سحر الفرعون

By heaven1only

137K 20.4K 6.8K

الرواية مكتملة✔️ كاريتا والتون فتاة ليست عادية فهي ابنة المدللة والوحيدة للمليونير داس والتون تدرس التاري... More

التعريف
الفصل الأول - زوجة الملك
فصل 2 - لعنة سيموتب
فصل 3 - قلادة الخنفساء
فصل 4 - ملكتي
فصل 6 - أسينات الجميلة
فصل 7 - أنا أكرهُك
فصل 8 - محبوبتي
فصل 9 - أنا لعنته
فصل 10 - أحبيني
فصل 11 - قبلتي الأولى
فصل 12 - رقصتي مع الفرعون
فصل 13 - الحقيقة
فصل 14 - قبلتهُ الساحرة
فصل 15 - إيجاد طريقة العودة
فصل 16 - حُزن عميق
فصل 17 - لستُ مُستعدة
فصل 18 - حبيبي الفرعون
فصل 19 - أنتِ فقط
فصل 20 - تزوجني
فصل 21 - السُم الناري
فصل 22 - القرار المصيري
فصل 23 - عالمين مُنفصلين
فصل 24 - الهوة المُظلمة
فصل 25 - مُجرد حُلم
فصل 26 - اليوم السابع
فصل 27 - قريباً جداً
فصل 28 والأخير - معاً لمدى الحياة

فصل 5 - من المستقبل

4.6K 736 310
By heaven1only





الفرعون زيروس**


كنتُ أنظر باتجاه السماء بحزنٍ دفين.. عرفت بأن المُهلة التي قالت عنها الآلهة قد انتهت.. تبقى القليل ويبدأ كسوف الشمس في سماء كِمت..

اعتصر قلبي من الألم وتنهدت بأسى.. فات الأوان.. لقد فات.. لم أستطع تنفيذ ما أرادتهُ مني الآلهة..

وقفت بجمود ورأيت شعبي يُصلي عندما بدأ كسوف الشمس.. ضوء الساطع توهج حول الحواف.. وحلقة من النار ظهرت في وسط سماء بلدي المُظلمة..



نظرت إلى السماء بحزن بينما كنتُ أسمع شعبي يتلون صلوات للآلهة رع.. استدرت ودخلت إلى جناحي ثم طلبت من رئيس خدمي ليطلب من بيدوس بالقدوم إلى جناحي الخاص..

كان الخدم يقفون خلفي وحامل صولجان الملك على يساري وكاتب الملك على يميني أما بيدوس كان يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات هادئة..

" أظن حان الوقت لأتكلم مع الملكة الأم.. ربما حان الوقت لأعمل بنصيحتها وأتزوج من نرخـــ... "

توقفت عن التكلم عندما هتف الحارس من خارج جناحي

" رئيس الخدم في البلاط الملكي.. المُحترم سخنو.. "

" دعوه يدخل "

أمرت حرسي ليسمحوا له بالدخول إلى جناحي وفوراً فتحوا له الباب ورأيت سخنو يدخل ليقف أمامي وهو يحني رأسه وسمعتهُ يقول

" ملكي المُعظم.. يوجد امرأة من الفلاحين أمام باب القصر ترغب برؤية سموك لأمرٍ طارئ.. تلك المرأة تقول وتدعي بأنها وجدت الملكة "

نبض قلبي بنبضات سريعة ووقفت بسرعة وهتفت له بأمر وبسعادة

" دعها تأتي إليّ بسرعة "

أجابني موافقاً وخرج من جناحي مُسرعاً.. كنتُ أنظر إلى بيدوس بعدم التصديق وبسبب لهفتي الكبيرة كنتُ على وشك الخروج من جناحي لأذهب لرؤية تلك المرأة.. لكن قبل أن أركض خارجا من الجناح سمعت بيدوس يقول بجدية

" فرعون.. ماذا لو كانت تلك المرأة تكذب؟.. ماذا لو أرادت المكافأة التي عرضتها في المملكة على من يجد ملكتك ويأتي بها إليك؟ "

عقدت حاجبي ونظرت إليه بتوتر ثم هززت رأسي رفضاً وقلتُ له

" لا بيدوس.. لا أعتقد بأن فلاحة عادية قد تتجرأ على الكذب عليّ.. الجميع يعلم بما فعلته بذلك الكاهن الكاذب والخائن.. لن يتجرأ أحد على خداعي.. ثم لا تنسى الآلهة جِبري أخذ قلادة الملكة الخنفساء وطبعا ملكتي تضعها حالياً على عنقها "

وقبل أن يُجيبني بيدوس سمعت الحارس في الخارج يهتف قائلا

" رئيس الخدم في البلاط الملكي المُحترم سخنو والفلاحة سيتيت "

" افتحوا الباب بسرعة "

هتفت بلهفة كبيرة ورأيت الحراس يفتحون الباب الضخم ليدخل رئيس الخدم برفقة امرأة ترتدي ملابس بسيطة.. جثت المرأة أمامي وأحنت رأسها إلى الأسفل.. اقتربت منها خطوة وسألتُها بلهفة وبنبرة جادة

" صحيح ما أخبرتِ به رئيس الخدم في البلاط بأنكِ وجدتِ ملكتي؟ "

أجابتني بصوت مُرتعش

" سمو الملك العلي لقد وجدنا الملكة.. ابنتي نختار وجدت الملكة مطمورة في الرمال خلف منزلنا.. ابنتي أنقذتها والملكة حاليا في منزلي المتواضع سمو الفرعون المُعظم "

ارتعش جسدي من السعادة وصدقتُها بسرعة.. لا أعلم لكن شعرت بداخلي بأنها لا تكذب عليّ.. ابتسمت بسعادة كبيرة وسألتهُا بلهفة

" كيف تأكدتِ بأنها الملكة؟ "

أجابتني بخوف قائلة

" سمو الملك.. لقد رأيت قلادة الملكة الخنفساء على عنقها.. كما الملكة ترتدي ملابس لا يوجد لها مثيل في عالمنا.. الملكة ليست من عالمنا بل أتت من عالم الآلهة في السماء "

توسعت عيناي بذهول وهنا هتفت بأمر

" فليخرج الجميع من هنا باستثناء هذه المرأة الفاضلة والقائد بيدوس "

بعد خروجهم خاطبت المرأة بلطف قائلا

" يمكنكِ الوقف "

لكن المسكينة ارتعبت وارتعش جسدها بقوة وقالت بخوف

" سمو الملك.. رئيس حرسك أمرني بأن لا أقف أمام عظمتك وإلا قطع رأسي بنفسه "

ابتسمت برقة وأجبتُها

" أنا هو الفرعون وأنا من يطلب منكِ بالوقوف أمامي "

ولكن بسبب خوفها الكبير لم تستطع المسكينة التحرك فاقترب بيدوس منها وساعدها بالوقوف وأسندها بيده لكي لا تقع أمامي بسبب ارتعاش جسدها..

نظرت إليها بقلق وسألتُها بجدية تامة

" ماذا كنتِ تقصدين بكلامكِ بأن ملكتي ليست من عالمنا؟.. أخبريني الحقيقة "

ارتعش جسدها بشدة وقالت ببكاء

" صدقني سمو الملك لم أكذب عليك.. الملكة ليست من عالمنا.. عندما أنقذتها ابنتي رأيت معها هذا الشيء الغريب داخل ملابسها العجيبة"

فجأة رأيتُها ترفع يدها وأخرجت من الحزام بخصرها قطعة غريبة الشكل مربعة لونها اسود وبوسطها شيء غريب شفاف.. سلمتني ذلك الشيء الغريب وهي تبكي بفزع.. نظرت إلى تلك القطعة بدهشة ثم انتفض جسدي عندما رأيت ضوء يخرج من ذلك الشيء الغريب..

رميته بفزع على الأرض وسمعت بيدوس يهتف بخوف

" فرعون الملك لا تلمس هذا الشيء.. قد يؤذيك.. لا تقترب منه سموك.. "

اقترب بيدوس من ذلك الشيء ولكزه بصندله لكن لم يخرج نور إلاهي منه.. غريب ما هذا الشيء العجيب؟!.. فكرت بدهشة وسمعت بيدوس يهتف بغضب على تلك المرأة

" سأقطع رأسكِ بنفسي إن كنتِ تكذبين على الملك الفرعون و... "

هنا كنتُ قد اكتفيت.. نظرت إلى القائد وقلتُ له بأمر

" توقف عن إخافتها "

ثم اقتربت من المرأة الفلاحة وتكلمت معها بلطف قائلا

" أرشديني إلى منزلكِ أيتها الفاضلة.. وإن كان كلامكِ صحيح ووجدت ملكتي تنتظرني في منزلكِ سأعطيكِ المكافأة كما سأهب ابنتكِ شرف رتبة حاملة أسرار الملكة.. والآن أرشدينا إلى منزلكِ أيتُها الفاضلة "

ابتسمت تلك المرأة بسعادة كبيرة وشكرتني.. نظرت إلى بيدوس وأمرتهُ ليرافقها ويأخذها معه في عربتهِ الخاصة.. صعدت على عربتي الذهبية الملوكية والتي تقودها أحصنتي الأربعة والتي أهداني إياها رئيس قبيلة الهكسوس بسبب معاهدة السلام التي عقدتُها معه وتبعت بيدوس بينما حُراسي كانوا خلفي على أحصنتهم وعرباتهم..

كان صدري يعلو ويهبط بعنف من جراء انفعالي ولهفتي الكبيرة لرؤية ملكتي.. نظرت أمامي بقلق وهمست برجاء لآلهتي الآباء

" أتمنى أن تكون تلك الفلاحة صادقة معي.. أتمنى عندما أصل إلى منزلها أن أجد ملكتي تنتظرني.. أرجوكم آلهتي اسمعوا صلواتي.. لن أتحمل أكثر.. أريدُ ملكتي أرجوكم "

عندما وصلت أمام منزل من الطين صغير جدا أوقفت الأحصنة بقوة وفوراً رأيت حُراسي يحاوطون المكان.. سمعت بيدوس يهتف بقوة دون أن يسمح لتلك المرأة من الاقتراب من منزلها

" افتحوا الباب بأمر من الفرعون الملك "

ترجلت من عربتي ووقفت أمام بيدوس وسمعتهُ يهمس قائلا لي باحترام

" لم أسمح سموك لتلك المرأة من الدخول إلى منزلها.. وذلك حتى أتأكد بنفسي أولا بأن المكان أمن.. اسمح لي بالدخول أولا مولاي "

أومأت له موافقا رغم لهفتي الكبيرة بالدخول إلى المنزل بسرعة ورؤية ملكتي.. رأيت فتاة سمراء جميلة تفتح الباب وجثت أمامي على الأرض.. عندما رأيت بيدوس يدخل إلى المنزل كنتُ فقدت كل ما تبقى لي من الصبر فركضت داخلا إلى المنزل دون أن أكترث لتنبيهات بيدوس..

ركض حُراسي خلفي عندما دخلت إلى المنزل.. نظرت أمامي بضياع ورأيت باتجاه اليسار غرفة صغيرة ولكن تجمدت نظراتي داخل تلك الغرفة عندما رأيتُها..

نبض قلبي بجنون بنبضات متتالية سريعة.. أمرت حرسي بالخروج بنبرة حازمة وركضت داخلا إلى تلك الغرفة الصغيرة.. جلست على ركبتاي أمام ذلك السرير المتواضع والمصنوع من القش.. نظرت بلهفة وبحنان وبعدم التصديق إلى وجهها الجميل..

حرارة ودفء عجيب أغرق جسدي وقلبي.. تأملتُها بنظرات سعيدة متشوقة وحنونة.. ارتعشت يدي اليمنى بخفة عندما وضعتُها أسفل عنقها ورفعت رأسها قليلا.. شعوري بنعومة بشرتها على ذراعي قتلتني..

تأملت شعرها الطبيعي باستحسان ورعشة لذيذة سارت في عمودي الفقري.. نظرت إلى شفتيها الجميلتين وتسارعت أنفاسي ونبضات قلبي أضعافاً..

تأملت بسعادة لا توصف تقاسيم وجهها الناعم والجميل.. رفعتُها وضممتُها إلى صدري.. وهنا كاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان بسبب قربها الشديد مني.. قلبي و روحي وكياني تعرفا عليها.. لقد وجدت ملكتي.. وجدتُها..

أبعدت بسعادة خصلات شعرها الجميل عن وجهها وهمست بسعادة لا توصف وبحنان

" ملكتي.. أخيراً وجدتكِ.. ملكتي الجميلة "

لم أستطع تحمل كمية الفرح التي سكنت في قلبي.. آلهتي الآباء أرسلوا لي ملكتي أخيراً.. تأملت بسعادة كبيرة وجهها الشاحب والجميل وهمست بحنان

" كم أنتِ جميلة ملكتي.. جميلة جداً.. أشكر الآلهة لأنها أرسلتكِ إليّ "

قلبي وعقلي غابا في سحر وجهها الجميل.. كانت عيناي تلتهمُها بنظرات سعيدة لا مثيل لها.. ارتعش فكي وحاولت السيطرة على نفسي حتى لا أقبلها أمام الجميع.. نظرت إلى الخلف وسألت بنبرة جامدة

" من وجدها؟ "

سمعت ابنة تلك الفلاحة تُجيبُني وهي تنحني أمامي باحترام

" سمو الملك المُعظم.. أنا من وجدتها.. كان جسدها مطموراً داخل الرمال ولم أرى سوى رأسها.. أنقذتها في آخر لحظة قبل أن تطمرها الرمال بالكامل.. سامحني فرعون الملك لأنني تجرأت ولمست الملكة.. لم أكن أعلم هويتها.. فقط عندما أنقذتُها رأيت قلادة الملكة على عنقها وعرفت فورا بأنها الملكة التي تبحث عنها سمو الملك "

وهنا تذكرت قلادة الملكة.. نظرت إلى عنق ملكتي وابتسمت بوسع عندما رأيت القلادة.. قلادة الملكة.. قلادة الخنفساء كانت على عنق ملكتي..

رفعت يدي اليسرى وأمسكت برقة القلادة ورفعتُها قليلا ونظرت بسعادة إليها.. لقد نسيت كليا قلادتي عندما رأيت ملكتي.. وها هي الآلهة تُظهر لي بأن قلبي فعلا قد تعرف على ملكتهُ المنشودة..

إنها هي.. هي ولا يوجد أي خطأ في الموضوع.. ملكتي أخيراً وجدتُها..

رأيت ملكتي تفتح عينيها بضعف وهنا تجمدت نظراتي على عينيها الساحرة.. عينيها جعلت قلبي يذوب في هواها أضعافاً.. كانت ملكتي تمتلك أجمل عينين رأيتهما في حياتي كلها.. عينين ساحرة خلابة لا مثيل لها.. عينيها أسرت قلبي وقيدت فؤادي.. عينيها المليئة بالجمال أتعبت قلبي بسببها.. عيونها اعتلت جمال النجوم والسماء ونهر إيترو عا..

" ملكتي "

همست بتلك الكلمة بفرحٍ كبير وبعاطفة لا مثيل لها.. وهنا رأيتُها بقلق تُغلق عينيها الساحرة وسقط رأسها إلى الخلف وغابت عن الوعي على صدري..

حضنتُها بشدة إلى صدري وهمست بقلق

" ملكتي.. ملكتي... "

وهنا نظرت إلى ملابسها وتجمدت نظراتي بذهول عليها.. ما هذه الثياب؟!.. وهنا سمعت بيدوس يهمس بأذني قائلا بتوتر

" الملكة فعلا ليست من عالمنا سمو الملك.. يبدو فعلا بأن الآلهة أرسلتها إليك من عالمها أو من عالم مُختلف عن عالمنا.. ماذا ستفعل الآن فرعون؟ "

التفت ونظرت إليه بذهول ثم همست قائلا له بتصميم

" لا يجب أن يعلم أحداً بذلك.. لا أحد.. ستُخبر الجميع بأن ملكتي أتت من مملكة بعيدة.. لا أريد حتى لكهنتي بمعرفة سر ملكتي "

أومأ بيدوس موافقا وهنا وقفت وحملت جسد ملكتي بين ذراعاي ونظرت إلى الفلاحة وسألتُها

" من غيركما رأى ملكتي؟ "

ارتعش جسدها بخوف وأجابتني بسرعة

" لا أحد سمو الملك.. فقط أنا و ابنتي نختار "

تأملتُها بنظرات حادة ثم أمرتُها قائلا

" ضعي أي شيء على جسد ملكتي لإخفاء ثيابها.. لا أريد لأحد أن يرى ما ترتديه.. وما حدث اليوم هنا سيبقى سراً بيننا.. لن تتفوهي بكلمة أمام أحد عن ما رأيتهِ اليوم.. سوف يتم مكافئتكِ.. سأهديكِ أرضا وخدم وعبيد.. وسيتم دفع لكِ شهريا وبسخاء "

ثم نظرت إلى ابنتها ووجهت حديثي لها قائلا

" أما أنتِ أيتُها الفاضلة لأنكِ أنقذتِ ملكتي سوف تكونين كاتمة أسرار ملكتي وخادمتها المخلصة.. لن تسمحي لأحد من الاقتراب من ملكتي في غيابي.. والأهم لن تتفوهي بحرف عن ما رأيتهِ اليوم وكيف وجدتِ ملكتي.. إن فتحتِ فمكِ بكلمة سيتم قطع رأسكِ ورأس والدتكِ "

شكرتني بسعادة وهي تبتسم بفرحٍ كبير.. فكاتمة أسرار الملكة وظيفة رفيعة في البلاط الملكي وليس سهلا أن تحصل عليها أي فتاة فلاحة لم تدخل إلى قصري سابقا وحتى لم تعمل به..

نظرت إلى ملكتي بسعادة وقلتُ لها بحنان

" أعدُكِ ملكتي سأجعلكِ أسعد امرأة في كمت.. لن أبتعد عنكِ أبداً "

بعد أن غطت نختار جسد ملكتي مشيت خارجاً من المنزل وأمرت رئيس حرسي ليقود عربتي بنفسه بينما أنا كنتُ أحمل ملكتي بنفسي ولم أسمح لأحد من الاقتراب منها ولمسها..



الملكة الأم سات رع**


تنهدت بسعادة كبيرة بينما خادماتي يحاوطونني من جميع الجهات ويقمون بدهن جسدي بالزيوت والعطور ثم بدأوا بتنظيف أظفاري..



سمعت المسؤولة عن جناحي تُكلمني قائلة

" سمو الملكة.. أعتذر لأنني أزعجتكِ الآن في فترة راحتكِ.. لكن يجب أن تعلمي بأن الفرعون خرج منذ ساعة تقريبا من القصر وعاد و.. و... و.... "

فتحت عيناي ونظرت إليها بملل وسألتُها بحدة

" وماذا سينكا؟.. تكلمي بسرعة قبل أن يبدئوا بتدليك جسدي بالزيوت "

وقفت أمامي وهي تحني رأسها إلى الأسفل وقالت بصوتٍ مهزوز

" الفرعون الملك.. عاد برفقة ملكته و... "

انتفضت بسرعة وجلست وابتعد عني الجميع ووقفوا وأحنوا رؤوسهم إلى الأسفل بخوف خاصةً عندما هتفت بصدمة كبيرة

" ماذااااااااااااااااااااااااااااااااا؟!.. ما الذي تفوهتِ بهِ للتو سينكا؟ "

ارتعش جسدها من الخوف وسمعتُها تُجيبُني

" الفرعون زيروس عاد منذ قليل إلى القصر وهو يحمل بنفسهِ فتاة.. والجميع في البلاط الملكي يقولون بأنه وجد ملكتهُ "

توسعت عيناي ونظرت إليها بذهولٍ كبير ثم هتفت بصدمة وبسعادة

" وجدهااااااااااااااااااا.. ابني وجد ملكتهُ!!!... اعععععععععععع.. بحق الآلهة كيف لم يُخبرني أحد بذلك؟!.. ولماذا لم أعرف قبل خروجهِ لجلبها؟!!.. أغبياء.. كان يجب أن يتم تجهيز جناح زوجة الملك الرئيسية قبل قدومها.. تحركوا بسرعة.. ابتعدوا عني.. "

هتفت بغيظ في النهاية ووقفت وبدأت أمشي بتوتر.. لقد تأخرت.. كان يجب أن أستقبلها بنفسي.. نظرت إلى الخادمات وأمرتهم بحدة ليبدلوا ملابسي بسرعة.. فأنا يجب أن أذهب وأرى ابني وزوجتهُ الملكة..

ركضت في الممرات بينما كنتُ ابتسم بسعادة.. أخيرا ابني الوسيم وجد ملكتهُ.. يجب أن نُقيم احتفالا كبيراً بهذه المناسبة.. سأتصرف بنفسي وأتأكد و أُتابع كامل الإجراءات.. على شعب كمت أن يحتفل بملكتهِ الجديدة..

رأيت رئيس الخدم في البلاط الملكي يقترب باتجاهي لينحني أمامي ويقول باحترام

" سمو الملكة.. الفرعون الملك يطلب حضوركِ إلى جناح ملكتهُ "

نظرت إليه بقلق ومشيت مُسرعة باتجاه الجناح والذي خصصتهُ بنفسي منذ زمن لزوجة الفرعون الرئيسية..

وما أن وصلت رأيت حُراس ابني يقفون أمام الباب وبجانبهم تقف فتاة غريبة ترتدي ملابس الفلاحين.. كانت تلك الفتاة ترتعش من الخوف.. استطعت بوضوح رؤية جسدها بكاملهِ يرتعش.. من هذه الفلاحة وما الذي تفعلهُ هنا أمام جناح زوجة ابني الرئيسية؟!..

فكرت بتعجُب بذلك لكن لم أهتم لها كثيرا.. وقفت أمام الحُراس وفورا أبعدوا الرماح وفتحوا الباب وسمحوا لي بالدخول بعد أن أخفضوا رؤوسهم إلى الأسفل باحترام..

دخلت إلى الغرفة وما أن تم إغلاق الباب خلفي نظرت في الأرجاء وتجمدت نظراتي بذهول تام عندما رأيت ابني الفرعون يقف خلف باب الخلوة وينظر إليه بتوتر وبقلق..

" زيروس بُني.. أين هي ملكتُك؟! "

التفتَ وتأملني بتوترٍ شديد وهنا شهقت بقوة عندما رأيت علامة حمراء على خده.. ركضت ووقفت أمامهُ ورفعت يدي ووضعتُها على خده مكان تلك العلامة الحمراء وهمست لهُ بذعر

" ماذا حدث بُني؟!.. ما هذه العلامة الغريبة على خدك؟.. وأين هي زوجتُك الرئيسية؟!! "

رأيت نظراتهِ الحزينة تتأملني بألم ثم سمعت بدهشة خلف باب الخلوة صوت شهقات فتاة.. نظرت بقلق إلى ابني الفرعون وسمعتُه يقول بهمس

" إنها في الداخل أمي.. ملكتي استيقظت وخافت مني و.. و.. صفعتني ودخلت إلى غرفة الخلوة وأغلقت الباب وهي تبكي ولا تسمح لي بالتكلم معها والدخول.. أمي.. ملكتي لم تُحبني.. لم تُحبني "

توسعت عيناي بذعر وهتفت بهمس ولكن بصدمة كبيرة

" زوجتك الرئيسية صفعتك؟!!.. بحق الآلهة الآباء ما هذه كارثة!.. ثم كيف لم تُحبك؟.. عليها أن تفعل لأن الآلهة أرسلتها إليك.. و... "

قاطعني زيروس قائلا بحزن لكن بصوتٍ هامس

" أمي دعني أولا أشرح لكِ ما حدث وكيف وجدت ملكتي.. و لا أريد لأحد أن يعلم بأنها صفعتني.. تعلمين في قوانين مملكتي يجب أن يتم قطع يدها ثم رأسها لأنها فعلت ذلك بي.. وأنا لا أريد أن تتأذى ملكتي الجميلة "

نظرت إليه بحنان وهمست قائلة له برقة

" إذا ملكتك جميلة؟.. هل أحببتها بُني؟.. ثم لا تقلق فأنا لن أتفوه بحرف بما فعلتهُ زوجتك "

تأملني بنظرات جامدة ثم تنهد بعمق ونظر نحو الباب بحزن دفين وبينما كنا نسمع صوت بُكاء ملكتهُ من خلف الباب بدأ ابني يُخبرني بالتفصيل الممل ما حدث معه اليوم وكيف وجد ملكتهُ.. عندما انتهى تنهد بعمق ثم قال بحزن

" ماذا سأفعل الآن أمي.. هي خائفة جداً وكرهتني.. أشعر بالقلق وبالخوف بأن تتحقق لعنة ذلك الكاهن الملعون "

نظرت إليه بحنان وأجبته برقة

" لا تقلق ولا تخف بُني.. سوف تُبادلك مشاعرك وبسرعة.. أظن من الأفضل لك أن تخرج من جناحها حاليا واسمح لي بالبقاء برفقة زوجتك.. سأهتم بها وأجعلها تتوقف عن البكاء وتخرج من غرفة الخلوة وسأحاول أن أفهم منها ما الذي يُخيفها ومن أي أتت.. ثق بي يا ولدي الحبيب "

تأملني زيروس بامتنان ثم قال بتوتر

" أمي أنا.. مممم.. أنا لا أعرف ما هو اسمها.. رفضت أن تخبرني عنه.. هل يمكنكِ أن تسأليها عن اسمها و.. و.. "

توقف عن التكلم وابتسمت له بحنان وأجبتهُ بهمس

" بالطبع يا قلب أُمك.. سأعرف ما هو اسمها.. سأتصرف لا تقلق "

شكرني وخرج رغماً عنه من الجناح.. تنهدت بعمق ونظرت إلى باب الخلوة واقتربت منه وطرقت بنعومة عليه.. تجمدت نظراتي بذهول على الباب عندما سمعت صوت فتاة تهتف ببكاء وبخوف

" اذهب.. أكرهُك أيها الخاطف والمنحرف.. أريدُ أبي داس.. ماذا فعلتَ بي؟!.. أين هي أسينا؟.. ما هذه اللغة التي أتكلمُها؟!!.. أعدني إلى والدي.. أيها الخاطف والمُنحرف عديم الأدب والاحترام.. أخرجني من هناااااااااا.... "

شهقت بذعر بسبب كلماتها المُسيئة لأبني.. لو أحداً غيرها تفوه بتلك الشتائم المسيئة للفرعون كان تم قطع رأسه على الفور..

نظرت بخوف إلى الباب وهمست بحسرة

" يبدو بأن ابني سيتعذب قليلا مع الملكة التي أرسلتها له الآلهة الآباء "

تنهدت بعمق وطرقت على الباب بخفة وقررت أن أكون متفهمة وصبورة مع هذه الفتاة من أجل مصلحة ابني الوحيد..



كاريتا**


أنين خفيف خرج من حُنجرتي عندما شعرت بأصابع تُداعب خدي..

" دادي.. دادي.... "

همست بإرهاق بينما كنتُ أحاول فتح عيناي.. حركت جفوني ببطء ثم رفعتُها وأول ما رأيته هو عينين بلون زرقة البحر والسماء.. كانت تلك العينين تتأملني بنظرات غريبة عجيبة..

أخفضت نظراتي قليلا ورأيت أنف كبير ولكنهُ جميل.. ثم فك عريض وشفتين.. يا لها من شفتين ويا له من فم رجولي جميل.. لا أعرف ما أصابني وبدأت أتأمل بدقة هذا الرجل الغريب والذي كان يجلس بجانبي على السرير..

كان يوجد تناسق بين حجم وجهه وحجم ملامحه.. كان يمتلك رقبة عريضة متوسطة الطول وبروز تفاحة آدم بها كان دليل على القوة والمتانة وصلابة هذا الرجل..

أخفضت نظراتي ورأيت أكتافهِ العريضة.. ويا لها من أكتاف.. كان يضع قلادة ضخمة مثل الفراعنة على أكتافه.. الأكتاف العريضة للرجال تعتبر علامة مميّزة توحي بالقوة.. ويبدو واضحا بأن هذا الرجل قوي جداً..

أخفضت نظراتي ورأيت بذهول صدره العريض وعضلاتهِ المفتولة ومعدتهُ المُقطعة.. هذا الرجل الوسيم يقوم بتمارين رياضية مُكثفة ليحصل على هذا الجسد الجميل والمثير.. صدرهُ العريض والواسع زادهُ وسامة..

ثم بشرتهُ السمراء أجمل ما فيه.. أعطته جاذبية لا مثيل لها.. بل سحر لا مثيل له.. البشرة السمراء والتي أعتبرها من أهم سمات الوسامة عند الرجال منذ زمن بعيد.. كما أنها تدل على القوة والشجاعة وتوحي بالقدرة على تحمل المسؤولية.. وهذا الرجل أمامي يبدو ذو شأن وشخصية قوية.. ما أجل بشرتهُ السمراء والجذابة والتي تتناقض مع لون عينيه الغريب والرائع..

ثم استقرت نظراتي على خصره وساقيه.. احمرت وجنتاي بشدة عندما رأيت الشورت التقليدي للفراعنة والذي كان يرتديه.. واو كان يرتدي زي جميل جداً لفرعون ملك.. هل فقدت الوعي ورأيت تلك الآلهة في حُلمي وهذا الرجل الوسيم أنقذني؟!.. يبدو ذلك..

رفعت نظراتي عن وسطه واستقرت على عينيه الساحرة.. ابتسمت له بحياء عندما رأيتهُ يتأملني بمتعة وبطريقة غريبة.. يبدو بأنه انتبه لتأملاتي لهُ.. شعرت بإحراجٍ شديد وهمست قائلة له بتوتر

" مرحباً.. أين أنا؟.. وأين هي أسينا و الجميع؟.. و...هاااااااه... "

شهقت بذهول في النهاية ووضعت يدي على فمي واستقمت بسرعة ونظرت بذعر أمامي.. شعرت بالخوف عندما انتبهت بأنني تكلمت بلغة غريبة وبطلاقة..

نظرت في أرجاء الغرفة ورأيت نفسي نائمة على سرير واسع داخل غرفة جميلة جداً أثاثها قديم الطراز لكنه جميل جداً و رومانسي ومطلي بالذهب.. هذه الغرفة أثاثها يُعد ثروة بحد ذاته.. هل وضعوني في غرفة داخل متحف؟!!!.. ربما!!..

" ملكتي.. لا تخافي.. الآلهة أرسلتكِ إليّ.. أنا الفرعون زيروس الأول ابن الفرعون الراحل زوسر الثالث والملكة سات رع "

توسعت عيناي بذعر عندما فهمت كل كلمة تفوه بها بتلك اللغة.. التفت ونظرت إليهِ بفزع وعندما رأيته يقترب مني هتفت بخوفٍ كبير بينما كنتُ أبتعد عنه زاحفة إلى الخلف

" لا تقترب مني.. لا تقترب.. ما الذي يحدث هنا؟!.. أين أنا؟!!.. وأين هي أسينا؟!!!.. وبحق السماء ما هذه اللغة التي أتكلمها!!!.... "

تأملني بنظرات مُتعجبة وهنا هتفت من جديد بوجههِ بذعر

" لا تنظر إليّ بتلك الطريقة وكأنني فقدت عقلي.. كيف بحق السماء أتكلم بتلك اللغة العجيبة؟!.. وأين أنا؟.. ومن أنت؟!.. هل أنتَ مدير الأهرامات؟!.. إن كنتَ كذلك أعدني إلى الفندق بسرعة.. أريدُ الخروج من هنا وفي الحال "

نظراتهِ الحنونة تحولت إلى نظرات جامدة باردة.. رأيت صدرهُ يعلو ويهبط بسرعة.. تبا له ولصدرهِ العريض.. لماذا وظفوا رجلا مثيراً ليكون مدير الأهرامات؟!..

بلعت ريقي وقلتُ له بخوف بينما كنتُ أحاول ابعاد ذلك الغطاء الغريب عن جسدي

" أعدني لو سمحت إلى فندق نفرتيتي.. يبدو بأنني وقعت وتُهت في هرم خوفو.. لا بُد بأن الجميع يشعرون بالقلق عليّ وخاصةً أسينا.. و.. هااااااااااااه.. ماذا تفعل؟!.. دعني لو سمحت.. دعني... أنت أتركني في الحال وإلا قدمت شكوى ضدك.. ماذا تفعل؟!!.. ابتعد أيها السيد.. ابتعد.... "

هتفت بذعر في النهاية عندما اقترب مني هذا الوسيم وأمسك بمعصمي وجذبني بقوة ولكن ليس بعنف ليلتصق صدري بصدره.. قاومتهُ بخجل وبخوف عندما ضمني بشدة إلى صدره.. سمعتهُ برعب يهمس بسعادة قائلا لي

" لا ملكتي.. لن تذهبي إلى أي مكان.. أنتِ لي.. امرأتي و ملكتي.. الآلة الآباء أرسلوكِ إليّ.. وأنا لن أتخلى عنكِ أبداً ملكتي الجميلة.. أبداً "

انسحبت الدماء من عروقي وارتعش جسدي بعنف خاصةً عندما شعرت بيديه تمسك وجنتاي ورفع رأسي عاليا.. تأملني بنظرات حالمة حنونة و.. احمرت وجنتاي بشدة عندما استقرت نظراتهِ على شفتاي..

كنتُ أستطيع استنشاق رائحة عطرهِ الجميل.. عطر لم أستنشق بجمالهِ سابقاً.. فجأة رأيتهُ يُغمض عينيه وأخفض رأسهُ قليلا وتوسعت عيناي بذعرٍ شديد عندما استقرت شفتيه على خاصتي..

تجمدت برعب بين يديه خاصةً عندما شعرت بشفتيهِ تتحرك على خاصتي بطريقة ناعمة وساحرة.. قبلتي الأولى كانت مع رجل وسيم أسمر وعربي ويرتدي ملابس مثل الفراعنة و مُنحرف..

ارتعشت يداي بقوة وعندما شعرت بلسانهِ يداعب شفتي السفلية انتفضت بذعر ودفعتهُ بكلتا يداي وبقوة على صدره وابتعدت عنه ثم رفعت يدي اليمنى وصفعتهُ بكامل قوتي..

صوت الصفعة ملأ أرجاء الغرفة بكاملها.. ابتعدت بذعر إلى الخلف وتأملتهُ بفزعٍ كبير.. كان قد أغمض عينيهِ بشدة عندما صفعته.. رأيت فكه يشتد ويديه ارتعشت بقوة وعضلات صدرهِ برزت إلى الأعلى وتصلبت..

شعرت بخوفٍ شديد منه خاصةً عندما فتح عينيه وتأملني بنظرات قاتلة مُرعبة.. صرخت بفزعٍ مهول بسبب نظراتهِ المُخيفة وقفزت عن السرير وركضت.. رأيت باب ضخم أمامي فركضت باتجاهه وحاولت فتحهُ لكن لم أستطع..

" ماذا تظنين نفسكِ فاعلة ملكتي؟.. لا تخافي مني فأنا لن أؤذيكِ "

صرخت بفزعٍ كبير عندما التفت إلى الخلف ورأيتهُ يتقدم بخطوات بطيئة باتجاهي.. نظرت بفزع في الأرجاء ورأيت باب آخر أمامي.. ركضت واستطع بسهولة فتحه.. دخلت إلى تلك الغرفة الغريبة وأغلقت الباب خلفي.. لم أجد قفلا به فبدأت أبكي برعب ورأيت جرة كبيرة من الفخار بجانبه.. بدأت بكامل قوتي أدفعُها نحو الباب لأمنع ذلك المُنحرف من الدخول..

سمعتهُ يطرق على الباب بقوة وهو يهتف بقلق

" ملكتي.. افتحي الباب.. افتحيه ولا تخافي مني لو سمحتِ.. ملكتي الجميلة افتحي الباب من أجلي "

نظرت إلى الباب برعب وفكرت بخوف.. هذا الغبي يطلب مني أن لا أخاف منه وبأن أفتح الباب من أجله.. هل هو مخبول!!!..

مسحت دموعي وهتفت له بحدة وبخوف وبغضب

" ابتعد.. لا أريد رؤيتك أيها المُنحرف.. لقد سرقتَ مني قبلتي الأولى.. أنتَ لستَ سوى موظف مُنحرف ومخبول.. سأرفع دعوى قضائية عليك وأسجنُك.. أيها المُتحرش عديم الأخلاق.. سيتم طردك من وظيفتك وسأجعل والدي يتأكد بنفسه بأنهُ لن يتم توظيفك في أي مكان وفي أي بلد.. سأخرج من هنا وسأجعلك ترى من أكون.. و... "

بكيت بهستيرية عندما انتبهت بأنني ما زلتُ أتكلم بتلك اللغة الغريبة.. أسندت ظهري على الباب ونظرت أمامي.. رأيت من بين دموعي حوض كبير من الرخام يحتل نصف الغرفة.. ورأيت أوعِيّة كثيرة من الخزف تم وضعها في زاوية الغرفة.. وداخل تلك الأوعية كانت تشتعل النيران بها لتضيء الغرفة..

" ملكتي اسمحي لي بالدخول.. لا تخافي مني لن أؤذيكِ و... "

قاطعتهُ قائلة ببكاء وبغضب

" لا تُناديني بملكتي.. أنا لستُ ملكتك.. أريدُ الخروج من هنااااااااا.. أريد العودة إلى منزلي.. لا أرغب بالبقاء هنا.. ولا تتكلم معي.. اتصل بالبروفيسور ديفيد أو اتصل بـ أسينا.. دعها تأتي إليّ.. أريد الذهاب من هنا.. "

" ملكتي اســ.. "

سمعتهُ يُكلمني بنبرة حنونة وهنا فقدت أعصابي بالكامل وهتفت بهستيرية

" توقف.. توقف.. توقف.. لا أعلم ما هي مُشكلتك.. دعني أخرج من هنا وأعدُك لن أشتكي عليك.. أريدُ العودة إلى منزلي.. أريدُ دادي.. أنا أحتاجه... "

بكيت بانهيار وهنا خذلتني قدماي وسقطت على الأرض أبكي وأنتحب بجنون.. سمعت ذلك المُنحرف يتكلم مع أحد في الداخل لكن لم أستطع سماعه لأنه كان يتكلم بهمس..

بكيت بخوف وحاولت أن أفهم ما يحدث لي الآن.. كيف لي أن أفهم وأتكلم اللغة العربية؟!.. هل هي لغة العربية أم لغة أخرى؟!.. ثم هل ما حدث لي ولـ أسينا كان حقيقيا أم مُجرد حُلم آخر؟!!... هل تم خطفي من قِبل هذا الموظف المُغفل والمُنحرف؟!...

شهقت بقوة وحضنت نفسي بذراعاي وانتحبت بشدة.. أريدُ أبي داس.. أريدُ دادي.. أنا أحتاجُ إليه وبشدة..

سمعت طرقات خفيفة على الباب وهنا رفعت رأسي وهتفت بانهيار وبحزن وبغضب وبتعاسة

" اذهب.. أكرهُك أيها الخاطف والمنحرف.. أريدُ أبي داس.. ماذا فعلتَ بي؟!.. أين هي أسينا؟.. ما هذه اللغة التي أتكلمُها؟!!.. أعدني إلى والدي.. أيها الخاطف والمُنحرف عديم الأدب والاحترام.. أخرجني من هناااااااااا.... "

توقفت عن البكاء فجأة بصدمة عندما سمعت صوت حنون لامرأة تقول

" لا تخافي يا ابنتي.. افتحي لي الباب.. أنا الملكة سات رع والدة الفرعون.. افتحي الباب واسمحي لي بالدخول.. لا تخافي فلن أسمح لأحد بأذيتكِ "

الملكة سات رع؟!!.. والدة الفرعون!!!... هل فقدوا عقولهم الموظفين هنا في الهرم؟!.. إلهي ما الذي يحدث؟!!...

فكرت برعب ثم سمعت تلك المرأة تقول بنبرة حنونة

" حسنا افتحي لي الباب وسوف أساعدكِ بالخروج من هنا "

التفت إلى الخلف ونظرت إلى الباب بخوف وبترقب.. ماذا لو كانت تكذب عليّ؟!.. في النهاية يجب أن أخرج من هنا.. وقفت ودفعت تلك الجرة الضخمة ثم فتحت الباب.. توسعت عيناي بذعر عندما رأيت أمامي امرأة رائعة الجمال تبدو في الأربعين أو.. لا أدري لكنها لا تبدو كبيرة جداً في السن بسبب جمال وجهها وبشرتها الناعمة والرائعة..

رأيتُها تتأملني بسعادة وبلهفة ثم همست بدهشة

" الآلهة الآباء اختاروا أجمل امرأة وملكة من أجل ابني.. أنتِ جميلة جداً يا ابنتي.. لم أرى في حياتي كلها بجمالكِ "

لم أهتم لمدحها لي بل كنتُ أتأمل بصدمة ملابسها.. كانت ترتدي فستان مطلي بالذهب الخالص وعليه أحجار كريمة تقدر بثروة كبيرة.. والأهم التاج الذي كانت ترتديه على رأسها..

من هي؟!.. وبحق السماء لماذا يرتدون ثيابا من زمن الفراعنة؟!!.. هل ما زلتُ أحلم؟!!... فكرت بدهشة وبخوف بذلك ورأيت تلك المرأة تقترب مني ونظرت إلى ملابسي وقالت بدهشة

" ما هذا الشيء العجيب الذي ترتدينهُ في الأسفل؟ "

نظرت إليها بضياع وأجبتُها بلغتها بخوف

" إنه جينز.. وهو ليس بعجيب إذ يوجد منه الكثير هنا في مصر وفي العالم كله.. ثم لا تتكلمي معي وكأنني أتية من المريخ أو من عالم مُختلف.. أين هي أسينا وزملائي؟.. وأين البروفيسور ديفيد و المشرفين؟!.. لو سمحتِ اتصلي بهم واطلبي منهم القدوم.. أريدُ أن أخرج من هنا.. أريدُ العودة وبأسرع وقت إلى منزلي.. لا أريد البقاء هنا.. لا أريد.. "

شهقت بقوة وأخفضت رأسي إلى الأسفل وشرعت أبكي بهستيرية.. اقتربت تلك المرأة مني وعانقتني برقة وقالت بنبرة حنونة

" لم أفهم ما الذي يُخيفكِ ابنتي الجميلة!.. ولكن الآلهة الآباء بالطبع أخبروكِ بأنهُ تم اختياركِ لتكوني زوجة الفرعون الرئيسية.. ابني أحبكِ من النظرة الأولى حتى قبل أن ينتبه لقلادة الملكة على عنقكِ.. أنتِ له.. أنتِ المُختارة.. أرجوكِ لا تُحزني قلب ابني فهو انتظركِ منذ زمن.. تقربي منه وسلمي قلبكِ له.. صدقيني لن تندمي أبداً "

أنا أحلم من جديد.. بالتأكيد أنا أحلم.. مستحيل أن يكون ما أراه وأعيشهُ الآن حقيقي!!.. هذا بالتأكيد حُلم مزعج سأستيقظ منه قريبا..

فكرت بذلك وبدأت أتوقف عن البكاء تدريجياً.. سمعت تلك المرأة تقول لي بحنان

" تعالي لنجلس ونتكلم بهدوء "

تركتُها تمسك بيدي وتجذبني لأجلس بجانبها.. تأملتني بنظرات حنونة وسألتني

" ما هو اسمكِ طفلتي؟ "

نظرت إليها بحزن وأجبتُها بهمس

" كاريتا سيدتي "

ابتسمت بوسع وقالت بسعادة

" الملكة كاريتا.. ما أجمل اسمكِ يا ابنتي.. هل يمكنني أن أسألكِ من أين أتيتِ؟! "

نظرت إليها بإرهاق جسدي ونفسي وأجبتُها بصدق

" من إنجلترا.. لقد أتيت إلى مصر في رحلة جامعية لزيارة ودراسة الأهرامات ومعالمها الأثرية من أجل بحوث للجامعة.. ولكن كنتُ أرى أحلاما غريبة عن الآلهة المصرية القديمة.. و اليوم حصل شيء غريب عندما كنا داخل هرم خوفو.. سقطت أنا و صديقتي أسينا في حفرة غريبة ورأيت نفسي داخل معبد ثم شاهدت الآلهة المصرية تُحاوطني و.. وبعدها جعلوني أدخل في تلك البوابة الغريبة و.. ووجدت نفسي هنا عندما استيقظت.. وذلك المنحرف قبلني.. ولا أفهم كيف أستطيع التكلم بهذه اللغة الغريبة!! "

رأيت وجه تلك المرأة أصبح شاحباً جداً.. كانت ترتعش أمامي وكأنها رأت شبحاً أمامها.. نظرت إليها بتعجُب وسألتُها بقلق

" أنتِ بخير سيدتي؟ "

رأيتُها تقف وكتفت يديها وهمست قائلة بفزع

" بحق الآلهة الآباء.. أنتِ من المستقبل! "

نظرت إليها بتعجُب ثم قهقهت بقوة وقلتُ له بينما كنتُ أضحك بسبب صدمتي

" أنتِ تمزحين معي.. عن أي مُستقبل تتكلمين!.. أنا أحلم من جديد بتلك الأحلام الغريبة.. ربما يجب أن أنام قليلا وسأستيقظ وأرى نفسي في جناحي في الفندق.. والآن من بعد إذنك أرغب بالنوم.. لقد أنهكني هذا الحُلم المُزعج "

تأملتني بنظرات مصدومة ولكن لم أهتم لها بل تقدمت واستلقيت على ذلك السرير الملكي.. ثم أغمضت عيناي وهمست براحة

" سأستيقظ بعد قليل وأرى نفسي في الفندق برفقة أسينا "

تنهدت بعمق ثم ذهبت بنومٍ عميق..



الفرعون زيروس**


كنتُ أقف أمام باب جناح ملكتي أنظر إليه بنفاذ صبر وبتوتر.. سمعت بيدوس يُكلمني باحترام قائلا

" فرعون.. لماذا لا تدخل إلى الغرفة وتتكلم بوضوح وبصراحة مع ملكتك؟.. يجب أن تفعل ذلك بدلا من أن تنتظر أمام الباب خروج الملكة الأم "

كنتُ أمرت حُراسي بالابتعاد عن باب جناح ملكتي ووقفت لوقتٍ طويل أمامه أنتظر بلهفة خروج أمي.. نظرت إلى بيدوس بحزن وأجبته

" سبق وقلتُ لك ملكتي خافت مني عندما رأتني.. لا أدري السبب!.. كانت تبكي بشكلٍ غريب وكأنها مُرتعبة مني.. ثم دخلت إلى الخلوة ولم تسمح لي بالدخول والتكلم معها.. واضطررت لترك والدتي برفقتها.. أشعر بالقلق وبالتوتر.. رغم فرحتي الكبيرة لأنني وجدت ملكتي أخيراً إلا أن ردة فعلها بلقائي أحزنتني.. ماذا لو تحققت اللعنة؟!.. ماذا سأفعل حينها!؟!... "

سمعت بيدوس يتنهد بقوة ثم قال بنبرة هادئة

" أباءنا الآلهة لن تسمح بأن تتحقق تلك اللعنة.. أنتَ الفرعون الملك المُعظم.. أنتَ ملك شعب كمت.. الآلهة لن تسمح لتلك اللعنة بأن تتحقق.. ثق بها خاصةً لأنها استجابت لصلواتك وأرسلت لك الملكة "

شعرت بالأمل وقبل أن أجيبه رأيت باب الجناح ينفتح ووقفت والدتي أمامي.. نظرت إليها بقلق بينما كانت تُغلق الباب بنفسها لتقف أمامي ووجهها شاحب جداً.. بلعت ريقي بقوة وهمست بتوتر

" أمي.. هل تكلمتِ معها؟.. هل خرجت من غرفة الخلوة؟.. هل أقنعتها بأنني لن أؤذيها وبأنني أحبُها؟ "

تجمدت نظراتي بذهول على دمعتها والتي سقطت من ركن عينها اليسرى لتسيل ببطء على وجنتها وخدها.. بلعت ريقي بقوة ورفت نظراتي لتستقر على عينيها وسمعتُها بصدمة كبيرة تهمس قائلة

" لقد اختاروا لك الآلهة الآباء ملكة من.. من.. من المستقبل "

سمعت شهقة بيدوس القوية لكن للوهلة الأولى لم أستوعب ما قالته أمي.. أملت رأسي إلى الجانب ونظرت بحنان إليها وسألتُها بتعجُب

" مستقبل!!... ملكة من المستقبل!!.. من المستقبل؟!!.. لم أفهم أمي!!!... "

سالت دموعها بكثرة وبللت وجنتيها ثم قالت بحزن

" اسمها كاريتا.. وهي من إنجلترا.. قالت لي بأنها.... "

سمعت بصدمة كبيرة ما تفوهت به أمي وهي تُخبرني بالتفصيل كلمة بكلمة قالتها ملكتي الجميلة.. عندما انتهت شهقت أمي بقوة وتابعت قائلة بأسى

" هي تظن بأنها تحلم.. ملكتك من المستقبل.. أرسلوها الآلهة من المستقبل.. لقد اختاروا لك ملكة من المستقبل "

رجعت خطوتين إلى الخلف وتوسعت عيناي بصدمة كبيرة.. ذلك الكاهن كان على حق.. ملكتي من المستقبل أتت!!.. ماذا سأفعل الآن....



القائد بيدوس**


شهقت بصدمة كبيرة عندما سمعت ما تفوهت به الملكة الأم.. نظرت إلى الملك بحزن ولزمت الصمت احتراما له.. فجأة رجع بخطواتهِ إلى الخلف وشحب وجهه بشدة..

فجأة كور قبضتيه بشدة وقال بنبرة حاسمة

" ليس مسموح لها من الخروج أبداً من هذا الجناح.. لن يراها أحدا سواي وطبعا أنتِ والدتي.. لا أريد للخدم من الاقتراب منها.. فقط نختار سوف تخدمها فهي الوحيدة التي تعلم بسر ملكتي.. سأجعلها تُحبني مهما كلفني ذلك.. لن أسمح لها بالعودة أبداً.. ستبقى هنا وتتزوجني وتكون زوجتي الرئيسية والوحيدة.. "

توقف الفرعون عن التكلم ثم التفت ونظر إليّ بنظرات باردة وقال بأمر

" بيدوس.. أريد خمسة من حُراسي لحراستها هنا.. لن يسمحوا لأحد من الدخول أو الخروج سوى لي وأمي و الخادمة نختار.. هل كلامي واضح؟ "

أحنيت رأسي له باحترام وأجبته

" نعم جلالة الملك.. سأهتم بنفسي شخصياً بكل شيء وأتأكد من تشديد الحراسة هنا ومنع الملكة من الفرار أو الهروب "

" جيد "

لفظ تلك الكلمة بحزن وغادر مُسرعا.. نظرت إلى الملكة سات رع ورأيتها تمسح دموعها وهي تنظر بحزن خلف الفرعون..

" سيتعذب ابني.. أرجوك بيدوس اهتم بصديقك.. فهو صديقك قبل أن يكون ملكك.. عدني بأنك ستهتم به.. عدني بذلك "

أمسكت بيدها وقبلتُها برقة ثم قلتُ لها بحنان

" ملكتي وأمي الغالية.. مستحيل أن أرفض لكِ طلباً.. لقد قمتِ بتربيتي منذ صغري واعتبرتني كابنٍ لكِ.. الفرعون زيروس هو شقيقي قبل أن يكون ملكي.. سأحميه وأقف بجانبه دائماً.. لا تقلقي من هذه الناحية سموك "

ربتت على يدي بخفة ثم ابتسمت بحزن وقالت لي قبل أن تذهب إلى جناحها

" فلتحميك الآلهة الآباء بُني.. وتحمي ابني الفرعون وتساعده "

بعد ذهابها تأكدت بنفسي من تأمين الحراسة للملكة وتكلمت مع الخادمة نختار بانفراد وشرحت لها ما يتوجب عليها فعله.. وطبعا بطاعة وافقت وسمحت لها بالدخول إلى جناح الملكة لتبقى معها..

وفور خروجي من الجناح الملكي رأيت رئيس الخدم سخنو ينتظرني برفقة كاهن الملك سيتو.. وما أن شاهداني أقترب ركضا ووقفا أمامي وسمعت رئيس الخدم يقول بقلق وبتوتر

" سيدي القائد.. مصيبة حدثت.. لقد تم تدنيس معبد الآلهة جِبري "

وقفت بأرضي ونظرت إليه بدهشة ثم هتفت بغضب

" ما الذي تعنيه؟!.. هل تم سرقة المعبد من قبل لصوص المعابد؟ "

وهنا سمعت الكاهن سيتو يقول

" سيدي القائد.. المعبد لم يتم سرقته بل تم تدنيسهُ من قبل امرأة.. لقد دخلت إلى المعبد اليوم برفقة الكهنة لتلاوة الصلوات ورأينا برعب امرأة نائمة على مائدة القرابين.. وتلك المرأة الوقحة أهانتنا وشتمتنا بألفاظ مسيئة جداً.. لذلك طلبت من حُراس المعبد بجلبها إليك حتى تتصرف معها "

نظرت إليه بنفاذ الصبر وقلتُ له بعدم اكتراث

" لدي أمور في المملكة أهم بكثير من تلك الفتاة.. دع الحراس يرمونها في السجن "

ابتسم الكاهن سيتو برضا تام بسبب حُكمي عليها وأجابني باحترام

" الحكم مُرضي وعادل بالنسبة لي.. موافق عليه سيدي القائد "

ابتسمت له ببرود واستأذنت منه وذهبت إلى جناحي لأستريح قليلا..


بعد مرور أسبوع**


كنتُ أمشي برفقة الملك الفرعون في حديقة القصر أستمع بحزن إليه.. كان يشكِ لي همه وحزنه بسبب ما يحدث بينهُ وبين الملكة.. يبدو بأن الأمور أصعب بكثير مما كنتُ أفكر..

رؤيتي للفرعون بهذا البؤس والحزن ألمني جداً.. فجأة رأيت رئيس حرس الزنزانات يقترب منا ووقف أمامنا وانحنى باحترام ثم قال بخوف

" سمو الملك.. لدينا مشكلة في الزنزانات.. تلك الفتاة التي دنست معبد الآلهة بسبب دخولها إليه والنوم على مائدة القرابين.. حاولت الفرار منذ قليل.. وهي الآن تهدد بإلقاء لعنة علينا إن لم نسمح لها بالخروج والعودة إلى فندق.. هي تستمر بالقول بأنها تريد الخروج لرؤية صديقتها والعودة إلى بلدها وذلك الفندق العجيب "

التفتَ الفرعون وتأملني بنظرات صادمة وفورا فهمت من نظراتهِ ما يريده.. مستحيل أن يكون صحيحاً ما نُفكر به!!.. مستحيل!!

نظرت إلى رئيس الزنزانات وأمرتهُ بحدة

" أرشدني إلى زنزانتها بسرعة "

أجابني موافقا وتبعته.. وما أن دخلت في السرداب الأخير التابع للزنزانات سمعت صوت فتاة تصرخ وتبكي وتهتف بجنون

" أخرجوني من هناااااااااااااااا.. سألعنكم جميعاااااااااااا.. أيها المغفلون أخرجوني من هنا.. أريد العودة إلى الفندق.. أريد صديقتي.. أريدُ أمي وأبي وشقيقي توبي.. أريد العودة إلى بلدي.. أخرجوني.. أرجوكم "

عقدت حاجباي وتقدمت بخطوات سريعة ورأيت الحراس ينحنون بخوف أمامي ثم أشاروا لي باتجاه إحدى الزنزانات.. تقدمت بسرعة وفجأة وقفت ونظرت بذهول أمامي



رأيت فتاة جميلة جداً تبكي وتنتحب وتمسح دموعها بطريقة جميلة طفولية.. شعرت بنبضات قلبي تتسارع بينما كنتُ أتأملها بهدوء وبتمعُن.. رأيتُها تمسح دموعها وشهقت بقوة ثم نظرت ناحية اليمين وقالت بحزن

" لماذا أنا هنا؟!.. هل تم اختطافي؟!.. وما هذه اللغة التي أتكلمُها؟!!.. وأين الجميع؟!.. وأين هي كاريــ... ااااهههه قلبي.. أنا خائفة.. أريدُ أمي.. أريدُها... "



ابتسمت برقة ولم أستطع ابعاد نظراتي عنها.. للأسف هذه اللحظات الجميلة انتهت عندما اقترب الحراس ووقفوا خلفي وهتف رئيس الحراس بحدة قائلا

" قفي وانحني أمام القائد الأول بيدوس.. هيا تحركي "

وهنا انتفضت تلك الفتاة بذعر ورأيتُها تلتفت وهنا التقت نظراتنا.. نظراتي المُندهشة والمذهولة بسبب جمالها الناعم أسرتها نظراتها الخائفة والمُرتعبة... شعرت بالزنزانة والحراس والجدران وكل شيء حولي يختفي.. فقط هي.. هي من كانت أمامي..

رأيتُها تقف وتركض وتقف أمامي وتأملتني بغضب وهتفت بوجهي

" أنت.. أيها المُختل والنصف العاري.. أخرجني من هنا.. لا يحق لكم سجني هنا.. أخرجني من هنا.. لم تسمعني؟.. قلتُ لك أخرجني من هنا وفي الحال "

رفع الحراس أسلحتهم باتجاهها وهتف عليها واحد منهم بغضب أعمى

" أنتِ أيتها النجسة.. لا ترفعي صوتكِ أمام القائد الأول و.. "

رفعت يدي عاليا وأوقفتهُ عن التكلم وإزعاجي.. نظرت إليها باستمتاع خاصةً عندما رأيت نظراتها الحاقدة والغاضبة للجميع.. نظراتها تلك أثارتني وبشدة.. وأردتُها لي بأي ثمن.. ابتسمت بخبث وأمرت الحُراس قائلا بحدة

" أخرجوها من الزنزانة "

وفوراً فتحوا باب الزنزانة وأمسكوا بذراعيها بالقوة وجعلوها تقترب وتجثو أمامي على ركبتيها.. قاومتهم وشتمتهم بكلمات غريبة.. كتمت قهقهتي ونظرت إليها بنظرات متوعدة..

انحنيت قليلا وأمسكت بطرف ذقنها ورفعت رأسها لتنظر إليّ.. في تلك الثواني عيناي غرقت في عمق عينيها الساحرة.. لكنها انتفضت وأبعدت رأسها بعنف عن ملمس أصابعي ثم هتفت بغضب بوجهي

" لا تلمسني أيها الغبي.. سأنتقم منكم جميعا.. لقد قمتم بخطفي وألقيتم سحركم عليّ.. أريد فقط العودة إلى الفنــ... "

هنا كنتُ قد سئمت من تصرفاتها السيئة والوقحة.. رفعت رأسي وقاطعتُها قائلا بأمر وبحدة للحراس

" أخرجوها من هنا وضعوها في جناح حريمي.. واطلبوا من رئيسة جناح حريمي الخاص لتهتم بها وتقوم بتجهيزها لي الليلة "

رأيتُها تتأملني بنظرات مرتعبة مصدومة ثم قهقهت بخفة عندما جعلوها الحراس تقف بالقوة وجعلوها تمشي برفقتهم خارج الزنزانات.. قهقهت بخفة عندما سمعتُها تصرخ وتشتم وتتوعد لنا بالجحيم.. هذه الجميلة الشرسة سوف أستمتع بترويضها الليلة..

كنتُ شارد الذهن أثناء وجبة العشاء.. طبعا الفرعون لم يكن حاضراً فهو برفقة الملكة في جناحها.. استأذنت من الملكة الأم وانصرفت صاعداً إلى جناحي.. دخلت وأمرت حرسي ليجلبوا لي تلك الشرسة الجميلة..

خلعت الحزام الجلدي والذي أضعه على كتفي وصدري ورميته بإهمال ثم اقتربت وسكبت لنفسي في كوب الفخار الماء وشربته بسرعة.. سمعت صوت صرخات تلك الشرسة وهي تشتم وتتوعد للجميع بالموت والانتقام.. انفتح باب جناحي ودخلت رئيسة جناح الحريم الخاص بي برفقتها ثلاث فتيات كانوا يمسكون بقوة بتلك الشرسة الجميلة..

" سيدي القائد.. لقد جهزت لك تلك الفتاة كما أمرت "

شكرتُها بهدوء وأشرت بيدي للجميع ليخرجوا.. وفور خروجهم من جناحي وقفت تلك الفتاة وركضت باتجاه الباب وفتحته لكنها شهقت برعب عندما رأت أمام عينيها حراسي يرفعون رماحهم برأس برونزي مُسنن عليها وأمام وجهها.. شهقت برعب ورجعت إلى الخلف وأغلقت الباب بسرعة..

قهقهت بخفة وقلتُ لها بنبرة حادة

" لن تستطيعي الهروب مني لبوتي الشرسة.. أنتِ لي الليلة.. وما أريدهُ أحصل عليه دائماً "

رأيتُها تبكي وهي تتأملني بذعر.. اقتربت منها عدة خطوات وحاولت الهروب لكنني بسرعة الفهد اقتربت وأمسكت مرفقها وجذبتُها بعنف وعانقتُها بقوة..

بدأت تقاومني بضراوة وتضرب صدري بقبضتيها الصغيرتين والناعمتين.. أثارتي جداً.. لأول مرة أشعر بتلك المشاعر الغريبة نحو امرأة.. ولم يعد باستطاعتي التحمل أكثر..

رفعت ذراعي اليمنى وأمسكت بخصلات شعرها الطبيعي والجميل ورفعت رأسها عاليا وثبتهُ جيداً بقبضتي الكبيرة ثم أخفضت رأسي وقبلتُها بنهم.. قبلتُها بعطش.. قبلتُها بجوع.. قبلتُها بشهوة.. قبلتُها قبلة ساخنة أحرقت جسدي قبل أن تحرقها..

لأول مرة في حياتي أُقبل امرأة بتلك الطريقة.. وعرفت بأنني لن أشعر بالممل منها بسهولة.. لن أمل منها أبداً....


انتهى الفصل




ولمن يرغب بكتابة تعليق لي هنا عن البارت:


كيف كان البارت؟..

الفرعون زيروس؟...

كاريتا؟..

الملكة سات رع؟..

القائد بيدوس؟..

وطبعا أسينا المسكينة؟...

توقعاتكم للبارت القادم؟...


أحبكم جداً أحبائي ❤️ كونوا بخير جميعاً  ❤️وشكرا على حُسن متابعتكم لروايتي ومحبتكم لها وكتابتكم لتعليقات لي على المدونة وهنا أحبكم قمراتي ❤️❤️❤️❤️

Continue Reading

You'll Also Like

3.9K 197 32
🌺 أنا من لا أعلم من أنا. 🌺أنا الجنون. 🌺أنا المرحة. 🌺أنا المحبة. 🌺 أنا الشجاعة. 🌺 أنا ملكه الاقتصاد 🌺أنا الذكية 🌺أنا الفاتنة 🌺أنا ال...
3K 135 7
الرواية انا محولاها لهونغجونج و سونغهوا و سان و مينجي
98.8K 5.7K 17
الشَّعبُ خاَضِعُ لَهُ ، وَ هُوَ خاَضِعُ لَهاَ الرواية متوقفة حاليا جيون جونغكوك | آفروديت APHRODITE . JUNGKOOK . @just_jk09
24.3K 1.1K 19
تروي قصة فتاة تجبرها الضروف على خوض تجربه فريده من نوعها في مجال العمل نوع القصه رومانسي درامي ذو طابع كوميدي جوليا : فتاه في ال١٩ من العمر ..جميله...