مصابيح فى حنايا الروح الجزء ا...

By AyaMostaffa

3.2K 61 1

قالوا في الشدائد لا يبقى الا الرجال قالوا في الفرصة لا يقتنصها الا الاذكياء قالوا في المواجهة لا يدخلها الا ا... More

صور الابطال
المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر والرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر والاخير ج2
الخاتمة

الفصل السابع عشر والاخير ج1

81 4 0
By AyaMostaffa




الفصل السابع عشر والأخير
الجزء الاول

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .
هكذا أنهى المأذون الدعاء مع تأمين كل الحضور لتتعالى بعدها الزغاريد من والدة تهاني وأخوات مدحت البنات وكل سكان سوق الخضار
بينما والدته تحرك فمها يميناً ويسار بامتعاض وهى تلكز ابنتها في خاصرتها لتتوجع وتقول : اه ايه يا ماما وجعتيني !!!
قالت : مش فاهمة فرحانة على ايه !! هقول ايه موكوسة زي أخوكي .
قالت ابنتها : والله يا ماما تهاني طيبة وغير مامتها خالص ... أنا وهي كنا بمدرسة واحدة وعرفاها ... هي بس كانت مبتعرفش تاخد حقها زي أختها الصغيرة فدايما أمها تيجي عليها هي .
ردت أمها : وليه ندخل في مشاكل .. أمها من ناحية وطليقها من ناحية .
ربتت الفتاة على كتف أمها وقالت : عشان هو اختارها هي وهيتجوزها هي ملوش دعوة بغيرها .
قالت بعدم اقتناع : أدينا هنشوف بس لو أمها قالت كلمة متعحبنبش مش هاسكتلها أنا قلت أهو .
في هذه الأثناء كان حودة وسلطان خارج المسجد لاستقبال الضيوف
ضيق حودة عينيه وقال : مش لطفي اللي جاي علينا ده يا سلطان !!!
ربت سلطان يحثه على الحركة : ايوه هو ... تعالى ناخده على جمب قبل ما يغلط بالكلام ويقلب الليلة .
وبالفعل توجه كل منهما للطفي الذي زاغت نظراته لرؤية فاندام لكن بغبائه قال وهو يحاول إبعاد يد سلطان عنه : سيبني يا سلطان ادخل اطربق الفرح على اللي فيه ... الهانم ترفضني وتتجوز الدكتور بعد ما خليته يشهد إنها بنت بنوت والله أعلم على اللي بينهم ... اااااه أكيد غلطت معاه وعملوا الفيلم ده كله عشان يلبسوني السلطانية .
زمجر فاندام وهو يقبض على رقبة لطفي بذراعه ويقول : كلمة زيادة في شرف بنت الناس هسيح دمك هنا وملكش عندي دية .... خلي عندك كرامه ورجولة وإبعد عنهم خالص .
قال بصوت خفيض مبحوح : يا حودة هاموت في إيدك ... مش عارف اخد نفسي ... حرام عليك يا فاندام .
قال سلطان بعد أن احمر وجهه غيظا وضيقا :وانت اللي زيك يعرف الحلال والحرام ... داير تسوء سمعة البنت اللي عمرنا ما سمعنا عنها ربع كلمه واخلاقها أغلى من الجنية الدهب .
ذنبها إنك غبي وغشيم وبدل ما تفهم رحت فضحتها ولسه ليك عين تعيد الفضايح من تاني !!
كل هذا وهو يحاول تخليص رقبته من تحت ذراع فاندام لكن كل ما استطاع فعله تخفيف يد فاندام قليلا وقال بمسكنة مصطنعة : يعني يرضيك يا سلطان اللي حصل ... يشهد معاها وبعدها يشغلها عنده وبعدها بتجوزها ...
أنا كنت بشوفهم بعيني يفضلوا في العيادة بالساعة والساعتين بعد ما الزباين يمشوا .
صوت تكة خفيفة يتبعها غرس نصل المطواة برقبته لتبرق عيناه برعب حقيقي بينما فاندام يقول بخشونة : اسمه المعلم سلطان وشكلك مابتفهمش إلا بالمطاوي يا لطفي ... كلامك ده تروح فيه رقاب بس أنا بقول رقبتك هي اللي تطير أحسن وأنضف .
قال سلطان : وانت هتوسخ إيدك في واحد زي ده ... ثم اقترب برأسه لرأس لطفي وقال بصرامة : كلمة زيادة في الموضوع ده أنا اللي هجيب رقبتك بسكينة الموز ... الأنسة تهاني سمعتها أنضف من حياتك كلها ... فلم الدور واخلع من هنا ولو سمعنا مجرد سمع إنك اتكلمت عن تهاني بالخير أو الشر متزعلش من اللي هيتعمل فيك وانت عارف مين حودة فاندام والمعلم سلطان .
رفع حودة ذراعه وازاح المطواة وأغلقها وهو يقول : لو عايز تجرب مطوة حودة فاندام انطق بس اسمها وهتشوف هيتعمل معاك ايه يا لطفي .
بالعودة للفرح بعد كتب الكتاب هنئاها الجميع وأولهم مدحت الذي احتضن يدها بتملك شديد وكلما حاولت الابتعاد يجذبها نحوه رافضاً للابتعاد ... نظرت حولها فوجدت والدته على مقعدها وتنظر لها بغيظ فابتسمت لها متجاهلة نظرات حماتها وقالت لمدحت : طنط شكل رجلها وجعاها تعالي نروحلها عشان نكون حواليها .
رفع يدها بحب وقبلها بدون اهتمام لجميع من حولهم وقال : ربنا ما يحرمني منك يا تهاني ... ماما والله طيبة بس غيرانه شوية .
أومأت وقالت بتسامح : لها حق تغير حد يبقى معاه واحد زيك ويفرط فيه بسهولة كده .
ابتسم لها وجذبها تجاه والدته ليقترب منها ويقبل رأسها ويقول : مش هتباركي لأبنك يا حجة ولا ايه ؟!!
دمعت عيناها وهي تنظر له بفخر وسعادة وتقول وهي تحاول النهوض : ربنا يوفقك يا ابني ويسعدك ويهديلك العاصي يا رب .
ونهضت لتحتضنه وتبكي تأثراً لزواجه حتى وإن كانت غير سعيدة بالعروس .
اقتربت تهاني وفعلت المثل قبلت رأسها وقالت : مبروك ليا إني بقيت واحدة منكو يا طنط .
تلجم لسانها ولم تستطيع الرد فالفتاة احرجتها بكلامها ... إن كانت تقصده بحق فقد ظلمتها وإن كانت تدعي حبا بمدحت فيكفي خوفها من غضبه ... ربتت عليها وقالت : ربنا يهديلنا الحال يا رب ويهديكوا لبعض قادر يا كريم .
أشرق وجه تهاني لدعوة حماتها وقالت : أحلى دعوة دي يا طنط متبطليهاش ابداً .
وكما العادة في سوق الخضار بعد الاحتفال بكتب الكتاب ينتقل الجميع لمنزل أهل العروس ويتم تحضير وليمة لأهل المنطقة بمساعدة جميع الأهل والجيران .
بداخل غرفة الصالون تجلس تهاني بخجل أمامها مدحت جواره والدته وجوارها والدتها .
يتسأل كل منهما ما سبب تواجد الحموات بهذا التوقيت لكنه تساؤل داخلي لا يستطيع الخروج للعلن .
قالت والدة تهاني : اشرب يا عريس ... ده عصير فراولة تهاني عملاه ليك مخصوص قبل ما تنزل ... اشربي يا أم مدحت ... لسه لما تاكلي من إيد تهاني هتحلفي ما تاكلي إلا من إيدها .
تناولت والداته العصير وقالت نكاية في أم تهاني : أخاف اخد على أكلها ترجع تقول وأنا اطبخ لحماتي ليه !!
شهقت تهاني باستنكار وقالت : يعني يبقى فاصلنا حيطة وكل واحد يطبخ لنفسه وياكل لوحده ... أنا كل يوم أعمل كل حاجة واجيبها ونقعد نستنى مدحت لحد ما يرجع من شغله ونتغدى سوا كلنا ...
ابتسمت والدته براحة وقالت : خلاص بس أوعي ترجعي في كلامك ... أنا ما صدقت حد يجي ياخد بحسي ... مدحت طول اليوم يا في شغله يا بيذاكر وأنا لوحدي .
قالت تهاني بصدق : لا متقلقيش خالص يا طنط طول ما مدحت برة أنا هاكون معاكي .
ارتفع صوت والدتها : ليه هو انتِ بعد الجواز مش ناوية تشتغلي !!!
ردت أمه : وتشتغل ليه طالما هو مكفي مصاريف البيت !!!
ردت أمها : تشتغل وتقبض قرش ليها أحسن ما تفضل تشتغل في البيت من غير ولا مليم .
شهقت أمه وقالت : عايزها تاخد أجرة على الطبخة اللي هتعملهالي يا أم تهاني ... وبعدين أكيد مدحت هيديها مصروف يكفيها وزيادة .
قالت أم تهاني بعدم رضا : طالما كده شغل وكده شغل يبقى تعمل لنفسها قرشين حلوين .
كانا تهاني ومدحت في حالة ذهول من الشجار الدائر وبرغم أنه يخصهما لكن لا أحد منهن أخذ رأيهما بأي شيء .
أما بالخارج فكانت نعمة وابتسام متابعات لما يحدث وبرغم عدم فهمهما لسبب الشجار لكن من ارتفاع الصوت وملامح الوجوه أدركوا أن هناك مشكلة على وشك الحدوث .
نظرت كل منهما للأخرى نظرة تأمريه ودخلتا بينما نعمة تقول : انتِ هنا يا خالتي وأنا دايخة عليكي كنت عايزة أغير ليحيى وأرضعه ومش عارفة أروح فين واجي منين .
قامت أم تهاني رافضة لكنها مضطرة وقالت : تعالي يا حبيبتي أوضة تهاني موجودة .
قالت نعمة : بس خليكي معايا لأني بخاف اقعد لوحدي في مكان مش واخدة عليه .
بينما جلست عسلية جوار والدة مدحت وقالت بصوت خفيض : بقولك يا طنط كنت عايزة أسالك على كام حاجة كده عشان الحمل ده لو فاضية يعني ... انتِ عارفة أنا وأمي زي الشريك المخالف ومعنديش حد اسأله .
شهقت بتعاطف وضمتها لها بينما عسلية تلاعب حاجبيها لتهاني لنجاح الخطة فأمسكت والدة مدحت تقول : تعالي يا حبيبتي نطلع برة ونتكلم على راحتنا ونسيب العرسان لبعض .
وأخذتها وخرجت و لم تنسى اغلاق الباب خلفها بينما مدحت يتنفس الصعداء وقال : لا اللي بيحصل ده كتير ... بعد الجواز نحاول نخلي أمي وأمك بعيد عن بعض تماما ... اجتماعهم خطر علينا يا تهاني صدقيني .
ابتسمت تهاني وقالت : عندك حق كل واحدة منهم بنعرف نكسبها لكن مع بعض بيمسكوا في بعض ولا كأننا موجودين !!
ابتسم مدحت وهو يقترب وقال : سيبك من صراع الحموات وقوليلي لحد أمتى كل ما اشوفك الاقيكي أحلى من المرة اللي قبلها .
ابتسمت بخجل وقالت : ايه الكلام الحلو ده يا مدحت !!
تأوه وقال : اخيراً سمعت اسمي من شفايفك من غير القاب ... اقترب وضمها لها براحة وقال : اخيراً هاقدر المسك واحضنك ومكنش خايف يا تهاني ... اه لو تعرفي كنت بقاوم نفسي أزاي عشان ماقمش أهجم عليكي واكلك وانتِ حلوة وزي القمر كدة .
ضحكت بسعادة وهي تحمد ربها على مكافأته لها وتعويضه لما حدث لها وقالت : هتفضل تقولي الكلام الحلو ده كده على طول .
حرك رأسه نافيا وقال : كلام ايه تهاني بس إحنا اتجوزنا خلاص عايزة تبوظي سمعتي إحنا رجال أفعال لا أقوال كلها شهر وتبقي في بيتي وتشوفي هيحصل فيكي ايه .

يتبع ...


بعد عدة ايام
ومرة أخرى تتعالي اصوات الزغاريد بالمنطقة ولكن هذه المرة عند صايغ المنطقة ... فبعد أن اتفق حازم على عمل حفلة صغيرة يتم بها تقديم الشبكة بمجرد أن يتوافر المال معه أوهمته عاليا بدخوله إلي إحدى الجمعيات بالعمل عندها لكنه بالأصل مالها كانت تدخره لجلسات العلاج النفسي الذي وبفضل الله اصبح لا يحتاجها ... لم يكن مبلغ كبير لكن كريمة بكرمها واخلاقها لم تشترط مبلغ محدد للشبكة ولهذا سارع حازم بمجرد اخذ المبلغ من عاليا مع وعده بالالتزام بدفع أقساط الجمعية خلال عشرة شهور كما هو مقرر أن يأخذ كريمة للصائغ لشراء شبكتها مع وعد أخر بشراء سلسال من الذهب عند كتب الكتاب لمعرفته بأن المبلغ الذي معه يعتبر قليل نسبيا .
ابتسمت كريمة بحياء بينما تقول عاليا : ذوقك رقيق زيك يا كريمة ما شاء الله الخاتم والإنسيال حلوين أوي .
زغرودة أخرى من نعمة ثم ازاحت كريمة جانبا وقالت : ها يا عم بهجت ادينا بقى سعر حلو ... سلطان زبونك من زمان وأي عروسة تتجوز بحلف عليها ما تجيب إلا منك .
ابتسم بهجت الصائغ وقال : المحل محلك يا أم يحيى والمعلم سلطان ومعارفه كلهم على راسي ... أنا هنزلك في المصنعية اللي اقدر عليه عشان المعلم الصغير وحلاوة دخوله المحل .
وضعت الذهب أمامه وقالت : طيب شوف بقى ... إوزن واحسب وطلع الفاتورة باسم كريمة وبراحة علينا دول لسه في أول طريقهم .
أومأ موافقا وهو يوزن المصوغات بينما حازم يبتسم بسعادة لأنه نال ما تمنى ... كريمة بالنسبة له أيقونة السعادة ... مصباحه الذي أضاء حنايا روحه المظلمة بعد الكثير من الظلم والظلام ... بعد العديد من الخيبات والآلام ... كانت هي النور في نهاية طريق طويل ... يخشى أن يكون مجرد سراب لكنه وبفضل من الله كان المصباح الذى أنار حياته .
قال بصوت خفيض لا يسمعه إلا هي : مبروك عليا يا كريمة ... مهما قولتلك وجودك فى حياتي قد ايه مهم هابقى بظلمك ... لكن كل اللي أقدر أقوله إنك العوض اللي ربنا بعتهولي بعد اللي حصلي ... الأمل اللي كنت خايف اصدق إنه موجود ... انتِ نعمة هافضل احمد ربنا طول عمري عليها .
نظرت حولها لا تستطيع الرد أو بمعني أدق لا تستوعب كم المشاعر الذي يشعر بها حازم تجاهها ... نعم تعلم أنه يحبها ونعم تشعر هي بإعجاب شديد به ... لكن كلامه الأن أعلى من الحب وأقوى من الانجذاب بمراحل ... قالت تتهرب من نظرة عيناه : أنا ... أنا مش بعرف أرد على الكلام ده ... بس كل اللي أقدر اقوله إنك كمان العوض والسند والعيلة بعد وفاة أهلي ... إنك عندي الأمان والدفا ... ربنا يقدرني واقدر أسعدك وأعوضك عن كل اللي انت شوفته .


يتبع ...





ينفح في غيظ ... يكاد يشتعل ... ينظر بساعته كل 30 ثانية لكنها بالنسبة له 30 دقيقة .
منذ ربع ساعة وهذا السمج بالداخل ... المهندس الجديد الذي استلم عمله منذ أسبوع فقط ومن يومها ولمح نظرات لم تعجبه موجهه لها هي ... هي فقط دون عن كل من بالموقع ... نعم لا يوجد فتاة غيرها بالموقع هي وسكرتيرة المقاول ومديرة مكتب المالك والاثنتان واحدة مخطوبة والأخرى متزوجة مما يجعل عاليا الفتاة الوحيدة بالموقع الصالحة للمغازلة ولسماجة البعض وبما أن الرجل كائن مغرور ... أناني ... (طفس) بطبعه فهذا يجعلها محط أنظار الجميع حتى وإن كان الأمر مجرد تمضية وقت لهم لكن لها !!! يخشي أن يتعلق قلبها بأحدهم بينما هذا الأحد لا ينوي سوى تحسين مهارته بالمغازلة ... لذلك يجب حمايتها وتحذيرها خوفا عليها فهي جارته وزميلته بالعمل لهذا يخشي عليها وليس هناك أي سبب أخر بالطبع ... صحيح !!!
اقترب من المكتب ليجد هذا السمج يخرج على فمه ابتسامه واسعة يريد أن يشوهها له بكل سعادة و راحة بال .
دخل مكفهر الوجه يقول بغضب : كل ده بترغوا في ايه ها ... بقاله أكتر من ربع ساعة في مكتبك ... ده لو بتراجعو ميزانية المشروع كان زمانه خلص ومشي .
تفاجئت من هجومه الغير مبرر ويجب أن تدافع عن نفسها تخشى أن تضايقه ... تخشى أن يظن أنها تتلاعب بالأخر أو .... لا يهم الاسباب فقط تخشى أن يفهم الأمر من زاوية خاطئة ... قالت : أنا كنت عند البشمهندس ممدوح بمضي منه ورق قبل ما يروح الادارة و من 6 دقايق بالظبط جه البشمهندس سامر اخدت منه ورق لازم يوصل للإدارة فطلب مني ابعته فاكس أو بالنت .
قال باستجواب : أومال خارج وبوقه من الودن دي للودن دي ليه ... ها فرحان بشبابه أوي كده !!!
غيرة أم تملك أم هي مجرد سماجة منه وقلة ذوق كما اعتادت ... عاليا لا تطمحي أو تفكري بهذه الترهات .
قطع صوته الحانق تفكيرها وقال : يا حاجة بكلمك أنا !!
نفضت أفكارها الغبية وقالت وهي تحاول العودة لشخصيتها : ايه يا اسطى داخل شمال ليه ... كويس ان المهندس ممدوح مش هنا كنا اتنفخنا ... وبعدين حد قالك إن هنا بيت الرعب اللي يخرج منه لازم يكون طالع مرعوب ومخضوض ونازل شحتفة وعياط ولا شايفني أم أربعة وأربعين اللي خارج من عندي طالع يجري إنه نفد بجلده .
رفع حاجبه واقترب بوجهه من المكتب وقال : بدخل عندك وبخرج عادي لامتشحتف ولا بعيط بس مش بضحك زي العبيط اللي خرج من شوية ده .
رغبة في الفهم أو جانب من دهاء الأنثى أو كيد النساء كما يقال فقالت بابتسامه : حرام عليك بقى مهندس سامر عبيط ده حتى دمه شربات .
خبطة قوية على مكتبها ووجهه احمر بعروق نافرة ثم قال : عاليا أنا مش بهزر الواد ده مش تمام ونيته شمال أنا بنصحك عشان الجيرة والعيش والملح اللي بينا .
رفعت جانب شفتها العليا وهي تفكر (جيران !! عيش وملح !!) ... كمان شوية هيبوس إيدي ويقولي في مقام والدته .
جلست براحة شديدة بمقعدها وقالت تتصنع الخجل : مش يمكن غرضه شريف !!!
ضحك بتهكم وقال : آآها يبقى دخل عليكي بالاسطوانه المشروخة بتاعة معجب ونتعرف على بعض أكتر عشان أدخل البيت من بابه .
تساءلت : طب وايه المشكلة لو قال كده ماهو أثبت حسن نية أهو .
ضحكة قصيرة ساخرة وقال : آآه وفترة التعارف من شهر لـ 30 سنة ... يا بنتي اللي غرضه شريف بيتكلم رسمي الأول وبعدها تتعرفوا مش هئ ومئ وطبلة وشخاليل .
انفجرت ضاحكة وبعدها أخفضت صوتها وقالت متناسية غضبها منه وقالت وهي تغمزه : ما انت طلعت حلو أهو وبتقول هئ ومئ ... أومال عايش دور عم ضياء وكله رايح ليه بس يا هندسة ؟؟
حقا لا فائدة منها ... استطاعت تحويل كل غضبه وغيظه منها بمجرد جملة بسيطة تافهه منها ... حقا لو اجتمعوا ببيت واحد كيف يكون شكل الشجار بينهما يتذكر شجاراته مع طليقته التي كانت تستمر لأسبوع بدون كلمة بينهما مع وجه متجهم من كلاهما ... أما عاليا فلا يعتقد أن شجارهما سيستمر أكثر من .... لحظة ... لحظة يا أشرف ... حقا فيما تفكر ... أي بيت وأي شجار وأي مصالحة هل انت بكامل وعيك وإدراكك ... لا ينكر أن الصورة منعشة ومجرد التخيل يجلب راحة للنفس ... لكن ... لكن عاليا مجرد زميلة وجارة لها أهميه ... هراء نعم هراء انت تغار وبشدة لدرجة انتظارك لخروج هذا السمج من عندها وتحذيرها منه بحجة اللاحجة ... نعم انت تشعر بنزعة تملك ناحيتها ... تشعر أنها خاصة بك انت ... طاقتها الإيجابية ... تفاؤلها المستفز ... ضحكتها اللامنطقية ... كل هذا يجب أن يكون موجه لك انت ولا يحق أن يكون لغيرك ... أما هراء الجيرة والأخوة والعيش والملح هذا تقنع به حمادة ابن مجاهد ووفاء ليس إلا .
أما هي فاستغلت صمته ونظراته التائهة لتتأمل تفاصيلة التي حفظتها عن ظهر قلب ... التي أدمنت الاستمتاع بها ... حتى في لحظات غضبه ولحظات ضيقه يكون في عينيها منتهى الجاذبية ... يا عاليا انتِ دخلتِ بمناطق خطرة لا بل شديدة الخطورة مناطق ستسبب الأذي لقلبك وتسبب الاختلال لحالة السلام النفسي الذي بذلتي الكثير للوصول له !!!
قطع تفكيرها صوته وهو يتساءل : خطوبة أخوكي أمتى ؟؟
نظرت له بتوهان ... ما علاقة السؤال بما كانوا يتناقشوا به الآن !!!
اجابت بتشتت : اشتري الشبكة من يومين وعلى الأسبوع الجاي نعمل حفلة صغيرة ... أكيد لما نحدد اليوم هاقولك ... ثم جزت على أسنانها وأضافت : ده إحنا جيران وبينا عيش وملح يا هندسة .
نظر لها ثم انفجر ضاحكا وهو يفهم أن جملته استفزتها ... وهذا جيد ... لا بل ممتاز لأن الجملة استفزته هو شخصيا وهو يعلم مدى عدم صحتها .
أومأ بصمت وقال بوعد : من هنا ليوم الخطوبة أكيد حاجات كتير هتتغير ... سلام يا لولو ..



انتهى
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

Continue Reading

You'll Also Like

43.6K 3K 36
أقسى ما قد تمر به هو ان تكون بأمس الحاجة للمساعدة ثم تكتشف أنك وحيد. الخوف و العجز يتملكان قلبك و أنت تسير في نفق الحياة المظلم قبل أن تجد ملاكاً يهب...
1.5M 27.5K 65
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
34.2K 1K 187
جميعنا عالقون بين اليابسة والبحر في ذاك الجزء الفاصل بينهما ذاك الشريط الرفيع بين سعادة مرجوة ..أو هلاك محتمل تلك الحافة التي تفصلنا بين ما نرتضيه...
675K 23.4K 100
ماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم...