THE HORIZON.|| الافق

By Delphi16_12

147K 10.6K 1.8K

لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ... More

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
فصل خاص
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
The End
فصل خاص
فصل خاص.

فصل خاص

2.1K 156 9
By Delphi16_12

" من سماكَ إيڤان؟"

رجل طويل الجسد، جامد الوجه.. بدى خالي من العاطفه ناحيه الطفل الصغير الذي اكتفي برفع رأسه للأعلى بصمت ناظرا للرجل الطويل بعين بيضاء ذابله

العين الحمراء التي تطالعه كانت خاليه من الرحمه او الشفقه.. و مع ذلك، لم يفهم إيڤان لماذا كان هذا الرجل يبتسم بخفوت له.. وكأنه يخبره انه لن يتعرض للأذي.. حتى و إن كان يكرهه!

لم يعرف ان كان يجب عليه الاجابه على السؤال الفضولي من الشخص الذي يبدو غير فضولي ابدا.. فقد بدى، وكأنه يريد فتح موضوع ما.. او ربما محاوله ادعاء اللطف؟!

مع ذلك، تلك العين الغير مريحه لم تكن تنظر فقط لإيڤان.. بل للطفل الجالس بجانبه ايضا، بدى وكأنهما متقاربان في السن.. شعر اسود قصير هو الذي تميز به الطفل الاخر.. عين حاده ارجوانيه يبدو وكأنها مليئه بالانزعاج.. كان يمكنه ان يعرف لمجرد النظر لتلك العين ان هذا الطفل سايرن.. ولكن، لم يعرف اكثر من هذا.. مع ذلك.. الطفل ذو العين الارجوانيه لم يكن هدفه ابدا! لقد كان طفلا تواجد مع الصغير الذي يريد لقائله.. و كما بدى، احدهم جره إلى هذه العربه من دون رغبته.. حينها، اعاد ذلك الرجل النظر للطفل الاخرى الذي بدى كـ لوحه بيضاء يصعب قرائتها

اهتزت العربه فجأه.. و ذلك حين نظر إيڤان للعالم من الخارج.. ينظر للأشجار الخضراء المتراصه معا.. السرعه التي كانت تختفي كل شجره لتظهر الاخرى بسرعه.. جعله يدرك ان هذه العربه الفخمه يجرها العديد من الاحصنه التي تجري بسرعه! و كم اشتاق حينها للمكوث في الغابه.. بعيدا عن اعين الجميع و حول وحوشه فقط.. مكان لن يضربه فيه احد.. لن يكون هناك من ينعته بالوحش او حتى بالشبح لشكله الغريب.. و ربما الذهاب للعب مع ماسيو قليلا و ازعاجه ايضا!

لم يجب لمده طويله بل اكتفي بلف وجهه للنظر للنافذه بصمت.. ربما كره التحدث مع الطرف الاخر.. او كان فقط يرفض التحدث، و ربما عدم التحدث جعل الرجل الجالس امامه يطالع بصمت شديد لدرجه انزعاج إيڤان في النهايه

لقد كان رجلا وسيم.. و مع ذلك، بدى متعب و يحتاج للراحه.. العين الحاده الحمراء تطالع الطفل بجمود إلا ان خلف ذلك الجمود ارهاق شديد

و تسائل حينها في نفسه.. ما الذي يفعله؟! لماذا يحضر طفلا ليس طفله إلى موطنه.. طفلا لا يمتلك حتى صفه من صفات مصاصي الدماء.. او حتى عين حمراء تثبت كونه واحدا من متعطشي الدماء.. ولكن ،لا شيء.. لم يملك شيئا يثبت كونه حتى متحولا ما.. بدى اقرب لوحش تم ولادته!!

ولكن كانت دمائه!!، لقد امتلك دماء العائله المالكه الخاصه بمصاصي الدماء!! السلاله العريقه التي تنتظر المولود المترقب.. و كان احتمال كون الطفل الجالس امامه هو الشخص المترقب ليس احتمالا مستحيلا!

" كانت فتاة بشريه.. و الان،توقف عن النظر لي بهذه الطريقه"

صوت خافت جميل لطفل صغير قد صدر في العربه.. النبره الخافته الجميله جعلت الرجل الجالس يدرك ان هذا الطفل لم يملك شكلا فريدا و جميل..بل صوت عذب و رقيق جدا! ..في حين ان ماسيو الذي كان يجلس بصمت قرر انه لم يتحدث ابدا.. ليس حين يتذكر إيڤان الفتاة التي أسمته!.. فذلك الاخر لم يتوقف عن ذكرها عاده لدرجه انزعاج ماسيو من الفتاة التي لم يرها من قبل!

استدار إيڤان للنظر هنري في النهايه.. في حين ان العين البيضاء الذابله تحركت ببطئ تطالع الرجل الذي يحدق به مطولا.. و تمني حينها ان الاجابه التي انتظرها تبعد اعينه الحمراء عنه..

لم يشعر بالارتياح ابدا، لتلك الاعين التي تنظر لشكله الغريب.. ربما كان معتادا، إلا انه مازال يكره تلك النظرات.. النظرات التي تخبره ان العالم ليس مكان له للعيش به!

" فتاة بشريه؟ ماذا عن والدكِ؟"

سأل.. الحاجب المرفوع جعل من الواضح بالنسبه لإيڤان ادراك ان ما قاله كان غريبا جدا.. و مع ذلك، إيڤان كان يعتقد عكس ذلك.. لقد كان يحب اسمه.. لقد وجد انه اسم جميل جدا.. مشابه لأسم الطفله التي اسمته.. و بعيدا عنهما، تنهد ماسيو بأنزعاج و تسائل ان كان يمكنه الخروج من العربه!

" لقد امتلكتُ الاسم بعمر الخامسه.. أما والدي، فقد ألتقيت به بعمر التاسعه"

اجاب، ولم يبدو مهتما للحديث ابدا.. فقد ألتفت لينظر بصمت للنافذه يطالع الخارج بعين بيضاء لا تحمل أي مشاعر.

لقد كان مبعثر بالتأكيد.. لم يكن طبيعي منذ ان ولد على ايحال.. لم يمتلك اسما ابدا منذ ولادته، بالطبع حتى سن الخامسه.. والده الذي بدى وكأنه كان يبحث عنه قد وجده بعد سنوات حين اعتاد العيش مع الوحوش.. و حينها، و مع ظهور والده اعتقد انه اصبح يمتلك عائله حقيقيه.. عائله لن تنظر لشكله الغريب على انه كائن لا يجب ولادته.. إلا ان هذا لم يدم طويلا..

المده التي بدى وكأنها ستصبح حياته المعتاده الابديه برفقه والده قد انتهت بسرعه شديده بعد سنه تماما..حين قتلت مرأه تَدعي كونها والدته والده امام عينه.. و كان ذلك حين اصبح مشردا في الغابه برفقه وحوشه.. و بعدها ببضع اشهر.. التقي بماسيو و عاشا معا كـ اخوه حتى حضور الرجل الجالس امامه!

" ادعي هنري استيون.. ملك مصاصي الدماء، و من الان وصاعدا سأكون والدكَ"

النبره الجامده و الخاليه من العاطفه قد دوت في العربه.. و ذلك جعل ماسيو يظهر بعض الاهتمام بينما استدار إيڤان للنظر له بعين بيضاء خاليه من المشاعر.. نظر بهدوء للرجل الجالس و لم ينطق لمده...

بدى وكأنه يتباها.. الصوت الجامد كان مليئا بالهيبه و العلو.. و ربما التحذير ايضا، تحذير للطفل غير المرغوب الذي سيخطو لأرض لا ينتمي لها.. و إيڤان كان يدرك ذلك جيدا!

اومئ بصمت و لم يبدو لهنري ان الطفل الجالس امامه كان يهتم حقا.. لم يبدو مهتما لشيء ابدا على الاطلاق! بدى كـ طفل اكتفي من التعرض للخيبات و المأسي المتكرره

' حسنا، ما الذي كنت اتوقعه من طفل اتي معي بكل بساطه!'

حدث هنري نفسه بينما ينظر للطفل الذي يطالع الخارج بصمت.. و بعكس ما كان يتوقعه.. الفتى المدعو إيڤان لم يكن عنيدا ابدا.. لم يكن متطلبا او حتى خائفا، لقد كان طفلا غير مهتم بما يجري حوله.. وكأنه لا يمانع ما سيحصل له!! و ربما هذا هو السبب الذي جعل هنري لا يواجه صعوبه في استدراج الفتى للقدوم معه.. بل هو حتى جر صديق إلي هذه العربه قائلا انه لن يذهب طالما لا يكونان معا..

نظر ماسيو للرجل الجالس امامهما بحذر شديد.. و لم يعجبه ما سمعه! كان من الحماقه ان يحضر شخص بمثل منصبه إلى الغابه فقط لألتقاطهم و التحدث بعدها بالهراء.. كان يريد شيئا، ولكن لم يبدو وكأنه يريد قول الحقيقه بعد.. استدار للنظر لإيڤان الذي بدي غير مهتم على الاطلاق بما سمعه.. فقد اعاد النظر للنافذه مجددا بغير اهتمام

نظر للحظات بصمت لإيڤان.. و تنهد بعدها بخفوت، لقد كان يعرف جدا كم احب إيڤان والده.. و لابد انه من المزعج ان يأتي شخص من العدم محاولا اخذ دور لم يكن له، على ايحال..ماسيو لم يحب ذلك الرجل! ليس حين يمتلك نوايا خفيه!

" اخبرني ما هو نصفكَ الاخر؟"

تحدث هنري فجأه مجددا.. و ذلك بعد ان اراح جسده اكثر على اريكه العربه الحمراء.. لقد كان يعرف ان الطفل الجالس امامه هجين.. إلا انه عدى عن كونه مصاص دماء.. لم يمتلك معلومات اخرى عن النصف الاخر

لم ينظر له الفتى.. بل اكتفي بالمراقبه بصمت.. و لم يبدو عليه الاهتمام حقا للأجابه على الملك الجالس امامه.. لم يبدو خائف، او مرتعب.. لقد كان بعيدا عن كونه على قيد الحياة.. يتأمل المكان البعيد بعين بيضاء لا يمكنها اظهار مشاعره

" روز.. والدتكَ كانت مصاصه دماء.."

" انا لا اعرف تلك المرأه.."

قاطعه فجأه بنبره حاده.. استدار للنظر له في حين ان العين البيضاء المهدده كانت تنذر الجالس من عدم اكمال حديثه... صمت هنري، و لم يبدو انه قد شعر بالانزعاج بعد ان تم مقاطعته من قبل طفل.. لقد كان يفهمه بطريقه ما!!

لم يكن هناك من احب روز.. و ليس هو ايضا، لقد كانت امرأة ساقطه القت بجسدها للكثير من الرجال من قبل.. وضيعه لم يحبها احد.. و في النهايه كان مصيرها الموت بطريقه مأساويه!

بادل الطفل النظرات و لم يقل الكثير.. و تسائل في نفسه، كيف يمكن لهذا الطفل ان يكون ابن روز!!.. لم تكن تلك المرأه قبيحه، ولكنها لم تكن جميله ايضا.. لقد كانت امرأه عاديه إلى حد ما.. اما ما ميزها عن غيرها هو جسدها المنحوت المثير.. ولكن لا شيء اخر

اما هذا الطفل، فلم يملك شيئا يشبهها.. لم يكن هناك دليل واحد ان من حملته كانت امرأه تدعي روز..بدى الامر بالنسبه لهنري وكأنها كانت تحمل طفلا ليس طفلها في الواقع!..ولكنه كان يتذكر جيدا.. كان يتذكر بطنها المنتفخه و ولادتها الصاخبه.. و في النهايه خروج كائن غريب لم يمتلك لونً عدى اللون الابيض!

" والدكَ.. هل كان ليكان؟"

سأل هنري بهدوء، و تملكه الفضول اكثر ناحيه الطفل الصغير قليل الكلام، لم يكرهه.. لم يمتلك سبب لكره طفل لم يقترف خطأ ما.. لقد كان فقط خطئ الكبار، و في النهايه من تحمل الخسائر كان طفلا صغيرا ضاع في منتصف الطريق.. و مع ذلك، هنري لم يشعر بالراحه حوله.. او حتى الألفه له، النفور كان يصيبه فقط لمجرد النظر للشكل الغريب، في النهايه لقد كان ابن زوجته الخائنه!

من المرجح.. ان والد الطفل ليكان، كان هذا ما سمعه من مستشاره فقط! لقد ذهبت روز إلى حفله اقامها الفا الليكان.. و بعد بضع ايام تم الكشف عن حملها.. و مع ذلك، هنري لم يكن متأكدا حقا!!.. لم يعرف ان كانت روز قد القت بنفسها لشخص اخر خلال الايام القليله قبل حملها... ولكنه على ايحال، كان متأكد ان الطفل لم يكن له!.. ليس حين رفض لمسها تماما

" اخبرني يا هنري.. لماذا لا اسأل انا الان؟ يبدو لي انك تمتلك الكثير من الاسأله بعكسي.. لذي دعني انتهي اولا! "

تحدث فجأه بجمود، رفع رأسه للأعلى قليلا.. و قد بدى متعالي جدا بالنسبه لطفل صغير.. إلا انه لم يهتم، لقد كانت اخر كلمات والده هي التكتم عن نوعه كـ هجين! و كان يريد تحقيق شيء بسيط لوالده الذي رحل قبله.. مع انه يدرك في النهايه انه سيتم كشف نوعه في وقت ما.. إلا انه ليس مضطرا لقول شيئا لأحد

" بعكس ما تبدو.. انت وقح بشده"

قبض على يده بقوه حين تحدث.. ولكنه لم يملك الجرأه لضرب طفل صغير، لم يرد ان يتم نعته بالملك الذي يضرب الاطفال!! لقد كان افضل من ذلك.. تنهد، و رفع يده ليدلك جبينه حين شعر بصداع خفيف.. في النهايه، لقد كان بالتأكيد طفل روز!!

" تحدث.. ما الذي تريد معرفته"

" ما الذي يريده ملك مصاصي الدماء مني؟ لا اتذكر اني كنت على علاقه مع العائله الحاكمه"

" المرأه التي انجبتك ابنة عمي.. كما انها كانت زوجتي، انها تمتلك دماء العائله الحاكمه.."

شرح بهدوء، لم يكن حقا يحب روز منذ البدايه.. لقد كان فقط عليه الزواج من العائله لأنجاب طفل قد يحمل دماء ملك مصاصي الدماء الاول.. الشخص الذي قيل انه سيتم اعاده ولادته ليجلب المجد للمملكه، اسطوره تم تداولها منذ قديم الازل و حتى الان! .. إلا ان الملك المنتظر لم يظهر قط، و لم يعرف احد ان كان هذا مؤشرا على فساد المملكه

" انت بالتأكيد تمتلك ذوق جيدا في النساء!"

النبره الساخره للطفل جعلت من ملامح هنري تتجمد للحظات.. القهقه المليئه بالسخريه في نبره الطفل الرقيقه جعلته يود قتل هذا الصعلوك الصغير الذي التقطه من الغابه!.. ولكنه لم يستطيع فجأه فعل شيء احمق.. لقد كان يحتاج هذا الطفل!.. في النهايه، هنري الذي لم يستطع فعل ما يريده تحدث بنبره جامده بينما ينظر بعين حاده حمراء للطفل الذي يجلس امامه

" سيكون من الافضل التحدث بأحترام معي.. إيڤان"

الابتسامه الساخره على وجهه الابيض الصغير قد تبددت فجأه.. للحظات فقط بينما يبادل صاحب العيون الحمراء بهدوء لفتره من الوقت.. فتره قصيره ففط.. بينما تطالع العين البيضاء الصافيه هنري الذي انتفض قلبه من الداخل..ايقظ حواسه بأكملها.. و شعر ان الطفل الصغير دخل روحه بينما ينظر له..

إيڤان، الذي اكتفي بالنظر فقط قد ارتسمت ابتسامه خافته على وجهه الجميل بينما ينظر لهنري.. تحرك شعره الابيض الطويل ناحيه وجهه بسبب العربه و مع ذلك، لم يرفعه على الاطلاق.. تحدث بنبره جميله ساحره مليئه بالسخريه

" اعتذر جلالتكَ.. ولكن، زوجتكَ لم تعلمني الاحترام من قبل"

اظلمت ملامح هنري فجأه.. و شعر بالغضب من الحديث الساخر الذي تم قذفه عليه من قبل طفل صغير.. قبض على يده بقوه شديده حتى ارتجفت يده في حين ان العين الحمراء اخذت تطالع إيڤان بحده مخيفه وكأنه لم يكن الشخص الذي انتفض قبل لحظات امام طفل!..

لم يكن يحب روز!، لقد كان يكرهها بشده.. و لم يستطع تحمل رؤيه اي شيء يخصها ابدا..كونه فقط تزوج بها و امتلك طفلا منها فكره تقرفه مع انه يدرك جيدا انه لا يكره ابدا طفله البريئ على الاطلاق! .. إلا ان تذكره لذلك دائما امر يجعل اعصابه تغلي اكثر!!.. و كان هذا الطفل فقط يستطيع فعل ذلك بشكل جيد!!

ملامح إيڤان السعيده قد انقلبت فجأه لأخرى باليه خاليه من الحياه بينما ينظر للرجل الذي يقذف نيه قتل واضحه نحوه.. عينه البيضاء اللامعه التي تشبه اللؤلؤه بدت ذابله بشده وكأنها تظهر جوهره الحقيقي و انزل بصره للنظر ليده الصغيره بجمود مبتعدا عن النظرات القاتله.. لم يحب والدته على ايحال، لقد كانت امرأه قد رمته في الغابه متمنبه ان تقتله الوحوش لعلها تتخلص منه بطريقه ما.. و لم تكتفي بذلك فقط بل كانت السبب بقتل والده امام عينيه.. والده الذي احبه بشده، الاب الذي شعر انه قد يعوضه عن كل سنواته الضائعه وحيدا في الغابه.. و مع ذلك، والدته دمرت ذلك تماما بعد ظهورها المجنون وقتل رفيقها الذي قتلها قبل موته ايضا.. نهايه مأساويه لليكان امتلك رفيقه وضيعه.. و طفلهما الذي نظر لوالديه الغارقين في الدماء امامه بصمت!

على ايحال، لم يبدو ان إيڤان كان الوحيد الذي يكره المدعوه روز فقد بدى ان زوجها ايضا لم يفعل!

اهتزت العربه بعد صمت.. بينما الهاله الحاقده و الكاره مازالت متواجده حتى شعر إيڤان ان الرجل امامه سيقتله حقا، حسنا.. هو لا يمانع ذلك.. لم يمتلك ما يعيش لأجله سوى الوحوش.. و حتى مع حبه للوحوش التي ربته، إلا انه لم يشعر بالراحه حولهم ابدا! لقد كانو كائنات قيدت مشاعره.. و لم يعرف كيف يتصرف سوى برسم ابتسامه على وجهه!

رفع عينه عن يده لينظر للجانب، تحديدا للنافذه التي تغطيها ستائر حمراء اللون.. رفع يده ببطئ بينما يشعر بنيه القتل ذاتها نحوه.. ازاح الستائر الحمراء القصيره اكثر ناظرا للطريق الرملي الذي تغطيه الاشجار من كلا الجانبين.. و حينها، رأي وحوشه! الكثير منهم مختبئ خلف الاشجار ينظر بعين ثاقبه للعربه التي تحمل سيدهم.. و لو لا موافقه إيڤان للذهاب برفقه هنري لدمرت الوحوش في الغابه العربه و قتل كل من عليها.. لا عجب ان سائق العربه الذي شعر بـ الاعين المتربصه كان يقود بسرعه شديده..

ابتسم بجفاء..  ربما يحب وحوشه، ولكن التصاقهم الدائم به كان خانقا بشده لدرجه كرهه لهم في بعض الاحيان!.. الهاله القاتله جعلته يتذكر هنري التعيس الغاضب.. و ذلك حين تحولت ابتسامته لأخرى ساخره.. ترك الستاره الحمراء.. لتتدلي الستائر مخفيه الخارج بشكل جزئي  عنه ذلك حين استدار للنظر للرجل الضخم امامه قائلا بعد فتره قصيره

" اذا.. هل تريد قتلي الان؟ انا لا اهتم حقا.. و لكن الوحوش ستغضب"

رفع هنري حاجبيه بحيره.. في حين ان الانزعاج الذي تملكه قد اختفي تماما.. لقد كان هذا الطفل بالتأكيد لا يمتلك رغبه في البقاء على قيد الحياة!.. تعاسته بدت ابديه بطريقه غريبه!.. تنهد ليرفع يده يمسح وجهه بيأس.. على ايحال، لم يكن بتلك الجرائه لقتل هذا الطفل..

كان يدرك، خدشا واحدا  سيقلب العالم رأسا على عقب.. و خاصه حين تكون الوحوش مهووسه به بطريقه مرعبه.. على ايحال، هنري لم يكن يريد اباده شعبه ابدا.. كما انه لم يكن رجلا قد يأذي طفلا صغير حتى و ان كان طفلا حقيرا!

" لست شخص وضيع.. انا لن اقتل طفلا لم يقترف خطأ ابدا! "

نظر في النهابه لإيڤان حين لم يحصل على اجابه.. و قد بدى ان الاخر قد ابتسم بهدوء و لم ينطق بعد ذلك بشيء.. كان ذلك وحده قد جعل هنري يتنهد مجددا ليردف قائلا بهدوء بعد ان نظر للطفل الذي بدى اكبر من عمره للحظات.. و اعتقد ان عليه شرح سبب احضاره لمملكه مصاصي الدماء فجأه

" ملك مصاصي الدماء الاول.. لقد كان مؤسس المملكه.. لم يتم ذكر الكثير عنه من قبل.. إلا ان هناك ورقه قديمه مكتوبه بلغه مجهوله.. ان الملك الاول سيتم اعاده ولادته من جديد.. هذا هو السبب في زواج العائله الحاكمه من بعضها البعض.. "

شرحه بهدوء بينما عينه الحمراء اخذت تنظر للطفل الصغير الذي يطالعه بصمت.. الرموش البيضاء الطويله قد تشابكت معا لعده مرات بعد سماعه للمختصر الذي وجده سخيف بشده.. حرك رأسه للجانب لتتحرك خصلات شعره معه بينما عينه البيضاء الكبيره نظرت بسخريه للرجل قائلا بعد ان رسم ابتسامه جانبيه ساخره

" و انتم الكبار قد صدقتم ذلك؟"

لطالما وجد الامر غريبا.. لم يبدو له ان البالغين يتصرفون بطريقه عاقله على الاطلاق.. و كان اكبر مثلا على ذلك والدته التي كانت تلهوي في كل مكان حتى انجبت طفلا كرهته.. و والده الذي فضل قتل نفسه مع رفيقته العاهره بدلا من التضحيه للبقاء مع ابنه الوحيد!.. لم يكن هناك شخص مسؤول بينهم! و حتى الرجل المدعو هنري الذي فقط تصديق امر تافه كـ هذا! مما جعل حياته تتدمر في النهايه

هنري الذي سمع هذا الحديث، تصاعد غضبه مرى اخرى.. و قد احتدت عينيه حتى اصبحت مخيفه لأي شخص يمر من امامه.. ولكن هذا ليس حين يكون الطرف الاخر طفلا صغيرا رأي ابشع و اخطر الوحوش طوال حياته.. أراح ظهره على كرسي العربه الاسفنجي ليقول بعد ان كتف يديه معا بينما ينظر للرجل الغاضب امامه

" على ايحال.. انت نقول ان هناك احتمال لكوني انا ذلك الشخص غريب الاطوار؟ "

زفر هنري بصوت عالي، و لم يشئ ضرب او تهذيب طفلا ليس طفله حتى.. لقد كان عليه التأكد، ان كان هو الملك المستقبلي الذي تتحدث عنه الاسطوره! حينها سيحتاجه مصاصي الدماء.. للأزدهار الذي يتمناه الجميع! ان كان يستطيع قرائه تلك الرساله القديمه و فك شفرتها.. فـ ذلك يعني انه الطفل المنتظر الذي يتمناه الجميع!

" انه مجرد احتمال.. يمكنكَ ان تعيش حرا بعد ذلك "

" حسنا.. تمني ان لا اكون هو.. لأنني لن اتردد بتدمير تلك المملكه ان اصبحت ذلك الشخص "

اجاب بعد ابتسامه مريضه رسمت وجهه، و لم يبدو ك طفل لهنري الذي قبض على يده بقوه.. لم يعرف ما العمل تحديدا مع هذا الطفل!

قتله كان مستحيلا.. و اخراسه كان خطيرا، فقط.. ان لم تتواجد تلك الوحوش في الارجاء!.. إن لم تتواجد كان يمكنه تلقين هذا الطفل درسا حتى يعرف كيف يتحدق مع الاكبر سنا بشكل جيد!

في النهابه، هنري لم يستطع فعل شيء للطفل الوقح حقا.. بل اكتفي بالصمت لفتره طويله مراجعا قراره في احضار هذان الطفلين إلي منزله..الهدوء ساد العربه في الداخل و لم يشيء احد من الجالسين التحدث على الاطلاق.. حتى وصلو اخيرا إلى الوجه المحدده

توقفت العربه فجأه مما جعل الصغيرين يترقبون النزول من هذه العربه و الاستكشاف.. في النهايه،من لم يحب التجول في مكان للأغنياء!

فتح الباب امام اعينهم، و حينها وقعت اعينهم على رجل طويل القامه.. ذو  شعر بني املس طويل يصل إلى كتفه كان قد ربطه على شكل ذيل حصان ليضعه في النهايه على كتفه.. ملامح هادئه متزنه ملئيه بالراحه و عين حاده دمويه نظرت لمن هم في الداخل.. انحني حينها بأدب ليقول بصوت هادئ و مريح

" لقد كنا في انتظارك سموك.. مرحبا بعودتكَ"

نظر هنري لخادمه المخلص بهدوء قبل ان يحرك رأسه برضي على الاستقبال المعتاد و قد بدى حينها انه على وشك قول شيء ما لجوردن.. إلا ان إيڤان اوقف عن ذلك تماما فقد اندفع بسرعه للخارج جارا ماسيو خلف.. في حين ان الاخر قد تم ضرب رأسه بطرف باب العربه جراء الاندفاع المفاجئ الغير متوقع

جوردن الذي تحرك جانبا سامحا للطفلين بالخروج نظر بحيره لما يجري و لم يعرف ما الذي حصل قبل لحظات.. إلا ان الصوت القوي الذي احدثه الضرب جعله يتسائل في النهايه ان كان ذلك الطفل بخير!

تنهد هنري حينها، رفع يده ليمسح وجهه بيأس و تسائل مجددا ان كان قرارا خاطئ احضارهما إلى هنا.. فقد شعر ان المشاكل على وشك ان تبدأ بطريقه ما

حرك جسده ليخرج من العربه و ذلك حين نظر للقصر الكبير امامه.. مساحه شاسعه خضراء و اشجار و ورود كثيره قد زينت القصر.. و الكثير من الخدم الذين يقفون لنهايه مدخل القصر لأجل ملكهم بشكل مصطف.. اخذ نفسا عميقا قبل ان تقع عينيه على الطفلين الذان وقفان ينظرون لما حولهما بفضول.. تقدم حينها ناحيه إيڤان بينما نطق بهدوء و هو يعطي معطفه الاحمر لجوردن الذي كان يتبعه

" هذا صحيح.. استعد لمقابلة شقيقيك.. انهمــ... "

" اشقاء!!؟ هل امتلك اشقاء حقا!!؟ "

استدار إيڤان للنظر له بسرعه.. بينما ابتسامه واسعه سعيده يظهرها للمره الاولى قد ارتسمت على وجهه حتى اظهرت انيابه الصغيره.. في حين ان العين البيضاء التي بدت خاليه قد لمعت ببريق جميل دهش منه هنري مما جعله يغاضي في النهايه عن مقاطعه نصف حديثه.. رمش للحظات بينما ينظر للطفل المتحمس و ذلك جعله يردف في النهايه قائله بحيره

" حسنا.. نعم، جوليان هو ابن والدتك.. اما... "

" رجل مسن تعيس!! كان يجب ان تقول هذا منذ البدايه.. والدي قال ان الهجناء لا يمتلكون اشقاء!!.. ولكن انتظر!!.. "

تجمدت ملامح هنري و شعر برغبه في لكم الطفل الذي يتسمر في مقاطعته بل و لم يرغب في التوقف عن التحدث ابدا فقد استدار للنظر لماسيو بينما يتحدث بسعاده

" هل هذا يعني انني سألعب مع شقيقي!! سأعرفه على وحوشي ايضا!!..ماسيو لقد اصبحنا ثلاثه او ربما اكثر!! "

لطالما اراد اشقاء للعب معهم! كان دائما يجد انه من الرائع رؤيه اشقاء البشر و هم يلعبون معا و يحمون بعض.. و قد اراد تجربه ذلك بشده!.. إلا ان والده اخبره دائما ان كونه ولد هي معجزه بحد ذاتها.. اما امتلاك اشقاء فهو امر شبه مستحيل.. و ذلك حين اكتشف ان ولاده طفل هجين هو امر نادر بشده.. مع ذلك، إيڤان لم يصدق هذا ابدا!.. و خاصه حين التقي بـ ماسيو الذي كان هو الاخر مزيج تم ولادته من انثي سايرن و مستذئب!.. و حينها اعتقد ان والده كان مخطئ لا اكثر و ما جعله يصدق ذلك بشده هو ظهور اشقاء له! مع انهما ليسا من ذات الاب كما يبدو!

" لا تدخلني في هذا حتى!.. كما انه ليس شقيقي بل شقيقك "

اجاب ماسيو بجمود للمره الاولي بينما نظر للجانب الاخر بأنزعاج، و قد بدى وكأن ما يسمعه لم يكن يروق له على الاطلاق!.. لقد شعر وكأن هناك من يحاول سرقه مكانه! إلا ان إيڤان لم يبدو وكأنه اهتم للضيق المرسوم على ملامح صديقه بل امسك يد ماسيو يجرها متجهين لداخل القصر بينما يردف بحماس

" ليس هناك فرق!.. لنذهب "

اضطر ماسيو للذهاب معه على مضض و لم يبدو انه يود اكتشاف المكان ابدا بعد الان.. في حين ان هنري نظر للجسدين الصغيرين المبتعدان بصمت قبل ان يحدث جوردن

" من الان وصاعدا عاملو الفتى الشاحب وكأنه احد ابنائي.. لا اريد رؤيه تمييز على الاطلاق.. الطفل ذو العين الارجوانيه سيكون ضيف القصر.. لذي عاملوه بشكل جيد ايضا! "

" كما تريد سموكَ"

اجاب جوردن بطاعه في حين انه اشار بيده بشكل سري لبعض الخدم للحاق بالضيفين الجدد.. بينما تابع هنري التحدث و هو ينظر للخدم المتجهين لداخل القصر

" جوردن.. راقب الفتى الشاحب ذلك و لا تجعله يسبب المشاكل، ايضا.. احرص على عدم اغضابه او حتى إذائه.. هل هذا واضح؟ "

لقد كان يعرف ان الوحوش تحب ذلك الطفل.. إذائه او حتى فعل ما قد يجرحه كان امرا سيثير غضب الوحوش و ربما حينها مملكته بأكملها ستتدمر على يد طفل صغير.. لقد كامت هبة يمتلكها لا يمكن التغاضي عنها.. خطيره و من يعرف ما الذي يخفيه ايضا تحت الستار الابيض

" سأفعل ما يحبه ملكي! "

اجاب جوردن و ذلك حين تحرك هنري للأمام بين وفد الخدم الذي انحني بأحترام بينما يمشي وسطهم.. و للحظات، كان كل شيء بخير.. ذلك قبل ان يسمع صراخ امرأه عالي مليئ بالرعب.. و بعكس جوردن الذي توقف بفزع ليرى ما الذي حصل اكمل هنري  الطريق بينما يتجاهل الخدم قائلا بنبره هادئه موجهً حديثه لجوردن

" و ايضا توقع ظهور بعض الوحوش هنا و هناك في القصر.. اذا تسببو ببعض المشاكل اخبرني.. اخبرهم بتحضير الغداء.. سأعرف عائلتي بالافراد الجديد "

" ح. حسنا، ملكي "

اجاب جوردن للمره الاولى بينما ينظر للسماء الزرقاء تحديدا للغفرين الذي يطير فوق القصر بغضب شديد.. و لم يبدو حينها وكأنه يحب هذا المكان على الاطلاق، إلا ان لا احد استطاع الاعتراض او قول شيء ما.. بل اكمل الجميع عملهم بتوتر شديد بينما يرون ظهور بعض الوحوش المرعبه التي تراقب من كل بقعه على ارض القصر العشبينه!

.
.
.
.

" تبا، انتظر قليلا!!"

صوت ماسيو المنزعج  قد دوى في الرواق بعد ان كاد يتعثر.. بينما اخذ ينظر بحنق لإيڤان الذي يجر يده في كل مكان في ارجاء القصر لأكتشافه وكأنه دميه ما.. و ربما ما ازعجه اكثر سرعه إيڤان التي بالكاد يجاريها! .. تنهد بصوت عالي حين لم يحصل على جواب لينظر حينها حوله.. رواق القصر كان جميلا جدا.. التماثيل و الصور و الزينه المتواجده في داخل القصر قد جعلت عينين الطفلين تلمع بدهشه.. رؤيه امور ثمينه و باهظه الثمن للمره الاولى جعل من ماسيو يود البقاء اكثر في هذا المكان.. في حين ان إيڤان شعر برغبه في تدميره فقط!!

إلا ان الحماس ما زال قد امتلئ في قلبهما.. انتباه ماسيو نحو الاثاث الراقي قل حين انتبه لخادمان يركضون خلفهم بتعب.. و قد بدى ان إيڤان الذي يتحرك في المقدمه قد اتعبهم حين كان يتحرك بشكل عشوائي في كل مكان.. لدرجه انهما لم يعرفان إلى اين قد يتجه هذه المره..

انعطف جسد ماسيو فجأه و ذلك حين اتسعت عينيه بدهشه و كاد يتعثر إلا ان اليد التي تمسك معصمه قد جرته للأمام وكأنه ورقه خفيفه يمكن تحريكها مع الرياح!!. كان يعرف ان إيڤان كان قويا، إلا ان قوته كانت مخيفه حتى قبل ان يتحول!

دخلو فجأه إلا مكان ما بعد اضاعه الخدم، غرفه فارغه كما يبدو.. بعض الارائك قد تواجدت و سرير ايضا.. القليل من الصور و مدفئه غير مشتعله.. و امامهما تماما، نافذه كبيره جدا تخرج اشعه الشمس منها لتدخل للغرفه الفارغه!

" لا اعتقد انها فكره جيده التجول هكذا.. "

تحدث ماسيو بهدوء بينما ينظر حوله بفضول في حين ان إيڤان ترك يده ليتقدم ناحيه النافذه ناظرا للخارج مع ابتسامه سعيده على وجهه

" انها فكره رائعه بالنسبه لي.. ما رأيك في القفز من النافذه!! اعتقد ان ذلك سيكون رائعا جدا! "

استدار للنظر لماسيو في النهايه، بينما عينه البيضاء المعميه قد تقوست بسعاده كبيره و هي تنتظر ردا جيدا!

" ماذا! بالطبع لا!!... لا يمكنك القفز من النافذه هل رأيت حتى كم كان هذا المكان ضخما في الخارج، سنموت!!"

" هيا ماسيو، لا تكن جبانا.. يمكننا لعب لعبه الموت ايضا!! "

كان يعرف جيدا ما هي تلك اللعبه اللعينه!! لقد لعبها لمره واحده فقط و قد رأى شريط حياته بأكمله يضيء امام عينيه الارجوانيه!.. لعبه حمقاء اخترعها رفيقه الانتحاري.. كان فقط عليه الذهاب لمكان عالي بشده.. عالي حيث قد يغمي عليه، و بعدها كان سيدفعه إيڤان للأسفل و يسقط معه مباشره

و بينما صرخ ماسيو لأجل حياته، كان إيڤان يضحك بسعاده و هو يظهر استمتاعه بالاجواء حتى في النهايه اتى احد وحوشه لألتقاطهما قبل ان يموتا!.. تجربه تعيسه لن يكررها ابدا مهما حصل!

" ان ألعابك هي من ستقتلني قبل ان اتحول ايها الاحمق!! "

تمتم ماسيو بحنق شديد بينما تقدم لضرب رأس إيڤان بغضب بعد تذكره لتلك الذكري التعيسه.. في حين ان الاخر وضع كلتا يديه على رأسه بينما يزم شفتيه بعبوس شديد

" ولكن انا فقط اريد اللعب.."

همس بعبوس.. عينه البيضاء قد هبطت بحزن شديد جعلت ماسيو يشعر بتأنيب الضمير.. حسنا، لم يكن يمانع اللعب على الاطلاق!.. ولكن ليس بطريقه إيڤان ابدا!!.. قرر مواساه صديقه و الاعتذار إلا انه و حتى قبل ان يفعل ذلك.. اختفت الشمس التي كانت تضيء الغرف فجأه و ذلك حين اصبح المكان مظلما نسبيا!

" ما الذي حصل للشمس..."

توقف عن الحديث فجأه و انتفض جسده بفزع حين نظر للعين الذهبيه الضخمه التي تطالع من النافذه.. عين نظرت له وكأنه تخبره ان الموت قريب جدا بالنسبه له بعد تجرأه على ضرب و احزان ملكه! .. مما جعله يعود للوراء من دون ان يشعر بينما يتمتم بهلع

" ل. لماذا هذا الشيء هنا، بجديه اشعر بأنني سأموت قريبا بسببك إيڤان! "

لم تحب الوحوش الاشخاص بقرب ملكهم!.. عاده كانو يقتلون اي شخص يحاول الاقتراب، إلا ان ماسيو بدى كأستثناء.. لم يستطيعو الاقتراب منه ابدا و خاصه حين يكون امرا من ملكهم الذي بدى سعيدا اخيرا للحصول على صديق!

ماسيو الذي شعر انه على وشك الموت نظر لإيڤان مقرر اخباره بأبعاد أون من هنا.. إلا انه لم يفعل في النهايه

العين البيضاء احتدت بغضب شديد بينما يطالع أون الذي ينظر من الخارج.. العين اللؤلؤيه لمعت ببريق قاتل في الظلام الذي حل فجأه في حين ان الوجه الخالي الملامح قد بهت بشده لدرجه اعتقاد ماسيو ان الوحش هو من يقف امامه الان!.. إلا ان ذلك الوجه المخيف لم يدوم طويلا ابدا فقد عاد إيڤان للأبتسامه بينما يحك رأسه من الخلف قائلا بهدوء شديد بعد اختفاء أون و عوده الشمس لتضيء المكان

" حسنا.. لقد ضربتني فجأه ايضا انت تعرف ان الوحوش لم توافق على ذهابي إلى هنا.."

بالنسبه للوحوش إيڤان كان كل شيء.. و انزعاجه او إيذائه كان يغضبهم بشده.. و كـ طفل صغير لم يتحول بعد كانو هم من يدافع عنه و يحتضنونه.. لقد فعلو ما يتطلبه الامر ليعيش ملكهم بشكل جيد وكأنه امير بين الوحوش و ماسيو كان يدرك ذلك جيدا!

الهجناء، لقد كانو فئه نادره و قليله في هذا المجتمع.. و ان ولدو، يتم اعتبارهم لعنه من قبل السماء.. امتلاكهم لقوة استثنائيه جعل من الكائنات الاخرى ترتعب منهم.. و تم اعتبارهم اخطاء لا غير، و حينها حتى ان تم ولاده طفل هجين كان يتم قتله فقط او رميه في مكان ما في الغابه لتأكله الوحوش!

تماما كما حصل مع ماسيو و إيڤان، في النهايه كان يمكن لماسيو تفهم هوس الوحوش في حمايه ملكهم.. بل لم يعترض او ينزعج من ذلك على الاطلاق.. مع انه كان يعتقد ان الشخص الاكثر اخافه هنا هو إيڤان نفسه!

" انهم يتصرفون كـ آباء مزعجين الان! "

تمتم ماسيو بأنزعاج، بينما يتجاهل القشعريره التي دبت في جسده بعد التغير المفاجئ في ملامح إيڤان.. و نظر بعيدا حينها لمكان اخر تماما.. كان ذلك حين انتبه لدخيل ما.. طفله صغيره جميله تقف على مقربه منهما.. شعر اشقر ناعم و قصير يشبه اشعه الشمس في حين ان العين الواسعه القرمزيه جعلت قلب ماسيو ينبض لوهله بجنون! بدت مندهشه بينما تنظر للأمام تحديدا نحو إيڤان و كان يمكن لماسيو تفهم ذلك.. أي شخص سيصاب بالدهشه حين ينظر لذلك الفتي، هيئتها القصيره و فستانها الازرق جعل منها ظريفه اكثر بالنسبه لماسيو!

و للمره الاولى، يرى فتاة بهذا الجمال.. فتاة خطفت انفاسه و جعلته يعجز عن النطق و لكن بعكسه فقد اندفع إيڤان ناحيتها بسرعه ممسكً كلتا يديها بينما ابتسامه سعيده قد شقت وجهه الابيض و تقوست عينه البيضاء بفرح

" مرحبا!! ادعي إيڤان، و انتِ؟ "

بدى وكأنه يريد التعرف على من يعتقد انها شقيقته.. فقد قال هنري انه يمتلك اشقاء في النهايه!

" ا. ا. انا إزابيلا "

صوت رقيق مرتبك وصل لمسامع إيڤان و اتسعت ابتسامته حينها مما جعل وجنتي الفتاة تحمر بخجل شديد.. لقد كان طفلا جميله، بدى وكأنه ملاك قد هبط إلى الارض.. بجمال لم تره من قبل!

" إيزابيلا.. اين انتِ؟ ابي قال انه سيعرفنا على الضيوف "

صوت طفل اخر قد دوى في الغرفه.. و ذاك حين انتبه إيڤان لطفل اخر.. يبدو اكبر سنه منه هادئ و متزن بينما يحمل بعض التململ و الانزعاج في عينيه القرمزيه الحاده.. و لم يبدو وسيما او حتى جميلا بقدر هنري او إيزابيلا بل.. بدى عاديا جدا بشعر كستنائي و جسد هزيل بينما يرتدي بدله سوداء ملائه لجسده

إيڤان الذي نظر للفتى ادرك حينها انه الطفل الذي ذكره هنري في البدايه مما جعله يترك يده إيزابيلا بفوضويه و يتقدم ناحيه جوليان بسرعه شديده دهش منها الاخر..

" لا تخبرني!! هل انت جولينا؟!.. ادعي إيڤان! لنلعب معا.. سأريك الكثير من الامور الجيده في الخارج.. انا اعرف حتى شكل الغروب فوق الغيوم! سأخذك هناك معي!!.. و، و ايضا.. "

لقد كان متحمسا بشده، بشده لدرجه انه لم يستطع جمع الكلمات المناسبه في النهايه.. و اخذ يحرك كلتا يديده بينما يمسك يد جوليان الذي لم يفهم شيء مما يجري.. بل نظر بضياع لما حوله.. اما ماسيو فقد بدى سعيدا جدا بينما ينظر لإزابيلا التي استدارت للنظر لإيڤان

و لم يبدو ان إيڤان كان على وشك التوقف عن الحديث ابدا حتى اتى هنري اخيرا ليحمله بين يديه بينما يحدثه بهدوء شديد بعد ان وجد الضيفين المشاغبين

" توقف عن هذا إيڤان.. انا لم اخبر جوليان بعد بما يجري لذي تصرف بتهذيب"

" ما الامر معك ايها المسن الخرف! انزلني ألا ترى انني اتحدث مع شقيقي!؟ "

تحدث إيڤان بحده بينما اخذ يتلوي بين بدي الرجل الطويل الذي احكم الامساك به ليردف بجمود شديد بينما بنظر لإيڤان بعين قرمزيه حاده.. لعله يرتعب ربما!

" قلت تحدث بأحترام معي إيڤان.. "

نظر له إيڤان للحظات و لم ينطق بشيء.. إلا انه قلب عينيه في النهايه، بينما ماسيو الذي وجد ان صديقه قد حوصر قد تقدم للأمام بسرعه محاولا مساعدته إلا ان قامه ماسيو القصيره جعلت من هنري يبتسم بخفوت و ينقر على جبينه..

ابعد انظاره عن ماسيو لينظر لإزابيلا و جوليان تحديدا تحدث حينها بهدوء

" جوليان.. هذا هو إيڤان.. انه ابن والدتك، هذا يعني انه شقيقك الاصغر.. عامله بطريقه جيده، و هذا هو حسنا، ما كان اسمك ايها الصغير؟ "

تحدث في النهايه بينما ينطر لماسيو الذي عبس بأنزعاج ليردف بحنق شديد

" ماسيو.. و انا لست صغيرا، ايها المسن"

" حسنا، اتمني ان تقضي وقتا ممتعها معهم جوليان و ايضا، احسن التصرف نحوهما "

" حاضر ابي.. "

ابتسم هنري بقله حيله بعد رؤيه ابنه الذي نظر للأرض بينما يجيب بنبره كئيبه!.. حسنا، لن يكون من اللطيف احضار طفل مجهول و اخباره انه ابن والدته الخائنه!..

" و. و انا ابي.. انا ايضا اخبره عني!! "

ابنته الصغيره قد اندفعت نحوه و ذلك حين تورد وجه ماسيو الذي استطاع النظر لملامحها بشكل اكبر!. ابتسم هنري على ابنته اللطيفه لينظر لإيڤان قائلا بهدوء

" هذه هي إيزابيلا.. انها ابنتي الصغيره"

" هل هي ايضا شقيقتي؟"

همس إيڤان في اذن هنري بينما لم يبعد نظراته عنها ابدا و ذلك جعلها تخجل بشده لتنظر للأرض و تلعب بفستانها بيديها في حين ان هنري اجاب بعد ان رفع حاجبيه قائلا

" ليس تماما.. انها ابنتي و ابنه زوجتي الثانيه "

تجمدت ملامح إيڤان للحظات و لم يعجبه ما سمعه! لقد اعتقد انه يمتلك الكثير من الاشقاء.. إلا انه لم يفعل كما يبدو!

" تشه! و انا الذي اعتقد انني امتلك الكثير من الاشقاء!!.. انزلني الان ايها العم التعيس!! "

تحدث بحده في النهايه، بينما حرر نفسه من بين يدي هنري ليقفز في النهايه على الارض.. نظر لملك مصاصي الدماء بحده ليرفع يده مشيرا لهنري بينما يقول بصوت عالي مليئ بالثقه!

" عندما اكبر، سأنجب مئه طفل و سأجعلهم يدمرون هذا القصر.. "

صرح بصوت عالي ليترك الجميع حينها و يخرج من الغرفه هاربا لمكان اخر.. كان ذلك حين اخذ الجميع في القصر بعض الوقت للبحث عنه و إيجاده..!

و منذها.. بدأ حظ ملك الوحوش التعيس في التكرار!

___________________________________________

مرحبا✋🏻

لقد اردت تحميل هذا الفصل منذ مده، لأن هناك الكثير من الاشياء التي سيتم توضيحها..

و هذا صحيح، الشخصيات الجديده لها دور كبير في القصه.. مع انني اظهرتها في وقت متأخر بشده ولكن يفترض ان يتغير محور القصه بعد ظهورهم..

ما هو توقعاتكم بشأن القادم؟

اعتذر عن الاخطاء الاملائيه!

وداعا 👋🏻

Continue Reading

You'll Also Like

94.9K 6.8K 16
أخشى بأنه ستقوم حرباً ظروس ستؤدي بكبريائكِ الذي تعتزين به طريحاً
597K 48.3K 63
-Romance حلمي... ماهو حلمي...؟ أهو العيش بسلام..؟ كيف سأتمكن من فعل ذلك وأنا جعلت من أسوء الوحوش ألد اعدائي؟ "لما قمتِ بفتح أبواب الجحيم على نفسك...
9.9K 1K 15
عِندَما يُصبِحُ الماضِي كابوساً يُطارِدُنا و نَسعَى خَلفَ الأنتِقامِ مِن أجلِ الفَوزِ بِمَعرَكَةٍ لا خاسِرَ فِيها سِوى المُستَقبَل ، صِراعٌ مِن أَجل...
271K 27.3K 34
"مرحباً بكُم في لعبة الثلاثة كواكب.." مُجرد لُعبة تُقام.. "إنه مستذئب! و الآخر مصاص دماء!، بينما هي..هي هيموجل." تُقلب حياتهم رأساً على عقب، و تحول...