فصل 26 - اليوم السابع

3.2K 617 160
                                    





الفرعون زيروس**


الحزن.. هو أقوى شعور مؤلم اختبرته في حياتي.. لا يوجد ألم داخلي أقوى منه.. عشرة أشهر مضت على غياب محبوبتي عني.. عشرة أشهر مؤلمة وقاسية جداً..

ما كنتُ أشعرُ به شبيه بالهم.. الأسى.. الكآبة.. اليأس.. من المؤكد بأن هذه المشاعر بالعادة هي مشاعر سلبية عندما يشعر بها الإنسان.. لذلك أصبحت شخصاً هادئاً و قليل النشاط و منفعلاً عاطفياً وانطوائياً..

لازمني شعور بعدم الرضا عمّا حدث.. عودة محبوبتي إلى زمنها كان خارج عن إرادتي وذلك جعلني تحت ضغط نفسي كبير.. وبسبب ذلك لم أشعر بالراحة ولا بالطمأنينة بعد غيابها عني..

حاولت.. حاولت كثيراً أن أتأقلم على غيابها ولكن لم أستطع.. روحي رفضت التأقلم وقلبي رفض..

وصديقي بيدوس زاد فوق همي هموماً.. رؤيتي له هادئ وصامت وحزين طيلة الوقت جعلتني أتألم أكثر..

كنتُ أجلس على كُرسي العرش داخل الغرفة الملكية في قصري أُفكر بحزنٍ دفين وعميق عندما هتف الحارس من الخارج وانتشلني من شرودي

" الكاهن الأول سيتو "

رفعت نظراتي باتجاه الباب الضخم ورأيت الكاهن سيتو يدخل بمفرده إلى الصالة ليقف أمامي ويحني رأسه باحترام ثم رفعه وتأملني بنظرات حزينة قائلا

" سمو الملك العظيم.. أرغب بأن أتكلم معك على انفراد مولاي.. هناك ما يجب أن أُخبرك به وهو بالغ الأهمية "

رفعت يدي اليسرى وأشرت للجنود والحراس ليخرجوا.. بعد خروجهم أغلقوا باب القاعة وهنا نظرت إلى الكاهن سيتو قائلا

" يمكنك التحدث الآن سيتو "

لدهشتي أخفض رأسه إلى الأسفل ورأيت جسده يرتعش وسمعتهُ يُكلمني بنبرة صوت مُرتعشة وكأنهُ خائف من شيء أو مني بالتحديد

" سمو الملك.. أتمنى أن تسمع كامل اعترافي أولا ولا تغضب من عبدك المُطيع.. فما فعلتهُ ليس سوى بأمر من آلهتي الآباء "

عقدت حاجباي وتأملتهُ بذهول عندما تابع قائلا بخوف

" زوجتك الرئيسية الملكة كاريتا لم تفقد طفلها بعد أن شربت ذلك السُم "

توسعت عيناي وتأملتهُ بصدمة كبيرة وارتعشت أناملي بقوة وشعرت بكل عصب في جسدي يتصلب.. سقط قلبي بين قدماي وتسارعت أنفاسي وشحب وجهي بشدة.. بسبب الصدمة التي تلقيتُها الآن لم أستطع التنفس والتحرك.. كل ما استطعت فعله هو الهمس بصدمة

" كيف؟!!!... "

رفع سيتو رأسه ورأيتهُ يبكي.. تأملني بنظرات مُرتعبة وقال بخوف

رواية سحر الفرعونTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon