الفصل التاسع

76 3 0
                                    

الفصل التاسع

للمرة العاشرة لهذا اليوم يحاول الاتصال بها ولا مجيب حزم أمره واتجه إلى منزل خالته ... يومها قرر تركها حتى تهدأ وحاول مهاتفتها اليوم التالي ولا رد وبعدها بعدة أيام لازالت مصرة على عدم الرد .
لذا قرر ان المواجهه هي الحل ... كان يتميز غيظا من تصرفها وتجاهلها له .
لا يفهم سر غضبها الشديد وتضخيمها للأمور ... يعلم أنها تغار ولكن الأن هو بمرحلة محورية ويجب عليه ان يتقدم ويغض النظر عن بعض التنازلات ... لهذا رفض مساعدة اخته فهذه التنازلات يستطيع هو التحكم بها ولن تمسه بسوء إنما مع اخته الأمر يختلف .
رحبت به خالته وذهبت لنداء زينة التي جاءت غاضبة ووجهها احمر من شدة الغضب والبكاء تحرك قدمها بعصبية وترتدي بدلة رياضية سوداء بخطوط صفراء من الجوانب على غير عادتها في التأنق عند زيارته لها .
فاق من تأملها وقال بغضب موازي : انتِ مش بتردي ليه ... وازاي تسيبيني وتمشي بالطريقة دي ... بحاول اكلمك بقالي كام يوم ومش بتردي ... قلت اسيبك تهدي شوية ... معرفش مطلوب مني اعمل ايه تاني .
قالت بغضب مكبوت خوفا من سماع والديها شجارهما سويا : انت جاي تتخانق بدل ما تعتذر وتقولي حقك عليا .
قال بعصبية : اعتذر ليه انتي هبلة يا بنتي ... هو انتِ شوفتيني معاها في اوضة النوم ... واحدة جات وسلمت وخلصنا .
شهقت مستنكرة كلامه لتنفلت اعصابها وتضربه بغضب على كتفه وقالت : سلمت وخلصنا ... المطلوب اشوف واحدة بتبوسك عادي واقول ده مجرد سلام ... إنت ترضاها ليا .
قبض على معصمها بطريقة المتها وقال بجنون : اوعي تقارني نفسك بيا انا راجل ... مفيش حاجة تمس سمعتي لكن انتِ كل تصرف محسوب عليكي ......
ولازم تفهمي الوضع الجديد اللي داخل عليه وتتوقعي كده واكتر كمان .
خلصت يدها منه وقالت : وضع ايه ... إنت صدقت نفسك ... بتقول كده ولسه مفيش حد يعرفك غير الناس اللي في الاستديو وبدأت تتنازل ... اومال لو 200 واحد سمعوك و عرفوك هتعمل ايه ... ازاي شايف تصرفك عادي وطبيعي !
ضغط على اسنانه وقال : مقلتش إنه طبيعي بس ده طبيعي في الوسط ده ولازم اكون زيهم .
قالت باستنكار : وإنت فين شخصيتك وفين مبادئك ... إنت تقدر تفرض طريقة الكل يتعامل معاك بيها مش تستسهل وتقول الكل كده .
قال شارحا : أنا في أول الطريق مينفعش افضل اشدد من تعاملاتي عشان ميقولوش عليا معقد .
قالت بتهكم : أول الطريق ووافقت ببوسة وحضن ونص الطريق توافق بسهرة في شقة مشبوهه وأخر الطريق تضرب ورقتين عرفي مع منتجة ولا مغنية معروفة عايز تعمل معاها دويتو وكله تحت بند الوضع الجديد .
قال بتوتر : ايه الهبل ده انتِ مكبرة الأمور زيادة عن اللزوم .
قاطعته : اللي يتنازل مرة يتنازل مية مرة ... وإنت من أول محاولة ما صدقت واتنازلت ... نسيت اتربيت فين ونسيت أصلك ... نسيت إنك من سوق الخضار شغال ميكانيكي و أهلك ناس عارفة ربنا ... نسيت إنك بتصلي كل جمعة في الجامع حتى لو قصرت باقي الاسبوع ... نسيت إنك اخر كل يوم بترفع ايدك تدعي ربنا يوفقك في طريقك ... مفكرتش ازاي هتدعي ربنا وإنت على أول طريق الغلط ... ازاي تطلب منه يستجيب وإنت شايف إن تصرفك عادي .........
فكر كويس يا هشام عشان مترجعش تندم وتقول يارتني .
وتركته ودخلت حجرتها لتنفجر في البكاء وهي تقول لنفسها : كنت عارفة انه هيضعف من أول امتحان .
اما هو بالخارج يقر بصحة كلامها ... لكن ... و اه منها هذه اللكن ... هو يحلم بالوصول للشهرة وغير مستعد للتنازل عن حلمه ... قد يكون جانب كبير من كلامها صحيح لهذا سيحاول وضع بعض الحدود في تعاملاته مع الجميع .

مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن