سحر الفرعون

By heaven1only

137K 20.4K 6.8K

الرواية مكتملة✔️ كاريتا والتون فتاة ليست عادية فهي ابنة المدللة والوحيدة للمليونير داس والتون تدرس التاري... More

التعريف
الفصل الأول - زوجة الملك
فصل 2 - لعنة سيموتب
فصل 3 - قلادة الخنفساء
فصل 4 - ملكتي
فصل 5 - من المستقبل
فصل 6 - أسينات الجميلة
فصل 7 - أنا أكرهُك
فصل 8 - محبوبتي
فصل 9 - أنا لعنته
فصل 10 - أحبيني
فصل 11 - قبلتي الأولى
فصل 12 - رقصتي مع الفرعون
فصل 13 - الحقيقة
فصل 14 - قبلتهُ الساحرة
فصل 15 - إيجاد طريقة العودة
فصل 16 - حُزن عميق
فصل 17 - لستُ مُستعدة
فصل 18 - حبيبي الفرعون
فصل 19 - أنتِ فقط
فصل 21 - السُم الناري
فصل 22 - القرار المصيري
فصل 23 - عالمين مُنفصلين
فصل 24 - الهوة المُظلمة
فصل 25 - مُجرد حُلم
فصل 26 - اليوم السابع
فصل 27 - قريباً جداً
فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

فصل 20 - تزوجني

3.8K 654 238
By heaven1only





بكاتا**


كنتُ أمشي برفقة أربعة من حُراس القصر والذين كانت مهمتهم حمايتي شخصياً لأنني أصبحت رئيسة خدم البلاط الملكي.. خرجة من القصر باتجاه معبد آلهتي أنوبيس..

وقفت أمام المعبد وانتظرت الكاهن سيتو ليخرج.. لحظات قليلة ورأيت الكاهن يخرج من المعبد ثم طلب مني لأرافقهُ إلى منزل الكهنة..

وبينما كنتُ أمشي خلفه نظرت إلى الكاهن سيتو باحترام.. فهو حم نثر أي الكاهن المعبود.. سيتو هو الكاهن الأكبر الذي ينوب عن ملك كمت العظيمة في طقوس التقدمة وكان مسموحا له بدخول قصر الفرعون ساعة ما يشاء دون انتظار إذن من الفرعون الملك..

وصلت إلى منزل الكهنة وطبعا كان غير مسموح لي بدخوله لذلك انتظرت الكاهن سيتو ليدخل إليه ثم يخرج.. نظرت إلى حُراسي وأمرتهم ببرود قائلة

" انتظروني أمام معبد الآلهة أنوبيس.. لن أتأخر "

أجابوني باحترام موافقين وطبعاً نفذوا أمري بسرعة.. تنهدت براحة عندما ذهبوا وانتظرت الكاهن سيتو.. ابتسمت براحة عندما خرج الكاهن ووقف أمامي ثم رفع ذراعه اليمنى ورأيت القارورة بقبضته.. استلمت القارورة منه وسمعتهُ يكلمني بجدية قائلا

" هذه خلطة مُغذيات الرحم لجعل مخدومتكِ تحمل بسرعة ويكون جنينها سليماً.. تذكري جيداً سيدة بكاتا.. على مخدومتكِ أن تتناولهُ بانتظام لمدة شهرٍ كامل حتى تحمل بسرعة وتكون بصحة جيدة "

ابتسمت له بوسع وشكرته على خلطتهِ الرائعة ثم ابتعدت عنه.. وقفت خلف شجرة بلح عملاقة ونظرت إلى القارورة في يدي وهمست بحزن و بألم

" سامحيني سيدتي أسينات لكنني لم أستطع خيانة القائد بيدوس وإعطائكِ خلطة لمنع الحمل.. عندما تحملين قريباً سوف تُحبين طفلكِ والقائد.. سوف تُسامحينني وتشكرينني لأنني لم أقم بخيانة زوجكِ القائد "

منذ البداية عندما طلبت مني سيدتي بجلب أعشاب لتمنع حدوث الحمل فكرت كثيراً وقررت أن لا أُخبر القائد بما طلبتهُ أسينات مني لأنني رأيت نظراتهِ إليها.. القائد يُحبها ولم أستطع تحطيم قلبهُ بإخبارهِ بما تريدهُ حبيبته.. لذلك فكرت كثيراً وقررت أن أطلب شخصياً من الكاهن سيتو ليصنع لي خلطة من الأعشاب لتغذية رحم مخدومتي وجعلها تحمل بسرعة ويكون جنينها بصحة جيدة..

وهكذا كنتُ كل يوم أذهب إلى الكاهن وأجلب الخلطة منه.. سيدتي يجب أن تحمل قريباً.. عندما تحمل من سيدي القائد سوف تعشقهُ وتحبهُ كما هو يُحبها..

وطبعاً لم أستطع التوقف عن إعطائها الأعشاب المُغذية لرحمها لآن الكاهن أخبرني بأنها يجب أن تأخذها لفترة شهرٍ كامل.. واليوم سيكتمل الشهر وستحمل سيدتي بسرعة وتنجب وريثا للقائد بصحة جيدة..

لذلك قررت عدم إقناع سيدتي أسينات لتأخذ الخلطة.. لكن عندما يحدث الحمل سأتوقف طبعاً عن إعطائها المحلول المُغذي..

وصلت إلى معبد آلهتي أنوبيس وأمرت الحُراس بمرافقتي إلى القصر..

كنتُ سعيدة جداً برؤية سيدتي أسينات سعيدة.. فبعد أن أنقذتها الآلهة من الموت سيدتي تغيرت وبدأت أرى نظراتها العاشقة لسيدي القائد.. حتى دون حدوث الحمل هي بدأت تعشق القائد بيدوس.. قريباً سأخبرها عن حقيقة ما كانت تشربهُ في كل صباح وسوف تسامحني وتتفهم سبب كذبي عليها..

خرجت من جناح سيدتي وبينما كنتُ أمشي في الرواق وقفت بذهول عندما رأيت سخنو يقوم بضرب فتاة وهو يشتمها بألفاظ بذيئة جداً..

ركضت وأمرت الحراس بإبعادهِ عن تلك المسكينة ثم جثوت ونظرت بقلق إلى تلك الفتاة وساعدتُها لتقف.. رأيت بصدمة هكار أمامي.. تلك الفتاة الجميلة والحسنة الخُلق تعمل في المطبخ الملكي.. ما الذي جاء بها إلى جناح حريم القائد بيدوس؟!!..

تساءلت بتعجُب بداخلي ثم مسحت دموعها وسألتُها

" هكار.. لماذا كان يضربكِ ذلك الخسيس سخنو؟!.. وما الذي جاء بكِ إلى هذا الجناح؟! "

شهقت هكار بقوة وقالت ببكاء

" سيدة بكاتا.. السيد سخنو قبل أن يعزلهُ الملك الفرعون من منصبه أمرني لأكون البديلة عن شقيقتي.. لقد أجبرني لأقوم بخدمة تلك المجنونة الأميرة نرختوس.. أنا لا أُحبها لأنها خائنة وخدعت الملك الفرعون وتسببت بمقتل شقيقتي.. كانت تضربني باستمرار وتقوم بتعذيبي.. أتيت اليوم لأرى السيد سخنو وأطلب منهُ أن يتكلم مع حضرتكِ حتى تعفيني من مُهمتي "

اقتربت مني المسكينة وأمسكت بيدي وانحنت وبدأت تقبلها وهي تبكي وتتوسل إليّ

" أرجوكِ سيدة بكاتا ارحميني واعفيني من مهمتي.. لا أريد أن أكون خادمة الأميرة نرختوس.. فهي شريرة وتضربني وتُعاملني بحقارة وبعنف.. أتوسل إليكِ اشفقي عليّ واعفيني من هذه المهمة.. لم أعُد أستطيع تحمُل ضربها لي وإهاناتها لي.. أرجوكِ ساعديني "

تأملتُها برقة وساعدتُها لتستقيم ثم حضنتُها وربت بحنان على ظهرها وقلتُ لها

" أنا أعرف جيداً كم أنتِ إنسانة مُجتهدة في عملكِ ومُخلصة.. وأعلم جيداً بأنكِ تختلفين عن شقيقتكِ.. شقيقتكِ باهيت كانت ساذجة واستطاعت الأميرة نرختوس أن تخدعها بسهولة وتتسبب بموتها.. لذلك إن أردتِ سأعيدكِ إلى وظيفتكِ القديمة في المطبخ الملكي "

ابتعدت هكار عني وانحنت أمامي باحترام وشكرتني بسعادة قائلة

" أشكركِ سيدة بكاتا.. سأكون ممتنة لكِ لمدى الحياة لأنكِ أنقذتني من الأميرة.. ولكن... "

توقفت عن التكلم واستقامت وتأملتني بنظرات متألمة وتابعت قائلة بحزن

" لكن سيدتي للأسف الشديد وظيفتي السابقة لم تعُد شاغرة.. لقد استلمت فتاة مكاني.. أرجوكِ لا تطرديني من القصر فأنا المُعيلة الوحيدة الآن لعائلتي الفقيرة.. إن أردتِ اجعليني خادمة زوجة الملك الفرعون وسأخدمها بعيوني "

ابتسمت لها بحنان وأجبتُها بصدق

" أنا أثقُ بكِ هكار.. لكن للأسف الملك الفرعون وحدهُ من يُقرر من سيخدم زوجتهُ الملكة.. وسمو الملك أعاد نختار لخدمتها "

فكرت قليلا وابتسمت بسعادة وتابعت قائلة لها

" لكن لا تيأسي.. قد أجعلكِ خادمة الخاصة لزوجة القائد بيدوس بديلا عني وفي غيابي.. لكن لا تتأملي كثيراً أمهليني القليل من الوقت لأتكلم أولا مع سيدي القائد ثم سأخبركِ بقراره.. فأنا لا أستطيع توظيفكِ في خدمة زوجتهِ دون الأخذ بإذنهِ أولا "

شكرتني بسعادة ثم طلبت منها أن تعمل في حريم القائد مؤقتةً لحين أخذ الموافقة من القائد.. ثم أمرتُها لتذهب ونظرت بحقد إلى سخنو الجامد أمامي..

اقتربت منه وسألتهُ بحدة قائلة

" سخنو.. لماذا ضربتَ تلك المسكينة هكار؟.. أريد أن أسمع منك الحقيقة وإلا أمرت بمعاقبتك "

تأملني سخنو بنظرات جامدة ثم أجابني بهدوء

" لقد أخبرتكِ تلك الحمقاء عن سبب ضربي لها.. قبل أن يعزلني سمو الملك العظيم من منصبي أمرتُها.. لا بل أجبرتُها لتستلم مكان شقيقتها وتخدم الأميرة نرختوس.. رفضت الملعونة لكنني أجبرتُها على فعل ذلك.. واليوم أتت وهي تبكي وتتوسل مني لأتكلم معكِ حتى تعفينها من مهمتها.. رفضت طبعا وأخبرتُها أن تذهب بنفسها وتتكلم معكِ لكنها لم تفعل فقمتُ بضربها حتى تذهب "

تأملتهُ بحدة وكلمتهُ بغضب وبتهديد قائلة

" اسمعني جيداً سخنو.. أنتَ لم تعُد رئيس الخدم في البلاط الملكي بل أنا.. هذه المرة سأعفو عنك لكن في المرة القادمة إن تهجمتَ على أي فتاة سأقطع يديك بنفسي.. هل كلامي واضح؟ "

أجابني بخوف موافقا وذهبت مع حُراسي وأنا أشتمهُ بداخلي..

وبعد مرور يومين تكلمت مع القائد بيدوس وأخبرتهُ بما حصل مع المسكينة هكار وبأنها مُناسبة لتخدم زوجته.. وشعرت بالسعادة عندما قال لي بأنهُ يثق بي ثقة عمياء وبأنهُ يمكنني أن أختار بنفسي الفتاة المناسبة لتكون خادمة لزوجتهِ..

شكرتهُ باحترام على ثقتهِ بي وذهبت لأُخبر هكار بالنبأ السعيد..

ولكن بعد مرور ثلاثة أيام اكتشفت بأنني كنتُ مُخطئة وجداً بحكمي الجيد على هكار.. تلك اللعينة غدرت بي وبسيدتي أسينات..

جلست على الأرض في الزنزانة أبكي بندم وبحزنٍ عميق.. لا يوجد أحد سوى هكار من قام بخيانتي والسيدة أسينات..

إنها هي بالتأكيد.. هكار بطريقةٍ ما اكتشفت سر القارورة وقامت بتبديلها بمحلول لمنع الحمل.. لكن كيف؟!.. كيف استطاعت تبديل القارورة؟!!.. فأنا استلمتُها بنفسي من الكاهن سيتو وتوجهت بسرعة إلى جناح سيدتي أسينات.. مستحيل أن تكون هكار اتفقت مع الكاهن سيتو!!.. هناك شيء مخفي!.. يجب أن أتكلم مع القائد وبسرعة..

ولكن لأيام وأيام طويلة كنتُ أطلب باستمرار من حُراس زنزانتي ليطلبوا من القائد بيدوس ليأتي لزيارتي لأنني أريد أن أعترف له.. لكنهُ لم يأتي..

وما كان أمامي سوى أن أُصلي لآلهتي الآباء ليحموا زوجة القائد من شر هكار اللعينة...



هكار**


دخلت إلى جناح الأميرة نرختوس ووقفت أمامها وانحنيت لها باحترام ثم استقمت.. اقتربت الأميرة مني ووقفت أمامي وتأملتني بتوتر



ثم قالت بلهفة

" هاااا.. هل استطعتِ مراقبة تلك اللعينة بكاتا؟! "

ابتسمت بخبث وأجبت الأميرة

" بالطبع سمو الأميرة.. فكرتكِ كانت ممتازة.. لقد راقبت بكاتا لفترة أسبوع كامل.. وفي كل صباح كانت تذهب لرؤية الكاهن الأول سيتو وكان يُسلمها قارورة وبعدها تذهب مُسرعة إلى جناح زوجة القائد بيدوس "

تأملتني الأميرة بتعجُب وسألتني

" هل استطعتِ اكتشاف ما يوجد داخل هذه القوارير؟ "

اتسعت ابتسامتي الخبيثة وأجبتُها

" طبعا استطعت.. فاليوم تبعتُها مثل المُعتاد ورأيتُها تستلم القارورة من الكاهن سيتو.. ولكن بذعر رأيتُها تقترب من الشجرة والتي كنتُ أختبئ خلفها.. ظننتُها اكتشفت وجودي ومراقبتي لها لكنها لحُسن حظي لم تفعل بل سمعتُها تقول بحزن.. سامحيني سيدتي أسينات لكنني لم أستطع خيانة القائد بيدوس وإعطائكِ خلطة لمنع الحمل.. عندما تحملين قريباً سوف تُحبين طفلكِ والقائد.. سوف تُسامحينني وتشكرينني لأنني لم أقم بخيانة زوجكِ القائد "

شهقت الأميرة نرختوس بدهشة ثم ضحكت بجنون.. عندما هدأت قالت بعدم التصديق

" إذا صديقة زوجة الفرعون لا ترغب بإنجاب الأطفال من القائد.. هذا رائع.. سنستخدم هذه المعلومة لمصلحتنا.. لقد تغيرت الخطة هكار.. أنتِ لن تكوني خادمة زوجة الفرعون بل خادمة زوجة القائد.. ولذلك يجب أن تذهبي بسرية تامة وتتكلمي مع سخنو.. ذلك الحقير أعرفهُ جيداً.. لا بُد بأنهُ أصبح يكره بكاتا بجنون لأنها استلمت منصبهُ.. "

تأملتُها بعدم الفهم فاقتربت مني الأميرة ولمست خدي بأناملها وداعبت بشرتي برقة ثم قالت بحنان

" سخنو سوف يساعدكِ لتكوني خادمة زوجة القائد.. فقط قولي له هذه الكلمات السحرية.. سخنو هل ترغب باستعادة منصبك القديم.. وحينها عزيزتي سترين كيف هذه الكلمات السحرية سيكون مفعولها سحري وعجيب عليه.. سخنو سوف يساعدكِ ليستعيد منصبهُ القديم.. وستجعلين بكاتا تختاركِ بنفسها خادمة لزوجة القائد "

أبعدت الأميرة يدها عن خدي وتابعت قائلة بخبث

" وبعدها سوف تتنكرين بملابس الكهنة وتدخلين خلسة إلى منزلهم وتحديدا إلى جناح الخاص بالكاهن سيتو وتقومين بتبديل محلول القارورة وتضعي بداخلها شراب أعشاب لمنع حدوث الحمل.. ثم عزيزتي ستذهبين فوراً لرؤية القائد بيدوس وتخبرينهُ بأن بكاتا خانته بالاتفاق مع زوجتهِ الجميلة.. وبعدها سوف نشاهد معاً ما سيحصل وسوف نستطيع جعل زوجة القائد الغبية تصل إلى صديقتها.. وحينها سأخبركِ بخطتي الجديدة عزيزتي هكار "

ابتسمت لها بوسع واستمعت إلى الخطة جيداً ونفذت بدقة ما خططت له الأميرة نرختوس ونجحت.. كان جداً سهل عليّ أن أتسلل إلى منزل الكهنة وأدخل إلى جناح الكاهن الأول.. وبسهولة ميزت القارورة التي يُسلمها دائما لـ بكاتا لأنها كانت مُختلفة عن البقية..

مهمتي الأولى نجحت ويجب أن أكسب ثقة السيدة أسينات أكثر الآن.. وبعدها سيكون فعلا بإمكاني الانتقامي من الملكة كاريتا عبر صديقتها الغبية أسينات...



كاريتا**


شهقت بهيام وبسعادة وأسندت جبهتي على كتف فرعوني بينما كنا نتنفس بسرعة.. عانقتهُ بشدة وفكرت بخجل.. لقد مارست الحُب مع فرعون أسفل الشجرة وفي حديقة الخلفية للقصر.. وكم تمنيت لو أستطيع أن أعترف بعشقي الكبير لهُ.. ولكنني أخجل كثيراً من الاعتراف لهُ بحبي..

ربما قريباً سأفعل وأنطقها أمامهُ.. المهم بأنني سأجعلهُ يشعر بمدى محبتي وعشقي له..

شعرت بفرعوني يُقبل كتفي بقبلة ناعمة رقيقة ثم قبلني على عُنقي وجعل جسدي يقشعر وشعرت بطيار كهربائي يسير في عمودي الفقري..

سمعت فرعوني يهمس بنبرة حنونة في أذني قائلا

" هذا اليوم كان أجمل يوم في حياتي.. بسببكِ محبوبتي أشعر الآن بأنني أسعد رجل في العالم.. أشكركِ محبوبتي لأنكِ جعلتني سعيداً.. وأعدُكِ سأجعلكِ أسعد امرأة في كمت وفي العالم بأسره "

اه كم أحبُك فرعوني.. وأعشق غزلك بي وكلماتك الساحرة والعاشقة.. فكرت بسعادة ورفعت رأسي وقبلت خدهُ بنعومة وهمست لهُ بدلال

" أنا متأكدة فرعوني بأنك ستجعلني أسعد امرأة في الكون.. أنا أثقُ بك ثقة عمياء "

تأملني بنظرات حنونة عاشقة ثم ابتسم ابتسامة ساحرة جعلتني أقع تحت تأثير سحرها.. قبلني بنعومة على شفتاي ثم همس قائلا بجدية

" أشكركِ على ثقتكِ بي محبوبتي.. مهما حدث لا تفقدي ثقتكِ بي أبداً.. والآن حان الوقت لنصعد إلى جناحكِ محبوبتي "

احمرت وجنتاي بشدة من جراء الخجل عندما جعلني أقف على قدماي على الأرض وساعدني بترتيب فستاني ثم قبلني على جبيني وحملني كالعروسة بين يديه وقال بعاطفة

" لن تستطيعي السير محبوبتي لذلك سوف أساعدكِ "

ابتسمت بخجل ولم أفهم كيف عرف بأنني فعلا لا أستطيع السير على قدماي بسبب إرهاقي من ممارستنا للحب بشكلٍ جنوني منذ قليل وطيلة هذا اليوم..

دخلنا إلى القصر وجميع العاملين والخدم والحُراس كانوا يحنوا رؤوسهم لنا باحترام.. أسندت رأسي على كتفه وأغمضت عيناي وتنهدت بسعادة.. أنا سعيدة أخيراً.. سعيدة جداً مع فرعوني..

دخل زيروس إلى جناحي ووضعني برقة على الفراش ولكن قبل أن يستقيم ويبتعد عني تشبثت بعنقهِ بكلتا يداي وقلتُ لهُ بدلال

" أريدُ قبلتي.. أين هي قبلة المساء فرعوني؟!... "

قهقه بمرح وقرص خدي برقة بأناملهِ ثم نظر في عمق عيناي بنظرات عاشقة وحنونة وهمس بحنان

" لم أكن سأخرج من جناحكِ من دون قبلة "

ابتسمت له بحياء ورأيتهُ يُخفض رأسه وفوراً أغمضت عيناي وتنهدت بهيام عندما قبلني على شفتاي قبلة ناعمة ورومانسية..

عندما فصل القبلة تأملني بنظرات حنونة وهنا قبل أن يستقيم ويذهب أردت بطفولية أن أجعلهُ يبقى بجانبي لذلك قلتُ لهُ أول شيء خطر في رأسي

" لا تذهب.. ابقى بجانبي حتى أنام.. أرجوك... "

تأملتهُ بنظرات طفولية بريئة ورأيتهُ يبتسم بوسع وأمسك بذراعي وأبعدها عن عنقهِ ثم جلس بجانبي وقال بحنان

" طلباتكِ أوامر بالنسبة لي محبوبتي.. سأبقى بجانبكِ حتى تنامي "

نبض قلبي بسعادة وابتسمت له بوسع وأمسكت بيده بشدة وأغمضت عيناي وبعد لحظات قليلة فقط غرقت بنومٍ عميق ومُريح...



الفرعون زيروس**


كنتُ أجلس على كُرسي عرشي وأتأمل الوزراء والقادة والنبلاء في مملكتي.. كنتُ مُجتمعاً معهم وأستمع إلى مشاكل المملكة وكيفية إيجاد حلولا لها وأهمها توفير الغذاء والموارد لشعبي..

عندما انتهى الاجتماع جلست بمفردي أفكر بكلمات والدتي.. بسبب ألمي الشديد قررت أن أبتعد عن محبوبتي لفترة عقاباً لها.. لكن ابتعادي عن كارتي كان عقاباً كبيراً لي..

ومع مرور الأيام كنتُ أحترق شوقاً لها ولرؤيتها.. وكم تمنيت لو أنها تأتي إليّ بنفسها.. لكن أمنيتي تلك كانت مُستحيلة..

عندما اكتشفت ما فعلتهُ زوجة القائد بشقيقته أمرت بجلبها إلى غرفة العرش لأراها.. خيتا فتاة ذكية ورائعة وأنا أعتبرها شقيقتي الصغرى.. استمتعت برفقتها وكنتُ أستمِع بسعادة إلى حديثها..

وبعد مرور أسبوعين على ابتعادي عن محبوبتي وبينما كنتُ أتسطح على سريري سمعت بدهشة حُراسي يفتحون الباب.. لم أفتح عيناي لأرى من يدخل فربما تكون أمي.. ثقتي عمياء بحُراسي الملكيين فهم من المستحيل أن يسمحوا لأحد بالدخول إلى جناحي سوى لأمي وطبعا كاريتا زوجتي..

تصنعت النوم إذ لم أكن أرغب بالتكلم مع والدتي وأفتح جِراح قلبي بالتكلم عن كاريتا.. لكن لصدمتي الكبيرة لم تكن والدتي من دخلت إلى جناحي بل محبوبتي الجميلة..

قلبي والذي كان ينزف ألماً لأسبوعين كاملين كان الآن ينبض بجنون من فرط السعادة.. لا أعرف كيف استطعت أن أتمالك نفسي ولا أقفز على محبوبتي وأُقبلها بجنون عندما استلقت بجانبي..

ظننت نفسي أحلم في البداية ولكن عندما عانقتني ونامت على صدري وسمعت صوت انتظام أنفاسها الدافئة والتي كانت تحرق بشرة صدري فتحت عيناي ورفعت رأسي ونظرت إلى الأسفل ورأيت محبوبتي نائمة بعمق على صدري..

ارتعش جسدي بسعادة وابتسمت بفرح ورفعت ذراعاي وحاوط ظهرها بهما واحتضنتُها بشدة إليّ.. كنتُ خائف من أن تختفي من أمامي.. لذلك حضنتُها بشدة ولم أتوقف لساعات عن النظر إليها بسعادة كبيرة..

أخيراً محبوبتي أتت بنفسها إليّ كما كنتُ أتمنى وأحلُم.. سعادتي كانت لا توصف.. محبوبتي أعادت الحياة إليّ وإلى قلبي العاشق لها..

لم أنم لوقتٍ طويل إذ كنتُ خائفاً من أن أنام وعندما أستيقظ لا أجدها في حُضني.. ولكن غلبني النُعاس في النهاية وسقطت نائما بسعادة افتقدتُها لأكثر من أسبوعين..

استيقظت باكراً وأول ما فعلته نظرت بذعر إلى صدري.. اختفت نظراتي القلقة واحتلت مكانها نظراتي العاشقة والهائمة بينما كنتُ أنظر إلى محبوبتي النائمة على صدري..

وكم كانت فرحتي كبيرة عندما أخيراً وبرضاها الكامل سلمتني نفسها.. قلبي كان سيتوقف من شدة سعادتي.. لم أستطع تصديق بأن محبوبتي استسلمت لي بنفسها..

إن كنتُ أحلُم لا أريد ولا أرغب من أن أستيقظ من هذا الحُلم الجميل.. شعرت بأنني أُحلق في سماء آلهتي من فرط السعادة.. رغم أن محبوبتي لم تعترف لي بحُبها لي لكن نظراتها فعلت.. نظراتها لي كانت تُخبرني بصدق بأنها تعشقني.. سأصبر عليها حتى تعترف لي بنفسها بمشاعرها نحوي..

لن أضغط عليها يكفي بأنها أخيراً توقفت عن لومي والطلب مني بإعادتها إلى المستقبل.. ويكفيني بأنها فتحت قلبها لي أخيراً ووافقت على إتمام زواجنا.. قريباً سأسمع منها الكلمة التي أحترق بشدة لسماعها.. أُحبُك.. قريباً ستقولها لي محبوبتي..

شهر بكاملهِ مضى على تلك الليلة التي استسلمت بها محبوبتي وجعلتني أمتلكُها روحاً وجسداً.. شهر من أجمل ما يكون.. السعادة لم تكن تساع قلبي العاشق.. كنتُ سعيداً جداً مع محبوبتي لدرجة أن سعادتي انتقلت إلى جميع من يسكن في قصري الملكي..

احتفالات وحفلات كثيرة أقمتُها من أجل محبوبتي.. ولكن الشخص الوحيد والذي لم يكن سعيداً هو صديقي وقائد جيش مملكتي بيدوس..

حاولت أن أستفهم منه عن ما حدث لكنهُ التزم الصمت.. أنا متأكد بأن ما يحزنه هو زوجته.. أتمنى أن تُحبه قريباً فقائدي لا يُقدر بثمن وهو يستحق السعادة..

تنهدت بسعادة بينما كنتُ أجلس على كُرسي عرشي في الغرفة الملكية أنتظر بلهفة وصول محبوبتي.. لحظات قليلة رأيت زوجتي الجميلة تدخل برفقة حُراسها.. وقفت بسرعة ونزلت السلالم لأستقبلها بنفسي..

وقفت محبوبتي أمامي وابتسمت بسعادة ابتسامتها التي تجعلني أذوب عشقها بها أكثر فأكثر.. أشرت بـ عيناي للحُراس ليخرجوا وفوراً نفذوا ذلك وأغلقوا الباب خلفهم.. رفعت كلتا بداي وبادلتُها ابتسامتها السعيدة وأمسكت يديها وتأملتُها بعشق وباشتياق كبيرين



كانت تضع محبوبتي شعراً مُستعاراً الليلة ورغم أنني أعشق شعرها الطبيعي ولكنني أحببت التغيير الذي فعلتهُ الليلة محبوبتي.. جذبتُها إليّ وهمست بهيام قائلا لها

" تبدين فاتنة مثل العادة محبوبتي.. أحببت الشعر المُستعار ولكنني أُفضل شعركِ الجميل أميرتي "

ابتسمت كاريتا بوسع وقالت بخجل وهي تميل رأسها جانباً

" كانت فكرة نختار أن أقوم ببعض التغيير الليلة.. هل أبدو جميلة؟ "

ابتسمت لها بوسع وأجبتُها بهيام وبطريقة حالمة

" أنتِ دائما جميلة في نظري مهما ارتديتِ وتزينتِ من أجلي محبوبتي.. أنتِ أجمل امرأة بنظري وستظلين الأجمل لآخر العُمر "

رمشت كاريتا بخجل ثم تجمدت نظراتنا وكأنها تحت تأثير سحر الحُب.. جذبت زوجتي برقة ثم أخفضت رأسي وقبلتُها قبلة نابعة من أعماق قلبي العاشق لها



بادلتني محبوبتي القبلة ثم أسندنا جبهتينا ببعضها وتنهدنا معاً برقة.. داعبت وجنتها برقة بأصابعي ثم همست لها بهيام

" محبوبتي.. لدي مفاجأة جميلة لكِ "

أبعدت رأسي ونظرت إليها بعشق ثم حررت قبضتي من يدها واستدرت واقتربت من الطاولة الصغيرة وأمسكت بالصندوق الصغير وحملته ثم استدرت واقتربت من زوجتي وقلتُ لها بينما كنتُ أفتح غطاء الصندوق

" لقد أمرت بصنع هذه الهدية خصيصاً لكِ "

أخفضت كاريتا رأسها ونظرت إلى الصندوق ثم شهقت بقوة وهتفت بسعادة

" إنها سوار ملك العقرب.. كم هي جميلة "

ابتسمت لها بوسع وأجبتُها بتعجُب

" ملك العقرب؟!.. لا وجود لملك العقرب محبوبتي.. هذه سوار الآلهة سركت وتُعرف أيضاً باسم الآلهة سلكت.. فهي إلهة الخصوبة والطبيعة والحيوانات والطب والسحر والشفاء من اللسعات السامة.. وأردت أن يتم صناعة سوارها من أجلكِ فقط حتى تحميكِ الآلهة محبوبتي "

تأملتني كاريتا بنظرات حنونة وهادئة وناعمة.. ابتسمت لها بحنان وسحبت السوار ووضعتهُ على معصمها وقلتُ لها برقة

" لا تُزيليها من يدكِ أبداً محبوبتي.. أريد أن تحميكِ الآلهة سركت دائماً "

وضعت الصندوق في مكانه ثم عُدت واقتربت من محبوبتي وقلتُ لها بمرح

" والآن حان وقت مُفاجئتي الثانية لكِ الليلة "

حملت كاريتا بخفة بـ ذراعاي فضحكت بسعادة وهي تُحاوط عنقي بكلتا يديها



مشيت باتجاه الباب وهتفت للحراس ليفتحوا الباب من الخارج وفورا انفتح الباب وصعدت إلى جناحي..

دخلت إلى جناحي ونظرت بحنان إلى محبوبتي والتي كانت تضحك بسعادة وهي تقول لي من بين ضحكاتها الجميلة

" هل رأيت كيف الجميع ينظرون إلينا بذهول ثم بسعادة ثم بخجل قبل أن ينحنوا أمامنا؟.. أنتَ تُدللني كثيراً فرعوني أمام الجميع "

تأملتُها بعشق وأجبتُها بهمس

" ومن غيركِ تستحق أن أُدللها محبوبتي؟!.. لا توجد امرأة سواكِ تستحق قلبي وتدليلي لها "

توقفت كاريتا عن الضحك وتأملتني بهدوء وهمست برقة

" فرعوني.. أنا محظوظة جداً لأنني القيت بك "

كنتُ أرغب بسماع كلمة أُحبُكَ منها لكنني سأصبر عليها.. محبوبتي تُحبني وأنا متأكد من ذلك لكنها فقط تخجل من الاعتراف لي بمشاعرها..

قبلتُها قبلة هادئة رقيقة ثم جعلتُها تقف على قدميها وهنا انتبهت كاريتا لوجود المائدة في جناحي والتي تم تزينها بورودها المفضلة.. توسعت عينيها بذهول وهتفت بسعادة

" لقد أمرتَ بوضع الورود على المائدة!.. إنها جميلة.. جميلة جداً "

ابتسمت لها بوسع وأجبتُها

" سأفعل أي شيء لأجعلكِ سعيدة محبوبتي.. أي شيء تطلبينهُ مني سأنفذهُ بسرعة "

وهنا اختفت ابتسامتي بسرعة عن ثغري عندما رأيت محبوبتي تتأملني بنظرات حزينة وجادة.. تصلب جسدي وتسارعت أنفاسي عندما سمعتُها تُكلمني بجدية قائلة

" ستفعل أي شيء لأكون سعيدة؟!.. ستفعل أي شيء أطلبهُ منك الآن لأكون سعيدة عن حق!!.. "

بلعت ريقي بقوة وغرقت روحي في بحر من الخوف والحزن إذ عرفت بأن محبوبتي ستطلب مني بأن أُعيدها إلى عالمها.. ولكن بسبب عشقي الكبير لها لن أرفض هذا الطلب لها.. لن أرفضهُ أبداً.. سأدوس على قلبي من أجلها إن كانت ستكون سعيدة في عالمها...



كاريتا**


سعيدة.. نعم أنا أشعر بالسعادة المُطلقة مع فرعوني الوسيم زيروس...

في البداية كنتُ أهواه ثم أحببته ثم عشقتهُ والآن ما أشعرُ به نحو فرعوني هو الهُيام.. أنا هائمة في حُبهِ لحد الجنون..

رغم مشاعري نحوه لم أجد الجُرأة لأعترف لهُ بصدق مشاعري.. لكن عبرت بأفعالي عن مشاعري له.. الهُيام هو أعلى درجات الحب وأكثرها اكتمالاً.. وأنا حُبي لهُ وصل إلى ذروتهِ ولمراحلهِ الأخيرة.. لو باستطاعتي أن أجد كلمة تُعبر فعلياً عن مدى محبتي لهُ كنتُ اعترفت بها أمامهُ..

وقررت بعد مرور شهر على اكتمال زواجنا أن أعترف لهُ بصدق مشاعري نحوه على طريقتي الخاصة..

ومثل العادة حبيبي الفرعون كان طيلة هذا الشهر يفاجئني بهداياه و رومنسيته وحنانه.. أصبحت لا أستطيع التنفس من دونه.. وكنتُ أنتظر حلول المساء بفارغ الصبر لأراه وأكون معهُ ولهُ..

لم نتوقف ليوم عن ممارسة الحُب.. كان يخرج من غرفتي في الصباح وأنام طيلة النهار بإرهاق بسبب ممارستنا للحُب بجنون طيلة الليل..

شهر ساحر وجميل قضيتهُ برفقة فرعوني زيروس الوسيم.. والليلة قررت أن أعترف له بصدق مشاعري..

كالعادة حبيبي أهداني هدية مميزة الليلة سوار الآلهة سركت.. أحببت السوار كثيراً وقررت أن أُنفذ رغبتهُ ولا أزيلها من يدي أبداً.. ثم صعدنا إلى جناحهِ الملكي وطبعا فعل ذلك فرعوني وهو يحملني مثل العادة..

شعرت بالسعادة عندما رأيت مائدة العشاء تم تزينها بالورود كما اقترحت عليه سابقاً.. عادة لديهم كان غير مسموح بوضع أي شيء على المائدة سوى الطعام.. ولكن فرعوني فاجئني وأمر بتزينها ووضع الورود في جرّات الفخارية الجميلة..

ولكن عندما سمعتهُ يقول لي بأنهُ سيفعل أي شيء ليجعلني سعيدة نظرت إليه بجدية تامة وسألته

" ستفعل أي شيء لأكون سعيدة؟!.. ستفعل أي شيء أطلبهُ منك الآن لأكون سعيدة عن حق!!.. "

تأملني بنظرات متوترة وأجابني بهمس

" نعم محبوبتي.. فأنا من المستحيل أن أرفض لكِ طلباً مهما كان "

جلست بهدوء على الكُرسي وقلتُ له بجدية

" حسناً إذاً.. أريدُك وبصدق أن تُنفذ لي رغبتي الوحيدة لأكون سعيدة "

تأملني حبيبي بتوتر ثم استدار ومشى نحو المائدة ثم وقف



أمال رأسهُ جانباً وسمعتهُ يهمس بغصة قائلا

" ما هي رغبتكِ محبوبتي؟.. سأنفذها مهما كانت "

ابتسمت برقة وأجبتهُ بهدوء

" تزوجني "

انتفض بعنف واستدار وتأملني بذهولٍ تام ثم همس بعدم الفهم

" أتزوجكِ!!!... لم أفهم محبوبتي!.. أنتِ بالفعل زوجتي "

ابتسمت له بوسع ووقفت واقترب منه ثم أمسكت بيده وضغطت عليها برقة وقلتُ له بنعومة وبعشق

" فرعوني.. أريدُك أن تتزوجني من جديد.. لكن هذه المرة سأكون بكامل وعيي وبرضاي التام.. "

سقط فكهُ إلى الأسفل من هول الصدمة وتأملني بذهولٍ شديد.. ابتسمت له أجمل ابتساماتي ونظرت إليه بهيام وهمست بعشقٍ له

" هل توافق فرعوني بأن تتزوجني من جديد؟!.. سأكون أكثر من سعيدة إن فعلتَ ذلك "

اقتربت منه أكثر ورفعت رأسي وتابعت قائلة له

" تزوجني.. تزوجني فرعوني فأنا أعشــ... هممممممممم.... "

كنتُ سأقول لهُ بأنني أعشقهُ لكنهُ كتم اعترافي إذ قبلني قبلة نارية خاطفة لأنفاسي.. بادلتهُ قبلتهُ بشوقٍ أكبر.. وعندما توقف نظر إليّ بسعادة وهتف بفرحٍ كبير

" نعم محبوبتي.. موافق.. موافق محبوبتي.. سنتزوج وسأقيم حفلة كبيرة احتفالا بزواجنا الحقيقي.. محبوبتي.. أحبكِ بجنون "

ابتسمت له بسعادة وقبل أن أفتح فمي لأعترف لهُ عن حُبي له حملني وقبلني بجنون ووضعني على السرير..

في هذه الليلة مارسنا الحُب بعاطفة وبمشاعر جياشة وبأحاسيس رقيقة.. كانت ليلة من أجمل الليالي في حياتي..

وطبعاً فرعوني نفذ رغبتي وبسرعة.. في اليوم الثاني تم إقامة زفاف ضخم في القصر الملكي حضرهُ جميع النبلاء في المملكة والقادة والوزراء واحتفل به الشعب باحتفال دام لثلاثة أيام..

وقفت أنا وفرعوني نمسك بأيدي بعضنا أمام الكاهن سيتو وبعض من الكهنة وبحضور الجميع



هذه المرة تزوجت من فرعوني بإرادتي ورغبتي والأهم بوعيي الكامل..



كنتُ سعيدة جداً رغم عدم حضور صديقتي أسينا.. إذ عندما سألت الملكة الأم عنها أخبرتني بأن أسينا مريضة قليلا ولكنها تتحسن..

رغم قلقي على صديقتي إلا أنني قررت زيارتها في اليوم التالي.. ولكن بسبب فرعوني تأخرت لأسبوع كامل للذهاب لزيارة صديقتي.. إذ لم يسمح لي بسهولة بالابتعاد عن فراشهِ أبداً..

كنتُ أنتظر فرعوني كالعادة في المساء في جناحي.. فجأة شعرت بدوار وعندما انفتح الباب ودخل حبيبي حاولت أن أقترب منه لكن رأيت السواد أمامي وسقط جسدي على الأرض..

" كاريتاااااااااااااااااااااااا.. حبيبتي..... "

وكانت صرخة فرعوني المذعورة هي آخر ما سمعتهُ قبل أن أغرق في الظلام..

" إنها تستيقظ سموك.. الملكة تستيقظ... "

فتحت جفوني وأول ما رأيتهُ هي عيون حبيبي الزرقاء الجميلة.. ابتسمت له بضعف وسألتهُ

" ماذا حدث؟!.. "

تأملني بنظرات قلقة وقال بحنان

" لقد أغميّ عليكِ حبيبتي.. كيف تشعرين الآن؟!!... "

حبيبتي!!.. غاب عقلي عن كل شيء عندما سمعتهُ يلفظ بهذه الكلمة لي.. ما أجملها عندما خرجت من بين شفتيه.. نظرت إليه بهيام وعندما أردت أن أعترف لهُ عن حُبي له سمعت بذهول صوت الملكة الأم سات رع تُكلمني قائلة بقلق

" كاريتا.. لقد أرعبتنا جميعاً الليلة.. أنتِ بخير يا ابنتي؟ "

وهنا أبعدت نظراتي عن فرعوني ونظرت في الأرجاء لأرى بصدمة أكثر من عشرة أطباء في غرفتي برفقة الكاهن سيتو والملكة الأم..

نظرت بذهول إليهم ثم سمعت حبيبي يقول

" لقد أغميّ عليكِ ولم تستفيقي بسهولة محبوبتي "

نظرت إليه بدهشة وقبل أن أسأله عن سبب إغمائي سمعت الكاهن سيتو يقول بسعادة

" سمو الملك.. لقد كشفت أنا والأطباء عن الملكة.. مبروك جلالتك.. الملكة حامل "

توسعت عيناي بذهول وكذلك فرعوني.. تأملنا بعضنا البعض بصدمة ثم رأيت فك فرعوني يرتعش ثم أغمض عينيه وهمس بسعادة

" حبيبتي أنتِ حامل بطفلي!.. حامل بوريث العرش.. أشكركِ حبيبتي على هذه الهدية العظيمة "

فتح عينيه وتأملني بفرحٍ كبير ثم عانقني بشدة.. أرحت رأسي على كتفه وهمست بسعادة

" أنا حامل!!.. إلهي أنا حامل بطفلنا فرعوني... "

كنتُ سعيدة جداً الليلة.. سمعت الملكة تهتف بسعادة بأنها ستكون جدة عن قريب ثم أمرت الجميع ليخرجوا ويتركوني برفقة فرعوني بمفردنا..

بعد خروج الجميع من الغرفة مع الملكة الأم ابتعد فرعوني عني وتأملني بسعادة ثم أمسك بكلتا يداي وقبلهما برقة وقال بسعادة وهو ينظر بفرح إليّ

" أشكركِ حبيبتي.. لقد قدمتِ لي أجمل هدية في العالم.. "

ابتسمت له بحنان وحتى لا أجعلهُ يتكدر قررت أن أطلب منه في الغد ليجلب لي والدي إلى عالمي.. وحينها سأكون سعيدة جداً مع عائلتي الجميلة.. ولكنني كعادتي نسيت أن أطلب منهُ بجلب والدي بسبب سعادتي مع فرعوني..

بعد مرور يومين وفي الصباح ذهبت إلى جناح أسينا لزيارتها بعد أن سمح لي فرعوني أخيراً بذلك رغم قلقهِ الكبير عليّ وعلى طفلنا..

زيروس يُبالغ قليلا في حمايتي خاصةً عندما أصبحت حاملا بابنه.. تدللت عليه وتصنعت الحزن حتى وافق أخيراً لأذهب لزيارة أسينا..

دخلت إلى جناحها وسالت دموعي عندما رأيتُها تجلس على السرير ووجهها شاحب جداً وهي تبكي بحزن..

" أسينا... "

همست بحنان باسمها وهنا التفتت ونظرت إليّ بسعادة وشرعت تبكي بقوة وهي تهتف بفرح

" كاريتااااااااا.. كاريتا.. أخيراً أتيتِ.. كنتُ أنتظركِ بلهفة كبيرة.. لم أُصدق بيدوس عندما قال لي في الأمس بأنكِ ستأتين لزيارتي.. كاريتا.. ساعديني.. "

ركضت وجلست بجانبها وعانقتُها بشدة إليّ وسمعتُها بحزن تبكي وتنتحب بشكلٍ هستيري.. شعرت بالقلق عليها وانتظرت حتى توقفت عن البكاء.. أبعدتُها عني ومسحت دموعها بأناملي وسألتُها بحزن

" ماذا حدث لكِ أسينا؟!.. لماذا أنتِ مُنهارة وحزينة؟ "

تأملتني بخوف ثم نظرت باتجاه الباب ثم إليّ وقالت بهمس

" أخرجيني من هنا كاريتا.. ساعديني أرجوكِ.. سأموت.. لن أستطيع الصمود أكثر.. هو يؤلمني.. يؤلمني جداً.. أنقذيني منه أرجوكِ.. أريدُ أن أعود إلى عائلتي.. أريدُ أمي كاريتا.. أريدُ أمي.. أحتاج إليها بشدة كاريتا.. ساعديني أرجوكِ "

تأملتُها بحزن وأجبتُها

" لن نستطيع العودة أسينا إلى المستقبل.. زيروس أخبرني بأنهُ لا يوجد طريقة لنعود بها إلى المستقبل.. لو كان باستطاعتنا العودة كان زيروس أخبرني عنها "

تأملتني أسينا بصدمة كبيرة ثم هتفت ببكاء

" هو يكذب.. هكار أخبرتني بأنهُ يوجد طريقة للعودة.. هكار سوف تساعدنا لنعود إلى المستقبل.. أرجوكِ كاريتا ساعديني لأهرب من هنا.. تعالي برفقتي.. هذا الفرعون غسل دماغكِ بأكاذيبه.. لا تصديقيه.. هو وقائدهُ وحوش.. سأموت إن بقيت هنا.. أرجوكِ كاريتا ساعديني لنهرب معاً من هنا ونعود إلى وطننا "

تأملتُها بذهول ثم بحزن وأجبتُها بجدية وبحزم

" لا أسينا.. لن أعود.. أنا حامل من فرعوني وسعيدة معهُ.. زيروس سيجلب والدي من المستقبل وسأبقى هنا برفقتهِ وابننا لأنني أعشقهُ بجنون.. أنا أحبهُ لفرعوني.. أرجوكِ أسينا اعقلي و... "

تأملتني أسينا بصدمة كبيرة ثم قاطعتني وهتفت بهستيرية

" مستحيل أن أبقى هنا.. هو يغتصبني في كل ليلة.. أنا أتألم كاريتا.. الرجل الذي أحببتهُ أصبح يكرهني بجنون وكل ما يريدهُ مني هو أن أكون وعاء لحمل أطفاله.. الفرعون جعلكِ حامل بطفلهِ حتى لا تتركيه وتعودي إلى المستقبل.. هكار خادمتي سوف تساعدنا لنهرب ونعود إلى عالمنا والزمن الذي ننتمي إليه.. أرجوكِ وافقي "

وقفت ونظرت إليها بألم وأجبتُها بهدوء

" آسفة أسينا.. لن أهرب.. إن أردتِ يمكنكِ الهروب بمفردكِ والعودة.. سأبقى هنا بجانب فرعوني.. أنا أحبه بجنون ولن أبتعد عنه "

توقفت أسينا عن البكاء ثم مسحت دموعها وقالت من بين شهقاتها

" هل غسل دماغكِ ذلك الفرعون؟!.. ماذا عن والدكِ كاريتا؟!.. لم تشتاقي إليه!!.. لم تفكري لماذا الفرعون لم يجلبهُ لكِ لغاية الآن!!.. نحن هنا منذ شهرين ونصف تقريباً.. لم تفكري لماذا الفرعون وقائدهُ يُريدان جعلنا نحمل بأطفالهم؟.. حتى نبقى هنا إلى الأبد.. هذا هو السبب.. "

تأملتُها بعطف ورغم ما قالتهُ لي لم أهتم فأنا سأبقى هنا.. تأملتني أسينا بتعاسة وقالت بحزن

" كما ترغبين كاريتا.. لكن سأخبركِ لقد أجلت هروبي من هنا لأنني كنتُ أنتظركِ.. ولكن بما أنكِ ستبقين هنا يجب أن تعلمي بأنني في الغد وفي المساء سأهرب من هنا.. إن أردتِ أن تودعيني يمكنكِ ولكن بعد وجبة العشاء.. اختلقي أي عذر لزوجكِ الفرعون وتعالي لزيارتي في المساء.. سأهرب قبل منتصف الليل من هنا وأعود إلى وطني وزمني "

أومأت لها موافقة ثم كلمتُها بحزن

" لن أُخبر أحداً بما تُخططين لفعله.. انتبهي على نفسكِ أسينا.. وطبعا سآتي غداً لتوديعكِ "

خرجت من جناح أسينا وشعرت بالحزن بسبب ما تمُر به.. لماذا القائد يُعاملها بسوء؟!!.. ربما بعد هروبها من هنا سأتكلم بصراحة مع فرعوني وأخبره عن رأيي الصادق بقائدهُ اللعين..

في اليوم الثاني وفي المساء سمح لي زيروس لأذهب لزيارة أسينا رغم عدم رضاه الواضح.. لكنني أخبرتهُ بأن صديقتي مُتعبة وأرغب بالاطمئنان عليها..

دخلت إلى جناح أسينا ورأيت خادمة شابة تقف أمام سريرها.. ابتعدت الفتاة وانحنت باحترام أمامي ثم خرجت من الجناح.. اقتربت وجلست بجانب أسينا على السرير وقلتُ لها

" تبدين أفضل اليوم.. ماذا تشربين؟! "

سألتُها برقة في النهاية عندما رأيتُها تمسك كأساً من الذهب بيدها.. ابتسمت أسينا بوسع ووجهت الكأس نحوي وقالت

" أعشاب مُفيدة للجسم.. تذوقيه فهو لذيذ "

أمسكت بالكأس ورشفت القليل منه ثم همهمت باستحسان وقلتُ لها

" لذيذ جداً.. ما اسم هذه الخلطة؟.. سأطلب من نختار لتصنع لي منها فهي لذيذة المذاق وطعمها حلو "

شربت الكأس بكاملهِ ثم وضعتهُ على الطاولة ونظرت إلى أسينا بتعجُب عندما قالت لي وهي تُبعد غطاء السرير عن جسدها وتقف على الأرض

" سامحيني كاريتا.. لكن يجب أن نعود معاً إلى المستقبل.. "

تأملتُها بعدم الفهم ثم فجأة شعرت بألمٍ شديد في معدتي.. شهقت بقوة ووضعت كلتا يداي على معدتي وهمست بفزع بينما كنتُ أنظر إلى أسينا برعب وبوجع

" ماذا فعلتِ بي؟!.. أسينا!!!.. ماذا جعلتني أشرب؟!!.. أنا أتألم.. بطني تتمزق.. ساعديني أرجوكِ.... "

سمعت أسينا تقول بقلق وهي تقترب وتجلس بجانبي

" إنهُ مُخدر فقط.. كاريتا.. كاريتا أنتِ بخير؟!

سالت دموعي بكثرة على وجنتاي وصرخت بألمٍ شديد ثم شعرت بسائل دافئ يُبللني في الأسفل ثم أغمضت عيناي وهمست بخوف وبألمٍ شديد

" طفلي... لا طفلي... "

سمعت أسينا تصرخ برعب

" ماذا أعطتني تلك اللعينة هكار؟!!!.. لقد قالت لي بأنهُ مُخدر فقط وسوف تكونين شبه نائمة وأنتِ صاحية حتى نهرب معاً.. كاريتا أرجوكِ سامحيني.. ما الذي يؤلمكِ؟!.. كاريتاااااااااااااا... "

حاربت فقداني للوعي وسمعت أسينا تصرخ بجنون طلباً للمساعدة.. لا أعلم كم مضى من الوقت لكن شعرت بيدين تمسكني بقوة ثم استنشقت رائحة حبيبي وسمعتهُ يهتف بجنون

" كاريتا حبيبتي افتحي عينيكِ أرجوكِ.. "

شعرت بهِ يمسك وجنتاي بقبضتيهِ وسمعتهُ يهتف بفزع

" محبوبتي أرجوكِ افتحي عينيكِ.. كاريتااااااااااااااا... "

وقبل أن يُغمى عليّ سمعت فرعوني يهتف بجنون

" ارموا هذه اللعينة في الزنزانة فورااااااااااا.. أخرجوها من هناااااااااا.. "

سمعت صراخات أسينا المُرتعبة ثم سقطت غائبة عن الوعي بين أحضان فرعوني....


انتهى الفصل




ولمن يرغب بكتابة تعليق عن البارت هنا:


كيف كان البارت؟...

الفرعون زيروس؟...

كاريتا؟...

أسينا؟...

بكاتا؟...

نرختوس؟...

هكار؟...

وطبعا ما هي توقعاتكم للبارت القادم؟...


أشكركم من قلبي أحبائي على مُتابعتكم لروايتي ومحبتكم الكبيرة لها❤️❤️❤️   أحبكم جدا وكونوا بخير قمراتي دائماً ❤️❤️❤️.

Continue Reading

You'll Also Like

11.2K 1.6K 32
يحدث أن تتعرضَ إمبراطورية مصر الذهبية لزعزعةٍ مجهولة المصدرِ فيضطرّ حينها فرعونها أن يقف في وجهِ العدوّ يثقل كاهله بأوامرَ مقدسةٍ معقدة مع لعنةٍ معقو...
406K 27.5K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...
12.7K 741 21
علي شاطئ العشق تتجمع القلوب في بلد الاساطير في بلد من بلاد عالمي الخيالي يأخذنا الامير الياس و الفتاة آيرس في رحلة طويلة رحلة أمير يعاني من أهله...
24.3K 1.1K 19
تروي قصة فتاة تجبرها الضروف على خوض تجربه فريده من نوعها في مجال العمل نوع القصه رومانسي درامي ذو طابع كوميدي جوليا : فتاه في ال١٩ من العمر ..جميله...