فصل 2 - لعنة سيموتب

6.4K 776 273
                                    




انتباه: أُكرر وأُعيد أحداث هذه الرواية خيالية تماماً.. هي من وحي خيالي فقط.. وطبعاً أنا لم أخترع الفراعنة والتنقل عبر الزمن.. وشكرا.

*************************************




أسينا**


بعد ان انتهت مُحاضراتي انتظرت كعادتي حتى تخلو الجامعة من جميع الطلاب ثم خرجت ومشيت على الرصيف.. بعد مرور ربع ساعة صعدت إلى الحافلة وجلست على المقعد ونظرت بشرود نحو النافذة.. ابتسمت برقة بينما كنتُ أنظر بشرود على الطرقات.. كاريتا إنسانة رائعة.. لطالما كنتُ أحلم بأن تكون صديقتي المُقربة.. لكن كنتُ أخاف من التقرب منها بأن تعلم حقيقة فُقري وتفضحني أمام الجميع..

لم أكن أخجل من فقر عائلتي.. لكن كنتُ أخاف بأن أتعرض للتنمُر مثلما يحدث مع الطلاب الفقراء.. لذلك كذبت وأخبرتهم بأن والدي رجل فاحش الثراء وكنتُ أتجنب الذهاب إلى حفلات زملائي في قصورهم ولا أسمح لهم كثيراً من التقرب مني كي لا يتم إحراجي بأن يطلبوا مني بإقامة حفلة في قصر والدي ودعوتهم..

كنتُ أعمل لدى المصمم تيودور وكان يسمح لي بأخذ ما تبقى من قطع الأقمشة والتي لم يعُد الخياطون بحاجة إليها وكنتُ أخيط لنفسي ملابس من تصاميم أهم المصممين العالمين في منزلي وأرتديها.. أما الأحذية كان يتحنن عليّ ذلك المنحرف تيودور ويعطيني البعض من الأحذية التي كانت ترتديها العارضات في عروضه ويفسدونها قليلا.. كنتُ أصلحها وأرتديها بسعادة..

أما كاريتا فكانت حكاية أخرى.. كنتُ أستلطفها ولكن شعرت بالخوف من التقرب منها بسبب فقري.. لذلك عندما بدأت في الثانوية تتقرب مني شعرت بالخوف الشديد وفضلت أن أتصرف معها بطريقة لا أحبُها بتاتا حتى تكرهني وتبتعد عني..

للأسف كنتُ أتنمر عليها.. وهذا ليس ما تربيت عليه منذ صغري.. كنتُ في كل يوم أعود إلى المنزل وأبكي بحزن بسبب تصرفي المُخزي معها.. كنتُ أحبُها بسبب طيبتها ومعاملتها الحسنة واحترامها للجميع.. لكن للأسف ظروفي منعتني من التقرب منها لأحمي نفسي..

تنهدت بقوة عندما رأيت الحافلة تتوقف أمام الحيّ الفقير والذي أسكنُ به.. ترجلت منها ومشيت نحو منزلي وما أن فتحت الباب تجمدت بذهول عندما رأيت أمي وأبي ينتظراني أمام الباب وهما يتأملانني بطريقة غريبة فنظراتهم لي كانت مزيج من خيبة الأمل و الغضب..

بلعت ريقي بقوة ودخلت ثم أغلقت الباب وكلمتهما بتعجُب قائلة

" مرحبا.. هل أنتما بخير؟! "

تأملتني والدتي بحزن وسمعت بخوف والدي يقول وهو يُحرك يده اليسرى أمامي والتي يحمل بها ظرف النقود الذي أعطتني إياه المصممة من قبل كاريتا

رواية سحر الفرعونWhere stories live. Discover now