THE HORIZON.|| الافق

By Delphi16_12

114K 8.8K 1.5K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
فصل خاص
Part 25
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص
فصل خاص.

Part 26

1.4K 148 28
By Delphi16_12

القلق هوس اصاب الجميع، و الخوف ارهاق شديد.. و لم تكن المعاناه مختلفه! الجميع كان يعاني و الارهاق و القلق هاجس قد احتل الجميع

الزمن الذي اعقد الجميع انه الحل لكل شيئ.. كان قد تأخر بشده، و لم يحل المشاكل ابدا بل انشاء اوجاع.. الذاكره رفضت محو الالم، مع ذلك.. كان الالم يخف ببطئ شديد مع مرور الزمن... زمن لم يكن يمر بسرعه حقا!

كان الظلام حالك.. و تسألت دائما لماذا تغرق في الظلام في كل مره؟ هل كانت تحاسب على اخطائها؟.. او ربما كان عقاب لها لشيء اقترفته و نسيته؟.. لم تعرف، إلا انها لم تدرك جيدا ان الظلام الذي احاطها لم يكن سيئا ابدا!.. لقد كان دافئ بشده.. و كأنه يحتويها بكل حنان محاولا ابعاد اي ازعاج عنها!

فتحت عينيها و ذلك حين وجدت الظلام يحيطها من كل صوب.. الظلام الحالك كان مخيف.. مظلم و خالي من الارواح.. و ذلك حين ادركت انها الروح الوحيده التي تسكنه الان!

بقدر الظلام المهلك.. إلا انها لم تشعر بالخوف.. الالفه و حتى الشوق مشاعر قد انتابتها.. على غير العاده!، هل يجب ان تخاف من هذا الظلام الهادئ؟

كان يمكنها تحريك يدها.. الشعور بجسدها و وجودها في هذا الظلام و كأنه تم نقلها لبعد آخر تماما.. حتى تبقي لبعض الوقت لعلها تهدئ!

" انتما غريبان"

صدى صوت ما في ارجاء الظلام قد دوى.. واضح بشده وكأنه يتحدث امامها.. إلا انها لم تستطع رؤيه شيئ! بدى مريب، ذلك الصوت.. صوت لم تسمعه من قبل ابدا.. صوت اجش غليظ ولكنه هادئ.. باهت و كأنه يتوق للتخفيف عنه.. صوت رجل وحيد خالي من العاطفه جامد وكأنه لم يهتم شيئ من قبل..

و مع ذلك، الصوت المخيف لم يخف إيڤا ابدا.. بل شعرت بالالفه و الحنين بشكل مفاجئ.. الفضول تملكها و ذلك حين نظرت حولها تبحث في الظلام عن صاحب الصوت قائله بفضول

" من انت؟"

تجاهلت حديثه الغريب.. لم يبدو لها ان ذلك مهم بقدر اهميه المجهول القابع في الظلام...استدارت حولها لعلها تلمح شيء ما.. إلا ان الظلام ما تواجد في هذه الاثناء..

" لم افهم الامر ابدا... لماذا تستمران بالبقاء على قيد الحياة؟"

صدر الصوت في الظلام فجأه مجددا.. باهت وكأنه تخلا عن الحياة.. لم يجب على سؤالها.. بل بدى وكأنه يطالب بأجابات بعناد شديد.. في حين ان إيڤا استدارت بجسدها الواقف في الظلام تبحث اكثر عن مصدر الصوت.. مع ذلك، لم تجد شيئ مهما بحثت، لقد كان يمكنها ادراك ذلك تماما!..

و ربما هذا ما جعلها تتوقف عن البحث في النهايه.. نظرت للأمام حينها.. ناحيه الظلام المعتم.. لم تعرف ما الذي يجري هنا.. او ما الذي يتحدث عنه صاحب الصوت.. إلا انها وجدت نفسها تتحدث بهدوء شديد مجيبه عليه

"أليس الجميع يريد البقاء على قيد الحياة؟"

لقد كانت اكثر من يدرك هذه الحقيقه.. تعرضها للحوادث المستمره و حتى الكوابيس التي تتمحور حول موتها او خسارتها من تحب امور تجعلها تدرك ان الحياة مهمه.. الامر فقط ان عليها المضي قدما بقلب قوي!.. ولكن بدى ان هناك من يخالفها الرأي

"انا لم ارد.. لا أفهم، لماذا قد اريد.. لماذا قد ابقي في مكان لم يحبني به احد؟"

اجاب بجمود.. و للحظات شعرت إيڤا ان الظلام الذي احاطها قد امتلأ بالحزن و الالم.. و من دون ان تفهم وجدت قلبها يعتصر بتعاسه غير مفهومه.. بدى ان نبره الرجل الحزينه جعلتها تدرك ان صاحب الصوت امتلك حياة تعيسه خاليه من السعادة..

" لستَ مجبورا على البقاء في مكان لم يحبك به احد.. اتركهم و انظر حولك بحرص.. هناك دائما شخص غير متوقع يحبك"

قالت بهدوء، بينما ابتسامه خافته زينت ثغرها وهي تتذكر الشخص المزعج الذي يلاحقها.. و تسائلت متى ستلتقي به مجددا.. لقد قررت بالفعل ان تترك القرار لقلبها ليختار.. و قد بدى انه اختار مسبقا من دون ان تدرك.. و ربما، سيكون من الجيد نسيان الجميع و التركيز على المدعو ووكر!

ذلك الصوت لم يجب مجددا.. و كأنه لم يتواجد قط، و تسائلت ان ذهب من دون وداع.. إلا انها كانت متأكده ان ما زال هنا.. الضغط الهائل الذي احاط الظلام جعلها توقن ان ما سمعه لم يعجبه!.. او ربما لم يتقبله.. فجأه، تصاعد الضغط الهائل حتى شعرت انه قد يفجر قلبها.. ألمها بقوه وكأنه يخبرها ان حزن صاحب الصوت قد تصاعد اكثر!

" جسدي ضعيف بشده.. لذي سيكون من الافضل الانتهاء بسرعه"

كانت هذه هي اللحظه التي تدمر بها العالم المظلم ليحل محله ضوء ساطع اعمي عينيها فجأه.. رمشت لدقائق حتى تتأقلم عينها السوداء مع الضوء المفاجئ الذي ضرب مقلتيها بقوه

اضطرت لرفع يدها لتغطيه عينها حتى تحجب ضوء الشمس القوي عنها.. صوت العصافير البعيد و الرياح الدافئه و المنعشه جعلها تدرك انها ذهبت لمكان آخر تماما.. رمشت مجددا لتنظر حولها بأستغراب.. و قد بدى وكأنها ذهبت لعالم اخر!

لقد كانت في الغابه.. بطريقه مفاجأه، الاشجار العاليه الخضراء كانت مثمره و الزهور متفتحه.. و قد بدى انه فصل الربيع.. عقدت حاجبيها بحيره و تسائلت اين هي الان؟.. لقد كانت متأكده انه فصل الخريف من حيث اتت و لم يأتي فصل الشتاء بعد ليحل الربيع!.. ابتلعت ريقها و تسائلت ان كان صاحب الصوت هو من احضرها إلى هنا!

بدت الغابه ضخمه و واسعه.. الشمس كانت على وشك الغروب لتظهر لون برتقالي تسلل بين اوراق الشجر حتى وصل للتربه.. شعرت ببعض الهدوء يتسلل إلى قبلها بطريقه ما.. إلا انه مجرد هدوء قليل قد يزول مع ظهور اول شيء غريب قد يثير حيرتها..

في نظرها، بدى المكان هادئ و مسالم بشده.. وكأنه لم تكن هناك حرب بين الملوك قد دمرت ارض البشر حتى مات معظمهم.. ببساطه بدى وكأن السلام حل على هذه الغابه المجهوله.. إلا ان ذلك لم يكن ما يشغل بال إيڤا حقا.. لقد كان عليها معرفه ما الذي قد تستفيده من بقائها في هذا المكان!

نظرت للأرض، و أمكنها ملاحظه العشب المنتشر في بعض الامكان.. و في اماكن اخرى كان هناك فقط بعض الطين البني الذي احرقته الشمس.. و ذلك جعلها تدرك انه لابد ان هناك من يزور هذا المكان.. او ربما هناك من يعيش بالقرب من هنا..

فجأه، نظرت لظلها الذي يعكسه ضوء الشمس.. ذلك قبل ان يقشعر جسدها بقوه حين لاحظت ظلا طويل بجانب ظلها القصير.. و حينها امكنها الشعور بوقوف شخص ما خلفها.. شخص يراقبها و كأنه يحاول ارهابها من الخلف

" اتجهي للأمام.. فقط إلى الامام حتى ترين الافق من مكان بعيد"

انتفض جسدها برجفه حين سمعت الصوت ذاته، صوت الرجل السابق الجامد.. النبره الباهته بدت متعبه اكثر من السابق و مرهقا اكثر من قبل.. و مع ذلك، فقد ظهر لأرشادها لمكان ما.. إلا ان إيڤا لم تهتم!.. لقد كان عليها معرفه هويه الشخص المجهول.. معرفه سبب احضارها إلى هنا!

إلا ان فضولها بدى واضحا بشده للطرف الاخر.. فـ حتى قبل ان تستدير لرؤيه الشخص المجهول قاطعها بنبره جامده مليئه بالبؤس

" يجب ان تدركي جيدا.. انا اعطيكما الامل الذي لم استطع امتلاكه.. التلاعب بالزمن ليس امرا سهلا.. الوقت محدود.. كما هي قوتي كذلك.. لذى اسرعي نحو الامام قبل ان ينتهي الوقت القصير"

كلماته بدت كـ تحذير و تأنيب لها، و كأنه يأنبها بحزن على محاولتها الالتفاف و رؤيه شكله القبيح! ..

لم تفهم كلماته.. ليس اي شئ منها... بدى وكأنه يحاول مساعدتها من دون ان تدرك نيته ابدا.. ابتلعت ريقها، و تسائلت ان كان عليها الانصات لحديث شخص مجهول.. نظرت للأمام، بين الاشجار الكثيفه المتراصه.. و قررت حينها التقدم بصمت شديد..

و ببطئ.. شيئا فـ شيئا.. مع كل خطوه خطتها شعرت بأختفاء حضوره.. و كأنه لم يتواجد من قبل.. كان يمكنها تجاهل كلماته حينها، امكنها الهرب إلى مكان ما او حتى الانتظار لأنتهاء الوقت الذي تحدث عنه.. إلا انها لم تفعل، جسدها بدأ يتصرف بغرابه.. في حين ان قدمها التي كانت تمشي بحذر شديد اصبحت تهرول للأمام بلهفه مجهوله!

و للحظات، ادركت ان المكان حولها بدى مألوف بشده.. و كأنها كانت هنا من قبل، إلا انها كانت تدرك ان هذا غير صحيح.. قدمها لم تلمس اعماق الغابه من قبل..

وجود الاشجار حولها اخذ يشتد حتى ضربت افرعها وجهها و ملابسها.. و كأنها تمنعها من التقدم.. إلا انها لم تهتم بالألم الذي يغطي جسدها و كأنها اصبحت في الواقع.. بدى وكأن جسدها يتذكر الطريق الذي نسيته.. مما جعلها في النهايه تترك جسدها يرشدها للمكان المنشود

خفت الاشجار فجأه.. في حين انها شعرت بالرياح تهب اكثر و اكثر بقوه لتضرب جسدها بعنف.. و كما قال صاحب الصوت، كان كل ما عليها فعله هو التقدم للأمام للوصول لوجهتها

رفعت يدها لتبعد اغصان الاشجار التي اعاقت رؤيتها.. و ذلك حين ضرب ضوء الشمس عينها بقوه.. رمشت ببطئ شديد بينما تتقدم للأمام تاركه افرع الاشجار خلفها.. و حينها اتضحت الرؤيه لها

لقد كان منحدر صخري مرتفعا نسبيا.. بدي خطيرا للحظات، إلا ان إيڤا التي تقدمت للأمام ببطئ شديد تجاهلت ذلك.. الافق، كان يجذبها نحو الامام ببطئ.. الشمس التي تتواجد في نهايه العالم كانت على وشك الغروب و الاختفاء تماما بين الغيوم الكثيفه.. اللون الارجواني المائل للأحمرار كان يطلي الغيوم برقه شديده.. لدرجه رغبتها برفع يدها و لمس الغيوم في الاعلى!

عينها السوداء عكست النظر الجميل للأفق المحمر.. و تسائلت ان كان عليها التقدم اكثر حتى تصل لنهايه المنحدر.. ربما حينها ستكتشف اين قد تختفي الشمس!!.. ففي النهايه، لقد كانت في حلم ما! السقوط لن يقتلها صحيح؟

و مع ادراكها لتلك الحقيقه.. إلا انها توقفت في المنتصف، تطاير شعرها الاسود الطويل لتتسلل الرياح لخصلاتها مما اعطاها شعورا بالانتعاش!

ابتسمت بخفوت بينما ارتخت ملامحها القمحيه المثيره بهدوء مظهره ارتياح قلبها للمكان الجديد..و للمره الاولى تسائلت ان كان يجب ان تستيقظ من هذا الحلم!.. لم تحلم بشيء جميل من قبل على ايحال!

مع ذلك، بقدر ادراكها بكون هذا الواقع مجرد حلم.. إلا ان الشكوك ساورتها، هل كان من الطبيعي ان كون مدركه لكونها في حلم ما! .. و تسائلت حينها من ذلك الرجل؟ ما الذي يريده.. أم ان خيالها هو من خلق صوت ذلك الرجل.. حركت رأسها بعشوائيه و عبست

سيكون من الافضل بالنسبه لها عدم التفكير بشكل عميق.. كان من الجيد فقط ان ستسمتع بـ الافق المثالي بهدوء حتى نهوضها من هذا الحلم..

سماعها لصوت تحطم الاغصان خلفها جعلها تنتفض بخوف.. اتسعت عينها السوداء متسائله بفزع ان كان هذا هو الوقت لتحول هذا الحلم إلي كابوس آخر..

استدارت بسرعه بهلع شديد في حين انها رفعت يدها لتضعها على قلبها.. و تسائلت لماذا ينبض قلبها بقوه في هذا الخيال غير الواقعي.. استعدت حينها لرؤيه موتها مجددا.. إلا ان ما قابلها كان مختلفا تماما

الشعر الابيض الشاحب تطاير للخلف بفعل الرياح.. في حين ان الجسد العضلي الضخم قد تجمد امامها من دون حراك.. العين البيضاء الغريبه نظرت لجسدها بصمت شديد.. و لم يبدو انه اراد الاقتراب ابدا.. بدى لها، انه يواجه صعوبه في تصديق ما تراه تلك العين البيضاء الحاده المتعبه..

و ذلك اتضح لها حين عقد حاجبيه الابيض الكثيف بألم شديد.. ابعد رأسه لمكان اخر بعيدا عنها بينما رفع يده ليدلك جبينه بتعب.. ابتلع بصعوبه، و تسائل ان اصبح مجمونا حقا!

إلا انه و بعكس الرجل المتشكك امامها، كانت إيڤا التي نسيت امره تماما بعد ظهور ووكر في حاله اضطراب.. و تذكرت المره السابقه حين امكنها لمس هذا الرجل بين يديها.. و حينها، ادركت انها هنا لمقابله إيڤان فقط!

تقدمت للأمام قليلا، إلا انها توقفت ايضا بعد لحظات.. و تسائلت ان كان يجب ان تركض ناحيته لأحتضانه بقوه.. احتوائه بين احضانها و الشعور بحراره جسده البارده.. و مع رغبتها الشديده لفعل ذلك.. إلا انها لم تستطيع التقدم

شعرت بالثقل في قدمها.. و لم تشئ التحرك، كانت تدرك جيدا.. ان الحلم يبدو غريبا، ليس طبيعيا ابدا.. إلا انها لم تكن خبيره في الامور غير الطبيعيه.. لقد كانت مجرد بشريه لا غير!

لم تمتلك القدره للتقدم.. ليس بعد ان قررت انها تود البقاء مع المدعو ووكر!.. و ذلك بعد تخليها عن من تحلم به، من دون ان تدرك انهما نفس الشخص!!.. إلا انها شعرت انها تقف بين رجلين، رجلين تريدهما لنفسها!

و ربما ذلك ما جعل الاقتراب اصعب، لم تكن حقا ذلك النوع الذي سيلهو بين رجلين بكل سهوله.. في البدايه، لقد ارادت إيڤان، حتى و ان كان مجرد خيال تحلم به.. اما الان، ووكر دمر ذلك تماما بعد ظهوره.. و حين فقط اعتقدت انها يمكن ان تنسى إيڤان و المضي صدما.. إلا ان ما يحصل الان دمر ذلك الاعتقاد

نظرت للأرض متجنبه النظر للرجل الذي استمر بالوقوف بعيدا عنها لمسافه ما.. قبضت على يدها بقوه و ذلك حين شعرت بالخزي في قلبها، و تسائلت.. من يجب ان تختار الان؟ هل تبقي مع ووكر و تتخلي عن إيڤان!؟

التفكير بذلك وحده جعل قلبها ينبض بقوه مما جعلها تعقد حاجبيها بألم.. الرفض الواضح للفكره التي خطرت لها جعلها توقن انها لم ترد ترك إيڤان ابدا..

تنفست بثقل، في حين حاجبيها المعقودان لم ينفكا ابدا بينما تغرق في ألمها و افكارها المتضاربه.. ذلك قبل ان تشعر بوجود إيڤان امامها.. نظرت لقدمه بصمت و لم تشيء رفع رأسها له

هذا غريب، ان كانت على طبيعتها.. لكانت ارتمت بأحضانه منذ مده طويله تبكي معبره عن اشتياقها له.. إلا انها هذه المره لم تستطع!

ارتفعت يده ذات الملمس الخشن نحو ذقنها ليرفع رأسها ببطئ للأعلى.. و ذلك حين اتضحت الرؤيه لإيڤا التي زمت شفتيها بعبوس.. بعكس الحلم السابق، كان يمكنه لمسها اسرع بكثير!

و مع انها من رفض النظر له في البدايه، إلا انها ولمجرد رؤيته حتى اخذت تنظر له بتفحص و حرص شديد.. لقد كان وسيما كما عهدته.. وكأنه كائن من عالم اخر تماما مغطي باللون الابيض الملفت.. إلا ان هذه المره، لم يكن الجمال ما زينه فقط... فقد كان التعب و الارهاق يطغي عليه، تماما كـ صاحب الصوت المجهول!

ابعد يده عن ذقنها ليرفع كلتا يديه يحتضن خدها القمحي بين يديه الشاحبه.. في حين ان حاجبيه قد عقدا بحيره و عدم استيعاب.. حرك ابهامه على خدها بينما اقترب اكثر منها قاتلا المسافه الصغيره التي كانت بينهما..

اكتفت إيڤا بالنظر للرجل الذي يستكشفها ببطئ شديد.. ابتدائا من وجهها الذي لمس كل انش منه بأنامله البارده.. إلى شعرها الطويل الذي امسكه بيد مرتجفه مليئه بالاضطراب.. يده، عادت مجددا لتحتضن خدها، إلا ان هذه المره رموشه البيضاء الكثيفه تشابكت معا دليلا على عدم استيعابه لما يحصل امامه.. و ذلك حين قهقهت بخفوت!

حينها لفتت انظاره المضطربه نحو شفاهها الممتلئه، و لم يسعه حينها سوى نسيان كل شيء اخر.. و التركيز بدلا من ذلك على ابتسامه رفيقته الساحره التي غابت عنه لفتره طويله.. حرك ابهامه على شفتيها المبتسمه بصمت.. ببطئ شديد يمينا و يسارا على شفتيها الممتلئه، عينه البيضاء الباهته اصبحت اكثر قتامه بينما يكتشف الشفاه التي لم يلمسها منذ زمن طويل

هل كان خيالا اخر، ربما.. ولكن من يهتم! لقد كان ما يحتاجه جسده المنهك طوال الوقت هي رفيقته الراحله.. لم يكن الخيال عاده واقعيا جدا بالنسبه له.. قرر تجاهل المنطق، و التركيز على ما يحتاجه بدلا من ذلك..

رفعت يدها فجأه و ذلك حين ابعد انظاره القاتمه عن شفتيها لينظر لليد التي تتحرك بلهفه.. متسائلا عما قد يفعله خيال رفيقته به.. و ذلك حين وضعت يدها على يده برفق بينما حركت رأسها ناحيه يده، اغلقت عينيها بعدها.. و من دون ان تدرك شعرت بالراحه و الحنين يضغطان على قلبها النابض

" انها انا حقا، إيڤان"

همست بصوت خافت، و قد بدى و كأنها تخبره بسر خطير.. سر لم يعرفه سواهما فقط.. النبره الرقيقه الصادره منها جعلته يقترب من شفتيها متنهدا ضدها.. وضع جبينه على جبينها و ذلك حين اغلق عينيه بقوه شديده بينما تشابك حاجبيه بألم

قضم شفتيه بقسوه، و تمني لو لم تتحدث.. لقد كان يدرك.. إيڤا لم تعد على قيد الحياة! لقد كان امرا يجب تقبله.. ولكنه امر عرفه من دون ان يتقبله!

تصاعد شوق قديم لقلبه.. تدفق كـ فيضان حاول التحكم به في السابق، ولكنه تدمر تماما.. شعر برغبه في البكاء!.. ولكنه لم يبكي من قبل.. ليس امام احد!

" لقد اشتقت لكِ بشده.."

همس امام شفتيها بصوت اجش مضطرب.. مخنوق بشده و كأنه يحاول التحكم بشيء ما.. و ذلك حين فتحت إيڤا عينيها لتنظر للرجل امامها

" لقد فعلت الكثير... كل شيء، ولكنكِ رحلتي..."

قطرات من الدموع المتدفقه من عينه قد سقطت على وجهها.. اشتدت عقده حاجبيه اكثر و ذلك حين شعرت بيده تضغط بقوه على وجهها بينما قضم شفتيه بقسوه..

" لقد تركتيني وحيدا.."

ارتجف جسدها، في حين ان رؤيتها للشخص الذي تتوق له مدمرا بالكامل بسببها جعلها تشعر بالألم و الحزن.. ولكنها شعرت بالعجز ايضا، لم تستطع فعل شيء لإيڤان.. ليس عندما تكون هي مجرد خيال بالنسه له!!

ابعدت يدها عن يده لتحيط خصره بين يديها بقوه تحتضنه.. و ذلك حين اخذت عينها السوداء تلمع بشده منذره بفيضانها هي الاخرى

" ا. انا اسفه، انا اسفه.. لابد انه كان صعبا حتى الان، صحيح؟.. لذلك انا اسفه"

بدلا من البكاء و بعكسه.. الذي اخذ يبكي بهدوء فقط.. كانت شهقاتها عاليه، متألمه و منتحبه مظهر اسفها الشديد له..

"لقد اخفقت مجددا.. "

ابعد يده عن وجهها ليحيط خصرها بقوه في حين انه وضع رأسه بين رقبتها باكيا بهدوء.. دموعه لطخت ملابسها و جسدها، حتى جعلتها تشعر بالذنب من دون ان تدرك ذنبها الفعلي..

نبرته الاجشه المتحشرجه اظهرت ندما شديدا.. ندما لم تدرك سببه.. الألم تصاعد لحلقها حين اشتد بكاء الرجل اكثر مما جعله في النهايه يحتضنها بقوه اكبر.. انفاسه البارده المضطربه ضربت رقبتها بقسوه.. مما جعلها تغلق عينها بحزن بينما قضمت شفتيها محاوله التوقف عن التحيب و بدلا من ذلك مواساته

رفعت يدها المرتجفه لتمسح على شعره الابيض الشاحب برفق.. بينما حاولت التحكم بشهقاتها المضطربه بصعوبه.. مسحت على شعره بحنان و بهدوء، ربما كان ذلك ما يحتاجه شخص يكاد يسقط في الهاويه.. مع ذلك،إيڤان كان بالفعل قد سقط منذ زمن طويل.. لم يحتاج المساعده للخروج من فوه الظلام، ولكنه احتاج رفيقته فقط للنجاه..

حرك رأسه بين رقبتها و قد بدى انه يريد الوصول لأعمق مكان تمتلكه! دموعه الصامته كانت قد لطختها تماما وكأنها لم تكن في حلم ما.. تنفست بصعوبه و ذلك حين تذكرت كلمات الشخص المجهول.. لقد كانت تمتلك وقتً في هذا المكان

حاولت التحرك و ابعاد إيڤان.. ولكنه لم يشيء الابتعاد، ليس بعد شعوره بالراحه اخيرا.. بالنسبه له، بدى ان الخيال الذي تجسد امامه يطابق رفيقته و كأنه قد استنسخها.. الرائحه المغريه التي استنشقها كانت كفيله بجعله يصاب بالجنون كـ كل مره.. وكأنها الجسد الحقيقي الذي يطمع امتلاكه بين يديه!

مع ذلك، إيڤان الذي لم يشيء الابتعاد حقا.. ابتعد فجأه بسرعه شديده.. ابتعد عن رقبتها ناظرا نحو الاشجار الكثيفه.. عينه قد احتدت فجأه بينما آثار دموعه هي الشيء الوحيد الذي اظهر بكائه السابق.. نيه قتل مخيفه انبعثت منه و ذلك جعلها ترتعش بخوف

إلا انها كانت تدرك ان إيڤان لن يؤذيها ابدا.. ليس في احلامها، ابتلعت مجددا لترفع يديها حتى لامست اناملها المرتجفه خده الابيض الشاحب، ادارت رأسه ليقابل وجهها و مع انه انصاع لحركاتها إلا ان عينه لم تبتعد و لو للحظه واحده عن الاشجار الكثيفه.. و ذلك حين تحدثت بخفوت جاذبه انتباهه

" إيڤان.. ما الامر ؟"

الصوت الرقيق الخافت لفت انظاره، و ذلك حين نظر لها بأنتباه شديد.. عينه البيضاء الشاحبه المرتكزه على خاصتها جعلت معدتها تنقلب بتوتر.. رموشه البيضاء الكثيفه الرطبه جعلت قلبها ينبض بأضطراب.. و ذلك حين تذكرت كم كان هذا الرجل وسيما..

" هناك شيء ما.."

تمتم بخفوت بعد مده، اقترب منها ليضع جبينه على جبينها.. رفع يده ليحتضن خديها برقه يقربها نحوه.. و ذلك حين شعر ببعض الهدوء في قلبه للمره الاولى منذ وفاتها.. سكون شديد جعله يتجاهل الهاله الخافته المرعبه الصادره من الغابه..

رمشت إيڤا بينما تنظر لعين الرجل المغلقه و رموشه المتشابكه ببعض بصمت.. و ذلك حين تسائلت ان كان ذلك الرجل الذي احضرها إلى هنا يراقب من مكان ما!.. شعرت بالتوتر فجأه و ذلك حين ادركت ان الوقت يداهمها.

" إيڤان.. اخبرني اين يمكنني إيجادك؟"

همست امام شفتيه.. بنبره قلقه متوتره، ان كان إيڤان شخصا حقيقيا كما تعتقد.. سيكون من الافضل البدأ و البحث عنه! و افضل من يمكنها سؤاله عن مكان تواجد إيڤان هو إيڤان مفسه!...

فتح عينيه ينظر لوجهه بعين بيضاء باهته يصعب قرائتها بينما بادلته بتوتر شديد.. متسائله ان كان سيجب ام لا!

" عاده، سأكون في كل مكان تتواجدين فيه.."

ابعد جبينه عن جبينها مبتعدا مسافه خافته عنها بينما حرك ابهامه على شفتيها مجددا و هو ينظر بهدوء شديد لوجه رفيقته القمحي.. العين السوداء الواسعه التي تطالعه بتوتر جعلت مشاعر جامحه مختلطه تحتله.. نقل بصره ببطئ لشفتيها التي كاد تتحرك سائله عن المزيد.. إلا انه ضغط بقوه على شفتيها يمنعها من التحدث بينما اخذ ينظر للشفاه الممتلئه بعمق

" بعكسكِ.. من يختفي فجأه و يترك كل شيء خلفه.. ولكن ذلك غير مهم الان، صحيح؟.. على ايحال.. من انتِ؟"

سأل فجأه بجمود، عينه البيضاء الشاحبه التي كانت تطالعها بهدوء و شوق احتدت بشده كاشفه عن نيه مرعبه للقتل!.. ارتجفت عينها بفزع، نبض قلبها بخوف و ضيق عند رؤيه الرجل الذي تحبه يطالعها بتلك الطريقه المهدده

ابعد يده عنها و ذلك حين اقترب ليمسك خصلات شعرها السوداء بين يده ببطئ شديد.. يلمسها برفق وكأنه يخشي إيذائها.. و مع ذلك، النظره التي احتلت عينه بدت مخيفه خاليه من الرحمه جعلت منها ترتجف بهلع

" تشبهين من احببت ولكنكِ لست هي...حقيقيه تماما كما كانت إيڤا من قبل ولكنكِ لست هي.. جميله مثلها ولكن ليس بقدرها..اخبريني كيف دخلتي للغابه؟"

سأل مجددا، ولكنها لم تمتلك اجابه ما..بل ابعدت نظرها عنه بينما تقضم شفتيها بقوه، ليس من احبها؟.. بل كانت امرأه اخرى؟! بالنسبه لها.. لقد كان ما قاله مجرد هراء اغضبها!، ولكن لم تجادل! لم تمتلك القدره لذلك ابدا.. كان من الصعب اخباره انها سقطت نائمه فجأه و احضرها شخص مجهول إلى هنا.. إيڤان و أي شخص اخر لن يصدها!..

" هل كانت انتِ.. من احتضنتني بعد موت إيڤا؟.. من قالت ان انتظر حتى نلتقي مجددا؟ "

ابعد يده عن شعرها بينما تراجع مسافه آمنه عنها مدركا لحقيقه وجود شيء خاطئ يجري.. و ذلك تم تأكيده بالنسبه له حين استدارت تنظر له بحيره شديده مندهشه لما سمعته.. شبح ابتسامه تعيسه لاح على وجهه و ذلك حين استدار ناحيه الاشجار الكثيفه ناظرا لمكان ما بجمود بينما تصاعد غضب شديد لقلبه حين ادرك ان هناك من يتلاعب به!

" هل احضركِ الشخص الواقف خلف الاشجار؟ اخبريني.. كيف تتجرأين على التنكر بهيئه رفيقتي؟"

اعاد النظر لها بجمود شديد.. كان يمكنه الشعور بهاله خافته مشؤومه خلف الاشجار.. وجود غير طبيعي تماما مثله يتعقبه.. بينما البشريه الواقفه امامه يستحيل ان تدخل بمفردها لغابته من دون معرفه وحوشه ابدا..

حرك رأسه للجانب، و ذلك حين تحركت خصلات شعره البيضاء معه بينما ابتسامه مرعبه خافته ارتسمت على شفتيه اظهرت انيابه، مشاعر غامره تملكته برغبه في قتل المرأه التي تنكرت بهيئه رفيقته الراحله.. مما جعله يتقدم ببطئ ناحيتها..

ارتجفت اوصال إيڤا، بينما تراجعت للخلف و هي تنظر بخوف للرجل الذي نظر لها بشوق قبل دقائق يتحول لرجل يود قتلها بوحشيه.. العين البيضاء الخاليه من الحياة التي تود قتلها جعلتها توقن ان النجاة امر مستحيل.. و ذلك حين تملكها الخوف للمره الاولى من إيڤان!

اغلقت عينيها بقوه منتظره موتها ككل مره في كل كوابيسها، ولكن هذه المره من قبل الشخص الذي لطالما شعرت بالأمان برؤيته.. شعرت برغبه في البكاء.. و ذلك حين هطلت دموعها بصمت على خدها القمحي.. و حتى بعد مده، عند عدم وجود حركه حولها فتحت عينيها ببطئ شديد..

رمشت للحظات بعدم استيعاب.. بينما اخذت تنظر للسقف الابيض فوقها بضياع.. رمشت مجددا و ذلك حين شعرت بوجود شيء ما على رأسها.. رفعت يدها لتلاحظ ابره المغذي المتصله بجسدها و الضماضات البيضاء التي تحتضن يديها و رأسها، عقدت حاجبيها بحيره متسائله ان كانت عادت للواقع اخيرا.. هل استيقظت من حلمها؟!

" اوه عزيزتي!! هل استيقظتي اخيرا!!؟ هل انتِ بخير؟"

استدارت حين سمعت صوت قلق و ذلك حين انتبهت لوجود سارة في هذه الغرفه.. و من ان تدرك تنهدت بصوت عالي مظهره راحتها.. لقد خرجت من موت محتم في احدى كوابيسها مجددا.. و هذه المره بعكس السابق، القاتل كاد يكون إيڤان!

" هل انتِ بخير؟.. هل تعرفين كم كنت قلقه حين رأيتكِ بتلك الحاله؟!"

تحدثت بسارة بتعب بعد ان جلست على كرسي قريب منها مريحه جسدها عليه.. وضعت يدها على معدتها المنتفخه و ذلك حين تحدثت إيڤا بصوت اجش متعب حين تذكرت ما حصل في الكوخ بقرب مزرعتها الصغيره

" انا اسفه.. لابد و انني اتعبتكِ..."

توقفت عن التحدث متأوه بألم حين حاولت الجلوس و ذلك حين انتبهت للضمادات التي تغطي يديها بأكملها.. في حين ان سارة قفزت من مقعدها متقدمه نحوها بقلق

" لا ترهقي نفسكِ.. لقد عانيتي من حروق من الدرجه الثالثه في يديكِ.. لولا سحره البرج لكانت قدمكِ ايضا في وضع سيء!!"

نظرت إيڤا للوجه القلق عليها بصمت و لم تنطق كثيرا.. تذكرت حينها ما حصل، لولا امساكها لتلك الحديده الساخنه لكانت جثه هامده ايضا في ذلك المكان!..رفعت يديها تنظر بهدوء للضماضه التي تغطي يديها و ابتسمت بخفوت!.. لقد كانت هذه الاصابه دلالا على نجاتها!.. لم تمت و لم تكن في حلم او كابوس اخر!!

" لقد كان تصرف احمق امساك حديده ساخنه في مكان محترق.."

انبتها سارة فجأه، بعد اصرار منها استطاعت معرفه ما حصل من سام، سماع ما حصل و كيف نجت من ذلك الحريق جعلها تقبض على قلبها بألم.. و ذلك جعلها تتسائل من الذي قد يفعل شيء ما لهذه البشريه المسكينه!

تنظر إيڤا لها بهدوء قبل ان تبعد جهاز الاكسجين عن وجهها متجاهل اصابه يديها.. اعتدلت بجلستها لتستدير ناظره لسارة بأبتسامه خافته بينما تساقط شعرها الاسود على جانبها.. كادت تتحدث، و مع ذلك فاجاتها سارة بأحتضان قوي بينما تقول بصوت مرتاح قرب اذنها

" ولكنني سعيده انكي بخير.."

رمشت إيڤا للحظات.. و لم تعرف ما الذي يجب ان تفعله في مثل هذه المواقف.. لم تعتد على لطف الاخرين، الشخص الوحيد الذي كان يحتضنها هي إلين.. و لم يعاملها البشر من قبل بلطف، اما الان.. كان الشخص القلق عليها هي بستذئبه لم تحدثها سوى لبضع مرات!

تملكها الحرج لبعض الوقت.. إلا انها رفعت يديها لتحتضن المرأه برفق ايضا.. في حين ان ابتسامه خافته ارتسمت على شفتيها، شخص غير متوقع هو من يحتويها الان!

ابتعدت ساره عنها بعد مده.. و ذلك حين اخبرتها انه تم معالجه اصابه قدميها ببعض السحر.. و مع انها كانت تعتقد ان سحر العلاج لم يعمل إلا على المتحولين.. إلا ان سارة نفت ذلك قائله ان الاصابات البشر الخفيفه الخارجيه يمكن علاجها ببعض السحر

" بالمناسبه سارة... هل اتي احدهم لزيارتي؟"

سألت إيڤا فجأه في حين انها نظرت ليديها المضمضه بتوتر شديد و خجل طفيف تصاعد لبشرتها القمحيه...ابتلعت بتوتر اكبر حين عم الصمت الغرفه ولم تجب سارة.. و ذلك جعلها تتسائل ان زارها من تتوق له..

مشاعر متضاربه؟ نعم، كان ذلك هو حالها بين إيڤان و ووكر..

" بستنثائي.. كان الالفا يزوركِ في بعض الاحيان، لا اعتقد ان الالفا اخبر شقيقتكِ عن وضعكِ حتي الان.. ولكن ليس هناك شخص اخر عدنا نحن"

حديث سارة جعل ملامح إيڤا تتجهم.. و تسائلت ان كان هناك شيء خاطئ في ما سمعته، ولكنها كانت متأكده ان اذنها لم تصب في ذلك الحادث!

بقدر معرفتها بـ المدعو ووكر.. كان من المستحيل ان يتجاهلها ابدا.. ليس حين كان يستمر في اللحاق بها قائلا انه يحبها بشده!!.. ام انه اخيرا قرر التخلي عنها!؟

التفكير بتلك الفكره جعل من قلبها ينقبض.. و لم تعرف حقا من هو الشخص الذي تريد البقاء معه.. إلا انها في النهايه لم تهتم! بل قررت المضي قدما و اختيار إيڤان متجاهله ضيقه صدرها المفاجأه

' من يهتم ان زارني ام لا.. علي التركيز و البحث عن إيڤان بدلا من السعي خلف شخص بعيد المنال مثله!!'

حدثت نفسها بضيق.. في نقطه ما، اصبحت موقنه تماما ان أيڤان قد يكون شخص حقيقيا مثلها.. و ادراكها لذلك الامر جعل منها اكثر اصرارا للبحث عنه.. و مع انها من قرر ذلك، إلا ان جزء ما من عقلها ما زال يفكر في المدعو ووكر وكأنه يرفض تركه وحيدا!!

فتح الباب فجأه و ذلك حين رفعت رأسها بسرعه بينما بعض الامل تشكل في قلبها بأعتقادها انه قد يكون من تتوق له.. ان كان هو، ربما كانت لتنسي عدم زيارته لها..بل ستبتسم له اخيرا!! .. إلا ان من قابلها هو ادريان الذي نظر لها بهدوء شديد

تجمدت معالم وجهها، و ذلك حين ذبل الامل الذي وضعته في قلبها و في الجه القابله رفع ادريان حاجبيه بأستغراب!

" يبدو انه غير مرحب بي هنا؟"

تمتم بهدوء بعد اغلاقه للباب خلفه.. بينما اخذ ينظر للمرأه الشاحبه التي تحولت معالم وجهها للجمود لمجرد رؤيتها له.. في حين ان ساره قهقهت قائله بهدوء و هي تنظر لأدريان تاره و لإيڤا تاره اخرى

" هذا غير صحيح ألفا.. لقد اخبرته انكِ استيقظتي، سأترككما معا الان "

نظرت لها إيڤا للحظات و تسائلت متى اخبرته بذلك.. لم تخرخ للخارج حين استيقظت.. إلا ان إيڤا حصلت على جوابها حين تذكرت ان المستذئبين لديهم طريقتهم الخاصه في التواصل..

كان اخر ما اهدته سارة لإيڤا هو ابتسامه لطيفه قبل ان تمشي متجه للباب تاركه ادريان و إيڤا وحدهما في المكان البارد..

عم صمت غريب فجأه المكان.. على ايحل، لم يعتد كلاهما التحدث معا من قبل و الحوار الوحيد الذي تذكرته إيڤا هو غضبه الشديد منها حين خرجت من القطيع.. ذكريات سيئه فقط، و ذلك جعل تصديق ان هذا الرجل كان يزورها امرا صعبا جدا!

تقدم فجأه نحوها و ذلك جعل تشعر بعدم الارتياح.. مع ذلك،فهي لم تظهر سوى وجه هادئ بينما تنظر للرجل الضخم الوسيم الذي يتقدم للجلوس على الكرسي الذي كانت تجلس عليه سارة من قبل

" كيف تشعرين؟"

تحدث بهدوء بعد جلوسه، عينه الذهبيه الثاقبه طالعتها لمده طويله و ذلك حين ابتلعت ريقها لبعض الوقت قبل ان تجيب بنبره هادئه قدر الامكان

" شكرا لكَ.. انا بخير"

" سأحضر إلين غدا لتراكِ.."

تمتم بعد مده، و ذلك حين تشكلت ابتسامه لطيفه على وجهها بينما و من دون ان تدرك لمعت عينها السوداء بحماس شديد.. ابتسامتها قد اشتدت اكثر حيت تحدثت اخيرا بصوت عالي نسبيا اظهر سعادتها لرؤيه إلين مجددا

" حقا!! اذا ارجوك احضرها في الصباح الباكر!! "

اومئ من دون قول شيء، في حين ان ابتسامه خافته ارتسمت على وجهه.. في الوقع، لم يعتقد انه قد يهتم بهذه المرأه خلال غيبوبتها القصيره.. مع ذلك، التفكير وحده بأحتماليه بكاء رفيقته المزعجه و وجهها الخائف جعل من الصعب ترك هذه المرأه وحدها.. على ايحال، لم يكره شقيقه رفيقته ابدا.. مع ان لقائهما الاول لم يكن جيدا في الواقع!

كما ان هذه الفتاة، قد تكون السبب الذي جعل ملك الوحوش زائر على هذه الارض.. و عدم استيقاظها قد يتسبب في مجزره على ارضه!..مع ان ادريان يجهل سبب عدم رغبه ذلك الشخص في زيارتها بعد الحادث!

اشتدت ملانح وجه ادريان فجأه و ذلك حين اختفت الابتسامه الخافته التي اظهرها حين تذكر الحريق الذي حصل داخل ارضه!.. لحسن الحظ، لم تحترق الغابه، و مع ذلك.. وجود اشخاص حاولو تدمير ارضه جعل الغضب ينفجر لديه

" إيڤا.. اخبريني، من فعل هذا؟"

ارتعش جسد إيڤا للحظات حين سمعت اسمها يخرج من بين شفتيه بجمود شديد.. نظرت له بصمت، في حين ان النظره الجامده التي حملتها عينه الذهبيه جعلت من العصب عليها الاجابه..

اراح ادريان ظهره على الكرسي، و ذلك حين وضع رجلا فوق الاخرى بينما ينتظر اجابه بصبر شديد.. لقد كان يدرك ان لقائهما الاول لم يكن جيدا ابدا.. ولم يرغب بأخافتها اكبر ايضا.. كما انه لم يكن يود ارهاب شخص خرج بشجاعه من فوه الحريق تلك!

كان يمكن القول لمجرد النظر.. المرأه امامه لم تكن كـ رفيقته ابدا! حتى ان بدت خائفه بشده.. فهي لن تظهر ذلك، بدت كمن سيقاتل وحده ان تطلب الامر لحمايه من تريد.. و ذلك بعكس رفيقته التي قد تبكي و تغضب اذا واجهت اول عقبه.. مع ذلك، ان كان على ادريان الاختيار كان يفضل إلين بالتأكيد!!

و تماما كما اعتقد ادريان، إيڤا كانت تحتاج بعض الوقت للأستجماع نفسها.. و ذلك حين استدارت مجددا للنظر له قائله بصوت خافت هادئ حاولت اخفاء خوفها به!

" لا احد"

رمش ادريان لبرهه قبل ان يعقد حاجبيه بأستغراب.. اعتدل بجلسته ناظرا لها بحيره

" ماذا؟"

" لم يفعل احدهم شيء!.. لم يكن احد خلف هذا"

تمتمت مجددا، و ذلك حين ابتسم ادريان بسخريه شديده.. ابتلع في حين انه قبض على يده بقوه محاولا تمالك اعصابه بينما يرى محاولاتها للتغطيه على مجرم

" هل ضربتي رأسكِ في مكان ما؟! هل تعتقدين انني شخص متسامح مثكِ؟.. سأقتل من يحاول تدمير ارضي.. بشري او حتى غير ذلك!!.."

زأر بغضب في حين ان عينيه الذهبيه قد احتدت منذره بالخطر و ذلك جعل من إيڤا تغلق عينيها بخوف شديد.. إلا انها تحدثت بسرعه بصوت مرتجف عجزت عن التحكم به

" س. سأفعل ذلك بنفسي!!.. سأنتقم بنفسي اولا!..اعدكَ انني سأخبركَ بعدها بهويتهم!! "

لقد كانت متسامحه، ولكن ليس لدرجه ساذجه!.. لم تفكر و لو للحظه واحده انها ستسمح لسماثا او حتى من كان معها بالفرار بسهوله وكأن شيء لم يحصل!!.. ليس بعد ان تم تهديد حياتها الثمينه!

عم الصمت المكان.. و ذلك حين فتحت إيڤا عينيها بتردد شديد لتنظر للرجل الجالس بجانبها.. و بعد رؤيتها لأدريان الذي ذلك جبينه بقوه وضعت يدها على قلبها متنهده براحه!

" انتِ و ذلك الشخص مزعجان مسببني للمشاكل!"

تمتم بغضب، كان يمكن للأمور ان تنتهي بسلام ان اخبرته ببعض الاسماء.. ولكن بدلا من ذلك، لقد كانت تريد ان تكون من يتصرف و يتعامل مع كل شيء مع ايدي محروقه!!

ربما، هي و إيڤان متشابهيم بطريقه ما.. فـ ذلك الرجل يختفي و يظهر مع بعض الاخبار او المشاكل السيئه!.. اما هي، حوادث مزعجه!

" ذلك الشخص؟"

سألت إيڤا فجأه، و للحظات بدت مهتمه بشده وكأنها ليست الشخص الذي ارتجف بخوف من قبل.. إلا انها و بطريقه ما، تملكها شعور غريب عن هويه من يقصده!

نظر لها ادريان بهدوء و تسائل ان كان يجب ان يستغل هذا الموقف اكثر لمعرفه علاقه الاثنان معا.. فـ إلين لم تخبره سوى بالقليل عن كم ان إيڤان شخص وقح!

" هل.. هل تعرف اين هو الان؟ اعني ووكر"

تحدثت إيڤا مجددا بتوتر، في حين ان العين السوداء الواسعه حملت بعض القلق حين تتذكر انه لم يأتي لرؤيتها ابدا!.. معتقده انه مصاب.. مع ان ذلك غير صحيح في الواقع!

" ليس حقا.. لا أملك ادني فكره عن مكانه! لقد اختفي بعد احظاركِ إلي المشفي مباشره.. "

لقد كان دائما هكذا منذ ظهوره على ايحال، سيختفي لبعض الوقت و عند ظهوره سيحضر بعض الاخبار معه.. او بعض الازعاج فقط!..

مع ذلك، ادريان لم يعتقد انه قد يتجاهل إيڤا ابدا.. بل اعتقد انه سيكون الشخص الذي سيلتصق في هذه الغرفه متجاهلا البرج السحري او حتى ملك اللاموتي الذي اختفت جيوشه فجأه.. مع ذلك تمني ادريان ان لا يتسبب إيڤان في مشكله ما اثناء غيابه

" على ايحال.. تجاهلي امر إيڤان و ركزي على الشفاء بدلا من ذلك.."

تحدث ببعض الضيق بينما يتخيل إيڤان قادما نحوه بأبتسامه سعيده مع بعض المشاكل.. و تذكر امر رفيقته التي قد يجن جنونها ملقيه اللوم عليه لمجرد رؤيتها لشقيقتها بهذه الحاله قد يجعل الصداع يفتك به.. وقف للخروج من هنا ليجعل الشخص المريض يرتاحل قليلا بينما يعدد الشتائم التي ستلقيها إلين نحوه

إلا انه.. و من دون ان يدرك ادريان انه القي قنبله تقدم بهدوء نحو الباب ليفتحه و ذلك حين سمع صوت إيڤا الهادئ

" إيڤان؟"

استدار للنظر لها للحظات و ذلك حين امكنه رؤيه شحوب وجه المرأه الجالسه على السرير.. حرك رأسه للجانب و ذلك حين اومئ قائلا بهدوء بينما يرى لون إيڤا الذي يختفي

" نعم.. لقد قال ان اسمه هو إيڤان ووكر"

القي نظره خاطفه عليها قبل ان يرحل حين لم تتحدث بعد الان.. و تسائل ان كان يجب عليه مناداه سارة لتفقد حالتها مجددا..

مشي في الممر بصمت.. رفع يده ليحك رأسه بينما يشعر انه فعل قال شيء خاطئا بطريقه ما!..

يتبع..

____________________________________________

اهلا✋🏻

اسفه على التأخير.. 🌚

اعذروني ان كان هناك الكثير من الاخطاء الاملائيه لأنني كتبت نصف هذا الفصل و انا شبه نائمه😅

على ايحال،

مارأيكم في الاحداث؟

من هو الشخص الذي التقت به إيڤا و ما الذي يريده؟

اين اختفي إيڤان يا تري؟

و اخيرا اكتشفت إيڤا هويه رفيقها الحقيقي!

المره القادمه سأحاول التنزيل ابكر بكثير..

وداعا👋🏻

Continue Reading

You'll Also Like

384K 19.2K 38
من كان يصدق أن تلك الأساطير التي اعتدنا على ترديدها هي في الواقع حقيقية السحرة مصاصي الدماء الحوريات ... و المستذئبين وبينما أنا أهرب من أسوء كوابي...
253K 16.1K 38
"لا احد يعرفُكِ بالقناع هُنا غيري أنا‚كارلا!" همس بعد صمت مُريب وهو يرقص معها ببراعه لتتسع عيناها"ك..كيف عرفتني؟" همست بخوف ليبتسم إبتسامته التي بدأت...
12.5K 950 50
بيني و بينكَ ما بين البينِ بينٌ ، شيءٌ من اللاشيء ، كقاف بعد الشين و ما قبل الشينٌ عينٌ هو فقط ذكرى جملية
5.5K 795 12
ايتها الشخصية الجانبية عليكِ بإنقاذ الشرير الذي مصيره الموت المحتوم.