت مريم تقف جانبا تنتظرهم لترى مجموعة من الفتيات ينظرن إليها يتهامسن ومن ثم يضحكن ، لتظن أنهن يسخرن منها احتضنت كتبها تنزل رأسها أرضا ... أخيرا خرج مراد ومعه يوسف ، تحركا صوب مريم الواقفة هناك ... قطب مراد جبينه قلقا حين رآها تقبض أصابعها بعنف على الكتاب في يدها ،مريم لا تفعل ذلك إلا حين تكون متضايقة أو حزينة ، ولكن من أحزنها ؟! نظر حولها فلم يجد أحد ، اقترب هو ويوسف منها ؛ ليجد يوسف من يقبض على كتفه من الخلف نظر خلفه سريعا ليرى وليد توسعت حدقتيه يرفع يده سريعا ينفض يد وليد عن كتفه يحادثه محتدا :
- أنت عايز إيه يا وليد
نظر مراد لهما متعجبا ما يعرفه أن يوسف ووليد من أقرب الأصدقاء ، ربما يوسف غاضب لشئ ما فعله وليد .. حمحم وليد يردف مرتبكا :
-أنا عايز اتكلم معاك ضروري ، صدقني مش أكتر من خمس دقايق
قطب يوسف جبينه غاضبا كاد أن يرفض حين غمغم مراد يحاول الصلح بين الصديقين :
-روح معاه يا يوسف، أنا مش عارف انتوا متخانقين ليه دا انتوا اصحاب بقالكوا كتير ، أنا هستناك أنا ومريم هنا
تنهد يوسف يرمي وليد بنظرة حادة قبل أن يتحرك يتبعه إلى حيث سيذهبان ، وقفا أمام المرحاض الفارغ ليقف يوسف يرفض الدخول يقطب جبينه في حين حمحم وليد يردف مرتبكا يهمس يسأله :
-يوسف أنت واخد مني موقف ليه دا جزائي اني صارحتك بالحقيقة

توسعت حدقتي يوسف مدهوشا ، يشعره وليد من نبرة صوته أنه هو الجاني ، عاد خطوتين للخلف يغمغم مدهوشا :
- واخد منك موقف ؟! وأنت زعلان ، المفروض اعمل ايه ، اخدك بالحضن بعد اللي قولتهولي ، أنت مش عارف إن دا من الكبائر ، عارف حسابه عند ربنا ايه يا وليد وما تقوليش حرية شخصية ، ما فيش حرية شخصية في الدين

حرك وليد رأسه للجانبين اقترب من يوسف خطوتين يردف مدافعا يحاول إقناعه :
- يا يوسف طب ما ربنا قال ولا تقربوا الزنا ، ومع ذلك في ناس كتير جداا بتزنى والزنا بردوا من الكبائر على فكرة

توسعت حدقتي يوسف يغمغم مدهوشا :
-أنت بتستشهد على مصيبة ببلوة عشان تبررلهالي وإحنا ايه اللي يخليلنا نعمل الكبائر أصلا
حرك وليد رأسه للجانبين يائسا من إقناعه ليقترب منه خطوة أخرى يهمس بترجاه :
-سيب الدين ، الحياة مش كلها دين ، وبعدين يا سيدي لو شايف اننا بنعمل ذنب نبقى نتوب بعد كدة ، اسمع كلامي يا يوسف فرصة واحدة تجرب فيها مشاعرك في اتجاه جديد غير مألوف ، مش هتخسر حاجة
انتزعت يوسف يديه بعنف من كفي وليد يصيح فيه محتدا:
- بنعمل ذنب ، أنت مشاركني معاك ليه اصلا ، ولاء هخسر يا وليد هخسر اخرتي ودنيتي واحترامي لنفسي ، دا ما اسموش خارج عن المألوف دا اسمه شذوذ عن الفطرة اللي ربنا خلقنا بيها ، روح يا وليد ربنا يعينك على نفسك

وتركه يغادر المكان، بالخارج مراد بالقرب من مريم صامتا يختلس النظرات إليها بين الحين والآخر ليراها تفعل المثل تحاول أن تنظر إليه دون أن يراها ليبتسم سعيدا ويطرب قلبه ، لو تعلم تلك الحمقاء التي دوما ما تقلل من قدرها كيف يراها لما فكرت حتى في أن تظن أنها ليست جميلة
رأى يوسف متوجهم إليه يبدو غاضبا للغاية حاول أن يسأله عما به ليقاطعه يوسف يصيح فيه محتدا :
- مراد أنا مخنوق بعدين نتكلم ، يلا لو سمحت ، يلا يا مريم
ارتبكت لما يبدو أخيها غاضبا اومأت له سريعا تتحرك بصحبتهم إلى السيارة التي تنتظرهم خارجا
__________
على صعيد آخر في مكتب راقي في منطقة هادئة فاخرة من المناطق الجديدة لافتة كبيرة لها شكل زخرفي خلاب كُتب على سطحها اسمه بشكل كبير وأسفلها جملة
( المهندس جواد عمرو وشريكته ، الصفوة في هندسة الديكور )
الصفوة اسم يُختص به نخبة معينة من علية القوم ... مكتب كبير مكون من طابقين ، ألوانه متناغمة، لوحات وتصميمات تغطي كل ركن من الحائط بشكل يخطف الأنظار الجميع هنا في حالة حركة دائبة متناغمة كخلية النحل
في مكتب جواد ، جلست اماندا فوق ساقيه تلف ذراعيها الطويلة حول عنقه ليرفع يده يزيح خصلاتها الشقراء خلف أذنيها يقبل أرنبة أنفها لتضحك متغنجة :
-أنت شقي كتير جواد ، وأنا بحب كدة كتير أوي
ضحك عاليا على طريقة كلامها المحببة له ، يعبث في خصلات شعرها الشقراء يغمغم مبتسما:
-وأنا بحبك أوي يا أماندا ، قوليلي صحيح آخر صفقة بتاعت الغردقة رسيت علينا إزاي دا كان في عروض كتير أقوى مننا مقدمة

ابتسمت اماندا دون أن ترد ماذا تخبره ، لدي طرقي الخاصة التي لن تحب أن تعرفها أبدا لإقناع العميل ، لا بالطبع لا يجب أن يعرف ابتسمت له برقة تحركها كفها واظافرها الطويلة على صفحة وجهه تهمس ببطئ :
-حبيبي أنا اقنعتهم وبعدين أنت جواد عندك  ماتريال هايلة وتصميماتك very very very  impressive ، أنت مش اي حد جواد
ابتسم تشعر ذاته العليا بالرضا من مديحها ، احتضن وجهها بين كفيها يقرب وجهها منه يود تقبيلها حين قاطعهم صوت دقات على باب الغرفة ، تأفف جواد حانقا لتقم أماندا من على قدميه تجلس على المقعد المجاور لمكتبه تضع ساقا فوق أخرى سمح للطارق بالدخول ليُفتح الباب توسعت عينيه اندهاشا حين رأى من يقف خارجا ، والده هنا ولكن لما؟ والده لم يأتي لمكتبه منذ الاقتتاح تقريبا ، قام يتحرك صوبه ابتسم مدهوشا :
-بابا ! ، اهلا وسهلا المكتب نور
دخل عمرو إلى داخل المكتب ابتسم لجواد ينظر لمحيط المكان حوله معجبا بتفاصيل كل شيء هنا اختفت ابتسامته تلقائيا حين وقعت عينيه على اماندا تجلس هناك ، تأفف حانقا يوجه حديثه لجواد :
-جواد أنا عايزك في كلمتين لوحدنا
حمحم جواد لينظر صوب اماندا يشير لها بعينيه أن تخرج ، فقامت من مقعدها اقتربت منهم توجه حديثها لعمرو :
-هاي يا عمو ، I am so happy to see you
أعطاها عمرو ابتسامة صفراء يومأ لها على مضض ؛ لتتحرك هي لخارج غرفة المكتب تجذب الباب خلفها ، تحرك عمرو يجلس على مقعد آخر غير التي كانت تجلس عليه جلس هناك ليتحرك جواد يجلس مقابلا له يغمغم مبتسما :
- مفاجأة سعيدة والله يا بابا ، ما شرفتنيش في المكتب من ساعة الافتتاح ، تشرب إيه
ابتسم عمرو يميل قليلا يربت على ساق جواد يغمغم :
-ماشي يا عم الواجب ، أنا جايلك في موضوع مهم ، واتمنى ما تقصرش رقبتي ، ليان بنت عمتك إيمان

تأفف جواد حانقا ما إن سمع اسمها ، مال أبيه يصر أن يلصق به تلك العكلة الدبقة كم يكرهها :
-مالها ست ليان هانم
-ليان بنت عمتك بتدور على مكتب ديكور للتدريب وأنا لما عرفت قولت إزاي يبقى ابن خالها عنده مكتب كبير وتدور برة ، هعتمد عليك ولا هتقصر رقبتي وتخلي شكلي وحش قدام عمتك
كاد أن ينفجر رافضا لولا جملة أبيه الأخيرة التي جعلت غضبه يتراجع رغما عنه زفر أنفاسه بعنف يومأ على مضض :
-ماشي يا بابا ، بس تعرفهم أنها هتتعامل زي اي متدرب ، مش عشان بنت اختك هتتعامل معاملة خاصة
ابتسم عمرو ساخرا يردف يحذره :
-صدقني دا اللي أنا عايزه منك ، أنك تعاملها عادي ما بقولكش حبها ، بقولك احترمها ليان وتبطل تحرجها بكلامك اللي زي السم دا ، قسما بربي يا جواد لو عرفت أو سمعت أنك ضايقتها هتشوف مني وش عمرك ما حياتك ما تخيلته

تأفف جواد حانقا منها ها هي المدللة ليان جاءت لتدمر علاقته الوحيدة الجيدة في منزلهم مع أبيه ، اومأ برأسه على مضض يعتصر جوال من الليمون فوق رأسه فقط ليوافق  فقط على وجودها ، ابتسم عمرو في خبث ، عازما تلك الحية اماندا خارج حياة ابنه وقريبا سيفعل !
_____________
هناك على صعيد آخر ، خرج من الشركة الخامسة تقريبا يجر ذيول خيبته ، رغم شهاداته وخبرته إلا أن أصحاب الشركات يتواصلون مع والده أولا وبالطبع والده العزيز يطلب منهم أن يرفضوا طلبه للالتحاق بأي وظيفة حتى لو صغيرة لأن أبيه قال !!
ها هو والده من جديد يسعي لتدميره بكل ما أوتي من ظلم له ، استقل سيارة أجرة يذهب إلى وجهته الأخيرة قبل أن يذهب إلى طرب
وقف أمام شركة كبيرة بالإلكترونيات كتب على واجهتها الزجاجية
H.A software company
يعرف صاحب تلك الشركة وأولاده ربما يجد وظيفة له هنا ، توجه إلى الداخل يطلب من المساعدة لقاء صاحب الشركة لترد عليه بنبرة عملية سريعة :
-أنا آسفة يا افندم بس حمزة باشا يومه النهاردة complete ممكن احددلك ميعاد بكرة لو تحب
لم يكد يحرك رأسه وسمع صوت يغمغم من خلفه مدهوشا :
-رعد أنت بتعمل ايه هنا ، سندس اللي أنتِ موقفاه دا رعد مهران ، ابن واحد من أكبر الشركا
اعتذرت المساعدة منه ليلتفت هو صوب أدهم ابتسم له ابتسامة ذابلة ليقترب أدهم منه يعانقه يغمغم مبتهجا :
-عاش من شافك يا عم ، ايه يا ابني فينك
ابتسم رعد له يرد بتلك الإجابات المحفوظة الاعتيادية عن مشاغل الدنيا ، ليربت رعد على كتفه يردف :
-صحيح كنت عاوز حمزة باشا في ايه ، صفقة جديدة

ارتبك رعد يشعر بالاحراج لا يعلم كيف يقولها ولكن لم يبقى لديه سواهم الآن يحتاج للحصول على عمل حتى يثبت لوالده أنه لن يظل المتحكم بحياته أبد الدهر ، حمحم يهكس مرتبكا :
-لاء بصراحة أنا جاي عايز أقدم على شغل ، وأرجوك ما تسألنيش السؤال المعتاد بتاع طب وشركة باباك ازاي يعني وانتوا أصحاب أكبر شركات في البلد والكلام دا كله
شعر أدهم أن ما يمر به رعد ليس بالقليل إطلاقا ولم يرد أن يزيد عليه ما هو في فيه ، لذلك ربت على كتفه يردف مبتسما :
-ماشي يا عم مش هسأل تعالا بس معايا نشرب حاجة لحد ما يخلص الإجتماع بتاعه
اومأ رعد موافقا يتحرك معه ، لم يعلم كلاهما أن حمزة رأى وسمع كل شئ من خلال كاميرا صغيرة موجودة بالخارج ... تحرك من مقعده يطلب جاسر ليخبره الأخير أن يرفض طلبه وأن رعد يفعل ذلك ليعاند فقط فما كان منه إلا أن ابتسم يغمغم ساخرا :
- شوف الدنيا إنت مش خدت ابني عندك يشتغل ، أهو ابنك جالي وبصراحة الواد شكله مطفي ، سوري يا جسور بس أنا هقبله عادي باي
__________________
مساء الخير آه لو تعلموا أنا بقالي يومين بلف حوالين نفسي عندي كذا مشكلة هتصدقوني لو قولتلكم أنا داخلة البيت الساعة تسعة ونص واني كنت بكتب الفصل في المواصلات من كتر ما أنا بلف حوالين نفسي ومش لاقية وقت من مشكلة طلعتلي فجاءة بس الحمد لله تقريبا يعني كدة تقريبا اتحلت ربنا يسترها وتتحل على خير
أنا بعتذرررر جداا ربنا يعلم ضميري مأنبني قد ايه بس ما باليد حيلة كانوا يومين صعبين جدااا
الحمد لله
هنرجع الرواية لمواعيدها الأصلية خالص
( حد وتلات وخميس )

خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 💖
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال

Continue Reading

You'll Also Like

19.5M 633K 156
بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو
19.6M 1.2M 48
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
3.2K 64 12
قويه أنتي هشه من الخارج ولكن من داخلكي قويه كقطرات الندي رقيقه، هشه ولكن تنعش الزهر بسقوطها عليه هكذا أنتي فلا تنكسري
944K 54.4K 61
من أرضِ الشجَرة الخبيثة تبدأ الحِكاية.. "العُقاب 13" بقلمي: زاي العَنبري. لا اُحلل اخذ الرواية ونشرها كاملة في الواتباد 🧡.